المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[المطلب الأول السلام] - موضوعات خطبة الجمعة

[عبد الرحمن بن معلا اللويحق]

فهرس الكتاب

- ‌[مقدمة]

- ‌[المبحث الأول سياق الخطبة وأجزاؤها]

- ‌[المطلب الأول السلام]

- ‌[المطلب الثاني الحمد والثناء]

- ‌[المطلب الثالث الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والشهادة له بالرسالة]

- ‌[المطلب الرابع الوصية بتقوى الله تعالى]

- ‌[المطلب الخامس قراءة القرآن الكريم في الخطبة]

- ‌[المطلب السادس الدعاء]

- ‌[المطلب السابع كلام الخطيب مع الناس]

- ‌[المطلب الثامن الترتيب والمولاة بين أجزاء الخطبة]

- ‌[المطلب التاسع ترجيحات لبعض العلماء في حكم أجزاء الخطبة]

- ‌[المبحث الثاني ضوابط وقواعد لموضوعات خطبة الجمعة]

- ‌[المطلب الأول حسن اختيار الموضوع]

- ‌[المطلب الثاني حسن الإعداد]

- ‌[المطلب الثالث وحدة الموضوع وترابطه]

- ‌[المطلب الرابع تخفيف الخطبة وتقصيرها]

- ‌[المطلب الخامس مراعاة القدرة]

- ‌[المطلب السادس مراعاة الأحوال]

- ‌[المطلب السابع حسن النقد وجمال النصح]

- ‌[المطلب الثامن الموازنة بين المتقابلات]

- ‌[المطلب التاسع التثبيت]

- ‌[المطلب العاشر معالجة مشكلات الأمة]

- ‌[الخاتمة]

- ‌[الخطب المنبرية]

- ‌[الفواكه الشهية في الخطب المنبرية]

- ‌[مجموعة خطب الشيخ عبد الرحمن السعدي]

- ‌[خطبة في التحذير من المدارس الأجنبية المنحرفة]

الفصل: ‌[المطلب الأول السلام]

[المبحث الأول سياق الخطبة وأجزاؤها]

[المطلب الأول السلام]

المبحث الأول

سياق الخطبة وأجزاؤها المطلب الأول

السلام سلام الخطيب على الناس قبل الخطبة: يشرع لكل داخل على قوم أن يسلم بتحية الإسلام: " السلام عليكم ورحمة الله وبركاتَه " وهذا من الأخلاق الحميدةَ التي دعا إليها الإسلام، يقول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النور: 27](1) ويقول سبحانه: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [النور: 61](2) .

والخطيبِ يدخل المسجد يوم الجمعةَ والناس فيِه يِنتظرون، فكان مشروعًا له أن يسلم عليهم، ولعلماء الأمة وفقهائها كلام في حكم السلام ومحله أجمله فيما يلي:

(1) سورة النور آية 27.

(2)

سورة النور آية 61.

ص: 6

1 -

الخلاف في حكم السلام: اختلف الفقهاء في حكم سلام الخطيب على قوليِن: -

القَول الأول: مشروعية سلام الخطيب على من في المسجد وبهذا القول قال المالكية (1) والشافعيِة (2) والحنابلة (3) .

- القَول الثَاني: إن سلام الخطيب على من في المسجد لا يجوز، وهذا قول الحنفيةَ، بل إنهم جعلوا ترك السلام من خروج الخطيب إلى الناس إلى دخوله في الصلاة سنة (4) .

الأدلة:

أدلة القول الأول: استدل أصحاب هذا القول بجملة من الأحاديث الدالة على مشروعيِة سلام الخطيب منها:

- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صعد المنبر سَلّم» (5) .

(1) ينظر: الدردير، الشرح الكبير والعدوي، حاشيته على الخرشي 2 / 82.

(2)

ينظر: النووي، روضة الطالبين 2 / 31، والشربيني، ومغني المحتاج 1 / 289.

(3)

ينظر البهوتي، كشاف القناع 2 / 35، والمرداوي، الإنصاف 2 / 395.

(4)

ينظر الحصفكي، الدر المختار 2 / 150 مع حاشية ابن عابدين.

(5)

رواه ابن ماجة في السنن1 / 352، والبيهقي في السنن الكبرى 3 / 204، والبغوي في شرح السنة 4 / 242.

