الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النص المحقق
ذكر ما ذكر الشيخ محمد رحمه الله على سورة يوسف من المسائل
…
"ذكر ما ذكر الشيخ محمد رحمه الله على سورة يوسف من المسائل" 1
بسم الله الرحمن الرحيم 2
روى "ابن جرير" 3 عن سعد بن أبي وقاص4 قال:
1 ما بين القوسين ساقط من "س" وهو في "ب": "ذكر ما ذكر الشيخ رحمه الله تعالى علي سورة يوسف من المسائل".
2 البسملة ساقطة من المطبوعة.
3 في "ض": "ابن جبير".
وابن جرير هو الإمام، العلم، المجتهد، الثقة، المقرئ، المفسر، الفقيه: أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي الطبري. صاحب التصانيف البديعة، منها تفسيره "جامع البيان عن تأويل آي القرآن" وتاريخ الأمم والملوك "وتهذيب الآثار" لم يتمه وغيرها.
توفي سنة "310" عشر وثلاثمائة.
قال الذهبي: كان ثقة، صادقاً، حافظاً، رأساً في التفسير، إماماً في الفقه والإجماع والاختلاف، علامة في التاريخ وأيام الناس، عارفاً بالقراءات وباللغة، وغير ذلك.
انظر: تاريخ بغداد "2: 162" سير أعلام النبلاء "14: 267" معرفة القراء الكبار "1: 264" طبقات المفسرين للداوودي "2: 110".
4 هو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة الزهري القرشي: أبو إسحاق، أحد السابقين إلى الإسلام، أسلم وهو ابن سبع عشرة سنة، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وآخرهم موتا، شهد بدراً، وأحداً، والحديبية، والمشاهد كلها، وجمع له الرسول صلى الله عليه وسلم بين أبويه يوم أحد – فقال:"ارم فداك أبي وأمي".
وهو أحد الستة أهل الشورى، وقائد القادسية، تولى إمارة الكوفة زمناً، وكان مجاب الدعوة روى جملة من الأحاديث في الصحيحين وغيرهما واختلف في تاريخ وفاته. واختار الذهبي أنها كانت سنة خمس وخمسين من الهجرة.
انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "3: 139" تاريخ بغداد "1: 144" أسد الغابة لابن الأثير "2: 390" سير أعلام النبلاء "1: 92" الإصابة لابن حجر "3: 83".
"أنزل" 1 على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فتلاه "زمانا" 2، فقالوا: يا رسول الله لو حدثتنا، فنزل:{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} 3 الآية، وله عن 4 عون بن عبد الله5 قال: مل الصحابة ملة، فقالوا: يا رسول الله "حدثنا" 6 فنزل:
1 في "س" والمطبوعة "أنزل الله".
2 في "س": زماناً طويلاً.
3 رواه ابن جرير الطبري في تفسيره "12: 150" بلفظ: أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، قال: فتلاه عليهم زمانا، فقالوا: يا رسول الله: لو قصصت علينا، فأنزل الله:{الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ..} إلى قوله: {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ..} الآية.
قال: ثم تلاه عليهم زمانا، فقالوا: يا رسول الله لو حدثتنا، فأنزل الله:{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً..} إلى آخره.
ورواه البزار في مسنده "3/352" أثر "1152، 1153" وأبو يعلى في مسنده "2: 87" أثر رقم "740" وابن أبي حاتم في تفسيره "ص 15، 16" أثر "15" وابن حبان في صحيحه، انظر الإحسان "8: 31" والحاكم في مستدركه "2: 345" وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، والواحدي في أسباب النزول "311" وأورده السيوطي في الدر المنثور "4: 496" وزاد نسبته إلى إسحاق بن رواهويه، وابن المنذر، وأبي الشيخ.
4 أي لابن جرير.
5 هو الإمام القدوة، العابد: عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أبو عبد الله الهذلي الكوفي.
وثقه أحمد وغيره.
وقال ابن سعد والبخاري: كان ثقة، كثير الإرسال.
توفي سنة بضع عشرة ومائة.
انظر طبقات ابن سعد "6: 313" والتاريخ الكبير للبخاري "7/13" وسير أعلام النبلاء "5: 103" وتهذيب التهذيب "8: 171".
6 في "س" و "ب": لو حدثتنا.
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} ، ثم ملوا ملة فقالوا:"يا رسول الله" 1 "حدثنا2" ما فوق الحديث "ودون3" القرآن – يعنون القصص – فأنزل الله أول هذه السورة إلى قوله: {لَمِنَ الْغَافِلِينَ} 4.
ومما يدل على أن القرآن كاف عما سواه "من الكتب5" أن عمر أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب "فقرأه6" عليه، فغضب، فقال:"أمتهوكون "فيها 7 " يا ابن الخطاب؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء "نقية 8 "، لا تسألوهم
1 سقط من المطبوعة لفظ الجلالة. وهو خطأ مطبعي.
2 ساقطة من "س" و "ب" ومثبتة في هامش "ض".
3 في المطبوعة "دون" وهو خطأ مطبعي.
4 رواه الطبري في تفسيره "12: 150" بلفظ: مل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملة فقالوا: يا رسول الله حدثنا، فأنزل الله عز وجل:{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} ، ثم ملوا ملة أخرى فقالوا: يا رسول الله حدثنا فوق الحديث ودون القرآن – يعنون القصص – فأنزل الله: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} .
ورواه أبو عبيد في فضائل القرآن "ص7" ح "13". وذكره الواحدي في أسباب النزول "312" بدون إسناد.
5 ساقطة من "س" و "ب" ومثبتة في هامش "ض".
6 في "ض" و "ب": فقرأ عليه.
7 في "س" مثبتة في الهامش.
8 في "س" مثبتة في الهامش.
عن شيء "فيخبروكم 1 " بحق "فتكذبوا به" 1، أو بباطل "فتصدقوا به" 1 والذي نفسي بيده لو كان موسى حيا ما وسعه إلا إتباعي" رواه أحمد2.
وفي لفظ أنه استكتب "جوامع3" من التوراة وقال "ألا أعرضها4" عليك؟
…
وفيه: "لو أصبح فيكم موسى 5 ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم، إنكم حظي من الأمم، وأنا حظكم من النبيين"6.
وقد انتفع عمر بهذا، فقال للذي نسخ كتاب دانيا7: امحه بالحميم8 والصوف
1 في "س" و "ض" و "ب": فيخبرونكم، وفي النسخ المخطوطة: أيضاً والمطبوعة "فتكذبونه، فتصدقونه" والتصويب في المسند.
2 رواه الإمام أحمد في المسند "387:3" من حديث جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب أتى "النبي صلى الله عليه وسلم" بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فقرأه على النبي "صلى الله عليه وسلم"، فغضب فقال:"أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية. لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به، أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو أن موسى "صلى الله عليه وسلم" كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني". ورواه الدارمي في سننه "1: 115" وحسنه الألباني في تخريج المشكاة "1: 63" ح "177"
3 في "ب" جوامعا. وهو خطأ.
4 في "ب" لاعرضهاه.
5 في المطبوعة بزيادة "حيا" ولم أجدها في غيرها، وليست هي في هذه الرواية عند أحمد.
6 رواه الإمام أحمد في المسند "3: 471" من حديث عبد الله بن ثابت. وفيه جابر الجعفي، متكلم فيه. إلا أن الحديث السابق يشهد له. والله أعلم.
7 يقال: إنه أحد أنبياء بني إسرائيل، ممن وقع ض أسر بختنصر، فأتى به بابل، فتوفي في تلك الديار، فلما افتتح المسلمون مدينة السوس، بقيادة أبي موسى الأشعري "رضي الله عنه" في خلافة عمر "رضي الله عنه" وجدوا جثة دانيال وكتابه، فكتب إلى عمر يستشيره في شأنه. فأمره أن يغسله، ويكفنه، ويدفنه في مكان، ويخفي قبره، لئلا يفتتن به. والله أعلم- انظر مصنف ابن أبي شيبة "7: 4" أثر "33818، 33819" وفتوح البلدان للبلاذري "533" وتاريخ الأمم والملوك "3/187" ومجموع الفتاوى "15: 154" والبداية والنهاية "2: 37".
8 الحميم: الماء الحار. انظر مجمل اللغة لابن فارس "218:1": حم، ولسان العرب لأبن منظور "12: 153":حمم.
الأبيض. وقرأ عليه أول "هذه1" السورة. وقال: لئن بلغني أنك قرأته أو أقرأته أحداً من الناس لأنهكنك عقوبة2.
والمراد بأحسن القصص: القرآن، لا قصة يوسف وحدها3. وقوله:{تِلْكَ} أي: هذه4 {آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} "أي5" الواضح الذي يوضح الأشياء المبهمة وقوله: {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} "أي6""تفهمون7" معانيه.
1 ساقطة من "ب".
2 رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده انظر مجمع الزوائد للهيثمي "182:1" قال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي ضعفه أحمد وجماعة. أ. هـ. ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره ص "16، 17، 18" في مصنفه "6: 114" أثر "10166" وابن الضريس فضائل القرآن "102" أثر "88" نحوه مختصرا.
3 وبهذا قال الضحاك والزجاج حيث قال: تبين لك أحسن البيان.
واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية واستدل له، فقال في قوله تعالى:{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} : المراد الكلام الذي هو أحسن القصص، وهو عام في كل ما قصه الله لم يخص به سورة يوسف ولهذا قال:{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ} ولم يقل: بما أوحينا إليك هذه السورة، والآثار المأثورة عن السلف تدل كلها على ذلك. أ. هـ.
انظر معاني القرآن وإعرابه "3: 88" ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام "17: 39" والدر المنثور "4: 498".
4 {تِلْكَ} هي كما قال الشيخ بمعنى "هذه" إلا أن الإشارة فيه للبعيد، والبعد هنا بعد منزلة للتشريف.
انظر في ذلك شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك "136:1" وبصائر ذوي التمييز إلى لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي "26:3" والدرر السنية "10: 39".
5 سقطت من "ض" والمطبوعة.
6 سقطت من "س".
7 في "ب" تفقهون.
والقصص: مصدر قص الحديث يقصه "قصصا"1
{بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ} 2 "أي"3 بإيحائنا4 إليك هذا القرآن.
وقوله: {لَمِنَ الْغَافِلِينَ} أي "من"5 الجاهلين به هـ وهذا "مما"6 يبين جلالة القرآن، لأن فيه دلالة على أن "علمه"7 "صلى الله عليه وسلم" من القرآن.
وفيه دلالة على8 جلالة الله "سبحانه"9 وقدرته10، ودلالة على11 عظيم نعمته على نبيه "صلى الله عليه وسلم"12.
"وفيه دلالة"13 على كذب من أدعى أن غيره من الكتب أوضح منه14.
1 في "ب""قصا" وانظر البحر المحيط "5: 278"، ولسان العرب "7: 74": قصص.
2 ليست في شيء من النسخ التي بين يدي، وزدتها إذ يقتضيها السياق.
3 سقطت من "س".
4 قوله"بإيحائنا" تأويل لقوله تعالى: {بِمَا أَوْحَيْنَا} إشارة إلى أن "ما" وما دخلت عليه في تأويل مصدر.
انظر معاني القرآن للفراء "2: 32" وتفسير الطبري "12: 150" والبحر المحيط "5: 279".
5 سقطت من المطبوعة.
6 سقطت من "س".
7 في "ب""علم النبي"
8 في "ب" بزيادة "أن" بعد "على".
9 زيادة من "ق".
10 من أوجه تلك الدلالة قوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ} إذ عظم تعالى نفسه بقوله: {نَحْنُ} ، وقص عليه أحسن القصص من أخبار الأولين وغيرها مما لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلمه من قبل.
11 في "ب" بزيادة "أن" بعد "على".
12 مما يدل على ذلك قوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} إذ خصه بالإنزال عليه من بين قومه، وعلمه ما لم يكن يعلم.
13 مثبتة في هامش "ض".
14 ولعل من أولئك بعض المقلدة الجامدين الذين يعدلون عن النظر في القرآن والاهتداء به إلى النظر في أقوال أئمتهم الاستنباط منها؛ زاعمين أنهم لا يستطيعون أن يأخذوا من القرآن مباشرة. وقد رد عليهم الشيخ المصنف وعرض بهم عند تفسيره لقوله تعالى: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً} انظر مؤلفات الشيخ/القسم الرابع/ التفسير ص "263".
أبوه: يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم "عليه السلام"3، "والكواكب"4: عبارة عن أخوته، والشمس والقمر عبارة عن "أبيه وأمه"5، ووقع تفسيرها بعد أربعين "سنة"6.
وقيل: ثمانين7، حين رفع أبويه على العرش، وخروا له سجداً.
1 في المطبوعة قوله عز وجل. وليس في شيء من النسخ التي أطلعت عليها.
2 في "س" من قوله تعالى: {يَا بُنَيَّ} إلى آخر الآية ملحق بالهامش.
3 وقد ورد هذا النسب الكريم في قول النبي صلى الله عليه وسلم "الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم"
رواه البخاري في صحيحه في مواضع منها: كتاب أحاديث الأنبياء/ باب قول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} انظر الفتح "482:6" ح "3390" والترمذي في جامعة: كتاب التفسير/ باب 13 ومن سورة يوسف "5: 293" ح "3116".
4 في "ب": "الكوكب".
5 في "س""أمه وأبيه".
وقال بذلك في تأويل الكواكب والشمس والقمر قتادة وابن جريج والضحاك وابن زيد كما أخرجه عنهم الطبري في تفسيره "12: 151، 152".
وانظر تفسير البغوي "2: 409" وتفسير ابن كثير "485:2".
6 رواه الطبري في تفسيره "13: 69، 70" عن سلمان الفارسي وعبد الله بن شداد، وكذا رواه عن سلمان أيضاً الحاكم في مستدركه "396:4" بسند صححه ابن حجر. وقوى هذا القول الحافظ ابن حجر في فتح الباري "393:12" بعد أن ذكر غيره من الأقوال
7 رواه الطبري في تفسيره "13: 70، 71" عن الحسن والفضيل بن عياض.
وقيل غير ذلك. فانظر تفسير البغوي "2: 451" وتفسير ابن كثير "2: 485" والدر المنثور "4: 588، 589".
ولما كان تعبيرها خضوعهم له خشي إن حدثهم "أن يحسدوه"1 فيبغون له الغوائل وثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر من رأى "ما يحب"2 أن يحدث به، ولا يحدث "به"3 إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتحول إلى جنبه الآخر، ويتفل عن يساره ثلاثا، ويتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره4.
1 في "ض" و "ب": أن يحسدونه. وهو خطأ من الناسخ.
2 في المطبوعة: ما يجب. وهو خطأ مطبعي.
3 مثبتة في "ب" دون بقية النسخ.
4 وردت هذه التوجيهات النبوية في أحاديث متفرقة "حسبما اطلعت عليه" فعن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها، وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها، ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره".
رواه أحمد في المسند في مواضع منها "8:3" والبخاري في صحيحه: كتاب التعبير/ باب الرؤيا من الله. انظر الفتح "12: 385" ح "6985" والترمذي في جامعه كتاب الدعوات/ باب ما يقول إذا رأى رؤيا يكرهها "505:5" ح "3453".
وعن أبي قتادة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها، ومن شر الشيطان وليتفل ثلاثاً، ولا يحدث بها أحداً، فإنها لا تضره"، رواه البخاري في صحيحه/ كتاب التعبير/ باب إذا رأى ما يكره فلا يخبر بها ولا يذكرها. انظر الفتح "12: 449" ح "7044"
ومسلم في صحيحه: كتاب الرؤيا "4: 1771، 1772" ح "2261".
وعن جابر عن النبي "صلى الله عليه وسلم" أنه قال: "إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه".
أخرجه أحمد في مسنده "350:3"
ومسلم في صحيحه كتاب الرؤيا "4: 1772، 1773" ح "2262".
وأبو داود في سننه كتاب الأدب/ باب ما جاء في الرؤيا "305:4" ح "5022" وابن ماجة كتاب التعبير/ باب من رأى رؤيا يكرها "1286:2" ح "3908".
وفيها1: عدم الوثوق بنفسك وبغيرك. قيل للحسن: أيحسد المؤمن؟ قال: أنسيت إخوة يوسف2؟!
وفيها التنبيه على السبب وهو عداوة الشيطان للإنسان.
"وفيها: كتمان النعمة ما لم يؤمر بإظهارها"3.
وفيها: كتمان السر.
أي كما اختارك لهذه الرؤيا {كَذَلِكَ} 5 يختارك لنبوته: {وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} .
قال مجاهد6 وغيره: عبارة الرؤيا7 {وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ} بإرسالك {كَمَا أَتَمَّهَا
1 في "س" و "ب": وفيه.
2 ذكر ابن الجوزي نحوه فقال: قال حميد: قلت للحسن: أيحسد المؤمن المؤمن؟ قال: لا أبالك! ما نساك بني يعقوب؟!
انظر زاد المسير "4: 191"
3 ساقطة من "ب"
4 في المطبوعة: "قوله": وليست في شيء من النسخ التي اطلعت عليها.
5 في "ض" ملحقه بالهامش.
6 هو الإمام التابعي، الثقة، المقرئ، المفسر، الحافظ: مجاهد بن جبر المخزومي، مولاهم، المكي "أبو الحجاج".
كان إماماً في التفسير فقد ورد عنه أنه قال: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله: فيم نزلت؟ وكيف كانت؟
ولذا قال الشافعي: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به.
قال فيه ابن سعد: ثقة، فقيه، عالم، كثير الحديث.
توفي سنة "ثلاث ومائه" وهو ابن "ثلاث وثمانين" سنه
انظر طبقات ابن سعد "466:5" حلية الأولياء "269:3" سير أعلام النبلاء "4: 449" معرفة القراء الكبار "1: 66" غاية النهاية ترجمه "2659" تهذيب التهذيب "10: 42".
7 قاله مجاهد والسدي وابن أبي نجيح كما أخرجه عنهم الطبري في تفسيره "12: 153، 176" وابن أبي حاتم في تفسيره "ص 31، 32" أثر "33".
وذكره ابن الجوزي عن ابن عباس بدون إسناد. انظر زاد المسير "4: 181".
عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ} . وقوله: {إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} أي عليم بمن يصلح للاجتباء. {حَكِيمٌ} في الأشياء في مواضعها. وهذا من أنفع العلوم، يعني معرفة الله، تعالى، ولا يعتني به إلا من عرف قدره.
وفيها: "البشارة"1 بالخير، وأنه ليس من مدح الإنسان المنهي عنه2.
وفيها: تولية النعمة مسديها سبحانه "وتعالى"3.
وفيها "سؤال الله"4 "إتمام"5 النعمة. وأن علم التعبير علم صحيح "يمن"6 الله به على "يشاء"7 "من عباده"8.
1 في "ب" بشارة.
2 وردفي النهي عن المدح أحاديث منها: ما ورد عن أبي بكرة أن رجلاً ذكر عند النبي "صلى الله عليه وسلم" فأثنى عليه رجل خيراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ويحك قطعت عنق صاحبك" - يقوله مرارا- "إن كان أحدكم مادحاً لا محالة فليقل: أحسبه كذا وكذا- إن كان يرى أنه كذلك- وحسيبه الله ولا يزكي على الله أحداً".
رواه البخاري في صحيحه/ كتاب الأدب/ باب ما يكره من التمادح. انظر الفتح "10: 491" ح "6061" ومسلم في صحيحه/ كتاب الزهد والرقائق/ باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط وخيف منه فتنة على الممدوح "4: 2296" ح"3000".
كما وردت أحاديث أخرى دالة على الإباحة منها: قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: "والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً قط إلا سلك فجاً غير فجك".
رواه البخاري في صحيحه/ كتاب فضائل الصحابة/ باب مناقب عمر رفي الله عنه/ انظر الفتح "7/50" ح "3683" ومسلم في صحيحه/ كتاب فضائل الصحابة/ باب من فضائل عمر رضي الله عنه "4/ 1863، 1864" ح "2396".
قال ابن حجر والضابط- أي في المدح الجائز- أن لا يكون في المدح مجازفة.، ويؤمن على الممدوح الإعجاب والفتنة. انظر فتح الباري "10: 494".
3 ساقطة من "س".
4 في المطبوعة: سؤال الله تعالى.
5 في "ض وب": تمام
6 في "س": من.
7 في "ض": شاء.
8 ساقطة من "ض" و "ب".
يعني أن في ذلك "عبراً"2 وفوائد "لمن سأل"3، فأنه خبر يستحق السؤال {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ} شقيقه4 {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} "أي"5 جماعة، وقوله:{فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} 6 أي "في"7 تقديمهما علينا8، وقوله:{أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً} 9 أي ألقوه في أرض بعيده {يَخْلُ لَكُمْ} وحدكم10 {وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا
1 في المطبوعة: وقوله عز وجل. وليس في شيء من النسخ التي أطلعت عليها.
2 في "ض" و "ب": عبر. وهو خطأ.
3 في "س": لمن يسأل الله. وفي المطبوعة: لمن يسأل.
4 في المطبوعة بزيادة "أي" قبلها.
5 ساقطة من المطبوعة.
6 في "ض": "في ضلل" بدون قوله "مبين".
7 ساقطة من "ب" والمطبوعة.
8 وقال بذلك الطبري في تفسيره "12: 155" وأخرج بسنده عن السدي أنه قال: في ضلال من أمرنا. والبغوي في تفسيره "2: 411". وقال: وليس المراد من هذا الضلال الضلال عن الدين، ولو أرادوه لكفروا به بل المراد منه الخطأ في تدبير أمر الدنيا
…
، وابن كثير في تفسيره "487:4".
9 أو: ساقطة من المطبوعة.
10 س ساقطة من "ب".
مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ} 1 أي تتوبون2.
وقوله: {فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ} أي أسفله {يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ} أي المارة من المسافرين {إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} "أي "إن"3 كنتم عازمين"4 على ما تقولون.
قال ابن إسحاق: لقد اجتمعوا على أمر عظيم يغفر الله لهم وهو أرحم الراحمين5.
وفيها مسائل:
منها ما نبه الله "تعالى"6 عليه أن هذه القصة فيها عبر. قال بعضهم: فيها أكثر من ألف مسألة7.
وفيها: أن الذي ينتفع بالعلم هو الذي يهتم به ويسأل عنه.
وأعظم ما فيها: تقرير الشهادتين بالأدلة الواضحة8.
1 في "س" قال بعد قوله: {صَالِحِينَ} : الآية. ولا وجه لذلك.
2 في "ب""يتوبون". وقال بهذا التفسير الطبري في تفسيره "12: 155" وأخرجه بسنده عن السدي.
والبغوي "2: 412" وابن كثير بمعناه "487:4" حيث قال: أضمروا التوبة قبل الذنب.
وذكر ابن الجوزي عن مقاتل وجهاً آخر حيث قال: يصلح حالكم عند أبيكم.
انظر زاد المسير "4: 184" والأظهر ما ذكره الشيخ لوجوه منها:
1-
إن من أعظم ما يقف في وجه من يفكر في ارتكاب الجريمة الخوف من سوء العاقبة وتأنيب الضمير، فهو نوا على أنفسهم الخطب بتنبيت نية التوبة بعد الفعل.
3-
إن صلاح حالهم عند أبيهم قد تضمنه قولهم: {يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ} فالقول بالتفسير الثاني- يقتضي التكرار، فيما يظهر، فاجتنابا لذلك يقال: إن المراد هو التوبة. لإصلاح حالهم عند أبيهم. والله أعلم.
3 "إن" ساقطة من "ض".
4 في "س" مثبتة في الهامش.
5 أخرجه عنه ابن أبي حاتم "ص 42" أثر "55" ضمن كلام طويل.
6 ساقطة من "س".
7 قاله العلامة ابن القيم "رحمه الله". وقال: لعلنا إن وفق الله أن نفردها في مؤلف مستقل. انظر الجواب الكافي "ص 251".
8 المراد بقوله "وأعظم ما فيها" أي القصة عموماً- فمن أدلة شهادة أن لا إله إلا الله، ما أخبر الله به من قول يوسف "عليه السلام":
…
=
وفيها: أن الوالد يعدل بين الأولاد لئلا "يوقع"1 بينهم القطيعة، وأن ذلك ليس مختصاً بالمال2.
وأما شهادة "أن محمداً رسول الله" فمن إخباره صلى الله عليه وسلم بهذه القصة مطابقة للواقع والصحيح في الكتب السابقة مع أنه صلى الله عليه وسلم كما قال الله فيه: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ} فدل على أن ذلك من لدن حكيم خبير، وأنه رسوله ولهذا قال تعالى:{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ} .
وقد استنبط الشيخ منها: تنبيه الله على آية الرسالة بأن هذه القضية غيب لا يتوصل إليه الرسول إلا بالوحي لكونه لا يقرأ ولا يخط ولا أخذ عن عالم.
انظر ما يأتي ص "391"
والمطبوعة ص "146، 147، 177".
1 في "س": يقع وفي المطبوعة: تقع.
2 المعنى الذي أشار إليه الشيخ صحيح من حيث هو، ولعل وجه استنباطه أن فعل الإخوة ناتج من توهمهم تفضيل أبيهم يوسف وأخاه عليهم، مع أنه لم يقع، فدل على أن وقوع التفضيل حقيقة مدعاة لحدوث القطيعة.
وليس في الآيات- فيما يظهر لي- ما يدل على أن يعقوب "عليه السلام" لم يعدل بين أولاده.
