المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌41 - الإيمان بالبعث - الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين - جـ ١

[مقبل بن هادي الوادعي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الناشر للطبعة الجديدة

- ‌المقدمة

- ‌1 - كتاب العلم

- ‌1 - فضل أهل العلم

- ‌2 - فضل الفقه في الدين

- ‌3 - رب حامل فقه ليس بفقيه

- ‌4 - فضل الدعوة إلى العلم النافع

- ‌5 - تبليغ العلم

- ‌6 - إرسال العالم من يبلغ عنه

- ‌7 - تبليغ العلم وإن كان فيه مشقة

- ‌8 - العالم أحق بالصف الأول في الصلاة

- ‌9 - كتابة العلم

- ‌10 - العمل بالمكاتبة إذا عرف الخط

- ‌11 - تعليم الصغير

- ‌12 - تعليم الصغير العقيدة

- ‌13 - الوعيد لمن يكتم العلم

- ‌14 - العلماء الفسقة

- ‌15 - تحريم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌16 - التحذير من منافقي العلماء

- ‌17 - الاستعاذة من علم لا ينفع

- ‌18 - عقوبة المفتي الزائغ

- ‌19 - إثم المفتي إذا لم يتثبت في فتواه

- ‌20 - الميزان في دخول العالم إلى السلطان

- ‌21 - الخوف على طالب العلم من الميل إلى الدنيا

- ‌22 - الإقبال على الدنيا يضعف حفظ طالب العلم

- ‌23 - الطالب المقتصد

- ‌24 - إبداء الطالب رأيه في المسألة أمام معلمه

- ‌25 - ما جاء في تبليغ العلم بالإشارة

- ‌26 - تقديم الأهم في التعليم

- ‌27 - فضل تعلم القرآن

- ‌28 - تعلم الأنساب

- ‌29 - طالب العلم لا يشبع من العلم

- ‌30 - الصبر على تبليغ العلم

- ‌31 - تبليغ العلم في المجامع الكبيرة

- ‌32 - الصبر على تفهيم الجاهل

- ‌33 - الترغيب في ترك ما يشغلك عن العلم بالله

- ‌34 - ذهاب العلم

- ‌35 - تعاهد القرآن

- ‌36 - التخصص في العلم

- ‌37 - ما جاء في ذم الرأي

- ‌38 - ذم التقليد

- ‌39 - من العلم ما لا يجوز تعلمه

- ‌40 - العالِمُ يأمر شخصا أن يعلم الجاهل

- ‌41 - السنة وحجيتها

- ‌42 - الدفاع عن السنة

- ‌43 - رفع الصوت بالعلم

- ‌44 - تعليم الجاهل قبل عقابه

- ‌45 - رفق العالم بالمتعلم

- ‌46 - لا ينهر الطلاب إذا اقتربوا من العلم

- ‌47 - الخطبة على الناقة

- ‌48 - خطبة الإمام في أيام التشريق بمنى

- ‌49 - خطبة الإمام يوم الأضحى بمنى

- ‌50 - الخطبة يوم عرفة

- ‌51 - توسيع مجالس العلم

- ‌52 - العلم بما علم

- ‌53 - أخذ القرآن عن أفواه المشايخ

- ‌54 - الطالب في حال فتوره لا ينصرف إلى الباطل

- ‌55 - صبر المعلم على الجاهل

- ‌56 - صبر الطالب على تحصيل العلم حتى يتوصل إلى الحق

- ‌57 - صبر العالم والمتعلم

- ‌58 - المعلم يكون بمنزلة الوالد

- ‌59 - ملازمة الطالب لمعلمه حتى يموت معلمه

