الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بها فى المؤتمرات العلمية. وتحت الطبع:
- أدب الحوار فى الإسلام.
- الاجتهاد فى الأحكام الشرعية.
- أحكام الحج والعمرة.
- الحكم الشرعى فى أحداث الخليج.
- تنظيم الاْسرة ورأى الدين.
المصدر:
كتاب الأزهر الشريف فى عيده الألفى 359 - 1403 هـ/970 - 1983 م إصدار الأزهر الشريف، طبع هيئة الكتاب، القاهرة 1985 م.
[د. خلف عبد العظيم الميرى]
أسامة بن زيد
" أسامة" بن زيد بن حارثة الكلبى الهاشمى محمد: من موالى رسول الله، وأمه أمة حبشية تدعى بركة أم أيمن (1) ولد بمكة فى العام الرابع من بعثة الرسول وتذكر الروايات شواهد عن حب النبى له وهو طفل، وقيل إنه لقب "حِبّ رسول الله وابن حِبّه"(2) وقد انضم إلى المقاتلين فى طريقهم إلى أحُد، ولكنه عاد قبل الوقعة لصغر سنه ولما سأله النبى عما نسب إلى عائشة (حديث الإفك) ذكرها بالخير، وقد أجرى عليه معاشًا بعد وقعة خيبر (3).
وفى العام الثامن للهجرة أردف النبى وراءه اسامة عند ذهابه إلى مكة ودخل معه الكعبة. وقاتل أسامة بشجاعة وقعة حُنَيْن:
وفى العام الحادى عشر للهجرة بعث النبى أسامة على راس جيش ليثأر لأبيه زيد الذى قتل فى غزوة مُؤْتَه وبالرغم من الطعن فى حداثة سنه، فقد أصر النبى فى مرضه الأخير على الإسراع فى بعث أسامة ولكن الجيش عاد لما علم بوفاة النبى وكان أسامة من بين الذين اشتركوا فى تجهيز الرسول.
وقد نزل الخليفة الجديد على إرادة النبى فأمر الجيش بالمسير، مع أن القبائل كانت حينذاك ثائرة. ووصل
(1) وهى حاضنة النبى [صلى الله عليه وسلم].
(2)
أى حبيب رسول [صلى الله عليه وسلم] وابن حبيبه.
(3)
أى جعل له سهما فى الثمر والقمح من ريع الأرض التى أفاءها الله على رسوله [صلى الله عليه وسلم] بخيبر [انظر سيرة ابن هشام ص 771، 776 طبعة فستنفلد].
أسامة البَلْقاء من أعمال الشام، وهى التى قتل فيها أبوه وأغار على قرية أُبْنىَ (التى تعرف الآن بخان الزيت). وقد بعث انتصار أسامة البشر فى نفوس أهل المدينة بعد أن أحزنتهم حروب الردة، وأصبح لانتصاره من الأهمية مالا يتفق مع قيمته الحقيقية، بل واعتبر فيما بعد فاتحة للحملة التى وجهت لغزو الشام.
وفى العام نفسه ولاه أبو بكر إمرة المدينة بينما كان يحارب فى وقعة ذى القَصَّة (4)
وفى العام العشرين للهجرة فرض له أربعة آلاف درهم، وهو يساوى نصيب من شهد غزوة بدر، وذلك لحب النبى له ولاْبيه.
وبويع عثمان بالخلافة فى بيت فاطمة بنت قيس الفهرية كان له ضلع فى هذا الحادث، وكان يشايع الخليفة الذى وهبه قطعة من الأرض وأرسله إلى البصرة عام 34 هـ ليدرس الموقف السياسى فيها.
وبعد وفاة عثمان أبى أسامة مبايعة علىّ، فهاجمه أنصار على فى المسجد بالمدينة وأساءوا إليه وعاش بعد ذلك فى عزلة فى وادى القرى ثم فى المدينة وتوفى فى الجُرْف حوالى عام 54 هـ ودفن بالمدينة.
ولأسامة مقام بين رواة الحديث ومع أن حياته السياسية لم تكن ذات شأن كبير إلا أنها خلت على ما يظهر - من التجريح ولسنا نعرف شيئًا عن ثروته (5)
وكان أسامة يشبه أمه، فقد كان أسود أفطس الأنف وتوكيد الروايات لحب النبى له يرجع من ناحية إلى
(4) انظر تاريخ الطبرى (جـ 3، ص 225 طبعة مصر).
(5)
ولكن يظهر من مجموع الروايات التى فى ترجمته وفى كتب التاريخ التى يذكر فيها ما نال من غنائم وأعطيات: أنه كان من الأغنياء الموسرين.
الرغبة فى التقليل من شأن بيت على (6). ومن ناحية أخرى إلى إظهار أن النبى كان ديمقراطيًا حقًا بريئًا من التعصب للون (7)
المصادر:
(1)
ابن سعد، جـ 4، قسم 1 ص 42 - 51
(2)
البلاذرى، ص 273، 451
(3)
الخزرجى: خلاصة التهذيب، الطبعة الأولى، القاهرة سنة 1322 هـ، ص 22
(4)
ابن الأثير: أسد الغابة، جـ 1، ص 64
(5)
الطبرى، طبعة دى جويه، جـ 1، ص 2943، 2952، 3072، 3124؛ جـ 3، ص 2344، 2440
(6)
ابن هشام، طبعة فستنفلد، ص 560، 734، 776، 970، 984، 999، 1008، 1018
(7)
Annali deu' Islom: Caetani عام 11 للهجرة، فقرة
3 -
5، 9 - 12، 73، 106 - 111، 23 للهجرة، فقرة 156، رقم 1
(8)
liednikoff palestina ، جـ 1، ص 363 - 384: Muhammed in Medina Wellhausen، ص 33، 434، 436 (10)
(6) هذه أكذوبة سخيفة، فإن المسلمين يعرفون فضل على عليه السلام وفضل أهل بيته، وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل بيته هم زوجه فاطمة عليها السلام، وهى بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابناه: الحسن والحسين عليهما السلام. وهم أحب الناس إلى الرسول كما هو ثابت فى كل كتب السنة، وفى عقيدة كل مسلم.
(7)
هذه والتى قبلها دسيستان ليشك الناس فى صحة رواية الاحاديث، وليظن القارئ أن هذه الروايات إنما وضعها الراوون لمقاصد فى أنفسهم، ومن الأسف أننا نرى كثيرين من الذين يسمون بأسماء المسلمين يفترون بمثل هذا الكلام، ويذهبون إلى مثل هذه الآراء وإنما الاحاديث روايات صحيحة جاءت عن رواة موثوق بهم بعد أن فحصها أئمة الاسلام الكبار، وعرفوا الراوى الثقة والراوى الذى ليس بثقة فقبلوا ما وثقوا به واطرحوا ما لم يحز عندهم شيئا من الاطمئنان إليه. وقد تواترت الروايات عن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وكرمه وتواضعه ومساواته بين المسلمين ويكفى فى هذا أن يصفه الله الذى أرسله فى القرآن الكريم بقوله {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} صلى الله عليه وسلم.
أحمد محمد شاكر