الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا خرس المحب ولم يتكلم أمام حبيبه فهذا الخرس بلاغة ودلالة على حبه الشديد وقد تضر كثرة الكلام.
عيبُ الأناة وإن طابتْ عواقِبُها
…
أن لا خلودَ وأن ليسَ الفتى حجَراً
الأناة طيبة، ولكن لها عيباً واحداً: هو أن الإنسان ليس خالداً حتى يصبر ويتأنى إلى ما لا نهاية، ثم إن هذا الإنسان مخلوق من لحم وعظم وعصب، ولا بد أن ينفعل ويتأثر، وليس هو حجراً أصم لا يتألم ولا يحس.
عيشٌ وملحٌ ولا خوفٌ يكدّرهُ
…
أحلى من الشَّهد تخشى عندَه الخطرا
الخبز والملح تأكلهما في أمان واطمئنان خير من العسل تأكله في خوف وفي خطر.
عَينُ الفَتى لعقلِهِ دليلُ
…
وعَقْله لذاتِهِ تَكْمِيلُ
العين ترشد العقل، والعقل كمال الإنسان.
حرف الغين
غالى بنفسيَ عِرفاني بقيمتِها
…
فَصُنتُها عن رخيصِ القدْرِ مُبتذَلِ
معرفتي بقيمة نفسي جعلتها غالية عندي، ولذلك فأنا أصونها عن الرخص والابتذال.
غاضَ الوفاءُ فما تلقاهُ في عِدَةٍ
…
وأعوزَ الصّدق في الأخبارِ والقَسمِ
لقد ذهب الوفاء حتى بالوعود، وذهب الصدق حتى في القسم.
غاضَ الوفاءُ وفاضَ الغدْرُ وانفرجَتْ
…
مسافَةُ الخُلْفِ بينَ القولِ والعملِ
ذهب الوفاء وزاد الغدر واتسعت الفجوة بين أقوال الناس وأفعالهم.
غايظْ صديقَكَ تَكشِفْ عن ضمائرِهِ
…
وتكشِفِ السَّترَ عن محجوبِ أسرارِ
إذا أردت أن تعرف حقيقة صديقكَ فأَثِرْ غضبه يتكشف ضميره.
غداً تُوفّى النفوسُ ما كسَبَتْ
…
ويَحْصُدُ الزارعونَ ما زَرَعُوا
غداً تجازى النفوس بما فعلت، وغداً يحصد الزارع ما زرع من خير أو شر.
غدْرُ الزمانِ وغدرُ أهليهِ مَعاً
…
قد جُرِّبا مِنْ سالفِ الأزمانِ
ليس غدر الزمان والناس جديداً وإنما هو قديم منذ وجد الإنسان والزمان.
غَدرتَ بأمرٍ كنتَ أنت دعوتنا
…
إليه ورأس الشيمةِ الغدرُ بالعَهدِ
أنت الذي دعوتنا إلى عمل من الأعمال ثم غدرت بنا، وما أقبح الغدر.
غُرَّتْ بترجيمِ الظّنونِ فأخطأتْ
…
والظَنُّ يُخْطِئُ تارةً ويُصيبُ
لقد ظننت ظناً خدعني، والظن يخطئ ويصيب.
غضبُ الكريمِ وإنْ تأجج نارهُ
…
كدُخانِ عودٍ ليسَ فيه سَوادُ
إذا غضب الكريم حافظ على كرامته وكرامته مثل عود الندِّ إذا أحرق نشر طيبه ولم ينشر سواده.
غفْلةُ المرءِ عن دَواعي المعالي
…
مِنْ دواعي تَخَلُّفِ الآمالِ
إذا تخلف الرجل عن العمل تخلف عن الأمل.
غُلُفٌ تَمْنوا في البيوت أمانِيا
…
وجميعُ أعمارِ اللئامِ أماني
جلس هؤلاء الناس في بيوتهم وجعلوا يتمنون الأماني، فلم يدركوا إلا الأحلام.
غَنِيُّ النفسِ ما عمرَتْ غَنيُّ
…
وفَقْرُ النفسِ ما عُمَرَتْ شَقاءُ
غنى النفس هو الشرف وفقر النفس هو الشقاء.