وأما محبة الأب لأصغر أبنائه، ومزيد العناية بهم، فأمر طبيعي، مركوز في الفطر وهم محتاجون لها.
وعلاوة على ذلك فإن مزيد محبة يعقوب ليوسف هي لما توقع له من النبوة، وخصوصاً بعد رؤياه، ولكن لم يكن ذلك على حساب إخوته أبداً، وإن توهموه.
والميل القلبي مما لا يؤخذ الله به إذا لم يكن له أثر في الخارج.
"والله أعلم"
وفيها: غلط العالم في الأمر الواضح1، وتغليطه من لا ينبغي تغليطه "لقولهم"2:{وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} الآية3.
وفيها: أن الإنسان لا يغتر بالشيطان "إذا"4 زين له المعصية ومناه التوبة.
وفيها شاهد للمثل المعروف "بعض الشر أهون من بعض"5.
وفيها: شاهد لقوله: "أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على قدر دينه"6.
وسيأتي بعض ما فيها من المسائل "في مواضعه"7 إن شاء الله تعالى.
1 المراد غلط إخوة يوسف بحسدهم ومكيدتهم إياه معتزين بكثرتهم حيث قالوا: {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} وغلطوا أباهم النبي بقولهم: {إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} .
2 في "س" و"ب": لقوله.
3 قوله: "الآية" ساقط من "ض".
4 في "ب": وإذا.
5 انظر المثل في مجمع الأمثال للميداني "1: 164".
وموضع استنباط هذا قوله تعالى: {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ..} الآية.
فالإلقاء شر وقطيعة.، ولكنه أهون من القتل.
6 رواه أحمد في مسنده في مواضع منها "174:1"
والترمذي في جامعه كتاب الزهد/ باب ما جاء في الصبر على البلاء "4: 601، 602" ح "2398" وقاله حسن صحيح. وابن ماجة في سننه كتاب الفتن/ باب الصبر على البلاء "3: 1334" ح "4023" والدارمي في سننه/كتاب الرقائق/ باب في أشد الناس بلاء "2: 320".
وابن حبان في صحيحه/ كتاب الجنائز وما يتعلق بها/ ذكر الأخبار عما يجب على المرء من توطن النفس على تحمل ما يستقبلها من المحن والمصائب. انظر الإحسان "4: 245" ح "2890" والحاكم في مستدركه "1: 40، 41" و "343:3" كلهم من رواية مصعب بن سعد عن أبيه. وعند الحاكم بلفظ: "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم العلماء ثم الأمثل فالأمثل....".
7 في "ب""في مواضعها".
قال ابن عباس وغيره: {يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} يسعى "وينشط"1، وفى قراءة "نرتع ونلعب"2 فيه الرخصة في بعض اللعب خصوصا للصغار.
وفيه التحفظ على الأولاد.
وعليه إرسالهم مع الأمناء الناصحين.
وفيه عدم الاغترار بحسن الكلام.
قال: أنه "ليشق علي"3 مفارقته وقت ذهابكم "به"4 لفرط محبته {وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ} 5 أي تشغلون عنه برميكم "ورتعكم"6 فأخذوها منه وجعلوها عذرهم، ومن الأمثال "البلاء موكل بالمنطق"7.
وفيه: أنه لم يتهمهم "بما أرادوا"8 ولكن خاف من التقصير في حفظه {قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ} أي: إن عدا عليه فأكله {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} أي"9 جماعة إنا إذا لعاجزون.
فيه "الذم"10 لمن ترك الحزم، وفيه آن العجز هلكة.
1 في "ض" و"س" و"ب" والمطبوعة: وينبسط. والوارد عن ابن عباس ما أثبته.
وبه قال الضحاك، انظر تفسير الطبري "158:12، 159".
2 قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر "نرتع ونلعب" بالنون. "أخبر الاخوة عن أنفسهم".
ثم قالوا: {إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ} .
وقرأ أهل المدينة والكوفة "يرتع ويلعب" بالياء إخباراً عن يوسف.
وأما العين:
فقرأ نافع وابن كثير: "نرتعِ" بكسرها "من الرعي".
وقرأ الباقون: "نرتعْ" بإسكانها.- انظر حجة القراءات لابن زنجلة "ص355، 356" والكشف عن وجوه القراءات السبع لمكي "2: 5، 6، 7" والنشر في القراءات العشر للجزري "2: 293".
3 في "ب""يشق عليه".
4 ساقطة من "ب".
5 انظر تفسير ابن كثير "4: 301".
6 في "ض" و "ب" والمطبوعة: ورعيكم.
7 انظر مجمع الأمثال للميداني "1: 26".
8 في "ب""بما أراد".
9 ساقطة من "ض" و "ب" والمطبوعة.
10 في "س" و"ب": ذم
"هذا"1 فيه تعظيم لما فعلوا أنهم أتفقوا على "إلقائه"2 في أسفل الجب، وقد "أخذوه"3 من أبيه بذلك الكلام.
وقوله: {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ} 4 قيل: كان قد أدرك5.
وقيل6: أوحي إليه كما أوحي إلى عيسى "ويحيى"7، وقوله:{وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} أي لا يشعرون بأنك8 يوسف، "كذا"9 روي عن ابن عباس10.
وقيل لا يشعرون بإيحائنا ذلك إليه11.
1 في "ب": هذه.
2 في "س": إلقاءه.
3 في المطبوعة: أخذوا.
4 قال في "س" بعد قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ} الآية.
5 قال في لسان العرب: أدرك الغلام وأدرك الثمر أي بلغ: انظر اللسان "10: 420": درك.
والقول بأن يوسف حينئذ قد أدرك عزاه ابن الجوزي والخازن إلى أبن السائب والحسن حيث ذكرا عنهما أن سنه حينئذ كان سبع عشرة سنة. وقيل غير ذلك.
انظر تفسير الخازن "3/268" وزاد المسير "4/190".
6 ذكر ابن الجوزي والخازن عن الحسن والضحاك نحوه حيث ذكرا عن الحسن أن سنه حينئذ "اثنتا عشرة" سنه
وعن الضحاك قال ست سنين.
انظر زاد المسير "4: 190" وتفسير الخازن "3: 268" وانظر ما يأتي ص "306"
7 في "ب" بزيادة "إلى" قبلها.
8 في "ض" مثبتة في الهامش. وفى "ب""لا يشعرون أنك".
9 في "ب": كذلك.
10 انظر تفسير الطبري "12: 162".
11 أخرجه الطبري في تفسيره "12: 161، 162" عن مجاهد وقتادة.
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره "ص 53، 54" أثر "77" عن ابن عباس.
"وفيه"1 جواز الذنوب على الصالحين.
وفيه "الرجاء"2 "لرحمة الله"3.
وفيه: أن "لله"4 سبحانه "في"5 وقت البلاء "نعما"6 عظيمة.
وفيه: أن الماكر يصير وبال مكره عليه، ولكن "لا يشعر"7، ولو شعر لما فعل.
لما رجعوا إليه باكين "إظهارا للحزن على يوسف "10 "اعتذروا"11 باستباقهم وهو
الترامي "وقالوا"12: {إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ} 13 وقوله:14 {عِنْدَ مَتَاعِنَا} أي "عند"15
1 في "س" و "ب": فيه.
2 في "ب" والمطبوعة: رجاء.
3 في "ض" و "ب" والمطبوعة: رحمة الله
4 في "ض"و"س" و"ب" والمطبوعة: الله
5 ساقطة من "ض" و "ب".
6 في "س": "نعم".
7 في "س"مثبتة في الهامش وفي "ب""لا يشعرون".
8 في هامش "س": {فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ} إلى آخر الآية.
9 ساقطة من "ب".
10 في "ب": واعتذروا.
11 قاله البغوي "414:2" وابن كثير "488:2".
وعزاه ابن الجوزي إلى ابن عباس. وقاله ابن قتيبة حيت قال: والمعنى يسابق بعضنا بعضا في الرمي.
وذكر البغوي وابن الجوزي عن السدي أنه قال: نشتد على أقدامنا.
واللفظ محتمل للمعنيين، ولا نص أعلمه بتعيين أحدهما، والحاصل أنهم اعتذروا بانشغالهم عنه. والله أعلم.
انظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص "213" وزاد المسير "4: 191، 192"
12 في "ض": وقوله
13 ما بين القوسين ساقط من "ب"
14 في "س": وأما قوله. وفي "ب": قوله.
15 ساقطة من "ض" و"ب""والمطبوعة".
ثيابنا "وأمتعتنا"1.
وقوله: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا} أي لست بمصدقنا ولو كنا صادقين عندك فكيف مع التهمة؟
وقوله: {بِدَمٍ كَذِبٍ} نسوا أن يخرقوا القميص، فعرف كذبهم2. "وقوله"3:{سَوَّلَتْ}
أي4 زينت "أو سهلت"5. والصبر الجميل: الذي لا شكوى معه.
قوله: {تَصِفُونَ} آي تذكرون.
وفيه من الفوائد:
عدم الاغترار ببكاء الخصم، وعدم الاغترار بزخرف القول. وما يجعل الله على الباطل من العلامات.
وفيه الاستدلال بالقرائن6.
1 في "س" مثبتة في الهامش.
2 أخرج الطبري في تفسير ة "12: 164" القول بنحو ما ذكر الشيخ عن ابن عباس والحسن والشعبي.
3 في "ض" و "ب": قوله.
4 ساقطة من "س".
5 في "س": وسهلت.
6 حيث استدل بعدم خرق القميص على كذبهم. ومثله ما سيأتي من شهادة يوسف حيث استعمل القرينة- وهى قد القميص- وحكم بها.
فالاستدلال بالقرائن أمر متقرر في الشرع.
وهذا ما لم تعارضها قرائن أخرى.
وانظر الكلام على هذا الباب مطولا في: تبصرة الحكام لابن فرحون "111- 130" والطرق الحكمية لابن القيم "3، 4" وغالب الكتاب.
وفيه ما ينبغي استعماله عند المصائب، وهو الصبر الجميل، والاستعانة بالله، وأن
التكلم بذلك حسن1.
السيارة: الرفقة السائرون4. والوارد: الذي يرد الماء "ليستقي"5 للقوم6.
وقوله: {وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} أي أظهروا أنهم أخذوه بضاعة من أهل الماء.
وقوله: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ} أي باعوه7 في مصر بثمن قليل، لأنهم لم يعلموا حاله.
1 قوله: بذلك. أي بالصبر والاستعانة وهو مستنبط من قوله تعالى: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} ويؤيد هذا الاستنباط قوله تعالى إخباراً عن مقولة الأنبياء: {وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} إبراهيم "12".
ومن السنة قول عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك: إني والله لا أجد مثلا إلا أبا يوسف {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} .
أخرجه البخاري في عدة مواضع منها: كتاب التفسير /سورة يوسف/ باب {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} انظر الفتح "213:8" ح "4690". ومسلم كتاب التوبة/ باب في حديث الإفك وقبول توبة القاذف "4:2129" ح "2770".
2 قال في "ض" بعد قوله "وارد هم": إلى قوله: {مِنَ الزَّاهِدِينَ} .
3 في "ب": يا بشراي.
4 انظر في هذا المعنى تفسير الطبري "166:12" وتفسير البغوي "415:2".
5 في "ض" والمطبوعة: "يستسقي".
6 انظر في هذا المعنى تفسير الطبري "166:12" وتفسير البغوي "415:2" ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج "97:3".
7 الشرى: من الأضداد يقال: شراه أو اشتراه بمعنى باعه أو ابتاعه.
ولكن الأكثر أن "شرى" بمعنى: باع، و "اشترى" بمعنى: ابتاع.
والمعني في الآية ما ذكره الشيخ.
انظر تفسير الطبري"170:2" ومجمل اللغة لابن فارس "527:2" وكتاب الأضداد لأبن الأنبا ري ص"72" والمفردات للراغب ص "260" ولسان العرب "427:14" مادة: شرى.
"وفيه من الفوائد"1:
أن الله يبتلي أحب الناس إليه بمثل هذا البلاء العظيم عليه وعلى أبيه، ومن ذلك البلاء أنه سلط عليه من يبيعه بيع العبد.
وفيه: أنه لا ينبغي للعاقل أن يستحقر أحدا، فقد يكون زاهدا فيه وهو لا يعلم.
قال ابن مسعود" أفرس الناس ثلاثة: العزيز "حين"3 تفرس في يوسف،والمرأة "حين"4 قالت يا أبت استأجره، وأبو بكر في عمر5.
وقوله: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ} 6 أي: كما أنجيناه من كيد اخوته، ومن الجب، وجعلناه عند من يكرمه مكنا له:{وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيث} 7 أي "إنما"8
1 مكرره في "س".
2 قال في "س"بعد قوله: أكرمي مثواه: إلى أخره.
3 في المطبوعة: حيث.
4 في "س" و "ب" التي.
5 المراد بالمرأة هي المرأة التي قالت في موسى عليه السلام: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} كما في سورة القصص آية رقم "26" وأبو بكر في عمر حين استخلفه بعده.
والأثر أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "273:3" وابن جرير في تفسيره "176:12" وابن أبي حاتم في تفسيره"ص0 8، 81" أثر "135".
والطبراني في المعجم الكبير "185:9" أثر "8830،8829"والحاكم في مستدركه "345:2" وصححه.
6 في هامش "س": ليوسف في الأرض.
7 ما بين القوسين ساقط من "س".
8 في "ب""أنا".
فعلنا ذلك لحكمة وهى "إعطاؤنا"1 إياه العلم والعمل2.
وقوله3: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ} "أي"4: الذي يجري ما أراد لاما أراد العباد
"كما لم يعمل"5 كيدهم في يوسف.
وقوله: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} ما أعظمها من فائدة لمن "فهمها"6!
{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} .
تقول العرب: بلغ أشده أي منتهى شبابه7.
"قيل"8: الحلم9. وقيل: أكثر من ذلك10.
1 في "ض" و"س": إعطائنا.
2 تقدم ذكر الشيخ عن مجاهد أن المراد بتأويل الأحاديث: عبارة الرؤيا، واقتصر عليه هنالك، بينما فسرها الشيخ هنا بإعطاء العلم والحكم فلعله يرى أن تأويل الأحاديث أعم من مجرد تفسير الرؤيا كما ورد نحو ذلك عن ابن زيد حيث قال: تأويل الكلام: العلم والحكم، وكان يوسف أعبر الناس وقرأ {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً} .
انظر تفسير الطبري "153،154:12" والبحر المحيط لأبي حيان "5: 281" وزاد المسير "181:4".
3 في "س": وقال.
4 ساقطة من "ب".
5 في "ب""كالم يعلم".
6 في هذا إشارة إلى عدم الاغترار بما عليه السواد الأعظم. وهو ما ينبه إليه الشيخ كثيرا. انظر ما تقدم في قسم الدراسة ص "210" وما بعدها.
7 انظر في هذا المعنى مجاز القرآن لأبى عبيده "1: 305"تفسير الطبري "8: 85""176:12" وكتاب الأضداد للأنباري "224" وتفسير البغوي "417:12".
8 في "س": وقيل.
9 قاله زيد بن أسلم والشعبي وربيعة ومالك أخرجه عنهم ابن أبي حاتم في تفسيره "ص85،86،87" أثر "148،147،146،145" وعزاه السيوطي إخراجه عن الشعبي لعبد بن حميد أيضا. انظر الدر المنثور "518:4".
10 حيث قال ابن عباس ومجاهد وقتادة: ثلاث وثلاثون سنة.
وقال الضحاك: عشرون سنة.
وقال الحسن أربعون سنة.
وقال عكرمة.: خمس وعشرون..........=
وقوله1: {آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً} العلم: معرفة الأشياء. والحكم. العمل به وإصابة "الحق"2.
وقوله3: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} يعني أن هذا ليس مختصا "بيوسف"4 بل الله سبحانه يجازي "المحسنين بخير الدنيا والآخرة، ومن ذلك "أنه"5 "يجازي"6 "المحسن"7 بإعطائه العلم "والحكم"8.
= وقال السدي: ثلاثون سنة.
وقيل غير ذلك.
قال الحافظ: والحق أن المراد بالأشد بلوغ سن الحلم ففي يوسف عليه السلام ظاهر
ولهذا جاء بعده: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا} أ. هـ
يعني أنها إنما راودته لما بلغ مبلغ الرجال.
انظر تفسير الطبري "178،177:12" وابن أبي حاتم "ص 83، 4 8، 87، 88" أثر "140-144،149،150" وكتاب الأضداد للأنباري "224" وزاد المسير "4: 200" وفتح الباري "8: 209".
1 في "ض" و "ب": قوله.
2 في "ض"و "ب" المحز. والمراد به مفصل الأمور 0
3 في "ض"و "ب": قوله.
4 في "س" مثبتة في الهامش.
5 في "س": أن.
6 من قوله "المحسنين" إلى قوله "يجازي" الثانية ساقط من "ب".
7 في "ض": المحسنين.
8 "ض" و "ب": والحكمة.
9 في "س" بعد قوله: عن نفسه: الآية.
الأولى: قوله: {إِنَّهُ رَبِّي} إن هذا1 جائز في "شريعته"2 بخلاف شريعتنا3 لأنها لو كانت سمحة في العمل "فإنها"4 حنيفية في التوحيد.
الثانية: مراعاة حق المخلوق.
الثالثة: شكر نعمة المخلوق "لقوله: {أَحْسَنَ مَثْوَايَ} "5
الرابعة: القاعدة الكلية: {إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} .
الخامسة: التنبيه على "عدم مخالطة"6 الخدم "للنساء"7 خصوصاً إذا كان في الخادم داعية8.
1 يرى الشيخ- كما يظهر من هذا الاستنباط والاستنباط الثالث والرابع والسابع هنا- أن الضمير يرجع إلى العزيز زوج المرأة.
وهذا هو قول الأكثر وبه قال مجاهد والسدي وابن إسحاق.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:- وهو أصح القولين. أ. هـ
وقال بعض المفسرين: {إِنَّهُ رَبِّي} أي إن الله تعالى ربي. والأول أصح.
انظر تفسير الطبري "182:12" وتفسير ابن أبى حاتم "ص18،99" أثر "171، 173، 174" وتفسير البغوي "3: 418" وزاد المسير"4: 03 3" وتفسير ابن تيمية "التفسير الكبير""5: 54".
2 في "س" والمطبوعة: شريعتهم.
3 فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يقولن أحدكم: عبدي، فكلكم عبيد الله ولكن ليقل: فتاي. ولا يقل العبد: ربي، ولكن ليقل سيدي" رواه أحمد في مسنده "496،444:2" ومسلم في صحيحه كتاب الألفاظ من الأدب وغيرها/ باب حكم إطلاق لفظ العبد والأمة والمولى والسيد "1464:4" واللفظ له.
4 في "ض"و"ب"والمطبوعة: فهي.
5 هذه المسألة في "ض" مثبتة في الهامش. وما بين القوسين ساقط من "ب".
6 في "س" مثبته في الهامش.
7 في "ب": النساء.
8 رحم الله الشيخ فما أدق تفطنه لهذه المسألة، وما أعظم خطر عدم مراعاتها، وخصوصا مع ضعف الإيمان وموت الغيرة. فلا حول ولا قوة إلا بالله.
السادسة:- معرفة كمال يوسف "عليه السلام"، فإن صبر لا يعرف له نظير.
السابعة: براءته "عليه السلام"1 من الحول والقوة "بقوله"2: {مَعَاذَ اللَّهِ} "أي: أعوذ بالله {إِنَّهُ رَبِّي} أي سيدي، {أَحْسَنَ مَثْوَايَ} أي أكرمني"3.
الثامنة: "ان"4 الاعتذار بحق المخلوق لا بأس به، ولو كان في القضية حق الله ومعنى "هيت لك": أقبل5.
1 في "ض": "صلى الله عليه وسلم".
2 في "ض" و "ب" والمطبوعة "لقوله" وما أثبته من "س" وكذا هو في "ق".
3 من قوله "أعوذ بالله" إلى قوله "أكرمني" ساقط من "ب" من هذا الموضع ومثبت بعد قوله "أقبل" وفي "ض" مثبت في الهامش.
وسقطت "أي" الأولى من "ض" والمطبوعة.
4 ساقطة من "س".
5 في "س" والمطبوعة: أي أقبل.
والقول بأن هيت لك" بمعنى "أقبل" قال به ابن عباس ومجاهد والسدي والحسن وغيرهم. أخرجه عنهم ابن جرير في تفسيره "180،179:12". كما أخرجه ابن أبي حاتم في تفسره "ص94،93،92" أثر "61 ا- 166" عن ابن عباس ومجاهد وانظر معاني القرآن وإعرابه للزجاج "99:3".
ولسان العرب "3: 105" مادة: هيت.
6 قال في "س" بعد" وهم": الآية.
7 في "س": فيها.
الأولى: أن الهم الذي لا يقترن به عمل ولا قول لا يعد ذنبا، كما في الحديث "إن الله تجاوز لهذه الأمة "عما حدثت" 1 به أنفسها ما لم تكلم أو تعمل"2.
الثانية: أن الذي صرفه عن ذلك فضل تفضل الله عليه به تلك الساعة غير إيمانه الأول، "وهذه"3 من أعظم ما يعرف الإنسان "نفسه"4.
1 في "س" و "ب": ما حدثت. ووردت به بعض الروايات.
2 في "ب": أو تعلم.
وقد رواه البخاري في صحيحه في مواضع منها كتاب العتق/ باب الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق ونحوه.. انظر الفتح "190:5" ح "2528".
ومسلم في صحيحه/ كتاب الإيمان/ باب تجاوز الله عن حديث النفس والخواطر بالقلب إذا لم تستقر "117،116:6" ح "202،201".
وأقول إضافة لكلام الشيخ: بل إن الهم بالذنب الذي لا يقترن به قول ولا عمل إذا تركه المرء لله أثيب عليه كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": "يقول الله تعالى: إذا هم عبدي بحسنة فاكتبوها له حسنة. فإن عملها فاكتبوها بمثالها". رواه البخاري/ كتاب التوحيد / باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} نظر الفتح "473:13" ح "7501" ومسلم كتاب الإيمان/ باب إذا هم العبد بحسنة. كتبت وإذا هم بسيئة لم تكتب "117:1"ح "128" واللفظ له.
وقد اختلفت عبارات المفسرين في هم يوسف عليه السلام، وخاص كثير منهم فيما لم يحط بعلمه، وغالبه اعتماد على الإسرائيليات، إذ لم يأت عن الله أو عن رسوله "صلى الله عليه وسلم" شيء مما ذكروا وقد أحسن شيخ الإسلام "رحمه الله" الكلام في هذا المقام فراجعه، وأورد العلامة الشنقيطي "رحمه الله" الأقوال وناقشها وخلص إلى أن الحقيقة لا تتعدى أحد أمرين:
1-
إما أن يكون لم يقع منه هم أصلا بناء على تعليق همه على عدم رؤية البرهان وقدر أي البرهان.
2-
وإما أن يكون همه الميل الطبيعي المزموم بالتقوى.
انظر التفسير الكبير لشيخ الإسلام "5: 77- 99" وأضواء البيان للشنقيطي "3: 68".
3 في "س": وهذا.
4 في "س": بنفسه.
وفي"ب" سقطت جمله "وهذه من أعظم ما يعرف الإنسان نفسه".
الثالثة: أن هذا الفضل سببه ما تقدم له من العمل الصالح، فمن ثواب العمل حفظ "الله"1 للعبد كما في قوله:"احفظ الله يحفظك" 2
الرابعة: معرفة قدر الإخلاص، حيث أثنى الله على يوسف أنه من أهله.
الخامسة: السابقة التي سبقت من الله كما قال أبو عثمان 3: لأنا بأول هذا اأمر أفرح مني بآخره4.
1 لفظ الجلالة في "س" مثبت في الهامش.
2 جزء من حديث ابن عباس في وصية النبي "صلى الله عليه وسلم" رواه أحمد في مسنده "307،293:1" والترمذي في جامعه/ كتاب صفة القيامة باب 59 "667:4" ح "2516" وقال: حسن صحيح.
3 هو الإمام، الحجة، شيخ الوقت: عبد الرحمن بن مل "والميم مثلثة" وقيل"ابن مكي" بن عمرو بن عدي البصري يكنى بأبي عثمان النهدي، مخضرم، معمر، أدرك الجاهلية والإسلام، وأسلم على عهد النبي "صلى الله عليه وسلم"، ولم يره، ولكنه أدى إلى عماله الزكاة.
وغزا في خلافة عمر وبعدها غزوات.
وثقه ابن المديني وأبو زرعة وجماعة.
وقال ابن حجر في التقريب: ثقة، ثبت، عابد.
مات سنة "مائة" وقيل بعدها، وعاش "مائة وثلاثين" سنه وقيل أكثر انظر "طبقات ابن سعد "97:7" سير أعلام النبلاء "4: 175-178" تهذيب التهذيب "277:6" تقريب التهذيب"351".
4 هذا القول ذكره عن أبى عثمان ابن القيم في شفاء العليل ص"47" والمراد بهذا الأمر ما سبق من قضاء الله لعبده بالسعادة قال ابن القيم بعد أن ذكر قول أبي عثمان النهدى:
…
وذلك لأنه إذ كان قد سبق له من الله سابقة، وهيأه ويسره، للوصول إليها، كان فرحه بالسابقة التي سبقت له من الله، أعظم من فرحه بالأسباب التي تأتي بها، فإنها سبقت له من الله قبل الوسيلة منه، وعلمها الله "وشاءها، وكتبها، وقدرها، وهيأله أسبابها لتوصله إليها، فالأمر كله من فضله وجوده السابق
…
إلى آخر ما قال رحمه الله. ووجه هذه المسألة أن الله أثنى على يوسف أنه من المخلصين فسبق له من الله هذا القضاء. فلله الحمد والمنة.
