المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فصل   وَيجب على الْعَوام أَن لَا يعترضوا على عُلَمَائهمْ بل يقلدونهم - نشر طي التعريف في فضل حملة العلم الشريف والرد على ماقتهم السخيف

[الوصابي]

الفصل: ‌ ‌فصل   وَيجب على الْعَوام أَن لَا يعترضوا على عُلَمَائهمْ بل يقلدونهم

‌فصل

وَيجب على الْعَوام أَن لَا يعترضوا على عُلَمَائهمْ بل يقلدونهم فِي أديانهم فيهتدون بهداهم ويعلمون بفتواهم

وَلَا يُنكرُونَ على الْعلمَاء مَا يَفْعَلُونَهُ وَلَا يتعقبون عَلَيْهِم مَا يأتونه مِمَّا ظَاهره مستنكر

فَإِن الْعلمَاء بِالْحَقِّ أعرف وهم بِهِ أخبر وهم بمداخله ومخارجه أبْصر

والعالم الْوَرع بِمَا قد أصلح الله من قلبه لاينبغي لأحد أَن يدْخل بَينه وَبَين ربه فقد يفعل الْعَالم مَا ظَاهره الْفساد وباطنه صَوَاب عِنْد رب الْعباد بِمَا اطلع عَلَيْهِ الْعَالم من الْفساد والسداد

وَاعْتبر بِقصَّة الْخضر عليه السلام لما خرق سفينة الْمَسَاكِين وَقتل بِيَدِهِ الْغُلَام أنكر عَلَيْهِ مُوسَى صلى الله على نَبينَا وَعَلِيهِ وَسلم ذَلِك ولامه على مَا جرى هُنَالك

فَلَمَّا عرفه الْخضر بتأويله أقرّ مُوسَى لَهُ بتفضيله وَقد شرح الله

ص: 208

قصتهما فِي الْكتاب وَأَنه مَأْذُون لَهُ من رب الأرباب فر يعْتَرض على الْعَالم إِلَّا عَالم يكون فَوْقه أَو مثله ليراجعه بِالْحَقِّ وَيفهم بِهِ فعله وَأَن الَّذِي يُنكر على أعلم مِنْهُ مليم وَفَوق كل ذِي علم عليم

وَقد قَالَ الإِمَام حجَّة الْإِسْلَام الْغَزالِيّ رحمه الله فِي بعض مصنفاته أوصيك يَا أخي بِإِحْسَان الظَّن بالعلماء وَمن جملَة إِحْسَان الظَّن بهم أَن تطلب لكلامهم وَجها وعذرا مَا أمكن فَإِن لم تعثر عَلَيْهِ فتتهم نَفسك عَن دركه وَالله أعلم

وَقَالَ رحمه الله فِي كِتَابه الْإِمْلَاء على مُشكل الْأَحْيَاء لَا تعجل على أَخذ بالتخطية وَلَا تبادر بالتجهيل فَرُبمَا عَاد عَلَيْك ذَلِك وَأَنت لَا تشعر فَلِكُل عَالم غور وَله فِي بعض مَا يَأْتِي بِهِ احتجاجات وَالله الْمُوفق بكرمه

ص: 209