المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

رب عاقل محروم وجاهل مرزوق.   كم فرحةٍ قَدْ أقْبَلَتْ … مِنْ - نظم اللآل في الحكم والأمثال

[عبد الله فكري]

الفصل: رب عاقل محروم وجاهل مرزوق.   كم فرحةٍ قَدْ أقْبَلَتْ … مِنْ

رب عاقل محروم وجاهل مرزوق.

كم فرحةٍ قَدْ أقْبَلَتْ

مِنْ حيثُ تُنتظَرُ المصائبْ

ربما انتظر الإنسان المصيبة فجاءه الفرج والفرح.

كم في المقابرِ من قتيلِ لسانِهِ

كانتْ تهابُ لقاءَهُ الشجعانُ

كم رجل جريء يخاف الشجعان لقاءه. فتكلم كلمة في غير موضعها فكانت سبب هلاكه وأصبح قتيل لسانه.

كم قابسٍ عادَ بغيرِ نارِ

لا بُدّ للمُسْرعِ من عِثارِ

رب من عَجِلَ ليقبِسَ ناراً يوقد فيها حطبه فعثر، وهو مسرع، فأضاع القبس، وبقي دون نار.

كم قدْ صَدَعْ

خَطْبٌ وقَعْ

كم قَدْ فضَحْ

طرْفٌ طَمَح

رب خطب وقع فشق قلب الإنسان وكم نظرة فضحت صاحبها.

كم مرةٍ حَفَّتْ بِكَ المَكارِهُ

خارَ لَكَ اللهُ وأنْتَ كارِهُ

قد يقع المرء في المصاعب ثم ينقذه الله منها ويمهد له الخير وهو كاره.

كم مِنْ حمارٍ على جوادِ

ومِنْ جَوادٍ على حِمارِ

رب جاهل ركب جواداً، وهو مثل الحمار، ورب كريم ركب حماراً، والأرزاق حظوظ.

كم منزلٍ في الأرضِ يألفهُ الفتى

وحَنينُه أبداً لأوَّلِ منْزِلِ

الإنسان يتنقل في البلاد، ويألف بيتاً هنا، وبيتاً هناك، ولكنه يظل يحن دائماً إلى بيته الأول بيت أهله وأبيه وأمه.

كم مِنْ عَزيزٍ قد رأيتُ ذَلاًّ

وكَمْ سُرورٍ مُقْبِلٍ تَولَّى

قد يذل العزيز، ويحزن المسرور.

كم من عليلٍ قد تَخطَّاهُ الرَّدى

فنجا وماتَ طبيبُه والعُوَّدُ

رب مريض أصابه الشفاء، ومات الطبيب الذي كان يداويه، والعواد الذين كانوا يزورونه.

كم نعمةٍ زالتْ بأدنى زَلَّةٍ

ولكلِّ شيءٍ في تقَلُّبِه سبَبْ

رب نعمة زالت عن صاحبها بخطأ منه يسير، ولكل تقلبٍ وتطورٍ سبب.

كمْ نعمةٍ لا تستَقِلُّ بشُكرِها

للهِ في طَيِّ المَكارِهْ كامِنَهْ

رب نعمة في طي نقمة، ورب محبوب في طي مكروه.

كَمْ نعمةٍ مَطُوِيَّةٍ

ما بين أنيابِ النَّوائبْ

رب نعمة تطويها براثن المصائب.

كَمْ نعيمٍ نَعِمْتُهُ

غَيرَ أنّي عَدِمْتُهُ

كم ذقت ألوان النعيم والرفاهية، ثم ذهبت كالسراب.

‌حرف اللام

لبستُ ثوبي على ما كانَ من خلَقٍ

ولا جديدَ لمَنْ لم يلبَسِ الخَلَقا

لبست ثوبي البالي، ولا جديد لمن ليس له عتيق.

لحَى اللهُ ذي الدنيا مُناخاً لِراكبٍ

فكلُّ بعيدِ الهَمّ فيها مُعَذّبُ

ما أصعب هذه الحياة على من يعيش فيها، وكل من هِمّة تعذبه وتعاديه.

