المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌تقديم الكتاب

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌علماء نجد وغيرهم

- ‌الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ

- ‌الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌الشيخ حسين ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌الشيخ سليمان ابن الشيخ عبد الله

- ‌الشيخ عبد الله ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب

- ‌الشيخ علي ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌الشيخ إبراهيم ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌الشيخ علي ابن الشيخ حسين

- ‌الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ عبد الله

- ‌الشيخ عبد الرحمن بن حسن

- ‌الشيخ عبد اللطيف ابن الشيخ عبد الرحمن

- ‌الشيخ إسحاق

- ‌الشيخ عبد العزيز بن محمد

- ‌الشيخ إبراهيم بن الشيخ عبد اللطيف

- ‌الشيخ عبد الله بن الشيخ عبد اللطيف

- ‌الشيخ حسن بن حسين

- ‌الشيخ عمر ابن الشيخ عبد اللطيف

- ‌الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ عبد اللطيف

- ‌الشيخ محمد ابن الشيخ عبد اللطيف

- ‌الشيخ صالح بن عبد العزيز

- ‌الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ

- ‌الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم

- ‌الشيخ محمد بن إبراهيم

- ‌ابن غنام

- ‌الشيخ حمد بن ناصر بن معمر

- ‌الشيخ عبد العزيز الحصين

- ‌الشيخ عبد العزيز بن محمد

- ‌الشيخ عثمان بن عبد الجبار بن شبانة

- ‌الشيخ عبد العزيز بن حمد بن معمر

- ‌الشيخ أبا بطين

- ‌الشيخ حمد بن عتيق

- ‌الشيخ محمد بن سليم

- ‌الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم

- ‌الشيخ أحمد بن عيسى

- ‌الشيخ ابن محمود

- ‌الشيخ عيسى بن عكاس

- ‌الشيخ إبراهيم بن عيسى

- ‌الشيخ حمد بن فارس

- ‌الشيخ سلمان بن سحمان

- ‌الشيخ سعد بن عتيق

- ‌الشيخ عبد الله بن سليم

- ‌الشيخ صالح العثمان القاضي

- ‌الشيخ إبراهيم بن محمد بن ضويان

- ‌الشيخ محمد بن عثمان الشاوي

- ‌الشيخ عبد العزيز بن بشر

- ‌الشيخ عبد الله بن بلهيد

- ‌الشيخ عمر بن محمد سليم

- ‌الشيخ سليمان بن عطية

- ‌الشيخ محمد بن مقبل

- ‌الشيخ عبد الله العنقري

- ‌الشيخ سعود بن رشود

- ‌الشيخ عبد الله بن زاحم

- ‌الشيخ عبد الرحمن بن عودان

- ‌الشيخ سليمان العمري

- ‌الشيخ عبد لرحمن بن سعدي

- ‌الشيخ عبد الله الخليفي

- ‌الشيخ محمد أبا الخيل

- ‌الشيخ عبد العزيز ابن عكاس

- ‌الشيخ محمد بن مانع

- ‌الشيخ حمود الشغدلي

- ‌صديق بن حسن

- ‌الشيخ بشير السهسواني

- ‌محمود شكري الألوسي

- ‌السيد رشيد رضا

- ‌الشيخ أبو بكر خوقير

- ‌السيد علوي مالكي

- ‌تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم

- ‌مدخل

- ‌ذرية الشيخ حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌ذرية الشيخ حسين ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌ذرية الشيخ علي ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌ذرية الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌بعض المصادر التي رجعنا إليها عند كتابتنا لهذه التراجم

- ‌المؤلف في سطور

- ‌استدراكات وتصحيحات

- ‌الشيخ حسن يماني

الفصل: ‌الشيخ عبد الرحمن بن حسن

‌الشيخ عبد الرحمن بن حسن

هو العلامة المشهور، صاحب التاريخ الحافل بالجهاد والكفاح، والمشرق بالدعوة والإصلاح، الذي كرس جهده، وأوقف حياته في بث العلم ونشره وجرد قلمه في الذب عن دعوة الإسلام، وعقيدة التوحيد، الإمام الأوحد الرباني والمجدد الثاني الشيخ عبد الرحمن بن حسن حفيد شيخ الإسلام محمد ابن عبد الوهاب.

