الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
Fatima: Lammens ص 20، 28، 31، 72، 103 - 106، 140
[فكَا V. Vacca]
أستاذ
كلمة فارسية معناها الرئيس والمعلم ورب الصنعة، وقد انتقلت هذه الكلمة إلى العربية بجمعها أستاذون وأساتذة، وهى تدل أيضًا على الخصى والموسيقى، ودفتر الأستاذ، وهى فى اللغة الحديثة المعلم بصفة خاصة، واستخدمت الصيغة المركبة "أستاذ دار" لقبًا لعامل من أكبر عمال سلاطين المماليك. ونحن نصادف أيضًا الصيغ المختصرة: أستى، وأسطى، وأوسطى والجمع أستوات، وأسطوات، وأوسطوات؛ وهى تطلق فى القاهرة على الحوذى.
المصادر:
(1)
معاجم Vullers و Lane و Dozy
(2)
L.arabe Parlato in Egitto: C. A. Nallino الطبعة الثانية، ميلانو سنة 1913 م ، ص 185 - 186.
خورشيد [فنسنك A.J.W]
استخارة
دعاء المرء الذى لم يعتزم أمرًا بعد يسأل به الله أن يخير له فى عمل ما، كسفر أو غيره. وهذا اللفظ اشتق من الفعل "خار" وخاصة كما نجده فى قولهم:"اللهم خِرْ لرسولك"(الطبرى، جـ 1، ص 1832، س 6)؛ و"خِر له "(ابن سعد، جـ 3، قسم 3، ص 73، س 11؛ ص 75، س 3). و"خار الله لى"(ابن سعد، جـ 8، ص 93، س 35). ويروى أنهم كانوا يقولون فى الجاهلية: "استَخرِ الله فى السماء يخر لك بعلمه فى القضاء"(ابن سعد، جـ 8، ص 171، س 18؛ القالى: الأمالى، جـ 3 ص 106) ولكن يصعب علينا أن نسلم بأن مثل هذا القول يرجع إلى هذا العهد.
والاستخارة فى الإسلام عبارة عن صلاة طويلة نوعاً ما تسبقها ركعتان (صلى ركعتى الاستخارة، السبكى: طبقات الشافعية، جـ 6، ص 175، س 6 هامش)، ويورد البخارى نص هذه الصلاة وينسبها إلى النبى (كتاب التوحيد، رقم 10، الدعوات رقم 48، طبعة كوينبول juynboll، جـ 4، ص
202، 450، ابن ماجة، طبعة دهلى عام 1282 هـ، ص 99 هامش). على أن نقدة الحديث يشكون فى صحة ذلك (مثل ابن حجر الهيتمى. الفتاوى الحديثة، القاهرة سنة 1307 هـ، ص 210). ويذكر الترمذى (طبعة بولاق سنة 1397 هـ.، جـ 2 ص 266) بدل النص الذى تكلمنا عنه حديثًا قصيرًا هو "اللهم خر لى واختر لى"(انظر الذهبى: ميزان الاعتدال، طبعة لكنهو سنة 1884، جـ 1، ص 315، س 4) ولو أن هذا أيضًا حديث ضعيف. ويذكر النووى الآيات القرآنية التى تقرأ فى الر كعتين (النووى: الأذ كار، ص 56). ويقول العوفى فى "لب الألباب "(طبعة براون، جـ 1، ص 210، س 12) إن الناس تذهب إلى المسجد لتصلى فيه صلاة الاستخارة (نماز استخاره) ولكن هذا ليس فرضًا. والقاعدة هى أن يتلى دعاء الاستخارة لكل أمر على انفراد قبل أن تنعقد عليه النية، ولا تعمل الاستخارة بالجملة كان يتلى الدعاء فى الصباح لجميع المسائل التى تتجمع خلال اليوم (العبدرى: المدخل، جـ 3، ص 240). وتدل الروايات التى أسلفنا ذكرها على أن الاستخارة كان معمولا بها فى العبادات الإسلامية منذ أقدم العصور. ويذكر صاحب الأغانى (جـ 19، ص 92، س 3 وما بعده) أقدم مثل للاستخارة، وربما كان هذا المثل لا يعتمد على الحديث الذى أشرنا إليه. ويقول الشاعر العجاج فى مدح الحجاج (الديوان، رقم 12، 83؛ أراجيز العرب، ص 120) إنه لم يكن يفعل شيئًا إلا بعد استخارة ربه (إلا ربه استخارا). وعندما ولى عبد الله بن طاهر العراق، كتب إليه أبوه يوصيه بالاستخارة فى جميع أعماله (طيفور، كتاب بغداد، ص 49، س 7، ص 52، س 3 والهامش، ص 53، س 4)، وفى المصنفات العربية شواهد عدة على استعمال المسلم للاستخارة فى كل عمل جليلا كان أو تافهًا، خاصًا كان أو عامًا. وكذلك نجد الفاتحين يستخيرون ربهم قبل خروجهم إلى الحرب، وهم يعتقدون أنهم يكسبون بالاستخارة رضاء ربهم.
