المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌29 - الرد على المجبرة والشاهد من الأدلة إضافة الأفعال إلى أصحابها - الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين - جـ ١

[مقبل بن هادي الوادعي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الناشر للطبعة الجديدة

- ‌المقدمة

- ‌1 - كتاب العلم

- ‌1 - فضل أهل العلم

- ‌2 - فضل الفقه في الدين

- ‌3 - رب حامل فقه ليس بفقيه

- ‌4 - فضل الدعوة إلى العلم النافع

- ‌5 - تبليغ العلم

- ‌6 - إرسال العالم من يبلغ عنه

- ‌7 - تبليغ العلم وإن كان فيه مشقة

- ‌8 - العالم أحق بالصف الأول في الصلاة

- ‌9 - كتابة العلم

- ‌10 - العمل بالمكاتبة إذا عرف الخط

- ‌11 - تعليم الصغير

- ‌12 - تعليم الصغير العقيدة

- ‌13 - الوعيد لمن يكتم العلم

- ‌14 - العلماء الفسقة

- ‌15 - تحريم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌16 - التحذير من منافقي العلماء

- ‌17 - الاستعاذة من علم لا ينفع

- ‌18 - عقوبة المفتي الزائغ

- ‌19 - إثم المفتي إذا لم يتثبت في فتواه

- ‌20 - الميزان في دخول العالم إلى السلطان

- ‌21 - الخوف على طالب العلم من الميل إلى الدنيا

- ‌22 - الإقبال على الدنيا يضعف حفظ طالب العلم

- ‌23 - الطالب المقتصد

- ‌24 - إبداء الطالب رأيه في المسألة أمام معلمه

- ‌25 - ما جاء في تبليغ العلم بالإشارة

- ‌26 - تقديم الأهم في التعليم

- ‌27 - فضل تعلم القرآن

- ‌28 - تعلم الأنساب

- ‌29 - طالب العلم لا يشبع من العلم

- ‌30 - الصبر على تبليغ العلم

- ‌31 - تبليغ العلم في المجامع الكبيرة

- ‌32 - الصبر على تفهيم الجاهل

- ‌33 - الترغيب في ترك ما يشغلك عن العلم بالله

- ‌34 - ذهاب العلم

- ‌35 - تعاهد القرآن

- ‌36 - التخصص في العلم

- ‌37 - ما جاء في ذم الرأي

- ‌38 - ذم التقليد

- ‌39 - من العلم ما لا يجوز تعلمه

- ‌40 - العالِمُ يأمر شخصا أن يعلم الجاهل

- ‌41 - السنة وحجيتها

- ‌42 - الدفاع عن السنة

- ‌43 - رفع الصوت بالعلم

- ‌44 - تعليم الجاهل قبل عقابه

- ‌45 - رفق العالم بالمتعلم

- ‌46 - لا ينهر الطلاب إذا اقتربوا من العلم

- ‌47 - الخطبة على الناقة

- ‌48 - خطبة الإمام في أيام التشريق بمنى

- ‌49 - خطبة الإمام يوم الأضحى بمنى

- ‌50 - الخطبة يوم عرفة

- ‌51 - توسيع مجالس العلم

- ‌52 - العلم بما علم

- ‌53 - أخذ القرآن عن أفواه المشايخ

- ‌54 - الطالب في حال فتوره لا ينصرف إلى الباطل

- ‌55 - صبر المعلم على الجاهل

- ‌56 - صبر الطالب على تحصيل العلم حتى يتوصل إلى الحق

- ‌57 - صبر العالم والمتعلم

- ‌58 - المعلم يكون بمنزلة الوالد

- ‌59 - ملازمة الطالب لمعلمه حتى يموت معلمه

- ‌60 - تبسم العالم

- ‌61 - غضب العالم إذا خولف شرع الله

- ‌62 - الدعاء للطالب والثناء عليه بما يستحقه

- ‌63 - دعاء المعلم للطالب المؤدب

- ‌64 - قول الطالب للمعلم: زدني

- ‌65 - ابتداء العالم الطالب

- ‌66 - استفسار الطالب المعلم عما أشكل عليه

- ‌67 - شكر الطالب معلمه، ومنه: الثناء عليه بما يستحقه

- ‌68 - ابتداء العالم طلبته

- ‌69 - قول العالم للطالب إذا أجاب بالصواب: صدقت

- ‌70 - طلب العلم من العالم المبرر

- ‌71 - ابتداء العالم طلابه بالفائدة

- ‌72 - اختبار الطالب معلمه

- ‌73 - الجدال لإظهار الحق

- ‌74 - ما جاء في ذم الجدل لغير فائدة

- ‌75 - الحديث عن بني إسرائيل بما يعلم ثبوته من الكتاب والسنة

- ‌76 - ظهور العلم الدنيوي

- ‌77 - استفهام العالم من السائل عن سؤاله

- ‌78 - إرشاد العالم الطالب إلى علماء آخرين

- ‌79 - التشويق إلى ما يقال من أجل الاستعداد

- ‌80 - استئذان الطالب المعلم في السؤال وتحين الفرصة

