المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌39 - الإيمان بعلامات الساعة - الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين - جـ ١

[مقبل بن هادي الوادعي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الناشر للطبعة الجديدة

- ‌المقدمة

- ‌1 - كتاب العلم

- ‌1 - فضل أهل العلم

- ‌2 - فضل الفقه في الدين

- ‌3 - رب حامل فقه ليس بفقيه

- ‌4 - فضل الدعوة إلى العلم النافع

- ‌5 - تبليغ العلم

- ‌6 - إرسال العالم من يبلغ عنه

- ‌7 - تبليغ العلم وإن كان فيه مشقة

- ‌8 - العالم أحق بالصف الأول في الصلاة

- ‌9 - كتابة العلم

- ‌10 - العمل بالمكاتبة إذا عرف الخط

- ‌11 - تعليم الصغير

- ‌12 - تعليم الصغير العقيدة

- ‌13 - الوعيد لمن يكتم العلم

- ‌14 - العلماء الفسقة

- ‌15 - تحريم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌16 - التحذير من منافقي العلماء

- ‌17 - الاستعاذة من علم لا ينفع

- ‌18 - عقوبة المفتي الزائغ

- ‌19 - إثم المفتي إذا لم يتثبت في فتواه

- ‌20 - الميزان في دخول العالم إلى السلطان

- ‌21 - الخوف على طالب العلم من الميل إلى الدنيا

- ‌22 - الإقبال على الدنيا يضعف حفظ طالب العلم

- ‌23 - الطالب المقتصد

- ‌24 - إبداء الطالب رأيه في المسألة أمام معلمه

- ‌25 - ما جاء في تبليغ العلم بالإشارة

- ‌26 - تقديم الأهم في التعليم

- ‌27 - فضل تعلم القرآن

- ‌28 - تعلم الأنساب

- ‌29 - طالب العلم لا يشبع من العلم

- ‌30 - الصبر على تبليغ العلم

- ‌31 - تبليغ العلم في المجامع الكبيرة

- ‌32 - الصبر على تفهيم الجاهل

- ‌33 - الترغيب في ترك ما يشغلك عن العلم بالله

- ‌34 - ذهاب العلم

- ‌35 - تعاهد القرآن

- ‌36 - التخصص في العلم

- ‌37 - ما جاء في ذم الرأي

- ‌38 - ذم التقليد

- ‌39 - من العلم ما لا يجوز تعلمه

- ‌40 - العالِمُ يأمر شخصا أن يعلم الجاهل

- ‌41 - السنة وحجيتها

- ‌42 - الدفاع عن السنة

- ‌43 - رفع الصوت بالعلم

- ‌44 - تعليم الجاهل قبل عقابه

- ‌45 - رفق العالم بالمتعلم

- ‌46 - لا ينهر الطلاب إذا اقتربوا من العلم

- ‌47 - الخطبة على الناقة

- ‌48 - خطبة الإمام في أيام التشريق بمنى

- ‌49 - خطبة الإمام يوم الأضحى بمنى

- ‌50 - الخطبة يوم عرفة

- ‌51 - توسيع مجالس العلم

- ‌52 - العلم بما علم

- ‌53 - أخذ القرآن عن أفواه المشايخ

- ‌54 - الطالب في حال فتوره لا ينصرف إلى الباطل

- ‌55 - صبر المعلم على الجاهل

- ‌56 - صبر الطالب على تحصيل العلم حتى يتوصل إلى الحق

- ‌57 - صبر العالم والمتعلم

- ‌58 - المعلم يكون بمنزلة الوالد

- ‌59 - ملازمة الطالب لمعلمه حتى يموت معلمه

- ‌60 - تبسم العالم

- ‌61 - غضب العالم إذا خولف شرع الله

- ‌62 - الدعاء للطالب والثناء عليه بما يستحقه

- ‌63 - دعاء المعلم للطالب المؤدب

- ‌64 - قول الطالب للمعلم: زدني

- ‌65 - ابتداء العالم الطالب

- ‌66 - استفسار الطالب المعلم عما أشكل عليه

- ‌67 - شكر الطالب معلمه، ومنه: الثناء عليه بما يستحقه

- ‌68 - ابتداء العالم طلبته

- ‌69 - قول العالم للطالب إذا أجاب بالصواب: صدقت

- ‌70 - طلب العلم من العالم المبرر

- ‌71 - ابتداء العالم طلابه بالفائدة

- ‌72 - اختبار الطالب معلمه

- ‌73 - الجدال لإظهار الحق

- ‌74 - ما جاء في ذم الجدل لغير فائدة

- ‌75 - الحديث عن بني إسرائيل بما يعلم ثبوته من الكتاب والسنة

- ‌76 - ظهور العلم الدنيوي

- ‌77 - استفهام العالم من السائل عن سؤاله

- ‌78 - إرشاد العالم الطالب إلى علماء آخرين

- ‌79 - التشويق إلى ما يقال من أجل الاستعداد

- ‌80 - استئذان الطالب المعلم في السؤال وتحين الفرصة

- ‌81 - استفهام المفتي قبل صدور الفتوى