ولد هذا العالم الكبير سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف من الهجرة في بلدة الدرعية، موطن الدعوة ومهد علمائها، وعاصمة ولاتها في ذلك الحين، فنشأ بها وقرأ القرآن حتى حفظه وهو في التاسعة من عمره، ثم لازم دروس العلم وحلق الذكر فقرأ على جده1 شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب كتاب التوحيد من أوله إلي أبواب السحر وجملة من كتاب آداب المشي إلي الصلاة، وحضر عليه قراءات كثيرة في كتب التفسير والحديث والأحكام.

ثم توفي جده شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وهولا يزال في الثالثة

1 قتل والده حسن في وقعة من الوقائع بمكان يسمى غرابة بنجد وتربى في أحضان جده الشيخ محمد رحمه الله.

فائدة من فوائد المترجم له قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: الذي استقرت عليه فتوى شيخنا شيخ الإسلام إمام هذه الدعوة الإسلامية أن العقار ونحوه إذا كان في يد إنسان يتصرف فيه تصرف المالك من نحو ثلاث سنين فأكثر ليس فيه منازع في تلك المدة إن القول قول قوله إنه يملكه إلا أن تقوم بينة عادلة تشهد بسبب وضع اليد أنه مستعير أو مستأجر.

ص: 58

عشرة من عمره، فلازم علماء الدرعية وجها بلتها الأعلام، فقرأ على الشيخ حمد بن ناصر بن كتاب المقنع في فقه الإمام أحمد بن حنبل، وقرأ على الشيخ عبد الله بن فاضل من علماء الدرعية، وقرأ على عمه علامة نجد في زمنه وخليفة والده وفاة الشيخ عبد الله ابن شيخ الإسلام محمد عبد الوهاب، وقرأ في الفرائض على عبد الرحمن بن خميس من علماء الدرعية، وقرأ في النحو على العلامة الشيخ حسين بن غنام صاحب التاريخ المشهور.

وبعد هذه القراءات جلس الطلاب العلم يدرسهم علم التوحيد والفقه، ثم ولي قضاء الدرعية زمن الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود وزمن ابنه الإمام عبد الله بن سعود، وكان في الدرعية ذلك الحين قضاة كثيرون مرجعهم علامة نجد في زمنه الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد عبد الوهاب، واستمر الشيخ عبد الرحمن في وظيفتي القضاء والتدريس حتى خرج طوسون بن محمد علي باشا لقتال أهل هذه الدعوة السلفية.

فعند ذلك جند الشيخ عبد الرحمن نفسه للدفاع عن الدين والأوطان، فصحب الإمام عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود في مسيرة لقتال طوسون فحضر معه وقعة وادي الصفراء1 الوقعة المشهورة بالقرب من المدينة التي حصلت بين طوسون وبين الإمام عبد الله وهزم فيها طوسون هزيمة منكرة.

وبعد هذه الوقعة استمر الشيخ في الدفاع وحضور الوقائع والحروب التي

1 قال الشيخ عثمان بن عبد الله بشر في حوادث السنة المذكورة وفيها أقبل من مصر العالم النحرير البحر الزاخر الغزير مفيد الطالبين المحفوظ بعناية رب العالمين جامع أنواع العلوم الشرعية ومحقق العلوم الدينية والأحاديث النبوية الآثار السلفية العلم كابرا عن الذي صارت الأصاغر بإفادته شيوخا أكابر قاضي قضاة الإسلام والمسلمين مفتي فرق الأنام الموحدين ناصر سنة سيد المرسلين الموفق للصواب في الجواب الشيخ عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب متع الله المسلمين بحياته وأفاض عليهم من علومه وبركاته قدم على الإمام تركي بن عبد الله قدس الله روحه ففرح به وأكرمه غاية الإكرام الخ.... وأفاض في الثناء عليه والتبسط في ترجمته رحم الله الجميع وغفر لهم.