لحى اللهُ صعلوكاً مناهُ وهَمُّهُ

من العيشِ أن يلقى لَبوساً ومَطْعَماً

قبّحَ الله الرجل الذي لا يهمه في حياته إلا لباسه وطعامه.

لحى اللهُ منْ باعَ الصديقَ بغيرِه

وما كلُّ بَيْعٍ بِعْتَهَ بِرَباحِ

قبح الله من يبيع صديقه، وبيع الصديق خسارة.

لسانُ الشُّكرِ تُنطقُهُ العَطايا

ويَخْرسُ عِندَ مُنقطَعِ النّوالِ

العطايا تُطلق الألسنة بالشكر، والحرمانُ يُخْرِسُها.

لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤاده

فلم يبقَ إلا صورةُ اللّحْمِ والدّمِ

لسان الإنسان نصفه وقلبه نصفه فلم يبق منه إلا اللحم والعظم والدم.

لَستْرُ الشّمسِ أيْسرُ من كلامٍ

تُستّرُهُ وقَدْ مَلأَ الفَضاءَ

قد يكون ستر الشمس أهون من ستر الكلمة التي تَشيع وتَنتشر.

لطّفْتُ رأيَكَ في وصْلي وتَكرمتي

إنّ الكريمَ على العلياء يَحْتالُ

كان رأيك لطيفاً في الإحسان إليّ وفي إكرامي، والكريم يحتال ليصنع المعروف للناس.

لعلّ عتْبكَ محمودٌ عواقبُه

فرُبّما صَحَّتِ الأجسامُ بالعللِ

قد يكون عتابك نافعاً، والعِلة أحياناً تنفع الجسم.

لَعمرُكَ ما الأيامُ إلا مُعارةً

فما اسْطَعْتَ من معروفِها فتزَوّدِ

الحياة عارية مُستردّة، فاستكثر من الخير ما استطعت.

لعمرُكَ ما تَدْري الطّوارقُ بالحصى

ولا زاجراتُ الطيرِ ما الله صانِعُ

لا يعرف الغيب الكهان والسحرة وعلماء النجوم، والنساء اللواتي يضربن بالحصى، ولا الرجال الذين يزجرون الطير.

لعمرُكَ ما ضاقتْ رحابٌ بأهلها

ولكنّ أخلاقَ الرجالِ تضيقُ

ص: 29

البلاد واسعة تتسع لخلق الله، ولكن ما يجعلها ضيّقةً هو شحّ الناس وحرصُهم.

لعمرُكَ ما في الأرضِ ضيقٌ على امرئٍ

سَرى راغباً أو راهباً وهْوَ يَعْقُل

لا تضيق الأرض بطالب رزق ما دام عاقلاً يسعى إلى أمله.

لعمرُكَ ما مالُ الفتى بذخيرةٍ

ولكنّ إخوانَ الثّقاتِ الذخائرُ

ليس المال ذخيرة للإنسان، فقد يذهب ويفتقر، ولكن الأصدقاء المخلصين هم الذخائر الحقيقية.

لعمرُكَ ما وُدُّ اللسانِ بنافعٍ

إذا لم يكن أصلُ المودّةِ في الصدّرِ

لا ينفع ود اللسان، إذا كان القلب خالياً من الود.

لعمرُك ما يَدري المسافرُ هلْ لَه

نجاحٌ وما يَدري متى هُوَ راجِعُ

لا يعرف المسافر في طلب حاجة هل هو ناجح في تحقيق، ولا يدري متى يعود من سفره.

لعمرُكَ ما يدري امرؤ كيفَ يتّقي

إذا هُو لمْ يجعلْ له اللهُ واقياً

لا يستطيع المرء أن يحفظ نفسه ويتقي تلقي المصائب إذا لم يحفظه الله.

لَعمري أحاديثُ النفوسِ ظنونُ

وما عَزّ من شيءٍ فسوفَ يهونُ

الأحلام أوهام، وكل عزيز لا بد أن يذوق الهوان.

لعمري لَقدْ جربتُمو ورأيتُمو

وقد ينفعُ المرءَ اللبيبَ تجاربْهْ

أيها الناس! قد جربتم الحياة، واللبيب تنفعه التجربة.