- ‌82 - طلب الدليل بعد الفتوى بدون دليل

- ‌83 - المستفتي يسأل عالما بعد عالم حتى يصل إلى الحق

- ‌84 - من استحيا عن تعليم العلم أمر غيره يبلغه

- ‌86 - إذا كان السؤال واسعًا يعمد المفتي إلى خلاصة الجواب

- ‌87 - تأخير الإجابة عن السؤال

- ‌88 - تأخير الجواب عن وقت السؤال والتعليم بالفعل

- ‌89 - التعليم العملي أيضا

- ‌90 - التعليم بالفعل أبلغ من القول

- ‌91 - يتوقف في فتوى المفتي التي لا تطمئن إليها النفس

- ‌92 - من كرر السؤال فكرر المجيب الإجابة

- ‌93 - قبول الحق ممن جاء به

- ‌94 - سكوت العالم عن الإجابة إذا لم يستحضر الدليل

- ‌95 - طلب المرأة الرجل أن يعلهما إذا أمنت الفتنة بدون خلوة

- ‌96 - الجواب على السائل المتعنت

- ‌97 - العالم يعمل بما يعلم وإن أنكر عليه الجهال

- ‌98 - حث طالب العلم على المحافظة على وقته

- ‌99 - إذا اختلف طلبة العلم رجعوا إلى من هو أعلم منهم ليأتي بالدليل

- ‌100 - المبلغ عن المحدث وهو المستملي

- ‌101 - طالب العلم لا يترك الكسب

- ‌102 - قيام العالم بما يحتاج إليه من الأمور الضرورية

- ‌103 - رد العالم شبهة المخطئين

- ‌104 - االرد على من يقول بتعدد الجماعات الحزبية

- ‌105 - تحذير طالب العلم من الحزبية

- ‌106 - كراهية القيام للمعلم

- ‌107 - تحريم القيام لمن أحبه

- ‌108 - ضرر العجب على العالم والمتعلم

- ‌109 - جواز الإعجاب لمن أمن على نفسه من الفتنة وهو معتمد على الله

- ‌110 - تعلم اللغة الأجنبية إذا احتيج إليها

- ‌111 - أسعد الناس بثواب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هم المحدثون

- ‌112 - فضل أداء الحديث باللفظ الذي سمعه

- ‌113 - الحقائق الشرعية مقدمة على الحقائق اللغوية

- ‌114 - النسخ

- ‌115 - أصح الأحاديث المسلسلة

- ‌116 - الأخذ بالعموم إذا لم يعلم مخصِّص

- ‌117 - نفي المحدث لما لا يعلمه غير مقبول

- ‌118 - تأويل الحديث الذي ظاهره الشناعة أو رده

- ‌119 - الرد على من أخطأ في الحديث

- ‌120 - تأويل الدليل المخالف لما هو أرجح منه

- ‌121 - التعديل

- ‌122 - لا يرفع في التعديل فوق منزله

- ‌123 - تعديل الصحابة رضي الله عنهم

- ‌124 - الجرح

- ‌125 - جرح أصحاب البدع

- ‌126 - في الجرح والتعديل أيضا

- ‌127 - تسمية المجروح إذا احتيج إلى ذلك

- ‌128 - قولهم: كذب فلان

- ‌129 - البعد عن أصحاب الأهواء

- ‌130 - المعتبر في الرواية السماع أو ما يؤدي معناه

- ‌131 - التثبت في قبول الأخبار

- ‌132 - التشديد في الحديث

- ‌133 - التوقف في الخبر فإذا ظهرت له صحته على به

- ‌134 - لا يجرح الأموات إلا لفائدة دينية

- ‌135 - إذا لم يلزم التخصيص قال: ما بال أقوام

- ‌136 - الجرح الذي لا يجوز

- ‌137 - إذا جرح من ليس بمجروح دوفع عنه

- ‌138 - لا يجوز أن يجرح من ليس بمجروح

- ‌139 - تحري الصدق في الرواية

- ‌140 - قول المحدث: والله ما كذبت

- ‌141 - تصديق المحدث محدثا آخر

- ‌142 - المحدث يحدث والآخر يصدقه

- ‌143 - قولهم: وكان رجلَ صدقٍ

- ‌144 - التوقف في الخبر إذا لم يتأكد من ثبوته

- ‌145 - العلماء الراسخون في علم السنة يعلمون أن الحديث المكذوب ليس من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌146 - السؤال عن حال الرجل

- ‌147 - قبول خبر الواحد الثبت

- ‌148 - قبول خبر المرأة

- ‌149 - قبول السلف خبر المرأة

- ‌150 - من ناقش في أمر ليعلم غيره

- ‌151 - من أعاد الكلام ثلاثا

- ‌2 - كتاب الإيمان

- ‌1 - فضل الإيمان

- ‌2 - فضل الإيمان بالغيب

- ‌3 - فضل اليقين

- ‌4 - الإيمان مكانه فمن ابتغاه وجده وهو في كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي التفكر في مخلوقات الله

