المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فصل   وَمن كسب المَال الْحَلَال ليكفل بِهِ الْأَهْل والعيال وتعفف بِهِ - نشر طي التعريف في فضل حملة العلم الشريف والرد على ماقتهم السخيف

[الوصابي]

الفصل: ‌ ‌فصل   وَمن كسب المَال الْحَلَال ليكفل بِهِ الْأَهْل والعيال وتعفف بِهِ

‌فصل

وَمن كسب المَال الْحَلَال ليكفل بِهِ الْأَهْل والعيال وتعفف بِهِ عَن السُّؤَال فقد أحسن بِهَذَا الفعال ونال الْأجر بِهَذِهِ الْخِصَال لِأَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ (لِأَن يَأْخُذ أحدكُم حبله فَيَأْتِي بحزمة حطب على ظَهره فيبيعها فيكف بهَا وَجهه خير لَهُ من يسْأَل النَّاس أَعْطوهُ أَو منعُوهُ)

رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحَيْهِمَا

وَقَالَ صلى الله عليه وسلم (طلب الْحَلَال فَرِيضَة على كل مُسلم)

وَقَالَ (نعم المَال الصَّالح للرجل الصَّالح)

وَذكره صَاحب الشهَاب

وَقَالَ أَبُو اللَّيْث السَّمرقَنْدِي رحمه الله فِي كتاب أدب التَّعْلِيم وَكَانُوا فِي الزَّمن الأول يتعلمون الحرفة ثمَّ يتعلمون الْعلم حَتَّى لَا يطمعوا فِي أَمْوَال النَّاس

فَإِن الطمع فقر حَاضر

ص: 102

وَقَالَ صلى الله عليه وسلم (أفضل الْأَعْمَال على وَجه الأَرْض طلب الْعلم وَالْجهَاد وَالْكَسْب)

ذكره أَبُو اللَّيْث فِي تنبيهه

قَالَ وَقَالَ بعض أهل الْعلم لَا يقوم الدّين وَالدُّنْيَا إِلَّا بأَرْبعَة الْعلمَاء والأمراء والغزاة وَأهل الْكسْب

انْتهى كَلَامه

وَفِي بعض الْأَحَادِيث الغريبة أَنه صلى الله عليه وسلم قَالَ (الْفقر لِأَصْحَابِي سَعَادَة والغنى لِلْمُؤمنِ فِي آخر الزَّمَان سَعَادَة) قيل يَا رَسُول الله كَيفَ يكون ذَلِك قَالَ (لِأَنَّهُ يصير المَال إِلَى بخلائهم ويسودهم أشرارهم وَمن سَعَادَة الْمَرْء أَن لَا يحْتَاج فِي ذَلِك الزَّمَان فَإِن اسْتَطَعْتُم أَن تَكُونُوا أغنياءهم فافعلوا)

وَقَالَ بعض الْحُكَمَاء حفظك مَا فِي يدك أولى لَك من طلب مَا فِي يَد غَيْرك

وَقَالَ الْغَزالِيّ رحمه الله فِي كتاب النِّكَاح من كتاب الْإِحْيَاء

النّظر للعواقب وَحفظ المَال وادخاره مَعَ كَونه مناقضا للتوكل لَا نقُول أَنه مَنْهِيّ عَنهُ

وَقَالَ إِمَام الْحفاظ وَرَأس الوعاظ ابْن الْجَوْزِيّ رحمه الله فِي وَصيته لِابْنِهِ ودبر أَمرك فِي إنفاقك من غير تبذير لِئَلَّا تحْتَاج إِلَى النَّاس فَإِن حفظ المَال من الدّين وَلِأَن تخلفه لورثتك خير من أَن تحْتَاج إِلَى النَّاس