السادسة: أن العباد "المضافين"1 إليه غير الذين قال فيهم: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً} 2.
السابعة: صرف الله "عنه"3 السوء والفحشاء "ففيه"4 رد على ما ذكر بعض المفسرين5.
الثامنة: أن الصارف له آية من آيات الله أراه إياها.
1 في "س" و "ب": المضافون. وهو خطأ
2 سورة مريم: آية رقم "93".
والمراد أن العبودية في قوله: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} عبودية خاصة، الإضافة فيها للتشريف والتكريم ولا تكون إلا للمتقين بخلاف العبودية في قوله تعالى:{إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً} . فهي عبودية عامة تشمل البر والفاجر، وهي من باب إضافة المملوك للمالك.
3 في "ض": عن.
4 في المطبوعة: فيه.
5 رد عليهم فيما ذكروه من همه بالفاحشة. كحل سراويله ونحوه.
ووجه الرد عليهم هنا: أن الله أخبر أنه صرف عنه جميع أنواع السوء والفحشاء.
والسوء: الذنوب كلها، كما قال تعالى في موضع آخر إخباراً عن قول النسوة {قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ} والنكرة في سياق النفي تفيد العموم.
وانظر ما تقدم ص "253" وما سيأتي ص "313، 346".
التاسعة: عطف الفحشاء على السوء، قيل: إن السوء الذنوب كلها1.
"تبادرا الباب"4، إن سبق يوسف خرج، وإن "سبقته"5 أغلقت الباب لئلا يخرج. وقوله:{مِنْ دُبُرٍ} أي من خلف،:{وَأَلْفَيَا} " أي وجدا. {سَيِّدَهَا} أي زوجها: {لَدَى الْبَابِ} "أي" عنده6.
"فيه"7 مسائل:-
الأولى: حرصه عليه السلام على البعد عن "الذنب"8 كما حرصت على الفعل.
الثانية: لطف الله تعالى في تيسيره شق القميص من دبر.
الثالثة: كشف "الله"9 ستر العاصي فيما يستبعد.
الرابعة: شدة مكر النساء، كيف قويت على هذا في هذا الموضع.
1 قال الراغب: السوء كل ما يغم الإنسان من الأمور الدنيوية والأخروية ومن الأحوال النفسية البدنية والخارجة من فوات مال وجاه وفقد حميم.
انظر المفردات "253،252".
واختار الشوكاني أن السوء عام في كل ما يسوء.
انظر فتح القدير "18:3".
2 قال في"س": {مِنْ دُبُر
…
} الآية.
3 في "س" و "ب" والمطبوعة تبادرا إلى الباب.
4 في "ب" سبقت.
5 في المطبوعة "ألفيا". بدون الواو. وفى "ب"{وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا} .
6 ساقطة من "س".
7 في "ض" و "ب" والمطبوعة فيها.
8 في "س" الذنوب.
9 لفظ الجلالة ساقط من "ب".
الخامسة:- التحرز من "تظلم"1 الشخص فربما أنه هو الظالم، والدواء التأني وعدم العجلة.
السادسة: تسمية الزوج سيداً في كتاب الله2.
السابعة: ما عليه الكفار من استعظام الفاحشة.
الثامنة: الغيرة على الأهل3.
قوله: {مِنْ أَهْلِهَا} أي من أقاربها "وكان مع زوجها"5.
"فيه"6 مسائل:
1 في "س": متظلم. وفي "ب": تظليم.
2 كان في هذا إشارة إلى الاستدلال بهذه الآية على جواز إطلاق لفظ "سيد" مقيداً بالإضافة على غير الله مع أن "السيد" من أسماء الله تعالى.
انظر بدائع الفوائد لابن القيم "213:3" والآداب الشرعية لابن مفلح "456:3".
3 يشير الشيخ إلى هذه المسألة التي فطر عليها كل أبي وهي الغيرة على الأهل.
وقد أرادت المرأة أن تستثير غيرة زوجها عليها بمكرها إلا لم أنه كان قليل الغيرة أو عديمها. كما سيأتي في استنباط الشيخ ص "316".
4 في "س" بعد قوله "من قبل": إلى آخر الكلام.
5 في "ض""وإن كان مع زوجها" وانظر - إنا شئت- أقوال المفسرين في الشاهد في تفسير الطبري "193:13- 196" وتفسير ابن أبي حاتم "125ص-119ص" أثر "208-220". وفتح الباري "6: 553".
6 في "س": وفيه.
الأولى: "أن"1 القيام بالقسط في الشهادة قد يكون من الكفار. والعجب أنه في مثل هذه الحادثة.
الثانية: أن الشاهد إذا كان من قرابات "المشهود عليه"2 فهو أبلغ3.
الثالثة: الحكم "بالدلالات"4 والقرائن5.
الرابعة: "ذكره تعالى"6 ذلك على سبيل التصويب، فيفيد قبول الحق ممن أتى به كائنا من كان.
الخامسة: أن مثل هذه القرينة "يصح"7 الحكم بها.
السادسة: "ألطافه"8 تبارك وتعالى في البلوى.
السابعة: أن ذكر الخصم مثل هذا عن صاحبه لا يذم بل يحمد.
{فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} 9 يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ} .
فيه مسائل:
1 ساقطة من "ض" والمطبوعة.
2 في المطبوعة: الشهود عليه. وهو خطأ مطبعي.
3 في "س": إذا كان الشاهد من قرابة المشهود عليه فهو أبلغ.
4 في "ب""بالدلالة".
5 مستنبط من قوله تعالى: {إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ} فنبه إلى الاستدلال على الحق بموضع قد القميص. وانظر ما تقدم ص"303".
6 في المطبوعة: ذكر الله تعالى.
7 في "س": يصلح.
8 في المطبوعة: ألطافة. وهو خطأ مطبعي.
9 في "س": بعد {إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} : الآية.
الأولى: كون زوجها قبل الحق، وصار مع يوسف عليها.
الثانية: قلة الغيرة على "أهله"1.
الثالثة: "أن قوله"2 هذه القضية الجزئية خارجة عن قضايا كليه3.
الرابعة: "عظمة كيد النساء"4، وذكره تعالى "ذلك"5 غير "منكر"6 له مع "قول النبي صلى الله عليه وسلم":7 "إنكن لأنتن 8 " صواحب يوسف" 9
1 مصححة بهامش "ض" وفي "س": أهلها. وفي "ب" الأهل.
وقد أشار إلى ما ذكر الشيخ هنا وقرره شيخ الإسلام ابن تيمية، كما أشار إليه ابن كثير أيضا ومما يدل عليه أن زوجها لم يعاقبها بعد أن علم حقيقة الأمر، ولم يغرق بينها وبين يوسف، وهي قد بقيت على إصرارها، ومراودتها، كما يدل عليه قوله تعالى:{قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلِيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ} . والله أعلم.
انظر التفسير الكبير لشيخ الإسلام "62،61:5" وتفسير ابن كثير "311:4".
2 في "ب": "قوله أن".
3 الذي يظهر أن المراد بالقضية الجزئية كيد هذه المرأة ذاتها. والمراد بالقضية الكلية إن كيد النساء عموما عظيم كما يدل على هذا ما يأتي في المسألة الرابعة أعلاه.
4 ما بين القوسين ساقط من "ب".
5 ساقطة من "س".
6 في "ض" منكرا. وهو خطأ.
7 في "س": مع قوله صلى الله عليه وسلم لأزواجه.
8 في "س": لم أنتن.
9 رواه البخاري في مواضع منها كتاب الأذان / باب أهل العلم والمفضل أحق بالإمامة. انظر الفتح "193،192:2" ح "679" ومسلم كتاب الصلاة / باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر "313:1- 316" خ "95،94".
الخامسة: أنه لم يحكم عليها إلا بعد ما رأى القد.
السادسة: أمره ليوسف بكتمان السر مع "ما أنزل"1 الله في ذلك من التغليظ إلا "بأربعة"2 شهداء3.
السابعة: "أمره لها بالاستغفار "من"4 الذنب مع عدم الإسلام.
الثامنة: حكمه عليها أنها صارت من هؤلاء المذمومين عندهم.
قوله: {فَتَاهَا} أي عبدها. وقوله: {شَغَفَهَا} "الشغاف"5 داخل القلب6، "أي"7
1 في المطبوعة: ما أنزله.
2 في المطبوعة: أربعه.
3 كما في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} . النور آيه رقم "4" قال ابن كثير في تفسيره "6: اا" فإن كان المقذوف رجلا فكذلك يجلد قاذفه.
ولعل الشيخ يشير بذلك إلى قلة غيره الرجل وجهله بالشرع وعدم إنصافه حيث لم يقم عليها حد القذف مع ظهور كذبها.
4 في "س": مع.
5 في "س": الشغفان.
6 وقد قال بهذا القول الحسن. وفى قوله شغفها ثلاثة أقوال:
ا- قيل الشغاف غلاف القلب.
2-
وقيل هو حبة القلب وسويد اؤه.
3-
وقيل الشغف داء يكون ض الشراسف وهى مقاطع رؤوس الأضلاع. والمعنى
وصل حبه إلى شغاف قلبها فغلب عليه.
انظر في هذا المعنى مجاز القرآن "308:1" وتفسير الطبري "12، 198-200" وزاد المسير "315،314:4" المفردات "363" لسان العرب "9: 178، 179" مادة: شغف.
7 ساقطة من "س".
دخل "حبه"1 في داخل قلبها.
فيه مسائل:
الأولى: أن هذا قبيح في عرفهن "وإن"2 لم يكن مسلمات.
الثانية: حب امرأة حب عظيما من هو دون مرتبتها مما يعينه.
الثالثة: أنها لم تكتم3 بل سعت في طلب الفاحشة بالراودة.
الرابعة: أن "هذا"4 من مثلها ضدل "مبين" عندهن.
فيه مسائل:
الأولى: بيان كمال عقلها الذي "يقصر"7 عنه أكثر "عقول"8 الرجال9.
الثانية: "ما أعطي"10 يوسف عليه السلام من جمال الصورة التي تبهر الناظر11.
1 في "ض""حب".
2 في "ض" والمطبوعة: "ولو".
3 أي لم تكتم حبها إياه ورغبتها فيه، بل وإعلانها مراودتها إياه.
4 ساقطة من "س".
5 في "ض""بين".
6 في "س" بعد قوله: {وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} ، الآية.
7 في المطبوعة: ينقص.
8 في "ض"و "ب": عقلاء.
9 وذلك لاحتيالها عليهن بإعطائهن السكاكين، وأمر يوسف بالخروج عليهن، ليرينه ويحدث منهن العجب والانبهار فيعذرنها. وهذا أقرب إلى المكر والكيد. فكمال عقلها كمال ذكاء، لاكمال زكاء. والله أعلم.
10 في المطبوعة: ما أعطي.
11 وقد ورد في حديث أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعطي يوسف عليه السلام شطر الحسن" رواه أحمد في مسنده في مواضع منها "286،148:3" ومسلم في صحيحه/ كتاب الإيمان باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم "147،146،145:1" ح "259".
الثالثة: غيبة عقولهن، وعدم إحساسهن بقطع "أيديهن"1. وهذه من أعجب ما سمع.
الرابعة: معرفتهن بالملائكة.
الخامسة: جلالة الملائكة "عندهن"2 وأنهم أكمل من البشر.
السادسة: معنى: {حَاشَ لِلَّهِ} في هذا المقام3.
السابعة: وصفهن الملك بالكرامة.
فيه مسائل:
الأولى: إظهار عذرها لما أصابهن ما ذكر.
الثانية: إقرارها أنها ستعود.
1 في "س": "ايهن" وفيها سقط.
2 ساقطة من "ب" وفي "س" عند.
3 كلمة {حَاشَ لِلَّهِ} تستعمل في موضعين:
أحدهما: التنزيه.
والثاني: الاستثناء.
وهي هنا للتنزيه، كأنه قيل: معاذ الله. وهو قول مجاهد وغير واحد من السلف. قال الزجاج: وأما على مذهب المحققين من أهل اللغة
فحاشا مشتقة من قولك: كنت في حشا فلان أي في ناحية فلان، فالمعنى في {حَاشَ لِلَّهِ} برأه الله من هذا، من التنحي، المعنى: قد نحى الله هذا من هذا
…
إلى آخره.
وهذا تشقيق لغوى مآله إلى ما ذكر المفسرون.
انظر في هذا تفسير الطبري "208:12" ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج "107/3". ولسان العرب "14: 181": حشا.
"الثالثة"1: "لما"2 أرتهن جماله الظاهر بالحسن، أخبرتهن بجماله الباطن بالعفة3.
الرابعة: "إخبارهن"4 أنها لا صبر لها عنه، فإن لم يفعل سعت في سجنه ومهونته.
الخامسة: معنى: {فَاسْتَعْصَمَ} امتنع "وأبى5".
فيه مسائل:
الأولى: فضيلة يوسف "عليه السلام" كيف اختار السجن على ما ذكر مع قوة
الدواعي وصرف الموانع "ولا يعرف"7 لأحد نظير "هذ"18.
الثانية: التصريح "بأن النسوة"9 دعونه من غير امرأة العزيز.
1 ساقطة من "ض".
2 ساقطة من "س" وفي المطبوعة: كما.
3 انظر تفسير ابن كثير "213:4".
4 في "ب":إخبارها.
5 ساقطة من "ض".
وقد ورد هذا المعنى في قوله: {فَاسْتَعْصَمَ} : عن ابن عباس "رضي الله عنه" وقال به البغوي وابن كثير وغيرهما.
انظر تفسير الطبري "12: 210" وتفسير البغوي "2: 424" وتفسير ابن كثير "4: 213" ولسان العرب "12: 404": عصم.
6 قال في "س" بعد قوله "أصب إليهن": إلى قوله: {السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} .
7 في "س": فلا يعرف.
8 في "س" مثبتة في الهامش
9 في "س": بالنسوة.
الثالثة: معرفته عليه السلام بنفسه "وبربه"1، وأن القوة التي فيه لا تنفع إلا إن "أمده"2 الله "تعالى"3 "بمدد منه"4.
الرابعة: أن هذا الكلام دعاء ولو كان بهذه الصيغة5.
الخامسة: آن الله سبعا نه "ذكر أنه"6 استجاب "دعاءه"7، "فدعاؤه"8 عليه السلام سبب لصرف ذلك عنه.
السادسة: ختمه سبحانه ما ذكر بوصف نفسه "بأنه"9 السميع العليم10.
1 ساقطة من "ب".
2 في "س": مده.
3 ساقطة من "س" والمطبوعة.
4 في "س": بمد من عنده
5 ولهذا قال الله تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ} فرتبت الاستجابة على ما قبلها.
وقوله عليه السلام كقول الأبوين: {قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} الأعراف: 33
وإخبار العبد بحاله وافتقاره إلى ربه من أسباب إجابة الدعاء.
انظر: الوابل الصيب لابن القيم "163،162".
6 في "س" مثبتة ض الهامش.
7 في "ض": دعاؤه. وهو خطأ.
8 في "س" فدعاء يوسف.
9 في "ب"أنه.
10 وجه ذلك: أن الله تعالى سميع لدعاء الداعين فسمع دعاء يوسف، عليم بأحوالهم، وإخلاصهم فعلم ما عليه يوسف من الإخلاص مع الكرب فاستجاب له.
وانظر تفسير الطبري "12: 212".
السابعة: استفتاحه الدعاء "بـ "رب "1" وقوله "تعالى":2 {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ} 3.
الثامنة: إثبات المكر"أولاً"4 والكيد بعده لهن.
{ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ} الآية.
قيل: "سبب5" ذلك أن الحديث شاع في الناس "فأرادوا سجنه إظهارا للناس أنه المذنب"6 {حَتَّى حِينَ} قيل: إلى أن تسكن القضية7.
فيه مسائل:
الأولى8: أنهم تمالوا على ذلك "ليس"9 رأيا لزوجها10 خامة.
الثانية: أن تلك الحيلة لم تنفع، بل أظهر الله "ما يكرهون"11 على الرغم منهم.
1 في "ب" والمطبوعة: بربه.
2 ساقطة من "س".
3 انظر ما سبق من الكلام عن منهج الشيخ ص "160".
4 في "س": بالهامش.
5 في "س": أن سبب.
6 في المطبوعة: فأرادوا إظهار أنه المذنب.
7 ذكر البغوي في تفسيره "425:2" نحو هذا القول عن عطاء حيث قال: إلى أن تنقطع مقالة الناس.
8 في "س" مثبته في الهامش.
9 ساقطة من "ض".
10 لظاهر قوله تعالى.: {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ} .
وانظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي "186:9".
11 في "س": ما يكرهونه.
الثالثة: ابتلاء الله أحب الخلق إليه وهم الأنبياء بالسجن.
الرابعة: أن السبب الذي أظهروا1 أكبر بلية "من"2 السجن عند أهل المروءات.
الخامسة: أن رؤية الآيات "والقطع على المسألة"3 "لا يستلزم"4 اتباع الحق وترك الباطل.
فيه مسائل، ونذكر "القصة"6 قبل ذلك:
قيل إن الملك بلغه أن الخباز يريد أن يسمه، وأن صاحب "شرابه"7 مالأه
على ذلك فحبسهما جميعا "فذلك"8 قوله: {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ} 9.
1 لعل المراد بالسبب الذي اظهروا دعوته إلى الفاحشة.
2 ساقطة من "س".
3 في "ب": القطع على الملة. وهو تحريف.
4 في "س": لا تستلزم. بالتاء.
5 في المطبوعة "تأكل منه الطير".
6 في المطبوعة: قصة.
7 في "س": الماء.
8 في "ض" و "ب" والمطبوعة: وذلك.
9 اخرج نحو هذه القصة ابن أبى حاتم في تفسيره عن ابن عباس والسدي "ص167،166" أثر "313- 317". وابن جرير الطبري في تفسيره عن قتادة والسدي وابن إسحاق "214:12".
فقال الساقي: {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً} "أي أعصر عنبا خمرا"1، وقال صاحب الطعام:{إنِي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزا ً2 تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا} "أخبرنا"3: {بِتَأْوِيلِهِ} بتفسيره: {إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} 4، تأتي "الأفعال"5 الجميلة6، وقيل: ممن يحسن تعبير الرؤيا7.
1 في "س" مثبتة في الهامش.
وممن قال بهذا القول في قوله: {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً} البغوي حيث قال: {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً} أي عنبا سمى العنب خمرا باسم ما يؤول إليه كما يقال: فلان يطبخ الآجر، أي يطبخ اللبن للآجر.
وقيل: الخمر: العنب بلغة عمان. وعليه قراءة ابن مسعود: {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ عنبا} .
وبه قال الضحاك واختاره الطبري.
ولا معارضة بين القولين إذ مآلهما واحد. والله أعلم.
انظر تفسير الطبري "12: 215" وتفسير البغوي "2: 425".
2 في "س" بعد قوله: {خُبْزاً} : الآية.
3 ساقطة من "ب" والمطبوعة.
4 في "س" مثبته في الهامش.
5 في "ض" للأفعال.
6 قاله الضحاك وقتادة ورجحه الطبري وظاهر صنيع الشيخ يدل على اختياره لتقديمه واعتماده انظر تفسير الطبري "216،215:12".
7 وكذا حكاه الزجاج ولم يعزه وبه قال البغوي. ونحوه قول الفراء حيث قال: من العالمين، قد أحسنت العلم.
انظر معاني القرآن للفراء "45:2" ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج "3/110" وتفسير البغوي "425:2".
والقول الأول، أولى لعمومه ويمكن أن يدخل تحته القول الثاني فيكون من إحسانه إليهم تأويله رؤياهم لما آتاه الله من العلم. والله أعلم.
فيه مسائل1:
الأولى: "أن"2 عبارة الرؤيا علم صحيح ذكره الله في القرآن "ولأجل ذلك"3 قيل لا يعبر الرؤيا إلا من هو من أهل العلم بتأويلها4 أنها من أقسام الوحي5.
الثانية: تعبير أكل الطير من الخبز الذي فوق رأس الرجل بما ذكر.
1 ساقطة من "ب".
2 ساقطة من المطبوعة.
3 في "س": "لأجل ذلك" وفي "ب": "ولذلك".
4 ورد عند الإمام أحمد من حديث أبي رزين في الرؤيا وفيه: "ولا تحدثوا بها إلا عالما أو ناصحا أو لبيبا". المسند "4/ 10".
وعند الترمذي من حديث أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح". الجامع الصحيح للترمذي- كتاب الرؤيا/ باب في تأويل الرؤيا ما يستجب منها وما يكره "537:4" ح "2280" قال الترمذي حديث حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي "260:2".
5 كما ورد من حديث أنس بن مالك "رضي الله عنه"، أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال:"الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة".
رواه البخاري في صحيحه/ كتاب التعبير/ باب رؤيا الصالحين. انظر الفتح "378:12" ح "6983"- ومسلم في صحيحه/ كتاب الرؤيا "4: 1774" ح "2264".
وعن أبى هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لم يبق من النبوة إلا المبشرات"، قالوا: وما المبشرات؟ قال: "الرؤيا الصالحة".
رواه البخاري في صحيحه/ كتاب التعبير/ باب المبشرات"انظر الفتح "12: 391" ح "6990" وروى مسلم من حديث ابن عباس نحوه بلفظ: "إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له.. "، كتاب الصلاة/ باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود "348:1" ح "479".
الثالثة: تعبير عصر الخمر بسلامة الذي رآه، ورجوعه إلى مرتبته.
الرابعة: فيه "دلالة"1 على قوله "صلى الله عليه وسلم": "إذا رأى أحدكم ما يكره فلا يذكرها" 2 وقوله: "الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت"3.
الخامسة: أن التأويل في كلام الله "ولغة"4 العرب غير التأويل في عرف المتأخرين.
ومعناه: ما يؤول الأمر إليه5.
السادسة: أنه لا ينبغي للإنسان أن يسأل عن مسائل العلم إلا من رآه يحسن ذلك.
1 في "ب""الدلالة".
2 انظر ما تقدم ص "293" هامش "4".
3 رواه أحمد في مسنده "4/10" وابن ماجة في سننه/ كتاب التعبير/ باب الرؤيا إذا عبرت وقعت فلا يقصها إلا على واد "1288:2" ح "3914" وأبو داود في سننه كتاب الأدب/ باب ما جاء في الرؤيا "305:4" ح "5020" كلهم من حديث أبي رزين رضي الله عنه.
4 في "س" مثبتة في الهامش.
5 في "ب""ما يؤول إليه الأمر".
والتأويل في اللغة مأخوذ من الأول: وهو الرجوع يقال: آل الأمر إلى كذا أي رجع.- وأما في الاصطلاح فقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله ما محصله: أن التأويل يطلق على ثلاثة معان: معنيان عند السلف ومعنى عند المتأخرين أما معنياه عند السلف فهما:
1"تفسير الكلام وبيان معناه، ومنه- والله أعلم- قول مجاهد: أن العلماء يعلمون تأويله، وقول ابن جرير الطبري: القول في تأويل قوله تعالى ".......".
2-
نفس المراد بالكلام، فإن كان الكلام طلبا كان تأويله نفس الفعل المطلوب. وإن كان خبرا كان تأويله نفس الشيء المخبر به، ومن ذلك قول يوسف عليه السلام:{هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ} وقوله: {إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِه} وهذا الوضع والعرف هو لغة القرآن التي نزل بهما...............=
يقول عليه السلام: إني عليم بتعبير الرؤيا هذه وغيرها، فلا يأتيكما طعام "في المنام"1 إلا نبأتكما بتأويله قبل إتيانه فكيف بغير ذلك!
ففيه مسائل:
الأولى: ذكر العالم أنه من أهل العلم عند الحاجة، ولا يكون من تزكية النفس.
الثانية: إضافة هذه النعمة العظيمة إلى معطيها سبحانه وتعالى لا إلى فهم الإنسان واجتهاده.
= وأما عند المتأخرين من المتفقهة والمتكلمة ونحوهم فهو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به.
انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية "288:13- 294"
وانظر: الصواعق المرسلة لابن القيم "1: 170 وما بعدها" فقد أفاد وأجاد كعادته رحمه الله. وانظر لسان العرب "11: 32": أول.
1 في "ض"، والمطبوعة:"فلا يأتيكما طعام ترزقانه".
وفي "س":- "قال لا يأتيكما طعام في المنام" وكذا في "ق".
وفي "ب" ما لم أثبته. والأظهر أن الكلام مسوق مساق التفسير ولهذا قيد بالمنام كما عند الطبري في تفسيره "217:12".
الثالثة: ذكر سبب إكرام الله "له"1 بهذا الفضل، وهو الترك والفعل، فترك الشرك الذي هو مسلك الجاهلين، واتبع التوحيد الذي هو "سبيل"2 أهل العلم "من الأنبياء"3 وأتباعهم.
الرابعة: ذكره أنه من "ذرية"4 هؤلاء الأكرمين فانتسب إلى البيت الذي هو أشرف بيوت أهل الأرض، وهذا جائز على "غير سبيل"5 الافتخار خصوصا عند الحاجة.
