الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشيخ عبد العزيز بن محمد
.
هو الشيخ العالم الكبير الملقب بالقاضي عبد العزيز بن الشيخ حمد بن إبراهيم بن حمد بن عبد الوهاب بن عبد الله بن عبد الوهاب بن موسى بن عبد القادر بن راشد بن بريد بن محمد بن بريد بن مشرف الوهيبي التميمي.
سبط الشيخ محمد بن عبد الوهاب ابن ابنته، كان أبوه الشيخ حمد1 بن إبراهيم بن حمد يشغل قضاء بلدة مرأة ثم تركه وقدم على الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مدينة الدرعية وتزوج ابنته والدة المترجم له وسكن الدرعية عند الشيخ محمد وأخذ يقرأ عليه وقد ولد المترجم الشيخ عبد العزيز ابن حمد قبل سنة ألف2 ومائة وتسعين وقرأ على الشيخ عبد الله3 بن علي بن غريب وعلي الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب وغيرهم من علماء الدرعية وتولى القضاء في الدرعية زمن الإمام سعود وابنه الإمام عبد الله ابن الإمام سعود وأرسله الإمام سعود4 في سفارة إلي إمام صنعاء وهو صاحب الأجوبة
1 قال الشيخ عثمان بن عبد العزيز بشر في تأريخه مصورة لندن "في آخر هذه السنة أي سنة 1294هـ وفيها توفي الشيخ حمد بن إبراهيم بن حمد بن عبد الله بن عبد الوهاب بن عبد الله قاضي مرأة قرأ على الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتزوج ابنته وسكن الدرعية عنده وولدت منه القاضي عبد العزيز بن حمد".
2 السحب الوابلة.
3 كذا ورد اسمه في السحب الوابلة عبد الله بن غريب وأورد ذكره عثمان بن بشر وذكر أن اسمه محمد بن غريب وهو الصحيح.
4 السحب الوابلة.
المعروفة 1 بالمسائل الشرعية إلي علماء الدرعية أورد ذكره الشيخ عثمان بن عبد الله بن بشر في كتابه "عنوان المجد "في معرض تحدثه عن الصلح الذي تم بين طوسون والإمام عبد الله وذلك بقوله: وبعث عبد الله معهم بكتاب الصلح عبد الله بن محمد بن بنيان صاحب الدرعية والقاضي عبد العزيز بن حمد ليعرضوه على محمد علي صاحب مصر فوصلوا مصر ورجعوا منه وانتظم الصلح. وذكره عبد الرحمن بن حسن الجبرتي بقوله: وفيه وصلت2 هجانة وأخبار ومكاتبات من الديار الحجازية بوقوع الصلح بين طوسون باشا وعبد الله بن سعود الذي تولى بعد أبيه كبيرا على الوهابية وأن عبد الله المذكور ترك الحرب والقتال وأذعن للطاعة وحقن الدماء وحضر من جماعة الوهابية نحو العشرين نفرا إلي طوسون باشا وصل معهم اثنان إلي مصر.
فكأن الباشا لم يعجبه هذا الصلح ولم يظهر عليه علامات الرضى بذلك ولم يحسن نزل الواصلين: ولما اجتمعا به وخاطبهما عاتبهما على المخالفة فاعتذرا وذكرا أن الأمير سعود المتوفى كان فيه عناد وحدة مزاج. .. وأما ابنه الأمير عبد الله فإنه لين الجانب والعريكة ويكره سفك الدماء على طريقة سلفه الأمير عبد العزيز المرحوم فانه كان مسالما حتى أن المرحوم الوزير يوسف باشا حين كان بالمدينة كان بينه وبينه غاية الصداقة ولم يقع بينهما منازعة ولا مخالفة في شيء ولم يحصل التفاقم والخلاف إلا في أيام الأمير سعود ومعظم الأمر من الشريف غالب بخلاف الأمير عبد الله فانه أحسن السيرة وترك الخلاف وأمن الطرق والسبل للحجاج والمسافرين ونحو ذلك من الكلمات والعبارات المستحسنات وانقضى المجلس وانصرفا إلي المحل الذي أمرا بالنزول فيه ومعهما أتراك ملازمون لصحبتهما مع أتباعهما في الركوب والذهاب والإياب فانه
1 المسائل الشرعة إلي علماء الدرعية التي أجاب عليها المترجم له تقع في ص 564 إلي آخر ص584 من الجزء الرابع من مجموعة الرسائل والمسائل النجدية طبعة المنار بمصر عام 1349هـ.
