المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌تقديم الكتاب

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌علماء نجد وغيرهم

- ‌الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ

- ‌الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌الشيخ حسين ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌الشيخ سليمان ابن الشيخ عبد الله

- ‌الشيخ عبد الله ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب

- ‌الشيخ علي ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌الشيخ إبراهيم ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌الشيخ علي ابن الشيخ حسين

- ‌الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ عبد الله

- ‌الشيخ عبد الرحمن بن حسن

- ‌الشيخ عبد اللطيف ابن الشيخ عبد الرحمن

- ‌الشيخ إسحاق

- ‌الشيخ عبد العزيز بن محمد

- ‌الشيخ إبراهيم بن الشيخ عبد اللطيف

- ‌الشيخ عبد الله بن الشيخ عبد اللطيف

- ‌الشيخ حسن بن حسين

- ‌الشيخ عمر ابن الشيخ عبد اللطيف

- ‌الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ عبد اللطيف

- ‌الشيخ محمد ابن الشيخ عبد اللطيف

- ‌الشيخ صالح بن عبد العزيز

- ‌الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ

- ‌الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم

- ‌الشيخ محمد بن إبراهيم

- ‌ابن غنام

- ‌الشيخ حمد بن ناصر بن معمر

- ‌الشيخ عبد العزيز الحصين

- ‌الشيخ عبد العزيز بن محمد

- ‌الشيخ عثمان بن عبد الجبار بن شبانة

- ‌الشيخ عبد العزيز بن حمد بن معمر

- ‌الشيخ أبا بطين

- ‌الشيخ حمد بن عتيق

- ‌الشيخ محمد بن سليم

- ‌الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم

- ‌الشيخ أحمد بن عيسى

- ‌الشيخ ابن محمود

- ‌الشيخ عيسى بن عكاس

- ‌الشيخ إبراهيم بن عيسى

- ‌الشيخ حمد بن فارس

- ‌الشيخ سلمان بن سحمان

- ‌الشيخ سعد بن عتيق

- ‌الشيخ عبد الله بن سليم

- ‌الشيخ صالح العثمان القاضي

- ‌الشيخ إبراهيم بن محمد بن ضويان

- ‌الشيخ محمد بن عثمان الشاوي

- ‌الشيخ عبد العزيز بن بشر

- ‌الشيخ عبد الله بن بلهيد

- ‌الشيخ عمر بن محمد سليم

- ‌الشيخ سليمان بن عطية

- ‌الشيخ محمد بن مقبل

- ‌الشيخ عبد الله العنقري

- ‌الشيخ سعود بن رشود

- ‌الشيخ عبد الله بن زاحم

- ‌الشيخ عبد الرحمن بن عودان

- ‌الشيخ سليمان العمري

- ‌الشيخ عبد لرحمن بن سعدي

- ‌الشيخ عبد الله الخليفي

- ‌الشيخ محمد أبا الخيل

- ‌الشيخ عبد العزيز ابن عكاس

- ‌الشيخ محمد بن مانع

- ‌الشيخ حمود الشغدلي

- ‌صديق بن حسن

- ‌الشيخ بشير السهسواني

- ‌محمود شكري الألوسي

- ‌السيد رشيد رضا

- ‌الشيخ أبو بكر خوقير

- ‌السيد علوي مالكي

- ‌تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم

- ‌مدخل

- ‌ذرية الشيخ حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌ذرية الشيخ حسين ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌ذرية الشيخ علي ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌ذرية الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌بعض المصادر التي رجعنا إليها عند كتابتنا لهذه التراجم

- ‌المؤلف في سطور

- ‌استدراكات وتصحيحات

- ‌الشيخ حسن يماني

الفصل: ‌الشيخ عبد الله بن الشيخ عبد اللطيف

‌الشيخ عبد الله بن الشيخ عبد اللطيف

هو الإمام العامل الجليل مفتي الديار النجدية ومحيي الآثار السلفية، علامة نجد وزعيمها الإسلامي في زمنه الشيخ عبد الله ابن الشيخ عبد اللطيف ابن الشيخ عبد الرحمن بن حسن ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.

