الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَجُونِ، ثُمَّ تَلِيهِ الْبَطْحَاءُ إلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَكِلَاهُمَا مِنْ الْمُعَلَّاةِ، ثُمَّ الْمُسَفَّلَةِ: مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلَى قَوْزِ الْمِكَاسَة «الرَّمِضَةُ» قَدِيمًا.
وَعَلَى الْأَبْطَحِ هَذَا الْمَثَلُ الْقَائِلُ:
«اخْتَلَطَ سَيْلُهَا بِالْأَبْطَحِ»
ذَلِك أَنَّ مَكَّةَ كَثِيرَةُ الشِّعَابِ الَّتِي تَصُبُّ فِي الْأَبْطَحِ فَيَخْتَلِطُ سَيْلُهَا هُنَاكَ، وَقَدْ سُمِّيَ الْيَوْمُ الشَّارِعُ الْمَارُّ مِنْ الْمُنْحَنَى إلَى رِيعِ الْحَجُونِ «شَارِعَ الْأَبْطَحِ» ، وَهُوَ شَارِعٌ وَاسِعٌ كَثِيرُ الْعَمَائِرِ وَالْأَسْوَاقِ، وَعَلَيْهِ طَرِيقُ الْحَاجِّ مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلَى مِنًى.
الْأَبْوَاءُ
عَلَى زِنَةِ جَمْعِ بَوٍّ: تَرَدَّدَتْ فِي السِّيرَةِ، وَجَاءَ ذِكْرُهَا فِي غَزْوَةِ وَدَّانَ، وَهِيَ غَزْوَةُ الْأَبْوَاءِ.
وَالْأَبْوَاءُ وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ الْحِجَازِ التِّهَامِيَّةِ، كَثِيرُ الْمِيَاهِ وَالزَّرْعِ، يَلْتَقِي فِيهِ وَادِيَا الْفَرْعِ وَالْقَاحَةِ فَيَتَكَوَّنُ مِنْ الْتِقَائِهِمَا وَادِي الْأَبْوَاءِ، كَتَكَوُّنِ وَادِي مَرِّ الظَّهْرَانِ مِنْ الْتِقَاءِ النَّخْلَتَيْنِ، وَيَنْحَدِرُ وَادِي الْأَبْوَاءِ إلَى الْبَحْرِ جَاعِلًا أَنْقَاضَ وَدَّانَ عَلَى يَسَارِهِ، وَثَمَّ طَرِيقٌ إلَى هَرْشَى، وَيَمُرُّ بِبَلْدَةِ مَسْتُورَةَ ثُمَّ يُبْحِرُ.
وَيُسَمَّى الْيَوْمَ «وَادِي الْخُرَيْبَةِ» غَيْرَ أَنَّ اسْمَ الْأَبْوَاءِ مَعْرُوفٌ لَدَى الْمُثَقَّفِينَ، وَسُكَّانُهُ: بَنُو مُحَمَّدٍ مِنْ بَنِي عَمْرٍو، وَبَنُو أَيُّوبَ مِنْ الْبِلَادِيَّةِ مِنْ بَنِي عَمْرٍو.
أَبْيَنُ
بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَقَدْ تُكْسَرُ، وَسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ، وَفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ
فَوْقُ، وَآخِرُهُ نُونٌ، وَكَأَنَّهُ الْأَكْثَرُ بَيَانًا: جَاءَ فِي سَجْعٍ لِلْكَاهِنِ «سُطَيْحٍ» حِينَ سَأَلَهُ رَبِيعَةُ بْنُ نَصْرٍ مَلِكُ الْيَمَنِ عَنْ رُؤْيَا رَآهَا، فَقَالَ سُطَيْحٌ:. . . لَتَهْبِطَنَّ أَرْضَكُمْ الْحَبَشْ، فَلَتَمْلِكَنَّ مَا بَيْنَ أَبْيَنَ إلَى جَرَشْ.
وَكَانَ «أَبْيَنُ» فِيمَا يَبْدُو إقْلِيمًا وَاسِعًا، وَكَأَنَّهُ الزَّاوِيَةُ الْجَنُوبِيَّةُ الْغَرْبِيَّةُ مِنْ الْيَمَنِ، أَيْ مِنْطَقَةِ لَحْجٍ وَعدَنٍ وَمَا حَوْلَهُمَا، لِأَنَّ عَدَنَ كَانَتْ تُدْعَى «عَدَنُ أَبْيَنَ» لِشُهْرَةِ أَبْيَن وَوُقُوعِ عَدَنٍ فِيهِ أَوْ بِجِوَارِهِ، وَفِي ذَيْلِ السِّيرَةِ أَنَّهُ مِخْلَافٌ مِنْ الْيَمَنِ مِنْهُ عَدَنٌ، وَهُوَ مُطَابِقٌ لِمَا قَدَّمْنَاهُ، وَهُوَ قَوْلُ يَاقُوتٍ فِي مُعْجَمِ الْبُلْدَانِ، وَيَنْقُلُ يَاقُوتٌ عَنْ عُمَارَةَ الْيَمَنِيِّ قَوْلَهُ:
أَبْيَنُ: مَوْضِعٌ فِي جَبَلِ عَدَنٍ، قَدْ يُقَالُ: يَبْيَنُ أَيْضًا. وَأَقُولُ: هُوَ الْيَوْمَ مَوْضِعٌ مِنْ جَبَلِ عَدَنٍ كَمَا ذَكَرَهُ عُمَارَةَ، فَلَعَلَّ الِاسْمَ انْحَصَرَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ بَعْدَ قِيَامِ مِخْلَافِ لَحْجٍ. وَيَقُولُ السَّيِّدُ هَادُونَ الْعَطَّاسُ: أَبْيَنُ مِنْطَقَةٌ زِرَاعِيَّةٌ إلَى الشَّمَالِ الشَّرْقِيِّ مِنْ عَدَنٍ، يُزْرَعُ فِيهَا الْقُطْنُ الطَّوِيلُ التِّيلَةِ.
وَجَاءَ فِي «طَبَقَاتِ فُقَهَاءِ الزَّيْدِيَّةِ: وَإِلَيْهِ تُضَافُ عَدَنٌ لِأَنَّهَا مِنْهُ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِأَبْيَنَ بْنِ زُهَيْرٍ بْنِ الْهَمَيْسَعِ بْنِ حِمْيَرَ.
وَخُلَاصَةُ الْقَوْلِ: أَنَّ أَبْيَن مِنْطَقَةٌ مَعْرُوفَةٌ الْيَوْمَ قُرْبَ عَدَنٍ