الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شمس الدين محمَّد البهنسي الشافعي (1) باعتماد ما يسوقه ثقات المؤرخين المعروفين بالصدق والأمانة والدين وترتب الأحكام على ما يذكرونه وهذا منه.
وبعد حين رأيت كثيرًا ممن يعارض أخذ هذا الذي ذكرته وصار يستدل به على ما قلته.
فالحمد لله على وضوح الأمر وانجلائه للمخالف. وقد قال إمامنا الشافعي رضي الله عنه: وددت لو أن الناس أخذوا هذا العلم ولم ينسب إلى منه شيء.
* * *
(الشاهد الثالث)
[اقتلاع القرامطة للحجر الأسود]
ومن الشواهد لذلك:
أن الحجر الأسود (2) لما قلعته القرامطة (3) من مكانه من البيت الحرام عام فتنتهم سنة سبع عشرة وثلثمائة، ونقلوه إلى جامع الكوفة وعلقوه بالأسطوانة
(1) العلامة محمد بن محمد بن عبد الرحمن البهنسي العقيلي الشافعي، شمس الدين، النقشبندي الخلوتي، فاضل متصوف، جاور بمكة سنة 995 هـ، وتوفي بها سنة 1001 هـ، له مصنفات. الأعلام: 7/ 61.
(2)
الحجر الأسود زاده الله شرفًا هو في ركن البيت الذي يلي باب البيت من جانب المشرق، ويقال له الركن الأسود، ويقال له وللركن اليماني: الركنان اليمانيان، وارتفاعه من الأرض ذراعان وثلثا ذراع، قاله الأزرقي. تهذيب الأسماء واللغات: 3/ 81.
(3)
القرامطة هم فرقة من الباطنية نسبوا إلى حمدان قرمط، والكلام عن تاريخهم وفرقهم وما يتبع ذلك يطول جدًّا، وحاصل ما يقال في معتقدهم ما لخصه الإِمام أبو منصور البغدادي بقوله: قال عبد القاهر: الذي يصح عندي من دين الباطنية أنهم دهرية زنادقة يقولون بقدم العالم وينكرون الرسل والشرائع، انتهى. وينظر الكتاب الموسوعي:"دائرة معارف القرن العشرين"، لمحمد فريد وجدي: 7/ 713 - 734.
الرابعة عشر (1) منه لزعمهم الفاسد أن الحج ينتقل إليهم، واستمر كذلك بضعة وعشرين عامًا (2) لم ينتدب لاستنقاذه من أيديهم وإعادته لمكانه ببذل المال أحد من مياسير المسلمين، ولا نقل عن أحد من علماء عصرهم توجيه خطاب فرض الكفاية إلى أحد منهم، حتى انتدب له الخليفة العباسي المقتدر بالله وقيل المطيع لله (3)، مع أن رده لمكانه فرض معلوم بإظهار فرضيته، فقد استعيذ بالله من رفعه من مكانه (4).
قال الفقهاء: ولو رفع الحجر من مكانه والعياذ بالله تعالى، انتقلت أحكامه للركن (5). فتخَلُّفُ أهل ذلك العصر من العلماء أو الصالحين المياسير
(1) في "الجامع اللطيف"، لابن ظهيرة: ص 38: أنه علق في الأسطوانة السابعة.
(2)
كانت مدة مكثه عندهم: اثنان وعشرون سنة إلَّا شهرًا، كذا في "الجامع اللطيف" ص 38، وفي "تاريخ الكعبة"، لباسلامة ص 115: إلَّا أربعة أيام.
(3)
هناك شك عند بعض من المؤرخين واضطراب في تعيين الخليفة الذي أعيد الحجر الأسود في عهده، وتحقيق الأمر: أن الحجر الأسود أخذ سنة 317 هـ ومكث 22 عامًا، أي أنه أعيد سنة 339 هـ، وكان الخليفة آنذاك هو المطيع لله أبو العباس الفضل بن جعفر (المقتدر بالله) وكان حكمه من سنة 334 هـ إلى 364 هـ، هذا ما نقله الزركلي عن تاريخ المسعودي الذي عاش في ذلك الزمان، (إذ وفاته سنة 345 هـ). الأعلام: 5/ 147.
وما ذكره بعض المؤرخين من أنه أعيد زمن الخليفة المقتدر فلا يصح لأنه توفي سنة 320 هـ، وإنما أخذ الحجر في عهده، وما ذكره البعض من أن المطيع اشتراه من أبي طاهر القرمطي فلا يصح أيضًا لأن وفاة القرمطي المذكور كانت سنة 332 هـ. ينظر:"تاريخ الكعبة"، لباسلامة: 115 - 118 (ط مصر 1420 هـ)، والأعلام: 2/ 121.
(4)
منها حديث: "استمتعوا من هذا البيت فإنه يهدم مرتين ويرفع في الثالثة"، وفي رواية:"يهدم مرتين ويرفع الحجر الأسود في الثالثة"، روى الأول الحاكم في "المستدرك" 1/ 306 وقال: صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه ابن حبان في صحيحه (6753)، وينظر:"تهنئة أهل الإِسلام"، للميموني 52 - 53.
(5)
قال الإِمام جار الله ابن ظهيرة الحنفي في "الجامع اللطيف" ص 39: لو أزيل الحجر من موضعه والعياد بالله تعالى استلم ركنه وقبله وسجد عليه، كذا نقله القاضي عز الدين بن =