- ‌81 - استفهام المفتي قبل صدور الفتوى

- ‌82 - طلب الدليل بعد الفتوى بدون دليل

- ‌83 - المستفتي يسأل عالما بعد عالم حتى يصل إلى الحق

- ‌84 - من استحيا عن تعليم العلم أمر غيره يبلغه

- ‌86 - إذا كان السؤال واسعًا يعمد المفتي إلى خلاصة الجواب

- ‌87 - تأخير الإجابة عن السؤال

- ‌88 - تأخير الجواب عن وقت السؤال والتعليم بالفعل

- ‌89 - التعليم العملي أيضا

- ‌90 - التعليم بالفعل أبلغ من القول

- ‌91 - يتوقف في فتوى المفتي التي لا تطمئن إليها النفس

- ‌92 - من كرر السؤال فكرر المجيب الإجابة

- ‌93 - قبول الحق ممن جاء به

- ‌94 - سكوت العالم عن الإجابة إذا لم يستحضر الدليل

- ‌95 - طلب المرأة الرجل أن يعلهما إذا أمنت الفتنة بدون خلوة

- ‌96 - الجواب على السائل المتعنت

- ‌97 - العالم يعمل بما يعلم وإن أنكر عليه الجهال

- ‌98 - حث طالب العلم على المحافظة على وقته

- ‌99 - إذا اختلف طلبة العلم رجعوا إلى من هو أعلم منهم ليأتي بالدليل

- ‌100 - المبلغ عن المحدث وهو المستملي

- ‌101 - طالب العلم لا يترك الكسب

- ‌102 - قيام العالم بما يحتاج إليه من الأمور الضرورية

- ‌103 - رد العالم شبهة المخطئين

- ‌104 - االرد على من يقول بتعدد الجماعات الحزبية

- ‌105 - تحذير طالب العلم من الحزبية

- ‌106 - كراهية القيام للمعلم

- ‌107 - تحريم القيام لمن أحبه

- ‌108 - ضرر العجب على العالم والمتعلم

- ‌109 - جواز الإعجاب لمن أمن على نفسه من الفتنة وهو معتمد على الله

- ‌110 - تعلم اللغة الأجنبية إذا احتيج إليها

- ‌111 - أسعد الناس بثواب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هم المحدثون

- ‌112 - فضل أداء الحديث باللفظ الذي سمعه

- ‌113 - الحقائق الشرعية مقدمة على الحقائق اللغوية

- ‌114 - النسخ

- ‌115 - أصح الأحاديث المسلسلة

- ‌116 - الأخذ بالعموم إذا لم يعلم مخصِّص

- ‌117 - نفي المحدث لما لا يعلمه غير مقبول

- ‌118 - تأويل الحديث الذي ظاهره الشناعة أو رده

- ‌119 - الرد على من أخطأ في الحديث

- ‌120 - تأويل الدليل المخالف لما هو أرجح منه

- ‌121 - التعديل

- ‌122 - لا يرفع في التعديل فوق منزله

- ‌123 - تعديل الصحابة رضي الله عنهم

- ‌124 - الجرح

- ‌125 - جرح أصحاب البدع

- ‌126 - في الجرح والتعديل أيضا

- ‌127 - تسمية المجروح إذا احتيج إلى ذلك

- ‌128 - قولهم: كذب فلان

- ‌129 - البعد عن أصحاب الأهواء

- ‌130 - المعتبر في الرواية السماع أو ما يؤدي معناه

- ‌131 - التثبت في قبول الأخبار

- ‌132 - التشديد في الحديث

- ‌133 - التوقف في الخبر فإذا ظهرت له صحته على به

- ‌134 - لا يجرح الأموات إلا لفائدة دينية

- ‌135 - إذا لم يلزم التخصيص قال: ما بال أقوام

- ‌136 - الجرح الذي لا يجوز

- ‌137 - إذا جرح من ليس بمجروح دوفع عنه

- ‌138 - لا يجوز أن يجرح من ليس بمجروح

- ‌139 - تحري الصدق في الرواية

- ‌140 - قول المحدث: والله ما كذبت

- ‌141 - تصديق المحدث محدثا آخر

- ‌142 - المحدث يحدث والآخر يصدقه

- ‌143 - قولهم: وكان رجلَ صدقٍ

- ‌144 - التوقف في الخبر إذا لم يتأكد من ثبوته

- ‌145 - العلماء الراسخون في علم السنة يعلمون أن الحديث المكذوب ليس من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌146 - السؤال عن حال الرجل

- ‌147 - قبول خبر الواحد الثبت

- ‌148 - قبول خبر المرأة

- ‌149 - قبول السلف خبر المرأة

- ‌150 - من ناقش في أمر ليعلم غيره

- ‌151 - من أعاد الكلام ثلاثا

- ‌2 - كتاب الإيمان

- ‌1 - فضل الإيمان

- ‌2 - فضل الإيمان بالغيب

- ‌3 - فضل اليقين

- ‌4 - الإيمان مكانه فمن ابتغاه وجده وهو في كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي التفكر في مخلوقات الله

