المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فصل   فمهما أبقى الله سُبْحَانَهُ علينا نعْمَة الْإِسْلَام وَمَا أنعم بِهِ - نشر طي التعريف في فضل حملة العلم الشريف والرد على ماقتهم السخيف

[الوصابي]

الفصل: ‌ ‌فصل   فمهما أبقى الله سُبْحَانَهُ علينا نعْمَة الْإِسْلَام وَمَا أنعم بِهِ

‌فصل

فمهما أبقى الله سُبْحَانَهُ علينا نعْمَة الْإِسْلَام وَمَا أنعم بِهِ علينا من معرفَة الشَّرَائِع وَالْأَحْكَام وجنبنا جَمِيع الْفَوَاحِش والآثام فقد خصنا مِنْهُ بِأَفْضَل إكرام وتفضل علينا سُبْحَانَهُ بِكُل إنعام وَلَا نبالي بعد ذَلِك بِمَا تغير وتكدر من أَسبَاب الدُّنْيَا وَلَا بِمَا تعسر وَتعذر من بَقِيَّة الْأَشْيَاء لِأَن الدُّنْيَا عرض حَاضر يَأْكُل مِنْهُ الْبر والفاجر نسْأَل الله أَن يديم علينا نعمه وَأَن يصرف عَنَّا بِلُطْفِهِ نقمه فالدين وَالْعلم هُوَ الَّذِي عَلَيْهِ الْمعول وَهُوَ الْعِزّ الَّذِي لَا يضيع وَلَا يتَحَوَّل وَإنَّهُ لَهو الآخر وَهُوَ الأول وَإِن شرع الله لمحمود صَاحبه وَهُوَ الَّذِي لَا يفلح لأئمه وجاذبه وَهُوَ الَّذِي عز فِي الورى جَانِبه وَالْغَالِب بِالْبَاطِلِ مغلوب تَحْقِيقا {وَقل جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل إِن الْبَاطِل كَانَ زهوقا}

وَأنْشد شَيخنَا

ص: 155

وأستاذنا وإمامنا وَسَيِّدنَا والدنا لنَفسِهِ عَفا الله عَنهُ وجزاه خيرا

(يَد الشَّرْع أَعلَى وَهِي أكْرم منصب

وبالحق تنجى فَالْحق الْحق واصحب)

(فَمَا ذَاك بعد الْحق إِلَّا ضَلَالَة

وَمَا بعد شرع الله غير التكذب)

(وكل امْرِئ لم يتبع الشَّرْع فَاسق

وَمن غَالب الشَّرْع المشرف يغلب)

(وَمن رام ذل الشَّرْع أَو ذل أَهله

يعد رومه ذلا عَلَيْهِ ويسغب)

(فَمَا الْعِزّ إِلَّا للإله وَحزبه

وَأهل كتاب الله أهل التحزب)

(وأخيار أهل الأَرْض فِي كل موطن

وشرق وَغرب مَعَ يمَان ومغرب)

(هم الْأَوْلِيَاء السَّادة الْفُضَلَاء لم

يزل نورهم للنَّاس فِي كل مَذْهَب)

(أضاءوا ظلام الْجَهْل فَالْحق وَاضح

وصانوا صميم الْحق فِي كل مشعب)

ص: 156

(كواكب أهل الأَرْض عمرانها بهم

وَمَا تنجلي الظلماء إِلَّا بكوكب)

(فَمن ينتقصهم أَو يرد ذلهم لَهُ

فقد ظن أمرا لَيْسَ فيهم بِمُوجب)

(وَمن شَيْخه السُّلْطَان والحصن أَوله

جنود فَأهل الْعلم شيخهم النَّبِي)

(وَمن حزبه أهل السِّلَاح فحزبهم

كتاب عَزِيز مَانع كل مُصعب)

وَقَالَ أَيْضا رضي الله عنه وجزاه خيرا

(أيا حَامِل الْعلم اسْتَقِم أَنْت غَالب

وقم بِحُقُوق الْعلم ذَلِك وَاجِب)

(وَلَا تخش أهل الْجَهْل فَالله دَافع

عَن الدّين من للدّين مِنْهُم محَارب)

(عَلَيْك بتقوى الله وَالصَّبْر والرضى

بمقدور رَبِّي تكف مَا أَنْت رَاهِب)

(وَلَا تخش إِلَّا الله فالخلق ملكه

وَإِن الْإِلَه الله للْكُلّ غَالب)

(وَإنَّك إِن عودت نَفسك بالرضى

بمقدوره هَانَتْ عَلَيْك المصائب)

ص: 157

(فَإِن كنت لَا ترْضى سوى مَا هويته

بَدَت مِنْك بَين الْعَالمين معايب)

(ففوض إِلَى الله الْأُمُور جَمِيعهَا

سيكفيك من تخشاهم وتراقب)

(وَلَا تكترث من ظَالِم واستعذ بِمن

يعيذك مِنْهُ ينْدَفع وَهُوَ خائب)

(إِذا كَانَ رَبِّي رَاضِيا عَنْك لَا تبل

بِمن مِنْهُم رَاض وَمن هُوَ غاضب)

(وَمن ظن أَن يجْرِي كَمَا شَاءَ أمره

من الْخلق فَاعْلَم أَن ذَلِك كَاذِب)

والعاقل لَا يجهل أَن لله تَعَالَى حكما يَضَعهَا الله فِي بِلَاده ويختبر بهَا من يَشَاء من صفوة عباده فَلَا يتزعزع لجهل جَاهِل يروم تَغْيِير مَا شَرعه الله وَلَا يتواضع لجَاهِل وَفَاجِر قد أهانه الله

فَإِذا رَأَيْت ذَا جهل قد عدل عَن الصَّوَاب وَمَال عَمَّا شَرعه الله سُبْحَانَهُ فِي الْكتاب وَأعْرض عَن قَول الْعلمَاء وتغلب وتمرد عَن طاعتهم وَتَوَلَّى وأضرب وأتبعهم ذمه وتهدد وأرهب فخله وجهله وبأسه وَاضْرِبْ بتقوى الله تَعَالَى رَأسه

وراقب الله وَحده وَاحْذَرْ بأسه فَإِن الله سُبْحَانَهُ

ص: 158

هُوَ الَّذِي يضر وينفع وَهُوَ الَّذِي يهين ويعين وَيرْفَع وَهُوَ الَّذِي لَهُ الْخلق وَالْأَمر وَهُوَ الَّذِي يعلم السِّرّ والجهر وَيعلم وَسْوَسَة الصَّدْر

فلازم طَرِيق شَرِيعَته وَلَا تدعها واعمل بِسنة نبيه واتبعها وَإِن بقيت بهَا غَرِيبا فريدا وصرت بطريقها مفارقا وحيدا فقد قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (الْإِسْلَام بَدَأَ غَرِيبا وَسَيَعُودُ غَرِيبا كَمَا بَدَأَ فطوبى للغرباء الَّذِي يصلحون مَا أفسد النَّاس من سنتي)

رَوَاهُ البُخَارِيّ رحمه الله

فَاتق الله وَلَا تبالي بِمن سلك سَبِيل الضلال واعتصم بالكبير المتعال فَإِن الله تَعَالَى لَا يُغير مَا بِقوم حَتَّى يُغيرُوا مَا بِأَنْفسِهِم وَإِذا أَرَادَ الله بِقوم سوءا فَلَا مرد لَهُ وَمَا لَهُم من دونه من وَال

وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم وَهُوَ حَسبنَا وَنعم الْوَكِيل

ص: 159