- ‌5 - تفاوت الناس في الإيمان

- ‌6 - من هو المؤمن؟ وفيه الرد على المرجئة

- ‌7 - متى يبلغ حقيقة الإيمان

- ‌8 - الحياء من الإيمان

- ‌9 - الحياء والإيمان

- ‌10 - تعلم الإيمان

- ‌11 - الإيمان يعصم الدم

- ‌12 - من شعب الإيمان

- ‌13 - تفاضل الإسلام

- ‌14 - المؤمن لا تضر إيمانه الخواطر التي لم يحققها

- ‌15 - لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة

- ‌16 - إن الإسلام بدأ غريبا

- ‌17 - الإيمان بالأنبياء السابقين

- ‌18 - من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالإيمان

- ‌19 - إيمان رجال من أبناء فارس

- ‌20 - البعد عن الشبهات التي يخاف على الإيمان منها

- ‌21 - من لوازم الإيمان مفارقة المشركين

- ‌22 - الذل لمن أعرض عن الإسلام

- ‌23 - من نواقض الإسلام

- ‌24 - من هو ولي المسلم

- ‌25 - لا يبغض الأنصار رجلٌ يؤمن بالله واليوم الآخر

- ‌26 - الإيمان بالإسراء والمعراج

- ‌27 - الإسلام

- ‌28 - إيمان لا يرتد

- ‌29 - الرد على المجبرة والشاهد من الأدلة إضافة الأفعال إلى أصحابها

- ‌30 - الرد على المعتزلة والخوارج

- ‌31 - الرد على المرجئة

- ‌32 - الإيمان بالقدر

- ‌33 - الإيمان بالملائكة

- ‌34 - الإيمان بوجود الشيطان

- ‌35 - الإيمان بوجود الجن

- ‌36 - الإيمان بالحفظة

- ‌37 - الإيمان بالكتابة

- ‌38 - الإيمان بنعيم القبر وعذابه

- ‌39 - الإيمان بعلامات الساعة

- ‌40 - الإيمان بطلوع الشمس من مغربها

- ‌41 - الإيمان بالبعث

- ‌42 - قيام الساعة يوم الجمعة

- ‌43 - الإيمان بالشفاعة

- ‌44 - الشفاعة لأصحاب الكبائر

- ‌45 - شفاعة الأولاد لآبائهم

- ‌46 - شفاعة بعض المؤمنين

- ‌47 - من أسباب الشفاعة: الموت بالمدينة

- ‌48 - من أسباب الشفاعة: كثرة المصلين المسلمين على المسلم الموحد

- ‌49 - الإيمان بأن الله يرى في الآخرة

- ‌50 - الإيمان بالحوض

- ‌51 - الإيمان بالميزان

- ‌52 - الإيمان بالحساب

- ‌53 - الإيمان بالصراط

- ‌54 - الإيمان بالنار أعاذنا الله منها

- ‌55 - أسباب البعد عن النار

- ‌56 - أسباب دخول النار وهي محمولة في حق الموحد على دخول مؤقت، ثم يخرجون إلى الجنة

