الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فإني أحمد الله الذي يسَّر لي سبل العلم، وحبب إلي كتب السنة المطهرة التي من تمسك بها نجا، ومن أعرض عنها تخبط وغوي.
وإني أحمد الله سبحانه وتعالى على ما يسر لي من الدعوة إلى السنة النبوية بالقلم واللسان، في زمن تكالب المبتدعة وأعداء الإسلام على أهل السنة ورموهم عن قوس واحد، فحفظهم الله من كيد الأعداء، وجعل لهم فرجا ومخرجا، ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا.
وإن دعوة أهل السنة باليمن تعتبر آيةً من آيات الله، إذ ليس لها نصير ولا معين إلا الله سبحانه وتعالى.
في ذلك الجو المظلم المملوء بالأحزان والمكدرات والقلاقل والزلازل والمحن والفتن، يسر الله -ولله الحمد- تأليف مجموعة من الكتب الطيبة، أرجو أن ينفع الله بها الإسلام والمسلمين.
وإني أحمد الله، فقد رأيت نفع ما خرج منها، وهذا هو الذي يهوِّن
علينا المصائب، بل يجعلنا لا نأبه لها، ولا نستكين لها، وكان من بين هذه الكتب "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين"، وقد أرسل للطبع (1) والحمد لله، وبعد أن أُرسِلَ للطبع رأيت أن أخرجه على الأبواب الفقهية، فربما لا يستفيد من "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" إلا المتخصصون في علم الحديث، وأما المرتب الذي هو على الأبواب الفقهية، فيستفيد منه -إن شاء الله - المتخصص في علم الحديث وغيره، وابتدأته: بكتاب العلم، اقتداء بالقرآن الكريم، فإن أولَ ما نزل منه:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (2). هذا وقد اقتديت في التراجم بإمام هذه الصنعة، وهو الإمام البخاري، فربما أطلق الترجمة، والحديث الذي بين يدي خاصٌّ، وربما أخصص الحديث العام بترجمة خاصة، وذلك في الحالتين إشارة إلى أدلة أخرى، ليست على شرط الكتاب، إما آية قرآنية، أو حديث نبوي في "الصحيحين"، أو أحدهما، أو حديث حسن لغيره.
وكذا كررتُ الحديث ما وجدت إلى ذلك سبيلا، اقتداءً بإمام الصنعة الإمام البخاري رحمه الله، وإن كان رحمه الله لا يكرِّر في الغالب إلا لنكتةٍ إسنادية، أو متنيةٍ، وقد كنت وعدتُ في مقدمة "الصحيح المسند
(1) أي أرسل للطبعة الأولى قبل كتابة الشيخ الى هذه السطور، ثم إنه طبع طبعة جديدة بدار الآثار تحتوي على آخر ما زاده الشيخ من أحاديث، وعلى تراجعات مهمة ضمناها في هذه الطبعة من "الجامع"، وراجع في ذلك مقدمة الناشر. (الناشر).
(2)
سورة العلق، الآية:1.
مما ليس في الصحيحين" أني سأحلي الكتاب بعض الآيات القرآنية، ثم عزمت على وضع كتاب التفسير، فأرجو أن يكون مغنيا عن هذا، والله المستعان.
هذا وقد ذكرتُ بعض اصطلاحاتي في مقدمة "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين"، فرأيت الاكتفاءَ بما ذكرتُ هنالك خشية التكرار والإطالة، فمن أحب الوقوف عليها، وقف عليها هنالك.
هذا وإني أرجو الله أن يوفق إخواني الباحثين بموافاتي بما وقع في هذا المؤلف من أخطاء سواء استدركت حديثًا وهو في "الصحيحين"، أم ذكرت حديثا وهو معلٌّ أو شاذ، أم تركت حديثًا صحيحا كان يلزمني إخراجه.
وقد ذكرتُ بعض أعذاري في ذلك في مقدمة "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين".
على أنني لا أزال - إن شاء الله - مستمرًا في هذا البحث القيم إلى أن يتوفاني الله (1)، وبعد ذلك من أحب أن يستدرك فليفعل، وجزاه الله خيرا.
هذا وإني أشكر الذي وفقني لإخراجِ هذا السِّفر المبارك، ثم أشكر
(1) توفي الشيخ رحمه الله مع غروب شمس السبت 30 من جمادى الآخرة سنة 1422 م، وقد زاد أحاديث على كتاب "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" أضفناها إلى هذه الطبعة من "الجامع" كما هو مبين في مقدمة الناشر، (الناشر).
لإخواني في الله الذين ساعدوني على إخراجه، منهم الأخ: أبو حفص سامي المصري، والأخ: أحمد بن سالم الزبيدي، والأخ: عثمان أبو عبد الله العتمي، والأخ: أبو شيبة رضا المصري، الذين ساعدوني في ترتيب التفسير، وكذا أشكر للأخوين اللذين كتبا البحث على الآلة الكاتبة، وهما: الولد حسين بن محمد مناع، والأخ: محمد بن ناجي العودي.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
أبو عبد الرحمن المقبل بن هادي الوادِعي