ولد هذا العالم الشهير في مدينة الهفوف بالأحساء سنة ألف ومائتين وخمس وستين ونشأ أول ما نشأ بها عند جده لأمه الشيخ عبد الله 1 بن أحمد الوهيبي وقرأ القرآن حتى حفظه نظرا وعن ظهر قلب ثم أتى به والده العلامة الشيخ عبد اللطيف من الأحساء إلي الرياض وهو في الرابعة عشرة من عمره فمكث عند والده وقرأ عليه في التوحيد والفقه الحديث والتفسير وعلى جده الشيخ عبد الرحمن بن حسن وذلك في آخر ولاية فيصل ابن الإمام تركي بن عبد الله ثم توفي والده الشيخ عبد اللطيف سنة ألف ومائتين وثلاث وتسعين فاستوحش لفقده فسافر إلي الأفلاج وأقام بها ثلاث سنوات قرأ في خلالها على الشيخ حمد بن عتيق ثم عاد إلي وطنه وكان قبل رحلته إلي الأفلاج قد مهر في التوحيد والفقه والحديث والتفسير فنبه قدره واشتهر ذكره بالكرم والعلم ورجاحة العقل فجلس في داره لتدريس العلم وضربت إليه آباط الإبل وتوافد إليه الطلاب من جميع آفاق نجد للأخذ عنه والقراءة عليه فصار يعطف على جميع الوافدين إليه من الطلاب وغيرهم من أهل العلم ويواسيهم ويبالغ في إكرامهم ويحثهم على التمسك بأهداب الإسلام والدين ويحضهم على إخلاص النية وإصلاح العمل

1 من وهبة تميم ومن الأسر التي نزحت من نجد إلي الأحساء ولهم بقية بالأحساء وبقية بنجد.

ص: 101

والقيام بواجب الدعوة ونشر العلم والتوحيد، فوضع الله له القبول في النفوس والقى عليه المهابة والوقار وصار مسموع الكلمة نافذ الأمر عند ولاة الأمور وغيرهم من الخاصة والعامة حتى أن الأمير محمد العبد الله الرشيد لما حاصر1 مدينة الرياض وضيق عليها الخناق سنة 1306هـ خرج إليه مع الأمير محمد ابن الإمام فيصل وجلاله الملك عبد العزيز 2 ابن الإمام عبد الرحمن يفاوضونه في ترك الحرب ورفع الحصار عن الرياض أجابهم إلي ذلك وتخلى عن الحرب ورجع من حيث أتى.

وبعد ذلك استمر الشيخ عبد الله على حالته المذكورة من بث العلم وتعليمه وكان يعتمد في معيشته وكرمه الحاتمي على الله ثم على الحرث من الزراعة والنخل وما يصله به الشيخ قاسم بن محمد ثاني حاكم قطر _ رحمه الله _ وبينما الشيخ مستمر وجاد في تعليم العلم ونشره وبث دعوة التوحيد السلفية عن طريق التدريس والمراسلات والنصائح لأهل نجد فوجيء بإعادة محمد بن عبد الله بن رشيد الكرة على مدينة الرياض ومحاصرتها والاستيلاء عليها نهائيا وعلى جميع بلدان نجد وذلك سنة 1308هـ "ألف وثلاثمائة وثمان من الهجرة" فعند ذلك رغب الأمير محمد بن عبد الله بن الرشيد إلي الشيخ في الشخوص إلي مدينة حائل مقر حكمه للانتفاع به في نشر العلم فلم يسع الشيخ إلا طاعة هذا الأمير المتغلب فسافر إلي حائل يصحبه بعض رجال من حاشية الأمير محمد بن رشيد فوصلها واستقر فيها وأقام بها حولا كاملا معززا محترما وجلس طيلة هذه المدة يدرس العلم فأخذ عنه علم العقائد والتوحيد والحديث والتفسير غالب

1 حاصرها بسبب ثورة الإمام عبد الرحمن ابن الإمام فيصل على أمير الرياض لابن رشيد سالم بن علي بن سبهان.

2 كان عمر جلالة عبد العزيز لا يزيد على ثلاث عشرة سنة وقد أعجب الأمير محمد العبد الله الرشيد ذلك اليوم بفصاحة الملك عبد العزيز وجرأته _ رحمه الله _ الملك عبد العزيز.