- ‌57 - خروج الموحدين من النار

- ‌58 - الإيمان بالجنة جعلنا الله من أهلها

- ‌59 - أسباب دخول الجنة

- ‌60 - أسباب مانعة من دخول الجنة وهي محمولة في حق الموحد على وقت مخصوص

- ‌3 - كتاب الطهارة

- ‌1 - لا يقبل الله صلاة بغير طهور

- ‌2 - طهارة آنية المشركين

- ‌3 - يبدأ بالخلاء عند الحاجة إليه

- ‌4 - عقوبة من لا يتنزه عن البول

- ‌5 - لا يستقبل القبلة ولا يستدبرها بفرجيه في قضاء الحاجة ويعفى في البنيان

- ‌6 - قضاء الحاجة بعيدا عن الناس

- ‌7 - الستر وقت قضاء الحاجة

- ‌8 - النهي عن البول في الجحر

- ‌9 - ما جاء في البول قائما

- ‌10 - تفريج ما بين الرجلين في حال قضاء الحاجة

- ‌11 - الاستنجاء

- ‌12 - كراهية الاستنجاء باليمين وتحريمه إن كانت مباشرة للنجاسة

- ‌13 - إذا استجمرت فأوتر

- ‌14 - النهي عن الاستجمار بالروث والعظم

- ‌15 - السواك

- ‌16 - فضل الوضوء

- ‌17 - المتوضيء يبدأ بيمينه

- ‌18 - صفة الوضوء

- ‌19 - المبالغة في الاستنشاق لمن ليس بصائم

- ‌20 - إذا توضأت فانتثر

- ‌21 - الاستنثار مرتين أو ثلاثا

- ‌22 - الوضوء ثلاثا ثلاثا ومرة مرة

- ‌23 - الوضوء مرتين مرتين

- ‌24 - مسح الرأس والأذنين ظاهرهما وباطنهما

- ‌25 - إسباغ الوضوء

- ‌26 - مقدار الماء الذي يتوضأ به ولو زاد أو نقص لا بأس بذلك

- ‌27 - شرب فضل الوضوء

- ‌28 - أكل الطعام ليس ناقضا للوضوء

- ‌29 - أكل لحم الإبل ناقض للوضوء وهو مخصص للأحاديث السابقة

- ‌30 - مس الفرج ناقض للوضوء

- ‌31 - خروج الريح من الدبر ناقض للوضوء

- ‌32 - النوم المستغرق ناقض للوضوء

- ‌33 - نوم الأنبياء ليس بناقض للوضوء

- ‌34 - نهي النساء عن دخول الحمام لغير حاجة

- ‌35 - ماء البحر طهور

- ‌36 - هذه بهذه

- ‌37 - طهارة النعلين بالدلك بالتراب

- ‌38 - طهارة الثوب الذي يجامع فيه

- ‌39 - لا يشترط لتلاوة القرآن الطهارة

- ‌40 - ما جاء في المذي

- ‌41 - لا يبول في مستحمه ثم يغتسل فيه

- ‌42 - بول الغلام الذي لم يطعم يطهر بالنضح

- ‌43 - لعاب الآدمي ليس بنجس

- ‌44 - من كره أن يذكر الله إلا على طهارة

- ‌45 - الابتعاد عن مظنة النجاسة

- ‌46 - إباحة الصلاة في مرابض الغنم وكراهيتها في معاطن الإبل

- ‌47 - المسح على العمامة

- ‌48 - المسح على الخفين

- ‌49 - التوقيت في المسح

- ‌50 - المسح على ظاهر الخفين

- ‌51 - التيمم

- ‌52 - من سلم على قاضي الحاجة فلا يرد عليه حتى يتيمم

- ‌53 - الماء من الماء منسوخ

- ‌54 - جواز تأخير الغسل إلى آخر الليل

- ‌55 - كم يكفيه في الغسل

- ‌56 - وجوب غسل الجمعة

- ‌57 - ماذا يعمل من دخل في الصلاة ثم علم أنه جنب

- ‌58 - غسل الإحرام

- ‌59 - الفرق بين ماء الرجل وماء المرأة

- ‌60 - التنزه عن أن يغتسل الرجل بفضل المرأة أو المرأة بفضل الرجل

- ‌61 - الكافر إذا أسلم يغتسل

- ‌62 - لا يلزم في الغسل إزالة الضماد

- ‌63 - لا يتوضأ بعد الغسل

- ‌64 - مؤاكلة الحائض

- ‌65 - الحائض تختضب

- ‌66 - كيفية غسل دم الحيض

- ‌67 - ماذا تعمل المستحاضة

الفصل: ‌39 - الإيمان بعلامات الساعة

صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَان سَحِيقٍ} (2) قَالَ: فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ، وَيَأْتِيهِ الْمَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّك؟ فَيَقُولُ: هَا هَا لَا أَدْرِي! فَيَقُولَانِ لَهُ: وَمَا دِينُك؟ فَيَقُولُ: هَا هَا لَا أَدْرِي! قَالَ: فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: افْرِشُوا لَهُ مِنَ النَّارِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ النَّارِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إلَى النَّارِ. قَالَ: فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا، وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ عَلَيْهِ أَضْلَاعُهُ، وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ، وَقَبِيحُ الثِّيَابِ، مُنْتِنُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ. فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُك الْوَجْهُ الَّذِي يَجِيءُ بِالشَّرِّ؟ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُك الْخَبِيثُ. فَيَقُولُ: رَبِّ لَا تُقِمِ السَّاعَةَ، رَبِّ لَا تُقِمِ السَّاعَةَ».

هذا حديث حسنٌ.

‌39 - الإيمان بعلامات الساعة

516 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 11 ص 337): حدثنا مسدد أخبرنا عبد الوارث بن سعيد عن محمد بن جحادة عن عبد الرحمن بن ثروان عن هزيل عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا القاعد فيها خير من القائم والماشي فيها خير من الساعي فكسروا قسيكم وقطعوا

(2) سورة الحج، الآية:31.

ص: 417

أوتاركم واضربوا سيوفكم بالحجارة فإن دخل -يعني على أحد منكم- فليكن كخير ابني آدم».

هذا حديث حسنٌ على شرط البخاري. وعبد الرحمن بن ثروان قد اختلف فيه، والظاهر أنه لا ينزل حديثه عن الحسن.

الحديث أخرج الترمذي (ج 6 ص 446) بعضه، وقال: هذا حديث حسن غريب.

وأخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 1310).

517 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 7 ص 244): أخبرنا عمرو بن علي قال أنبأنا وهب بن جرير قال حدثني أبي عن يونس عن الحسن عن عمرو بن تغلب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إن من أشراط الساعة أن يفشو المال ويكثر وتفشو التجارة ويظهر العلم ويبيع الرجل البيع فيقول لا حتى أستأمر تاجر بني فلان ويلتمس في الحي العظيم الكاتب فلا يوجد» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

وأخرجه الحاكم (ج 2 ص 7) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وإسناده على شرطهما، إلا أن عمرو بن تغلب ليس له راوٍ غير غير الحسن.

518 قال الإمام البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار"(ج 4 ص 148): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حدثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حدثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: قَالَ

ص: 418

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَتَسَافَدُونَ (1) فِي الطُّرُقِ تَسَافُدَ الْحَمِيرِ» .

قال البزار: لا نعلمه من وجه صحيح، إلا عن عبد الله بن عمرو بهذا الإسناد.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيحٌ. وقد أخرجه ابن حبان كما في "الموارد"(ص 466) فقال رحمه الله: حدثنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا إبراهيم بن حجاج السَّامِيُّ، حدثنا عبد الواحد بن زياد

فذكره، وفي آخره: قلت: إن ذلك لكائن؟ قال: «نَعَمْ لَيَكُونَنَّ» .

519 -

قال الإمام عبد بن حُمَيد في "المنتخب"(ج 2 ص 63): حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا القاسم بن الفضل، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: بينما راع يرعى غنمًا له إذ جاء ذئب فأخذ منها شاة، فحال الراعي بينهُ وبين الشاةِ، فأقعى الذئب على ذنبهِ ثُم قال: يا راعي، اتق الله تحولُ بيني وبين رزق رزقني الله؟ فقال الراعي: العجبُ من ذئب مقع على ذنبه يكلمني كلام الإنسِ! فقال الذئب: أفلا أحدثك بأعجب من ذلك: رسول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بالحرةِ يحدث الناس بأنباء ما قد سبق. فساق الراعي غنمهُ حتى أتى المدينة، فزواها ناحية ثم أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فحدثه، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ:«صدقت» ، ثم قال:«ألا إن من أشراط الساعة أن تكلم الكلام الإنس، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم الرجل عذبة سوطه، وشراك نعله، وتخبره فخذه بما أحدث أهله» .