- ‌5 - تفاوت الناس في الإيمان

- ‌6 - من هو المؤمن؟ وفيه الرد على المرجئة

- ‌7 - متى يبلغ حقيقة الإيمان

- ‌8 - الحياء من الإيمان

- ‌9 - الحياء والإيمان

- ‌10 - تعلم الإيمان

- ‌11 - الإيمان يعصم الدم

- ‌12 - من شعب الإيمان

- ‌13 - تفاضل الإسلام

- ‌14 - المؤمن لا تضر إيمانه الخواطر التي لم يحققها

- ‌15 - لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة

- ‌16 - إن الإسلام بدأ غريبا

- ‌17 - الإيمان بالأنبياء السابقين

- ‌18 - من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالإيمان

- ‌19 - إيمان رجال من أبناء فارس

- ‌20 - البعد عن الشبهات التي يخاف على الإيمان منها

- ‌21 - من لوازم الإيمان مفارقة المشركين

- ‌22 - الذل لمن أعرض عن الإسلام

- ‌23 - من نواقض الإسلام

- ‌24 - من هو ولي المسلم

- ‌25 - لا يبغض الأنصار رجلٌ يؤمن بالله واليوم الآخر

- ‌26 - الإيمان بالإسراء والمعراج

- ‌27 - الإسلام

- ‌28 - إيمان لا يرتد

- ‌29 - الرد على المجبرة والشاهد من الأدلة إضافة الأفعال إلى أصحابها

- ‌30 - الرد على المعتزلة والخوارج

- ‌31 - الرد على المرجئة

- ‌32 - الإيمان بالقدر

- ‌33 - الإيمان بالملائكة

- ‌34 - الإيمان بوجود الشيطان

- ‌35 - الإيمان بوجود الجن

- ‌36 - الإيمان بالحفظة

- ‌37 - الإيمان بالكتابة

- ‌38 - الإيمان بنعيم القبر وعذابه

- ‌39 - الإيمان بعلامات الساعة

- ‌40 - الإيمان بطلوع الشمس من مغربها

- ‌41 - الإيمان بالبعث

- ‌42 - قيام الساعة يوم الجمعة

- ‌43 - الإيمان بالشفاعة

- ‌44 - الشفاعة لأصحاب الكبائر

- ‌45 - شفاعة الأولاد لآبائهم

- ‌46 - شفاعة بعض المؤمنين

- ‌47 - من أسباب الشفاعة: الموت بالمدينة

- ‌48 - من أسباب الشفاعة: كثرة المصلين المسلمين على المسلم الموحد

- ‌49 - الإيمان بأن الله يرى في الآخرة

- ‌50 - الإيمان بالحوض

- ‌51 - الإيمان بالميزان

- ‌52 - الإيمان بالحساب

- ‌53 - الإيمان بالصراط

- ‌54 - الإيمان بالنار أعاذنا الله منها

- ‌55 - أسباب البعد عن النار

- ‌56 - أسباب دخول النار وهي محمولة في حق الموحد على دخول مؤقت، ثم يخرجون إلى الجنة

