الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التى يشك فى سنيتها -قد أخذت وشغلت المقدمة الفلسفية فراغًا أكبر وعناية أكثر من النظريات الكلامية الصرف (وخاصة فى الإيجى وشارحه الجرجانى). وختامًا يجوز لنا أن نقول إن المذهب قد اختفى فى وهج من الفلسفة.
المصادر:
(1)
انظر أيضًا المصادر عن الاْشعرى وغيره من أهل المذهب.
(2)
ابن عساكر: تبيين كذب المفترى، دمشق سنة 1347 هـ (انظر مادة الأشعرى عن ترجمة هذا الكتاب بمعرفة MacGarthy and Mehren.)
(3)
Zur Geschichte: M. Schreiner des As'aritei turns فى Actes du 8 e Congr. des Orient جـ 1 أ، ص 79 وما بعدها.
(4)
Les Penseurs de: Garra de Vaux L'Islam باريس سنة 1923، جـ 4، ص 133 - 194.
(5)
Intro-: L. Gardet et M. M Anawati duction d Theologie Musulmane باريس سنة 1948 وخاصة ص 52 - 76.
خورشيد [مونتجمرى وات W.Montgomery watt]
أصحاب (صحابة)
(ومفرده صاحب)، أو "صحابة" ومفردها صحابى): اصطلاح فى الإسلام أطلق بوجه خاص على صحابة النبى. وكان هذا الاسم يطلق فى أول أيام الإسلام على أولئك الذين اتصلوا بالنبى زمنًا ما واشتركوا معه فى غزواته، ثم اتسعت دائرة الصحابة فيما بعد شيئًا فشيئًا، ولم تقتض هذه التسمية وجوب اتصال الصحابى بالنبى اتصالا فعليا. وعد من الصحابة أيضًا المؤمنون الذين لقوا النبى فى حياته ورأوه ولو زمنا قصيرًا دون أن يوضع سن هؤلاء موضع الاعتبار (انظر ما ذكره كولدتسيهر- Muh. Studi en جـ 2 وص 240 عن اختلاف الآراء فى هذا التعريف) ويتفق مع هذا التحديد الأخير التعريف الشائع فى كتب الفقه (القسطلانى، جـ 6، ص 88). ويقال إن آخر صحابة النبى هو عامر بن وائلة الكنانى أبو الطفيل (أسد الغابة، جـ 3، ص 97؛ جـ 5 ص 333) الذى توفى بعد سنة مائة من الهجرة
بزمن قصير. ولابد أنه كان طفلا صغيرا عندما رأى النبى لأنه لم يولد إلا فى العام الذى حدثت فيه غزوة أحد. وكان فى الثامنة من عمره (1) عندما لقى الرسول (Zeitschr.d. Deutgch. Morgenl Gesellsch. جـ 23، ص 595). ويسلك الرواة أيضا فى سلك الصحابة، المؤمنين من الجن الذين كانوا على صلة بالنبى كما تقول القصة. وللصحابة فى نظر أهل السنة مكانة عالية بين المؤمنين. فإن ما لم يذكر فى القرآن من الشريعة يؤخذ عنهم ويعتمد فيه على روايتهم إذ أنهم هم الذين سمعوا قول النبى وشاهدوا أفعاله، وأساس الحديث هو ما ثبتت صحته مما نقلوه عن قول النبى أو شاهدوه من أفعاله. والحديث الذى يتصل إسناده إلى الصحابة يسمى "مسندًا" وإذا ثبت عن الصحابى عمل يوافق سنة صحيحة كان عمله شاهدًا للسنة القويمة التى يجب على المؤمن اتباعها دائمًا، وقد جعلتهم صلتهم بالنبى وما كان لهم من شأن فى توطيد الاسلام محل تقدير المؤمنين منذ نشاة هذا الدين؛ وسب الصحابة أو احتقارهم جريمة لا تغتفر ويعاقب من يسب الصحابة بالجلد، ومن أصر على سبهم كان جزاؤه القتل. والصحابة طبقات على رأسها الخلفاء الأربعة الراشدون بحسب ترتيب توليهم الخلافة. والى جانب الخلفاء الأربعة ستة آخرون من الصحابة أكد لهم النبى وهم أحياء أن مثواهم الجنة "العشرة المبشَّر لهم بالجنة" ومن هؤلاء تتألف طبقة خاصة من الصحابة. وهناك طبقات أخرى تتفاوت فى المرتبة بتفاوت نوع الأعمال التى اشتركت فيها مع النبى: فمنهم المهاجرون الذين هاجروا إلى المدينة؛ والأنصار، وهم أهل المدينة الذين بدأ اشتراكهم فى نصرته بعد الهجرة؛ والبدريون الذين شهدوا غزوة بدر
…
إلخ. وقد جمع النووى فى شرحه مسلم (جـ 5، ص 161)(2) الآراء المختلفة المتعلقة بطبقات الصحابة.
