الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسباب نزول القرآن الكريم
س: ما هي أسباب نزول القرآن الكريم؟
ج: القرآن الكريم نزل ليهدي الإنسانية ويرشدها إلى الطريق المستقيم، ويقيم لها أسس الحياة الفاضلة الكريمة التي تقوم عليها دعائم الإيمان الكامل بالله ورسالاته، ويقرر أحوال الماضي، ووقائع الحاضر، وأخبار المستقبل .... ولتنزّل القرآن الكريم أسباب كثيرة متنوعة نختصرها في قسمين عامين:
القسم الأول: هو عبارة عن نزول القرآن الكريم ابتداء من الله تعالى؛ غير مرتبط بسبب من الأسباب الخاصة، إنما كان ذلك لمحض هداية الخلق إلى الحق، وهذا كثير ظاهر لا يحتاج إلى بحث أو بيان أو توضيح.
والقسم الثاني: نزل مرتبطا بسبب من الأسباب الخاصة كحادثة وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، أو سؤال وجّه إليه فنزلت الآية أو الآيات من الله تعالى لبيان ما يتصل بتلك الحادثة، أو بجواب عن هذا السؤال، وسنقدم لك أمثلة على هذا:
1 -
روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: لما نزلت آية وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (1) خرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف (أي نادى الناس) بقوله صلى الله عليه وسلم: «يا صباحاه» فاجتمعوا إليه فقال: «أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟» قالوا: (ما جربنا عليك كذبا) قال: «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد» فقال أبو لهب: تبا لك إنما جمعتنا لهذا؟ ثم قام فنزلت هذه السورة تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ
…
إلخ (2).
2 -
عند ما ظاهر أوس بن الصامت من زوجته خولة بنت ثعلبة. فذهبت إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتكي من ذلك، فقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:(تبارك الذي وسع سمعه كل شيء) إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى عليّ بعضه وهي تشتكي زوجها أوس بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تقول: (يا رسول
(1) سورة الشعراء آية 214.
(2)
أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.
الله، أكل شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبر سنّي وانقطع ولدي ظاهر منّي (1).
اللهم إني أشكو إليك). قالت عائشة: فما برحت حتى نزل جبريل عليه السلام بهؤلاء الآيات: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ ..
الآيات (2). وليس معنى هذا أن الإنسان يلتمس لكل آية سببا. فالقرآن الكريم كما سبق أن عرفنا أن نزوله لم يكن وقفا على الحوادث والوقائع أو على السؤال والاستفسار، بل كان ينزل القرآن ابتداء بعقائد الإيمان والتوحيد وواجبات الإسلام وشرائع الله تعالى في حياة الفرد وحياة الجماعة؛ وعلى الإنسان أن يعرف أنه لا طريق لمعرفة أسباب النزول إلا النقل الصحيح: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا الحديث إلا ما علمتم فإنه من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» (3).
ومن هنا نقول: لا يحل القول في أسباب النزول لآيات القرآن إلا بعد التحقق من أهل الرواية الصحيحة والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب وبحثوا عن
علمها.
س: هل لمعرفة أسباب النزول فوائد؟
ج: نعم؛ لمعرفتها فوائد نذكر أهمها باختصار فيما يلي:
1 -
إظهار الحكمة التي دعت إلى تشريع حكم من الأحكام الشرعية مع إدراك الشرع للمصالح العامة في علاج الحوادث رحمة بالأمة الإسلامية.
2 -
تخصيص حكم ما نزل إن كان بصيغة العموم بالسبب عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب لا بعموم اللفظ، وو هذه مسألة خلافية عند أهل العلم.
3 -
إذا كان لفظ ما نزل عاما وورد دليل على تخصيصه فمعرفة السبب تقصر التخصيص على صورته، ولا يصح إخراجها.
4 -
إن معرفة سبب النزول خير سبيل لفهم معاني القرآن الكريم وكشف الغموض
(1) ظاهر مني: أي قال لها: (أنت علي كظهر أمي) أي محرمة كتحريمها علي.
(2)
أخرجه ابن ماجة وابن أبي حاتم والحاكم وصححه.
(3)
روى الواحدي بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ...... الحديث.