الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قسم التحقيق - مقدمة
…
أولا: اسم الكتاب المحقق جزؤه وتوثيق نسبته
الجزء الذي قمت بتحقيقه هو جزء من تفسير الشيخ محمد بن عبد الوهاب المسمى "استنباط القرآن".
وقد ورد هذا الاسم في عنوان نسخة "ض" ونسب في جميع ما وجدته من مخطوطات للشيخ رحمه الله.
وهذا الاسم هو الذي اشتهر به بين الباحثين. فقد ذكره به الشيخ:
عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ1.
كما ذكره الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي بـ "استنباط من القرآن"2.
وذكره الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري باسم "الاستنباط"3.
وقد ذكر بغير هذا:-
فذكر في عنوان نسخة "ب": "مسائل استنبطها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من القرآن" وفي كتاب الأدب العربي وتاريخه: التفسير على بعض سور القرآن4.
وأما من عاصر الشيخ أو كان قريباً من عصره- في من اطلعت على كلامهم- فقد ذكروا أن الشيخ قد تكلم على جملة من السور والآيات واستنبط منها. فيقول ابن غنام: وكتب على كثير من السور مسائل كثيرة مثل تفسير سورة يوسف والحجر والزمر والنحل5.
ويقول ابن بشر: وكلامه على القرآن أكثر من مجلد6.
ولكنهما لم يذكرا تفسيره باسمه الذي اشتهر به "استنباط القرآن" فيتضح مما تقدم من أقوال العلماء والمؤرخين أن الشيخ قد تكلم على جملة من السور والآيات، تفسيرا، واستنباطا، يبلغ مجلدا وأكثر، ومن تلك السور الجزء
1 انظر مشاهير علماء نجد وغيرهم ص "26".
2 انظر "الشيخ محمد بن عبد الوهاب. عقيدته السلفية.." ص "37".
3 انظر بحثه "حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وآثاره العلمية" ضمن بحوت أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب "1: 144".
4 تاريخ الأدب العربي ملحق "2: 531".
5 روضة الأفكار "1: 222".
6 عنوان المجد "1: 92".
الذي قمت بتحقيقه وهو المشتمل على كلامه على سورة يوسف والحجر والنحل، ويظهر أن الشيخ لم يسم تفسيره، بما اشتهر به وهو "استنباط القرآن"، وإنما هو اسم وضع لتفسيره بعد جمعه في سفر واحد.
وإنما أستظهر هذا لعدم تسمية المتقدمين ممن أرخ للشيخ ما كتبه الشيخ بهذا الاسم.
ولما يظهر من أنها سور وآيات متفرقة، جمع تفسيرها والاستنباط منها في موضع وأحدـ إذ قد اشتمل هذا الاستنباط. على تفسيره لسورة الفاتحة وهو إنما كتبه مستقلا، جواباً لطلب الأمير عبد العزيز بن محمد بن سعود "رحمه الله" كما ذكر ابن غنام1.
كما أن في إيراد السور والآيات المفسرة ما يشعر بالجمع حيث يبدأ غالبهما في الاستنباط بقول الجامع: "قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله......." أو "قال الشيخ رحمه الله: هذه مسائل مستنبطة من سورة كذا" أو "ذكر ما ذكر الشيخ على سورة كذا من المسائل" أو "سئل عن قوله تعالى "...." فأجاب" ونحو ذلك.
ثم في سياق كلام ابن غنام ما يشعر بذلك حيث قال: ونذكر في هذا الفصل كلامه على الآيات المتفرقة من كل سورة على ترتيب المصحف.
فأورد جل ما في الاستنباط، ولم يورد تفسير سورة يوسف والحجر والزمر والنحل مع ذكره لها من تفسير الشيخ. ولم يسمه بهذا الاسم.
ومع هذأ فالمراد من الاسم التعريف والتمييز عن الغير. وتسمية تفسير الشيخ باستنباط القرآن من حيث هي مناسبة جدا لمنهجه الاستنباطي الذي سلكه في تفسيره عموما.
1 انظر روضة الأفكار "223:1".
ثانيا: وصف النسخ المخطوطة
توفر لدي لتحقيق ما حققته من تفسير الشيخ أربع نسخ مخطوطة بالإضافة إلى المطبوعة.
النسخة الأولى: "ض".