غِنى النفسِ ما يكفيكَ من سدّ حاجةٍ
…
فإِنْ زاد شيئاً عادَ ذاكَ الغنى فقْراً
الغنى ما سد حاجتك الضرورية، وكل ما زاد عليها فهو الفقر.
غَنيّ بلا مالٍ عنِ الناسِ كلِّهِمْ
…
وليسَ الغنى إِلا عَنِ الشيءِ لا بهِ
أنا أستغني عن الناس باستغنائي عن حاجاتي، والغنى الحقيقي عن الشيء لا بالشيء.
غَيَرَ اختيارٍ قبلتُ بِرّكِ بي
…
والجوعُ يُرضي الأسودَ بالجَيفِ
لقد قبلت إحسانك مضطراً، والأسد يأكل الجيف إذا جاع.
غيرَ أنَّ الفتى يُلاقي المنايا
…
كالحاتِ ولا يُلاقي الهَوانا
إن الرجل الشريف يلقى الموت الأسود، ولا يقبل بالذل والهوان.
غيرَ مُجدٍ على الفتى طلبُ المَج
…
دِ إذا لَمْ يكنْ لهُ تَوفيقُ
ما جدوى العمل إذا لم يصاحبه التوفيق والنجاح؟
غيرُ مُجْدٍ في ملتي واعتقادي
…
نَوْحُ باكٍ ولا ترَنُّمُ شَادي
نواح الباكين في المآتم، وغناء الفرحين في الأفراح سيان، لا هذا ولا ذاك مما يجدي ويفيد.
غيري تُلَفِّتُه تلك الخيالاتُ
…
فهلْ لخطِّكَ فَوْقَ الماءِ إِثباتُ
غيري يغتر بالأوهام وهل يثبت الخط على الماء؟
حرف الفاء
فأتْمِمْ ما بدأتَ بهِ وأنعِمْ
…
فما المعروفُ إِلا بالتَّمامِ
أتمّ معروفك، فالمعروف بتمامه.
فأحسنُ وجهٍ في الورى وجهُ محسنٍ
…
وأيمنُ كَفٍّ في الورى كفُّ مُنعِمِ
أحلى الوجوه وجه المحسن، وخير الأيدي يد المنعم.
فالهمُّ فضلٌ وطولُ العيشِ منقطعٌ
…
والرزقُ آتٍ وروحُ الله مُنْتظَرُ
إذا زاد همك تستطيع أن تستغني عنه ومهما طال عمرك فسوف ينقطع، ورزقك يأتيك، ورحمة الله تنتظرك.
فإنَّ الجرحَ ينغرُ بعد حِينٍ
…
إذا كانَ البناءُ على فسادِ
إذا لم يضمد الجرح ضماداً صحيحاً، نكأ وسال دمه وقيحه.
فإن تَفُقِ الأنامَ وأنتَ منهمْ
…
فإنَّ المسكَ بعضُ دَمِ الغزالِ
أنت خير من الناس وإن كنت منهم، كما أن المسك أطيب رائحة من دم الغزال وهو منه.
فإن دموعَ العينِ غُدْرٌ بربِّها
…
إذا كُنَّ خَلْف الغادرينَ جَوارِيا
إذا جرت الدموع حزناً على فراق غادر فهي غادرة بصاحبها.
فإنَّ قليلَ الحُبِ بالعقلِ صالحٌ
…
وإنَّ كثيرَ الحُبِّ بالجهلِ فاسِدُ
قليل الحب مع العقل جيد، وكثير الحب مع الجهل فاسد.
فإن يكُ إنسانٌ مضى لسبيلهِ
…
فإِنَّ المنايا غايةُ الحَيَوانِ
إذا كان هذا الرجل قد مات، فالموت غاية كل حيّ.
فإِن يكُ صَدرُ هذا اليومِ ولَّى
…
فإنَّ غداً لناظره قَريبُ
إذا مضى اليوم فالغد قريب.
