المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌تقديم الكتاب

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌علماء نجد وغيرهم

- ‌الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ

- ‌الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌الشيخ حسين ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌الشيخ سليمان ابن الشيخ عبد الله

- ‌الشيخ عبد الله ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب

- ‌الشيخ علي ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌الشيخ إبراهيم ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌الشيخ علي ابن الشيخ حسين

- ‌الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ عبد الله

- ‌الشيخ عبد الرحمن بن حسن

- ‌الشيخ عبد اللطيف ابن الشيخ عبد الرحمن

- ‌الشيخ إسحاق

- ‌الشيخ عبد العزيز بن محمد

- ‌الشيخ إبراهيم بن الشيخ عبد اللطيف

- ‌الشيخ عبد الله بن الشيخ عبد اللطيف

- ‌الشيخ حسن بن حسين

- ‌الشيخ عمر ابن الشيخ عبد اللطيف

- ‌الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ عبد اللطيف

- ‌الشيخ محمد ابن الشيخ عبد اللطيف

- ‌الشيخ صالح بن عبد العزيز

- ‌الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ

- ‌الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم

- ‌الشيخ محمد بن إبراهيم

- ‌ابن غنام

- ‌الشيخ حمد بن ناصر بن معمر

- ‌الشيخ عبد العزيز الحصين

- ‌الشيخ عبد العزيز بن محمد

- ‌الشيخ عثمان بن عبد الجبار بن شبانة

- ‌الشيخ عبد العزيز بن حمد بن معمر

- ‌الشيخ أبا بطين

- ‌الشيخ حمد بن عتيق

- ‌الشيخ محمد بن سليم

- ‌الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم

- ‌الشيخ أحمد بن عيسى

- ‌الشيخ ابن محمود

- ‌الشيخ عيسى بن عكاس

- ‌الشيخ إبراهيم بن عيسى

- ‌الشيخ حمد بن فارس

- ‌الشيخ سلمان بن سحمان

- ‌الشيخ سعد بن عتيق

- ‌الشيخ عبد الله بن سليم

- ‌الشيخ صالح العثمان القاضي

- ‌الشيخ إبراهيم بن محمد بن ضويان

- ‌الشيخ محمد بن عثمان الشاوي

- ‌الشيخ عبد العزيز بن بشر

- ‌الشيخ عبد الله بن بلهيد

- ‌الشيخ عمر بن محمد سليم

- ‌الشيخ سليمان بن عطية

- ‌الشيخ محمد بن مقبل

- ‌الشيخ عبد الله العنقري

- ‌الشيخ سعود بن رشود

- ‌الشيخ عبد الله بن زاحم

- ‌الشيخ عبد الرحمن بن عودان

- ‌الشيخ سليمان العمري

- ‌الشيخ عبد لرحمن بن سعدي

- ‌الشيخ عبد الله الخليفي

- ‌الشيخ محمد أبا الخيل

- ‌الشيخ عبد العزيز ابن عكاس

- ‌الشيخ محمد بن مانع

- ‌الشيخ حمود الشغدلي

- ‌صديق بن حسن

- ‌الشيخ بشير السهسواني

- ‌محمود شكري الألوسي

- ‌السيد رشيد رضا

- ‌الشيخ أبو بكر خوقير

- ‌السيد علوي مالكي

- ‌تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم

- ‌مدخل

- ‌ذرية الشيخ حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌ذرية الشيخ حسين ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌ذرية الشيخ علي ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌ذرية الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌بعض المصادر التي رجعنا إليها عند كتابتنا لهذه التراجم

- ‌المؤلف في سطور

- ‌استدراكات وتصحيحات

- ‌الشيخ حسن يماني

الفصل: ‌الشيخ سلمان بن سحمان

‌الشيخ سلمان بن سحمان

هو العلامة الشهير صاحب المؤلفات والردود الذي جرد قلمه وسخر يراعه لنصره الإسلام والنضال عن عقيدة التوحيد الشيخ سليمان سحمان بن مصلح بن حمدان بن مسفر بن محمد بن مالك بن عامر الخثعمي التبالي العسيري النجدي. . أصله _ رحمه الله _ من تبالة قرية من أعمال بيشة كانت مضرب المثل في الرخاء والخصب قال لبيد بن ربيعة العامري:

فالضيف والجار الجنيب كأنما

هبطا "تبالة" مخصبا أهضامها

أصل الشيخ من هذه القرية المشهورة فنزح والده منها إلي مدينة أبها عاصمة عسير فولد الشيخ في قرية1 من أعمال أبها السقا وذلك سنة 1266هـ

1 لما استقر والده بمدينة أبها تزوج امرأة من أهالي القراء محلة من محلات أبها وأنجبت منه ثلاثة أبناء: الشيخ سليمان ومحمدا وعبد الكريم وكاتب قد تزوجت قبل سحمان بزوج ورزقت منه بابن اسمه فايع ولما نزح سحمان من عسير إلي نجد ونزح معه بابنيه الشيخ سليمان ومحمد ترك ابنه عبد الكريم ووالدته بأبها ولما وصل مدينة الرياض فتح مدرسة لتحفيظ القرآن بجوار مسجد الشيخ بحي دخنة وأخذ يعلم أبناء آل الشيخ القرآن وغيرهم من أبناء أهل مدينة الرياض وتزوج امرأة من آل مز يعل سكنة "أبالكباش" من أعمال مدينة الرياض وأنجبت منه ابنا اسمه إسماعيل بن سحمان استشهد في وقعة البكيرية عام 1322هـ وهو غاز في جيش الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وخلف ابنا ناصر بن إسماعيل ابن سحمان طالب علم توفي بمدينة الرياض عام 1350هـ أخذ الشيخ سحمان والد المترجم له يعلم القرآن في مدينة الرياض وبعد وفاة الإمام فيصل ابن الإمام تركي بسنتين أي 1284هـ رحل بابنيه الشيخ سليمان ومحمد إلي بلدة العمار من بلدان الأفلاج بنجد وأخذ يدرس أبناء بلدة العمار القرآن إلي أن توفي ببلدة العمار عام 1289هـ فخلفه في تدريس القرآن ابنه محمد وقد أنجب محمد ابنا اسمه عبد العزيز وعبد العزيز أنجب ابنا اسمه عبد الرحمن وعبد الرحمن الذكور هو قاضي مقاطعة الأفلاج حاليا.

ص: 200

ألف ومائتين وستة وستين من الهجرة فنشأ بها في أحضان والده الشيخ سحمان وكان والده فاضلا من حفظة القرآن وطلاب العلم فأقرأ ابنه القرآن حتى ختمه ثم أخذ يلقنه مبادئ العلوم وفي سنة ثمانين بعد المائتين والألف من الهجرة في ولاية محمد بن عائض بن مرعي نزح والده سحمان من عسير إلي نجد واصطحب معه ابنيه المترجم له الشيخ سليمان ومحمد فوصل بهما مدينة الرياض وحل فيها ضيفا مهاجرا عند الإمام فيصل ابن الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود فآواه ورتب له مرتبا يقوم بكفايته وعائلته وكان ذلك في زمن الإمامين الشيخ عبد الرحمن بن حسن ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وابنه الشيخ عبد اللطيف فابتدأ الشيخ سليمان في القراءة على الشيخ عبد الرحمن بن حسن وعلي ابنه الشيخ عبد اللطيف ولازمه ملازمة تامة وصار يكتب له الرسائل والردود وبعد وفاة الإمام فيصل ابن الإمام تركي بسنتين أي 1284هـ انتقل مع والده الشيخ سحمان إلي بلدة العمار من بلدان الأفلاج بنجد وشرع في القراءة على الشيخ حمد بن عتيق ولازمه سبعة عشر عاما وبعد وفاة الشيخ حمد سنة 1301هـ رجع إلي مدينة الرياض وقوى صلته بالعلامة الشيخ عبد الله ابن الشيخ عبد اللطيف، وأخذ في حضور دروس الشيخ عبد بالله ومزاولة الردود وكان جيد الخط فطلبه الإمام عبد الله ابن الإمام فيصل كاتبا عنده فلم يسعه إلا أمره وإجابة طلبه فصار يكتب للإمام عبد الله ابن الإمام فيصل الرسائل ورحل معه إلي مدينة حائل سنة 1305هـ ولما رجع الإمام عبد الله إلي مدينة الرياض سنة 1307هـ تخلف المترجم في مدينة حائل وأكب على نسخ الكتب ليلا ونهارا فتحصل على كتب خطية كثيرة وفي عام 1309هـ رجع إلي مدينة الرياض وانبرى للتأليف والردود ثم تلقى تهديدا من عبد العزيز بن متعب بن رشيد بشأن كتابة الردود ففتر عزمه، ولما شاء الله الخير لهذه الجزيرة واستولى نصير العلم وحامي حمى الشريعة الإسلامية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود على نجد واستقرت له الأمور قوي ساعد المترجم له فأخذ يحامي عن الإسلام ويرد