ص: 59

حصلت بين هذه الدعوة السلفية والدولة العثمانية حتى قدر الله سقوط الدرعية واستيلاء إبراهيم بن محمد علي باشا عليها، وعلى جميع الجزيرة العربية فنقله إبراهيم باشا إلي مصر، ومعه حرمه وعائلته وابنه الشيخ عبد اللطيف وذلك في سنة 1233 هـ. وبقي ثمان سنوات بمصر، قرأ فيها على عدة علماء منهم الشيخ حسن القويسني ذكر: انه حضر عليه شرح جمع الجوامع للمحلي، ومختصر السعد في المعاني والبيان، وأجازه بجميع مروياته، ولقي بمصر مفتي الجزائر محمد بن محمود الجزائري الحنفي فقرأ عليه في الأحكام الكبرى للحافظ عبد الحق الاشبيلي، وأجازه بجميع مروياته عن شيخه الشيخ محمود الجزائري، والشيخ علي بن الأمير، ووجد بمصر الشيخ إبراهيم العبيدي المقري شيخ مصر في زمنه في القراءات، فقرأ عليه القرآن ولقي الشيخ أحمد بن سلمونه فقرأ عليه الشاطبية وشرح الجزرية، وقرأ على الشيخ يوسف الصاوي شرح الخلاصة لابن عقيل وقرأ على الشيخ إبراهيم الباجوري شرح الخلاصة للأشموني.

وحضر على محمد الدمنهوري في الاستعارات والكافي في علمي العروض والقوافي وذلك بالجامع الأزهر الشريف عمره الله بالعلم والإيمان وجعله مقر للعمل بالسنة والقرآن.

ولم يزل المترجم له الشيخ عبد الرحمن بن حسن مقيما بمصر ينهل من العلوم ويتزود من الفنون إلي أن رد الله الكرة لأهل نجد على يد الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، فاستعاد نجدا وطهرها من جميع الأتراك والغزاة وأرجعها إلي الحكم السعودي مرة ثانية بعدما خرجت عنه وذلك سنة 1240 هـ فعند ذلك كتب للشيخ عبد الرحمن يستحثه في القدوم عليه من مصر فحقق الشيخ رغبته وقدم عليه بعد ولايته بسنة عام 1421 هـ ففرح بمقدمه الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود وأكرمه غاية الإكرام.

فقام الشيخ عبد الرحمن بمؤازرة الإمام تركي خير قيام، فاستعان به الإمام تركي على تأسيس دولة إسلامية ونشر دعوة سلفية، أصلح الله بها ما أفسدته

ص: 60

تلك العساكر التركية، فأعادت إلي أهل نجد ما فقدوه من الروح الدينية والقوة المعنوية فاستقر الأمن وساد النظام والعدل.

فأخذ الشيخ عبد الرحمن ينشر العلم ويناصح أهل نجد بالرسائل ويأمرهم بالمعروف ويحثهم على لزوم جماعة المسلمين والسمع والطاعة لولي أمرهم، ولهدا قال: فلبي في تأريخه المسمى "تاريخ نجد ودعوة الشيخ محمد" ص 178 بالحرف الواحد ما نصه: "ثم وصل من مصر شخص آخر بارز هو الشيخ عبد الرحمن بن حسن حفيد محمد بن الوهاب، فاحتل منصب قاضي الرياض ذلك المنصب الذي قدر للشيخ أن يشغله سنوات عديدة يشاركه ابنه وتلميذه الشيخ عبد اللطيف وقد لعب الوالد وابنه دورا مهما في جعل الدين عاملا له أثره في حياة العرب" انتهى كلام فلبي وقد انتهت إلي الشيخ عبد الرحمن رئاسة العلم في زمنه بنجد فأصبح مرجع علمائها وشيخهم حيث جلس الطلاب العلم في نجد فتخرج به خلائق لا يحصون منهم ابنه الشيخ عبد اللطيف قرأ عليه في مصر وقرأ عليه بنجد والشيخ عبد الملك ابن الشيخ حسين بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأخوه الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ حسين والشيخ حسين بن حمد ابن الشيخ حسين ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، والشيخ عبد العزيز بن محمد بن علي ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب والشيخ عبد العزيز ابن عثمان بن عبد الجبار بن شبانة والشيخ عبد الرحمن الثميري والشيخ عبد الله بن جبر والشيخ العلامة حمد بن عتيق والشيخ عبد العزيز بن يحيى الفضلي الملهمي والشيخ محمد بن إبراهيم بن عجلان والشيخ عبد الرحمن بن عدوان والشيخ محمد بن إبراهيم بن سيف والشيخ عبد الله بن علي بن مرخان والشيخ علي بن عبد الله بن عيسى والشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى والشيخ عبد الرحمن بن مانع والشيخ محمد بن عبد الله بن سليم والشيخ حسن بن الشيخ حسين بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب والشيخ عبد الله بن نصير والشيخ ناصر بن عيد، واخذ عنه غير هؤلاء خلق كثير يطول عدهم فهو شيخ مشايخ أهل نجد في زمانه بلا نزاع قام ببث العلم ونشر الدعوة وتصدى للرد على زعماء