ص: 102

علماء حائل ولازموه ملازمة تامة لاسيما علماء لبدة1 وبعد ذلك أنعم عليه الأمير محمد بن عبد الله الرشيد بالهبات وأعاده وطنه مكرما سنة 1309هـ فاستمر في نشر العلم وبث الدعوة وإكرام العاني والوافدين فكانت داره2 الواسعة المعروفة "بحي دخنة بالرياض" عامرة بقراءة كتب الحديث والفقه التوحيد والتفسير فتخرج به أفواج من العلماء شغلوا مناصب القضاء وقاموا بواجب الدعوة إلي الله والإرشاد وتدريس العلم وعندما جاء الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود مجيئه الأول لفتح الرياض عام الصريف سنة 1318هـ وتحصنت حامية ابن رشيد وعلى رأسهم أميرهم عبد الرحمن بن ضبعان في قصر المصمك المعروف بالرياض دخل معهم الشيخ القصر. ولما فك عبد العزيز الحصار عن القصر الحامية ورجع _ رحمه الله _ من حيث أتى خرج الشيخ عبد الله من القصر واستمر في مواصلة نشر العلم وتدريسه ولما تم لجلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود الاستيلاء على مدينة الرياض في الخامس من شهر شوال 1319هـ بايعه الشيخ عبد الله واصفاه الود ومحبه الإخلاص والنصح وصاهره الملك عبد العزيز فالشيخ عبد الله هو جد صاحب الجلالة الملك فيصل بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود لأمه وقد عاش الشيخ _ رحمه الله _ عشرين عاما في ولاية الملك عبد العزيز قضاها في نشر العلم والدعوة إلي الله فتخرج عليه في هذه الحقبة المذكورة خلق كثير نذكر من مشاهير هم وفضلائهم من يأتي:

علامة نجد في زمنه الشيخ محمد بن الشيخ إبراهيم ابن الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ مفتي الديار السعودية ورئيس قضائها في حياته _ رحمه الله _

1 لبدة محلة من محلات مدينة حائل.

2 هدمت دار الشيخ عبد الله منذ سنوات في مشروع توسعة الشوارع وبقي منها بقية محاطة بسور توحي إلي المجتاز ببيت الشاعر:

قفا نسأل الدار التي خف أهلها

متى عهدها بالبر والحسنات

أو بقوله:

منازل آل حماد بن ريد

على أهليك والنعم السلام

ص: 103

والشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسين آل الشيخ والشيخ محمد بن عثمان الشاوي والشيخ عبد اللطيف ابن الشيخ إبراهيم ابن الشيخ عبد اللطيف مدير المعاهد والكليات في حياته _ رحمه الله _.

والشيخ العلامة عمر بن الشيخ حسن آل الشيخ رئيس هيئات الأمر بالمعروف بالمنطقة الوسطى والشرقية.

وسماحة الشيخ عبد الله ابن الشيخ حسن رئيس القضاة في حياته _ رحمه الله _.

والشيخ عبد العزيز بن صالح بن مرشد والشيخ عبد الرحمن بن سالم الدوسري، والشيخ سالم الحناكي، والشيخ محمد الحناكي وحمد بن محمد بن موسى والشيخ عبد الله بن محمد بن حمد بن دخيل الناصري التميمي من أهل بلدة المذنب بالقصيم والشيخ الزاهد الورع عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن مفدى "فدا" من علماء مدينة بريدة بالقصيم والشيخ حمد بن مزيد قاضي قبة سابقا والشيخ عبد الله خلف بن راشد بن خلف من قبيلة آل خلف المعروفة بمدينة حائل.

والشيخ عثمان بن حمد آل مضيان من أهل بريدة والشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري قاضي مقاطعة سدير بنجد في حياته _ رحمه الله _ والشيخ عبد الرحمن بن سالم والشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري "أبو حبيب" والشيخ عبد الرحمن محمد بن مبارك تولى إمارة الدرعية وقضاءها.

والشيخ عبد الرحمن بن داود قاضي بلدة الخرمة في حياته رحمه الله _.

والشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي القحطاني جامع الرسائل والمسائل النجدية وجامع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ عبد العزيز بن عبد الله النمر والشيخ سليمان بن عبد الرحمن العمري قاضي المدينة ونقل منها إلي قضاء الأحساء وتوفي بها _ رحمه الله _ وفوزان السابق والشيخ عبد العزيز بن حمد بن عتيق.

