الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القاعدة العاشرة [الريب]
أولاً: لفظ ورود القاعدة:
دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. (1) حديث شريف
ثانياً: معنى هذه القاعدة ومدلولها:
هذه القاعدة نص حديث نبوي كريم رواه أبو داوود والطيالسي (2) وأحمد وأبو يعلى (3) الموصلي في مسانيدهم، كما رواه الدارمي (4) والترمذي والنسائي وآخرون عند الحسن بن علي رضي الله عنهما.
وقال الترمذي حديث: حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح
(1) المبسوط ج 1 ص 85.
(2)
الطيالسي: هو هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم أبو الوليد من كبار حفاظ الحديث من أهل البصرة. وقالوا فيه: الحافظ الإمام الحجة، روى عن البخاري رحمه الله 107 أحاديث. تهذيب التهذيب ج 1 ص 45 فما بعدها مختصرا. الأعلام جـ 8 ص 87.
(3)
أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي، الحافظ الثقة، محدث الموصل عاش 97 سنة وتفرد فرحل الناس إليه، توفي بالموصل سنة 307 الأعلام ج 1 ص 171.
(4)
الدارمي عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل التميمي الدارمي السمرقندي أبو محمَّد، الحافظ سمع بالحجاز والشام ومصر والعراق وخراسان من خلق كثير واستقضى على سمرقند فقضى قضية واحدة واستعفى فأعفي، أظهر علم الحديث بسمرقند، له مسند الدارمي المسمى سنن الدارمي توفي سنة 255 هجري. الأعلام جـ 4 ص 95.
الإسناد، وصححه ابن حبان. (1)
ومعنى يريبك يقال: رابه يريبه وأرابه يريبه ريبة، وهي الشك والتردد.
فمفاد الحديث: إذا شككت في شيء فدعه إلى ما لا شك ولا ريب فيه.
أي إذا شككت في حل شيء وحرمته والتبست عليك الأمور ولا مرجح فدع ما شككت فيه فهو أَسلم لدينك؛ لأَن ترك ما يشك فيه أصل عظيم في الورع.
وقد روى الترمذي من حديث عطية السعدي (2) مرفوعاً: "لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس".
وقال الخطابي (3): كل ما شككت فيه فالورع اجتنابه وهو على ثلاثة أقسام: واجب ومستحب ومكروه: فالواجب ما يستلزمه ارتكاب المحرم - أي أن يكون الشك في حل شيء وحرمته. والمندوب: اجتناب معاملة من أَكثر ماله حرام، والمكروه اجتناب الرخص المشروعة على سبيل التنطع (4).
(1) كشف الخفاء ج 1 ص 406. وموسوعة أطراف الحديث لزغلول جـ 5 ص 14 والمقاصد الحسنة ص 214 حديث رقم 490.
(2)
عطية بن عروة السعدي - ويقال ابن سعد - من سعد بن بكر بن هوازن صحابي نزل الشام روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أحاديث. تهذيب التهذيب جـ 7 ص 227.
(3)
حمد بن محمَّد بن إبراهيم الخطابي البستي أبو سليمان من نسل زيد بن الخطاب رضي الله عنه له معالم السنن شرح سنن أبي داود وغيره - توفي في بلدة بست سنة 388 هجري. الأعلام جـ 2 ص 273 مختصراً.
(4)
فتح الباري جـ 4 ص292، بتصرف.