الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما يقول من ضيع شيئاً ما
عن عمر بن كثير بن أفلح قال: كان ابن عمر يقول للرجل إذا أضل شيئاَ: قل اللهم ربّ الضالة، هادي الضالة، تهدي من الضلالة، ردّ عليّ ضالتي بقدرتك وسلطانك، فإنها من عطائك وفضلك.
وفي وجه آخر سئل ابن عمر رضي الله عنه عن الضالة فقال: يتوضأ ويصلي ركعتين ثم يتشهد ثم يقول: اللهم رادّ الضالة، هادي الضلالة، تهدي من الضلال، ردّ علي ضالتي بعزتك وسلطانك، فإنها من فضلك وعطائك. قال البيهقي هذا موقوف وهو حسن.
دم فائر، ضربات قلب متسارعة، من كثرة الذهاب والإياب، عبارات بأصوات مرتفعة تنادي: من حرّك
…
؟ من رأى؟
…
أوداج حمراء، عيون زائغة، ممزوجة بشيء من الغضب أو الحزن إلا من
كانت ثقته بالله عظيمة، وإيمانه برحمته وقدرته كبيرة.
هذا حال من ضيّع شيئاً عزيزاً عليه أو هو في أمس الحاجة إليه. وقد تكون هذه الضرورة قصوى مثل حال الذي فقد ناقته في الصحراء وعليها طعامه وشرابه، فلما وجدها قال من شدة فرحه: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، كما جاء في الحديث الصحيح.
فحال القلب السليم الذي يبحث عن شيء ضيّعه يجب أن يكون متذكراً لقدرة الله وعلمه الذي أحاط بكل شيء، فلا يعتريه اليأس أو الغضب، ويعلم تمام اليقين أنه إنما حجب عنه لحكمة أرادها الله، فلا ينطلق في شتم هذا، أو توجيه توبيخٍ لذاك لأنه السبب في ضياعها.
فالحال السليم الذي ينبغي أن يكون عليه قلب ذاك الذي فقد شيئاً هو التلبس بالعبودية لله، والاعتراف بقدرته جل وعلا، ثم التذكّر بأن هذه النعمة التي فقدها الآن ليست من كسبه وبعمله أو جهده، إنما هي من نعم الله عليه، فهو الصاحب الحقيقي لها، والمتفضل بإعطائها، فإن أراد مالكها حجبها عمن استدانها منه لفترة محددة ولحكمة يعلمها، فليس من الأدب أن يغضب إن أراد مالكها الحقيقي ذلك.
إن هذه المعاني التي تنبعث في أجواء هذا الذكر لتحرّك القلب نحو الاتجاه الصحيح الذي ينبغي أن يسير وفقه في هذا الموقف، عندئذٍ تُردّ عاريته إليه، إذ آب القلب إلى السكة أو الطريق القويم وسط زحمة الحياة وفتنها. (مايفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكراً عليماً)(1).
(1) سورة النساء: 147