ص: 201

على المبتدعين ثم طرأ عليه وأصيب بذهاب بصره عام 1331هـ فبعثه الملك عبد العزيز لعلاج عينيه في البحرين سنة 1332هـ فلم يقدر له الشفاء ورجع بدون فائدة فعاد إلي التأليف والردود بحماس ديني وقوة إسلامية فأخذ يدافع عن الشريعة ويكافح رؤساء الضلال ودعاة البدع الذين ناوأوا دعوة التوحيد السلفية فألف _ رحمه الله _ قبل ذهاب بصره بعد ما طرأ عليه العمى هذه المؤلفات الآتية:

1_

الأسنة الحداد في الرد على علوي الحداد "ط" مرتين.

2_

الصواعق المرسلة الشهابية في الرد على الشبه الشامية "ط" 1

3_

كشف غياهب الظلام عن أوهام جلاء الأوهام "ط" مرتين 2

4_

الضياء الشارق في رد شبهات الماذق المارق "ط" عدة مرات 3

5_

كشف شبهات عبد الكريم البغدادي في تحليله ذبائح الصليب وكفار البوادي "ط".

6_

إرشاد الطالب إلي أهم الطالب "ط"

7_

رسالة الساعة بيان أنها صناعة رد بها على طالب علم أدعى أن الساعة سحر.

8_

تنبيه ذوي الألباب السليمة عن الوقوع في الألفاظ المبتدعة الوخيمة ملاحظات على الشيخ محمد بن مانع في شرحه لعقيدة السفاريني "ط"

1 رد بها على الأقوال المرضية في الرد على الوهابية وهي رسالة صغيرة تبلغ صفحاتها 26 صفحة ألفها رجل من أهل دمشق يدعى أحمد عطاء الكسم وطبعت له بالمطبعة العمومية بمصر عام 1901ميلادية.

2 رد به على كتاب جلاء الأوهام عن مذاهب الأئمة العظام وهذا الكتاب ألفه رجل يدعى مختار بن أحمد المؤيد العظم توفي سنة 1340هـ ومولده ووفاته بدمشق زار مصر وسكن المدينة المنورة مدة له كتب منها فصل الخطاب أو تفليس إبليس من تحرير المرأة ورفع الحجاب ورد الفضول في المسألة الخمر والكحول.

3 الضياء الشارق في رد شبهات الماذق المارق رد به _ رحمه الله _ على جميل صدقي الزهاوي وعلى أباطيله التي ضمنها كتابه الفجر الصادق في الرد على منكر التوسل والكرامات والخوارق وطبعت له في القاهرة "1333" وجميل صدق الزهاوي ملحد زنديق لا يدين بدين ولد ببغداد سنة 1279هـ وتوفي بها سنة 1354هـ وله ديوان شعر "ط".

ص: 202

9_

إقامة الحجة والدليل وإيضاح المحجة والسبيل على ما موه به أهل الكذب والمين من زنادقة.

10_

كشف الشبهات عن رسالة يوسف بن شبيب والقصيدتين.

11_

الجواب المستطاب عما أورده الجاهل المرتاب المسمى متروك "خ"

12_

الجواب المنكي في الرد على الكنكي "خ"

13_

الجواب الفارق بين العمامة والعصائب "ط"

14_

حل الوثاق في أحكام الطلاق "خ".

15_

منهاج أهل الحق والإتباع في مخالفة أهل الجهل والابتداع "ط"

16_

كشف الأوهام والالتباس عن تشبيه بعض الأغبياء من الناس.

17_

التبيان المبدي لشناعة القول المجدي.

18_

الرد على كتاب القول المنيف الذي ألفه عبد الله بن عمرو.