ص: 103

وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ أَيْضا رحمه الله فِي كتاب الطِّبّ الروحاني وَلَا يُنكر على من جمع مَا لَا غنى للنَّفس عَنهُ فاستغنى بِهِ عَن النَّاس وأغنى أَوْلَاده وبذل بعضه للمحتاجين إِلَّا أَنه لَا يَنْبَغِي بعد حُصُول الْمِقْدَار الْمُتَوَسّط أَن يضيع الزَّمن الشريف ويخاطر بِالروحِ فِي الْأَسْفَار

قَالَ وَاعْلَم أَن مُجَرّد إمْسَاك المَال لَا يُسمى بخلا لِأَن الْإِنْسَان قد يمسك لِحَاجَتِهِ ولحوادث دهره وَلأَجل عائلته ولقرابته قَالَ وَهَذَا كُله من بَاب الحزم فَلَا يذم

وَإِنَّمَا يَقع الْبُخْل على مَانع الْحق الْوَاجِب والتبذير فِيمَا يَأْمر بِهِ الْهوى وَينْهى عَنهُ الْعقل قَالَ وَاعْلَم أَن الْإِنْسَان قد يعْطى رزق شهر فِي يَوْم وَاحِد فَإِذا بذر فِيهِ بَقِي شهره يعاني الْبلَاء وَإِذا دبر فِيهِ عَاشَ شهره طيب الْعَيْش

قَالَ وَيَنْبَغِي للعاقل أَن يكْتَسب أَكثر مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ ويقتني مِمَّا يعلم أَنه لَو حدث بِهِ حَادث كَانَ فِي المقتنى عوض عَمَّا ذهب

وَلَو جَاءَهُ أَوْلَاد أَو احْتَاجَ إِلَى فضل زَوْجَة أَو خَادِم أَو احْتَاجَ وَلَده إِلَى مثل ذَلِك كَانَ فِي كَسبه مَا يَكْفِيهِ

وَفِي الْجُمْلَة يَنْبَغِي أَن تكون النَّفَقَة أقل من الْكسْب

ص: 104

ليقتني من الْفضل مَا يكون معدا للحادثة إِذْ لَا تؤمن

رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ (من فقه الرجل رفقه فِي معيشته)

انْتهى كَلَامه رحمه الله

وروى هَذَا الحَدِيث الْأَخير أَبُو إِسْحَاق الثعالبي فِي تَفْسِيره

وَقَالَ صلى الله عليه وسلم (ثَلَاث من كن فِيهِ فقد تمت مروءته من تفقه فِي دينه واقتصد فِي معيشته وصبر على النوائب)

ذكره مَنْصُور الثعالبي فِي كتاب إنجاز الْمَعْرُوف وَأنْشد بَعضهم

(لمَال الْمَرْء يصلحه فيغني

مفاقره أعف من القنوع)

(يسد بِهِ نَوَائِب تعتريه

من الْأَيَّام كالنهل الشُّرُوع)

النهل جمع ناهل وَهُوَ العطشان

والقنوع هُوَ السُّؤَال ويروى أَن زيد بن سَلمَة كَانَ يغْرس فِي أرضه فَقَالَ لَهُ

عمر رضي الله عنه أصبت استغن عَن النَّاس يكن أصون لدينك وَأكْرم لَك عَلَيْهِم

كَيفَ قَالَ صَاحبكُم أحيحه

ص: 105

(فَلَنْ أَزَال على الزَّوْرَاء أعمرها

إِن الْكَرِيم على الإخوان ذُو المَال)

ويروى عَن الشَّافِعِي رضي الله عنه أَنه أنْشد

(رب إِن لم تبْق لي جدتي

كف عني فضلَة الْعُمر)

(لست أرْضى الْعَيْش فِي زمن

أَنا مُحْتَاج إِلَى الْبشر)

وَرُوِيَ أَن إِبْرَاهِيم بن أدهم رحمه الله كَانَ مَعَ قوم فِي السَّفِينَة فهاجت ريح عَاصِفَة

فَقَالُوا أما ترى هَذِه الشدَّة فَقَالَ لَيْسَ هَذِه شدَّة إِنَّمَا الشدَّة الْحَاجة إِلَى النَّاس