هذا حديث صحيحٌ.

(1) في "موارد الظمآن": «حتى يتسافدوا» بحذف النون، وهو المناسب لقواعد اللغة العربية.

ص: 419

520 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 31): حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ ابْنِ أُخْتِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا صِغَارَ الْأَعْيُنِ، عِرَاضَ الْوُجُوهِ، كَأَنَّ أَعْيُنَهُمْ حَدَقُ الْجَرَادِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ، يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ، وَيَتَّخِذُونَ الدَّرَقَ، حَتَّى يَرْبُطُوا خُيُولَهُمْ بِالنَّخْلِ» .

هذا حديث حسنٌ، رجاله رجال الصحيح.

521 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 220): حدثنا أبو جعفر المدائني وهو محمد بن جعفر حدثنا عباد بن العوام حدثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن المنكدر عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إن أمام الدجال سنين خداعة يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن ويتكلم فيها الرويبضة» قيل وما الرويبضة؟ قال «الفويسق يتكلم في أمر العامة» .

ثم قال بعد حديث بعده: حدثنا عثمان بن محمد بن أبي شيبه -قال أبو عبد الرحمن وسمعته أنا من عثمان- قال حدثني عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن دينار قال سمعت أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «إن بين يدي الساعة سنين

» فذكر الحديث.

هذا حديث حسنٌ. وطريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن

ص: 420

دينار، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد أخرجها البزار كما في "كشف الأستار"(ج 4 ص 132) وفيها تصريح محمد بن إسحاق بالتحديث من عبد الله بن دينار، والحمد لله.

522 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (7554): حدثنا أبو كامل وعفان قالا حدثنا حماد عن سهيل -قال عفان في حديثه قال أخبرنا سهيل بن أبي صالح- عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطرًا لا تكن منه بيوت المدر ولا تكن منه إلا بيوت الشعر» .

هذا حديث حسنٌ، رجاله رجال الصحيح.

523 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 2 ص 539): حدثنا هاشم حدثنا زهير حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر ويكون الشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كاحتراق السعفة الخوصة» . زعم سهيل.

هذا حديث حسنٌ. وزهير هو ابن معاوية.

524 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 81): حدثنا هاشم حدثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يقول: «يا عائشة قومك أسرع أمتي بي لحاقًا» قالت فلما جلس قلت يا رسول الله جعلني الله فداءك لقد دخلت وأنت تقول كلامًا ذعرني قال «وما هو؟ » قالت تزعم أن قومي أسرع

ص: 421

أمتك بك لحاقًا قال «نعم» قالت ومم ذاك قال «تستحليهم المنايا وتنفس عليهم أمتهم» قالت فقلت فكيف الناس بعد ذلك -أو عند ذلك- قال «دبى يأكل شداده ضعافه حتى تقوم عليهم الساعة» .

قال أبو عبد الرحمن (وهو عبد الله بن أحمد): فسره رجل: هو الجنادب التي لم تنبت أجنحتها.

هذا حديث حسنٌ.

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 95): حدثنا هاشم قال حدثنا إسحاق بن سعيد يعني ابن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم

فذكرت الحديث.

525 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 36): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَمْتَلِئَ الْأَرْضُ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا، قَالَ: ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي -أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي- يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

الحديث أخرجه أبو يعلى (ج 2 ص 274) فقال: حدثنا زهير، حدثنا يحيى بن سعيد، عن عوف به.

526 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 11 ص 369): حدثنا مسدد أن عمر بن عبيد حدثهم ح وحدثنا محمد بن العلاء أخبرنا أبو بكر يعني

ص: 422

ابن عياش ح وحدثنا مسدد قال أخبرنا يحيى عن سفيان ح وحدثنا أحمد بن إبراهيم قال أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا زائدة ح وحدثنا أحمد بن إبراهيم حدثني عبيد الله بن موسى عن فطر المعنى واحد كلهم عن عاصم عن زر عن عبد الله: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم" -قال زائدة في حديثه: "لطول الله ذلك اليوم" ثم اتفقوا- "حتى يبعث رجلًا مني -أو من أهل بيتي- يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي".

زاد في حديث فطر: "يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا".

وقال في حديث سفيان: "لا تذهب -أو لا تنقضي- الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي".

قال أبو داود: لفظ عمر وأبي بكر بمعنى سفيان.

هذا حديث حسنٌ. وعاصم هو ابن أبي النَّجُود، حسن الحديث.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 6 ص 484) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

* قال الإمام أحمد رحمه الله (4098): حدثنا يحيى عن سفيان حدثني عاصم عن زر عن عبد الله: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال "لا تذهب الدنيا -أو لا تنقضي الدنيا- حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي".

هذا حديث حسنٌ.

ص: 423

وقال الإمام أحمد رحمه الله (4279): حدثنا عمر بن عبيد الطَّنَافِسِي، عن عاصم بن أبي النجود به.

527 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 6 ص 463): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ أخبرَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «سَتَخْرُجُ نَارٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ -أَوْ مِنْ نَحْوِ بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ- قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ تَحْشُرُ النَّاسَ» قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ «عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ» .