ص: 61

الضلال ورؤساء البدع المعارضين لدعوة الإخلاص التوحيد التي قام بها جده شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.

فرد _رحمه الله _ على داود بن سليمان بن جرجيس العراقي العاني بكتاب سماه القول الفصل النفيس في الرد على داود بن جرجيس، ورد على عثمان بن عبد العزيز بن منصور الناصري برد سماه المقامات، وقد استطرد فيه فأتى على جميع الحروب التي وقعت بين أهل هذه الدعوة السلفية والدولة العثمانية المصرية، فهو بحق رد وتاريخ، ورد _ رحمه الله _ على صاحب السحب الوابلة برد سماه المحجة ورد على عبد الحميد الكشميري بكتاب سماه بيان كلمة التوحيد والرد على الكشميري عبد الحميد وشرح كتاب التوحيد لجده شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بكتاب سماه فتح المجيد وعلق على كتاب التوحيد لجده المذكور حاشية مفيدة سماها ابنه العلامة الشيخ عبد اللطيف قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين وقد طبع هذان الكتابان وعم نفعهما. وله الرد والردع رد على داود بن جرجيس وله _ رحمه الله _ رسائل كثيرة وأجوبة عديدة طبعت ضمن رسائل أئمة الدعوة. وله رسالة في تحريم صيام يوم الشك طبعت بمطبعة المكتب الإسلامي في دمشق وكان رحمه الله متنبها فطنا لدسائس أهل البدع كتب له مرة الشيخ عثمان بن بشر صاحب تاريخ عنوان المجد وقال في آخر دعائه انه على ما يشاء قدير فكتب إليه وقال في أثناء جوابه إن هذه الكلمة اشتهرت على الألسن من غير قصد وهي مثل قول الكثير إذا سأل الله تعالى قال وهو القادر على ما يشاء وهذه الكلمة يقصد بها أهل البدع شرا وكل ما في القرآن وهو على كل شيء قدير وليس في القرآن والسنة ما يخالف ذلك أصلا لأن القدرة شاملة كاملة وهي والعلم صفتان شاملتان تتعلقان بالموجودات والمعدمات وإنما قصد أهل البدع بقولهم وهو القادر على ما يشاء أن القدرة لا تتعلق إلا بما تتعلق به المشيئة النهي1. انتهى

1 الدرر السنية الجزء الثاني عشر ص 63.