حَكَاهُ الْغَزالِيّ عَنهُ فِي الْإِحْيَاء

وَقد نهى النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَن سُؤال النَّاس فِي غير حَدِيث مِنْهَا قَوْله صلى الله عليه وسلم (من فتح على نَفسه بَاب مَسْأَلَة فتح الله عَلَيْهِ بَاب فقر)

وَفِي رِوَايَة (سبعين بَابا من الْفقر) ذكره فِي الْإِحْيَاء

وَلما حضرت قيس بن عَاصِم الْوَفَاة دَعَا بنيه وَقَالَ لَهُم احْفَظُوا عني فَلَا أحد أنصح لكم مني إِذا مت فسودوا كباركم أَي اجعلوهم سادتكم وَلَا تسودوا صغاركم فيسفه

ص: 106

النَّاس كباركم وتهونوا عَلَيْهِم

وَعَلَيْكُم بإصلاح المَال فَإِنَّهُ منبهة للكريم ويستغنى بِهِ عَن اللَّئِيم

وَإِيَّاكُم وَمَسْأَلَة النَّاس فَإِنَّهَا من أخس كسب الرجل

انْتهى كَلَامه

هَذَا وَفِي السُّؤَال إذلال الْمَرْء نَفسه وَلَا يَنْبَغِي لِلْمُؤمنِ أَن يذل نَفسه

كَانَ بعض الْعلمَاء إِذا أعطي الصَّدَقَة ظَاهرا لم يقبلهَا وَإِذا أعطيها سرا قبلهَا وَيَقُول إِن فِي إِظْهَار الْأَخْذ وَالعطَاء وإذلالا للْعلم وإذلال أَهله فَمَا كنت بِالَّذِي أرفع شَيْئا من الدُّنْيَا بِوَضْع الْعلم وإذلال أَهله

. حَكَاهُ الْغَزالِيّ فِي الْإِحْيَاء

فَإِذا كَانَ هَذَا وَقد أعطيها بِلَا طلب فَكيف يكون حَال من تسبب لطلبها هَل هُوَ إِلَّا هاتك ستر مروءته كاشف بِيَدِهِ عَن عَوْرَته فأعظم بذلك وكراهته

وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (مَا أكل أحد طَعَاما قطّ خير لَهُ من أَن يَأْكُل من عمل يَده)

وَفِي رِوَايَة (أحل مَا أكل الرجل من كَسبه)

وَأَرَادَ بِهَذِهِ الْأَحَادِيث الْكسْب بِنَحْوِ الاحتطاب وَالتِّجَارَة والاستئجار وَالْإِجَارَة والصنعة الْمُبَاحَة

قَالَ الله تَعَالَى {لَيْسَ عَلَيْكُم جنَاح أَن تَبْتَغُوا فضلا من ربكُم}

قَالَ الْمُفَسِّرُونَ أَرَادَ

ص: 107

التِّجَارَة فِي مواسم الْحَج

فَرفع الله سُبْحَانَهُ الْحَرج عَمَّن طلب الدُّنْيَا بِالتِّجَارَة فِي تِلْكَ الْأَوْقَات الشريفات وأباحها لَهُم عِنْد الْإِفَاضَة من عَرَفَات وَفِي الْأَيَّام المعدودات والمعلومات رَحْمَة من رب الأَرْض وَالسَّمَوَات فَمَا ظَنك فِي غَيرهَا من الْأَوْقَات

وَذكر الْحَافِظ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الفشلي رحمه الله فِي الْجُزْء الَّذِي صنفه فِي ذكر الْمَرَاتِب الَّتِي من الله بهَا على هَذِه الْأمة فَقَالَ قَالَ بعض الْعلمَاء من كثرت ذنُوبه فَعَلَيهِ بكسب الضّيَاع