19_

الهدية 1 السنية والتحفة الوهابية "ط"

20_

تبرئة 2 الشيخين الإمامين من تزوير أهل الكذب والمين "ط"

1 الهدية السنية مجموعة خمس رسائل الأولى للإمام عبد العزيز ابن الإمام محمد بن سعود والثانية للشيخ الإمام عبد الله ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب والثانية رسالة الفواكه العذاب في الرد على من لم يحكم السنة والكتاب للإمام الشيخ حمد بن ناصر بن معمرو والرابعة للشيخ العلامة عبد اللطيف ابن الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن حسن ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب والخامسة لابنه الشيخ محمد ابن الشيخ عبد اللطيف ابن الشيخ عبد الرحمن وبآخر هذه الرسائل منظومة طويلة دالية للمترجم على قصائد ديوان المؤلف لأنه أنشأها بعد ما طبع الديوان.

2 يرد به على قصيدة وشرحها منسوبة للأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني ومطلع العصيدة المزورة على الأمير الصنعاني:

رجعت عن النظم الذي قلت في النجدي

فقد صح لي عنه خلاف الذي عندي

فرد عليه المترجم له الشيخ سليمان بقصيدة

تبلغ أبياتها ثلاثمائة واثنين وثمانين بيتا

ملطلعها:

ألا قل لذي جهل تهور في الرد

وأظهر مكنونا من الغيظ لا يجدي =

ص: 203

21_

الجيوش الربانية في كشف الشبه العمروية يرد به على عبد الله بن عمرو "خ"

22_

ورسالة جواب الأسئلة عن التكفير والتفسيق والهجر على المعاصي "ط"

23_

رد على العاملي الإمامي صاحب كشف الارتياب "خ"

24_

نظم اختيارات شيخ الإسلام "خ"

25_

الرد على عبد الله بن عمرو "خ"

26_

أشعة الأنوار "ط"

وله أجوبة على مسائل طبعت في مجموع الرسائل والمسائل النجدية.

وكان _ رحمه الله _ شاعرا موهابا له ديوان شعر اسماه "عقود الجواهر المنضدة الحسان" طبع قديما في الهند 1 سنة 1333هـ غالبه ردود على شعراء

==

وفاه بتزوير وإفك ومنكر

وظلم وعدوان على العالم المهدي

وزور نظما للأمير محمد

وحاشاه من إفك المزور ذي الجحد

لعمري لقد أخطأت رشدك فاتئد

فلست على نهج من الحق مستبدي

وقد صح أن النظم هذا مقول

تقوله هذه الغبي على عمد

وما كان هذا النظم منظوم عالم

نقي تفي بالهدى للورى يهدي

ولكنه جهل صريح مركب

ومنشئه عن منهج الرشد في بعد

وها أنا ذا أبدي مخازيه جهرة

وانقض ما يبديه بالحق والرشد

لتعلم أن الفدم هذا مزور

وأن الذي أبداه من جهله المردي

يخالف ما قال الأمير محمد

وقرر في التطهير تقرير ذي نقد

وحسبك من هذا ضلالا فرية

على البعد فضلا عن الأب والجد

فجاء على تزويره بدلائل

تعود على ما قال بالرد والهد

إذا صح ما قلنا لديك فقوله

"رجعت عن النظم الذي قلت في النجدي"

رجوع عن الحق الذي هو ذاكر

عن السلف الماضين من كل ذي رشد

وهي طويلة نجتزي منها بهذا القدر حيث طبعت مع شرحها في كتاب تبرئة الشيخين الإمامين عن تزوير أهل الكذب والمين والكتاب ذكرناه ضمن مؤلفات المترجم له _ رحمه الله _

1 بلغني من حفيده عبد الرحمن بن عبد العزيز ابن الشيخ سليمان إن لجده الشيخ سليمان قصائد كثيرة لم تطبع.

ص: 204

الضلال الذين هاجموا دعوة التوحيد السلفية ورموا بقوافي الشتم وسهام الطعن علماءها وقد بلغ مجموع قصائد هذا الديوان مائة وثماني قصائد وبلغ عدد أبيات هذه القصائد ثمانية آلاف وثمانية وتسعين بيتا. وكان رحمه الله _ طويل النفس في الشعر حتى أن إحدى قصائده بلغت خمسمائة وثلاثين بيتا ورائيته التي رد بها على رائية النبهاني بلغت أربعمائة بيت وكان لا تأتيه قافية هجاء إلا وانبرى للرد عليها وزنا وقافية وإن كانت من أبشع قوافي الشعر وأصعبها وله مع هذا طريقة في ردود الشعر ممتازة ليست لغيره وذلك أنه يستعرض قصيدة المعارض مجزاة ثم يتعقبها بالمناقشة ثم يعاكسها ويأتي على كل بيت من أبياتها بالرد والنقض في جملة أبيات حتى يأتي على جميعها ويستوعبها نقضا وردا