- ‌57 - خروج الموحدين من النار

- ‌58 - الإيمان بالجنة جعلنا الله من أهلها

- ‌59 - أسباب دخول الجنة

- ‌60 - أسباب مانعة من دخول الجنة وهي محمولة في حق الموحد على وقت مخصوص

- ‌3 - كتاب الطهارة

- ‌1 - لا يقبل الله صلاة بغير طهور

- ‌2 - طهارة آنية المشركين

- ‌3 - يبدأ بالخلاء عند الحاجة إليه

- ‌4 - عقوبة من لا يتنزه عن البول

- ‌5 - لا يستقبل القبلة ولا يستدبرها بفرجيه في قضاء الحاجة ويعفى في البنيان

- ‌6 - قضاء الحاجة بعيدا عن الناس

- ‌7 - الستر وقت قضاء الحاجة

- ‌8 - النهي عن البول في الجحر

- ‌9 - ما جاء في البول قائما

- ‌10 - تفريج ما بين الرجلين في حال قضاء الحاجة

- ‌11 - الاستنجاء

- ‌12 - كراهية الاستنجاء باليمين وتحريمه إن كانت مباشرة للنجاسة

- ‌13 - إذا استجمرت فأوتر

- ‌14 - النهي عن الاستجمار بالروث والعظم

- ‌15 - السواك

- ‌16 - فضل الوضوء

- ‌17 - المتوضيء يبدأ بيمينه

- ‌18 - صفة الوضوء

- ‌19 - المبالغة في الاستنشاق لمن ليس بصائم

- ‌20 - إذا توضأت فانتثر

- ‌21 - الاستنثار مرتين أو ثلاثا

- ‌22 - الوضوء ثلاثا ثلاثا ومرة مرة

- ‌23 - الوضوء مرتين مرتين

- ‌24 - مسح الرأس والأذنين ظاهرهما وباطنهما

- ‌25 - إسباغ الوضوء

- ‌26 - مقدار الماء الذي يتوضأ به ولو زاد أو نقص لا بأس بذلك

- ‌27 - شرب فضل الوضوء

- ‌28 - أكل الطعام ليس ناقضا للوضوء

- ‌29 - أكل لحم الإبل ناقض للوضوء وهو مخصص للأحاديث السابقة

- ‌30 - مس الفرج ناقض للوضوء

- ‌31 - خروج الريح من الدبر ناقض للوضوء

- ‌32 - النوم المستغرق ناقض للوضوء

- ‌33 - نوم الأنبياء ليس بناقض للوضوء

- ‌34 - نهي النساء عن دخول الحمام لغير حاجة

- ‌35 - ماء البحر طهور

- ‌36 - هذه بهذه

- ‌37 - طهارة النعلين بالدلك بالتراب

- ‌38 - طهارة الثوب الذي يجامع فيه

- ‌39 - لا يشترط لتلاوة القرآن الطهارة

- ‌40 - ما جاء في المذي

- ‌41 - لا يبول في مستحمه ثم يغتسل فيه

- ‌42 - بول الغلام الذي لم يطعم يطهر بالنضح

- ‌43 - لعاب الآدمي ليس بنجس

- ‌44 - من كره أن يذكر الله إلا على طهارة

- ‌45 - الابتعاد عن مظنة النجاسة

- ‌46 - إباحة الصلاة في مرابض الغنم وكراهيتها في معاطن الإبل

- ‌47 - المسح على العمامة

- ‌48 - المسح على الخفين

- ‌49 - التوقيت في المسح

- ‌50 - المسح على ظاهر الخفين

- ‌51 - التيمم

- ‌52 - من سلم على قاضي الحاجة فلا يرد عليه حتى يتيمم

- ‌53 - الماء من الماء منسوخ

- ‌54 - جواز تأخير الغسل إلى آخر الليل

- ‌55 - كم يكفيه في الغسل

- ‌56 - وجوب غسل الجمعة

- ‌57 - ماذا يعمل من دخل في الصلاة ثم علم أنه جنب

- ‌58 - غسل الإحرام

- ‌59 - الفرق بين ماء الرجل وماء المرأة

- ‌60 - التنزه عن أن يغتسل الرجل بفضل المرأة أو المرأة بفضل الرجل

- ‌61 - الكافر إذا أسلم يغتسل

- ‌62 - لا يلزم في الغسل إزالة الضماد

- ‌63 - لا يتوضأ بعد الغسل

- ‌64 - مؤاكلة الحائض

- ‌65 - الحائض تختضب

- ‌66 - كيفية غسل دم الحيض

- ‌67 - ماذا تعمل المستحاضة

الفصل: ‌29 - الرد على المجبرة والشاهد من الأدلة إضافة الأفعال إلى أصحابها

وقال الإمام أحمد رحمه الله (4340): حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن عاصم بن بَهْدَلَة به.

الحديث أخرجه أبو يَعْلَى (ج 1 ص 26) و (ج 8 ص 471 و 472).

‌29 - الرد على المجبرة والشاهد من الأدلة إضافة الأفعال إلى أصحابها

344 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 3 ص 49): حدثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن ابن أكيمة الليثي عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة فقال «هل قرأ معي أحد منكم آنفًا؟ » فقال رجل نعم يا رسول الله قال «إني أقول ما لي أنازَع القرآن» .

قال: فانتهى (1) الناس عن القراءة مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما جهر فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالقراءة من الصلوات حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

قال أبو داود: روى حديث ابن أكيمة هذا معمر ويونس وأسامة بن زيد عن الزهري على معنى مالك.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا عمارة بن أكيمة، وقد وثَّقه ابن مَعِين، كما في "تهذيب التهذيب".

وأخرجه الترمذي (ج 2 ص 231) وقال: هذا حديث حسن. ثم قال الترمذي:

(1) قوله: فانتهى الناس

الخ، من كلام الزهري، كما في "السنن"(ج 3 ص 55) و"جامع الترمذي"(ج 2 ص 233).

ص: 293

وليس في هذا الحديث ما يدخل على من رأى القراءة خلف الإمام؛ لأن أبا هريرة هو الذي روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذا الحديث، وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال:«من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج، غير تمام» فقال له حامل الحديث: إني أكون أحيانًا وراء الإمام، قال: اقرأ بها في نفسك. وروى أبو عثمان النهدي عن أبي هريرة، قال: أمرني النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن أنادي: «أن لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب» .

وحديث ابن أُكَيْمَةَ عن أبي هريرة، أخرجه أيضًا النسائي (ج 2 ص 140)، وابن ماجه (ج 1 ص 276).

