الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كيفية تحمل القرآن الكريم
س: ما حكم القرآن الكريم؟
ج: اعلم وفقني الله تعالى وإياك لما يحبه ويرضاه أن حفظ القرآن الكريم فرض كفاية على الأمة إذا قام به البعض سقط عن الباقين، بحيث لا ينقطع التواتر فإذا قام قوم بذلك ليبلغون القرآن سقط عن الباقيين، وإلا أثم الكل؛ لأنه لو انقطع التواتر انقطع السند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن الكريم من واحد إلى آخر حتى يصل السند إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتعليم القرآن فريضة، وهو أفضل عمل يقرّب إلى الله تعالى كما جاء في الحديث الصحيح «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه» رواه البخاري.
س: ما هي كيفية تعلم وتحمل القرآن الكريم؟
ج: لتحمل القرآن عند أهل الحديث وجوه منها:
السماع من لفظ الشيخ والقراءة عليه والسماع عليه بقراءة غيره والمناولة والإجازة والمكاتبة والعرضية والإعلام.
فأما غير القراءة والسماع فسيأتي بيانه في محله، وأما القراءة على الشيخ مباشرة فهي الطريقة المستعملة عند السلف والخلف، وأما السماع من لفظه فيحتمل أن يقال به في هذا الحال؛ لأن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم قد أخذوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم لكن هذه الطريقة- أي طريقة السماع- لم يأخذ بها أحد من القراء؛ وذلك لأن المقصود هنا إنما هو كيفية الأداء، وليس كل من سمع لفظ من شيخه يقدر على الأداء كهيئته بخلاف الحديث، فإن المقصود فيه المعنى أو اللفظ وليس بالهيئة المعتبرة في أداء القرآن الكريم، ولأن الصحابة رضوان الله عليهم كانت فصاحتهم وطباعهم السليمة تقتضي منهم القدرة على الأداء للقرآن كما استمعوه من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لأن القرآن نزل بلغتهم ولهجاتهم المختلفة، وهم أقدر من غيرهم على ذلك.
ومما يجعل القراءة على الشيخ ضرورة لأخذ القرآن الكريم ويكون دليلا على ذلك.
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن على جبريل في شهر رمضان من كل عام وفي آخر رمضان من حياته الدنيوية صلى الله عليه وسلم عرض القرآن على جبريل مرتين، كما ورد في السيرة النبوية.
س: هل يجوز تعلم القرآن جماعيا؟
ج: نعم يجوز بحيث لا يخفى على الشيخ حالهم أثناء قراءتهم عليه ويستطيع متابعتهم واحدا واحدا ويردّ على كل منهم إذا أخطأ في شيء من القراءة، وقد كان الشيخ علم الدين السخاوي يقرأ عليه اثنان وثلاثة من الطلاب في أماكن مختلفة من القرآن في وقت واحد وهو يقوم بالردّ على كل منهم إذا لزم الأمر.
والقراءة من الحفظ ليست شرطا ولكنها أفضل، ولو قرأ من المصحف جاز ذلك.
س: هل للقراءة كيفية محددة؟
ج: نعم؛ فإن لقراءة القرآن كيفيات حددها أهل الأداء، وهي ثلاثة عند بعضهم:
الكيفية الأولى: التحقيق: وهو إعطاء الحروف حقها من الإشباع في المدّ والتحقيق للهمز وإتمام الحركات والإظهار والإدغام وبيان كل حرف وفكه من غيره.
وهذه الكيفية يعمل بها في مقام التعليم من غير أن يتجاوز فيه حد الإفراط؛ لأن ما زاد عن المطلوب لا يقبل، وقد قال الإمام حمزة لمن سمعه يبالغ في القراءة ويمطّط ويزيد: أما علمت أن ما فوق البياض برص، وما فوق القراءة ليس بقراءة، ويلحق بهذه الكيفية الترتيل وهو المستحب في القراءة؛ لأن مرتبة التحقيق تكون لرياضة الفم والتعليم والتمرين على إخراج الحروف من مخارجها وإعطائها كامل صفاتها، والترتيل يكون للقراءة مع التدبر والتفكر والاستنباط، وكما يقولون: كل تحقيق ترتيل، وليس كل ترتيل تحقيقا.
الكيفية الثانية: الحدر: بفتح الحاء وسكون الدال، وهو عبارة عن السرعة في القراءة وتخفيف المد فيها بالقصر مع مراعاة صحة اللفظ القرآني وتمكين الحروف دون بتر حروف المد واختلاس بعض الحركات وذهاب صوت الغنة والتفريط في الأداء لحد لا تصح معه القراءة ولا تستقيم معه التلاوة، والحدر مذهب من قصّر المنفصل.