المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

قد يدرك المرء رضا ربه ولا يدرك رضا الناس، فإن - نظم اللآل في الحكم والأمثال

[عبد الله فكري]

الفصل: قد يدرك المرء رضا ربه ولا يدرك رضا الناس، فإن

قد يدرك المرء رضا ربه ولا يدرك رضا الناس، فإن رضا الناس غاية لا تدرك.

قدْ يُدْركُ الشرفَ الفتى ورِداؤهُ

خَلَقٌ وجَيْبُ قميصِهِ مَرْفوعٌ

قد يدرك الشرف الرجل الفقير، ورداؤه بال وقميصه مُرَقَّع.

قدْ يُدرك المُتأني بعضَ حاجتهِ

وقدْ يكونُ مع المُستعجلِ الزَّلَلُ

قد يدرك المتأني أمله، وتزل قدم المستعجل.

قدْ يُدركُ المعسرُ في إِعسارِهِ

ما يبلغُ المُوسِرُ في إِيسارِهِ

قد يعيش المعسر مثل عيشة الموسر.

قدْ يُرزَقُ المَرء بجَدِّ غيرهِ

ويُدْرِكُ السؤلَ بسعدِ طيْرِهِ

ربما رزق المرء بسعد غيره.

قدْ يُرزقُ المرءُ ولم تتعبْ رواحِلُه

ويُحْرَمُ المرءُ ذو الأسفارِ والتَّعبِ

قد يرزق المرء وهو مقيم، ويحرم من هو كثير الأسفار في طلب الرزق.

قدْ يصيبُ الفتى المشيرُ ولم يَجْهَدْ

ويُخطي المُرادَ بَعْدَ اجتهادِ

ربما أصاب المشير عليك برأي دون تعب وربما يتعب في شوراه وهو مخطئ.

قد يلامُ البريءُ من غيرِ ذنبٍ

وتُغَطّى مِنَ المُسيءِ الذُّنوبُ

ربما عوقب البريء، وترك المذنب.

قد ينفعُ الأدبُ الأحْداثَ في صِغَرٍ

وليسَ ينفعُ بعدَ الشَّيْبةِ الأدبُ

الصغير ينفعه الأدب، والكبير لا ينفعه.

قصْرُ الفتى في كُلِّ ما رامَه

أن يبلغَ الغايةَ أو يُعْذَرا

حسب الفتى أن يبذل جهده في سبيل إدراك أمله، سواء أدركه أم لم يدركه.

قضى الله في بعض المكارِه للفتى

برُشْدٍ وفي بعض الهوى ما يحاذِرُهْ

في بعض المكروه خير، وفي بعض المحبوب شر. وفي القرآن الكريم: عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم.

وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌّ لكم.

قفي تَغْرَمي الأولى منَ اللحظِ مُهجتي

بثانيةٍ والمتلفُ الشيءَ غارِمُهْ

أيتها المرأة الجميلة. لقد نظرت إليّ نظرة أولى فأتلفت قلبي، فمتعيني بنظرة ثانية أسترد بها قلبي. ومن أتلف شيئاً فغرامته أن يعيده كما كان.

قوارصُ تأتِيني ويَحْتقرونَها

وقد يَمْلأُ القطرُ الإِناءَ فيُفْعَمُ

يشتمني فلان بالكلمة اللاذعة بعد الكلمة اللاذعة، وأنتم تقولون: لا تبال بهذه الكلمات ولكنها تتجمع حتى ينفجر صبري كما تتجمع القطرة بعد القطرة في الإناء حتى يفيض.

قواصدُ كافورٍ تواركُ غيرِهِ

ومَن قصدَ البحرَ استقَلَّ السّواقيا

لقد تركت (سيف الدولة) وقصدت (كافوراً) فكنت مثل من يريد البحر الطامي فهو يستصغر السواقي.

قيمةُ كُلِّ امرئٍ تَراهُ

ما يَقْتَنيهِ مِنَ العُلومِ

قيمة كل امرئ ما يحسن من العلوم.

‌حرف الكاف

كان الشبابُ خَفيفةً أيامُه

والشيبُ مَحمَله عَليكَ ثَقيلُ

أعباء الشباب خفيفة، وأعباء الشيخوخة ثقيلة.