وهى بعنوان "استنباط القرآن" وهي من محتويات المكتبة السعودية التابعة لرئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد "بالرياض تحت رقم "516/86" وقد كتب على لوحة العنوان: "هذه النسخة الشريفة المسماة بـ "استنباط القرآن" تأليف الشيخ الإمام العالم العلامة: محمد بن عبد الوهاب عظم الله له الأجر والثواب. آمين. آمين. آمين، وصلى الله على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين".
وتحته "هذا الكتاب لو يباع بوزنه ذهباً لكان البائع هو المغبون".
وتحته في دائرة "اللهم اغفر لكاتبه، ولمؤلفه، ومالكه، وقاريه، ومستمعه، والناظر فيه، ولوالدي الجميع، ولجميع المسلمين، ولمن دعا لهم بالمغفرة يا رب العالمين".
وهذه النسخة تبدأ من أول تفسير سورة الفاتحة وأولها: بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين قال شيخنا الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ورضي عنه بمنه وكرمه: اعلم أرشدك الله لطاعته وأحاطك بحياطته وتولاك في الدنيا والآخرة إن مقصود الصلاة وروحهما ولبها هو إقبال القلب على الله تعالى..إلخ وتنتهي بما ذكر، الشيخ من مقارنات بين سورتي اقرأ والمدثر، وآخرها قوله: العشرون: في السورتين شاهد لقوله: "العلم قبل القول والعمل".
وبعده كتب: "هذا آخر ما وجدته من هذه النسخة رحم الله مؤلفها وكاتبها وقاريها ومستمعها ومالكها ولجميع المسلمين. آمين".
وفى آخر ورقة كتب أيضاً: اللهم اغفر لكاتبه ومالكه وقاريه ومستمعه والناظر فيه ولمؤلفه. آمين.
وتحته كتابة يتبين بها تاريخ النسخ واسم الناسخ حيث جاء: تمت هذه النسخة
الشريفة في ضحى يوم السبت ثالث عشر من المحرم سنة "1286" ست وثمانين ومائتين وألف. بقلم "الفقير إلى الله أحمد بن محمد بن عبيد غفر الله له ولوالديه ولمشائخه. آمين. آمين.
وتحته: هذا الكتاب لو يباع بمثله ذهباً لكان البائع هو المغبون.
وتقع هذه النسخة في "96" صفحه بدون لوحة العنوان، يتراوح غالبها من "24 إلى 25" سطرا ويتراوح عددا لكلمات في غالب سطورها من "13" إلى "15" كلمة وهي نسخة مصححة.
وقد ألحق بهذه النسخة بقية لتفسير الشيخ تبدأ من الكلام على سورة الجن وتنتهي بنهاية الكلام على سورة الناس في "15" صفحة وهي بخط مغاير.
ويقع الجزء الذي حققته من نسخة استنباط القرآن في "2/1 31" صفحة. يبدأ بقوله ذكر ما ذكر الشيخ محمد "رحمه الله" على سورة يوسف من المسائل، الصفحة "40" وقد رمزت لها بحرف "ض".
النسخة الثانية:"س".
وهي موجودة لدى الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن محمد بن سحمان القاضى بمحكمة التمييز بالرياض ضمن مجموع يضم عدة كتب منها الأدب المفرد للبخاري. ولم يعنون لتفسير الشيخ هنا بشيء.
وهي تبدأ من أول الكلام على سورة الفاتحة وأولها قوله: بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ورضي عنه بمنه وكرمه. آمين: "اعلم أرشدك الله لطا عته
…
".
وتنتهي بنهاية الكلام على سورة الناس. "فهي نسخة كاملة".
وقد جاء في آخرها بيان الناسخ وتاريخ النسخ حيث جاء ما نصه "آخر ما وجد من كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ورضي عنه وكرمه. آمين.
وقع الفراغ من هذه النسخة المباركة في جمادى أول باق منه يوم سنه "1276هـ" بقلم علي بن سلمان كفر الله له ولوالديه وللمسلمين والمسلمات.. آمين. آمين." وهذه النسخة تقع في "206" صفحه. يتراوح غالبها من "20 إلى 23" سطراً.
معدل ما في السطر الواحد "9" كلمات تقريباً.
وهي نسخة مصححة وقد كتبت آياتها بالحمرة.
ويقع الجزء الذي حققته في "65" صفحه منها، من ص 66 وليس لها بداية مستقلة. وقد رمزت لها بالحرف "س".