قَالَ ولعمري لقد قَالَ الْحق فَإِن الضَّيْعَة إِذا كسبت

فقد قَالَ فِيهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (من أكل من غرس الْمُسلم أَو زرعه فَذَلِك لَهُ صَدَقَة)

انْتهى كَلَام الفشلي رحمه الله

وَأَرَادَ أَن الضَّيْعَة إِذا كسبت حَلَالا لَا شُبْهَة فِيهَا وَلَا فِي ثمنهَا فَإِن لمَالِكهَا ثَوابًا مستمرا على مر الزَّمَان مَا دَامَت الأَرْض تزرع وَالْغِرَاس تثمر

والضياع بِكَسْر الضَّاد جمع ضَيْعَة بِفَتْحِهَا وَهِي هُنَا الأَرْض وَالْعَقار

وَهَذَا الحَدِيث الَّذِي أوردهُ الفشلي رحمه الله قد رُوِيَ فِي الصَّحِيحَيْنِ بأتم من هَذَا وَهُوَ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (مَا من مُسلم

ص: 108

يغْرس غرسا أَو يزرع زرعا فيأكل مِنْهُ إِنْسَان أَو طير أَو بَهِيمَة إِلَّا كَانَت لَهُ صَدَقَة)

وَفِي صَحِيح مُسلم أَيْضا (وَمَا سرق مِنْهُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَة)

وَذَلِكَ فضل الله يؤتيه من يَشَاء وَهَذَا فِي من لم يجمعه سمعة وَلَا رِيَاء وَلَا كَسبه بشره وَلَا ضَرَر وَلَا أَذَى نسْأَل الله أَن يحفظ علينا ديننَا وَيصْلح ظننا ويقيننا حَتَّى يتوفانا مُسلمين ويلحقنا بالصالحين بمنه وَكَرمه آمين

وينشد فِي الماقتين والحاسدين حَتَّى يصيروا فِي حسرة كامدين

(كسبنا المَال من أصل حَلَال

بِمن الله ذِي النعم الطوَال)

(كسبناه لنكفل من لدينا

من الأهلين أَو ضعف الْعِيَال)

(ونفرغ للعلوم ونجتليها

ونخلص من مشقات السُّؤَال)

(وَلم نكسبه من ثمن حرَام

وَلَا شبه وَلَا منن ثقال)

(وَلم نرب وَلم نرش لحكم

بِحَمْد الله رَبِّي ذِي الْجلَال)

ص: 109

(كسبناه على وَجه صَحِيح

بِلَا خدع وَلَا طول المطال)

(وَلم نقصد مفاخرة بِهَذَا

وَلم نطلب بِهِ غلب الرِّجَال)

(وكل المَال أَيْضا فَهُوَ ربح

وَلم نحزن على ربح بِحَال)

(وَرَأس المَال ديني ثمَّ علمي

وفهمي للمعاني والمعالي)

(ومعرفتي بفن الْفِقْه عمري

وشغلي الدَّهْر فِي جمع اللآلي)

(فَذا مَالِي وَذَا كنزي وذخري

وَذَا عزي ومعتمدي وحالي)

(وَإِن المَال يقنى ثمَّ يفنى

وَعز الْعلم بَاقٍ غير بَال)

(لذاذته ألذ من الحلاوى

وَمن عسل وَمن مَاء زلال)

(وَإِن الْعلم أنسي وَقت كربي

وَذَلِكَ زيتني وَبِه جمالي)

ص: 110

(فَمن ذَا يَسْتَطِيع زَوَال هَذَا

وَهل يخْشَى على ذَا من زَوَال)

(وَذَا فِي الصَّدْر مخبو معد

لما يحْتَاج من كل الْخِصَال)

(فأرجو نَفعه مَا دمت حَيا

بهذي الأَرْض أَو أَرض الشمَال)

(فأرجو نَفعه يَوْم التلاقي

بِيَوْم لَيْسَ فِيهِ من ضلال)

(بِيَوْم فِيهِ أهل الظُّلم صرعى

لما يلقون من سوء النكال)