ص: 62

وكتب إليه المذكور مرة أخرى يهنئه بقدوم ابنه عبد اللطيف من مصر سنة 1264 هـ. وتوسل إلي الله في دعائه بصفاته الكاملة التي لا يعلمها إلا هو فكتب إليه وقال: "وقد ذكرت وفقك الله في وسيلة دعوتك جزاك الله عني أحسن الجزاء عن تلك الدعوات قلت وأتوسل إليك بصفاتك الكاملة التي لا يعلمها إلا أنت فأعلم أيها الأريب الأديب أن التي لا يعلمها إلا هو كيفية الصفة وأما الصفة فيعلمها أهل العلم بالله كما قال الإمام مالك الاستواء معلوم والكيف مجهول ففرق هذا الإمام بين ما يعلم من معنى الصفة على ما يليق بالله فيقال استواء لا يشبه استواء المخلوق ومعناه ثابت لله كما وصف به نفسه. وأما الكيف فلا يعلمه إلا الله، ولم يزل رحمه الله يفتي ويدرس ويكاتب أهل بلدان نجد بالمراسلات والنصائح يحثهم على لزوم جماعة المسلمين ويذكرهم نعمة الإسلام والدين زمن الإمام تركي بن عبد الله ثم زمن ابنه الإمام فيصل حتى توفاه الله عشية يوم السبت حادي عشر ذي القعدة سنة خمس1وثمانين ومائتين وألف في بلدة الرياض فصلي عليه بجامع الرياض ودفن في مقبرة العود وذلك في ولاية الإمام عبد الله بن فيصل وكان- رحمه الله تعالى – سخيا جوادا يتفقد طلاب العلم ويواسيهم ويعطف على الفقراء والمعوزين.

ترجم له عثمان بن بشر في تاريخه عنوان المجد ترجمة طويلة أثني عليه فيها بما هو أهله من الفضل والعلم وكذلك ترجم له المؤرخ الشهير إبراهيم بن صالح بن عيسى ترجمة طويلة في تاريخه عقد الدرر، وقد أنجب _ رحمه الله تعالى _ أولادا خمسة هم: محمد2 والشيخ العلامة الشهير عبد اللطيف وإسحاق

1 وضعنا بعد هذه الترجمة ملحقا يتضمن رواية الشيخ عن مشائخه.

2 قتل محمد بن المترجم له الشيخ عبد الرحمن في حرب الدرعية سنة 1233 هـ وهو بكر أبيه وأكبر أبنائه.

ص: 63

وعبد الله وإسماعيل وكل من هؤلاء الأولاد المذكورين خلف ذرية كثيرة إلا محمدا وإسماعيل، فليس لهما عقب ولا ذرية رحم الله الشيخ عبد الرحمن1 ابن حسن وبارك في أحفاده وعقبه ورحم الله شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ورضي عنه وأرضاه وجعل جنة الخلد نزله ومأواه وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

1 عاصر الشيخ عبد الرحمن بن حسن المترجم له ستة من ملوك آل سعود الذين تعاقبوا على الحكم وهم الإمام عبد العزيز بن محمد سعود وابنه الإمام سعود بن عبد العزيز وابنه عبد الله بن سعود ثم الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود وابنه الإمام فيصل بن تركي وابنه عبد الله بن فيصل بن تركي ومات الشيخ في أول حكمه سنة 1285 هـ وقد أورد ذكر الشيخ عبد الرحمن ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب صاحب تاريخ آل سعود فقال في ص 200 س 15 وفي سنة 1255 هـ "1839مـ" كان قاضيا بلدة الدلم بالخرج وكانت الخرج تحت حكم خورشيد باشا ومع ذلك لم يمسه أحد بسوء": وهذا وهم من مؤلف تاريخ آل سعود والصحيح أن الذي كان قاضيا ببلدة الدلم بالخرج سنة 1255 عبد الرحمن بن حسين ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وليس الشيخ عبد الرحمن ابن حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب: واليك نص ما ذكره الشيخ عثمان بن عبد الله بن بشر ثم دخلت سنة خمس وخمسين ومائتين وألف وخورشيد باشا إذ ذاك في الخرج ولما تولاها هرب منها أناس كثير إلي الحوطة والحريق لأنهم أهل منعة ولا يعطون الدنية للترك فسكن عندهم الشيخ عبد الرحمن بن حسن والشيخ علي بن حسن وأخوه عبد الملك: وبقي الشيخ عبد الرحمن بن حسين بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قاضيا في الدلم ولا رأى مكروها" فاشتبه على صاحب تاريخ آل سعود وظن انه الشيخ عبد الرحمن بن حسن وللتنبيه والتأريخ حرر.