345 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 354): حدثنا زيد بن الحباب حدثني حسين بن واقد أخبرني عبد الله بن بريدة قال سمعت أبي بريدة يقول: أصبح رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فدعا بلالًا فقال «يا بلال بم سبقتني إلى الجنة ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي إني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك فأتيت على قصر من ذهب مرتفع مشرف فقلت لمن هذا القصر قالوا لرجل من العرب قلت أنا عربي لمن هذا القصر قالوا لرجل من المسلمين من أمة محمد قلت فأنا محمد لمن هذا القصر قالوا لعمر بن الخطاب» فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لولا غيرتك يا عمر لدخلت القصر» فقال يا رسول الله ما كنت لأغار عليك قال وقال لبلال «بم سبقتني إلى الجنة؟ » قال ما أحدثت إلا توضأت وصليت ركعتين فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «بهذا» .

الحديث أخرجه الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 360) فقال رحمه الله: ثنا علي بن

ص: 294

الحسن وهو ابن شقيق، ثنا الحسين بن واقد

فذكره.

وأخرجه الترمذي (ج 10 ص 174) فقال: حدثنا الحسين بن حُرَيْثٍ أبو عمار المروزي، أخبرنا علي بن الحسين بن واقد، قال: حدثني أبي

فذكره، ثم قال: هذا حديث حسن صحيح غريب.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث صحيحٌ.

وأخرج ابن أبي شيبة (ج 12 ص 28) قصة عمر فقال رحمه الله: زيد بن حباب به.

346 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 299): حدثنا يحيى بن آدم وأبو أحمد قالا حدثنا عيسى بن عبد الرحمن البجلي من بني بجلة من بني سليم عن طلحة. قال أبو أحمد حدثنا طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال يا رسول الله علمني عملًا يدخلني الجنة فقال «لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة أعتق النسمة وفك الرقبة» فقال يا رسول الله أو ليستا بواحدة قال «لا إن عتق النسمة أن تفرد بعتقها وفك الرقبة أن تعين في عتقها والمنحة الوكوف والفيء على ذي الرحم الظالم فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع واسق الظمآن وأمر بالمعروف وانه عن المنكر فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من الخير» .

هذا حديث صحيحٌ.

347 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 4 ص 341): حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ أخبرَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ طَلْحَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ

ص: 295

عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا عبد الرحمن بن عوسجة، وقد وثَّقه النسائي.

الحديث أخرجه النسائي (ج 2 ص 179).

وابن ماجه (ج 1 ص 426)، كلاهما من حديث شعبة، عن طلحة بن مُصَرِّفٍ به.

وأخرجه أحمد (ج 4 ص 283 و 285)، والحاكم في "المستدرك"(ج 1 ص 71) وقد استفاض من طرقه إلى (ص 75) فجزاه الله خيرًا.

ولعبد الرحمن بن عوسجة متابع، قال الدارمي رحمه الله (ج 2 ص 565): حدثنا محمد بن بكر (1)، ثنا صدقة بن أبي عمران، عن علقمة مَرْثَدٍ، عن زاذان أبي عمر، عن البراء بن عازب به.

وهذا السند صالح في الشواهد والمتابعات؛ صدقة بن أبي عمران مختلف فيه، والظاهر أنه يصلح في الشواهد والمتابعات.

348 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 267): حدثنا أحمد بن عبد الملك حدثنا نوح بن قيس الحداني حدثنا خالد بن قيس عن قتادة عن أنس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال يا رسول الله أخبرني بما افترض الله علي من الصلاة؟ فقال «افترض الله على عباده صلوات خمسًا» قال هل قبلهن أو بعدهن؟ قال «افترض الله على

(1) في الأصل: محمد بن أبي بكر، ثنا صدقة، عن ابن أبي عمران. والصواب ما أثبتناه كما في "المستدرك"(ج 1 ص 575)، و"تهذيب الكمال" ترجمة محمد بن بكر البُرْسَانِيِّ.

ص: 296

عباده صلوات خمسًا» قالها ثلاثًا قال والذي بعثك بالحق لا أزيد فيهن شيئًا ولا أنقص منهن شيئًا قال فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «دخل الجنة إن صدق» .

الحديث أخرجه النسائي (ج 1 ص 228) فقال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا نوح بن قيس به.

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

349 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 120): حدثنا وكيع حدثنا شعبة عن عتاب (1) مولى ابن هرمز قال سمعت أنس بن مالك قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على السمع والطاعة فقال «فيما استطعتم» .

هذا حديث صحيحٌ رجاله رجال الصحيح، إلا عتابًا مولى ابن هرمز وقد وثَّقه ابن معين، وقال أبوحاتم: شيخ، كما في "تهذيب التهذيب".

والحديث أخرجه ابن ماجه في كتاب الجهاد من "سننه" عن علي بن محمد، عن وكيع به، كما في "تحفة الأشراف".

350 -

قال الإمام محمد بن نصر رحمه الله في "الصلاة"(ص 499): حدثنا محمد بن يحيى، ثنا أبو النعمان وسليمان بن حرب، قالا: ثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن» .

(1) في الأصل: غياث، والصواب ما أثبتناه.

ص: 297

هذا حديث صحيحٌ.