نورد مثالا لبعض ما ذكرنا هذه القصيدة الرائية التي رد بها على رائية يوسف النبهاني1

وقفت على نظم حوى الكفر والشرا

وصاحبه خب لئيم وقد أجرى

ينابيع كفر في تقاسيم غيه

فحرر في تقسيمه الإفك والوزرا

1 هو يوسف بن إسماعيل النبهاني نسبة إلي بني نبهان من عرب البادية بفلسطين ولد سنة 1265هـ ونشأ بقرية "اجزم" التابعة لحيفا من شمال فلسطين، ثم سافر إلي مصر سنة 1283هـ وتعلم بالأزهر وسافر إلي الاستانة فعمل في تحرير جريدة "الجوائب" وتصحيح ما يطبع في مطبعتها ورجع إلي بلاد الشام سنة 1296هـ فتنقل في أعمال القضاء إلي أن كان رئيسا لمحكمة الحقوق ببيروت سنة 1305هـ وأقام بها زيادة على عشرين سنة وسافر إلي المدينة المنورة مجاورا ونشبت الحرب العالمية الأولي فعاد إلي قريته "اجزم" وتوفي بها سنة 1350هـ وكان شاعرا طويل النفس وقحا ضالا وثنيا يدعو إلي دعاء الأموات والغائبين له "شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق" وله كتب كثيرة حمل فيها بدون حياء ولا وازع من دين على أعلام الإسلام كشيخ الإسلام أحمد بن تيمية وتلميذه محمد بن قيم الجوزية وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب والإمام الألوسي صاحب روح المعاني وحفيده محمود شكري الألوسي والشيخ محمد عبده المصري وآخرين وله رائية شعر طويلة أطلق لنفسه فيها عنان البذاءة وهجر القول، فسب فيها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وإخوانه الموحدين السلفيين وقد تصدى له المترجم الشيخ سليمان بن سحمان فرد عليه بهذه القصيدة وهي تبلغ في جملتها أربعمائة بيت من وزن قصيدة النبهاني ورويها جزاه الله خيرا.

ص: 205

ولم يأتنا منها سوى الخامس الذي

تهور فيه الفدم بالكفر واستجرا

يذم به أهل التقى وذوي النهى

فسحقا له سحقا فقد أظهر الكفرا

فكان علينا واجبا متعينا

إجابته لما هذا وأتي هجرا

ولم أك في ردي عليه تعمقا

بتعقيد ألفاظ كمنظوم ذي الاطرا

ولكن بلفظ مستقيم نظمته

ليفهمه القاري ومن كان لا يقرا

فطورا أرد الهمط من زور غيه

وأبدي له خزيا وانشره نشرا

وأعكسه طورا عليه لأنه

بأرجاسه أولى وأركانه أحرى

فها أنا ذا أنبيك بعض نظامه

لتعلم أن الفدم ما أحكم الأمرا

ويحسب جهلا أنه بمقاله

أتي بصواب في مقالته النكرا

فقال الغبي الأحمق الفدم منشدا

لينشر من أقاله الكفر والشرا

" أولئك.

ضل سعيهم

فظنوا الردى خيرا وظنوا الهدى شرا"