ص: 104

والشيخ حمود الحسين1 الشغدلي من علماء حائل وعبد الله بن سليمان السياري والشيخ عبد الله بن حمد الدوسري والشيخ عبد الرحمن بن عودان وناصر بن سعود بن عيسى والشيخ عبد الله بن رشيدان والشيخ فالح بن عثمان الصغير والشيخ فيصل بن عبد العزيز آل مبارك وخلق لا يحصون كثرة.

مؤلفاته:

ألف _ رحمه الله _ رسائل كثيرة2 في أغراض متعددة لو أفردت وجمعت على حدة بلغت مجلدا ولكنها طبعت مفرقة على أجراء مجاميع الرسائل والمسائل النجدية ضمن رسائل أئمة الدعوة وهذه المجاميع طبعت أولا بمطبعة المنار بمصر ثم بمطبعة أم القرى بمكة ثم طبعت بعنوان الدرر السنية في الأجوبة النجدية بمطابع بيروت وبمطابع الرياض بواسطة دار الإفتاء على نفقة الملك فيصل آل سعود أيده الله.

وكان الشيخ _ رحمه الله _ مهيبا وقورا غيورا على حرمات الإسلام والدين آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر لا تأخذه في الله جل وعلا لومة لائم، على سيرة علماء السلف الصالح وسمتهم وما كانوا عليه من الهداية والدين. وكان يصلي بالناس الجمعة ويخطب بهم في المسجد الجامع الكبير ويصلي بهم الأعياد وكان خطيبا مؤثرا حسن القراءة الصوت تبكي خطبته السامعين وتؤثر فيهم تأثيرا بالغا، وكان بينه وبين الشيخ قاسم بن محمد بن ثاني حاكم قطر في حياته صداقة متينة، وكان الشيخ قاسم يحترمه ويجله ويراسله. وكان الملك عبد العزيز يأتي إليه في داره ويحضر دروسه ولا يخرج عن رأيه ومشورته في جميع مسائل العلم والدين، فكان الشيخ _ رحمه الله _ مرجع قضاة نجد في زمنه ومرجع أهل

1 توفي الشيخ حمود الحسين الشغدلي عام 1391 هـ رحمه الله – وكان قدم على الشيخ المترجم عبد الله سنة 1316 هـ بالرياض وأخذ عنه العلم.

2 منها رسالة الاتباع وحضر الغلو في الدين والابتداع وغيرها من رسائله المطبوعة ضمن وسائل علماء دعوة التوحيد المسماة بالرسائل والمسائل النجدية.

ص: 105

الحسبة من الآمرين بالمعروف والمرشدين، وقد أقبلت بوادي الأعراب من أهل نجد في زمنه _ رحمه الله _ على الدين وقراءة القرآن، وتعلم واجبات الإسلام وسكنوا الهجر وسموا بالإخوان والفضل بعد الله في هدايتهم وجمع كلمتهم يرجع إلي اهتمام الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود بأمور الدين ثم إلي إخلاص الشيخ عبد الله وحسن اختياره للدعاة والمرشدين من أهل العلم الذين وكل إليه جلالة الملك عبد العزيز آل سعود _ رحمه الله _ أمر اختيارهم أمر اختيارهم وابتعاثهم إلي بوادي الأعراب.

كرم الشيخ وجوده:

كان الشيخ مع ما يتصف به من الاتزان وحصافة الرأي والإخلاص في الدعوة جوادا كريما جلب إليه جوده وحسن أخلاقه محبة الناس وإجلالهم، فشاع له الذكر الجميل 1 وتبارى علماء زمنه من أهل نجد وأدباؤهم في الثناء عليه ومدحه وحسبنا أن نورد نموذجا من قصائد علماء نجد في الثناء عليه.