ص: 64

رواية العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب عن مشائخه.

قال _ رحمه الله _ فيما كتبه إلي بعض تلامذته من العلماء وقد سأله ممن أخذ عنه من المشائخ في نجد ومصر.. وأما ما طلبت من روايتي عن مشايخي فأقول: أعلم أني قرأت على شيخنا الإمام الجد شيخ الإسلام _ رحمه الله _ كتاب التوحيد من أوله إلي أبواب السحر. وجملة من آداب المشي إلي الصلاة وحضرت عليه عدة مجالس كثيرة في البخاري والتفسير وكتب الأحكام بقراءة شيخنا الشيخ ابنه عبد الله _ رحمهما الله تعالى _ وشيخينا الشيخ ابنه علي رحمهما الله تعالى في كتاب البخاري وقراءة ابنه الشيخ عبد العزيز رحمه الله في سورة البقرة من كتاب ابن كثير وكتاب منتقى الأحكام بقراءة الشيخ عبد الله بن ناصر وغيرهم وسنده رحمه الله تعالى معروف تلقاه عن عدة من علماء المدينة وغيرهم رواية خاصة وعامة منهم محمد حياة السندي والشيخ عبد الله بن إبراهيم الفرضي الحنبلي وقرأت وحضرت جملة كثيرة من الحديث والفقه على الشيخين المشار إليهما أعلاه وشيخنا الشيخ حسين رحمه الله تعالى وحضرت قراءته وأنا إذ ذاك في سن التمييز على والده شيخ الإسلام رحمه الله تعالى وشيخنا الشيخ حمد بن ناصر رحمه الله تعالى. قرأت عليه في مختصر الشرح والمقنع وغيرهما وشيخنا الشيخ عبد الله بن فاضل رحمه الله قرأت عليه في السيرة وشيخنا الشيخ عبد الرحمن بن خميس فرأت عليه في شرح الشنشوري في الفرائض وشيخنا الشيخ أحمد بن حسن الحنبلي قرأت عليه الجزرية للقاضي

ص: 65

زكريا الأنصاري وشيخنا الشيخ أبو بكر حسين بن غنام قرأت عليه شرح الفاكهي على المتممة في النحو.

وأما مشايخنا من أهل مصر فمن فضلائهم في العلم الشيخ حسن القويسني حضرت عليه شرح جمع الجوامع في الأصول للمحلي ومختصر السعد في المعاني والبيان وما فاتني من الكتابين إلا فوات يسير، وأكبر من لقيت بها من العلماء الشيخ عبد الله سويدان وأجازني هو والذي قبله بجميع مروياتهم ودفع لي كل واحد منهما نسخته المتضمنة لأوائل الكتب التي رووها بسندهم إلي الشيخ المحدث عبد الله بن سالم البصري شارح البخاري ولقيت بها الشيخ عبد الرحمن الجبرتي وحدثني بالحديث المسلسل بالأولية بشروطه وهو أول حديث سمعته منه وقرأته عليه سنده حتى انتهيت إلي الإمام سفيان بن عيينة _ رحمه الله عن أبي قابوس مولى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما _ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالي ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" وأجازني بجمع مرويا ته عن شيخه الشيخ مرتضى 1 الحسيني عن الشيخ عمر بن أحمد بن عقيل عن الشيخ أحمد الجوهري كلاهما عن عبد الله بن سالم البصري وهو يروي عن أبي عبد الله محمد بن علاء الدين البابلي عن الشيخ سالم السنهوري عن النجم الغيطي عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري عن الحافظ شيخ الإسلام أحمد بن علي بن حجر العسقلاني صاحب فتح الباري وأكثر روايات من ذكرنا من مشايخنا للكتب تنتهي إليه