الخامسة: أنه صرح لهم بأنهم إبراهيم وإسحاق ويعقوب6.
"السادسة"7: أن الجد يسمى أبا كما ذكر ابن عباس، واحتج بالآية8 على زيد بن ثابت9
1 ساقطة من "ض".
2 في "س" هكذا "مسبيلك" ولعل الناسخ تردد في كتابتها بين "سبيل" و "مسلك".
3 ساقطة من "ض".
4 ساقطة عن "ض" و "ب" والمطبوعة.
5 في "س" مثبتة في الهامش.
6 انظر ما تقدم ص "292" هامش، "3".
7 في "ض" الخامسة. وهو خطأ.
8 أخرجه عبد الرزاق بسنده عن ابن عباس أنه كان يرى الجد أبا ويتلو هذه الآية: {مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ} .
انظر المصنف/ باب فرض الجد "10: 264" أثر "19053" وكذا أخرجه سعيد بن منصور في سننه باب الجد"47،46:1" أثر "52،51،50،49،46" وانظر السنن الكبرى للبيهقي/ كتاب الفرائض/ باب من لم يورث الاخوة مع الجد "6/246" وانظر الكلام على هذه المسألة في أحكام القرآن للجصاص "100:1ومابعدها" والمغنى لابن قدامه "218:6" وفتح الباري "19:12".
9 هو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكاتب الوحي، الإمام الكبير، شيخ المقرئين والفرضيين مفتى المدينة، زيد بن ثابت بن الضحاك الخزرجى النجاري الأنصاري.
من كبار حفاظ القرآن ومفسريه من الصحابة، وهو الذي تولى جمعه في زمن أبى
بكر وعثمان رضى الله عنهما.
وكان عمر يستخلفه إذا حج على المدينة وتوفى في زمن معاوية، واختلف في تحديد سنة وفاته، لكن قال ابن حجر: في "خمس وأربعين" قول الأكثر.
انظر ترجمة في الطبقات الكبرى لابن سعد "358:3- 362" وأسد الغابة "223،222:2" وسير أعلام النبلاء "2: 426-441" الإصابة لابن حجر "23،22:3".
السابعة: قوله: {مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ} قيل "معناه"1: إن الله عصمنا2. وهذه الفائدة3 من أكبر الفوائد وأنفعها لمن عقلها، والجهل بها "من"4 أضر الأشياء وأخطرها.
الثامنة: قوله: {مِنْ شَيْءٍ} عام "كل ما"5 سوى الله6، وهذه المسألة7 "هي"8 التي غلط فيها أذكياء العالم، عقلاء بني آدم، كما قال تعالى:{كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ} 9.
1 في "س" مثبته في الهامش.
2 قاله البغوي في تفسيره "436:2".
وذكره ابن الجوزي عن ابن عباس بغير إسناد "انظر زاد المسير "4/225".
3 وهي عدم إشراك شيء مع الله في العبادة كائنا من كان.
4 ساقطة من المطبوعة تبعا لنسخة "ق"، وفي "س"! مثبته في الهامش.
5 في "ض": كلما.
6 وذلك أن "شيء" نكرة في سياق النفي فتفيد العموم، وزيادة "من" قبلها لتأكيد العموم.
انظر: روضة الناظر لابن قدامه "124:2" وتفسير البحر المحيط "5: 310" ومغني اللبيب لابن هشاه "322:1".
7 المراد بهذه المسألة: مسألة إفراد الله بالعبادة، وعدم إشراك أي شيء معه فيها، وهى التي غلط فيها كثير من أذكياء العالم، وعقلاء بني آدم فأشركوا معه بعض مخلوقاته ممن كبروا في أعينهم، ولهذا استغربوا دعوة التوحيد واستعظموها كما قال تعالى:{كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ} ، "الشورى 13" وأخبر عن مقالتهم:{أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} "ص:5".
8 ساقطة من "س".
9 سورة الشورى آية: "13".
التاسعة: ذكر سبب معرفتهم بالمسألة وعلمهم بها "وثباتهم"1 عليها هو مجرد فضل الله فقط عليهم.
العاشرة: أن فضله سبحانه "هذا"2 ليس مخصوصا بنا، بل عام للناس "كلهم"3 لكن منهم من قبله، ومنهم من رده، وذلك أنه أعطى "الفطر"4 ثم العقول ثم بعث الرسل وأنزل الكتب.
الحادية عشرة: "إزالة"5 الشبهة عن المسألة التي "هي"6 "من"7 أكبر الشبه، وذلك "أن"8 الله. إذا تفضل بهذا "كله"9 خصوصا البيان، فما بال الأكثر لم يفهم، ولم يتبع، وما أكثر الجاهلين "بهذا"10، وما أكثر الشاكين فيه! "فقال"11 تعالى إن "السبب أن"12 جمهور الناس "لم يشكروا" 13، فأما من عرف "نعمة الله"14 فلم يلتفت إليها فلا إشكال فيه، وأما من لم يعرف فذلك لإعراضه، ومن أعرض فلم يطلب معرفة دينه فلم يشكر.
1 في "ض": "واثباتهم".
2 ساقطة من "ض" والمطبوعة.
3 في "س" مثبتة في الهامش.
4 في "س": الفطرة.
5 في "س": إزالته.
6 في "س" مثبتة في الهامش.
7 ساقطة من "ض" و "ب".
8 في "ب": بأن
9 في "س" مثبتة في الهامش.
10 في "ب": بها.
11 في المطبوعة: فقد ذكر.
وهو بمعنى "أخبر تعالى" إذ هو تفسير لقوله تعالى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ} وهذا الأسلوب جارٍ عند المفسرين كابن جرير وغيره.
12 ساقطة من "ض".
13 في "س": لا يشكروا. وفى "ض" والمطبوعة: لم يشكر. وفي "ق": لا يشكر.
14 في "ض" و "ب" والمطبوعة: النعمة.
الثانية عشرة1: دعوته إياهما عليه السلام إلى التوحيد في تلك الحال، فلم تشغله عن النصيحة، والدعوة إلى الله، فدعاهما أولا بالعقل، ثم "بالنقل2". وهى الثالثة عشره3.
الرابعة عشرة4: قوله: {أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} "فهذه حجة عقلية شرحها في قوله "تعالى5": {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ 6 هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً} الآية7.
الخامسة عشرة.: أن الذي في الجانب الآخر "هو الله الذي"8 "جبلت"9 القلوب وأقرت الفطر أنه ليس له "كفو"10.
السادسة عشرة: أنه هو القهار مع كونه "واحدا"11 وما سواه لا يحصيهم إلا هو، "فهذه قوته"12، وهذا عجزهم، فكيف "يعدل به واحد"13 منهم
1 لم تثبت "تاء" عشرة في النسخ المخطوطة في هذا الموضع وأمثاله إلا نادرا والصواب إثباتها، فأثبتها مع عدم الإشارة إلى ذلك لكثرته.
2 في "ب": "ثم النقل"
3 وهي الدعوة بالعقل ثم بالنقل، وذلك لعدم إيمانهم بالنقل، وتقديمهم العقل عليه فخوطبوا به إذ أن العقل المريح لا يعارض النقل الصحيح.
4 ساقه من "ب".
5 ساقطة من "س".
6 في "س" بعد قوله: {لِرَجُلٍ} الآية.
7 سورة الزمر: آية "29".
8 في"ض" والمطبوعة: "هو الذي".
9 في "ب": جلت
10 في النسخ المخطوطة: {كُفُّوا} .
11 في النسخ المخطوطة "واحد" وهو خطأ.
12 في "ب": فهذه قوتهم وفى المطبوعة: "فهذه قوله" وهو تحريف.
13 في "ب": نعدل به واحدا.
أو عشرة "أو"1 مائه!
السابعة عشرة:- "بيان"2 بطلان ما عبدوا من دونه بأنها أسماء لا حقيقة لها.
الثامنة عشرة:- التنبيه على بطلانها بكونها بدعة ابتدعها من قبلكم فتبعتموهم.
التاسعة عشرة:- بيان أن الواجب على العبد في "الأديان"3 السؤال عما أمر الله به ونهى عنه، وهو السلطان المنزل من السماء، لا يعبد بالظن وما تهوى الأنفس.
العشرون:- القاعدة الكلية التي "تتفرع"4 "منها"5 تلك "المسائل"6 الجزئية وهي أن أحكام "الدين"7 إلى الله لا إلى آراء الرجال كما قال "تعالى"8: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ} 9 الحادية والعشرون: إذا ثبت أن الحكم له وحده دون الظن وما تهوى الأنفس فإنه سبحانه حكم بأن العبادة كلها محصورة عليه "وحده"10، ليس لأحد من أهل السماء "وأهل"11 الأرض منها شيء.
1 ساقطة من "ب".
2 في "ب": بيانه.
3 في "س" مصححه في الهامش.
4 في "ض"و "ب" تفرع.
5 في المطبوعة: عنها.
6 ساقطة من المطبوعة.
7 في "ض": الدنيا
8 في "س": عز وجل.
9 سورة الشورى: آية رقم "10".
10 مثبتة في هامش "س" وساقطة من "ض"و "ب" والمطبوعة.
11 في "س" مثبتة في الهامش.
"الثانية والعشرون"1: أن هذه المسألة هي الدين القيم، "وكل ما"2 خالفها أو ليس منها فليس بقيم بل "أعوج"3 فعلامة الحق أن العقول السليمة تعرف "استقامته"4 بالفطرة، "وعلامة الباطل أن العقول السليمة تعرف اعوجاجه بالفطرة"5، ومع هذا أنزل الله السلطان من السماء بتحقيق هذا والإلزام به، وتبطيل ذلك "و"6 تغليظ الوعيد عليه.
الثالثة والعشرون- المسألة "الكبيرة العظيمة"7 التي لو "تجعلها"8 نصب عينيك ليلا ونهارا لم يكن كثيرا، "وأيضا"9 تبين "لك كثيرا من المسائل التي أشكلت على الناس، وهي أن الله "بي"10 لنا بيانا واضحا أن الأكثر "الجمهور"11 الذين يضيقون الديار، ويغلون الأسعار من أهل الكتاب والأميين لا يعلمون هذه المسألة مع "إيضاحها"12 "بالعقل والنقل"13 والفطرة، والآيات النفسية والأفقية14.
1 في "ب": الثالثة والعشرون.
2 في "ب" والمطبوعة: "وكلما".
3 في هامش"س": معوج.
4 في المطبوعة: اعوجاجه. وهو خطأ بين.
5 ما بين القوسين ساقط من المطبوعة.
6 ساقطة من "ب".
7 في "س" العظيمة الكبيرة.
8 في "ب": لو جعلتها.
9 في "س" مثبته في الهامش.
10 ما بين القوسين ساقط من "ض".
11 في المطبوعة: والجمهور.
12 في "ض": إضاحها.
13 في "س" بالنقل والعقل.
14 كما قال تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} آية "21،20".
الرابعة والعشرون: أنه ينبغي للعالم إذا "سأله"1 العامي عما لا يحتاج إليه، أو سأله عما غيره أهم منه أن يفتح له بابا إلى المهم.
الخامسة والعشرون: أنك لا تحقر عن التعليم من تظنه "من"2 أبعد الناس عنه، ولا تستبعد فضل الله، فإن الرجلين من خدام الملوك الكفرة.
بخلاف من يقول: ليس هذا "بأهل"3 للعلم بل تعليمه
إضاعة للعلم.
سبق ما في هذا من المسائل5، لكن فيه ما لم "6يذكر":
منها: "أنه يجوز للمفتي"7 أو يستحب أن "يفتي"8 "السائل"9 بما لا يحتاج إليه.
ومنها "أنه"10 يجيب السائل بما يسؤوه "إذا كانت الحال تقتضيه"11.
1 في "س": سأله.
2 ساقطة من "ض" و "ب" والمطبوعة.
3 في "ب": من أهل.
4 هنا في المطبوعة: وقال رحمه الله تعالى: قوله تعالى.
5 انظر ما تقدم ص "325" وما بعدها.
6 في "س": يذكره.
7 في "س": أن الإفتاء به يجوز له.
وفي المطبوعة: أن المفتي يجوز له.
8 في "ب" ينبيء.
9 في "س": المسائل.
10 في "س": أن.
11 ما بين القوسين ساقط من "ض".
"ومنها: تأكيد الفتيا بما يسوؤة"1 بما ذكر من قضاء الله "عليه"2 ذلك.
يعنى3: قال يوسف للساقي الذي ظن نجاته- "قيل إن الظن هنا هو اليقين"4 {اذْكُرْنِي} 5 {عِنْدَ رَبِّكَ} أي الملك، {فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ} "أي أنسى
1 ما بين القوسين ساقط من"ض"وفي هامش"س"بعد قوله بما يسوؤه: إذا كانت الحال تقتضيه ومنها تأكيد الفتيا بما يسوء.
2 في "س" والمطبوعة: على.
3 ساقطة من "ض".
4 في "ض": "والظن هنا هو اليقين"
وفي "ب""وقيل الظن هنا هو اليقين".
وفي المطبوعة: "قيل الظن هنا هو اليقين"- وضمير "هو" في "س"مثبت في الهامش والظن من الأضداد:-
فيستعمل في اليقين كما هنا وكقوله: {إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ} "20" الحاقة وتستعمل في الشك كقوله: {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنَّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} "32"الجاثية. والقول بأنها هنا بمعنى اليقين ذكره ابن الجوزي في تفسيره عن ابن عباس بدون إسناد، وبه قال الطبري والبغوي.
وروى الطبري عن قتادة أن الظن هنا خلاف اليقين.
انظر في ما تقدم تفسير الطبري "12: 221، 222" وتفسير البغوي "2/427" وزاد المسير "4: 227" ومعجم مقاييس اللغة "3: 462" والمغردات للراغب "317" وبصائر ذوي التمييز "545:3" ولسان العرب "272:13" ظنن
5 في "س" والمطبوعة وقوله: {اذْكُرْنِي} .
وكلمه "اذكرني" في "س" مثبتة في الهامش.
الشيطان"1 يوسف ذكر الله2.
والبضع ما بين الثلاث إلى التسع3.
فيه مسائل:
الأولى: أن الرب كما يطلق على "المالك"4 يطلق على المخدوم5.
1 في "س": مثبتة في الهامش.
2 يرى الشيخ رحمه الله عود الضمير في قوله "فأنسمه" إلى يوسف "عليه السلام". وهذا القول هو اختيار الطبري وقد أخرجه عن مجاهد وقتادة وعكرمه والحسن وروى في مضمون ذلك حديثا مرفوعا، ونسبه البغوي إلى ابن عباس وقال: وعليه الأكثرون. بينما ذهب بعض العلماء ومنهم شيخ الإسلام ابن تيميه وابن كثير إلى عود الضمير إلى الفتى الناجي فهو الذي أنساه الشيطان ذكر ربه. وقد ضعف ابن كثير الحديث المروي في ذلك ثم قال: وقد روى عن الحسن وقتادة مرسلا عن كل منهما، وهذه المرسلات هاهنا لا تقبل لو قبل المرسل من حيث هو في غير هذا الموطن.
والقول الثاني أظهر، ومن أقوى ما ذكروا من أدلته أن قوله تعال:{وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} دليل على أنه كان قد نسي من قبل فاذكر، والكلام هنا في الساقي بلا شك. "والعلم عند الله".
انظر تفسير الطبري "12: 222- 224" وتفسير ابن أبى حاتم "192، 193"أشر "367، 368" وتفسير البغوي "2: 428" والتفسير الكبير لشيخ الإسلام "5: 55- 60" وتفسير ابن كثير "317،316:4".
3 هذا القول أخرجه الطبري في تفسيره "12: 224،225" عن مجاهد وقتادة. كما أخرجه عن مجاهد أيضاً ابن أبى حاتم في تفسيره ص"194" أشر "372"- وانظر لسان العرب "8: 15" مادة بضع. وهذا القول هو الأشهر والأظهر. والله أعلم.
4 في "ض"و "ب": الملك.
5 انظر في هذا تفسير الطبري "12: 221، 222" وإصلاح الوجوه والنظائر للدامغاني "189" مادة: ربب، وتفسير القرطبي "9: 195"، والكلام هنا في ورود اللفظ لغة.
أما جوازه شرعا فقد سبق أن أشار الشيخ ص"308" إلى عدم جوازه في شرعنا.
الثانية: أن "مثل"1 هذا2 مما يعاقب "به"3 الأنبياء مع كونه "جائزا"4 لغيرهم.
الثالثة: أن المقرب قد "يؤاخذ"5 بما لا يؤاخذ به من دونه.
الرابعة: أن الشيطان قد يتوصل إلى "الأنبياء"6 بمثل هذا.
الخامسة: أن ترك هذا القول والاستغناء بالله من التوكل7.
السادسة: أن من المقامات ما يحسن "من"8 "شخص"9، ويلام في تركه ويذم من شخص آخر كما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من "أراد الإقتداء"10 به في الوصال وقال:"إني لست كهيئتكم"11.
1 في "ض" مثبتة في الهامش.
2 المراد بهذا قول يوسف: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} .
3 في "س" مثبته في الهامش.
4 في "ض" و "ب" جائز" وهو خطأ.
5 في المطبوعة: يؤخذ
6 في "ب""للأنبياء"، و"إلى" في "س"مثبته في الهامش.
7 ويؤيد هذا المعنى ما ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بايع بعض أصحابه على أن لا يسألوا الناس شيئاً قال الراوي وهو عوف بن مالك. فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحدا يناوله إياه.
أخرجه مسلم في صحيحه/ كتاب الزكاة/ باب كراهة المسألة للناس"2: 721" ح "43 0 1" وأبو داود في سننه/ كتاب الزكاة/ باب كراهة المسألة "2: 121" ح "1643،1642" وابن ماجة في سننه/ كتاب الجهاد/ باب البيعة "957:2" ح "2867".
وهذا غاية في تجريد التوحيد، وتحقيقه ص وتعلق القلب بالله وتوكله عليه وصرفه عما سواه.
8 في "س": مثبتة. في الهامش.
9 في "ب""الشخص".
10 في "س": اقتدى.
11 أخرجه البخاري في صحيحه/ كتاب الصوم/ باب الوصال "انظر الفتح 238:4" ح "1964" من حديث عائشة. ومسلم في صحيحه/ كتاب الصيام/ باب النهي عن الوصال في الصوم "774:2- 776" ح "1102" من حديث ابن عمر.
السابعة: أن هذا من أبين أدلة التوحيد لمن عرف أيشاب الشرك بالمقربين، "وهو1" أبلغ من قوله "صلى الله عليه وسلم2":"يا فاطمة "بنت" 3 محمد لا أغني عنك من الله شيئا" 4 وتمامها بمعرفة الثامنة وهي:
أن الله عاقبه باللبث في السجن هذه المدة الطويلة، مع "أن"5 لبث الإنسان فيه سنة واحدة من العذاب الأليم "فكيف"6 "بشاب"7 ابن نعمه.
1 في "ب" وهذا.
2 في "س": عليه السلام.
3 في "ب" ابنت.
4 أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الوصايا/ باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب بلفظ: "يا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من ماي لا أغني عنك من الله شيئا".
انظر الفتح "449:5" ح "2753".
ومسلم في صحيحه كتاب الإيمان/ باب في قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} بلفظ: "يا فاطمة بنت محمد سليني بما شئت لا أغني عنك من الله شيئا""193،192:1" ح "206" وورد بألفاظ أخر.
5 ساقطة من "س".
6 في "س" مثبتة في الهامش.
7 في "ض" و "ب": شاب.
فيه مسائل1:
الأولى: تسمية الله ذلك الرجل بالملك2.
الثانية: أن الذي "سأل"3 عنه هو البقر والسنابل.
الثالثة4: أنه استفتى الملأ وهم الأشراف5، ولكن بشرط إن كان عندهم علم.
الرابعة: جوابهم بقولهم: {أَضْغَاثُ أَحْلامٍ} يدل على أن مما يراه النائم
فيه رؤيا حق، "وفيه"6 أضغاث أحلام "باطلة"7، "وقد صح بذلك
1 في "س": الكلام فيه مسائل.
2 إشارة إلى جواز تسمية العباد بهذا وإن كان اسماً من أسماء الله تعالى الاشتراك هنا لفظي فملك الله عز وجل ملك تام يليق بجلاله وعظمته وغناه، وملك العبد ملك تمليك من الله مناسب لحال الإنسان وعجزه وقصوره وفقره. والله أعلم.
3 في "س":يسئل.
وفي "ب":سئل. ولعله أراد "سأل" حيث جرى كثيراً على كتابة الهمزة المفتوحة على نبرة. وفي المطبوعة: سأله.
4 في "ض": الثانية. وهو خطأ.
5 وقاله الطبري انظر تفسيره"225:12"وانظر بصائر ذوي التمييز "517:4" والمصباح المنير "2:580"مادة: ملل. ولسان العرب "1: 159" مادة: ملأ، وانظر ما يأتي ص. "344".
6 في "س" مثبته الهامش.
7 في "ب": باطل.
الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم"1.
الخامسة: إقرارهم بعدم العلم بالتعبير ولم يأنفوا مع أنهم الملأ.
السادسة: كلام الساقي وحذقه، كونه قطع أنها رؤيا وأن عند يوسف تعبيرها.
"السابعة"2: قوله: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} 3 أي "ذكر {بَعْدَ أُمَّةٍ} أي"4 دهر5، "فيه6 أن "الدهر"7 يسمى أمة.
1 ما بين القوسين ساقط من "ب".
وفي "س": وقد صح بذلك الحديث عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال. "
…
والرؤيا ثلاثة: فرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه " - رواه البخاري في صحيحه/ كتاب التعبير: باب القيد في المنام "انظر الفتح "422:12" ح "17 70" ومسلم في صحيحه/ كتاب الرؤيا "1773:4" ح "2263" من حديث أبى هريرة. واللفظ لمسلم.
كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم: "
…
إن الرؤيا ثلاث: منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة".
رواه ابن ماجة في سننه/كتاب تعبير الرؤيا/ باب الرؤيا ثلاث "1285:2" ح "3907" من حديث عوف بن مالك وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة "2: 340" ح"3155".
2 في "س": لسابعه.
3 في "ض": {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّة} . وفي "س": "ولدكر "
4 ساقطة من "ب" والمطبوعة.
5 انظر معنى "أمه" عند الطبري في تفسير"12: 227-229" ومعاني القرآن للفراء "3: 47" وإصلاح الوجوه والنظائر للدامغاني "42، 43، 44" مادة "أم ة" ولسان العرب "12: 27" مادة: أمم.
6 في "ض": وفيه.
7 في "س": لدهر.
الثامنة1: أنه لم يذهب مع تحققه ما طلب الملك إلا بعد الاستئذان.
التاسعة2: قوله: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ} يدل على أنه يعرف معنى الصديقية3، أنه عرف اتصاف يوسف بذلك.
العاشرة4: أنه ذكر ليوسف العلة، وهي علم الناس بما أشكل عليهم.
الحادية عشرة: أنه عبر البقر السمان بالسنين "المخصبة"5 والبقر العجاف بالسنين المجدبة، وأكلها "المسمان"6 كون "غله"7 السنين8 المخصبة يأكلها الناس في "السنين المجدبة، وكذلك السنابل الخفر، واليابسات. قيل: إنه رأى سبع سنابل خضر قد انعقد حبها "وسبعا"9 آخر "يابسات"10 قد "استحصدت"11، فالتوت اليابسات على الخضر حتى غلبن عليهن12.
1 في "س": "لثامنه".
2 في "س": "لتاسعه".
3 ذكر المفسرون للصديق معاني تدور في مجملها حول معنى واحد وهو أنه الذي من دأبه الصدق في اعتقاداته وأقواله وأعماله، والتصديق بالصدق.
فقد قال الطبري في تفسيره "5: 162" في معناه: المصدق قوله بفعله وذكر أن الصيغة للمبالغة، وقال البغوي "2: 429" الصديق هو الكثير الصدق.
وذكر الراغب في مفردات القرآن "277" أقوالا في معنى الصديق ومنها الصديق: الذي صدق بقوله واعتقاده، وحقق صدقه بفعله قال تعالى:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً} مريم:"41"، وقال:{صِدِّيقَةٌٍ} المائدة: 75.
4 في المطبوعة: العشرة.
5 في "س": الخصبة.
6 في "س" و"ب": للسمان.
7 في "س": علم. وهو خطأ.
8 في "س": لمسنين.
9 في "ض" و "ب" وهامش "س": وسبع
10 في "س" مثبتة في الهامش.
11 في "ب" استحصت. وهو تحريف.
12 ذكر هذا البغوي عن الكلبي انظر تفسير البغوي "428:2" والله أعلم.
الثانية عشرة: أنه أجاب السائل بأكثر مما سأله عنه، خلا فالمن جعل هذا من عدم الآداب1.
الثالثة عشرة: كرمه وطيب "أخلاقه2""عليه السلام" 3 كما قال بعض "السلف"4 "لو كنت المسئول ما أجبتهم إلا بكذا وكذا"5.
الرابعة عشرة: معرفته عليه السلام بأمور الدنيا، وأن الحب إذا كان في سنبله لم تأته الآفة" ولو لبث سنين6.
الخامسة عشرة- أنه أمرهم بتدبير "المعيشة"7 لأجل "السنين"8 الجدب، ولا يأكلون إلا قليلا.