(1) عبارة أسد الغابة."أدرك من حياة النبى صلى الله عليه وسلم ثمانى سنين، وانظر شرحنا على ألفية السيوطى فى المصطلح (ص 215 - 218 و 229) طبعة عيسى الحلبى بمصر.
(2)
هذا رقم طبعة مصر سنة 1383 هـ ـ -وهو يوافق (جـ 15 ص 148 - 1949) من طبعة محمد عبد اللطيف بمصر سنة 1349 هـ
وقد تفرد الشيعة دون أهل السنة بخصومتهم القوية للصحابة، للك الخصومة التى وصلت بهم إلى حد التعصب المثير للكراهية، ذلك لأن الشيعة يرون أن الخلفاء الأول اغتصبوا حق علىّ وأهل بيته فى الخلافة بموافقة الصحابة. أما أهل السنة فإنهم إذا ذكروا صحابيًا أو كتبوا عنه، شفعوا اسمه "بالترضية" أى قالوا: رضى الله عنه. وتعنى مصنفات أهل السنة عناية كبرى بذكر فضائل أصحاب النبى أو مناقبهم. وتفرد أكثر كتب الحديث المبوبة فصلا خاصا لذكر المناقب. وقد صنف أيضًا كثير من الكتب التى جمعت أسماء جميع الصحابة مع ذكر سيرهم وبيان الأحاديث المسندة إليهم. وبين هذه المصنفات خلافات كثيرة، وينسب إلى عبد الباقى بن قانع مولى بنى أمية المتوفى فى بغداد عام 351 هـ (962 م) كتاب "معجم الصحابة" (الذهبى: طبقات الحفّاظ، جـ 3، ص 99) وأهم من كتب فى سير الصحابة هو أبو عبد الله بن منده المتوفى عام 395 هـ (1004 - 1005 م)، وأبو نُعيْم الإصفهانى المتوفى عام 435 هـ (1038 - 1039) وأبو عمر ابن عبد البر النَمرى القرطبى المتوفى عام 463 هـ (1070 - 1071 م) وهو صاحب كتاب "الاستيعاب فى معرفة الأصحاب "(طبع فى حيدر آباد عام 1318 هـ فى مجلدين). وقد علق على هذا الكتاب السبكى تعليقات نقدية فى كتابه "طبقات الشافعية"(جـ 6، ص 135)(1)، وابو موسى محمد بن ابى بكر الإصفهانى المتوفى عام 581 هـ (1185 - 1186 م) وقد جمع عز الدين ابن الأثير الجزرى المتوفى عام 630 هـ (1232 - 1233 م) ما ورد فى كتب المتقدمين وعلق عليه وأكمل ما نقص منه ثم نشره فى كتابه
(1) لم يعلق ابن السبكى على كتاب الاستيعاب بشئ، وإنما هو ينقل فى ترجمة الحافظ عبد المؤمن بن خلف الدمياطى سؤالا من الحافظ على بن محمد اليونينى للحافظ الدمياطى فى ذكر اثنين من الصحابة شهدا بدرا. واحتج اليونينى لذلك بأن ابن عبد البر ذكرهما فى الاستيعاب فيمن شهد بدرا ووصف ابن عبد البر بأنه أمام أهل المغرب بل والمشرق أيضًا) فاجاب الحافظ الدمياطى بنفى شهودهما غزوة بدر، ثم انتقد كتاب استيعاب باستدراك بعض أوهام وقعت فيه. انظر طبقات الشافعية لابن السبكى (جـ 6 ص 133 - 138).
أحمد محمد شاكر