هذه القصيدة التالية للشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى أحد علماء الوشم بنجد:

صحا القلب عن ذكر الحمى والأخاشب

وعن ندب أطلال عفت بالذنائب

وأقلعت عن شوق ووجد بزينب

وان تيمت قلبي بزج الحواجب

وأبدلت عن وصف اللوى وظبائه

حسان الوجوه الناعمات الكواعب

بمدح أمام الدين والحق والهدى

إلا ذاك "عبد الله" فرع الأطايب

هو العالم النحرير والماجد الذي

سمى مجده أوج النجوم الثواقب

1 وترجم للشيخ عبد الله ابن الشيخ اللطيف صاحب كتاب فرقة الإخوان الإسلامية بنجد محمد مغيربي فتيح ولكنها ترجمة مملوءة مع الأسف بالتحريف في تأريخ حياة الشيخ واسم والده وتبعه على بعض أخطائه الأستاذ الكبير خير الدين الزركلي في ترجمته للشيخ عبد الله في كتابه الإعلام ج 4 ص 277 ثم استدرك على نفسه وأصلح جميع ما وقع فيه من الأخطاء في مصورة الإعلام الجزء المذكور.

ص: 106

هو العلم الفرد الذي سار ذكره

بكل القرى من شرقها والمغارب

حليف التقى والعلم والحلم والنهى

حميد السجايا الشم جم المناقب

شقيق الندى عف الإزار اخو الثنا

رحيب الفنا جزل الحبا والمواهب

كريم المحيا باسم متهلل

ثمال لمعتر وكنز لراغب

ضياء علوم أن دجى ليل مشكل

وغيث سماح هاطل بالرغائب

فصيح بليغ متقن متفنن

همام له في الفضل أعلى المراتب

لقد نال من نهج البلاغة رتبة

يقصر عنها كل ساع وراكب

إذا قام يوما فوق اعواد منبر

خطيبا فيالله من وعظ خاطب

مهيب عليه للوقار سكينة

حباه بها الرحمن أكرم واهب

إليه لأخذ العلم من كل بلدة

يشد رجال القوم نجب الركائب

فيلقون حبرا في العلوم مهذبا

يجلي بشمس العلم ليل الغياهب

يحل الذي أعيا ويكشف ما خفي

بفكر كعضب للأصابة صائب

ص: 107

يجيب على الفتيا جوابا مسددا

يزيح الأشكال عن فكر طالب

فيا لك من شهم إذا قال لم يدع

مقالا لأرباب العلا والمناصب

هو الندب وضاح الجبين كأنما

أنامله مخلوقة من سحائب

أشم عصامي من النفر الألى

فضائلهم لم يحصها عد حاسب

مقاول من عليا تميم توارثوا

كرام المساعي عن جدود مناجب

ولم يزل الشيخ موضع الإجلال والتقدير والإعجاب من الولاة والعلماء فمن دونهم من الخاصة والعامة إلي أن انتقل إلي رحمة الله يوم الجمعة في العشرين من شهر ربيع الأول سنة ألف وثلاثمائة وتسع وثلاثين عن خمس وسبعين سنة قضى معظمها في نشر العلم وبث الدعوة وصلى عليه الناس بالمسجد الجامع الكبير بالرياض وكانوا جمعا غفيرا وحملت جنازته على الأعناق وغصت الأسواق بالمشيعين وخرج معه إلي المقبرة خلق كثير رأسهم جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وقبروه في مقبرة العود بجوار والده الشيخ عبد اللطيف وجده الشيخ عبد الرحمن بن حسن _ رحمهم الله _ جميعا وغفر لهم.

وقد وجم الناس لموته1 وحزنوا عليه حزنا شديدا ورثاه الشعراء والعلماء

1 أنجب الشيخ عبد الله بن الشيخ عبد اللطيف أربعة أبناء هم عبد الملك وعبد اللطيف ومحمد وصالح فأما عبد الملك فكان شهما شجاعا كريما فاضلا قتل في وقعة البكيرية التي حصلت بين الملك عبد العزيز وعبد العزيز بن متعب بن رشيد عام 1322 هـ وكان غازيا مع الملك العزيز وأما صالح فتوفي شابا قيل وفاة والده وأما عبد اللطيف فهو والدي وكان جوادا كريما له معرفة تامة بالأنساب وفيه صراحة متناهية توفي رحمه الله بمدينة الرياض عام 1374 آخر شهر شعبان وأما محمد فهو صاحب كرم وله حظوة وجاه عند الملوك والولاه وعاش في غنى وسعة وتوفي آخر شعبان بمكة المكرمة عام 1386هـ وخلف ثلاثة أبناء وله أحفاد -رحمة الله - وغفر له.

