الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوحي تعريفه- أنواعه- طرقه
تعريف الوحي لغة واصطلاحا
.
س: ما هو الوحي لغة؟
ج: الوحي بمعناه اللغوي فإنه يقع فيما يأتي:
1 -
الإلهام الفطري للإنسان: وذلك كالوحي لأم موسى عليه السلام.
قال تعالى: وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ (1).
2 -
الإلهام الغريزي للحشرات: وذلك كالوحي إلى النحل. قال تعالى:
وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (2).
3 -
الإشارة السريعة على سبيل الإيحاء والرمز. وذلك كإيحاء زكريا عليه السلام فيما حكاه القرآن عنه قال تعالى: فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (3).
4 -
وسوسة الشيطان وتزيينه الشر في نفس الإنسان. قال تعالى: وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً (4). وكما قال تعالى: وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ (5).
5 -
ما يلقيه الله تعالى إلى ملائكته من أمر ليفعلوه، كما قال تعالى: إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا (6).
أما وحي الله لأنبيائه فقد عرّفوه شرعا هكذا: (هو كلام الله تعالى المنزل على نبي من أنبيائه). وهذا تعريف له بمعنى اسم المفعول (الموحي). وقد عرّف الوحي الأستاذ الشيخ محمد عبده في رسالة التوحيد فقال: (هو عرفان يجده الشخص من
(1) سورة القصص آية 7.
(2)
سورة النحل آية 68.
(3)
سورة مريم آية 11.
(4)
سورة الأنعام آية 112.
(5)
سورة الأنعام آية 121.
(6)
سورة الأنفال آية 12.
نفسه مع اليقين بأنه من قبل الله بواسطة أو بغير واسطة) والأول بصوت يتمثل لسمعه أو بغير صوت. ويفرق بينه وبين الإلهام بأن الإلهام (وجدان تستيقنه النفس فتنساق إلى ما يطلب من غير شعور منها من أين يأتي). وهو أشبه بوجدان الجوع والعطش والحزن والسرور (1).
س: ما هو الوحي اصطلاحا؟
ج: الوحي اصطلاحا هو الإشارة السريعة: بأن يعلم الله تعالى من اصطفاه من عباده كل ما أراد اطلاعه عليه من ألوان الهداية والعلم، ولكن بطريقة سرية خفية غير معتادة للبشر.
س: لقد عرفنا مما سبق تعريف الوحي. فما هي أنواعه وطرقه؟
ج: للوحي أنواع شتى وكذلك الطرق. فمنه ما يكون مكالمة بين العبد وربه كما كلم الله موسى تكليما. ومنه ما يكون إلهاما يقذفه الله في قلب مصطفاه من خلقه على وجه من العلم الضروري لا يستطيع له دفعا، ولا يجد فيه شكا، ومنه ما يكون مناما صادقا يجيء في تحققه ووقوعه كما يجيء فلق الصبح في تبلّجه وسطوعه.
ومنه ما يكون بواسطة أمين الوحي جبريل عليه السلام وهو ملك كريم ذو قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين. وذلك النوع من الوحي هو أشهر الأنواع وأكثرها، ووحي القرآن كله من هذا القبيل. وهو المصطلح عليه (بالوحي الجلي) قال الله تعالى: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ* بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (2).
س: ما هي الصورة التي كان يأتي بها ملك الوحي جبريل عليه السلام؟
ج: إن لملك الوحي جبريل عليه السلام صورا شتى يظهر بها. فتارة يظهر للرسول في صورته الحقيقية الملكية. وتارة يظهر في صورة إنسان يراه الحاضرون ويستمعون إليه. وتارة يهبط على الرسول خفية فلا يرى ولكن يظهر أثر هذا بالتغير على صاحب الرسالة، فيثقل ثقلا شديدا، وقد يتصبب منه الجبين عرقا في اليوم الشديد البرد. وقد
(1) انظر مباحث في علوم القرآن للشيخ مناع القطان ص 29، 30.
(2)
سورة الشعراء آية 193 - 195.