- ‌60 - تبسم العالم

- ‌61 - غضب العالم إذا خولف شرع الله

- ‌62 - الدعاء للطالب والثناء عليه بما يستحقه

- ‌63 - دعاء المعلم للطالب المؤدب

- ‌64 - قول الطالب للمعلم: زدني

- ‌65 - ابتداء العالم الطالب

- ‌66 - استفسار الطالب المعلم عما أشكل عليه

- ‌67 - شكر الطالب معلمه، ومنه: الثناء عليه بما يستحقه

- ‌68 - ابتداء العالم طلبته

- ‌69 - قول العالم للطالب إذا أجاب بالصواب: صدقت

- ‌70 - طلب العلم من العالم المبرر

- ‌71 - ابتداء العالم طلابه بالفائدة

- ‌72 - اختبار الطالب معلمه

- ‌73 - الجدال لإظهار الحق

- ‌74 - ما جاء في ذم الجدل لغير فائدة

- ‌75 - الحديث عن بني إسرائيل بما يعلم ثبوته من الكتاب والسنة

- ‌76 - ظهور العلم الدنيوي

- ‌77 - استفهام العالم من السائل عن سؤاله

- ‌78 - إرشاد العالم الطالب إلى علماء آخرين

- ‌79 - التشويق إلى ما يقال من أجل الاستعداد

- ‌80 - استئذان الطالب المعلم في السؤال وتحين الفرصة

- ‌81 - استفهام المفتي قبل صدور الفتوى

- ‌82 - طلب الدليل بعد الفتوى بدون دليل

- ‌83 - المستفتي يسأل عالما بعد عالم حتى يصل إلى الحق

- ‌84 - من استحيا عن تعليم العلم أمر غيره يبلغه

- ‌86 - إذا كان السؤال واسعًا يعمد المفتي إلى خلاصة الجواب

- ‌87 - تأخير الإجابة عن السؤال

- ‌88 - تأخير الجواب عن وقت السؤال والتعليم بالفعل

- ‌89 - التعليم العملي أيضا

- ‌90 - التعليم بالفعل أبلغ من القول

- ‌91 - يتوقف في فتوى المفتي التي لا تطمئن إليها النفس

- ‌92 - من كرر السؤال فكرر المجيب الإجابة

- ‌93 - قبول الحق ممن جاء به

- ‌94 - سكوت العالم عن الإجابة إذا لم يستحضر الدليل

- ‌95 - طلب المرأة الرجل أن يعلهما إذا أمنت الفتنة بدون خلوة

- ‌96 - الجواب على السائل المتعنت

- ‌97 - العالم يعمل بما يعلم وإن أنكر عليه الجهال

- ‌98 - حث طالب العلم على المحافظة على وقته

- ‌99 - إذا اختلف طلبة العلم رجعوا إلى من هو أعلم منهم ليأتي بالدليل

- ‌100 - المبلغ عن المحدث وهو المستملي

- ‌101 - طالب العلم لا يترك الكسب

- ‌102 - قيام العالم بما يحتاج إليه من الأمور الضرورية

- ‌103 - رد العالم شبهة المخطئين

- ‌104 - االرد على من يقول بتعدد الجماعات الحزبية

- ‌105 - تحذير طالب العلم من الحزبية

- ‌106 - كراهية القيام للمعلم

- ‌107 - تحريم القيام لمن أحبه

- ‌108 - ضرر العجب على العالم والمتعلم

- ‌109 - جواز الإعجاب لمن أمن على نفسه من الفتنة وهو معتمد على الله

- ‌110 - تعلم اللغة الأجنبية إذا احتيج إليها

- ‌111 - أسعد الناس بثواب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هم المحدثون