2 تأريخ الجبرتي المسمى العجائب والآثار في التراجم والأخبار المجلد الرابع طبعة حسين شرف الكتبي حوادث شهر شوال عام 1230ص744.
أطلق لهما الأذن إلي أي محل أراداه فكانا يركبان ويمران بالشوارع باتباعهما ومن يصحبهما ويتفرجان البلدة وأهلها ودخلا إلي الجامع الأزهر في وقت لم يكن فيه أحد من المتصدرين للإقراء والتدريس وسألا عن أهل مذهب الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه وعن الكتب الفقهية المصنفة في مذهبه فقيل انقرضوا من أرض مصر بالكلية واشتريا نسخا من كتب التفسير والحديث مثل الخازن والكشاف والبغوي والكتب الفقهية المجمع على صحتها وغير ذلك وقد اجتمعت بهما مرتين فوجدت منهما إنسا وطلاقة لسان وإطلاعا وتضلعا ومعرفة بالأخبار والنوادر ولهما من التواضع وتهذيب الأخلاق وحسن الأدب في الخطاب والتفقه في الدين واستحضار الفروع الفقهية وإخلاص المذاهب فيما يفوق الوصف، واسم أحدهما عبد الله والآخر عبد العزيز وهو الأكبر حسا ومعنى انتهى كلام عبد الرحمن بن حسن الجبرتي وقال بركهارت وهو يتحدث عن صلح الإمام عبد الله بن سعود وطوسون وعن الرسولين اللذين يحملان اتفاقية الصلح قال ما نصه: وصل الرسولان الوافدان من قبل عبد الله بن سعود وكانا في حاشية طوسون باشا في المدينة إلي القاهرة في أغسطس أثناء تمرد الجنود التي سبق ذكرها أحدهما كان يدعى عبد العزيز وهو أحد أقارب الشيخ محمد بن عبد الوهاب مؤسسة الدعوة والآخر كان أحد ضباط سعود قدما لمحمد علي المعاهدة التي عقدت مع ابنه طوسون باشا ومعها الخطابات التي ذكرت من قبل، وكان عبد العزيز عالما كبيرا أمر الباشا إلي معظم العلماء الأكفاء أن يحتكوا به في الأمور الدينية استفسر عبد العزيز عن كل صغيرة وكبيرة خاصة بالمؤسسات العسكرية والمدنية في مصر واشترى الكتب الكثيرة من الكتب الحربية وأخيرا أثار غيرة محمد علي باشا فأمر جنديين بملازمة الرسولين أينما ذهبا ولما تضايقا من هذا التصرف طلبا الرحيل فورا فأعطى محمد علي كلا منهما حلة من الملابس وثلاثمائة ريال كما أعطاهما خطابا لعبد الله بن سعود بطريقة غامضة مبهمة بخصوص الحرب والسلم وذكر فيها انه
يوافق على المعاهدة التي عقدت مع ابنه على شريطة أن يتخلى الوهابيون عن منطقة الأحساء انتهى ما ذكره بركهارت.
والشاهد ما أوردناه من كلام الجبرتي وبركهارت الاتفاق على غزارة علم المترجم وفضله الشيخ عبد العزيز بن حمد.
انتقل الشيخ عبد العزيز بن حمد بعد خراب الدرعية وسقوطها إلي مدينة1 عنيزة وتولي القضاء فيها ثم تحول إلي سوق الشيوخ بالعراق فولاه شيخ المنتفق قضاءها إلي أن توفي فيما بعد المائتين والأربعين والألف _رحمه الله القاضي الشيخ عبد العزيز بن حمد وغفر له2
1 السحب الوابلة على ضرايح الحنابلة.
2 الغالب على الظن أن المترجم الشيخ عبد العزيز ابن الشيخ حمد ولد عام 1290 وتوفي عام 1241هـ رحمه الله وغفر له.