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

528 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 7 ص 162): حدثنا موسى بن إسماعيل أخبرنا حماد عن قتادة عن مطرف عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

الحديث رواه الإمام أحمد (ج 4 ص 429) فقال: ثنا بَهْزٌ، ثنا حماد بن سلمة، عن قتادة به.

529 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 38): حدثنا يحيى بن سعيد عن عيينة حدثني أبي عن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «الدجال أعور بعين الشمال بين عينيه مكتوب كافر يقرؤه

ص: 424

الأمي والكاتب».

هذا حديث صحيحٌ.

530 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 327): حدثنا زيد بن الحباب حدثني حسين بن واقد حدثني أبو الزبير حدثنا جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «إنه مكتوب بين عيني الدجال كافر يقرؤه كل مؤمن» .

هذا حديث حسنٌ على شرط مسلم.

531 -

قال الحاكم رحمه الله (ج 4 ص 543): حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا السري بن خزيمة، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن محجن بن الأدرع: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خطب الناس فقال: «يوم الخلاص وما يوم الخلاص» ثلاث مرات، فقيل: يا رسول الله، ما يوم الخلاص؟ قال:«يجيء الدجال فيصعد أحدًا فيطلع فينظر إلى المدينة، فيقول لأصحابه: ألا ترون إلى هذا القصر الأبيض؟ هذا مسجد أحمد. ثم يأتي المدينة فيجد بكل نقب من نقابها ملكًا مصلتًا، فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه، ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات، فلا يبقى منافق ولا منافقة ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه، فتخلص المدينة، وذلك يوم الخلاص» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

ص: 425

532 -

قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج 11 ص 442): حدثنا موسى بن إسماعيل أخبرنا جرير أخبرنا حميد بن هلال عن أبي الدهماء قال سمعت عمران بن حصين يحدث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «من سمع بالدجال فلينأ عنه فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات -أو لما يبعث به من الشبهات-» هكذا قال.

هذا حديث صحيحٌ. وأبو الدهماء اسمه قِرْفَةُ بن بُهَيْسٍ، وثَّقه ابن سعد كما في "تهذيب التهذيب".

* والحديث أخرجه ابن أبي شيبة رحمه الله فقال: وكيع (1)، عن جرير بن حازم، عن حميد بن هلال، عن أبي الدهماء، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «من سمع منكم بخروج الدجال فلينأ عنه ما استطاع؛ فإن الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فما يزال به حتى يتبعه، مما يرى من الشبهات» .

533 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 221): حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا حَشْرَجٌ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ عَنْ سَفِينَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ «أَلَا إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا قَدْ حَذَّرَ الدَّجَّالَ أُمَّتَهُ هُوَ أَعْوَرُ عَيْنِهِ الْيُسْرَى بِعَيْنِهِ الْيُمْنَى ظُفْرَةٌ غَلِيظَةٌ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَخْرُجُ مَعَهُ وَادِيَانِ أَحَدُهُمَا جَنَّةٌ وَالْآخَرُ نَارٌ فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ مَعَهُ مَلَكَانِ مِنْ الْمَلَائِكَةِ يُشْبِهَانِ

(1) كذا بحذف صيغة التحديث.

ص: 426

نَبِيَّيْنِ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ لَوْ شِئْتُ سَمَّيْتُهُمَا بِأَسْمَائِهِمَا وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمَا وَاحِدٌ مِنْهُمَا عَنْ يَمِينِهِ وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ وَذَلِكَ فِتْنَةٌ فَيَقُولُ الدَّجَّالُ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ أَلَسْتُ أُحْيِي وَأُمِيتُ فَيَقُولُ لَهُ أَحَدُ الْمَلَكَيْنِ كَذَبْتَ مَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ إِلَّا صَاحِبُهُ فَيَقُولُ لَهُ صَدَقْتَ فَيَسْمَعُهُ النَّاسُ فَيَظُنُّونَ أَنَّمَا يُصَدِّقُ الدَّجَّالَ وَذَلِكَ فِتْنَةٌ ثُمَّ يَسِيرُ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَدِينَةَ فَلَا يُؤْذَنُ لَهُ فِيهَا فَيَقُولُ هَذِهِ قَرْيَةُ ذَلِكَ الرَّجُلِ ثُمَّ يَسِيرُ حَتَّى يَأْتِيَ الشَّامَ فَيُهْلِكُهُ اللهُ عز وجل عِنْدَ عَقَبَةِ أَفِيقَ (1)».

هذا حديث حسنٌ.

* وقال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله (ج 15 ص 137): (2) الفضل بن دكين، قال: حدثنا حشرج، قال: حدثنا سعيد بن جمهان، عن سفينة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: «إنه لم يكن نبي إلا حذر الدجال أمته، هو أعور العين اليسرى، بعينه اليمنى ظفرة غليظة، بين عينيه (كافر)، معه واديان: أحدهما جنة والآخر نار، فجنته نار وناره جنة، ومعه ملكان من الملائكة يشبهان نبيين من الأنبياء أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله، فيقول لأناس: ألست بربكم؟ ألست أحيي وأميت؟ فيقول له أحد الملكين: كذبت. فما يسمعه أحد من الناس إلا صاحبه، فيقول صاحبه: صدقت. فيسمعه الناس، فيحسبون أنما صدق الدجال، وذلك فتنة، ثم يسير حتى يأتي المدينة فلا

(1) في "معجم البلدان": (أَفِيْق) بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وقاف: قرية من حوران، في طريق الغور، في أول العقبة المعروفة بعقبة أفيق. اهـ المراد منه.