- ‌112 - فضل أداء الحديث باللفظ الذي سمعه

- ‌113 - الحقائق الشرعية مقدمة على الحقائق اللغوية

- ‌114 - النسخ

- ‌115 - أصح الأحاديث المسلسلة

- ‌116 - الأخذ بالعموم إذا لم يعلم مخصِّص

- ‌117 - نفي المحدث لما لا يعلمه غير مقبول

- ‌118 - تأويل الحديث الذي ظاهره الشناعة أو رده

- ‌119 - الرد على من أخطأ في الحديث

- ‌120 - تأويل الدليل المخالف لما هو أرجح منه

- ‌121 - التعديل

- ‌122 - لا يرفع في التعديل فوق منزله

- ‌123 - تعديل الصحابة رضي الله عنهم

- ‌124 - الجرح

- ‌125 - جرح أصحاب البدع

- ‌126 - في الجرح والتعديل أيضا

- ‌127 - تسمية المجروح إذا احتيج إلى ذلك

- ‌128 - قولهم: كذب فلان

- ‌129 - البعد عن أصحاب الأهواء

- ‌130 - المعتبر في الرواية السماع أو ما يؤدي معناه

- ‌131 - التثبت في قبول الأخبار

- ‌132 - التشديد في الحديث

- ‌133 - التوقف في الخبر فإذا ظهرت له صحته على به

- ‌134 - لا يجرح الأموات إلا لفائدة دينية

- ‌135 - إذا لم يلزم التخصيص قال: ما بال أقوام

- ‌136 - الجرح الذي لا يجوز

- ‌137 - إذا جرح من ليس بمجروح دوفع عنه

- ‌138 - لا يجوز أن يجرح من ليس بمجروح

- ‌139 - تحري الصدق في الرواية

- ‌140 - قول المحدث: والله ما كذبت

- ‌141 - تصديق المحدث محدثا آخر

- ‌142 - المحدث يحدث والآخر يصدقه

- ‌143 - قولهم: وكان رجلَ صدقٍ

- ‌144 - التوقف في الخبر إذا لم يتأكد من ثبوته

- ‌145 - العلماء الراسخون في علم السنة يعلمون أن الحديث المكذوب ليس من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌146 - السؤال عن حال الرجل

- ‌147 - قبول خبر الواحد الثبت

- ‌148 - قبول خبر المرأة

- ‌149 - قبول السلف خبر المرأة

- ‌150 - من ناقش في أمر ليعلم غيره

- ‌151 - من أعاد الكلام ثلاثا

- ‌2 - كتاب الإيمان

- ‌1 - فضل الإيمان

- ‌2 - فضل الإيمان بالغيب

- ‌3 - فضل اليقين

- ‌4 - الإيمان مكانه فمن ابتغاه وجده وهو في كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي التفكر في مخلوقات الله