* وله طريق أخرى، قال رحمه الله: حدثنا محمد بن يحيى، ثنا أيوب بن سليمان بن بلال، ثنا أبو بكر بن أبي أويس (1)، عن سليمان بن بلال، عن عبد العزيز بن المطلب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: حفظت هاتين الخصلتين من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قالت:"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن".

عبد العزيز بن المطلب فيه كلام لا ينزل حديثه عن الشواهد والمتابعات.

351 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (8668): حدثنا سليمان، أخبرنا إسماعيل بن جعفر، أخبرنا محمد بن أبي حرملة، عن عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقص على المنبر:{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} فقلت: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الثانية: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} فقلت الثانية: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم الثالثة: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} فقلت الثالثة: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ قال: نعم، وإن رغم أنف أبي الدرداء".

هذا حديث صحيحٌ رجاله رجال الصحيح (2).

(1) أبو بكر بن أبي أويس هو عبد الحميد بن عبد الله بن عبد الله المدني.

(2)

يلغي فقد ذُكِر في "أحاديث معلة"(372). (الصحيح المسند).

ص: 298

وأخرجه النسائي في "التفسير"(ج 2 ص 374) فقال: أنا علي بن حجر، نا إسماعيل، نا محمد بن أبي حرملة به.

وأخرجه ابن جرير في "التفسير"(ج 27 ص 186) فقال: وحدثني زكريا بن يحيى بن أبان المصري، قال: ثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا محمد بن جعفر، عن محمد بن أبي حرملة به.

352 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 2 ص 896): حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن رفاعة بن شداد القتباني قال: لولا كلمة سمعتها من عمرو بن الحمق الخزاعي لمشيت فيما بين رأس المختار وجسده سمعته يقول قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «من أمن رجلًا على دمه فقتله فإنه يحمل لواء غدر يوم القيامة» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا رِفَاعَةَ بن شداد، وقد وثَّقه النسائي.

353 -

قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج 3 ص 9): حدثنا عثمان بن أبي شيبة أخبرنا حسين بن علي عن زائدة عن سليمان عن أبي صالح عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لرجل «كيف تقول في الصلاة؟ » قال أتشهد وأقول اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «حولها ندندن» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين. وإبهام الصحابي لا يضر؛ لأن الصحابة كلهم عدول.

ص: 299

الحديث أخرجه ابن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 295) فقال: حدثنا يوسف بن موسى القطان، ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لرجل

فذكر الحديث.

354 -

قال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله (ج 12 ص 378): حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: جَاءَ أَبُو الْعَالِيَةِ إِلَيَّ وَإِلَى صَاحِبٍ لِي، فَقَالَ: هَلُمَّا فَإِنَّكُمَا أَشَبُّ مِنِّي، وأَوْعَى لِلْحَدِيثِ مِنِّي. فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا بِشْرَ بْنَ عَاصِمٍ اللَّيْثِيَّ، فقال أَبُو الْعَالِيَةِ: حَدِّثْ هَذَيْنِ حَدِيثَكَ. قَالَ: حَدَّثَني عُقْبَةُ بْنُ مَالِكِ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم سَرِيَّةً، فَأَغَارَتْ عَلَى الْقَوْمِ، فَشَذَّ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، وَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنَ السَّرِيَّةِ ومَعَهُ سَيْفٌ شَاهِرٌ، فَقَالَ الشَّاذُّ مِنَ الْقَوْمِ: إِنِّي مُسْلِمٌ. فَلَمْ يَنْظُرْ فِيمَا قَالَ، فَضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ، فَنَمَى الْحَدِيثُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قَوْلًا شَدِيدًا، فَبَلَغَ الْقَاتِلَ، فَبَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يَخْطُبُ، إِذْ قَالَ الْقَاتِلُ: وَاللهِ يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا قَالَ الَّذِي قَالَ إِلَّا تَعَوُّذًا مِنَ الْقَتْلِ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم وَعَمَّنْ يَلِيهِ مِنَ النَّاسِ، فَعَلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ، كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فَلَمْ يَصْبِرْ أَنْ قَالَ الثَّالِثَةَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم بِوَجْهِهِ، تُعْرَفُ الْمَسَاءَةُ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ:«إِنَّ اللهَ أَبَى عَلَيَّ فِيمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَقُولُ ذَلِكَ.

هذا حديث صحيحٌ.

355 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 13 ص 406): حدثنا مسدد أخبرنا هشيم عن يعلى بن عطاء عن عمرو بن عاصم عن أبي

ص: 300

هريرة: أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت قال «قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه» قال «قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا عمرو بن عاصم، وقد وثَّقه أحمد.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 9 ص 335) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه أحمد (ج 1 ص 9 و 10)، والطيالسي (ج 1 ص 4).

356 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 148): حدثنا حسن وعفان قالا حدثنا حماد بن سلمة عن سنان بن ربيعة عن أنس قال عفان في حديثه قال أخبرنا أبو ربيعة قال سمعت أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إذا ابتلى الله العبد المسلم ببلاء في جسده قال الله اكتب له صالح عمله الذي كان يعمله فإن شفاه غسله وطهره وإن قبضه غفر له ورحمه» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 238): حدثنا حماد بن سلمة به.

