الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفرق بين القرآن والحديث النبوي والحديث القدسي
س: سبق أن ذكرنا تعريف القرآن فما هو تعريف الحديث النبوي والحديث القدسي؟
ج: أولا: الحديث النبوي:
الحديث في اللغة ضد القديم، ويطلق ويراد به كل كلام يتحدث به وينقل ويبلغ الإنسان من جهة السمع أو الوحي، في يقظته أو في منامه. وبهذا المعنى سمّي القرآن حديثا. مصداق ذلك قوله تعالى: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً (1).
وأما الحديث في الاصطلاح: فهو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة.
س: ما هو مثال القول؟
ج: مثال القول: كقوله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى» (2). رواه البخاري.
س: ما هو مثال الفعل؟
ج: مثال الفعل: كالذي ثبت من تعليمه صلى الله عليه وسلم لأصحابه كيفية الصلاة ثم قال صلى الله عليه وسلم لهم: «صلوا كما رأيتموني أصلي» (3). وما ثبت أيضا من حجه صلى الله عليه وسلم، وقد قال حينئذ:«خذوا عني مناسككم» (4).
س: ما هو مثال الإقرار؟
ج: مثال التقرير أو الإقرار كأن يقرّ أمرا علمه عن أحد من الصحابة من قول أو فعل. سواء أكان ذلك في حضرته صلى الله عليه وسلم أم في غيبته ثم بلغه ذلك. ومن أمثلة ذلك:
(1) سورة النساء آية 87.
(2)
من حديث طويل رواه البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(3)
رواه البخاري.
(4)
أخرجه مسلم وأحمد والنسائي.
أولا:- أكل الضّبّ على مائدته صلوات الله وسلامه عليه (رغم أنه لم يأكل منه). فهذا يعتبر إقرارا منه صلى الله عليه وسلم بإباحة أكله. كما في الصحيحين.
ثانيا:- ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرّية. وكان هذا الرجل يقرأ في صلاته فيختم قراءته بقراءة سورة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم: «سلوه لأي شيء يصنع ذلك» فلما سألوه قال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها. فقال النبي عليه الصلاة والسلام: «أخبروه أن الله يحبه» (1) هكذا في باب فضائل القرآن للبخاري.
س: ما هو مثال الصفة؟
ج: مثال الصفة كما روي من أنه صلى الله عليه وسلم كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخّاب ولا فحّاش ولا عيّاب. بل كان صلوات الله وسلامه عليه كامل الصفات الحميدة كلها.
ثانيا:- الحديث القدسي س: عرفنا فيما سبق تعريف القرآن وتعريف الحديث النبوي فما هو تعريف الحديث القدسي حتى نعرف الفرق بينهم؟
ج: عرفنا فيما سبق تعريف كلمة الحديث في اللغة. وأما كلمة القدسي، فنسبة إلى التقديس وهي نسبة تدل على التشريف والتعظيم لأن مادة هذه الكلمة تدل على التنزيه والتطهير في اللغة. فالتقديس هو تنزيه الله تعالى. والتقديس هو التطهير.
وتقدس: أي تطهر، وقد قال الله تعالى حكاية عن ملائكته: وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ (2) أي نعظمك ونكبرك. وأما تعريف الحديث القدسي في الاصطلاح: هو ما يضيفه النبي صلى الله عليه وسلم من الكلام إلى الله تعالى. أي أن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه على أنه من كلام الله تعالى. فالرسول راو لكلام الله تعالى بلفظ من عنده صلى الله عليه وسلم، وإذا رواه أحد يكون قد رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسندا إلى الله عز وجل، فيقول مثلا:- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل. أو يقول: قال
(1) رواه البخاري ومسلم.
(2)
سورة البقرة آية 30.