الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عِنْدَ مَصَبِّ وَادِي مَنَاةَ.
الْقَرَدَةُ
بِفَتْحِ الْقَافِ وَالرَّاءِ وَالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، وَآخِرَهُ تَاءٌ مَرْبُوطَةٌ: جَاءَ فِي النَّصِّ: وَسَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ الَّتِي بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهَا حِينَ أَصَابَ عِيرَ قُرَيْشٍ، وَفِيهَا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، عَلَى الْقَرَدَةِ، مَاءٌ مِنْ مِيَاهِ نَجْدٍ.
قُلْت: وَاخْتَلَفَ الْمُتَقَدِّمُونَ فِي ضَبْطِهِ، فَقِيلَ: الْقِرَدَةُ. وَقِيلَ: الْقَرْدَةُ. وَأَجْمِعُوا عَلَى أَنَّهُ مَاءٌ بِنَجْدٍ أَوْ بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَالشَّامِ «مِمَّا يَلِي نَجْدًا» . وَهَذَا الْمَاءُ عَلَى طَرِيقٍ تَمُرُّ مِنْ مَكَّةَ إلَى الشَّامِ جَاعِلَةً الْمَدِينَةَ يَسَارَهَا، وَهَذَا يَعْنِي أَنَّهُ فِي الْمِنْطَقَةِ الْوَاقِعَةِ شَمَالَ شَرْقِيِّ الْمَدِينَةِ، لِأَنَّ مِيَاهَ هَذَا الطَّرِيقِ مَعْرُوفَةٌ حَتَّى يَصِلَ إلَى نَخْلٍ، ثُمَّ تَفْتَرِقُ الطُّرُقُ، وَيَبْدُو أَنَّ هَذِهِ هِيَ الطَّرِيقُ الَّتِي تَجْعَلُ خَيْبَرَ يَسَارَهَا أَيْضًا وَتَمُرُّ بِسَلَاحٍ الْمَعْرُوفَة الْيَوْم بِالْعِشَاشِ، عَلَى مَرْحَلَةٍ شَمَالَ خَيْبَرَ.
قَرْقَرَةُ الْكُدْرِ
يَأْتِي الْحَدِيثُ عَنْهَا فِي «الْكُدْرِ» . وَأُضِيفُ هُنَا: يَبْدُو أَنَّهَا مَا يُعْرَفُ الْيَوْمَ بِحَضَوْضَى، فَهِيَ قَاعٌ تَجْتَمِعُ فِيهِ أَوْدِيَةٌ مَا شَرْقَ الْمَدِينَةِ قَبْلَ اجْتِمَاعِهَا فِي الْخَنَقِ، وَلَا زَالَ عِنْدَ أَهْلِ هَذِهِ الدِّيَارِ، الْقَرْقَرُ أَوْ الْقَرْقَرَةُ: الْقَاعُ الْوَاسِعُ، وَحَضَوْضَى: قَاعٌ وَاسِعٌ.
قَرْطَاجَنَّةُ
بِفَتْحِ الْقَافِ وَسُكُونِ الرَّاءِ، وَطَاءٍ مُهْمَلَةٍ بَعْدَهَا أَلِفٌ وَجِيمٍ فَنُونٍ مُشَدَّدَةٍ، وَآخِرَهُ تَاءٌ مَرْبُوطَةٌ: جَاءَتْ فِي نَصٍّ مُطَوَّلٍ فِي ذِكْرِ مَنْ بَعَثَهُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ
مِنْ الْحَوَارِيِّينَ وَالْأَتْبَاعِ إلَى بِقَاعِ الْأَرْضِ، وَمِنْهَا: قَرْطَاجَنَّةُ، وَأُفْسُوسُ، وَالْأَرْضُ الَّتِي يَأْكُلُ أَهْلُهَا النَّاسَ! وَأَرْضُ بَابِلَ، وَأُورْشَلِيمُ، وَهِيَ إيلِيَاءُ، والأعرابية وَهِيَ أَرْضُ الْحِجَازِ، وَأَرْضُ الْبَرْبَرِ.
قُلْت: فِي هَذَا النَّصِّ:
1 -
قَرْطَاجَنَّةُ: مَدِينَةٌ كَانَتْ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ الْأَبْيَضِ مِنْ سَاحِلِ أَفْرِيقِيَّةَ فِي مَا يُسَمَّى الْيَوْمَ بِتُونُسَ، وَكَانَ - فِيمَا رَوَى يَاقُوتٌ - بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَدِينَةِ تُونُسَ اثْنَا عَشَرَ مِيلًا.
وَهِيَ بَلْدَةٌ تُجَاوِرُ الْيَوْمَ تُونُسَ مِمَّا يَلِي الشَّمَالَ حَتَّى كَادَ عِمْرَانُهُمَا يَتَمَاسَّ، وَهِيَ مِنْ الْقُرَى السِّيَاحِيَّةِ فِي الْجُمْهُورِيَّةِ التُّونُسِيَّةِ. 2 - أُفْسُوسُ: جَاءَ فِي النَّصِّ إنَّهَا قَرْيَةُ أَصْحَابِ الْكَهْفِ. وَأَصْحَابُ الْكَهْفِ مُخْتَلَفٌ فِي مَوْضِعِ وُجُودِهِمْ. والأردنيون يُؤَكِّدُونَ أَنَّ الْكَهْفَ قُرْبَ عَمَّان مَعْرُوفٌ، وَيَزُورُهُ بَعْضُ السُّيَّاحِ.
أَمَّا الْأَرْضُ الَّتِي يَأْكُلُ أَهْلُهَا النَّاسَ فَهِيَ أَوَاسِطُ أَفْرِيقِيَّا، وَهُنَاكَ رِوَايَاتٌ تُؤَكِّدُ أَنَّ بَعْضَ الْقَبَائِلِ هُنَاكَ مَا زَالَتْ تَأْكُلُ لُحُومَ الْبَشَرِ.
أَمَّا أَرْضُ بَابِلَ، فَهِيَ أَرْضُ الْعِرَاقِ، وَقَدْ تَحَدَّثْنَا عَنْ الْعِرَاقِ وَبَابِلَ فِي هَذَا الْكِتَابِ.
وَأُورْشَلِيمُ هِيَ الْقُدْسُ، وَالِاسْمُ مُحَرَّفٌ مِنْ الْكَنْعَانِيَّةِ الْعَرَبِيَّةِ، حَرَّفَهُ الْيَهُودُ.
والأعرابية: كَمَا جَاءَ فِي النَّصِّ هِيَ أَرْضُ الْحِجَازِ، وَالْمَقْصُودُ أَرْضُ الْعَرَبِ.
أَمَّا أَرْضُ الْبَرْبَرِ فَكَانَتْ جُنُوبَ لِيبْيَا وَالْأَطْلَسِ الْمَغْرِبِيِّ، وَقَدْ أَسْلَمَ هَذَا الشَّعْبُ وَتَعَرَّبَ وَشَارَكَ فِي