السادسة عشرة: أنه فهم من الرؤيا أن الخصب يأتي بعد سبع سنين.
السابعة عشرة: "ادخار الطعام للحاجة"9 "وأنه"10 لا يصير من الاحتكار المذموم.
1 أنظر ما تقدم ص "334"..
2 في "ب": نفسه.
3 في "ض" و "ب": العلماء.
4 لم أجد من قال هذا. ولكن أخرج الطبري في تفسيره "235:12" من حديث عكرمة مرسلا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
…
ولو كنت مكانه - يعنى يوسف- ما أخبرتهم بشيء حتى اشترط أن يخرجوني
…
" الحديث.
5 وأخرج نحو هذا ابن أبى حاتم في تفسيره "ص204"، عن ابن زيد اشر "397".
6 في "ب": العيسه.
7 في "س" سنين
8 ما بين القوسين ساقط من "ب".
9 في "ب": أن هذا.
10 الاحتكار في الأصل: الجمع والإمساك، ويسمى أيضا "حكرة" وصاحبه "محتكر" وهو في الاصطلاح: جمع الطعام وحبسه، يتربص به وقت الغلاء.
انظر الصحاح للجوهري "2: 635" مادة: حكر، والتعريفات للجرجاني "11" ولسان العرب "208:4". حكر
وقد ورد في النهى عن الاحتكار أحاديث أصحها: ما روي معمر بن عبد الله العدوى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحكر إلا خاطئ".
أخرجه مسلم في صحيحه /كتاب المساقاة/ باب تحريم الاحتكار في الأقوات"1227:3،1228" ح "1605" وأبو داود في سننه/ كتاب البيوع/ باب في النهى عن الحكرة "3: 271" ح "3447".
وابن ماجة في سننه/ كتاب التجارات/ باب الحكرة والجلب "2: 728"ح "3451".
"وكان صلى الله عليه وسلم يدخر لأهله قوت سنة1".
الثامنة عشرة:- النصيحة ولو لغير المسلمين كما قال "صلى الله عليه وسلم": "في كل كبد رطبة أجر" 2وأما المسلم فنصحه من الفرائض.
التاسعة عشرة:- أن الرؤيا الصحيحة قد تكون من "كافر3" كما استدل بها البخاري في صحيحه4.
العشرون: الفرق بين الحلم والرؤيا كما قال "صلى الله عليه وسلم": "الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان"5.
1 ما بين القوسين ساقط من "ب".
وقد ورد عن عمر رضى الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبيع نخل بني النضير، ويحبس لأهله قوت سنتهم.
رواه البخاري في صحيحه/ كتاب النفقات/باب حبس الرجل قوت سنة على أهله "انظر الفتح""9/412"ح "5357".
ومسلم في صحيحه/ كتاب الجهاد والسير/ باب حكم الفىء "3: 1376" ح "1757" واللفظ للبخاري.
وهذا من قبيل التدبير والاقتيات، لا من قبيل الاحتكار، وتربص غلاء السعر بسبب احتكاره.
2 رواه البخاري في صحيحه/ كتاب الشرب والمساقاة/ باب فضل سقي الماء "انظر الفتح "5: 50" ح "2363".
ومسلم في صحيحه/ كتاب السلام/باب فضل ساقي البهائم المحترمة وإطعامها "4: 1761" ح "2244".
3 في "س": الكافر.
4 حيث ترجم لباب من، أبواب كتاب التعبير بقوله: باب رؤيا أهل السجون والفساد والشرك لقوله: {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ} إلى قوله: {أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ} وقال الفضيل لبعض الأتباع: يا عبد الله {أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ
…
} الآيات. إلى قوله: {قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ..} . انظر صحيح البخاري مع الفتح "12 ة 397".
قال ابن حجر: وقد وقعت الرؤيا الصادقة من بعض الكفار كما في رؤيا صاحبي السجن مع يوسف عليه السلام، ورؤيا ملكهما وغير ذلك "الفتح 12: 379".
5 رواه البخاري في صحيحه/ كتاب الطب/ باب النفث في الرقيه "10: 219".
ح "5747" ومسلم في صحيحه/ كتاب الرؤيا "4: ا 177" ح "1 226"، وقال ابن حجر عند الكلام في باب الرؤيا من الله: وظاهر قوله: "الرؤيا من الله والحلم من الشيطان" أن التي تضاف إلى الله لا يقال لها "حلم"، والتي تضاف للشيطان لا يقال لها "رؤيا" وهو تصرف شرعي وإلا فكل يسمى "رؤيا" وقد جاء في حديث آخر "الرؤيا ثلاث" أطلق على كل "رؤيا" الفتح "12: 386".
الحادية والعشرون: التعبير عن الماضي بالمضارع1.
والعجاف: ضد السمان، والملأ: كبار القوم "ورؤوسهم"2، وأضغاث أحلام: أخلاط وأباطيل، "وادكر"3: تذكر شأن يوسف، دأبا. متوالية، "تحصنون"4:"تخزنون"5: {يَعْصِرُونَ} 6:- قيل من العنب عصيرا، ومن الزيتون زيتا، ومن السمسم دهنا7، للخصب الذي أتاهم.
1 حيت عبر بأرى عن رأيت. وهو سائغ في لغة العرب.
ولعل الغرض من ذلك حكاية الحال الماضية كما قال ابن عطية وأبو حيان وغيرهما، أواستحضار الصورة، كما قال الشوكاني.
أو الغرضان جميعا كما قال ابن القيم. والله أعلم.
انظر المحرر الوجيز لابن عطية "9: 308" والفوائد المشوق إلى علوم القرآن "102_104" والبحر المحيط "5: 312" وفتح القدير "3: 30".
2 في "س": ورؤسائهم- وفي المطبوعة: ورؤساؤهم.
3 في "س": والدكز وفي "ب": "واذكر".
4 في المطبوعة: تحصدون. وهو خطأ.
5 في "ب""تختزنون".
6 في "ب" تعصرون.
7 اخرج ابن جرير نحو هذا القول عن ابن عباس وقتادة وغيرهما واختاره وهو اختيار البغوي وابن كثير أيضاً.
انظر تفسير الطبري "12: 232- 234" وتفسير البغوي "2: 430" وتفسير ابن كثير "318:4".
فيه مسائل:
الأولى: أمر الملك بالإتيان به ليأخذ عنه مشافهة، وكذلك يفعل العقلاء والسفهاء في الأمر الذي "يهتون"1 به.
الثانية: أن طلب العلم الذي يزحزح عن النار ويدخل الجنة أحق بالحرص من جميع المهمات2.
الثالثة: هذا الأمر العظيم الذي "لم يسمع بمثله"3 ولهذا قال "صلى الله عليه وسلم": "ولو" 4 لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي" 5
الرابعة: قوله: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} 6.
1 في "ب": "يتهمون".
2 لعله يشير إلى أن الملك قد حرص على علم تأويل رؤياه فكان عند يوسف "عليه السلام" علم تأويلها فأخرج من السجن بسبب ذلك ففيه أن العلم ينفع صاحبه، فينبغي أن يحرص المرء على العلم الذي هو أعلى العلوم وأشرفها، وهو الذي يكون به الفوز بالجنة والنجاة من النار. والله أعلم.
3 في "ض" و "ب": لم يسمع مثله. وفي المطبوعة: لم يسمح بمثله.
4 في "ض"و "س"والمطبوعة "لو".
5 أخرجه البخاري في صحيحه في مواضع منها/ كتاب أحاديث الأنبياء/ باب قوله تعالى: {وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ} "الفتح 473:6" ح "3372".
ومسلم في صحيحه في مواضع منها/ كتاب الإيمان/ باب زيادة طمأنينة القلب بتظاهر الأدلة "1331" ح "151"
6 انظر ما تقدم ص "308،309".
الخامسة: قوله: {النِّسْوَةِ} قيل: لم يفرد امرأة العزيز أدباً وحفظاً لحق الصحبة1.
السادسة: قوله في هذا الموطن: {إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ} 2.
السابعة: قولهن3: {حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ} "فيه"4 رد لبعض الأقوال5 التي قيلت في "الهم"6.
1 قاله الزجاج والبغوي.
انظر معاني القرآن وإعرابه للزجاج "3: 115" وتفسير البغوي "2: 430" وذكر ابن الجوزي توجيهات أخر فانظر زاد المسير "4: 236، 237".
2 لعل الشيخ رحمه الله يشير إلى أن المراد بالرب هنا هو الله عز وجل.
وهو الأظهر والأليق للمغايرة بين الضميرين في قوله: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّك} وقوله: {إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ} .
فقوله: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّك} أي سيدك كقوله: {مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} في الأظهر.
وقيل: إن المراد بالرب في قوله: {إِنَّ رَبِّي} - سيده، زوج المرأة فهو ذو علم ببراءته مما قذف به.
انظر تفسير الطبري "12: 236" وتفسير البغوي "2: 430"
وانظر ما تقدم ص "308، 309" والله أعلم.
3 في "ض" والمطبوعة: قوله.
4 ساقطة من "ب".
5 ووجه الرد فيها أن: {سُوءٍ} نكرة في سياق النفي و"من" لتأكيد النفي.
فنفت الآية عنه أي سوء، ولا شك أن ما قاله بعض المفسرين من كيفية هم يوسف عليه السلام بأنه حل سراويله ونحو ذلك هو من السوء الذي نفته هذه الآية.
فظهر بذلك أن ما ذكروه من كيفية الهم هو من قبيل الإسرائيليات، ومعلوم من اليهوداتها مهم الصريح لأنبياء الله بما يبرأ منه أوساط الناس فضلاً عن صفوتهم.
انظر بعض ما قيل في الهم في تفسير الطبري "183:12- 191" وانظر ما سبق ص "312".
6 بياض في "ب".
الثامنة:- قولها1: {الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ} 2. [إقرار بما فعلت. وقولها: {وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} في قوله: {هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي} 3.
التاسعة: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} هذا علة لما جرى سواء كان رد الرسول أو إقرارها، فإن كان الأول فالضمير للعزيز زوج المرأة، وإن كان الثاني فالضمير ليوسف4.
العاشرة:- رد هذه المسألة الجزئية إلى القاعدة الكلية وهي: {وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ} أي لا يرشد "كيد"5 من خان "أمانته"6.
1 في "س": قوله.
2 الآية في "س" إلى قوله: {أَنَا رَاوَدْتُهُ} .
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ب" والمطبوعة.
4 قوله فإن كان الأول: أي إن كان اسم الإشارة عائدا إلى الأول "أي إنما رددت الرسول" ليعلم العزيز، فالضمير المستتر في ليعلم للعزيز زوج المرأة.
وإن كان الثاني أي إن كان اسم الإشارة عائداً إلى إقرارها، فالضمير عائد ليوسف أي ليعلم يوسف أني لم أخنه في غيبته.
والأول عليه أكثر المفسرين وهو مروي عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وغيرهم.
والثاني اختاره ابن كثير وابن تيمية وابن القيم وأبو حيان وغيرهم.
وهو الظاهر لاتصاله بكلامها، ولا يعدل عن الظاهر إلا بدليل. والله اعلم.
انظر تفسير الطبري "319:12، 320" وتفسير ابن أبى حاتم "214- 217" أثر "422- 430".
والتفسير الكبير لابن تيمية "5: 78، 79، 84" والتفسير القيم لابن القيم "316- 318" والبحر المحيط "5: 317، 318".
5 ساقطة من "س".
6 في "س": بأمانته.
قيل: يفتضح في العاقبة1.
الحادية عشرة: قوله: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي} ما أجلها من مسألة وما أصعب فهمها! سواء كان "هذا من كلام يوسف عليه السلام أو من كلام امرأة العزيز"2.
الثانية عشرة: رد هذه المسألة الجزئية "إلى القاعدة الكلية وهي: أن هذا حال النفس"3..
"الثالثة عشرة"4: الاستثناء من ذلك وهو من "رحمه الله"5، فأجاره الله من شر نفسه، كذلك ما أجلها من مسألة! "لكن"6 لمن فهمها7.
الرابعة عشرة: رد هذه المسألة الجزئية إلى القاعدة الكلية وهي "قوله"8: {إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} .
1 حكى ابن الجوزي نحوه ولم يعزه لأحد.
انظر زاد المسير "4: 240".
2 في "ب" سقطت "من" الثانية.
وفي "س": "من امرأة العزيز أو من كلام يوسف".
وفي المطبوعة "من كلام امرأة العزيز أو من كلام يوسف عليه السلام".
ويعني الشيخ- والله أعلم- أن احتقار النفس، وعدم تزكيتها والزهو بها، أمر عظيم القدر، جليل الفائدة، إذ يحمل صاحبه على السعي حثيثا إلى إصلاح نفسه، وتحصيل أسباب الكمال البشري لها.
3 في "س" مثبتة في الهامش.
4 في "س" مثبتة في الهامش.
5 في "ض" و "ب" والمطبوعة: رحمه الله.
6 ساقطة من "ض" والمطبوعة.
7 أي استثناء من رحمه الله من الأنفس الأمارة بالسوء.
وهذه مسألة جليلة القدر، عظيمة النفع، إذ من عرف حال كثير من النفوس البشرية وأنها أمارة بالسوء إلا من رحمه الله فحفظه، ووقاه، وسدد خطاه، لم يزك نفسه ويتعاظم، بل يتواضع ويفتقر إلى خالقه ويلتجئ إليه، ويعتصم به، طامعا في رحمته إذ لا غنى به عن ربه طرفة عين.
8 ساقطة من المطبوعة.
"وقوله1": {فاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ} 2 قيل: معناه. اسأله أن يكشف عن الخبر حتى يعلم الحقيقة3. ففيه المسألة الخامسة عشرة وهي:
حرص المخلص لله على براءة عرضه عند الناس وأن ذلك لا يناقض الإخلال بل قد يكون واجباً، ولم يعتب عليه "في هذا"4 كما عتب عليه في قوله:{اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} .
قيل: إن: {ما} في هذا الموضع5 بمعنى "من"6.
قوله: {مَا بَال} ما شأن النسوة.
{مَا خَطْبُكُنّ} 7 ما أمركن وقصتكن.
"وقوله8": {حَصْحَصَ الْحَقّ} "أي"9 ظهر وتبين10.
{الْآنَ} أي هذا الوقت.
1 في "ض" و"ب": "قوله".
2 في "ب": {مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} .
3 لم أجد هذا القول منسوبا.
4 في هامش "س": في ذلك.
5 يظهران المراد بهذا الموضع قوله تعالى: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ} .
6 في المطبوعة: "عن" وقد صرح بأنها بمعنى "من" البغوي في تفسيره "2: 431" والقرطبي في تفسيره "9: 210" وحكاه ابن الجوزي ولم يعزه انظر زاد المسير "4: 242"- وقدرها بمعنى "من" ابن كثير في تفسيره "4: 340".
7 في "ض" و"ب": "خطبكن".
8 في "ض": قوله.
9 ساقطة من "ض" و"ب".
10 وقد قال بهذا من قبل ابن عباس ومجاهد وقتادة وغيرهم.
انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة "1: 314" وتفسير الطبري "12: 236، 237" وتفسير البغوي "2: 430".
فيه مسائل:
الأولى: {أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي} ""أي: أجعله خالصاً لي دون غيري"1 كما يقال: الرفيق قبل الطريق2، "وكما قيل"3: "لينظر أحدكم من يخالل" 4.
1 في "ب": "أن أجعله خالصاً دون غيره".
2 هذا القول أورده الميداني في الأمثال "52:2".
وقد روي مرفوعاً من حديث رافع بن خديج بلفظ "التمسوا الرفيق قبل الطريق والجار قبل الدار".
رواه الطبراني في الكبير "4/268، 269" برقم "4379" والخطيب في الجامع "2: 292، 293" والقضاعي في مسند الشهاب "412:1" ح "709" وغيرهم من حديث أبان بن المحبر عن سعيد بن معروف بن رافع ابن خديج عن أبيه عن جده.
وسعيد بن معروف قال فيه الأزدي: لا تقوم به حجة. أ. هـ.
وأبان بن المحبر قال فيه الذهبي: أبان متروك فالعهدة عليه. أ. هـ.
وللحديث شواهد رواها العسكري والخطيب.
قال السخاوي: وكلها ضعيفة ولكن بانضمامها تقوى. قال العجلوني: فيصير حسناً لغيره.
وقالا: وفي قوله تعالى حكاية عن آسية: {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ} ما يشير للجملة الثانية.
وقال الشيخ ناصر الدين الألباني: الحديث ضعيف جداً.
انظر ميزان الاعتدال "2: 159" المقاصد الخمسة للسخاوي "151" ح "163".
كشف الخفاء للعجلوني "1: 178" ح "531" ضعيف الجامع للألباني "1: 349" ح "1245".
3 في "ض": وكما يقال - وفي المطبوعة: وكما قال
4 رواه الإمام أحمد في مسنده "2: 303، 334".
وأبو داود في سننه/ كتاب الأدب/ باب من يؤمر أن يجالس "4: 259" ح "4833" والترمذي في جامعه/ كتاب الزهد/ باب 45 "4: 589" ح "2378" وقال: حديث حسن غريب. وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي "2: 280" ح "1927".
الثانية: وهى أعجب: قوله: {فَلَمَّا كَلَّمَهُ} "وبيانها"1 لما دخل بعض العلماء، على بعض الملوك وكان "دميما"2 فضحك الملك "من دمامته"3 فذكر له هذه الآية واستحسن الملك جوابه4.
ومعنى هذا5 أن الملك لم يتمكن من قلبه لما رأى جمال صورته بل لأجل علمه الذي تبين له لما كلمه.
الثالثة: قوله: {قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا} 6 أي عندنا: {مَكِينٌ} أي مكنتك من ملكي تصرف فيه،:{أَمِينٌ} أي عرفت صحة أمانتك فأمنتك على ما تحت يدي، وهذا معنى قول أبي العباس7- الولاية لها ركنان
1 في المطبوعة: وبيانه.
2 في "ض" و"ب" ذميما.
3 في "ض" و "ب" وهامش "س": من ذمامته.
4 لعل الشيخ يشير بهذا إلى قصة عبد العزيز الكناني ودخوله على المأمون لمناظرة بشر المريسي في مسألة خلق القرآن. فعاب خلقه بعض الحاضرين تم أجابه عبد العزيز بهذه الآية وما يتعلق بها.
انظر الحيده للإمام عبد العزيز بن يحيى الكناني ص "14، 15".
5 أي معنى قوله: {فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} .
6 في "ض" و "ب": {إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} .
7 هو شيخ الإسلام أبو العباس، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني ثم الدمشقي المولود بحران عام "661"هـ والمتوفى سنة "728هـ" بقلعة دمشق فضائله كثيرة ومناقبه جمة. وعلومه ومعارفه واسعة، ومؤلفاته جمة نفيسة وقد ترجمه كثير من العلماء فانظر في ترجمته: فوات الوفيات للكتبي "74:1- 80" والدرر الكامنة لابن حجر "1: 154- 170" وشذرات الذهب لابن العماد "6: 80- 86" وأفرد بعض العلماء ترجمته في مؤلف خاص كالعقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية، لابن عبد الهادي، والرد الوافر، لابن ناصر الدين، والكواكب الدرية، والشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية، كلاهما لمرعي ابن يوسف الحنبلي.
القوة والأمانة كما في الآية الأخرى: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} 1.
الرابعة.- قوله: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ} 2 "هذا"3 فيه طلب الولاية كما قال عمر بن الخطاب لبعض الصحابة لما عرض عليه "ولاية"4 "فأبى"5، فقال: طلبها من هو خير منك6، يعني يوسف "عليه السلام"7، ولا يخالف هذا ما ورد من النهي عن طلب الإمارة8،
1 انظر مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام "28: 253".
2 سورة القصص: آية "26".
3 ساقطة من "س".
4 في "ب": الولاية.
5 مكررة في "س".
6 الصحابي هو أبو هريرة رضي الله عنه، وقد دعاه عمر رضي الله عنه ليستعمله فأبى أن يعمل له فقال: أتكره العمل وقد طلبه من كان خيراً منك، يوسف؟
والأثر طويل وهذا موضع الشاهد منه.
وقد أخرجه عبد الرزاق في مصنفه "11: 323" أثر "30659" وابن سعد في الطبقات الكبرى "335:4" وابن أبي حاتم في تفسيره "ص222" أثر "439" والحاكم في مستدركه/كتاب التفسير / تفسير سورة يوسف "347:2" وأبو نعيم في الحلية "1: 380".
7 ساقطة من "س".
8 من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه: "يا عبد الرحمن لا تسأل الأماره، فإنك إن أعطيتها عن مسالة وكلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها...." الحديث.
رواه البخاري في صحيحه/كتاب الأحكام/ باب من لم يسأل الأمارة أعانه الله عليها/ وباب من سأل الأمارة وكل إليها "الفتح 13: 132" ح "7146، 7147". ومسلم في صحيحه في مواضع منها/ كتاب الإمارة/ باب النهي عن طلب الإمارة والحرص عليها "1456:3" ح "1652" وقد استنبط مثل ما ذكره الشيخ من جواز طلب الولاية القرطبي وابن كثير وابن حجر.
انظر الجامع لأحكام القرآن "9: 215" وتفسير ابن كثير "4: 321" وفتح الباري "135:13".
لأن هذا في غير شدة الحاجة، كما أن خالدا لما أخذ الراية يوم موته من غير أمرة مدح على ذلك1.
الخامسة: قوله: {إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} "ليس"2 هذا مما نهي عنه من تزكية النفس3، بل يذكر الإنسان ما فيه من الفضائل عند الحاجة. إذا لم "يقصد"4 التزكية، كما ورد عن جماعة من الصحابة5.
1 عن أنس رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب، ثم أخذها خالد بن الوليد من غيرة إمرة ففتح الله عليه...." الحديث.
رواه أحمد في مسنده "3/ 113، 118".
والبخاري في صحيحه في مواضع منها كتاب الجهاد والسير/ باب من تأمر في الحرب من غير إمرة إذا خاف العدو. انظر الفتح "208:6" ح "3063".
وقد وقعت غزوة موته سنة ثمان بين المسلمين والروم، انظر خبرها في سيرة ابن هشام "427:3- 447".
2 في المطبوعة: فليس.
3 ما ورد به النهي قوله تعالى: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ..} النجم آية: "32".
4 في "س": تقصد.
5 من ذلك ما ورد عن ابن مسعود "رضي الله عنه" أنه قال: والله الذي لا إله غيره ما نزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين أنزلت، ولا نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه".
رواه البخاري في صحيحه كتاب فضائل القرآن/ باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم "الفتح 663:8" ح "5002".
ومسلم في صحيحه/ كتاب فضائل الصحابة/ باب 22 من فضائل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه "1913:4" ح "2463". وإنما كان ذكر الإنسان شيئاً من فضائله حسناً بشرطه لأنه خرج مخرج الشكر، وتعريف المستفيد ما عند المفيد، كما ذكر هذا ابن الجوزي عن محمد بن القاسم، وذكر عن أبي يعلى أنه قال: في قصة يوسف دلالة على أنه يجوز للإنسان أن يصف نفسه بالفضل عند من لا يعرفه وأنه ليس من المحظور في قوله: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} - انظر زاد المسير "4: 245".
"قوله"1: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ} "أي"2 ارض مصر.
وقوله: {إِنِّي حَفِيظٌ} أي أحفظ ما وليتني عليه،:{عَلِيمٌ} بأمره وحسابه واستخراجه3.
فيه مسائل:
الأولى: قوله: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ} قيل: معنى ذلك "كما أنعمنا عليه بنعم الدين أنعمنا عليه بنعم الدنيا"5.
الثانية: أن ذلك تمكينه في أرض مصر يحل وينزل منها: "ما"6 أراد بعد ذلك الحبس والضيق.
[الثالثة: "تسمية الله"7 سبحانه "ذلك"8 رحمة في قوله: {نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ} 9] 10
1 في "س" وقوله.
2 في "س" يعني.
وانظر تفسير الطبري "13: 5" وتفسير البغوي "2: 433" وتفسير ابن كثير "4: 321".
3 ورد نحو هذا التفسير عن قتادة وابن إسحاق.
انظر تفسير الطبري "13: 5" وتفسير البغوي "2: 342".
4 الآية الأخيرة: مثبته في هامش "ض".
5 في "ب": "كما أنعمنا عليه بنعمه الدنيا" بإسقاط الباقي. وهذا القول لم أجده معزوا.
6 ساقطة من "ض".
7 في "ب": تسميته.
8 ساقطة من "ب".
9 قوله: {مَنْ نَشَاءُ} ساقط من "ب".
10 ما بين المعقوفتين ع ساقط من"ض".
وهذه من أشكل المسائل على أكثر الناس، بعضهم يظن أن هذا كله نقص أو مذموم وأن التجرد من المال مطلقاً هو الصواب، "وبعض"1 يظن أن "عطاء الدنيا"2 يدل على رضي الله "وكلاهما على غير الصواب"3، وذلك أن من أنعم الله عليه بولاية أو مال فجعلها طريقاً إلى طاعة الله فهو ممدوح، وهو أحد الرجلين "اللذين يغبطهما"4 المؤمن، وإن كان غير هذا فلا.
الرابعة:- أن هذه الأمور وإن جلت وصارت أعلى المراتب وأصعبها طريقاً فتحصيلها مردود إلى محض المشيئة لا إلى الأسباب.