كتاركةٍ بيضَها بالعَراءِ

ومُلْبِسَةٍ بَيْضَ أخرى جَناحاً

ما أجهل النعامة، تترك بيضها في الفلاة دون رعاية وتحتضن بيض غيرها.

كدعواك كُلٌّ يَدعي صحةَ العقلِ

ومن ذا الذي يَدْري بما فيه من جَهْلِ

كل الناس يدعون أن عقلهم صحيح سليم، بل يدعون أن عقلهم أكبر العقول، كما تدعي أنت أيها المغرور، وليس يعرف الإنسان أنه جاهل.

كذلكَ الأحلامُ غَرّارةٌ

ورُبما تَصْدقُ أحيانا

قد تخدع الأحلام وقد تصدق.

كفاكَ من عَدوِّكَ المُناصِبِ

ما فيهِ مِنْ جهلٍ وعُجْبٍ غالبِ

يكفيك من عدون أنه جاهل متكبر.

كفى بالمرءِ عيباً أن تَراهُ

لهُ وَجْهٌ وليسَ لهُ لِسانُ

عيب المرء أن يكون ذا هيئة حسنة وليس له بيان ولا فصاحة.

كفى حَزَناً أن الجواد مُقَتَّرٌ

عليهِ ولا معروفَ عندَ بَخيلِ

مما يحزن النفس أن يكون الكريم فقيراً، وأن يكون البخيل مرزوقاً ثم يضنُّ بالمعروف.

كفى زاجراً للمرءِ أيامُ دَهْرِه

تروحُ لهُ بالواعظاتِ وتَغْتدي

الدهر يزجر الجاهل ويقومه بعظاته له صباحَ مساءَ.

كلٌّ آتٍ لا شَكَّ آتٍ وذو الجه

لِ مُعَنّىً والغَمُّ والحُزنُ فضْلُ

كل آت آت، فلماذا يتعب الجاهل نفسه، ولماذا يغتم الإنسان ويهتم، وغمه لا يفيد.

ص: 27

كلُّ المصائب قد تمُرّ على الفتى

فتهونُ حتّى لا تعودَ بِفِكْرِ

كل المصائب التي يلقاها الإنسان تذهب بل أنه ينساها بعد قليل.

كلُّ المصائبِ قد تَمُرّ على الفتى

فتهونُ غيرَ شَماتَةِ الحُسّادِ

كل المصائب هينة على الإنسان ما عدا شماتة أعدائه وحساده.

كلٌّ إلى أجلٍ والدهرُ ذو دوَلٍ

والحِرصُ مَخْيبةٌ والرزقُ مقسومٌ

كل شيء له مدة، الدهر متقلب، لا يبقى على حال، وعاقبة الحرص الخيبة، ما دام الرزق مقسوماً.

كلامُ أكثرِ مَنْ تلقى ومنظرُه

مما يشُقُّ على الأسماعِ والحَدَقِ

أكثر من تلقاهم تجد كلامهم سخيفاً يؤذي أذنك، وتجد منظرهم قبيحاً يؤذي عينك.

كلُّ امرئٍ بمُحالِ الدهرِ مكذوبُ

وكُلُّ مَنْ غالبَ الأيامَ مغلوبُ

الأيام تكذب على الإنسان بكل ما هو محال، والإنسان مهما غالب الأيام فلا بد أن تغلبه.

كلُّ امرئٍ راجعٌ يوماً لشيمَتِه

وإن تَخَلَّقَ أخلاقاً إلى حينِ

لا بد للإنسان أن يرجع إلى خلقه الأصلي وطبيعته مهما تصنع وتخلق بغير أخلاقه.

كُلُّ امرئٍ رَهْنٌ بما لدَيْهِ

وإِنما المرءُ بأصْغريْهِ

كل امرئ رهين بما كسب، والمرء بأصغريه: قلبه ولسانه.

كلُّ امرئٍ متَصرّفٌ بطباعِه

ليسَ امرؤُ إلَاّ على ما يُطْبَعُ

يتصرف كل إنسان وفق طبيعته وسجاياه.

