الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
استدراكات وتصحيحات
الشيخ حسن يماني
"محل هذه الترجمة بين صفحتي 306 و307 ولكنها وضعت هنا عن غير قصد، لوصولها بعد الطبع"
هو العالم الجليل الشيخ حسن ابن الشيخ سعيد1 بن محمد.
مولده:
ولد بمكة المكرمة سنة 1312هـ ونشأ في أحضان والده فغذاه بلبان العلم والمعرفة، فختم عليه القرآن الكريم نظرا، وعن ظهر قلب، وشرع في تلقي العلم فقرأ الفقه على والده وعلى الشيخ حسين بن محمد الحبشي مفتي الشافعية، وقرأ على الشيخ عبد الرحمن بن أحمد الدهان وغيره من علماء الحرم الشريف، وكان يرحمه الله برا بوالده، يخدمه ويكتب له ما يحتاج إليه في درسه، خصوصا درسه في "صحيح مسلم" كان يحضر لوالده هذا الدرس، ويعلق ما ينبغي تعليقه من الإيضاحات والفوائد، ويضعه على هامش النسخة، وهو إلي جانب ذلك مقري حلقة والده، ثابر في تحصيل العلم وملازمة علماء الحرم الشريف حتى صار حجة ومرجعا، فأجيز للتدريس في آخر سنة 1330هـ فتصدى لذلك في حياة والده وعقد حلق دروسه بالمسجد الحرام، فكانت تغص بكثرة الطلاب والمستمعين، وفي
1 ترجم للشيخ سعيد يماني الأستاذ عمر عبد الجبار في ص 136من مؤلفه "سير وتراجم بعض علمائنا في القرن الرابع عشر للهجرة" رحم الله الجميع وغفر لهم.
عام 1344هـ رحل إلي "إندنوسيا" صحبة والده وشقيقه صالح ومحمد علي فكانوا لا ينزلون ببلد إلا وتقام لهم حفلات تكريم وتقدير من طلاب والدهم الشيخ سعيد، وكانوا منتشرين في تلك الجهات، وبعد قيامه بنشر العلم مع والده في ربوع "اندنوسيا" عاد صحبة والده وأخويه إلي مكة المكرمة، واستمر في مواصلة تدريس العلم بالمسجد الحرام وفي عام 1345هـ عين من قبل جلالة الملك عبد العزيز آل سعود يرحمه الله نائبا لرئيس هيئة التمييز الشرعي، وقام بعد ذلك برحلات متعددة إلي "اندنوسيا" و "ماليزيا" لنشر العلم واستمرت رحلاته إلي سنة 1370هـ، حيث ألقى عصا الترحال، واستقر بمكة المكرمة، وأقبل على تدريس العلم في الحرم إلي سنة 1377هـ حيث أصابه المرض وأنهكه الداء فصبر واحتسب، وفتح داره الطلبة العلم، بأتون إليه ويدرسهم ويفيدهم، وكان يرجمه الله نادرة في الذكاء، وسرعة الخاطر وقوة الحافظة ورعا تقيا كريما متواضعا، لا يعرف الكبر إلي قلبه سبيلا.
وفاته:
في الأيام الأخيرة اشتدت به وطأة المرض فنقل إلي المستشفى الوطني بمدينة جدة، فوافاه الأجل حيث توفي يوم الجمعة السادس والعشرين من شهر الحجة عام 1391هـ ونقل إلي مكة المكرمة، وصلى عليه الناس بالمسجد الحرام، وشيعوه إلي مقبرة المعلاة، فحزن عليه أهل العلم والفضل، وبكوه بأدمعهم، ورثاه على صفحات الصحف المحلية عدد غير قليل من العلماء والأدباء والكتاب، نذكر من بينهم الأستاذ الكبير أحمد عبد الغفور عطار، والشيخ محمد بن الشيخ علوي مالكي، وقد خلف ابنين هما معالي الشيخ أحمد زكي يماني وزير البترول والثروة المعدنية، وأخوه محمد رحم الله فقيد العلم والورع الشيخ حسن يماني وغفر له، ولجميع علماء المسلمين وعامتهم، إنه سميع مجيب وصلى الله على محمد وآله وسلم.