الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبهذا فتخصيصُ العامِّ بيانٌ، وتقييدُ المطلقِ بيانٌ، وبيانُ المجملِ بيانٌ، وتفسيرُ اللفظِ الغريبِ بيانٌ، وذكرُ سببِ النُّزولِ بيانٌ، وكلُّ ما له أثرٌ في فهم المعنى بيانٌ، وهو التَّفسيرُ.
تعريفاتُ العلماءِ للتَّفسيرِ
للعلماء في تعريف التَّفسيرِ تعبيراتٌ كثيرةٌ، يطولُ المقامُ بسردها (1)، ولقد اطَّلعتُ على جملةٍ من التَّعريفاتِ، منها:
1 -
تعريفُ ابن جُزَيٍّ (ت:741)، قالَ:«معنى التَّفسيرِ: شرحُ القرآنِ، وبيانُ معناه، والإفصاحُ بما يقتضيه بنصِّه أو إشارَتِه أو نجواه» (2).
(1) ينظر في تعريف التفسير: التسهيل لعلوم التنْزيل، لابن جُزَي (1:6)، البحر المحيط، لأبي حيان (1:26)، والبرهان في علوم القرآن، للزَّركشي (1:13)، (2:149 - 150)، وتفسير ابن عرفة، برواية الأبي (1:59)، والتيسير في قواعد التفسير، للكافيجي (ص:124 - 125)، والإتقان في علوم القرآن، للسيوطي (4:167 - 169)، ومفتاح السعادة، لطاش كبري زاده (2:530 - 532)، وقد نقله من الإتقان. وأبجد العلوم، للقنوجي (2:172 - 177)، والتحرير والتنوير، للطاهر بن عاشور (1:11)، ومناهل العرفان، للزرقاني (2:3)، أصول في التفسير، لابن عثيمين (ص:25).
(2)
التهسيل لعلوم التَّنْزيل، لابن جُزَي (1:6).
* وعرَّفَهُ أبو حيان (ت:745)، فقال: «التفسيرُ: علمٌ يُبحثُ فيه عن كيفيةِ النطقِ بألفاظِ القرآنِ، ومدلولاتِها، وأحكامِها الإفراديَّةِ والتركيبيَّةِ، ومعانيها التي تُحمَلُ عليها حالَ التركيبِ، وتتماتُ ذلك.
فقولنا: «علم» : هو جنسٌ يشملُ سائرَ العلومِ.
وقولنا: «يُبحثُ فيه عن كيفيَّةِ النُّطقِ بألفاظِ القرآنِ» : هذا علمُ القراءاتِ.
وقولنا: «ومدلولاتها» أي: مدلولاتِ تلك الألفاظِ، وهذا علمُ اللُّغةِ الذي يُحْتاجُ إليه في هذا العلمِ.
وقولنا: «وأحكامها الإفرادية والتَّركيبية» : هذا يشملُ علمَ التَّصريفِ وعلمَ الإعرابِ وعلمَ البيانِ وعلمَ البديعِ.
«ومعانيها التي تحمل عليها حال التَّركيب» : شملَ بقوله: «التي تحمل عليها» : ما دلالته عليه بالحقيقةِ، وما دلالتُه عليه بالمجازِ، فإنَّ التَّركيبَ قد يقتضي بظاهره شيئاً، ويصدُّ عن الحملِ على الظَّاهرِ صادٌّ، فيحتاج لأجل ذلك أن يُحملَ على غيرِ الظَّاهرِ، وهو المجازُ.
وقولنا: «وتتمات ذلك» : هو معرفةُ النَّسخِ، وسببُ
النُّزولِ، وقصةٌ توضِّحُ ما انبهَم في القرآنِ، ونحو ذلك» (1).
* وعرَّفه الزَّرْكَشِيُّ (ت:794) في موضعينِ من كتابِه البرهانِ في علومِ القرآن، فقالَ في الموضعِ الأوَّلِ:«علمٌ يُعرفُ به فَهْمُ كتابِ اللهِ المنَزَّلِ على نبيه محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وبيانُ معانيه، واستخراجُ أحكامِه وحِكَمِهِ» (2).
وعرَّفه في الموضعِ الثاني، فقال: «هو عِلْمُ نُزولِ الآيةِ وسورتِها وأقاصيصِها والإشاراتِ النَّازلةِ فيها، ثُمَّ ترتيبُ مكِّيِّها ومدنيِّها، ومحكمِها ومتشابِهها، وناسخِها ومنسوخِها، وخاصِّها وعامِّها، ومطلقِها ومقيدِها، ومجملِها ومفسرِها.
وزادَ فيه قومٌ، فقالوا: علمُ حلالِها وحرامِها، ووعدِها ووعيدها، وأمرِها ونهيِها، وعِبَرِها وأمثالِها» (3).
* وقال ابنُ عَرَفَة المالكي (ت:803): «
…
هو العلمُ بمدلولِ القرآنِ وخاصِّيَةِ كيفيةِ دلالتِه، وأسبابِ النُّزولِ، والنَّاسخِ والمنسوخِ.
(1) البحر المحيط، لأبي حيان (1:26)، وقد نقل عنه ـ باختصار ـ الكفويُّ في الكليات، تحقيق: عدنان درويش، ومحمد المصري (ص:260).
(2)
البرهان في علوم القرآن، للزركشي (1:13).
(3)
البرهان في علوم القرآن، للزركشي (2:148).