الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[المطلب الثاني حسن الإعداد]
المطلب الثاني
حسن الإعداد إن الخطيب الذي يِقدر العمل الذي يقوم به، هو ذلك الرجل الذي يعتني بما يقول ويحضر لما يقول، ويمكن أن أجمل مراحل العمل في إعداد الخطبة في:
أولا: القراءة في الموضوع: بعد اختيار الموضوع الذي يود الخطيب طرحه يحسن به أن يقرأ ما كتب عن الموضوع، أو بعض ما كتب، فمن شأن تلك القراءة أن تثري الخطبة وتجعل الخطيب ملما بجوانب الموضوع، إذ ليس الأمر قاصرا على مجرد الخطبة بل ربما سئل عن جوانب من الموضوع.
ثانيا: جمع النصوص: إن الخطيبِ حين يخطب عن موضوع إنما يِريد بيان حكم الله عز وجل فيه، أو يِريد بيان ما أعد الله عز وجل لأوليِائه وما أعد لأعدائه، أو يريد بيان صفات الله عز وجل أو أسمائه، أو غير هذه الموضوعات التي قيامها على معرفة ما قال الله وقال رسوله.
ويبدأ الخطيب بجمع الآيات القرآنية الكريمة المتعلقة بهذا الموضوع، ويِستعيِن على ذلك بالمعجم المفهرس لألفاظ القرآن
الكريم، فمثلًا إذا أراد أن يخطب عن التقوى رجع إلى المعجم ليستخرج الآيِات الدائرة حول هذا الموضوع.
وإذ أراد أن يخطب عن العدل رجع إلى المعجم مادة عدل ومادة قسط ليعرف الآيات الدائرة حول موضوع العدل ثم يجمع الأحاديث النبوية المتعلقة بالموضوع، ويستعين أيضًا بالمعجم المفهرس لألفاظ الحديث، ويمكن أيضًا أن يرجع إلى شرح السنة للبغوي وجامع الأصول لابن الأثير.
ولا يعني جمع هذه النصوص أن يذكرها كلها في الخطبة ولكن اطلاعه علبها يجعله ملمًا بأطراف الموضوع ليِطرحه من الجهة الأكثر تأثيرًا في نفوس الناس.
ثالثا: الرجوع إلى أقوال أهل العلم: وتبدأ هذه المرحلة بالرجوع إلى أقوال المفسرين للآيات التي اختارها الخطيب، والتي تعالج الموضوع الذي يطرحه، ثم الرجوع إلى شراح الحديث أيضًا.
وبعد ذلك يراجع كتب أهل العلم في مظان الموضوع الذي يطرحه، فعلى سبيل المثال إذا كان الموضوع عقديِا رجع إلى كتب العقيدة، واستفاد من فهارس تلك الكتب لاهتداء لما يريد،