357 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 2 ص 364): حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ وَأَبُو عَاصِمِ بْنُ جَوَّاسٍ الْحَنَفِيُّ (1) عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ

(1) أبو عاصم بن جواس هو: أحمد بن جواس، وثَّقه مطين، كما في "تهذيب التهذيب".

ص: 301

مَنْصُورٍ عَنْ طَلْحَةَ الْيَامِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَتَخَلَّلُ الصَّفَّ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَى نَاحِيَةٍ يَمْسَحُ صُدُورَنَا وَمَنَاكِبَنَا وَيَقُولُ «لَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ» وَكَانَ يَقُولُ «إِنَّ اللهَ عز وجل وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الْأُوَلِ» .

هذا حديث صحيحٌ، ورجاله رجال الصحيح، إلا عبد الرحمن بن عوسجة، وقد وثَّقه النسائي.

الحديث أخرجه النسائي (ج 2 ص 90).

358 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 7 ص 295): حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي حدثنا عبد العزيز بن مسلم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «تخرج عنق من النار يوم القيامة لها عينان تبصران وأذنان تسمعان ولسان ينطق يقول إني وكلت بثلاثة بكل جبار عنيد وبكل من دعا مع الله إلها آخر وبالمصورين» .

هذا حديث حسن صحيح غريب.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيحٌ، ورجاله ثقات.

ورواه الإمام أحمد (ج 16 ص 184) فقال: ثنا عبد الصمد، ثنا عبد العزيز بن مسلم

به.

359 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 11 ص 266): حدثنا أبو توبة أخبرنا عبيد الله عن عبد الكريم الجزري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «يكون قوم يخضبون في آخر الزمان

ص: 302

بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة».

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح. وقد ذكرت الكلام حول هذا الحديث في "تحريم الخضاب بالسواد" رسالة مستقلة (1).

الحديث أخرجه النسائي (ج 8 ص 138)، وأحمد (ج 1 ص 273)، وأبو يَعْلى (ج 4 ص 471).

360 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 67): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ يَعْنِي الْحَدَّادَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ عَنْ ذِي اللِّحْيَةِ الْكِلَابِيِّ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَعْمَلُ فِي أَمْرٍ مُسْتَأْنَفٍ أَوْ أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ قَالَ «لَا بَلْ فِي أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ» قَالَ فَفِيمَ نَعْمَلُ إِذًا قَالَ «اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ» .

هذا حديث حسنٌ. وأبو عبيدة هو عبد الواحد بن واصل.

361 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 251): حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا رباح عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده قال سمعت أبا أمامة يقول: سأل رجل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال ما الإثم فقال «إذا حك في نفسك شيء فدعه» قال فما الإيمان قال «إذا ساءتك سيئتك وسرتك حسنتك فأنت مؤمن» .

هذا حديث صحيحٌ. وإبراهيم بن خالد هو القرشي الصنعاني المؤذن، ترجمته في "تهذيب التهذيب"، وثَّقه أحمد وابن معين والبزار والدارقطني.

(1) وقد طبعت بحمد الله.

ص: 303

ورباح هو ابن زيد القرشي مولاهم الصنعاني، أثنى عليه الإمام أحمد، وقال أبو حاتم: جليل ثقة، كما في "تهذيب التهذيب".

وقال الإمام أحمد رحمه الله (ص 252): حدثنا رَوْحٌ، حدثنا هشام بن أبي عبد الله، عن يحيى بن أبي كثير به.

وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 255): حدثنا إسماعيل، أخبرنا هشام الدَّسْتَوائي، عن يحيى بن أبي كثير به.

362 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 6 ص 224): حدثنا الحسن بن علي أخبرنا زيد بن الحباب أخبرنا عمار بن رزيق عن عبد الله بن عيسى عن عكرمة عن يحيى بن يعمر عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبدًا على سيده» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح. وعبد الله بن عيسى هو ابن أبي ليلى.

363 -

قال الإمام البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار"(ج 3 ص 27): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْجُنَيْدِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعُرْسَ -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ الْبُرْهَةَ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، ثُمَّ تُعْرَضُ لَهُ الْجَادَّةُ مِنْ جَوَادِّ الْجَنَّةِ، فَيَعْمَلُ بِهَا حَتَّى يَمُوتَ عَلَيْهَا، وَذَلِكَ لِمَا كُتِبَ [لَهُ](1)، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْبُرْهَةَ مِنْ دَهْرِهِ، ثُمَّ

(1) زيادة من الطبراني ومجمع الزوائد. اهـ مصححه

ص: 304

تُعْرَضُ لَهُ الْجَادَّةُ مِنْ جَوَادِّ أَهْلِ النَّارِ، فَيَعْمَلُ بِهَا حَتَّى يَمُوتَ عَلَيْهَا، وَذَلِكَ لِمَا كُتِبَ عَلَيْهِ».