فهذا مقال الفدم لا در دره

ولا نال إلا الخزي والعار والوزرا

وأعجب من ذا لو يرى الرشد أنه

بذلك أبدى من مخازيه ما أزرى

فمن لم يكن في قلبه حب أحمد

أعز الورى فخرا وأعظمهم قدرا

فليس لعمري مؤمنا بمحمد

وما نال إلا الخزي من ذلك والوزرا

ومن أشرك المعصوم في حق ربه

وأسهب في منظومه المد بالاطرا

فذا كافر بالله جل جلاله

كهذا الذي أبدى منظومه الكفر

نعم نحن وهابية حنفية

حنيفية نسقى لمن غاضنا المرا

ومن هاضنا أو غاضنا بمغيضة

سنصعقه صعقا ونكسره كسرا

وكم من أخي جهل رمانا بجهله

فعاد حسيرا خاسئا نائلا شرا

بمحكم آيات وسنة أحمد

نصول على الأعدا ونأطرهم أطرا

وما ضل منا السعي بل كان سعينا

على ملة المعصوم والسنة الغرا

فلا ندع إلا الله جل جلاله

ونرجوه في السرا وفي العسر والضرا

فلا يستغيث المسلمون بغيره

تعالى عن الأنداد من ملك الامرا

ص: 206

نوحده سبحانه بفعاله

وأفعالنا لله خالصة طرا

وأهل النهى ساكان نجد جدودهم

هم العرب العربا بهم لم تحط خبرا

قد استعربت منهم قبائل جمة

سموا بالعلى قدرا وبالمصطفى فخرا

أتم عقول الناس طرا عقولهم

وأحسنهم خلقا وخلقا فهم احرا

وقد ورثوا مجدا أصيلا مؤثلا

لأهل الهدى منهم فنالوا به الفخرا

مسيلمة الكذاب ليس بجدهم

وليس له نسل يقرر أو يدرى

ولا لسجاح 1ويل أمك فاتئد

فما الفشر إلا ما هذوت به نشرا

وقد أسلمت والشام كان مقرها

فلو كان من لؤم لكنت به أحرا

وإذ كنت من انباط "اجزم" لم تكن

من العرب العربا ولا من سموا فخرا

ولم تدر من دين الهدى غير مذهب

يضلك في الدنيا وخزيك في الأخرا

فما لك والأنساب دعها لمن له

بها خبرة إذ كان منكم بها أدرى

فعلمك بالانساب أعظم آية

على جهلك المردي كما قلته جهرا

أتحسب أنا ويل أمك غفلا

كأنباط من. .. ما حققوا إلا مرا

وقولك فيما قد تهورت ضلة

وحررته رقما وأودعته كفرا

"إلي الله بالمعصوم لم يتوسلوا"

نعم هذه حق يعدونها كفرا

على عرف عباد القبور لأنه

بمعنى الدعا والاستغاثة قد يجرى

فيدعونه جهلا لدى كل كربة

ومعضلة دهياء تعرو لهم جهرا

وهذا هو الإشراك بالله جهرة

فتبا لمن يدعو الذي سكن القبرا

وما كان مسنونا فنحن نقره

على عرف من منكم بسنته أدرى

أولئك أصحاب النبي محمد

وأتباعهم ممن على نهجه يترى

توسلهم بالمصطفى في حياته

إذا ما دهاهم فادح أوجب الضرا

1 ليست سجاح من بني تميم قال الحافظ إسماعيل بن كثير في ج 6ج 320 من تاريخه المسمى "البداية والنهاية" بالحرف الواحد ما نصه: "هي سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان التغلبية من نصارى العرب" وناهيك بالحافظ ابن كثير دراية وحفظا وتدقيقا _ رحمه الله _.

ص: 207

فيأتونه مستشفعين لمادها

من الكرب أو مستعتب طالب عفرا

فيدعو لهم أن يكشف الله ما بهم

من الضر واللأوى ويستنزل النصرا

ومن بعد أن مات النبي محمد

فليس سوى الرحمن يدعونه طرا

بل الله مولاهم ولا شيء غيره

وبالعمل المرضي يدعونه جهرا طرا

وبالدعوات الصالحات توسلوا

وإيمانهم بالمصطفى من سما فخرا

وما كان مكروها وكان محرما

ومخترعا في الدين مبتدعا نكرا

فذاك الذي بالجاه أو بذواتهم

توسل أو يدعو بهم طالبا أجرا

فما بذوات الأنبياء وجاههم

أتى النص أن ندعو بهم واضحا يقرا

نعم قدرهم أعلى لدى كل مسلم

على كل مخلوق وكل بني الغبرا

وتعزيرهم أعلى لدى كل مسلم

وتوقيرهم إذ كلهم قد علا قدرا

فما ورثوا الكذاب من كان يدعي

بأن له شطرا وللمصطفى شطرا

لأنهمو قد أخلصوا الأمر كله

ولم يجعلوا للمصطفى ذلك القدرا

ومن أشرك المخلوق في حق ربه

فقد جاء بالكفران والقالة النكرا

وانتم ورثتم جهرة كل كافر

وحققتم الإرث الذي أوجب الكفرا

بصرفكمو ما للإله لغيره

فلم تجعلوا لله شيئا ولا شطرا

ومن قول هذا المفتري في نظامه

وقرر هذا في قصيدته جهرا

"أشار رسول الله للشرق ذمه

وهم أهله لاغرو أن أطلع الشرا"

أقول لعمري ما أصبت وإنما

دهاك اسم نجد حيث لم تعرف الأمرا

فما شرق دار المصطفى قط نجدنا

ولكنه نجد.