الخامسة: رد هذه المسألة الجزئية إلى القاعدة الكلية وهى أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
السادسة: أن من عدم إضاعته "أنه5" يعجل في الدنيا بعضه لمن أراد الله كما قال تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ} 6.
السابعة: "أن"7 الأجر الثاني لمن أحسن "خير"8 من ملك يوسف وسليمان ابن داود.
الثامنة: قوله: {لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} "فالإيمان"9 يدخل فيه الدين كله. وأيضاً يدخل كله في التقوى، وأما إذا "قرن"10 "بينهما"11 كما هنا فالإيمان الأمور الباطنة والتقوى
1 في "ق" وبعضهم.
2 في "ب": عطاء الله الدنيا.
3 في "ب" وكلاهما يدل على غير الصواب.
4 في "س" و "ب" والمطبوعة: الذين يغبطهم. أ.هـ.
وهما الموسر المتصدق، والعام العامل المعلم، كما في الحديث "لا حسد إلا في اثنين رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكة في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمهما" - رواه البخاري في صحيحه في مواضع منها/ كتاب العلم/ باب الاغتباط في العلم والحكمة "انظر الفتح "1: 199" ح"73" ومسلم في صحيحه / كتاب صلاة المسافرين/ باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه "1: 559" ح"816".
5 في "ب" أن.
6 سورة النمل: آية "30".
7 ساقطة من المطبوعة.
8 في "س" مثبتة في الهامش.
9 في "ب" والإيمان.
10 في "ض" والمطبوعة: "فرق" ولعله تصحيف.
11 في "س" مثبته في الهامش.
الأمور الظاهرة. "وإن"1 قلت الإيمان فعل الواجبات والتقوى ترك المحرمات فقد أصبت2.
قيل: لما اطمأن يوسف في ملكه ومضت "السنين"4 المخصبة. ودخلت "السنين""الجدب"5 وأصاب الشام من القحط ما أصاب غيرهم، فأرسل يعقوب بنيه إلى مصر، وأمسك "بنيامين"6 عنده. فلما دخلوا عليه عرفهم. قيل "كان"7 بين دخولهم عليه "وإلقائه"8 في الجب أربعون سنه، فلذلك لم يعرفوه9. فقال10 أخبروني ما أمركم؟ فقالوا: نحن قوم من أرض كنعان جئنا نمتار طعاماً.
1 في المطبوعة: وإذا
2 أشار ابن تيمية رحمه الله إلى نحو هذا التفصيل في مواضع من الفتاوى وخصوصاً في كتاب الإيمان فانظر مثلا "7: 162، 169".
3 الآية في "ض" و "ب" إلى قوله: {قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ} .
4 في المطبوعة: السنون.
5 في المطبوعة: المجدبة.
6 في "ب": "ابن يامين" وهو خطأ.
7 في "س" مثبته في الهامش.
8 في "س": وبين إلقائه. وفي "ب": "إلقائه" بدون "و".
9 ذكره البغوي عن ابن عباس بدون إسناد.
انظر تفسير البغوي "2: 435".
10 في "ب""فقال لهم".
قال: كم أنتم؟ "قالوا"1: عشرة قال: أخبروني خبركم. قالوا "إنا"2 إخوة "بنو رجل"3 صديق، وإنا كنا "اثني عشر"4 فذهب "أخ له معنا"5 في البرية فهلك فيها، "وكان أحبنا إلى أبينا"6. "قال"7 "فإلى من سكن"8 أبوكم بعده؟ قالوا:"إلى"9 أخ لنا أصغر منه، فذلك قوله:{وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ} 10 يقال: جهزت القوم إذا هيأت لهم جهاز السفر11، وحمل لكل رجل منهم بعيرا، وقال ألا ترون أني أوف الكيل وأنا خير المنزلين"12.
1 في "ض": قال.
2 في "ب": نحن.
3 في "س": "بني رجل".
4 في "ض""اثنا".
5 في "ض": "معنا أخ لنا".
6 في المطبوعة "وكان احب إلى أبينا منا" وفي "ب""وكان أخينا من أبينا" والموافق للرواية والنسخ المخطوطة ما أثبته.
7 في المطبوعة "فقال" والموافق للرواية والنسخ ما أثبته.
8 في "س" والمطبوعة فإلى من يسكن. وفي "ض": "لمن سكن".
9 من هامش "س" وهو الموافق للرواية.
10 في "ض": {وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ} وما أثبته من "ض" و "ب" وهو أنسب، وموافق لما عند البغوي في تفسيره "435:2".
11 انظر المصباح المنير "1: 113"
ولسان العرب "5: 325" مادة: جهز.
12 أخرج نحو هذه القصة ابن جرير الطبري عن كل من السدي وابن إسحاق انظر تفسير الطبري "13: 7". والبغوي "2: 434".
"المضيفين"1.
قيل: "إنه"2 أحسن ضيافتهم ثم أوعدهم على ترك الإتيان بالأخ فقال: فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون"3.
وقوله: {..} ، والرحل "كل ما"4 يعد للرحيل "من"5 وعاء "للمتاع"6 ومركب للبعير وحلس7 "وغير ذلك"8.
قيل: مراده أنهم يعرفون "كرمه9" فيحملهم على العود10.
وقيل: خاف أن لا يكون عندهم ما يرجعون به11.
فيه مسائل:
الأولى: كون القحط عم البلاد لم يكن على مصر خاصة.
1 ساقطة من "ض"، "ب": وهذه الرواية. ذكرها البغوي وعزاها إلى مجاهد بدون إسناد "2: 435".
2 في "ب": لأنه.
3 ذكر هذا ابن الجوزي في تفسيره ولم يعزه لأحد. انظر زاد المسير "4: 248".
4 في "ب""كما".
5 ساقطة من "ض".
6 في "س" والمطبوعة "المتاع".
7 انظر زاد المسير "4: 249" والمصباح المنير "1: 222" مادة: رحل. والحلس: كساء يجعل على ظهر البعير تحت رحله. انظر المصباح المنير "1: 146" ولسان العرب "6: 54" مادة: حلس.
8 في "ب" لا غير ذلك. وهو تحريف.
9 في "ب""إكرامه".
10 ذكره البغوي في تفسيره "2: 435"، وابن الجوزي في زاد المسير "4: 350"، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن "9: 223".
11 حكاه البغوي عن الكلبي، وابن الجوزي عن أبي صالح عن ابن عباس.
انظر تفسير البغوي "2: 435" وزاد المسير "4: 249".
الثانية: إنكارهم إياه "ومعرفته لهم"1.
الثالثة: حيلته "عليه السلام"2 في التوصل إلى إتيان أخيه.
الرابعة: "كون"3- ما فعل "معهم"4 حثهم "به"5 على الإتيان به.
الخامسة: أن هذا "ليس"6 من تزكية النفس "المذموم"7.
السادسة: أن هذا ليس من المن "والأذى"8 المذموم9.
السابعة: "أن"10 قوله: {فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ} ليس من منع المضطر المذموم11.
الثامنة: ما صنع الله "له"12 من إذلالهم بين يديه، وذلك أنهم "وعدوه أنهم"13 يراودون "عنه"14 أباه "وأكدوا ذلك له"15 بالعزم على الفعل.
1 في "ض": ومعرفتهم له.
2 ساقطة من "ض" و "ب" والمطبوعة.
3 في "ض": كونه.
4 في "س": بهم.
5 ساقطة من "س" والمطبوعة.
6 ساقطة من "ض".
7 في "س" مثبتة في الهامش، وانظر هذه المسألة فيما سبق ص "353".
8 في "س" مثبتة في الهامش.
9 المذموم في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} الآية "264" من سورة البقرة، وغيره.
10 ساقطة من "س".
11 ومن أدلة ذم منع المضطر قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}
وانظر شيئاً من الكلام على هذا المبحث في الطرق الحكمية لابن القيم ص "260".
12 ساقطة من "ض".
13 في "س" مثبتة في الهامش، وكلمه "أنهم" مكرره في المطبوعة.
14 ساقطة من "ض"، و"س" والمطبوعة.
15 في "س" و"ب" وأكدوا له ذلك.
التاسعة: أمره "الفتيان أن يجعلوا البضاعة"1 في رحالهم2، والحكمة في ذلك أنهم إذا رجعوا إلى أهلهم "وفتحوا المتاع"3 ووجدوها ردت إليهم رجعوا.
فيه مسائل:
الأولى: أنهم وفوا ليوسف "بما وعدوه"4.
الثانية: أنهم ذكروا لأبيهم ما يقتضي الإجابة وهو منع الكيل.
الثالثة: أن هذا "يدل"5 "على"6 أنهم لاغناء "بهم"7 عن التردد إلى الميرة8.
1 في "ض" والمطبوعة "أمره بجعل الفتيان بضاعتهم في رحالهم". وفي "ب""أمره الفتيان بجعل بضاعتهم".
3 ساقطة من "ب".
4 في "ب": "ما وعدوه".
5 في المطبوعة: مما يدل.
6 في "س" مثبته في الهامش.
7 في المطبوعة: لهم.
8 "الميرة""بكسر الميم" الطعام يجلبه الإنسان. يقال: مار أهله يميرهم ميرا إذا جلب لهم الطعام. وهم يمتارون لأنفسهم، ويميرون غيرهم، فقوله:{وَنَمِيرُ أَهْلَنَا} أي نجلب لهم الميرة.
انظر المفردات للراغب "478" ولسان العرب "5: 188".
المصباح المنير "2: 587": مير. وانظر ما يأتي ص "365".
الرابعة:- أنهم وعدوه حفظه، وأكدوه بإن واللام.
الخامسة: "جوابه عليه السلام لهم"1، فيدل على قوله "عليه السلام"2:"لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"3.
السادسة: أن من "أساء"4 فعله ساء الظن فيه ولو لم يكن كذلك.
السابعة:- أنهم لما ذكروا له أنهم يحفظونه وأكدوا أجابهم بقوله: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً} .
الثامنة: أنه أجابهم أيضاً بكون الله أرحم الراحمين.
التاسعة: ذكرك للممنوع سبب منعك إياه.
العاشرة: أنه "فعلكم"5 كقوله: {قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} 6.
فيه مسائل:
الأولى: استعطاف "الممتنع"8 بالخصال التي توجب إجابته.
1 في "ب": جوابه لهم عليه السلام.
2 ساقطة من "ض" والمطبوعة. وفي "س" مثبته في الهامش.
3 رواه البخاري في صحيحه/ كتاب الأدب/ باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.
"انظر الفتح 10: 546" ح "6133". ومسلم في صحيحه/ كتاب الزهد/ باب "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين""2295:4" ح "2998".
4 في "ب" ساء.
5 في "س" فلعلكم: وهو خطأ من الناسخ.
6 سورة آل عمران آية: "165".
7 في "ض" والمطبوعة بعد قوله: {رُدَّتْ إِلَيْنَا} قال: إلى قوله: {اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} .
8 في "ب": للممتنع.
الثانية: أنهم لم يعلموا أنها ردت إليهم حتى وصلوا "إلى"1 أهلهم وفتحوا المتاع.
الثالثة: ذكرهم له حاجة الضعفاء والذرية إلى الكيل.
الرابعة: أنهم "يزدادون"2 حملا آخر على ما أتوا به.
الخامسة: ذكرهم الثناء على يوسف بأن الحمل عليه يسير لكرمه مع شدة حاجتنا إليه وغلاء ثمنه3.
السادسة: أنه عليه السلام لما ذكروا "له ذلك"4 رجع عن رأيه الأول ورأى إجابتهم.
السابعة: أنه شرط عليهم هذا الشرط الثقيل.
الثامنة: أنهم أعطوه إياه على ثقله.
التاسعة: أنهم لما "آتوه5" الموثق وعظهم "وأكده"6 عليهم بقوله: {اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} 7.
العاشرة: أن هذا يدل على أنهم في جوع "وضراء"8 عظيمة، وهم أكرم أهل الأرض على الله، وابتلاهم بذلك لا لهوانهم عليه.
1 ساقطة من "س".
2 في "ض": يزدادوا. وهو خطأ.
3 ذهب إلى نحو هذا القول الزجاج في معاني القرآن وإعرابه "119:3".
4 في "س": "ذلك له". وفي "ب": "إليهم ذلك".
5 في "ب" بزيادة أعطوه قبلها ولا وجه له.
6 في "ب": "وأكد".
7 في المطبوعة: {واللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} .
8 في "س": مثبتة في الهامش.
فيه مسائل:
الأولى: خوف عليهم من العين2.
الثانية: أمره لهم بالسبب الذي يمنع، ونهيهم عما قد يكون سبباً لوقوعها.
الثالثة: أنه مع فعل السبب تبرأ من الالتفات إليه.
الرابعة: أنه دلهم على عدم الالتفات إلى أبيهم3.
الخامسة: أنه دلهم على التوكل على الله.
السادسة: أنه "أخبرهم أنه توكل"4 عليه وحده لا شريك له، لا على "علمه"5 وفطنته ولا على السبب الذي أمرهم به.
السابعة6: أنه أخبرهم أن توكل المتوكلين "كلهم"7 "على الله فمن توكل"8 على غيره فليس منهم.
1 في "ض" و "ب" والمطبوعة بعد قوله: {مُتَفَرِّقَةٍ} قال: إلى قوله: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} .
2 وقد قال هذا القول ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك ومحمد بن كعب القرظي وهو قول جمهور المفسرين.- انظر تفسير الطبري "13: 13، 14" وتفسير ابن أبي حاتم "ص 244، 245" أثر "497- 499".
3 في "س" مثبتة في الهامش وفي المطبوعة: التهمه كما في "ق".
4 في "ب" وهامش "س": أخبرهم أن توكله.
5 في "س": عمله.
6 في "س""السا" بدون أخر الكلمة وهو سقط.
7 في "س" كله.
8 في "س": عليه لا شريك وفي "ب""عليه فمن توكل".
الثامنة: خبره "تبارك و"1 تعالى أنهم قبلوا وصية أبيهم وعملوا بها "فتفرقوا"2 على الأبواب لما أرادوا دخول البلد.
التاسعة: أن ذلك لا يغني عنه "من الله شيئاً"3 لا يريد بهم "شيئاً"4.
العاشرة: الاستثناء، وهو أن ذلك التعليم من الرجل الحكيم المصيب، وقبول المنصوح "وعمله"5 بالنصيحة التي هي سبب لو أراد الله أن العين تصيبهم أصابتهم ولو تفرقوا "على الأبواب"6 حظا للعباد على الاعتماد عليه لا على الأسباب.
الحادية عشرة: ثناؤه على يعقوب بأنه "ذو علم لما عملناه"، قيل: معناه "عامل بما علم"7، وهو يدل على أن العلم الذي لا يثمر العمل لا يسمى علماً.
الثانية عشرة: ذكره أن أكثر الناس لا يعلمون.
قيل إنه قال لهم "ليصر"9 كل اثنين جميعا10. فبقي "أخوه"11 وحده فآواه
1 ساقطة من "ض" و "ب" والمطبوعة.
2 في "ب": وتفرقوا.
3 في "ض" و"س" والمطبوعة: "شيئا من الله".
4 ساقطة من "ض".
5 في "ب" مصححة في الهامش.
6 في "س" مثبتة في الهامش.
7 في "ض" والمطبوعة: عامل بما علمه وفي "ب": عاقل بما علمه وهو تصحيف وهذا القول أخرجه الطبري عن قتادة. وذكره البغوي وابن كثير عن الثوري وروى الطبري عن الثوري أنه قال: من لا يعمل بما يعلم لا يكون عالما.
انظر تفسير الطبري "13: 15" وتفسير البغوي "2: 438" وتفسير ابن كثير "4: 324".
8 في "ض" و"ب" بعد قوله أخاه: الآية. وليس في المطبوعة. وفي "س": ما أثبته.
9 في المطبوعة: "يصير" وفي النسخ المخطوطة "ليصير" والصواب ما أثبته.
10 ذكر نحوا من هذا الطبري في تفسيره "15:13" عن السدي وابن إسحاق.
11 في المطبوعة وجميع النسخ المخطوطة: "أخاه".
إليه.
"فقال"1 له: {إِنِّي أَنَا أَخُوكَ} .
قيل: إنه أخبره الخبر2.
وقيل: المراد أخوة المحبة3.
"وقوله"4: {مَا نَبْغِي} 5. قيل أي شيء نريد وقد ردت بضاعتنا6.
و"قوله"7: أي "نأتي"8 لهم بالطعام، يقال مار أهله "إذا"9 أتاهم بطعام10.
1 في "س": "وقال".
2 أخرجه الطبري في تفسيره "13: 15" وابن أبى حاتم في تفسيره ص "250" أثر "512" عن ابن إسحاق وزاد ابن الجوزي نسبته إلى ابن عباس- انظر زاد المسير "4: 255". وهذا القول هو الأظهر.
3 أخرجه الطبري في تفسيره "15:13" عن وهب بن منبه.
4 في "ب": "قوله".
5 في "ب": قوله: {مَا نَبْغِي هَذِه} .
6 أخرج الطبري في تفسيره "13: 12" نحوا من هذا عن قتادة. وكذا أخرجه عنه ابن أبي حاتم في تفسيره "ص 240" اشر "483".
ونحوه قال الزجاج في معاني القرآن "2: 118" والبغوي في تفسيره "3: 436".
7 ساقطة من "ض" و "ب" والمطبوعة.
8 في "ض": "نات".
9 في "س": "أي".
10 في "ب": "بالطعام".
وانظر ما تقدم ص "360" هامش: "8".
"وقوله"1 {إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ} أي يأتيكم أمر يهلككم "كلكم"2.
فيه مسائل:
الأولى: كونه عليه السلام احتال بهذه الحيلة، ولا حجة في هذا لأهل الحيل الربوية4، لأن ذلك مما أذن الله فيه ليوسف عليه السلام5 وإلا لو "يفعل ذلك"6 "الآن رجل"7 مع
أبيه وإخوته حرم إجماعا.
1 في "ض" و "ب" والمطبوعة: "قوله".
2 ساقطة من "س".
3 قال في "ض" و "ب" والمطبوعة بعد قوله: {فِي رَحْلِ أَخِيهِ} : إلى قوله: {وْكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} .
4 الحيلة:، أن يقصد المرء سقوط الواجب أوحل الحرام بفعل لم يقصد به ما جعل ذلك الفعل له أو ما شرع
…
قاله شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى "17:6".
5 وأما الحيل الربوية فهي مخادعة لله تعالى، وانتهاك لحرماته، وتعد لحدوده وما زجر عنه.- وانظر الكلام على إبطال الحيل عند شيخ الإسلام ابن تيميه في كتابه "إقامة الدليل على إبطال التحليل" ضمن الفتاوى الكبرى "6: 5-392".
وضمنه الكلام على وجه فعل يوسف عليه السلام هذا من ص "125" إلى ص "133"
وابن القيم في إعلام الموقعين من "3: 159" إلى "47:4" وضمنه الكلام على وجه
فعل يوسف من ص "216" إلى ص "222"
وخلاصه ما ذكروه في فعل يوسف هذا أنه لا يخلو من أمرين:
1-
أنه كان بأمر الله.
2-
أنه كان برضى أخيه، ورغبته البقاء عنده عندما علم أنه أخوه. وانظر ما يأتي ص "373".
6 في "س": "لو يفعله".
7 في "ب": "رجل الآن".
الثانية: قوله: {ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ} 1 "أي"2 المنادى بصوت رفيع
يسمى "مؤذنا"3 "وقوله"4: {إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} قيل: فيه جواز المعاريض "إن"5 أراد بذلك أنهم سرقوه من أبيه فإنه لم يقل: سرقتم الصواع6.
1 في "ب" وهامش "س": {ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُون} .
2 ساقطة من المطبوعة.
3 في "ض" و "ب""مؤذن".
وانظر هذا المعنى عند الطبري في تفسيره "17:13" والراغب في المفردات"14" والدامغاني في إصلاح
الوجوه والنظائر "26" ولسان العرب"12: 9" مادة: أذن.
4 ساقطة من "ب" والمطبوعة.
5 ساقطة من "ب".
6 قوله فيه جواز المعاريض: التعريض: خلاف التصريح.
والمعاريض: التورية عن الشيء بالشيء
وعرفها شيخ الإسلام بقوله: المعاريض وهي أن يتكلم الرجل بكلام جائز يقصد به معنى صحيحا، ويتوهم غيره أنه قصد به معنى آخر
…
".
وهي جائزة ما لم تكن في إبطال حق أو إحقاق باطل.
وخصها بعضهم بوقت الحاجة أو الضرورة إليها.
انظر الصحاح للجوهري "3: 1087" مادة: عرض.
والفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام "6: 0 2 1" ولسان العرب "7: 83 1" مادة عرض، وفتح الباري
"10: 610".
وكون المراد بقوله: {إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} أي سرقتم يوسف من أبيه ذكره البغوي، في تفسيره "439:2" وابن العربي في أحكام القرآن "095:3 1" والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن "9: 231".
الثالثة: قوله: {وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ} فيه جواز "بذل"1 الأجرة لمن جاء بالسرقة2.
"قوله"3: {وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ} استدل به على صحة الضمان4 ولزومه، "وهي"5 الرابعة.
الخامسة:- "قوله":6 {تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ} . فيه جواز الحلف على مثل هذا
مع أن العلم في القلب، "لكن بعض ما في القلب يعرف بالقرائن"7.
أي: ما جئنا "لهذا"8، وما هذا "بفعل لنا"9، "ولا يصلح منا"10، "ولسنا أهلا له"11.
1 في "ض" و "ب": نيل.
2 وذلك على سبيل الجعالة. وممن ذكر أنها في الجعاله الكيا الهراسي في أحكام القرآن "233:4" وابن العربي في أحكام القرآن "3: 96 0 1" وغيرهما.
3 ساقطة من "س".
4 عرفه ابن رشد في المقدمات الممهدات "373:2- 3 0 4" بقوله: الضمان هو التزام القيام بالشيء والاستطلاع به. واستدل على مشروعيته بهذه الآية.
وعرف ابن قدامة في المغنى "4: 590" بقوله: هو ضم ذمة الضامن إلى ذمة المضمون عنه في التزام الحق، فيثبت في ذمتهما جميعا، ولصاحب الحق مطالبة من شاء منهما. واستدل على مشروعيته بهذه الآية أيضاً.
وانظر الاستدلال بهذه الآية أيضاً على صحة الضمان ولزومه في أحكام القرآن لابن العربي "3: 1095".
5 في "ب": "هى".
6 في "س": قولهم. وفي "ب" قوله تعالى: {لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا..} .
7 في "س": لكن يعرف بعض ما في القلوب بالقرائن.
8 في المطبوعة: بهذا.
9 في "ض" و "ب" والمطبوعة: "بفعلنا".
10 في "ض": وما يصلح.
11 في "ض" و "س""ولمسا أهل له"، وفي "ب""ولسنا أهله".
السادسة: "أن"1 السرقة ونحوها من الفساد في الأرض.
"وقوله"2: {قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ} قيل: "كان"3 في شرعهم استعباد السارق هو لهم كالقطع في شرعنا4 فلهذا {قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ} "5.
السابعة: "بداءته"6 بأوعيتهم "قبل وعاء أخيه"7 "إبعادا عن تهمته"8 وذلك من كيد الله له9.
الثامنة: قوله: {مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ} أي "حكمه"10 علي السارق غير ذلك11، ولكن
الله دبر ما جرى نصرة ليوسف، لأنهم ظلموه، فكاد له، كما كادوا أباهم.
التاسعة: قوله: {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّه} أي ما جرى على ألسنتهم من ذلك لقول الذي حكموا به على أنفسهم، فأخذه بفتياهم وذلك من مشيئة الله.
1 ساقطة من "ب".
2 في "ض" و "ب": قوله.
3 ساقطة من "ض" و "ب".
4 أخرجه الطبري عن السدي وابن زيد وابن إسحاق ومعمر وهو قول جماهير المفسرين أنظر معاني القرآن للفراء "2: 53،54" وتفسير الطبري "13: 22، 26"وتفسير البغوي "2: 440" وزاد المسير لابن الجوزي "4: 360" والجامع لأحكام القرآن للقرطبي
"9:234".
5 في "س"مثبته في الهامش.
6 في "ض""بداته" وفى "س""بدؤته".
7 ساقطة من "ض" والمطبوعة.
8 في "ب""ابعاد من تهمته".
9 هذه المسألة وما بعدها إلى نهاية المسألة الثالثة عشرة مستنبطه من قوله تعالى: {فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} .
10 في "ب""حكم".
11 نحو هذا التفسير مروي عن قتادة والضحاك ومحمد بن كعب القرظي وابن زيد وذكره ابن الجوزي عن ابن عباس بدون إسناد.
انظر تفسير الطبري "13: 25، 26" وتفسير ابن أبي حاتم "ص266،267" أثر "554، 555".
العاشرة: كونه يسبحانه "فاوت"1 بين عباده "تفاوتا عظيما"2، حتى الأنبياء "رفع"3 بعضهم فوق "بعض"4 درجات5.
الحادية عشرة: التنبيه "على"6 أن ذلك لا يكون إلا بمشيئة "الله"7.
الثانية عشرة: أن رفع الدرجات الذي ينافس "فيه"8 هو رفعها بالعلم.
الثالثة عشرة: أنه ذكر أن "فوق كل ذي علم عالم أعلم منه"9 حتى "ينتهي"10 العلم إلى الله.
{قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ
1 في "س": جعل.
2 في "ض": تفاوت عظيم.
3 في المطبوعة: "ورفع" كما في "ق".
