الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسلكم إن الله لم يكتبها علينا إلا إن نشأ فلم يسجد ومنعهم أن يسجدوا (1) .
وجاء في سنن البيهقي أيِضا (عن زر أن عمارا - رضى الله عنه - قرأ على المنبر {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} [الانشقاق: 1] يوم الجمعة ثم نزل فسجد)(2) .
والله أعلم بالحق والصواب.
[المطلب السادس الدعاء]
المطلب السادس
الدعاء وقد ورد من الأحاديث في الدعاء في خصوصية الخطبة: «عن عمارة بن رويبة: "أنه رأى بشر بن مروان رافعا يِديِه فقال: قبح الله هاتين اليدين، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا وأشار بأصبعه المسبحة» (3) .
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: «ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهرا يديه قط يدعو على منبره ولا على
(1) الإمام مالك، الموطأ 138.
(2)
المرجع السابق 3 / 213.
(3)
رواه مسلم في الصحيح والبيهقي وكتاب الجمعة باب يستدل له على أنه يدعو في خطبته 3 / 210.
غيره، ولكن رأيته يقول هكذا وأشار بالسبابة وعقد الوسطى بالإبهام» .
قال البيهقي: (والقصد من الحديثين إثبات الدعاء في الخطبة، ثم فيِه من السنة أن لا يرفع حال الدعاء في الخطبة ويقتصر على أن يشير بأصبعه)(1) .
وثابت عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم «أنه مد يديه ودعا، وذلك حيِن استسقى في خطبة الجمعة» .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «أصابَت الناس سنة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم الجمعة قَام أعرابي فقال: يا رسول الله، هلك المال وجاع العيال، فادع لنا، فرفع يديه وما نرى في السماء قزعة - فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم يِنزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته صلى الله عليه وسلم فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد وبعد الغد والذي يِليه حتى الجمعة الأخرى وقام ذلك الأعرابي - أو قال غيره - فقال: يا رسول الله تهدم البناء، وغرق المال، فادع
(1) رواه البيهقي في كتاب الجمعة باب ما يستدل به على أنه يدعو في خطبته 3 / 210.
الله لنا، فرفع يديه فقال: اللهم حوالينا لا علينا، فما يشير إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت وصارت المدينة مثل الجوبة وسال الوادي قناة شهر، ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود» (1) .
وللأحاديثِ السابقة اتَفقَ فقهاء المذاهب الأربعة على مشروعية الدعاء للمسلمين والمسلمات أثناء الخطبة في الجمعة، لكنهم اختلفوا في حكمه هل هو واجب أو سنة؟ .
فذهب الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أنه سنة في الخطبة وهو قول عند الشافعيِة.
جاء في بدائع الصنائع في سياق ذكره لسنن الخطبة " ويدعو للمؤمنين والمؤمنات "(2) .
وجاء في الشرح الكبير " وندب ثناء على الله وصلاة على نبيه وأمر بتقوى ودعاء بمغفرة وقراءة من القرآن (3) .
وفي كشاف القناع: " ويسن أن " يدعو للمسلمين "لأن الدعاء لهم مسنون في غير الخطبة ففيِها أولى "(4) .
(1) رواه البخاري كتاب الجمعة باب الاستسقاء في الخطبة ومواقع أخرى من الصحيح، ينظر أطرافها في الفتح (2 / 413) .
(2)
الكاساني، بدائع الصنائع (1 / 263) .
(3)
الدردير، الشرح الكبير 1 / 378.
(4)
البهوتي، كشاف القناع 2 / 37.