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وقد وثَّقه الخطيب كما في "تاريخ بغداد"(ج 6 ص 120).

364 -

قال الإمام أحمد بن عمرو بن أبي عاصم رحمه الله في كتاب "السنة"(ج 1 ص 158): ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا الفضيل بن سليمان ثنا أبو مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إن الله خلق كل صانع وصنعته» .

ثنا يعقوب بن حميد ثنا مروان بن معاوية الفزاري ثنا أبو مالك الاشجعي عن ربعي عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

* وقد أخرجه الحاكم رحمه الله (ج 1 ص 31) فقال: حدثنا أبو النضر محمد بن يوسف الفقيه، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا علي بن المديني، ثنا مروان بن معاوية، ثنا أبو مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إن الله خالق كل صانع وصنعته» .

حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا الفضيل بن سليمان، عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، قال: قال

ص: 305

رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إن الله خالق كل صانع وصنعته".

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم، ولم يخرجاه.

وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(ص 137) من "عقائد السلف"، والبزار كما في "كشف الأستار"(ج 3 ص 28).

وقد اختلف في هذا الحديث، فأبو وائل شَقِيقُ بن سَلَمَةَ عند البخاري في "خلق أفعال العباد"(ص 137) يرويه موقوفًا، وربعي بن حراش عند من تقدم يرويه مرفوعًا، وكلاهما ثقة، زاد الحافظ في ترجمة ربعي: عابد. فلعل الحديث جاء على الوجهين، والله أعلم.

365 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 8): حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان حدثنا محمد بن سعد الأنصاري قال سمعت أبا ظبية الكلاعي يقول سمعت المقداد بن الأسود يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأصحابه "ما تقولون في الزنا؟ " قالوا حرمه الله ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة قال فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأصحابه "لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره" قال فقال "ما تقولون في السرقة؟ " قالوا حرمها الله ورسوله فهي حرام قال "لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره".

هذا حديث حسنٌ.

الحديث أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(ص 50) فقال رحمه الله: حدثنا أحمد بن حُمَيْدٍ، قال: حدثنا محمد بن فُضَيْلٍ به.

ص: 306

366 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 1 ص 405): حدثنا هاشم حدثنا شيبان عن عاصم.

وحدثنا عفان حدثنا حماد حدثنا عاصم عن زر عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من جهنم» . قال أحدهم: «من النار» .

وأخرجه أبو يَعْلَى (ج 9 ص 162) من حديث حماد بن سلمة به.

وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 1 ص 402): ثنا وهب بن جرير، ثنا أبي، قال: سمعت عاصمًا، يحدث عن زر

فذكره.

وأخرجه الترمذي (ج 7 ص 418) فقال رحمه الله: حدثنا أبو هشام الرفاعي، أخبرنا أبو بكر بن عياش، أخبرنا عاصم به.

هذا حديث حسنٌ، من أجل عاصم وهو ابن أبي النَّجُود.

367 -

قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج 9 ص 73): حدثنا عثمان بن أبي شيبة أخبرنا ابن نمير أخبرنا هاشم بن هاشم أخبرني عبد الله بن نسطاس من آل كثير بن الصلت أنه سمع جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لا يحلف أحد عند منبري هذا على يمين آثمة ولو على سواك أخضر إلا تبوأ مقعده من النار -أو وجبت له النار-» .

هذا حديث صحيحٌ.

وقد أخرجه الإمام مالك في "الموطأ"(ج 2 ص 204) عن هاشم بن هاشم به.

وأخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 779) فقال رحمه الله: حدثنا عمرو بن رافع، ثنا مروان بن معاوية ح وحدثنا أحمد بن ثابت الجحدري، ثنا صفوان بن عيسى،

ص: 307

قالا: ثنا هاشم بن هاشم به.

وأخرجه النسائي كما في "تحفة الأشراف" عن محمد بن سلمة والحارث بن مسكين، كلاهما عن ابن القاسم، عن مالك به.

وأخرجه أبو يعلى (ج 3 ص 317).

والحاكم (ج 4 ص 296) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

368 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 9 ص 78): حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا ابن إدريس، قال: سمعت الحسن بن عبيد الله، عن سعد بن عبيدة، قال: سمع ابن عمر رجلا يخلف: لا والكعبة، فقال له ابن عمر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من حلف بغير الله فقد أشرك ".

هذا حديث صحيح على شرط مسلم (1).

الحديث رواه الترمذي (ج 5 ص 135) وقال: هذا حديث حسن.

369 -

قال الإمام البخاري رحمه الله في "الأدب المفرد" ص (116) حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الحسن بن عمرو، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: "ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء".

هذا حديث صحيحٌ، والحسن بن عمرو هو الفقيمي، ومحمد بن

(1) ينقل إن شاء الله في "أحاديث ظاهرها الصحة وهي معلة" لأن سعد بن عبيدة لم يسمعه من ابن عمر. (الصحيح المسند) وقد أورده الشيخ في "أحاديث معلة ظاهرها الصحة" برقم (265).

ص: 308