ص: 7

- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دنا من منبره يوم الجمعة سلّم على من عنده من الجلوس، فإذا صعد المنبر استقبل الناس بوجهه ثم سلّم» (1) .

- عن ابن جريج عن عطاء: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صعد المنبر أقبل بوجهه على الناس فقال: السلام عليكم» (2) .

- عن الشعبي قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صعد المنبر يوم الجمعة استقبل الناس بوجهه فقال: السلام عليكم، ويحمد الله ويثني عليه، ويقرأ سورة ثم يجلس ثم يقوم فيخطب ثم ينزل وكان أبو بكر وعمر يفعلانه» (3) .

أدلة القول الثاني: لم أجد لأصحاب القول الثاني أدلة.

2 -

الخلاف في محل السلام: اختلف القائلون بمشروعية تسليم الخطيب يوم الجمعة على الناس في محل ذلك السلام على قولين: -

القول الأول: إن الإمام يسلم حال دخوله المسجد ثم يسلّم حين يصعد المنبر ويستقبل الناس بوجهه، وهذا قول الشافعية (4) والحنابلة (5) .

(1) رواه البيهقي 3 م 205.

(2)

رواه عبد الرزاق في المصنف 3 / 192.

(3)

رواه ابن أبى شيبة في المصنف1 / 449 وعبد الرزاق في المصنف 393.

(4)

انظر النووي: روضة الطالبين 2 / 31، والشربيني، مغني المحتاج 1 / 389.

(5)

ينظر: البهوتي، كشف القناع 2 / 35، والمرداوي، والإنصاف2 / 395 - 396.

ص: 8

ففي المغني قال ابن قدامة: "ويِستحب للإمام إذا خرج أن يسلّم على الناس ثم إذا صعد المنبر فاستقبل الحاضرين سلّم عليهم (1) .

القول الثاني: إنه يسلّم حال الدخول على الناس ويكره له التسلِيم إذا صعد المنبر، وهذا قول المالكية (2) .

جاء في المدونة قول ابن القاسم: (وسألت مالكًا إذا صعد الإمام على المنبر يوم الجمعة هل يسلّم على الناس، قال: لا، وأنكر ذلك)(3) .

وفى شرح منح الجليل: (و) ندب (سلام الخطيب) على الجماعة الذين في المسجد (لخروجه) على الناس للخطبة أي عنده وإن كان السلام في ذاته سنة ورده فرض كفاية، (لا) يِندب سلامه عند انتهاء (صعوده) أي الخطيب على المنبر فيكره، ولا يجب رده، لأنه معدوم شرعًا وهو كالمعدوم حساً) (4) .

الأدلة:

أدلة القَول الأول: استَدل القائل بمشروعية السلام في الحالِين بجملة أدلة هي: -

(1) ابن قدامة، المعني 3 / 161.

(2)

ينظر: محمد عليشِ، شرح منح الجليل 1 / 263، والخرشي على مختصر خليل 2.

(3)

الإمام مالك، المدونة الكبرى1 / 150.

(4)

محمد عليش: شرح الجليل 1 / 263.

ص: 9

1 -

حديثِ جابر السابقَ ذكره.

2 -

حديث ابن عمر السابق ذكره.

3 -

مرسل الشعبي السابق ذكره.

وعللوا تكرار السلام بعد صعوده المنبر: أن الخطيب إذا صعد المنبر استدبر الناس في صعوده فكان مشروعًا له أن يسلم عليهم مرة أخرى إذا استقبلهم (1) .

تعليل القول الثاني: يعلل المالكية لقولهم بكراهة التسليم الثاني بعدم قيام الدليل عليه، ففي حاشية العدوي:" لأنه لم يرد ذلك في شيء من الروايِات الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو شيء محدث"(2) .

والراجح من هذه الأقوال مشروعية السلام وتكراره في الحالين لما يلي:

1 -

عمومات الأدلة الدالة على مشروعية سلام الداخل.

2 -

الأدلة النصية المذكورة في سلام النبي صلي الله عليه وسلم على الناس.

3 -

أن الخطيب عند خول المسجد يسلّم على من حوله بينما هو بعد صعوده يسلّم على الحاضرين كلهم.

(1) ينظر: النووي، المجموع 4 / 526.

(2)

العدوي: حاشية العدوي على الخرشي 8212.

ص: 10