4 في المطبوعة: بعضهم.
5 قال تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَات
…
} الآية "253" سورة البقرة.
6 ساقطة من "ب" وفى "ض" مثبتة في الهامش.
7 في "س" مثبتة في الهامش.
8 في "س": فيها.
9 في "س" والمطبوعة: كل عالم فوقه أعلم منه.
وفي "ض" كما أثبته مع زيادة "عليم منه" بعدها ولا وجه لها. والله أعلم
وفي "ب""فوق كل عالم أعلم منه".
10 في "س": يصل.
يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَاناً وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ} 1.
وفيه مسائل:
الأولى: إبطال قياس "الشبه"2.
1 في "ض" بعد قوله {فِي نَفْسِهِ} قال: إلى قوله: {تَصِفُونَ} .
وفي "ب" قال: إلى قوله: {إِنَّا إِذاً لَظَالِمُونَ} .
2 في "ض" مثبته في الهامش.
وقد اختلف العلماء في حد قياس الشبه، وفي الاحتجاج به، إذ هو من أصعب مسالك العلة، كما صرح به الأصوليون فذكر ابن قدامة له تعريفين:
أحدهما: أن يتردد الفرع بين أصلين، حاظر ومبيح، ويكون شبهه أحدهما أكثر.
الثاني: الجمع بين الأصل والفرع بوصف يوهم استعماله على حكمة الحكم من جلب المصلحة أو دفع المفسدة.
ويقرب من التعريف الثاني قول من قال: إنه ما يوهم المناسبة من غير اطلاع عليها.
وقيل في حده غير ذلك من التعريفات. وغالبها يرجع إلى أن الوصف في قياس الشبه مرتية بين الطردى والمناسب.
- وقد اختلف في الاحتجاج به:
فأكثر الفقهاء والأصوليين على الاحتجاج به، فنقل الغزالى في "المنخول" قبوله عن أبى حنيفة ومالك والشافعي.
وعن الإمام أحمد فيه روايتان.
وممن قال بإبطاله العلامة ابن القيم، وقال: إن الله لم يحكه إلا عن المبطلين، ومثل له بأمثلة منها: قوله عن إخوة يوسف: {إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ} وحاصل ما ذكره ابن القيم هنا: أن الإخوة زعموا أن أخا بنيامين سرق من قبل فهو كذلك، فلم يجمعوا بين الفرع والأصل بعله، ولا دليلها، سوى الأخوة، وهذا هو الجمع بالشبه الفارغ، والقياس بالصورة المجردة، إذ الأخوة ليست مقتضية للتساوي في السرقة، لو كانت حقا..=
الثانية: أن تعيير غيرك بذنب قد فعلت أكبر منه غير صواب، كما في قوله:{يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ....} الآية1
الثالثة: كون المظلوم المرمي "بشيء خفي"2 يتعزى بعلم الله "تعالى"3 {قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذاً لَظَالِمُونَ} 4.
فيه مسائل5:
الأولى: بيان مبالغتهم في حفظ "أخيهم"6.
الثانية: جواب يوسف يدل على أن السرقة تثبت بوجود المسروق عند الرجل7.
1 قال تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} الآية "217" من سورة البقرة.
2 ساقطة من "ض".
3 مثبته في "ض" والمطبوعة.
4 قال في "ض" والمطبوعة بعد قوله: {فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ} إلى قوله: {إِنَّا إِذاً لَظَالِمُون} .
5 ما بين المعقوفتين من "الأولى" إلى نهاية قوله "فيه مسائل" ساقط من "ب".
6 في "ض" و "س": أخاهم. وفى "ب": أخيه.
7 انظر ما يأتي ص "375".
الثالثة: أن من وجب عليه الحد لو بذل "غيره"1 نفسه عنه لم يحل2.
الرابعة: "أن الرجل"3 يثبت أنه ظالم "ولو"4 بفعلة واحدة.
الخامسة: أنهم عرفوا "منه"5 "عليه السلام"6 من العدل والإحسان "ما فهموا"7 أنه من المحسنين.
السادسة: استشفاعك، على غيرك بما فيه من الخصال الحميدة.
السابعة: المعاريض فإنه عليه السلام لم يقل إنه سارق8.
الثامنة: إبطال استدلال أهل الحيل المحرمة فإن هذا يدل على أنه "إنما أخذه برضا"9 أو بوحي خاص10.
1 في "س"و "ب": غير
2 قال ابن قدامة: وهو قول أكثر أهل العلم. وحكاه ابن المنذر والقرطبي إجماعاً، انظر المسألة في كتاب الأم للشافعي "230:3"
والإشراف على مذاهب أهل العلم لابن المنذر "1: 124" والإجماع لابن المنذر "144" والمبسوط للسرخسي "2: 102" والمنتقى للباجى "84:6" والمغنى
لابن قدامة "616:4" والجامع لأحكام القرآن للقرطيى "9: 240".
3 ساقطة من "ض" و "ب".
4 ساقطة من "ض" و "ب" والمطبوعة.
5 في المطبوعة: فيه.
6 ساقطة من "ض" و "ب" والمطبوعة.
7 في "ب" فهو.
8 انظر ما تقدم ص "367".
9 في "ض" و "س""إنما أخذه إلا برضاه".
وفي "ب""ما أخذه إلا برضاه" والتصحيح من "ق".
10 انظر ما تقدم ص "366".
التاسعة: أن المظلوم يجوز له أن يعامل من ظلمه بما لا يحلى أن يعامل به غيره1.
العاشر: "أن هذا"2 يدل على "أن"3 أهل مصر لم يعرفوا "يعقوب"4 معرفة تامة5.
1 وجه استنباط هذه المسألة أن يوسف عليه السلام قد عامل إخوانه بما لا يحل أن يعامل به غيرهم من وضعه الصواع في رحل أخيه واستبقائه عنده وفى ذلك نكاية بهم.
وهذه المسألة من حيث هي لها ما يؤيدها كقوله تعالى: {لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} النساء "149" وانظر تفسيرها عند الطبري "16: 1- 4" وابن كثير "2: 394- 396" وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} الشورى وانظر تفسيرها عند الطبري "25: 37، 38" وابن كثير "197:7- 200".
2 في "س" مثبتة في الهامش.
3 ساقطة من "ب".
4 ساقطة من "ب".
5 وهذا مستنبط من قولهم كما أخبر الله عنهم {يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً} .
6 في "ض" والمطبوعة بعد قوله: {مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ} قال: إلى قوله: {إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} وقال في "ب" إلى قوله: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً} الآية.
فيه مسائل:
الأولى: أنهم بالغوا حتى استيأسوا منه.
الثانية: ثقل الأمر عليهم كما فعل كبيرهم.
الثالثة: أنه ذكر أنه على هذه الحال "إلى أن يأذن له أبوه"1 "أو يحكم"2 الله له فإنه سبحانه يحكم لك أو عليك.
الرابعة: رد هذه المسألة الجزئية إلى القاعدة الكلية، وهى معرفة أن الله "أحكم"3 الحاكمين4.
الخامسة: الشهادة على الرجل بالسرقة إذا وجد المسروق عنده5.
السادسة: أن هذه شهادة "بعلم"6 مع كونهم ما علموا إلا القرينة7.
1 في "س": إلا إن أذن له أبيه. وفي "ب": إلى أن أذن له أبوه.
2 في "ب": "أو حكم".
3 في "ب": "هو خير".
4 المراد بهذه المسألة الجزئية المسألة الثالثة، وهى بقاء كبيرهم حتى يأذن له أبوه أو يحكم الله له.
5 وذلك- كما قال ابن القيم في الطرق الحكمية اعتمادا على القرينة الظاهرة في شأن المتهم، قال رحمه الله: ولم يزل الأئمة والخلفاء يحكمون بالقطع إذا وجد المال المسروق مع المتهم، وهذه القرينة أقوى من البينة والإقرار.
قلت: وهذا في شأن المتهم بالسرقة، وهو- والله أعلم- ما لم يدفع القرينة بأقوى منها فينظر.
وقد وافق الشيخ محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله في استنباطه هنا العلامة السعدي في تفسيره.
انظر الطرق الحكميه لابن القيم "6،7" واعلام الموقعين له أيضاً "3: 220 221" وتفسير السعدي "4: 73".
6 في هامش "س": تعلم.
7 هذه مستنبطة من قوله تعالى: {وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا}
وانظر نحوا من هذا عند القرطبي في الجامع لأحكام القرآن "245:9".
وقد استنبط نحوا منه السعدي في تفسيره تيسير الكريم المنان "4: 80".
السابعة: الاعتذار بعدم علم الغيب.
الثامنة: الرجوع إلى الجيران وأهل الخبرة في الأمور الخفية.
التاسعة: "تسمية"1 المدينة قرية2.
العاشرة: اتهام المتهمين كما ذكر النعمان بن بشير3.
1 في المطبوعة: تسميته.
2 ويدل على هذا أيضاً قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ} الآية: "13" سورة: محمد صلى الله عليه وسلم وانظر لسان العرب "177:15" مادة: قرأ.
3 هو الصحابي ابن الصحابي والأمير العالم النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبه بن زيد الأنصاري الخزرجي. يكنى "أبا عبد الله" ويقال: "أبو محمد" وهو ابن أخت عبد الله بن رواحه رضي الله عنه.
ولد بعد الهجرة بأربعة عشر شهرا.
ولي الكوفة لمعاوية مدة، ثم ولي قضاء دمشق، ثم ولي إمرة حمص.
وكان كريما، جوادا، شاعرا، فصيحا.
قتل رضي الله عنه في ذي الحجة سنة أربع وستين من الهجرة.
انظر ترجمته في الطبقات الكبرى لابن سعد "53:6" وأسد الغابة "23:5"
وسير أعلام النبلاء "3: 1 41" والإصابة "6: 240"
ولعل الشيخ يعنى بما ذكر النعمان ما رواه من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام...." الحديث.
رواه البخاري في صحيحه في مواضع منها/ كتاب الإيمان/ باب فضل من استبرأ لدينه انظر الفتح "153:1" ح "52".
ومسلم في صحيحه/كتاب المساقاة/ باب أخذ الحلال وترك الحرام "3: 1219" ح
"1599" ووجه هذا الاستنباط- والله أعلم- أن من مفهوم الحديث أن من لم
يتق الشبهات لم يستبرىء لدينه من النقص وعرضه من الطعن. فلما سبق
من أخوه يوسف في شأنه ما سبق اتهمهم أبوهم هنا.
قال ابن حجر "رحمه الله" في شرح قوله "استبرأ": أي برأ دينه من النقص وعرضه من الطعن فيه، لأن من لم يعرف باجتناب الشبهات لم يسلم لقول من يطعن فيه.
وفيه دليل على أن من لم يتوق الشبهة في كسبه ومعاشه فقد عرض نفسه للطعن فيه.
وفى هذا إشارة إلى المحافظة على أمور الدين ومراعاة المروءة.
انظر فتح الباري "155:1".
الحادية عشرة: لتعزي بالعزم على الصبر الجميل عند "توالي"1 المصائب.
الثانية عشرة: الرجوع إلى الله في تفريج "الكرب"2.
الثالثة عشرة: رد هذه المسألة الجزئية3 إلى القاعدة الكلية "وهي قوله:"4 {إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}
فيه مسائل:
الأولى:- التولي عن مثل هؤلاء كما قال "تعالى:"6 {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ} 7.
1 في "ب": التوالي.
2 في"س": الكربات.
3 المراد بالمسألة الجزئية هنا: الرجوع إلى الله ورجاؤه أن يأتيه بابنيه جميعا.
4 في "س" و "ب": لقوله.
5 قال في "ض" بعد قوله: {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} إلى قوله: {وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} .
وقال في "ب" بعد قوله: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} : إلى قوله: {وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} .
6 ساقطة من المطبوعة.
7 الصافات آية "174" وهي في "ب" فتولى عنهم وقال: {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} .
"الثانية: قوله: {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} أن الكلام"1 إذا لم يكن فيه جزع "لم يناف"2 الشكوى3.
الثالثة: ذكر الله تعالى كبر مصيبته أنه ابيضت عينا، من البكاء، وابتلى "سنين"4 كثيرة.
الرابعة: العبرة "فيما ذكر"5 كما قال الحسن6. لقد ابتلى "بهذا تلك
1 في "س": "وقوله: {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} الثانية: أن الكلام".
ومن "الثانية"إلى قوله "يوسف" ساقط من "ب".
2 في "ض" و "س" و "ب""لم ينافي". وهو خطأ.
3 المراد- والله أعلم- أن الكلام بذكر المصيبة إذا لم يكن فيه جزع وتسخط لا ينافي الشكوى إلى الله فقول يعقوب عليه السلام: {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} لا ينافى قوله: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} وإنما هو من قبيل الإخبار بالحال من غير شكوى للبشر.
وقد وجه ابن الجوزي قوله يعقوب: {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} بتوجيهين:-
أحدهما: أنه شكا إلى الله لامنه.
الثاني: أنه أراد به الدعاء، فالمعنى: يا رب ارحم أسفي على يوسف.
انظر زاد المسير "4: 270" ومجموع الفتاوى "10: 184" وانظر ما يأتي من كلام
الشيخ ص"380".
4 في "ض": والمطبوعة: "بسنين".
5 في "س": فيما ذكر الله.
6 هو الحسن بن يساز، أبو سعيد، الأنصاري، مولاهم. البصري. التابعي.
كانت أمه مولاة لأم المؤمنين أم سلمه رضى الله عنها.
ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر رضي الله عنه، وشهد يوم الدار وله أربع عشرة سنة قال ابن سعد: وكان الحسن جامعاً، عالماً، عالياً، رفيعاً، فقينهاً، ثقةً، مأموناً، عابداً، ناسكاً، كثير العلم، فصيحاً، جميلاً، وسيماً.
وقال ابن حجر في التقريب: ثقة فقيه فاضل مشهور وكان يرسل كثيراً ويدلس توفي رحمه الله في رجب سنة "عشر ومائة" من الهجرة، عن نحو من "ثمان وثمانين" سنة.
انظر ترجمته في الطبقات الكبرى لابن سعد "7: 56 1" وسير أعلام النبلاء "4: 563" وتقريب التهذيب ص160 ترجمة رقم "1227".
المدة الطويلة"1 وإنه لأكرم أهل الأرض على الله2.
الخامسة: تسمية البكاء3 "حزنا"4 لأنه نشأ عنه5.
السادسة: وصفه بأنه كظيم، أي أنه كاظم "لحرارة"6 المصيبة "لا يشكو"7.
السابعة: معاتبتهم له على الحزن مع "مصيبة"8 طال "العهد"9 بها.
1 في "س": "بهذه تلك المدة الطويلة". وفى المطبوعة: "بهذه المدة الطويلة".
2 أخرج عبد الله بن الإمام أحمد نحوه عن الحسن في زوائد الزهد بلفظ: بكى يعقوب على يوسف ثمانين سنه وكان أكرم أهل الأرض يومئذ على الله.
وأخرجه الطبري عنه بلفظ: والله ما على الأرض يومئذ خليقه أكرم على الله من يعقوب "صلى الله عليه وسلم".
وأورده السيوطي في الدر المنثور، وزاد نسبة تخريجه إلى أبي الشيخ.
أنظر الزهد للإمام أحمد "107"وتفسير ابن جرير الطبري "13: 48".
والدر المنثور "13: 568".
3 كلمه "البكاء"مكرره في "ض".
4 في "ض": حزن. وهو خطأ.
5 ذكر نحوا من هذا ابن عطية والقرطبي وأبو حيان.
وذكر ابن الجوزي عن ابن عباس- بدون إسناد- أنه قال: من الحزن: أي من البكاء.
انظر المحرر الوجيز لابن عطية "9: 358" وزاد المسير "4: 271" والجامع لأحكام القرآن "9: 248" وتفسير البحر المحيط "5: 335".
6 في "س": الحرارة.
7 في"س": لا شكوى.
8 في "ب": مصيبته.
9 في "س": الهد وهو سقط من الناسخ.
الثامنة: "جوابه لهم عليه السلام"1، وهو يدل على أن الشكوى إلى الله لا تنافي الصبر بل هي ممدوحة كما ذكر عن أيوب2.
التاسعة: أخبار الرجل بنيته الصالحة إذا احتاج "أو انتفع"3 السامع ولا "محذور"4 في ذلك.
العاشرة.: قوله: {وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} كيف صار هذا جواباً لهم!
الحادية عشرة: قيل معناه: أعلم من صفات الله ورحمته ولطفه ما لا تعلمون5.
وقيل: إن يوسف لم يمت6.
1 في "س": جوابه لهم عليه السلام على الكلام. وقوله: "عليه السلام" مثبت في الهامش.
2 في "ض" و "س" و "ب" قال بعد قوله: كما ذكر عن أيوب: وهي المسألة الثامنة.
ولا داعي لهذا القول فلم أثبته.
والمراد بما ذكر عن أيوب ما في قوله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ} . سورة الأنبياء "84-83".
وقوله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ
…
}
سورة ص."44-41"
3 في "س" و "ب" وانتفع.
4 في "س" في الهامش.
5 ذكر ابن الجوزى نحو هذا عن عطاء - بدون إسناد- وكذا ذكره القرطبي عن قتادة.
والذي أسنده الطبري عن قتادة أنه قال: ذكر لنا أن نبي الله يعقوب لم ينزل به بلاء قط إلا أتى حسن ظنه بالله من ورائه.
وقد قال بنحو ما ذكره الشيخ الزمخشري وأبو السعود.
انظر تفسير الطبري "13: 46" والكشاف للزمخشري "272:2" وزاد المسير "275:5" والجامع لأحكام القرآن "9: 251" وتفسير أبي السعود "302:4".
6 ذكره ابن الجوزي عن ابن السائب- بدون إسناد.
وبه قال البغوي.
انظر تفسير البغوي "2: 445" وزاد المسير "275:4".
الثانية عشرة: أن هذا في "مثل"1 هذا المقام ليس من الفخر، كما قال "صلى الله عليه وسلم":"أنا سيد ولد آدم ولا فخر"2.
فيه مسائل:-
الأولى: أمره لهم بالتحسس عن يوسف مع استبعادهم ذلك.
والتحسس "هو"4: البحث والطلب5.
الثانية: نهيهم عن اليأس من روح الله.
الثالثة: وهي العظيمة، أنه قد يقع اليأس من روح الله في مثل هذه القضية.
الرابعة: "إخباره لهم"6 بقدر هذا الذنب "بأنه"7 لا يصدر من مسلم بل لا يكون إلا من كافر. "وروح الله""رحمة الله"8.
1 ساقطة من "ب".
2 أخرجه بنصه ابن ماجة في سننه/ كتاب الزهد/ باب ذكر الشفاعة "1440:2" ح "4308" من حديث أبي سعيد.
وكذا أخرجه أحمد في مسنده "2:3" والترمذي في جامعه: كتاب التفسير /باب "18" ومن سورة بني إسرائيل "308:5" ح "3148".
كلاهما من حديث، أبي سعيد أيضاً بلفظ: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر واخرج البخاري في صحيحه /كتاب أحاديث الأنبياء/ باب قول الله عز وجل {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ} - انظر الفتح "428:6" ح "3340".
ومسلم في صحيحه/ كتاب الإيمان/ باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها "1: 184" ح "194"، كلأهما نحوه من حديث أبى هريرة بلفظ:"أنا سيد الناس يوم القيامة".
3 الآية في "س" والمطبوعة إلى قوله: {مِنْ يُوسُفَ} الآية.
وفي "ب" إلى قوله: {وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} الآية.
4 ساقطة من "ض" و "ب" والمطبوعة.
5 انظر تفسير البغوي "6: 38" ولسان العرب "6: 50" مادة: حسس.
6 في "ض" و "ب" المطبوعة "إخبارهم".
7 في "ب": أنه.
8 في "ب": رحمته.
فيه مسائل:
الأولى: قولهم: {مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرّ} أن الإخبار بالحال من غير "شكوى"2 لا يذم.
الثانية: ما ابتلى الله "به"3 أهل هذا البيت من الجوع المضروهم أكرم أهل الأرض على الله4.
الثالثة: ذكرهم قدر السلعة التي معهم أنها ناقصة "ردية"5 وليس هذا من ازدراء النعمة المذموم6
الرابعة: سؤالهم عند الحاجة، فيدل على أن مثل هذا السؤال في مثل هذه الحال لا يذم.
1 في "ض"و "ب" والمطبوعة بعد قوله: {مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرّ} إلى قوله: {وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ} .
2 في "س": شكوة.
3 ساقطة من "ض".
4 انظر قول الحسن فيما سبق ص "379".
5 في المطبوعة: رديئه. و "وردية": فصيحة.
6 مما ورد في ذم ازدراء النعمة قوله صلى الله عليه وسلم: "انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله" رواه مسلم في صحيحه/ كتاب الزهد والرقائق "2275:4" ح "2963".
الخامسة: سؤالهم الصدقة، فيدل على أنها غير محرمة عليهم1.
السادسة.: رد هذه المسألة الجزئية2 إلى القاعدة الكلية وهي السابعة: {إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ} .
الثامنة: قوله: {قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ..} 3 الآية يدل على أن مثل هذا التقريع ليس بمذموم.
التاسعة: أنه "عليه السلام" ذكر في التقريع "ما يهونه"4 عليهم5.
العاشرة: استثباتهم أنه يوسف مع رؤيتهم له وذلك لاستبعادهم ذلك.
الحادية عشرة: قوله: {أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي} يدل على أنهم فعلوا مع أخيه ما لا يحسن.
قوله: {قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا} إسناد النعمة إلى مسديها في مثل هذا الموطن وهي الثانية عشرة.
الثالثة عشرة: رد هذه المسألة الجزئية6 إلى القاعدة الكلية وهي قوله: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} .
1 وهذا ظاهر النص القرآني، وبه قال سفيان بن عيينة، وهو اختيار الطبري والله أعلم. انظر تفسير الطبري "13: 53، 54".
2 المسألة الجزئية هنا هي طلبهم أن يتصدق عليهم خصوما طلبا لثواب الله.
لأن الله يجزى المتصدقين عموما، وهي الكلية.
3 في "ب": {هَلْ عَلِمْتُمْ} الآية.
وقوله: {مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ} في "س"مثبت في الهامش.
4 في المطبوعة: ما يهون.
5 وهو قوله: {إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ} .
6 المسألة الجزئية هي: أن الله تعالى من عليهما بالتقوى والصبر.
الرابعة عشرة: الجمع بين التقوى والإيمان "ومعرفة الفرق بينهما"1.
الخامسة عشرة: "أن"2 من جمع بينهما فهو من "المحسنين"3.
السادسة عشرة: "قولهم"4: {تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا} "الآية"5 "اقروا باثنتين"6: بفعل الله مع يوسف، وفعلهم مع أنفسهم.
السابعة عشرة: "انتصار"7 الله له هذا الانتصار العظيم.
الثامنة عشرة: إذلاله إياهم8 هذا الإذلال العجيب.
التاسعة "عشرة"9: قوله: {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ} أي لا تعيير عليكم، يعنى أنى عفوت "عنكم"10، ومن عفوي11 أني لا أذكر لكم "ذ نبكم"12 بعد اليوم.
1 في المطبوعة وهامش "ض""ومعرفة الإيمان ومعرفة الغرق بينهما".
وانظر في الفرق بينهما ما تقدم ص "356،355".
2 في "س": أنه.
3 في "س": الحسنين. وهو خطأ من الناسخ.
4 في "ض" و"ب" والمطبوعة: قوله.
5 في "س"مثبته في الهامش.
6 ساقطة من "ض" و "ب".
والاثنتان كما ذكر الشيخ هما:
1-
إيثار الله يوسف عليهم، كما في قولهم:{لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا}
2-
خطؤهم، كما في قولهم:{وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ} .
7 في "ب": "انتصاره".
8 أي إذلال الله إياهم.
9 ساقطة من "س".
10 ساقطة من "ض" و "ب" والمطبوعة.
11 في "ب" بزيادة "عفى" قبل عفوي ولا معني لها.
12 في "ب" مصححة في الهامش.
العشرون: استغفاره لهم، "لما غفر"1 "لهم"2 حقه سأل الله لهم المغفرة.
الحادية والعشرون: رد هذه المسألة الجزئية3 إلى القاعدة الكلية4 وهي الثانية والعشرون.
الثالثة والعشرون: "تصديق القلب بأن الله أرحم الراحمين"5.
"الرابعة والعشرون"6: أن الذي خافوا منه واشتد عليهم "حتى فعلو بأبيهم وأبيهم ما فعلوا"7 "ظنا"8 أنه عليهم مضرة كبيرة وهو كون يوسف أرفع منهم صار أكبر المصالح لهم في دنياهم وفي دينهم "يبينه"9 الخامسة والعشرون.
وهي: قوله: {اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ} 10 ذكر انه قميص هبط به جبرائيل على إبراهيم حين ألقي في النار، فلما ولد إسحاق جعله عليه، فجعله
1 في "س" مثبتة في الهامش.
2 ساقطة من "ب".
3 المراد بالمسألة الجزئية هي: رحمة الله لهم باستغفار يوسف بقوله: {يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ} .
4 والمراد بالقاعدة الكلية هنا: كون الله أرحم الراحمين كما قال: وهو أرحم الراحمين وهي المسألة الثانية والعشرون.
5 في "ص" مثبتة في الهامش.