لعمريَ لليْأسُ عندَ الأري

بِ خيرٌ من الطمعِ الكاذبِ

اليأس المريح خير من الطمع الكاذب.

لعنَ اللهُ نخوةً

صَار من بَعْدِها ضَرَعْ

لعن الله العزة التي تنقلب إلى ذل، والمتكبر الذي ينقلب إلى متضرع.

لُعِنَتْ مقارنةُ اللئيمِ فإنّها

ضيفٌ يجرُّ من الندامةِ ضيْفنا

صحبة اللئيم مزعجة تجر الندامة، كالضيف الثقيل بأتي معه بضيف أكثر ثقلاً منه.

لقدْ أباحَك غِشاً في مُعاملةٍ

مَنْ كنتَ منه بغير الصدق تنتَفِعُ

كنت تنتفع بكذب فلان، فالآن بدأ يغشك ويكذب عليك.

لقدْ أجلّكَ من يُرضيك ظاهرُه

وقد أطاعَكَ من يَعْصيك مُستترِا

إذا أرضاك ظاهر إنسان، فإنه يحترمك، ودع باطن أمره له، وإذا قام بعصيانك في الخفاء، فإنه يطيعك، فلا تكثر البحث عنه.

لقد ترجُو فيعسرُ ما تُرَجّي

عليكَ وينجعُ الأمرُ العسيرُ

قد يصعب تحقيق الرجاء، وقد يتيسر الأمل الذي كان عسيرا

لكلّ امرئٍ شعبٌ من القلبِ فارغ

وموضعُ نجوى لا يرامُ إطلاعُها

لكل صديق من أصدقائي مكان في قلبي، لا يحله غيره، ومكان لسره لا يطلع عليه أحد.

لكل امرئٍ في الخيرِ والشرّ عادة

وكل امرئٍ جارٍ على ما تعوّدا

الخير والشر عادة، ولكل امرئ ما تعود.

لكل داءٍ دواءٌ يُستَطبُ به

إلا الحماقةَ أعيَتْ من يُداويها

لكل داء دواء إلا الحماقة

لكل ناعٍ ذات يومٍ ناعي

وإنما السعي بقدْرِ السّاعي

ناعي الموتى لا بد له من يوم ينعى هو فيه، ولكل ساع ما بذل من سعي.

للبكاء النساءُ عندَ الرزايا

ولحسن العزاءِ فيها الرجالُ

النساء يُحسنّ البكاء عند المصائب، والرجال يحسنون العزاء والتصبر.

للحقّ عاقبةٌ تُرْجى وتُنتظرُ

وفي الليالي وفي الأيامِ مُعْتَبَرُ

عاقبة الحق مَرْجوة منتظرة، وفي الأيام والليالي عبرة لمن يعتبر.

للهِ أسرارٌ مع التدبير

يَحارُ فيها بَصَرُ البصيرِ

لله أسرار في تدبيره لخلقه لا يعرفها البصير

للهِ دَرّ الشيّبِ مِنْ واعظٍ

وناصحٍ لو قُبِلَ الناصِحْ

ما أحسن مواعظ الشيب لو وجدت من يستمع إليها.

لمْ أرَ شيئاً صادقاً نَفْعُهُ

للمرءِ كالدّرهم والسيفِ

أنفع الأشياء للإنسان اثنان: المال والقوة.

لما تؤذنُ الدنيا به مِنْ صُروفِها

يكونُ بكاءُ الطّفل ساعةَ يُولد

يولد الطفل، حين يولد، وهو يبكي، لأنه يعرف سلفاً ما سوف يلقى من مصائب الحياة.

لمنْ تطلُبُ الدنيا إذا لم تُرِدْ بها

سرورَ مُحِبٍّ أو إساءةَ مُجرمِ

لماذا تطلب المال إذا كنت لا تريد أن تسر محبيك وأصدقاءك وأن تسوء منغصيك وأعداءك.

لم يأتِ بالأخبارِ كالخبيرِ

قد يُخْبِرُ الطرفُ عن الضميرِ

الخبير أعلم الناس بالأخبار، والعين تظهر ما في القلب.

ص: 30