الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 -
أن ينتقل من الحقائق المعلومة عن الجميع إلى ما يريد الحديث عنه، ولا يطيِل الوقوف عند ما يِتفق عليه الناس، فإذا تكلم عن الموت فإنه لا يحتاج إلى مزيد كلام حول أن الموت واقعُ لا محالة، ولكنه يحتاج إلى حث الناس على العمل لما بعد الموت، فتذكيرهم به إنما هو من أجل الحث على العمل.
4 -
أن يِجعل الموضوع الطويل مقسمًا على جُمع متعددة ليعالج الموضوع من جميع جوانبه، ولا يكون ذلك إلا للموضوعات التي لابد من علاج جميع جوانبها والتي تَكتسب أهمية خاصة.
[المطلب الرابع تخفيف الخطبة وتقصيرها]
المطلب الرابع
تخفيف الخطبة وتقصيرها اتفق الفقهاء على استحباب تخفيف الخطبة وعدم الإطالة فيها، فقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة سأسرد بعضها بعد قليل - إن شاء الله تعالى - لأن المقصود من الخطبة إفادة السامعين وتذكيرهم، ولا شك أن الإطالة في الكلام تجعل بعضه ينسي بعضًا، وتجعل السامع يمل منه بل تنُفر الناس من حضور الخطبة، ولكن المقصود والمطلوب في ذلك اختصار غير مخل وغير ممحق للمعني.
ومن الأحاديث الواردة في ذلك: - ما جاء في صحيح مسلم «عن جابر بن سمرة قال: " كنت أصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت صلاته وخطبته قصدًا» (1) .
- وما جاء في صحيح مسلم أيضَاَ عن واصل بن حيان قال: «قال أبو وائل: خطبنا عمار فأوجز وأبلغ فلما نزل قلنا يا أبا اليقظان لقد أبلغت وأوجزت فلو كنت تنفست، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة وإن من البيان سحرا» (2) . لفظ مسلم " والمئنة والعلامة.
- وما أخرجه أبو داود عن عمار بن ياسر، قال:«أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقصار الخطب» (3) وما أخرج أيضًا أبو داود في سننه عن جابر بن سمرة الوائلي قال:
(1) رواه مسلم كتاب الجمعة باب تخفيف الصلاة والخطبة 6 / 402.
(2)
رواه مسلم 2 / 406 -407، وأحمد في مسنده 4 / 263، والدارمي في السنن 1 / 303، أبو يعلي في المسند 3 / 206 ابن حزيمة في الصحيح3 / 142، وابن حبان في الصحيح 4م / 199، والبيهقي في السنن 3 / 208 وفي الآداب (245) .
(3)
رواه أبو داود كتاب الصلاة باب إقصار الخطب 1 / 289.
«كان رسول الله صلى عليه وسلم لا يطيل الموعظة يوم الجمعة إنما هن كلمات يسيرات» (1) .
-ما رواه النسائي عن عبد الله بن أبي أوفى يِقول: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الذكر ويقل اللغو ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة» (2) .
- وما روي عن جابر بن سمرة قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائما ثم يِجلس ثم يقوم فيقرأ آيِات ويذكر الله وكانت خطبته قصدًا وصلاته قصدًا» (3) .
1 -
نصوص المذاهب في ذلك:
في المذهب الحنفي: جاء في بدائع الصنائع في سياق ذكر سنن الخطبة " ومنها أن لا يُطول الخطبة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتقصير الخطب، وعن عمر -رضى الله عنه - أنه قال: " طولوا الصلاة وأقصروا الخطبة ".
(1) رواه أبو داود كتاب الصلاة باب إقصار الخطب 1 / 289.
(2)
رواه النسائي في السنن 3 / 108.
(3)
رواه ابن ماجة في السنن 1 / 351 والنسائي في السنن 3 / 110 ابن خزيمة في الصحيح 2 / 350، وابن الجارود في المنتقى (110) ، ورواه بألفاظ مختلفة أبو داود الطيالسي في المسند (105) وعبد الرزاق في المصنف3 / 187 والطبراني في الكبير2 / 216.
وقال ابن مسعود: " طول الصلاة وقصر الخطبة من فقه الرجل "، أي إن هذا مما يستدل به على فقه الرجل " (1) .
وفي المذهب المالكي: جاء في الشرح الكبير في سياق بيان سنن الخطبة (وتقصيرهما، والثانية أقصر من الأولى)(2) .
وفى المذهب الشافعي: قال النووي في المجموع: "ويستحب تقصير الخطبة للحديث المذكور وحتى لا يملوها، قال أصحابنا: ويكون قصرها معتدلا، ولا يِبالغ بحيث يمحقها "(3) .
في المذهب الحنبلي: جاء في كشاف القناع "ويُسن (أن يقصر الخطبة) لما روى مسلم عن عمار مرفوعًا: «إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة فقهه فأطيلوا الصلاة وقصروا الخطبة» ، ويسن كون الخطبة الثانية أقصر من الخطبة الأولى كالإقامة مع الآذان) (4) .
(1) الكاساني بدائع الصنائع 1 / 263.
(2)
الدردير، الشرح الكبير 1 / 382 مع حاشية الدسوقي علية.
(3)
النووي، المجموع 4 / 582 - 529.
(4)
البهوتي، كشاف القناع 2 / 36.