ص: 108

منهم علامة نجد في زمنه الشيخ محمد بن إبراهيم ابن الشيخ عبد اللطيف رثاه _ رحمه الله _ بقصيدة مطولة تبلغ جملة أبياتها خمسة وخمسين بيتا ومطلعها:

على الشيخ عبد الله بدر المحافل

نريق كصوب الغاديات الهواطل

ورثاه العلامة الشيخ سليمان بن سحمان بقصيدة طويلة مطلعها:

لقد كسفت شمس العلى والمفاخر

وقد صاب أهل الدين إحدى الفواقر

ورثاه الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم ابن الشيخ عبد اللطيف بقصيدة طويلة مطلعها:

على الخبر بحر العلم زاكي المناقب

بكينا عليه بالدموع السواكب

إلي أن قال:

هو الشيخ عبد الله ذو الجود والتقى

وذو الحلم والإحسان صافي المشارب

ورثاه الشيخ ناصر بن سعود بن عيسى بقصيدة طويلة مطلعها:

قضى الإله الذي فوق السموات

أن البرية تفنى بالمنيات

نعى النعاة لنا شيخ عمر ين الشيخ حسن بقصيدة مؤثرة طويلة، ورثاه محمد بن عبد الله بن بلهيد بقصيدتين مؤثرتين لا يحضرني مطلعاهما، ورثاه شاعر نجد في زمنه الشيخ محمد بن عبد الله بن عثيمين المتوفى سنة 1363هـ بهذه القصيدة الميمية المؤثرة فقال:

ص: 109

لمثل ذا الخطب فلتبك العيون دما

فما يماثله خطب وان عظما

أودى الإمام وأودى العلم يتبعه

والفضل والجود بعد شيخه انصرما

كانت مصائبنا من قبله جللا

فالآن جب سنام الدين وانهدما

سقى ترى حله شيخ الهدى سحب

من واسع العفو يهمي وبلها ديما

شيخ مضى طاهر الأخلاق متبعا

طريقة المصطفى بالله معتصما

بحر من العلم قد فاضت جداوله

لكنه سائغ في ذوق من طعما

تنشق أصدافه في البحث عن درر

تهدى إلي الحق مفهوما وملتزما

فكم قواعد فقه قد أبان وكم

أشاد رسما من العليا قد انثلما

نعى إلينا العلى والبر مصرعه

والعلم والفضل والإحسان والكرما

هذي الخصال التي كانت تفضله

على الرجال فأضحى فيهم علما

فليت شعري من للمشكلات إذا

ما حل منها عويص يبهم الفهما

وللعلوم التي تخفي غوامضها

على الفحول من الأحبار والعلما

ص: 110

من للأرامل والأيتام ان كلحت

غبر السنين وأبدت ناجذا خذما

فقل لمن غره في دهره مهل

فضل يمري بحال الصحة النعما

لا تستطل غفوة الأيام أن لها

وشك انتباه يري موجودها عدما

أما ترى الشيخ عبد الله كيف مضى

وكان عقدا نفيسا يفضل القيما

عشنا به حقبة في غبطة فأنى

عليه ما قد أتى عادا أخا ارما

وقبله اختلست ساما واخوته

أيدي المنون وافنت بعدهم أمما

لهفي عليه ولهف المسلمين معي

لو أن لهفا شفى من لاهف سدما

ولهف مدرسة بالعلم يعمرها

ومسجد كان فيه ينثر الحكما

فالله ينزله عفوا ويرحمه

فانه جل قدرا أرحم الرحما

ثم الصلاة على من في مصيبته

لنا العزاء إذا ما حادث عظما

محمد خير مبعوث وشيعته

وصحبه ما أضاء البرق مبتسما

ص: 111

آخره _ رحم الله _ الشيخ عبد الله ابن الشيخ عبد اللطيف وغفر له فإن له في قلوب جميع أهل نجد منزلة عظيمة لا تسمو إليها أي منزلة ولا أدل على ذلك من بقاء ذكره بالجميل والثناء جاريا على ألسنتهم رغم مرور نيف ونصف قرن من على وفاته وهذا يرجع إلي ما اتصف به من العلم والعمل وكرم الخلق والجود والتواضع الجم والأنصاف وصيانة العلم رحمه الله _ واسكنه فسيح جنانه انه سميع مجيب وصلى الله على محمد وآله وسلم.

ص: 112