(جزى الرَّحْمَن عَنَّا والدينا

وأشياخا لنا خير النوال)

(كَمَا أهدوا إِلَيْنَا كل علم

وَأَحْكَام وأداب عَوَالٍ)

(إِذا أبقى الْإِلَه الدّين فِينَا

فَإنَّا بالمصائب لَا نبالي)

(وَإِن نقصد بمكروه صَبرنَا

وَمن يصبر ينل خير الْمَآل)

ص: 111

(وَلَا نخشى سوى رب البرايا

مزيل الْهم غَالب كل وَال)

فَإِن قيل مَا من غَنِي إِلَّا وَيَدعِي أَن مَا فِي يَده أقل من كِفَايَته فكم قدر الْكِفَايَة الَّتِي لَا يكون صَاحبهَا من أهل الدُّنْيَا

فَالْجَوَاب مَا ذكره الإِمَام الْغَزالِيّ رحمه الله وَذَلِكَ أَنه قَالَ إِن الضَّرُورَة إِنَّمَا تَدْعُو إِلَى الْمطعم والملبس فَإِن تركت التجمل فِي اللبَاس فيكفيك فِي السّنة مثقالان لشتائك وصيفك وَإِن تركت التنعم فِي طَعَامك فيكفيك فِي كل يَوْم مد وَهُوَ الَّذِي يجب فِي الْكَفَّارَات فَيكون فِي السّنة خَمْسمِائَة رَطْل وَيَكْفِيك لإدامك إِن اقتصرت على الْقَلِيل مِنْهُ ثَلَاثَة مَثَاقِيل على التَّقْرِيب فِي السّنة عِنْد رخص الأسعار وَإِذا مبلغ كِفَايَته خَمْسَة مَثَاقِيل وَخَمْسمِائة رَطْل وَهُوَ الْقدر الَّذِي يفْرض فِي نَفَقَة الزَّوْجَة وَنَحْوهَا على الْمُعسر فَإِن كنت معيلا فَخذ لكل وَاحِد مِنْهُم مثل ذَلِك وَإِن كنت مَشْغُولًا بِالْعلمِ وَالْعِبَادَة واقتنيت ضَيْعَة يدْخل مِنْهَا هَذَا الْقدر دَائِما. . فأرجو أَن لَا تصير بذلك من أَبنَاء الدُّنْيَا لَا سِيمَا فِي هَذِه الْأَعْصَار وَقد تَغَيَّرت الْقُلُوب وَاسْتولى عَلَيْهَا الشُّح

ص: 112

وانصرفت الهمم عَن تفقد ذَوي الْحَاجَات

فاقتناء هَذَا أولى من السُّؤَال فَإِذا قصدت الزِّرَاعَة للاستعانة على الدّين فَأَنت متزود مُسَافر لَا معرج على الضَّيْعَة

قَالَ وَرُبمَا لَا يحْتَمل بعض الْأَشْخَاص القناعة بِالْقدرِ الَّذِي ذكرنَا إِلَّا بِشدَّة ومشقة

فَلَا حرج فِي الدّين فِي ازدياد الضَّعِيف على الْقدر الَّذِي لَا يصير بِهِ من أَبنَاء الدُّنْيَا

وَهَذَا مُخْتَصر مَا ذكره الْغَزالِيّ رحمه الله فِي كتاب الْأَرْبَعين فِي أصُول الدّين لَهُ

فَعرف بِهَذَا أَن الْغَالِب على أَكثر أهل قطرنا فِيمَا مَعَهم أَنه دون كفايتهم غَالِبا

وَالله المرشد إِلَى طلب رِضَاهُ برحمته وَكَرمه

وَقَالَ صلى الله عليه وسلم (خير أمتِي الَّذين لم يُعْطوا حَتَّى يبطروا وَلم يقتر عَلَيْهِم حَتَّى يسْأَلُوا)

ذكره الْمَاوَرْدِيّ رحمه الله فِي كِتَابه

ص: 113