النسخة الثالثة: "ب"
وهي ضمن محتويات مكتبة "برلين" بألمانيا الغربية. وتقع ضمن مجموع برقم "3968" يضم عدة كتب منها "كتاب الإيمان" لشيخ الإسلام ابن تيمية وعنون لتفسير الشيخ بعنوان:- مسائل استنبطها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من القرآن وخطها جميل جدا.
وأولها: بسم الله الرحمن الرحيم. وبه نستعين. هذه مسائل استنبطها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من سورة الفاتحة:-
الأولى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فيها التوحيد.. وهكذا.
وتنتهي أثناء الكلام على سورة الحجرات بقوله: الرابعة عشر: التنبيه على لطفه تعالى بنا وأنه أرحم بنا من أنفسنا {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} إلى {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} فيه. ا. هـ.
وتقع هذه النسخة في "192 صفحة في كل صفحة حوالي "15" سطرا، ومعدل ما في السطر الواحد حوالي "10" كلمات.
ويقع الجزء الذي حققته في "2/1 84" صفحة منها. من ص "42" وليس لها بداية مستقلة وقد رمزت لها بحرف "ب".
النسخة الرابعة: "ق".
وهي ضمن محتويات مكتبة "مزعل" العامة بالقويعية
ولم يعنون لها بشيء كما لم يذكر اسم ناسخها ولا تاريخ النسخ.
وبدايتها موافقة لبداية نسخة "س".
ونهايتها بعد تمام الكلام على سورة "المسد" وهو قوله: "وأما أدلة النبوة ففي مواضع".
وجاء في آخرها ما نصه: وهذا آخر ما تيسر جمعه من كلام الشيخ رحمه الله تعالى.
وهى تقع في "169" صفحه يتراوح غالبها من "20 إلى 24" سطرا. في كل سطر حوالي "10" كلمات ويقع الجزء الذي حققته في "55" صفحة منها
تبدأ من ص "65" على نقص فيه.
ويبدو أنها مقابله على أصلها. إلا أنني اعتبرتها نسخة مساعدة "ثانوية" ولم أقابل سائرها مع باقي النسخ وإنما استبعدتها من المقابلة لأمور:-
1-
سقط بعض صفحاتها.
2-
كثرة سقط الكلمات فيها إذ تزيد الكلمات الساقطة فيما حققته عن "100" موضع.
3-
كثرة أخطائها وخصوصا فيما تنفرد به.
4-
غالب ما تنفرد به عن نسختي "ض" و "ب" توافقها فيه "س" فتكفى عنها، وذلك للعلاقة بينهما إذ أن غالب ما يكون ساقطاً من "ق" يكون ملحقاً في هامش "س".
أما المطبوعة:
فاعني بها تلك التي طبعتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1399هـ ضمن مجموعة مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، والتي يحتويها القسم الرابع منها. وهي الطبعة الوحيدة- فيما أعلم- لاستنباط القرآن بصورته هذه، وإن كان قد طبع أجزاء من تفسير الشيخ ضمن كتاب روضة الأفكار لابن غنام، والدرر السنية لابن قاسم.
وإنما قصت بتحقيق جزء منها خدمة للقارئ والكتاب، نظرا لحاجة الكتاب إلى ذلك الأمور منها:
1-
كثرة الأخطاء والتصحيف فيها.
2-
عدم الاهتمام بإيضاح الفروق بين النسخ الخطية إلا نادرا، مع أنه ذكر في مقدمتها اعتماد المحقق لها على نسختين خطيتين بالإضافة إلى بعض المخطوطات التي ورد فيها شيء من التفسير.
حيث لم يثبتوا في تحقيق تفسير سورة الحجر مثلاً سوى اختلافين من اختلافات النسخ، في حين أثبت أكثر من أربعين اختلافاً من الاختلافات بين النسخ التي اعتمدوها في التحقيق فضلاً عن غيرها من النسخ، مع أن هذه السورة هي أقصر السور التي حققت تفسيرها وأقلها اختلافاً بين النسخ في تفسيرها.
3-
عدم العناية بإيضاح كثير مما يحتاج إلى إيضاح من استنباطات الشيخ مما قد يشكل على الكثير أو يصعب فهمه.
4-
ما يظهر من عجلة في تحقيقها كما يظهر ذلك من الإحالات المجملة مثل "انظر تفسير هذه الآية في التفاسير المطولة" أو نحو ذلك.