(2)

كذا، بدون ذكر صيغة التحديث.

ص: 427

يؤذن له فيها، فيقول: هذه قرية ذاك الرجل، ثم يسير حتى يأتي الشام، فيقتله الله عند عقبة أفيق».

هذا حديث حسنٌ.

534 -

قال البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار"(ج 4 ص 142): حدثنا علي بن المنذر، ثنا محمد بن فضيل، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: سمعت أبا القاسم الصادق المصدوق يقول: «يخرج الأعور الدجال مسيح الضلالة قبل المشرق في زمن اختلاف من الناس وفرقة، فيبلغ ما شاء الله أن يبلغ من الأرض في أربعين يومًا، الله أعلم ما مقدارها، فيلقى المؤمن شدة شديدة، ثم ينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم من السماء، فيقوم الناس، فإذا رفع رأسه من ركعته قال: سمع الله لمن حمده، قتل الله المسيح الدجال وظهر المؤمنون» . فأحلف أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أبا القاسم الصادق المصدوق صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «إنه لحق، وأما إنه قريب، فكل ما هو آت قريب» .

هذا حديث حسنٌ.

535 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 364): حدثنا يزيد أخبرنا ابن عون عن مجاهد قال كنا ست سنين علينا جنادة بن أبي أمية فقام فخطبنا فقال: أتينا رجلًا من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فدخلنا عليه فقلنا حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا تحدثنا ما سمعت من الناس فشددنا عليه فقال: قام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فينا فقال «أنذرتكم المسيح وهو ممسوح العين -قال

ص: 428

أحسبه قال: اليسرى- يسير معه جبال الخبز وأنهار الماء علامته يمكث في الأرض أربعين صباحًا يبلغ سلطانه كل منهل لا يأتي أربعة مساجد الكعبة ومسجد الرسول والمسجد الأقصى والطور ومهما كان من ذلك فاعلموا أن الله عز وجل ليس بأعور».

وقال ابن عون: وأحسبه قد قال «يسلط على رجل فيقتله ثم يحييه ولا يسلط على غيره» .

هذا حديث صحيحٌ.

وأخرجه أحمد (ج 5 ص 434 و 435).

وأخرجه ابن أبي شيبة (ج 15 ص 147) فقال: (1) حسين بن علي، عن زائدة، عن منصور، عن مجاهد به.

536 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 372): حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة قال رأيت رجلًا بالمدينة وقد طاف الناس به وهو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإذا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال فسمعته وهو يقول: «إن من بعدكم الكذاب المضل وإن رأسه من بعده حبك حبك حبك -ثلاث مرات- وإنه سيقول أنا ربكم فمن قال لست ربنا لكن ربنا الله عليه توكلنا وإليه أنبنا نعوذ بالله من شرك لم يكن له عليه سلطان» .

هذا حديث صحيحٌ.

(1) كذا، بحذف صيغة التحديث.

ص: 429

537 -

قال الإمام البزار كما في "كشف الأستار"(ج 4 ص 132): حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة، ثنا عبيد الله يعني ابن موسى، ثنا إسرائيل، عن عاصم، عن شقيق، عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إن بين يدي الساعة كذابين» .

قال البزار: لا نعلمه يروى عن حذيفة بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد.

هذا حديث حسنٌ. وعاصم هو ابن أبي النجود.

538 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 389): حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ «لَأَنَا لَفِتْنَةُ بَعْضِكُمْ أَخْوَفُ عِنْدِي مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ وَلَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِمَّا قَبْلَهَا إِلَّا نَجَا مِنْهَا وَمَا صُنِعَتْ فِتْنَةٌ مُنْذُ كَانَتْ الدُّنْيَا صَغِيرَةٌ وَلَا كَبِيرَةٌ إِلَّا لِفِتْنَةِ الدَّجَّالِ» .

هذا حديث صحيحٌ.

ولحذيفة في "الصحيح" في الدجال حديث غير هذا.

* والحديث أخرجه البزار رحمه الله فقال كما في "كشف الأستار"(ج 4 ص 140): حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عن الأَعْمَشُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فَذُكِرَ الدَّجَّالُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لَفِتْنَةُ بَعْضِكُمْ أَخْوَفُ عِنْدِي مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، لَيْسَ مِنْ فِتْنَةٍ صَغِيرَةٍ وَلَا كَبِيرَةٍ إِلَّا تُصْنَعُ لِفِتْنَةِ الدَّجَّالِ، فَمَنْ نَجَا مِنْ فِتْنَةِ مَا

ص: 430

قَبْلَهَا نَجَا مِنْهَا، وَاللهُ لَا يَضُرُّ مُسْلِمًا، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافِرٌ».

قال الهيثمي: له حديث غير هذا.

الحديث رجاله رجال الصحيح، إلا سليمان بن ميسرة، وقد وثَّقه ابن معين والنسائي، كما في "تعجيل المنفعة".