وفى الحق أن الاستخارة كانت صورية فى بعض الأحيان، كما استخار معاوية ربه عندما عهد بالخلافة إلى
يزيد من بعده (الأغانى جـ 18، ص 72، س 6). وقد مزق الخليفة سليمان الوثيقة التى تجعل الخلافة من بعده لولده أيوب، عندما أحس بأنه لم يستخر ربه فى هذا العمل (ابن سعد، جـ 5، ص 247، س 6).
وظل المأمون يستخير ربه شهرًا قبل أن يستعمل عبد الله بن طاهر طيفور (ابن سعد ص 34، س 6؛ انظر صلاة الاستخارة التى جهر بها المقتدر عند استخلافه وهى أربع ركعات: عريب، طبعة ده غويه، ص 22، س 12). وفى قصة "أنس الوجود وورد فى الأكمام" الواردة فى ألف ليلة وليلة، نجد أم ورد فى الأكمام تصلى ركعتى الاستخارة كى يلهمها الله الخير فى غرام ابنتها (الليلة 373 طبعة بولاق، 1279 هـ، جـ 2، ص 269).
وكانوا أحيانا يختارون للطفل الاسم الذى يقول به المستخير فى هذا الأمر (Mekka: Snouck Hurgronje جـ 2، ص 139، س 1).
وليس بنا من حاجة إلى أن نذكر أمثلة توضح أن الاستخارة كانت كذلك تدعم المسائل الكلامية التى تثار فى المسائل الدينية الخطيرة (النووى: تهذيب الأسماء، طبعة فستنفلد، ص 237، س 3). وكثيرا ما يذكر المؤلفون فى مقدمات كتبهم أن الاستخارة كانت المبرر والدافع لهم على نشر هذه المؤلفات (الذهبى: تذكرة الحفاظ، جـ 2، ص 288، س 1. وهناك قصة -لا تستند بطبيعة الحال إلى أساس تاريخى- تذهب إلى أن عمر بن عبد العزيز لم يسمح بنشر مصنف أهرن بن أعين، وكان محفوظا فى مكتبته، إلا بعد أن أبقاه معلقا مدة أربعين يومًا انتظارًا لنتيجة الاستخارة التى يقوم بها فى مصلاه (ابن أبى أصيبعة، جـ 1، ص 163).
وطريقة تأدية الاستخارة كما حددتها العبادات (استخارة شرعية) يصحبها بوجه عام وفى العبادة الحقة جميع) نواع الطرق الأخرى التى لم ينص عليها الحديث كتوقع الإلهام الإلهى فى الرؤيا (أككويماسيس باليونانية) عقب القيام بالصلاة (Snouck Mekka: Hurgronje جـ 2، ص 6 تعليق
رقم 4 Magie et Religion dans l' Doutte ،: Afique du Nord ص 413)، أو تدعيم الاستخارة عن طريق الاقتراع بأن يكتب على جذاذات ما يفيد الإقدام والإحجام ثم يقرع بينها (الطبرى: مكارم الأخلاق، القاهرة سنة 1303، ص 100). وقد أنكر هذه البدع بشدة رجال الدين من السنيين الغيورين (العبدرى: كتابه المذكور، جـ 3، ص 91 وما بعدها). وهناك أيضًا استخارة بفتح الصحف (الضرب
…
فى المصحف
…
وتقديم استخارة، فى ابن بشكوال، ص 43؛ الفرج بعد الشدة، جـ 1 ص 44). ونجد قصة عن هذا الموضوع فى القزوينى (طبعة فستنفلد، جـ 2، ص 113، س 18 وما بعده). ويستخدم الفرس فى الاستخارة كتبا أخرى غير القرآن (انظر السيوطى: بغية الوعاة، ص 10؛ 17) مثل ديوان حافظ أو المثنوى لجلال الدين الرومى (انظر فهرس بانكيبور جـ 1، رقم 151). ويحرم الثقات من أهل السنة تحريما باتًا استخدام القرآن فى الاستخارة (الدميرى: كتاب الطير، جـ 2، ص 119، س 8 وما بعده، طبعة بولاق سنة 1284 هـ؛ مرتضى: إتحاف السادة المتقين، القاهرة، سنة 1311 هـ، جـ 2، ص 285). وقد أدى استعمال القرآن فى الاستخارة إلى أن الناس أخذوا يتفاءلون به، ونجد فى كتاب لين (Manners and Customs: Lane، الفصل الحادى عشر، جـ 1، ص 328) معلومات عن هذه المسألة. وهناك مثل يقول:"ما خاب من استخار ولا ندم من استشار"(ورد على اعتبار أنه حديث فى الطبرانى: معجم صغير، طبعة دهلى، ص 304). وصنف أبو عبد الله الزبيرى فى بداية القرن الرابع الهجرى (العاشر الميلادى)"كتاب الاستخارة والاستشارة"(النووى: تهذيب الأسماء ص 744، س 3).
المصادر:
(1)
الغزالى: إحياء علوم الدين، بولاق سنة هـ، جـ 1، ص 197.
(2)
مرتضى: إتحاف جـ 3، ص 467 - 469.
(3)
وكذلك الأجزاء الخاصة بالاستخارة فى كتب الفقه.