كُلُّ امرئٍ يا عمرو حاصدُ زرعِه

والزرعُ شيءٌ لا مُحالةَ يُحْصَدُ

كل امرئ يحصد ما زرع من عمل ولا بد للزرع من الحصاد.

كلُّ امرئٍ يُشْبهه فِعْله

ويَرْشَحُ الكوزُ بما فيه

فعل المرء مثله وكل إناء ينضح بما فيه.

كُلٌّ تسيرُ به الحياةُ وما لَه

عِلمٌ على أيِّ المنازلِ يَقْدُمُ

الحياة تسير بالإنسان وهو لا يدري أين يذهب.

كلُّ امرئٍ يلتمسُ الكِفايهْ

وحِرْصُه ليْسَ لَهُ نِهايهْ

على المرء أن يأخذ ما يكفيه، فالطمع لا نهاية له.

كلُّ حلمٍ أتى بغيرِ اقتدارٍ

حُجَّةٌ لاجئٌ إليها اللئامُ

اللئيم الجبان لا يجرؤ على معاقبة من أهانه، فيدعي أنه عَفُوٌّ مسامح حليم، ودعواه هذه ستر للؤمه وعجزه وضعفه، لأن العفو عند المقدرة.

كلُّ غادٍ لحاجةٍ يَتمنى

أنْ يكونَ الغَضنْفرَ الرِّئبالا

كل من طلب حاجة أو مجداً تمنى أن يكون بطلاً أو أسداً قادراً على تحقيق مراده.

كلُّ من في الوجودِ يطلبُ صيداً

غيْرَ أنَّ الشّباكَ مختلفاتُ

الناس جميعاً يطلبون الصيد، ولكن شباكهم مختلفة، فهذا يصيد بالدين، وهذا يصيد بالعلم، وذاك يصيد بالتجارة، وذلك يصيد بالنفاق

الخ

كُلُّ مَقامٍ ولَهُ مَقالُ

وكُلُّ وقتٍ وَلَهُ رِجالُ

لكل مقام مقال، ولكل زمانٌ دولةلٌ رجال.

كلُّ مَنْ يَدّعي بما ليسَ فيه

كذَّبَتْهُ شَواهدُ الامتحانِ

عند الامتحان يكرم المرء أو يهان.

كُلُّنا يُكثِرُ المَذَمَّةَ للدن

يا وكُلٌّ بِحِبِّها مَفْتونُ

كل الناس يذمون الدنيا، وكلهم حريصون عليها.

كُلُّهمُو أرْوَغُ مِنْ ثَعْلَبٍ

ما أشْبَهِ اللَّيلَة بالبارِحهْ

الناس مثل الثعالب، بل أشد منها مكراً، وليس ذلك في هذا الزمان وحده، بل في كل زمان، فما أشبه الليلة بالبارحة.

كُلُّ يدورُ على البقاءِ مُجاهداً

وعلى الفناءِ تُديرُه الأيَّامُ

يدور الإنسان طالباً بقاءه، وتدور الأيام طالبة فناءه.

كم أكلةٍ قرَّبتْ للهُلْك صاحبَها

كحبَّةِ القمحِ دقَّتْ عنْقَ عصفورِ

رب أكلة أهلكت صاحبها، مثل حبة القمح في الفخ تدق عنق العصفور.

كم تائهٍ بولايةٍ

وبعَزلِه يغدو البَريدُ

رب رجل يتكبر لأنه أصبح والياً، والبريد في الطريق يحمل الأمر بعزله.

كم تخدَعُ النفسَ وكم تغُرُّها

وبالأماني والرّجا تَسُرُّها

الإنسان يخدع نفسه ويسرها بالأحلام والآمال.

كم زادَ في ذنبِ جَهولٍ عذْرُه

دَعْ عنكَ ما يعمى عليكَ أمرُهُ

الجاهل إذا اعتذر كان عذره أقبح من ذنبه. ودع عنك ما لا تعرف إلى ما تعرف.

كم عاقلٍ عاقلٍ أعْيَتْ مذاهبُهُ

وجاهلٍ جاهلٍ تلقاهُ مَرْزوقا

ص: 28