فهم أحرى

ومنه بدت تلك الزلازل كلها

وقد قررت أخبارها للورى سبرا

ففي "الفتح"1 ما يشفر ويطلع عالما

بتلك المعاني قد أحاط بها خبرا

وما طعنوا في الأشعري أمامكم

ولكن بأتباع له كسروا كسرا

وللملاتريدي حيث جاء ببدعة

وللأشعري أشياء منكرة أخرى

1 يعنى به فتح الباري شرح صحيح البخاري.

ص: 208

ووافق أهل الحق في جل ما به

يقولونه حقا ومن غيرهم نبرا

فبين حقا في الإبانة قوله

وفي غيرها من كتبه أوضح الأمرا

فلستم على منهاجه وطريقه

ولكنكم من أمة آثروا السكرا

وتزعم جهلا ويل أمك أننا

نقول وما حققت أحوالنا سبرا

"بتحقير أحباب الرسول تقربوا

إليه فنالوا البعد إذ ربحوا الخسرا

وما هذه إلا مقالة آفك

أراد بها التنفير، ما أعظم الأمرا

فما رجل منا بتحقير شأنهم

تقرب يا من قال بالزور واستجرا

سوى أن حق الله لله وحده

جعلنا ولم نجعل لأحبابه شطرا

وتعظيمهم بالإتباع على الهدى

على المنهج الأسنى نقرره جهرا

وأن لهم فضلا على الناس كلهم

بما عملوا من صالح هم به أحرى

وأما حقوق الله جل جلاله

فليس لهم منها ولا ذرة تجري

وما ذاك تحقيرا لهم وتنقصا

ولكنه تعظيمهم إذ همو أدري

وأعلم بالله العظيم ودينه

فنالوا به فخرا وأعلوا به قدرا

ونلنا بهذا الاعتقاد سلامة

ونلتم بذاك الاعتقاد بهم خسرا

ويعتقدون الأنبياء كغيرهم

سواء عقيب الموت لا خير لا شرا

فليس لهم بعد الممات تصرف

ولا لسواهم من نبي ساكن الغبرا

فمن يدع غير الله أو يستغث به

وقد فارق الدنيا وصار إلي الأخرى

فذلك بالرحمن قد كان مشركا

وهذا هو الأمر الذي أوجب الكفرا

وقد أجمع الأعلام من كل مذهب

على أن ذا كفر وقد حققوا الأمرا

وما شذ منهم غير من كان رأيه

على رأي قوم أحدثوا للورى شرا

وساروا على منهاج من ضل سعيه

ولم يعرفوا الإسلام حقا ولا الكفرا

ولكنهم ضلوا بوهم شفاعة

دعاهم بها الشيطان واجتال من غرا

وأي دليل من كتاب وسنة

عن السيد المعصوم معلومة تقرا

وتتلى بإسناد صحيح محقق

تقرره أعلام سنتنا الغرا

ص: 209

وقولك فيما قد نظمت تهورا

وأبديته فيما تحرره جهرا

"وقد عذروا من يستغيث بكافر"

كذبت وقد أبديت في نظمك الهجرا

فما وجدوا عذرا لمن كان كافرا

ولا وجدوا للمستغيث بهم عذرا

ولا رحلوا للشرك في درا رجسه

وجابوا إلي أوطانه البر والبحرا

ولا جوزوا للمسلمين رحيلهم

لزورة خير الخلق في طيبة الغرا

ولكنهم قد جوزوه لمسجد

يصلي به من رام من ربه الأجرا

ومن بعد صلى يزور محمدا

ويدعو له لا يدع من سكن القبرا

وفيه حديث في "الصحيح"1 لمسلم

يقرره من كان يعرفه جهرا

وهي طويلة نكتفي منها بهذا القدر الذي أوردناه.