وقد نص الشيخ على هذه المسألة لعظمتها، وثمرتها، إذ بعد أن جرى من إخوة يوسف ما جرى من الأفعال الشنيعة، واعترفوا بخطئهم أمام أخيهم وسألوه أن يستغفر لهم استغفر لهم، وختم استغفاره بالثناء على الله بأنه أرحم الراحمين. ومن أعظم أثار معرفة ذلك عدم القنوط من رحمة الله تعالى. والله أعلم.
6 في "ض" مثبتة في الهامش.
7 في "ض": "حتى فعلوا ما فعلوا بأخيهم وأبيهم".
8 في "س" مثبتة في الهامش.
9 في "ض" و "ب" ينبه وفي "س""يبينه" وقد ضرب عليها. وهي مثبته في "ق" والمطبوعة.
10 في "ض" و "س". والمطبوعة قال: وهي قوله: {اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا} الآية.
إسحاق على يعقوب ["وجعله"1 يعقوب على يوسف] 2
ونسيه إخوته لما ألقوه في الجب فأمرهم أن يذهبوا به "فيلقوه"3 على وجه يعقوب ليرتد "إليه"4 بصره5.
السادسة والعشرون:- ما جعله الله من الأسباب الباطنة في بعض مخلوقاته.
السابعة والعشرون:- "أن"6 التبرك بذلك وإمساكه والتداوي به ليس من الشرك كما كانوا "يفعلون"7 بآثار "رسول الله"8 صلى الله عليه وسلم9، بل ذلك حسن مطلوب.
الثامنة والعشرون: أنه أمرهم بالإتيان بأهلهم كلهم، والانتقال عنده فأعطاهم الله هذا الخير والفرج من الشدة بسبب ارتفاعه الذي كرهوا "كراهة"10 شديدة.
{وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ قَالَ سَوْفَ
1 في"س" فجعله.
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ب".
3 في "ض" و "ب": فيلقونه.
4 في "ب"عليه.
5 ذكر البغوي نحواً من هذه القصة عن مجاهد بدون إسناد "448:2" ويظهر أنها من أخبار بنى إسرائيل. والله أعلم بحقيقتها.
6 ساقطة من "ب".
7 في هامش "س": "يفعلونه".
8 في "س": "النبي".
9 المراد بآثاره صلى الله عليه وسلم ما أثر من ذاته الشريفة كشعره وعرقه وريقه ونحو ذلك.
10 في المطبوعة: كراهية.
أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} 1.
فيه مسائل:
الأولى: كونه أدرك الريح من مكان بعيد.
الثانية: أنه عرف أنه ريح يوسف. قيل: "انه عرف ريح القميص"2 "وأنه"3 ليس إلا مع يوسف4.
الثالثة: قوله: {لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ} والفند: ذهاب العقل5، ففيه الأخبار بما تعلم أن المخبر يكذبك إذا كان في ذلك مصلحة.
الرابعة: قولهم: {قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ} لا ينبغي لمن حدث بغريب أن يغضب إذا كذب أو شتم.
الخامسة: الآية في رد بصره عليه بسبب إلقاء القميص.
السادسة: تقريره لهم ما أنكروا من تفاصيل القاعدة الكلية6.
السابعة: طلبهم الاستغفار من المظلوم.
الثامنة: "عفو المظلوم"7 "ودعاؤه"8 لمن طلب ذلك منه.
التاسعة: الاعتراف منهم بالذنب.
العاشرة: رد المسألة الجزئية إلى القاعدة الكلية9.
1 في "ض" و "ب" والمطبوعة بعد قوله: {لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ} : إلى قوله: {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} .
2 في "س" و "ب" "إنه عرف أنه ريح القميص.
3 في "ب" أنه.
4 ذكر ابن الجوزي في زاد المسير "4: 284" نحوا من هذا عن مجاهد "بدون إسناد" وانظر تفسير البغوي"448:2".
5 وقد قال بهذا مجاهدو ابن زيد كما أخرجه ضنهم الطبري في تفسيره "13: 60"
وهو أحد معاني الفند وانظر بقيتها في تفسير الطبري "13: 59- 61" والمحرر الوجيز لابن عطية "9: 373، 373" وزاد المسير "4: 385" وانظر مادة: فندفى لسان العرب "3: 338".
6 المراد بالتقرير المذكور ما في قوله تعالى: {أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} .
7 في "س" مثبتة في الهامش.
8 في "ض" و "س" و "ب" ودعائه: وهو خطأ.
9 المسألة الجزئية هي طمعه في غفران الله لهم باستغفاره.
والمسألة الكلية هي كون الله غفور رحيم كما في قوله: {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} .
فيه مسائل:
الأولى: أنهم لما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه كما آوى "إليه"2 أخاه،يدل على أنه لم يفعل ذلك باخوته.
الثانية: قوله لهم: {ادْخُلُوا مِصْرَ..} الآية.
الثالثة: تعليقه ذلك بالمشيئة3.
الرابعة: رفع أبويه "على العرش"4.
الخامسة: سجودهم كلهم له5.
السادسة: قوله لأبيه: {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ}
1 في "ض"و"ب" والمطبوعة: بعد قوله: {آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ} : إلى قوله: {وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} .
2 في "س" مثبته في الهامش.
3 في "س": {ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} .
4 في "س" مثبتة في الهامش.
5 فلم يأنفوا من إعطائه ما يستحقه من تقدير واحترام وأن كانوا أبويه وفي إخوته من هو اكبر منه سنا. وكان سجودهم له سجود تحيه وتعظيم لا سجود عبادة وقد قال جمع من المفسرين إن هذا كان جائزا في شرعهم ثم نسخ في شرعنا. والله أعلم.
انظر تفسير الطبري "3: 68، 69" وتفسير البغوي "450:2" وتفسير ابن كثير "4: 335".
السابعة: شكر نعمة الله عليه حيث جعلها حقا.
الثامنة: شكر نعمة الله في إخراجه من السجن.
التاسعة: شكر نعمة الله في إتيانه بأهله من "البدو"1.
العاشرة: شكر نعمة الله أنه بعد ما نزغ الشيطان بينهم صير الله العاقبة إلى "خير"2 ولم يضرهم نزع الشيطان.
الحادية عشرة: رد هذه "المسائل"3 الجزئية4 إلى القاعدة الكلية وهى آن ربه تبارك وتعالى لطيف لما يشاء فلذلك أجرى ما أجرى "وهي"5 الثانية عشره.
الثالثة عشرة: رد ذلك إلى القاعدة الكلية أيضاً وهى: {إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} وهي الرابعة عشر6.
الخامسة عشرة: كرمه عليه السلام في قوله: {أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْن} ولم يقل من الجب.
السادسة عشرة: كرمه "أيضاً"7 في قوله: {نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي} 8 ،9 ولم يقل "من"10 بعد ما ظلموني.
1 في "س": البدوي.
2 في المطبوعة: الخير.
3 في "ض" و "ب" والمطبوعة: المسألة.
4 المسائل الجزئية هنا هي كل ما تقدم في الآية من لطف الله به وبأبويه فيما أجراه عليهم من البلوى فكانت العاقبة إلى خير.
5 في "ض" مثبتة في الهامش وساقطة من المطبوعة، ولذا جمعت في المطبوعة: الثانية عشرة والثالثة عشرة. فالمسالة الثانية عشره لطف الله تعالى لما يشاء كما قال: {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ} .
6 فالرابعة عشرة: قوله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} .
7 ساقطة من "ض" والمطبوعة، ومثبته في هامش "س".
8 في "ض" والمطبوعة: {نَزَغَ} ، فقط وتكملة الآية مثبتة في هامش"س".
9 ما بين المعقوفتين ساقط من "ب".
10 ساقطة من "ض"و"ب" والمطبوعة.
"السابعة عشرة"1: أن إخراج الله الآدمي من البدو نعمة تشكر، ففيه فضل الحاضرة على البادية.
الثامنة عشرة: دعاؤه بهذا الدعاء2 وهو في غاية نعيم الدنيا.
التاسعة عشرة: "شكره"3 نعمة الملك.
العشرون: "شكر"4 نعمة التعبير.
الحادية والعشرون: ثناؤه على ربه "بأنه"5 فاطر السماوات والأرض6.
"الثانية والعشرون"7: إقراره "لله"8 بكونه وليه في الدنيا والآخرة.
الثالثة والعشرون: توسله بذلك كله إلى هذه "الحاجة"9 "وهى" 10وفاته على الإسلام وإلحاقه بالصالحين.
فيه مسائل:
1 في "ب" السادسة عشر. وهو خطأ.
2 وهو قوله: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ..} الآية فلم ينسه ما هو فيه من نعيم الدنيا افتقاره إلى الله واللجوء إليه.
3 في "ض" و "ب": شكر.
4 في "ض" والمطبوعة: شكر.
5 في "ب": أنه.
6 ما بين المعقوفتين في "ب" مثبت في الهامش.
7 ساقطة من "ب".
8 في "س": الله.
9 في "س" مثبتة في الهامش.
10 في "س" و "ب": وهو.
11 في "ض" و "ب" والمطبوعة. بعد قوله: {وَهُمْ يَمْكُرُونَ} إلى قوله: {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} .
الأولى: تنبيه الله على آية الرسالة بأن هذه "القضية"1 غيب لا يتوصل إليها الرسول إلا بالوحي لكونه لا يقرأ "و"2 لا يغط ولا آخذ عن عالم3.
الثانية: تقريره هذه الحجة بقوله: {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ} لأن هذا لا سبيل إلى العلم به إلا بالوحي أو بحضوره.
الثالثة: أن مكرهم خفي. لو حفرهم أحد لخفي عليه.
الرابعة: ذكر، سبحانه حقيقة الحال، أن الأكثر لا يقبلون الحق ولو تبين لهم بالأدلة.
الخامسة: ذكر حرصه "صلى الله عليه وسلم" على إيمان الناس.
السادسة: أنه لا مانع مع هذا البيان مثل سؤال الأجر4.
السابعة: أنه ذكر لهم مع شدة كراهتهم له، كما كره الأخوة ارتفاع يوسف.
الثامنة: أن الذي أتاهم من الآيات ليست هذه وحدها، بل كم وكم من آية من الآيات السماوية والأرضة "يمرون عليها ويعرضون عن الانتفاع بها"5. "وليس هذا للقصور في البيان"6 فإنه مشاهد "بل القلوب"7 غير قابلة.
1 في "ب": العطية.
2 في المطبوعة: أو وهو خطا مطبعي.
3 انظر ما سبق ص. "297، 298".
4 يعني-والله أعلم- أنه ليس هناك مانع يمنعهم من الإيمان مثل سؤال الأجر فلا يؤمنوا ضنا منهم بالمال.
5 في "ب" يمرون عليها وهم عنها يعرضون ويعرفون عن الانتفاع بها.
6 في "ض" و "ب": وليس في هذا القصور البيان.
وفي المطبوعة: ليس هذا قصورا في البيان.
7 في "ب" بالقلوب.
التاسعة: المسألة العظيمة، وهي إخباره تبارك وتعالى أن أكثر هذا الخلق لو آمن أفسد إيمانه بالشرك، فهذه1 فساد القوة العملية، والتي قبلها2 فساد القوة العلمية.
العاشرة: التنبيه على الاحتراز من اجتماع الإيمان مع الشرك المفسد له خوصا لما ذكر أن هذا حال الجمهور.
الحادية عشرة: احتقارهم هذا العصيان العظيم، كيف أمنوا عقوبة الدنيا، وهو يدل على جهالة من أمن "عقوبة"3 ذلك.
الثانية عشرة: كيف أمنوا أن تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون.
فيه مسائل:
الأولى: أمره سبحانه نبيه بإخبار الناس بدينه مجملا.
الثانية: أن هذا "أيضاً"5 سبيل من اتبعه.
الثالثة: أن ذلك هو الدعوة إلى الله وحده لا شريك له.
الرابعة: أن ذلك "هو الدعوة إلى الله"6 على بصيرة خلافا لمن اتبع الحق ودعا إلى الله "على"7 غير بصيرة.
1 أي المسألة التاسعة.
2 أي المسألة الثامنة.
3 ساقطة من "ض" والمطبوعة ومثبته في هامش "س".
4 في "ض" و "ب" والمطبوعة بعد قوله: {وَمَنِ اتَّبَعَنِي} إلى قوله: {أَفَلا تَعْقِلُونَ} .
5 في "س" مثبته في الهامش.
6 ساقطة من "س".
7 ساقطة من "ض".
الخامسة1: أن دينه الذي أنكره الأكثر هو تنزيه الله "عن"2 السوء "ولا إنكار"3 في ذلك.
السادسة: أن الذي حملهم على إنكاره كونه غريبا مخالفا لما عليه "السواد"4 الأعظم، وذلك لا يوجب رده "لأن اتباع الحق إذا ظهر هو الحق. "وإذا ظهر الباطل"5 لم يزينه فعل الأكثر له مثل "الربا"6 والكذب والخيانة.
السابعة: رد شبهتهم في كونه "بشرا"7، "وذلك"8 "واضح"9 لأنهم "إن"10 كانوا ممن يقر بالرسالة في الجملة كأهل الكتاب والمشركين"فواضح"11، وإن أنكروها كامجوس فالنكال الذي أوقع الله "بمن"12 خالف الرسل الذي سمعوه وشاهدوه حجة عليهم.
الثامنة: الرد عليهم في قولهم: {لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ} أو نحو ذلك، لأن الرسل ما أتوا الأمم إلا بالوحي.
1 ساقطة من "ض".
2 في "ض" و "س" والمطبوعة: "من" والتصحيح من "ق".
3 في "س": والإنكار. وفي "ب" والمطبوعة: والإنكار.
والمراد أن ما دعا إليه الرسول "صلى الله عليه وسلم" هو تنزيه الله عن السوء. وهذا لا غرابة فيه ولا ينكر.
4 في المطبوعة: البسواد وهو خطأ مطبعي.
5 في "س" مثبتة في الهامش.
6 في "س" هكذا: الزيا وفي "ب" الزنا وفي "ق": الرياء.
7 في "ض" و "س" و "ب": "بشر". والتصحيح من "ق".
8 في "ض" و "ب": وذا
9 في "ض" و "س" و "ب": واضحاً. وهو خطأ.
10 في "ب" وهامش "س": إذا.
11 في "س": فواضحا.
12 في "س" و "ب": لمن.
التاسعة: أنهم كلهم رجال، ففيه الرد على من يزعم أن في الجن رسلا أو في النساء1.
العاشرة: قوله: {مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} ، ففيه الرد على من انتقص أهل القرى، أو فضل البدو أو "ساواهم"2 بهم.
الحادية عشرة: استجهال الله إياهم، حيث لم يسيروا في الأرض فيعتبروا بمن قبلهم فدل "على أن فهم"3 ذلك مقدور لهم.
الثانية عشرة: إخباره "أن ما"4 يعطى الله من أطاع الرسل خير عما أعطى يوسف
1 وجه الرد في هذه الآية وهي قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً..} الآية هو ما دلت عليه من حصر النبوة في الرجال.
وما يذهب إليه الشيخ من ذلك هو الذي عليه الجمهور.
وقد نص على أن ليس في الجن رسلا ابن عباس ومجاهدو ابن جريج وغير واحد من السلف والخلف، وإليه ذهب الغراء والزجاج والقرطبي وغيرهم من المفسرين، وقد حكاه ابن تيمية وابن القيم عن الجمهور.
وخالف في ذلك الضحاك ومقاتل وأبو سليمان فذهبوا إلى أن فيهم رسلا.
وأما النساء:
فقد حكى ابن كثير عن الجمهور أيضاً أن ليس فيهم رسوله.
وقد نص على ذلك الحسن والطبري والقرطبي وغيرهم.
ولم أجد من خالف في ذلك.
وإنما خالف بعضهم من نبوة النساء فأثبتها كابن حزم والقرطبي.
انظر فيما سبق معاني القرآن للغراء "1: 354" وتفسير الطبري "8: 36""13: 80" ومعاني القرآن للزجاج "292:2" والفصل الملل والنحل لابن حزم "5: 119" وزاد المسير "125:3""4: 295" والجامع لأحكام القرآن "4: 82، 83، 84""7: 86" والنبوات لابن تيمية "396" وطريق الهجرتين لابن القيم "416". وتفسير ابن كثير "3: 332، 333""4: 345، 346".
2 في "ض" و "س" والمطبوعة: وأساهم. وهي بمعنى ساواهم.
انظر الصحاح للجوهري "6/8622" ولسان العرب "41/63" مادة: أسا.
3 في"ب":"أن فيهم".
4 في "ض":"إنما".
وسليمان وأيوب1 وغيرهم من حسن عاقبة الطاعة.
الثالثة عشرة: أن سنة الله في الرسل ومن أتبعهم، وسنته فيمن خالفهم في الدنيا قبل الآخرة، من أظهر البينات للكفار الجهال. فمن لم يفهمها يقال له: كيف زال عقلك؟!
فيه مسائل:
1 وجه تخصيص هؤلاء الأنبياء الكرام بالذكر لم أن كل واحد منهم قد ابتلى بلاء ذكر في القرآن فصبر، فآتاهم الله عاقبه الصبر عاجلا مع ما ادخر لهم عنده من الزلفى وحسن المآب.
فثواب الصابر المتقى في الآخرة خير مما أعطى هؤلاء الأنبياء في الدنيا من زينتها {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} ولهم هم النصيب الأوفر من ذلك "عليهم السلام".
قال الطبري- رحمه الله عند قول الله تعالى: {وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} سورة يوسف آية "57" ما نصه: يقول تعالى ذكره: ولثواب الله في الآخرة، {خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا} يقول: للذين صدقوا الله ورسوله مما أعطى يوسف في الدنيا من تمكينه له في أرض مصر {وَكَانُوا يَتَّقُونَ} .
يقول: وكانوا يتقون الله فيخافون عذابه في خلاق أمره، واستحلال محارمه، فيطيعونه في أمره ونهيه.
انظر تفسير الطبري "13: 7".
2 في "ض" والمطبوعة بعد قوله: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} :إلى آخر السورة.
وفي "ب" بعد قوله: {فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاء} إلى آخر السورة.
الأولى: "تأخر النصر عن الرسل"1 حتى استبطؤوا. ولا يعجل الله لعجلة أحد2.
الثانية: إذا عرف أن هذه سنه فكيف يستعجل من يزعم أنه متبع لهم
كما قال "صلى الله عليه وسلم": "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل"3.
الثالثة: "أن ما"4 يقع في القلب من خواطر الشيطان لا يضر بل هو "صريح"5 الإيمان إذا كان مع الكراهة6.
1 في المطبوعة: تأخير النصر على الرسل.
2 انظر تفسير الآية عند الطبري "13: 83-89" والتفسير الكبير لابن تيمية "135117:5"وتفسير ابن كثير "347:4- 349".
3 رواه مسلم في صحيحه/ كتاب الدعاء والتوبة والاستغفار/ باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل فيقول: دعوت فلم يستجب لي "4: 2095" ح "2735" والترمذي في جامعه/كتاب الدعوات/ باب "12" ماجاء فيمن يستعجل في دعائه "5: 464" ح "3387" وغيرهما.
4 في"س"- أنما.
5 في "ب""من صريح".
6 كما ورد في الصحيح عن أبي هريرة قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال: "وقد وجد تموه؟ "، قالوا: نعم. قال: "ذاك صريح الإيمان".
رواه مسلم في صحيحه/ كتاب الإيمان/ باب بيان الوسوسة في الإيمان "1: 119" ح "132" وأبو داود في سننه/ كتاب الأدب/ باب في رد الوسوسة "4: 329""5111" بلفظ آخر. والحافظ ابن منده في كتاب الإيمان باب69: ذكر ما يدل على أن الوسوسة التي تقع في قلب المسلم من أمر الرب عز وجل صريح الإيمان "2: 472".
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم "2: 154" في معنى قوله: "ذاك صريح الإيمان" - استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلا عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك. أ. هـ.
ثم أورد وجهاً آخر في معنى هذا الحديث ونحوه، وهو اختيار القاضي عياض فقال: وقيل معناه: أن الشيطان إنما يوسوس لمن أيس من إغوائه، فينكد......=
الرابعة: أن العادة أن الشدة إذا تمت وتضايقت جد افهو من علامات حضور الفرج.
الخامسة: أنه سبحانه ينجى من يشاء ولو كان مع المهلكين في المكان.
السادسة: أنه إذا جاء أمر الله لم يقدر على "دفعه"1 "أحد"2 من "آهل"3 السماء ولا من آهل أرض.
السابعة: أنه "سبحانه"4 لا يظلم "أحدا"5. وأن ذلك "بسبب"6 إجرامهم7.
= عليه بالوسوسة لعجزه عن إغوائه، وأما الكافر فإنه يأتيه من حيث شاء ولا يقتصر في حقه على الوسوسة بل يتلاعب به كيف أراد. فعلى هذا معنى الحديث: سبب الوسوسة محض الإيمان، أو الوسوسة علامة محض الإيمان.
ولقول عياض رحمه الله وجه جيد من النظر ومما يشهد له ما ورد عند مسلم أيضاً في نفس الموضع عن عبد الله- هو ابن مسعود- قال: سئل النبي "صلى الله عليه وسلم" عن الوسوسة؟ قال: "تلك محض الإيمان".
فالظاهر من النص أن السؤال عن الوسوسة نفسها والإشارة بقوله: {تِلْكَ} إلى الوسوسة لا إلى استعظامها. مع أن المؤمن مستعظم لها مدافع.
وكذا قوله في الحديث السابق أيضاً "وقد وجد تموه؟ " وقوله: "ذاك صريح الإيمان" فالإشارة به إلى الموجود وهو الوسوسة بدليل أول الحديث: "إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به.." والله أعلم.
1 في المطبوعة: رفعه.
2 في "س": أحداً. وهو خطأ.
3 ساقطة من "س".
4 ليست في "س" ولا في "ب".
5 في "ص"، أحد وهو خطأ.
6 في "س" و "ب": سبب.
7 فيه إشارة بالرد على الجبرية.
وسيأتي الكلام عليهم ص."455،456".
الثامنة: الثناء على قصص الرسل وأن فيه عبره.
التاسعة: "أنه لا"1 يفهم هذه العبرة مع وضوحها إلا أولو الألباب.
العاشرة: "تعريضه"2 سبحانه بالأحاديث المفتراة، وإقبال الأكثر عليها، واشتراء الكتب المصنفة "فيها"3 بغالي الأثمان، وتكبر من اشتغل بها وظنه أنه أفضل ممن لم يشتغل بها وزعمه أنها من "العلوم"4 الجليلة، ومع هذا معرض عن الأنبياء،! "مستحقر"5 له، "زاعم"6 أنه "من"7 علم "العوام"8 الجهال.
الحادية عشرة: أن من أكبر آياته تصديقه لما بين يديه من العلوم التي جاءت بها الرسل التي هي العلم النافع في الحقيقة.
الثانية عشرة: أن "هذا"9 فيه تفصيل كلى شيء يحتاج إليه، ففيه العلم النافع، وفيه الإحاطة بالعلوم الكثيرة، ومع هذا يفصلها أي يبينها.
الثالثة "عشرة":10: أنه هدى "يعتصم"11 به من الضلالة.
الرابعة عشرة: أنه رحمة "يعتصم به"12 من الهلكة فلا يضل من اتبعه ولا يشقى.
1 في "ض" والمطبوعة: "أن ما" وفي "س": "أنما".
2 في "س": تقريره.
3 في هامش "س": فيه وهى ساقطة من المطبوعة.
4 في "ض": العموم.
5 في "ب": مستحقرا.
6 في "ب": زاعما.
7 ساقطة من "ض" و "ب" والمطبوعة.
8 ساقطة من "ب" وفى "س" مثبتة في الهامش.
9 ساقطة من "س" و "ب" ومثبته في هامش "ض".
10 ساقطة من "س".
11 في "س" و "ب": يعصم.
12 في "ض": يعتصم.
وفي "س": يعصم يه.
وفي "ب": يعصم.
الخامسة عشرة: أن هذا ليس لكل "أحد"1 "بل"2 لقوم مخصوصين.
السادسة عشرة: أن سبب ذلك الإيمان، ففيه شاهد لقوله:"من عمل" بما علم"3 أورثه الله علم ما لم يعلم"4.
آخره والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد5.
1 في "س":وأحد.
2 في المطبوعة: بلى.
3 في "ب": بما يعلم.
4 هذا القول لم ورده عن أنس مرفوعا أبو نعيم في الحلية "10: 14،15" وأنكر رفعه. وذكر السيوطي في الدر المنثور "3: 123، 124" للحديث شاهدا.
أخرجه أبو الشيخ من طريق جو يبر عن الضحاك عن أبن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
…
ومن تعلم علما فعمل به فإن حقا على الله أن يعلمه ما لم يكن يعلم".
وذكر، أن أبا يعقوب البغدادي أخرج في كتاب "رو آية الكبار عن الصغار" عن سفيان قال: من عمل بما يعلم وفق لما لا يعلم.
وذكر الشوكاني حديث أنس في الفوائد المجموعة "286" وضعفه.
أما الألباني فقد حكم عليه بالوضع في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة "423:1" ح "422".
أما معناه فصحيح إذ قد جاءت به أدلة أخرى كقوله تعالى: {..وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} البقرة آية "282". والله أعلم.
5 في "س": آخره والحمد لله رب العالمين.
وفي "ب": آخره والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين أولا وأخرا وظاهرا وباطنا.
وفي المطبوعة: والحمد لله رب العالمين.