الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشيخ سليمان بن عطية
هو العالم العابد الذكي الشيخ سليمان بن عطية بن سليمان المزيني. ولد سنة ألف وثلاثمائة وسبعة عشرة من الهجرة، بمدنية حائل ونشأ بها وقر القرآن على الشيخ شكر بن حسين ثم شرع في طلب العلم على الشيخ عبد الله بن مسلم التميمي نزيل مدينة حائل وعلى الشيخ عبد الله الصالح الحليفي فاتجه إلي علم الفقه وأكب على دراسته واعتنى بكتبه فتبحر فيه وكان له معرفة بالعروض، ونظم الشعر سهل عليه فنظم متن زاد المستقنع مختصر المقنع1 في ثلاثة آلاف بيت نظما رائعا وفي غاية من السهولة والوضوح ونظم البيوع في متن دليل الطالب2 واستهل نظمه لدليل الطالب بهذه الأبيات التالية3
بحمدك يا مولاي أفضل مبتدا
…
فحمدا لك اللهم ما هبت الصبا
وصل على خير البرية أحمد
…
كذا آله مع صحبه أمة الهدى
وبعد فخذ يا صاح مختصرا أتى
…
على جل أحكام البيوع مع الربا
على مذهب الحبر الإمام ابن حنبل
…
إمام الهدى والعلم والفضل والتقى
1 زاد المستقنع مختصر المقنع للشيخ شرف الدين موسى بن أحمد المقدسي المتوفى سنة 968هـ والأصل وهو كتاب المقنع لأبى محمد العلامة الفقيه عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي صاحب كتاب المغني والكافي وعمدة الفقه، وعمدة الحازم وهي مختصر لكتاب الهداية لأبي الخطاب وغير هذه الكتب.
2 دليل الطالب في فقه الإمام أحمد بن حنبل بأليف مرعي بن يوسف الكرمي ثم المقدسي نريل القاهرة والمتوفى بها سنة 1033من الهجرة.
3 نقلا عن كتاب زهر الخمائل في تراجم علماء حائل للشيخ علي بن محمد الهندي
على الأحمد المختار من قول أحمد
…
وما قدم الأصحاب في الحق لا سوى
إذ الفقه في خير الفنون ومن يكن
…
من الفقه خال ليس الحكم مرتضى
ثم ذكر أحكام البيع _ فقال:
وللبيع أحكام سنأتي بنظمها
…
عليها بحول الله ربي إن يشا
فينعقد البيع الصحيح بكلما
…
يدل عليه من مقال بلا امترا
وبالفعل مثل القول حكما وعندنا
…
نقول معاطاة لدى البيع والشرا
كقول الفتى: خذ درهمي اعطني به
…
طعاما فيعطيه ويأخذه الفتى
تم يمضي في ذكر شروط البيع وما بعدها بأبيات واضحة سهلة.
كتب عنه الأستاذ الشهير الشيخ عثمان الصالح في مجلة المنهل الغراء وأورد له هذه1 المقتطفات والمقطوعات الشعرية الآتية:
ديار المعالي بين سمراء حائل
…
وبين أجا مغمورة بالفضائل
رسا في مغانيها سمو ورفعة
…
ومجد أثيل شائع في القبائل
فلله ما أنقى هواها من الأذى
…
وأطيبها بين البلاد لنازل
جرى ماؤها من شامخات جبالها
…
تلقته من فيض الغوادي الهواطل
فيهبط من سامي سماء مسيله
…
على كل نبت طيب الريح فاضل
ألذ من الشهد الشهي نميره
…
فبطحاؤها المرجان يبدو لخائل
ومنها:
دليل على ذا أن من حل دارها
…
ثنى عزمه شوقا لبلدة حائل
فكم قائل حييت يا بلد الندى
…
بسارية تهمي عليك بوابل
1 كتب عنه الأستاذ عثمان الصالح في الجزء التاسع من مجلة المنهل في سنتها الخامسة والثلاثين مجلد ثلاثين في شهر رمضان سنة 1389هـ _ صفحة 1225 - آخر صفحة 1228.