ورأيت له هذه القصيدة التي ضمنها حنينه إلي وطنه ومسقط رأسه عسير السراة فأحببت أن امتع القراء بإيرادها في هذا الموضع من ترجمته لاشتمالها على مواضع وأماكن تاريخية وجغرافية

قال رحمه الله:

فيا أيها الغادي على ظهر جلعد

عرندسة وجنا من الضمر الحمر

إذا أنت أزمعت المسير ميمما

إلي الطول من أرض السراة إلي الوعر

وخلفت أمدار البلاد وجزتها

بلادا بلادا أو قفارا إلي قفر

وجاوزت شهرانا وناهس بعدنا

قطعت طريبا من ديار بني صقر

فأشرف على أبها حنانيك قائلا

ودمعك سفاح على الخد والنحر

سلام على من حلها من ذوي الهدى

بقية أهل الدين في غابر الدهر

وعرض على أهل "القرا" 2 حيث أنها

محلة أخوالي وان كنت لا تدري

فسلم على من كان بالله مؤمنا

ودع كل من يأوي إلي أمة الكفر

1 إشارة إلي ما رواه مسلم من قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا ومسجد القدس"

2 القرا محلة من محلات أبها.

ص: 210

وأرض بها نيطت على تمائمي

تسمى "السقا" دار الهداة أولي الأمر

بلاد بني تمام حيث تواطؤوا

وآل يزيد من صميم ذوي الفخر

وأبلغ بني الشيخ الأمير محمد

عليا وعبد الله عنا بلا حصر

سلاما وبلغ عائضا وذوي الهدى

ومن هو منهم لم يزل سائر الدهر

وإخوتنا عبد الكريم ويافعا1

وأبناءهم تسليم مكتئب الصدر

مضى عمره والقلب في عرصاتكم

وأشواقه تزداد في السر والجهر

ولم أسل عن تذكاركم وأدكاركم

على البعد واللأوى وفي العسر واليسر

وما زلت في أرض نشأت بربعها

أحن إليها دائما وامض الذكر

فياليت شعري هل "شدا" بمشيدة2

كهدي به حال الطفولة من عمري

وهل حصن زهوان الحصين وجيرة

حواليه في عز رفيع وفي فخر

وحصن ابن عواض وآل مفرج

وجيرانهم أهل القريع على الخبر

وصدرى وحصن لابن لاحق حولنا

ويا ليتنى أدري أكانوا كما أدري

أم الحال قد حالت بهم وتغيرت

وبدل خير فيهمو كان بالشر

حنانيك خبرني ولا تأل جاهدا

فإني لدى الأخبار منشرح الصدر

وأختم نظمي بالصلاة مسلما

على السيد المعصوم ذي المجد والفخر

وأصحابه والآل مع كل تابع

وتابعهم حقا إلي منتهى الدهر

وقد أقعد في آخر حياته فلزم داره وصار لا يخرج منها ولكنه لم ينقطع عن التأليف والردود عن عقيدة الإسلام إلا قبيل وفاته بسنتين.

تلامذته:

أخذ عنه ابناه صالح وعبد العزيز والشيخ سليمان بن عبد الرحمن بن حمدان والشيخ عبد العزيز بن صالح بن مرشد

1 عبد الكريم أخوه لامه وأبيه ويافع أخوه من أمه فقط

2 شدا: قصر بمدينة أبها

ص: 211

والشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن حسين.

وغير هؤلاء ممن لا يحضرني ذكرهم.

وفاته:

توفي _ رحمه الله _ بمدينة الرياض سنة ألف وثلاثمائة وتسع وأربعين من الهجرة وصلى عليه الناس بمسجد جامع الرياض الكبير ودفن في مقبرة العود غفر الله له وعفا عنه وجزاءه عن دفاعه عن الإسلام ونضاله عن الدين خير الجزاء.

وقد أنجب رحمه الله _ ثلاثة أبناء هم: عبد العزيز وصالح وعبد الله فأما عبد العزيز فمات في حياة والده وخلف ابنا اسمه عبد الرحمن أصبح اليوم من طلبة العلم وأما صالح وعبد الله فهما موجودان ولهما أبناء وذرية وصالح سبق أن طلب العلم ولديه معرفة.

والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما كثيرا إلي يوم الدين.

ص: 212