فبُحْ بالسرائرِ في أهلِها
…
وإِياكَ في غَيْرهم أنْ تَبوحا
أفْشِ سرك لمن يستحقه ولا تبح به لمن لا يستحق.
فَتىً زانَ في عينَيَّ أقصى قبيلةٍ
…
وكم سَيّدٍ في حُلَّة لا يَزينُها
هذا الرجل زين الناس جميعاً بأخلاقه وأفعاله وبعض الناس لا يزينون حتى الثوب الذي يلبسونه.
فتىً يشتري حُسْنَ الثناءِ بمالِه
…
ويعلمُ أنَّ الدائراتِ تَدورُ
هذا الفتى يشتري الثناء بأفعال الخير ويعلم أن الدنيا لا تبقى على حال.
فربَّ كئيبٍ ليسَ تندى جفونهُ
…
ورُبَّ كثيرِ الدمعِ غيرُ كئيبِ
كم من حزين لا تجري دموعه، وكم رجل تجري دموعه غزيرة وهو غير حزين.
فصبراً يا بني الأحرارِ صَبْراً
…
فإِنَّ الدهرَ ذو سَعةٍ وضِيقِ
اصبروا على زمانكم أيها الأحرار، فالزمان يشتد حيناً ويلين حيناً.
فصرتُ كالسيفِ حامداً يدَهُ
…
ما يَحمدُ السيفُ كلَّ مَن حمَلَهْ
أنت ممن يحمد السيف يده، وليس تحمد السيف كل الأيدي التي تحملها.
فضلُ الفتى يُغْري الحسودَ بسَبّه
…
والعُودُ لولا طيبُه ما أُحْرِقا
فضل الشريف يغري حاسده به، ورائحة العود تغري بإحراقه.
فطَعْمُ الموتِ في أمرٍ حقيرٍ
…
كطعمِ الموتِ في أمرٍ عظيمِ
اطلب الموت في سبيل أمر عظيم، فطعمه في الأمر العظيم والأمر الحقير سواء.
فَعُدْ بها لا عدمتُها أبداً
…
خيرُ صِلاتِ الكريمِ أعْوَدُها
عد إلى كرمك يا صديقي، فالكريم من يعود.
فَعِشْ فريداً ولا تَركنْ إلى أحدٍ
…
إِني نصحتُك فيما قد جرى وكفى
عش وحيداً ولا تأمن أحداً، تلك هي نصيحتي لك.
فقدْ يُظَنُّ شجاعاً مَنْ بهِ خرَقٌ
…
وقد يُظَنُّ جباناً مَنْ بهِ زَمَعُ
قد يظن الأخرق شجاعاً وقد يظن المتأني جباناً
فقرُ الجهولِ بلا عقلٍ إلى أدبٍ
…
فقرُ الحمارِ بلا رأسٍ إلى رسنِ
لا حاجة للجاهل إلى الأدب كما لا يحتاج الحمار الذي قطع رأسه إلى رسن.
فقلْ لِمُرَجّى معالي الأمورِ
…
بغيرِ اجتهادٍ طلبتَ المُحالا
من طلب المجد بغير كد طلب المستحيل.
فكثيرٌ من الشّجاعِ التَوقّي
…
وكثيرٌ من البليغِ السّلامُ
الشجاع تظهر شجاعته في حذره، والبليغ تظهر فصاحته في سلامه.
فلا تنَلْكَ الليالي إِنّ أيديَها
…
إذا ضَربْنَ كسَرنَ النبع بالغرَبِ
أرجو أن يصونك الدهر فإنه إذا أراد ضرر إنسان عظيم أعدّ له إنساناً حقيراً، كما أن القصب الخائر يكسر الخيزران القوي.
فلا قضى حاجتَه طالِبٌ
…
فؤادُه يخفِقُ من رُعْبِهِ
لا نال المجدَ إنسانٌ جبان يخفق قلبه هلعاً ورعباً.
فلا مجدَ في الدنيا لمَنْ قلَّ مالَه
…
ولا مالَ في الدنيا لمَنْ قلَّ مَجدُهُ
ليس لقليل المال مجد وليس لقليل المجد مال.