1 هو أبو الفيض السيد محمد بن محمد بن عبد الرزاق الشهير بمرتضي الحسيني الزبيدي – الحنفي مؤلف كتاب تاج العروس من جواهر القاموس في أحد عشر مجلدا طبع عدة مرات وآخر طبعة له بمطبعة حكومة الكويت وتحقيق عبد الستار أحمد فراج عام 1385 هـ - 1965 م ترجم للسيد أبو الفيض الشيخ عبد الرحمن بن حسن الجبرتي في الجزء الثاني من تاريخه عجائب الآثار في التراجم والأخبار ص 208 وص 209 طبعة حسين أفندي شرف وأطنب الجبرتي في ترجمته ومدحه وذكر أنه توفي بمصر سنة 1205 وترجم له عبد الستار أحمد فراج رئيس التحرير بمجمع اللغة العربية في مقدمة الجزء الأول من تاج العروس من جواهر القاموس المطبوع بمطبعة حكومة الكويت عام 1385 هـ_ 1965 م ترجمة وافية تقع في عشر صفحات.

ص: 66

وأما روايتهم للبخاري فرواه الحافظ رحمه الله عن إبراهيم بن أحمد التنوخي عن أحمد بن أبي طالب الحجار عن الحسين بن المبارك الزبيدي الحنبلي عن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي الهروي عن أبي الحسين عن الداودي عن عبد الله بن حمويه السرخي عن الفربري عن الإمام البخاري _ رحمه الله _ وقرأت عليه أسانيده عن شيخه المذكور متصلة إلي مؤلفي الكتب الحديثية كالإمام أحمد ومسلم وأبي داود، والنسائي والترمذي وابن ماجه _ رحمهم الله تعالى _ فأجازني بها وبسند مذهبنا بروايته عن شيخه المذكور، عن السفاريني النابلسي الحنبلي، عن أبي المواهب متصلا إلي أمامنا _ رحمه الله تعالى _.

وأما الشيخ عبد الله بن سويدان فأجازني بجميع ما في نسخة عبد الله بن سالم المعروفة بمصر، ونقلها من أصله فهي إلي الآن موجودة عندنا مسندة إلي الشيخ المذكور بروايته عن شيخه محمد بن أحمد الجوهري عن أبيه أحمد عن شيخه عبد الله بن سالم، وقد تقدم سياق سنده إلي البخاري وأجاز لي رواية مذهب إمامنا بروايته له عن الشيخ أحمد الدمنهوري عن الشيخ أحمد بن عوض عن شيخه محمد الخلوتي عن شيخه الشيخ منصور البهوتي عن الشيخ عبد الرحمن البهوتي عن الشيخ يحيى ابن الشيخ موسى الحجاوي عن أبيه وسند الأب مشهور إلي الإمام أحمد.

وأما الشيخ حسن القويسني فأجازني بجميع ما في نسخة عبد الله بن سالم البصري المذكور بروايته عن الشيخ عبد الله الشرقاوي عن الشيخ محمد بن سالم الحفني عن الشيخ عبد الله بن علي النمرسي عن الشيخ عبد الله بن سالم البصري قال: وأخذت صحيح البخاري جميعه عن الشيخ داود القلعي عن الشيخ أحمد بن جمعة البحيري عن الشيخ مصطفى الاسكندراني المعروف بابن الصباغ عن الشيخ عبد الله بن سالم بسنده المتقدم، قال: وأخذت الصحيح عن شيخنا الشيخ سليمان البحيري عن محمد العشماوي عن الشيخ أبي العز

ص: 67

العجمي عن الشيخ محمد الشويري عن محمد الرملي عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري عن الحافظ ابن حجر العسقلاني عن الشيخ التنوخي عن الشيخ سليمان بن حمزة عن الشيخ علي بن حسين ابن المنير عن أبي الفضل ابن ناصر عن الشيخ عبد الرحمن بن منده عن محمد بن عبد الله بن أبي بكر الجوزقي عن مكي بن عبدان النيسابوري عن الإمام مسلم عن الإمام البخاري رضي الله عنهم أجمعين قلت وبهذا السند روى صحيح مسلم.