539 -

قال الإمام البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار"(ج 4 ص 136): حدثنا علي بن المنذر، قال: نا محمد بن فضيل، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن خاله الفلتان بن عاصم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أريت ليلة القدر ثم أنسيتها، وأريت مسيح الضلالة، فإذا رجلان في أَنْدَرِ (1) فلانٍ يتلاحيان، فحجزت بينهما فأنسيتها، فاطلبوها في العشر الأواخر وترًا، فأما مسيح الضلالة فرجل أجلى الجبهة، ممسوح العين اليسرى، عريض النحر، كأنه عبد العزى بن قطن» .

قال البزار: لا نعلم أحدًا يرويه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا الفلتان، ولا له إلا هذا الطريق.

هذا حديث حسنٌ.

* الحديث أخرج أوله ابن أبي شيبة (ج 2 ص 514) فقال رحمه الله: حدثنا ابن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن خاله الفلتان بن عاصم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إني رأيت ليلة القدر فأنسيتها، فاطلبوها في العشر الأواخر وترًا» .

(1) الأَنْدَرُ: البَيْدَرُ، وهو الموضع الذي يداس فيه الطعام بلغة الشام. اهـ من "النهاية".

ص: 431

* وقال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله أيضًا (ج 15 ص 129): (1) عبد الله بن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن خاله (2) يعني الفلتان بن عاصم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أما المسيح الدجال فرجل أجلى الجبهة، ممسوح العين اليسرى، عريض النحر، فيه دمامة، كأنه فلان بن عبد العزى -أو عبد العزى بن فلان-» .

هذا حديث حسنٌ.

540 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 77): حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ الظَّفَرِيُّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ -أَحَدِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «يُفْتَحُ يَأْجُوجُ وَمأْجُوجُ يَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ كَمَا قَالَ اللهُ عز وجل {مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} (3) فَيَغْشَوْنَ الْأَرْضَ وَيَنْحَازُ الْمُسْلِمُونَ عَنْهُمْ إِلَى مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ وَيَضُمُّونَ إِلَيْهِمْ مَوَاشِيَهُمْ وَيَشْرَبُونَ مِيَاهَ الْأَرْضِ حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ لَيَمُرُّ بِالنَّهَرِ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهِ حَتَّى يَتْرُكُوهُ يَبَسًا حَتَّى إِنَّ مَنْ بَعْدَهُمْ لَيَمُرُّ بِذَلِكَ النَّهَرِ فَيَقُولُ قَدْ كَانَ هَاهُنَا مَاءٌ مَرَّةً حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ مِنْ النَّاسِ إِلَّا أَحَدٌ فِي حِصْنٍ أَوْ مَدِينَةٍ قَالَ قَائِلُهُمْ هَؤُلَاءِ أَهْلُ الْأَرْضِ قَدْ فَرَغْنَا مِنْهُمْ بَقِيَ أَهْلُ السَّمَاءِ قَالَ ثُمَّ يَهُزُّ أَحَدُهُمْ حَرْبَتَهُ ثُمَّ

(1) كذا بدون ذكر صيغة التحديث.

(2)

في الأصل: عن خالد. والصواب ما أثبتناه.

(3)

سورة الأنبياء، الآية:96.

ص: 432

يَرْمِي بِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَتَرْجِعُ مُخْتَضِبَةً دَمًا لِلْبَلَاءِ وَالْفِتْنَةِ فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ دُودًا فِي أَعْنَاقِهِمْ كَنَغَفِ الْجَرَادِ الَّذِي يَخْرُجُ فِي أَعْنَاقِهِمْ فَيُصْبِحُونَ مَوْتَى لَا يُسْمَعُ لَهُمْ حِسٌّ فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ أَلَا رَجُلٌ يَشْرِي نَفْسَهُ فَيَنْظُرَ مَا فَعَلَ هَذَا الْعَدُوُّ قَالَ فَيَتَجَرَّدُ رَجُلٌ مِنْهُمْ لِذَلِكَ مُحْتَسِبًا لِنَفْسِهِ قَدْ أَظَنَّهَا عَلَى أَنَّهُ مَقْتُولٌ فَيَنْزِلُ فَيَجِدُهُمْ مَوْتَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فَيُنَادِي يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ أَلَا أَبْشِرُوا فَإِنَّ اللهَ قَدْ كَفَاكُمْ عَدُوَّكُمْ فَيَخْرُجُونَ مِنْ مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ وَيُسَرِّحُونَ مَوَاشِيَهُمْ فَمَا يَكُونُ لَهَا رَعْيٌ إِلَّا لُحُومُهُمْ فَتَشْكَرُ (1) عَنْهُ كَأَحْسَنِ مَا تَشْكَرُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ النَّبَاتِ أَصَابَتْهُ قَطُّ».

هذا حديث حسنٌ.

الحديث أخرجه أبو يَعْلَى (ج 2 ص 503) فقال رحمه الله: حدثنا زهير، حدثنا يعقوب بن إبراهيم به.

وأخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 1363) فقال رحمه الله: حدثنا أبو كريب، حدثنا يونس بُكَيْرٍ، عن محمد بن إسحاق، حدثني عاصم بن عمر بن قتادة به.

541 -

قال البزار رحمه الله (ج 7 ص 267): حدثنا القاسم بن بشر بن معروف، قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة، قال: أخبرنا عبيد بن الطفيل، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «يأتي على أمتي زمان يتمنون الدجال» ، قيل: ومم ذاك يا رسول الله؟ قال: فأخذ أذنيه -أو

(1) أي: تسمن وتمتليء شحمًا كما في "النهاية".

ص: 433