الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مراحل جمع القرآن وتدوينه
س: ما هي مراحل جمع القرآن الكريم وتدوينه؟
ج: جمع القرآن الكريم (أي بمعنى كتب) على ثلاث مراحل.
المرحلة الأولى: جمعه في العهد النبوي الشريف.
المرحلة الثانية: جمعه في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
المرحلة الثالثة: جمعه في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه.
س: كيف كانت طريقة كتابته في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ج: كانت طريقة جمعه في العهد النبوي الشريف عبارة عن كتابة الآيات وترتيبها ووضعها في مكانها الخاص من سورها. فقد كانوا يكتبون القرآن على العسيب (1) واللخاف (2) والرقاع (3) وعظام الأكتاف وغيرها. وذلك لأن صنع الورق لم يكن مشتهرا عند العرب في ذلك الوقت. بل كان عند الفرس والروم. ويصعب الحصول عليه في ذلك الحين.
س: ما هو المقصود من هذا الجمع؟
ج: المقصود من هذا الجمع (أي الذي بمعنى الكتابة): زيادة التحري في ضبط ألفاظ القرآن وحفظ كلماته زيادة على ما في ذلك من تقديس القرآن والتنبيه على رفعة شأنه كما كان الشأن في تقييد الأشياء النفيسة. هذا وإن كان المعمول به في ذلك الوقت هو مجرد الحفظ في الصدور. وكانت صدورهم منشرحة للقرآن تماما حفظا وكتابة وتطبيقا لأحكامه.
س: هذا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فكيف جمع في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه؟
(1) العسيب: جمع عسب وهو جريد النخل بعد كشف الخوص عنه.
(2)
اللخاف: جمع لخفة (بفتح اللام وسكون الخاء) وهي الحجارة الرقيقة.
(3)
الرقاع: جمع رقعة وهي قد تكون من الجلد أو الورق أو غيرها.
ج: أما جمعه في عهد أبي بكر الصديق فكان عبارة عن نقل القرآن جميعه من العسيب واللخاف والرقاع والعظام وكتابته في مكان واحد، وهي الصحف مرتبة الآيات والسور مقتصرة فيه على ما ثبتت قرآنيته بالتواتر.
س: ما هو الغرض من هذا الجمع في عهد أبي بكر الصديق؟ ولماذا؟
ج: كان الغرض من هذا الجمع الاحتياط والمبالغة في حفظ هذا الكتاب خوفا عليه أو على شيء منه من الضياع بسبب موت كثير من حملته وحفّاظه الكبار الذين قتل منهم عدد يزيد على (70) سبعين في معركة اليمامة. وقد روى البخاري في صحيحه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال: أرسل إليّ أبو بكر رضي الله عنه مقتل أهل اليمامة (أي عقب استشهاد كبار الحفاظ) فإذا عمر جالس عنده، فقال أبو بكر: إن عمر جاءني فقال: (إن القتل قد استحرّ- أي كثر واشتد- يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في كل المواطن، فيذهب من القرآن كثير، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، فقلت: وكيف أفعل ما لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر- رضي الله عنه: هو والله خير، فلم يزل يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر عمر، ورأيت في ذلك الذي رأى.
قال زيد بن ثابت: فقال أبو بكر: إنك شاب عاقل لا نتهمك. وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن واجمعه. قال زيد: فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أي أبو بكر) هو والله خير، فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر. فتتبعت القرآن أجمعه من العسيب واللخاف وصدور الرجال. ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ (1) إلخ.
أي حتى خاتمة سورة براءة. فكانت هذه هي الصحف الأولى للقرآن الكريم التي كانت عند أبي بكر حتى توفاه الله تعالى، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت
(1) سورة التوبة آية 128 و129.
عمر رضي الله عنهم أجمعين. رواه البخاري، كتاب فضائل الأعمال (1).
فهذه الرواية دلت على سبب وطريقة جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
س: عرفنا مما سبق طريقة جمعه في العهد النبوي وفي عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فكيف جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه؟ ولماذا؟
ج: الجمع في عهد عثمان رضي الله عنه للقرآن كان عبارة عن نقل ما في الصحف السابقة في مصحف هو الإمام. ثم نسخت منه مصاحف أرسلت إلى الأقطار الإسلامية. وكان المقصود من جمع القرآن وكتابته في تلك المصاحف، الاقتصار على ما ورد من القراءات الثابتة المتواترة دون ما لم يكن كذلك من الأوجه التي نزلت أولا للتيسير. ثم نسخت بالعرضة الأخيرة من الرسول صلى الله عليه وسلم على أمين الوحي جبريل عليه السلام.
وفي سبب جمع عثمان للقرآن الكريم روى البخاري (2) بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: إن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب (أي القرآن) اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في مصحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان.
فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في مصحف. وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى نسخوا الصحف في المصحف الإمام. ثم نسخوا منه نسخا. وردّ عثمان
(1) انظر صحيح البخاري في باب جمع القرآن الكريم.
(2)
انظر صحيح البخاري في باب جمع القرآن الكريم. قال البخاري: حدثنا موسى حدثنا إبراهيم حدثنا ابن شهاب أن أنس .. الحديث.