وأورد له هذه الأبيات التالية في مدح صاحب السمو الأمير الجليل عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود:
به أشرقت مذ جاء أرجاء حائل
…
وظل سماح في كسا العز يرفل
فإنا وان يبك القصيم لفقده
…
فوجه العلا فينا به يتهلل
فظلت به سلمى تميس كأنها
…
فتاة بدا كفء لها وهو أجزل
وظل أجا يرنو به متصاغرا
…
لهيبته والشعر في ذاك أجمل
وهي طويلة تزيد على الأربعين بيتا قالها ارتجالا في مناسبة قدوم أمير عبد العزيز بن مساعد لحائل أميرا عليها وقد نظم زاد المستقنع مختصر المقنع في ثلاثة ألاف بيت كما أشرنا إلي ذلك في أول الترجمة بدأها بقوله:
خذ العلم عن علم المجد بعزمه
…
مشيرا إلي جل العلوم بفهمه
ولا تختصر ما قاله متطفلا
…
فقول الفتى يأتي على قدر علمه
وسامح ولا تفضح فكل سميدع
…
يرى نصح ذي التقصير آكد عزمه
وقل غفر الرحمن لابن عطية
…
خطيئاته بالعمد منه ووهمه
وله أيضا قصيدة نظمها في قواعد الفقه نورد منها ما بأتي:
الحمد لله على ما أولى
…
حمد مقر فضله للمولى
والحمد لله الذي فقهنا
…
في دين خير خلقه علمنا
محمد صلى عليه الله
…
وآله الغر ومن والاه
وبعد خذ يا صاحبي قواعدا
…
في الفقه أسس وأغتنم فوائدا
وابن على الأساس خير مبنى
…
وأحذر تظل المقتفى والمعنى
فكل من اتلف مالا في الورى
…
لغيره يضمنه بلا امترا
وقيمة التالف قول الغارم
…
من قابض للنفس بين العالم
وعدم التفريط ليس يقبل
…
إلا ببرهان لدينا يعقل
وها هنا أمر علينا يلزم
…
تنبيه من لا في العلوم يفهم
إذا ادعى إتلاف ما قد بانا
…
فها هنا نلزمه البرهانا
وقابض العين لمن سواه
…
يقبل في جميع ما ادعاه
والرد بالعيب بشرط وأجل
…
فقول من ينفيه عند من عقل
وكل عقد يقتضي الضمانا
…
لم ينفه الشرط كما أتانا
وكل رهن في الورى لا يقبض
…
فانه شرط لدينا ينقض
وبيعك المجهول لا ينعقد
…
نص على ذاك الإمام أحمد
وكل عقد جائز لا يلزم
…
وكل قرض جر نفعا يحرم
وكل شيء لا يباع شرعا
…
فرهنه ليس يجوز قطعا
لكن يجوز رهن زرع وثمر
…
قبل الصلاح عند أصحاب الأثر
وكل حيلة تجر للربا
…
فإنما تحريمها قد وجبا
وأبطلن تصرف المحجور
…
عليه كالغاصب والمسعور
وكل ما ليس بدين مستقر
…
وعرضه للفسخ مثل ما ذكر
فلا يصح بيعه ورهنه
…
ونحوه مما يعم حكمه
ولا يصح الرهن والكفيل
…
به كما قد قرر الجليل
وافهم لزوم العقد للكراء
…
لأنه كالبيع والشراء
ويبرأ المحيل بالحوالة
…
كاملة الشروط لا الوكالة
وعكسه لا يبرأ المضمون
…
عنه إذا ضمنه المأمون
ثم الوكيل عندنا أمين
…
لأنه في فعله معين
وفي وفاء الدين إذ لم يشهد
…
يضمن إن أنكر أنه لم يبتد
والصلح قبل البيع في الأحكام
…
كقسمة وهبة الأنام
إذا أتي الجميع في معناه
…
فحكمه الشرعي قررناه
السلم المعروف عند الناس
…
مخالف لواضح القياس
ويرجع المسلم إن تعذرا
…
وفاؤه برأس مال قدرا
ويحرم التقاط ما يمتنع
…
بنفسه إذا أتاه سبع
يقيمه آخذه أن تلفا
…
بقيمه لمثله قد عرفا
لكن مع الجحود مرتين
…
في المذهب الأسنى بغير مين
وسو في عطية الأولاد
…
وأعدل ولا تشهد على الفساد
فتمت القواعد المذكورة
…
معروفة عند الألى مشهورة
رويتها عن كل حبر هاد
…
إلي سبيل الحق والرشاد
وصل يا رب على المختار
…
وآله وصحبه الأبرار
ما اخضوضل النبت بهل الماء
…
من مزنة غزيرة وطفاء
المنهل الجزء 9 لسنة 35رمضان 1389هـ ص 1224إلي صفحة 1228وهذه مقطوعة في الصور الأربع في العارية:
لا تضمن العارية المقبوضة
…
في أربع من صور محفوظة
فيما إذا أعارها المستأجر
…
أو تلفت عارية لا تنكر
في مالها أعارها المعير
…
أو تلفت في مالها نشير
أو أركب المركوب من دوابه
…
منقطعا يرجو ثواب ربه
وله قصيدة في البيوع تربو علي مائة وستين بيتا سماها "الحائلية" وله ألغاز في الفقه كثيرة انتهى ما أورده الأستاذ عثمان الصالح عن المترجم له وقال عنه الشيخ علي بن محمد بن عبد العزيز الهندي: له منسك "نظم" وله أبيات في القواعد الفقهية وقال: رأيت عنده مكتبة كبرى ذكر أنه جمع بعضها وورث البعض الآخر عن والده الشيخ عطية السليمان وقال عنه أيضا: كان الشيخ سليمان يحب المذاكرة والبحث والنقاش بتواضع واعتراف بالحق إذا ظهر وكان شغوفا بجمع الكتب الأدبية ومطالعتها لاسيما تأليف الأدباء الكبار وكان
صالح ورعا زاهدا لا يحب الكلام في أحد من الناس انتهى ما ذكره الشيخ علي في كتابه "زهرالخمائل". قلت: كان المترجم له الشيخ سليمان بن عطية يقرأ درسا في التفسير والحديث والتاريخ على صاحب السمو الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود في الحضر والسفر إلي أن توفي المترجم له سنة ألف وثلاثمائة وثلاث وستين من الهجرة _ رحمه الله _ وغفر له إنه سميع مجيب.