- ‌5 - تفاوت الناس في الإيمان

- ‌6 - من هو المؤمن؟ وفيه الرد على المرجئة

- ‌7 - متى يبلغ حقيقة الإيمان

- ‌8 - الحياء من الإيمان

- ‌9 - الحياء والإيمان

- ‌10 - تعلم الإيمان

- ‌11 - الإيمان يعصم الدم

- ‌12 - من شعب الإيمان

- ‌13 - تفاضل الإسلام

- ‌14 - المؤمن لا تضر إيمانه الخواطر التي لم يحققها

- ‌15 - لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة

- ‌16 - إن الإسلام بدأ غريبا

- ‌17 - الإيمان بالأنبياء السابقين

- ‌18 - من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالإيمان

- ‌19 - إيمان رجال من أبناء فارس

- ‌20 - البعد عن الشبهات التي يخاف على الإيمان منها

- ‌21 - من لوازم الإيمان مفارقة المشركين

- ‌22 - الذل لمن أعرض عن الإسلام

- ‌23 - من نواقض الإسلام

- ‌24 - من هو ولي المسلم

- ‌25 - لا يبغض الأنصار رجلٌ يؤمن بالله واليوم الآخر

- ‌26 - الإيمان بالإسراء والمعراج

- ‌27 - الإسلام

- ‌28 - إيمان لا يرتد

- ‌29 - الرد على المجبرة والشاهد من الأدلة إضافة الأفعال إلى أصحابها

- ‌30 - الرد على المعتزلة والخوارج

- ‌31 - الرد على المرجئة

- ‌32 - الإيمان بالقدر

- ‌33 - الإيمان بالملائكة

- ‌34 - الإيمان بوجود الشيطان

- ‌35 - الإيمان بوجود الجن

- ‌36 - الإيمان بالحفظة

- ‌37 - الإيمان بالكتابة

- ‌38 - الإيمان بنعيم القبر وعذابه

- ‌39 - الإيمان بعلامات الساعة

- ‌40 - الإيمان بطلوع الشمس من مغربها

- ‌41 - الإيمان بالبعث

- ‌42 - قيام الساعة يوم الجمعة

- ‌43 - الإيمان بالشفاعة

- ‌44 - الشفاعة لأصحاب الكبائر

- ‌45 - شفاعة الأولاد لآبائهم

- ‌46 - شفاعة بعض المؤمنين

- ‌47 - من أسباب الشفاعة: الموت بالمدينة

- ‌48 - من أسباب الشفاعة: كثرة المصلين المسلمين على المسلم الموحد

- ‌49 - الإيمان بأن الله يرى في الآخرة

- ‌50 - الإيمان بالحوض

- ‌51 - الإيمان بالميزان

- ‌52 - الإيمان بالحساب

- ‌53 - الإيمان بالصراط

- ‌54 - الإيمان بالنار أعاذنا الله منها

- ‌55 - أسباب البعد عن النار

- ‌56 - أسباب دخول النار وهي محمولة في حق الموحد على دخول مؤقت، ثم يخرجون إلى الجنة