ولهذا فتداركا للنقص، وتتميما للفائدة، وخدمة للقارئ والكتاب فيما حققته أدرجت هذه المطبوعة في المقابلة على المنهج الذي سأوضحه إن شاء الله تعالى.
ثالثا: منهجي في التحقيق والتعليق
1-
تحقيق نص الكتاب
سلكت في تحقيق النص مسلك إثبات النص المختار، وذلك بالمقارنة بين النسخ وإثبات ما أراه أقرب لنص المؤلف من خلال معنى الكلام وسياقه وما إلى ذلك من الاعتبارات المرجحة للفظ على آخر مع إثبات النص المرجوح في الهامش.
وأما إن اختلفت النسخ ولم يترجح لي نص دون الآخر فإني أثبت ما تواطأت عليه أكثر النسخ مع إثبات الفروق في الهامش.
وأما المطبوعة فإني إنما سلكتها في المقابلة للتنبيه على أخطائها فلا ألتزم بذكر موافقتها الصواب إذ هو المفترض إلا إن انفردت به فإني أشير إليه.
وقد حرصت على ألا أتصرف في النص لا إذا رأيت اللفظ خطأ لا يحتمل الصواب فإني أثبت ما أراه صواباً مع ذكر ما ورد في النسخ في الهامش وهو قليل جدا.
وقد رأيت أن الحاجة ماسة لبعض الإضافات في المتن وقد نبهت عليها في مواضعها من التحقيق وهى قليلة جدا وأهمها ما يلي:-
ا- وقع خطأ متكرر حيث لم تثبت تاء عشره عند التركيب في النسخ المخطوطة مع تأنيث المعدود إلا نادراً ولذا أثبتها مع عدم الإشارة إلى ذلك لكثرته إلا في أول موضع ص "331".
2-
قصت بترقيم الآيات على ما سيأتي بيانه.
2-
كتابة الآيات.
التزمت في كتابة الآيات الرسم العثماني.
واعتمدت في إثبات الآيات المفسرة في المتن على النسخ التي تورد أكبر قدر من الآية فإذا وردت آية أو آيات رقمتها في المتن.
وإذا وردت بعض الآيات المفسرة أو أشير إلى الآيات بقوله: ومن قوله تعالى: "..... إلى قوله.... " فيه مسائل. فإني أذكر الآيات في الهامش مع رقمها والاستدلال بالتفسير على الآيات المرادة. إذ قد يكون عد المؤلف مخالفاً لرقم الآية في المصحف فالمراد لدى المؤلف في كثير من الأحيان عد المقطع في الآيات ككل وقد يحتوي على أكثر من آية.
كما قمت بعزو الآيات المستشهد بها في التفسير.
3-
تخريج الأحاديث والآثار:
قمت بتخريج جميع الأحاديث والآثار الواردة بعزوها إلى مصادرها الأصيلة فإذا كان الحديث أو الأثر في الصحيحين اكتفيت بهما في الغالب.
وإذا كان في أحدهما فقد أكتفي به وقد أزيد عليه.
وأما إذا لم يكن في واحد منهما فإني أجتهد في تخريجه من كتب السنة مع عدم الإطالة. وطريقتي في التخريج أن أعزو الحديث إلى مرجعه الأصيل بذكر الكتاب والباب، مع ذكر الجزء والصفحة ورقم الحديث، تسهيلًا للقارئ، وليناسب جميع الطبعات.
4-
التعليق على ما يحتاج إلى تعليق.
قمت بالتعليق على ما يحتاج إلى تعليق من المسائل والفوائد مع توثيق ذلك التعليق إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
كما قمت في كثير من الأحيان بتوثيق كلام الشيخ من كتب التفسير واللغة وغيرها إذا دعت الحاجة.
كما قمت ببيان موضع الاستنباط من الآيات ووجهه عند خفائه....
5-
التراجم:
ترجمت للأعلام الوارد ذكرهم إلا المشهورين منهم جدا فاكتفيت بشهرته. كما ترجمت للفرق الوارد ذكرها وبينت وجه الرد عليهم من الآيات.
تنبيهات:
1-
حرصت في ذكر مراجع التخريج والتعليق والترجمة على مراعاة التسلسل الزمني للمؤلفين ما لم تدع الحاجة إلى غير ذلك.
2-
حرصت على إظهار التحقيق بمظهر متكامل والإحالة على ما يذكر فيه من تخريج أو ترجمة أو نحو ذلك وإن تقدم عليه في قسم الدراسة.