ولقيت بمصر مفتي الجزائر محمد بن محمود الجزائري الحنفي الأثري فوجدته حسن العقيدة طويل الباع في العلوم الشرعية وأول حديث حدثنيه المسلسل بالأولية رواه لنا عن شيخه محمود الجزائري بشرطه متصلا إلي سفيان بن عيينة كما تقدم وأجازني بمر وياته عن شيخه المذكور وشيخه علي بن الأمين وقرأت عليه جملة في صحيح مسلم وأول البخاري رواية ابن سعادة بالسند المتصل إلي المؤلف رحمه الله تعالى وقرأت عليه جملة من الأحكام الكبرى للحافظ عبد الحق الاشبيلي رحمه الله وكتبت أسانيده في الثبت الذي كتبته عنه.

وممن وجدت بمصر الشيخ إبراهيم العبيدي المقري شيخ مصر في القراءات يقرأ العشر وقرأت عليه أول القرآن وأما الشيخ أحمد سلمونه فلي به اختصاص كثير وهو رجل حسن الخلق متواضع له اليد الطولي في القراءات والإفادات وقرأت عليه كثيرا من الشاطبية وشرح الجزرية لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري وقرأت عليه كثيرا من القرآن وأجاد وأفاد، وهو مالكي المذهب وللذي قبله روايات وأسانيد متصلة إلي القراء السبعة وغيرهم ومنهم الشيخ يوسف الصاوي قرأت عليه الأكثر من شرح الخلاصة لابن عقيل رحمه الله تعالى.

ومنهم إبراهيم البيجوري قرأت عليه شرح الخلاصة للأشموني إلي الإضافة وحضرت عليه في السلم وعلى محمد الدمنهوري في الاستعارات والكافي في علمي العروض والقوافي قرأها لنا بحاشيته بالجامع الأزهر. عمره الله تعالى

ص: 68

بالعلم والإيمان وجعله محلا للعمل بالسنة وجميع المدن والأوطان أنه واسع الامتنان وصلى الله علي أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

أملاه الفقير إلي الله تعالى عبد الرحمن بن حسن، أحسن الله إليه بمنه وكرمه وكتبه الفقير إلي الله، إبراهيم بن راشد سنة 1244 هـ ونقله من خطه الفقير إلي رحمة ربه العزيز، محمد بن علي بن محمد البيز، رزقه الله العلم والفضل والعمل وحسن الخاتمة عند حلول الأجل أنه واسع المن كثير الفضل سنة 1334هـ 1

1 سئل شيخنا عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى عن تنصيف المهر: وذلك أن الرجل إذا خطب المرأة من الحمولة "أي العشيرة القبلية" وأجابوه وقربوه وعقدوا له على "ريالين" أو نحوها يسمونه "مهرا" ومن المعلوم أن المقصود غيره وربما يقع الطلاق قبل الدخول فما الذي ينتصف هل هو المسمى عند العقد أو "المعتاد" – أجاب _ رحمه الله تعالى بقوله: اعلم أن هذه المسألة تكثر الفكرة فيها ولم نقف على نص صريح فيها ولكن الذي يستقر في القلب ويغلب في الاعتقاد وهو أقرب إلي أصول الشرع أن التنصيف يكون فيما سمى "جهازا" وهو الذي يبذل قبل الدخول في العادة في مثل نساء هذه المرأة "أي المكافئات لها" نسبا وإيسارا ثم وجدنا في الاختيارات "لشيخ الإسلام ابن تيمية" ما يقرر ذلك ويوافقه ولفظه: والشرط المتقدم كالمقارن والاطراد العرفي كاللفظي: قال أبو العباس ورحمه الله تعالى "أي شيخ الإسلام أحمد بن تيمية" وقد سئلت عن مسألة من هذا وقيل ما مهر هذا وقلت ما جرت العادة بأن يؤخذ من الزوج فقال إنما يؤخذ المعجل قبل الدخول: فقلت هذا مهر مثلها انتهى وهو واضح لا غبار عليه ويغلب على ظني أني قد أفتيت به سابقا والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وسلم: الجزء الأول من مجموع الرسائل والمسائل النجدية الطبعة الأولي سنة 1346 هـ _ سنة 1928 م بمطبعة المنار بمصر.

ص: 69