- ‌57 - خروج الموحدين من النار

- ‌58 - الإيمان بالجنة جعلنا الله من أهلها

- ‌59 - أسباب دخول الجنة

- ‌60 - أسباب مانعة من دخول الجنة وهي محمولة في حق الموحد على وقت مخصوص

- ‌3 - كتاب الطهارة

- ‌1 - لا يقبل الله صلاة بغير طهور

- ‌2 - طهارة آنية المشركين

- ‌3 - يبدأ بالخلاء عند الحاجة إليه

- ‌4 - عقوبة من لا يتنزه عن البول

- ‌5 - لا يستقبل القبلة ولا يستدبرها بفرجيه في قضاء الحاجة ويعفى في البنيان

- ‌6 - قضاء الحاجة بعيدا عن الناس

- ‌7 - الستر وقت قضاء الحاجة

- ‌8 - النهي عن البول في الجحر

- ‌9 - ما جاء في البول قائما

- ‌10 - تفريج ما بين الرجلين في حال قضاء الحاجة

- ‌11 - الاستنجاء

- ‌12 - كراهية الاستنجاء باليمين وتحريمه إن كانت مباشرة للنجاسة

- ‌13 - إذا استجمرت فأوتر

- ‌14 - النهي عن الاستجمار بالروث والعظم

- ‌15 - السواك

- ‌16 - فضل الوضوء

- ‌17 - المتوضيء يبدأ بيمينه

- ‌18 - صفة الوضوء

- ‌19 - المبالغة في الاستنشاق لمن ليس بصائم

- ‌20 - إذا توضأت فانتثر

- ‌21 - الاستنثار مرتين أو ثلاثا

- ‌22 - الوضوء ثلاثا ثلاثا ومرة مرة

- ‌23 - الوضوء مرتين مرتين

- ‌24 - مسح الرأس والأذنين ظاهرهما وباطنهما

- ‌25 - إسباغ الوضوء

- ‌26 - مقدار الماء الذي يتوضأ به ولو زاد أو نقص لا بأس بذلك

- ‌27 - شرب فضل الوضوء

- ‌28 - أكل الطعام ليس ناقضا للوضوء

- ‌29 - أكل لحم الإبل ناقض للوضوء وهو مخصص للأحاديث السابقة

- ‌30 - مس الفرج ناقض للوضوء

- ‌31 - خروج الريح من الدبر ناقض للوضوء

- ‌32 - النوم المستغرق ناقض للوضوء

- ‌33 - نوم الأنبياء ليس بناقض للوضوء

- ‌34 - نهي النساء عن دخول الحمام لغير حاجة

- ‌35 - ماء البحر طهور

- ‌36 - هذه بهذه

- ‌37 - طهارة النعلين بالدلك بالتراب

- ‌38 - طهارة الثوب الذي يجامع فيه

- ‌39 - لا يشترط لتلاوة القرآن الطهارة

- ‌40 - ما جاء في المذي

- ‌41 - لا يبول في مستحمه ثم يغتسل فيه

- ‌42 - بول الغلام الذي لم يطعم يطهر بالنضح

- ‌43 - لعاب الآدمي ليس بنجس

- ‌44 - من كره أن يذكر الله إلا على طهارة

- ‌45 - الابتعاد عن مظنة النجاسة

- ‌46 - إباحة الصلاة في مرابض الغنم وكراهيتها في معاطن الإبل

- ‌47 - المسح على العمامة

- ‌48 - المسح على الخفين

- ‌49 - التوقيت في المسح

- ‌50 - المسح على ظاهر الخفين

- ‌51 - التيمم

- ‌52 - من سلم على قاضي الحاجة فلا يرد عليه حتى يتيمم

- ‌53 - الماء من الماء منسوخ

- ‌54 - جواز تأخير الغسل إلى آخر الليل

- ‌55 - كم يكفيه في الغسل

- ‌56 - وجوب غسل الجمعة

- ‌57 - ماذا يعمل من دخل في الصلاة ثم علم أنه جنب

- ‌58 - غسل الإحرام

- ‌59 - الفرق بين ماء الرجل وماء المرأة

- ‌60 - التنزه عن أن يغتسل الرجل بفضل المرأة أو المرأة بفضل الرجل

- ‌61 - الكافر إذا أسلم يغتسل

- ‌62 - لا يلزم في الغسل إزالة الضماد

- ‌63 - لا يتوضأ بعد الغسل

- ‌64 - مؤاكلة الحائض

- ‌65 - الحائض تختضب

- ‌66 - كيفية غسل دم الحيض

- ‌67 - ماذا تعمل المستحاضة

الفصل: ‌41 - الإيمان بالبعث

الشمس من قبله وذلك قول الله عز وجل {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها} (1).

هذا حديث حسنٌ.

‌41 - الإيمان بالبعث

544 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 10 ص 511): حدثنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن أبي نجيح السلمي قال: حاصرنا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقصر الطائف -قال معاذ سمعت أبي يقول: بقصر الطائف بحصن الطائف كل ذلك- فسمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «من بلغ بسهم في سبيل الله فله درجة

» وساق الحديث.

وسمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «أيما رجل مسلم أعتق رجلًا مسلمًا فإن الله جاعل وقاء كل عظم من عظامه عظمًا من عظام محرره من النار وأيما امرأة أعتقت امرأة مسلمة فإن الله جاعل وقاء كل عظم من عظامها عظمًا من عظام محررها من النار يوم القيامة» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

الحديث رواه النسائي (ج 6 ص 26).

(1) سورة الأنعام، الآية:158.

ص: 435

* وقال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 5 ص 267): حدثنا محمد بن بشار حدثنا معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي نجيح السلمي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «من رمى بسهم في سبيل الله فهو له عدل محرر» .

هذا حديث حسن صحيح.

545 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 4 ص 116): أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الطُّفَيْلِ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: إِنَّ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنِي «أَنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ ثَلَاثَةَ أَفْوَاجٍ فَوْجٌ رَاكِبِينَ طَاعِمِينَ كَاسِينَ وَفَوْجٌ تَسْحَبُهُمْ الْمَلَائِكَةُ عَلَى وُجُوهِهِمْ وَتَحْشُرُهُمْ النَّارُ وَفَوْجٌ يَمْشُونَ وَيَسْعَوْنَ يُلْقِي اللهُ الْآفَةَ عَلَى الظَّهْرِ فَلَا يَبْقَى حَتَّى (1) إِنَّ الرَّجُلَ لَتَكُونُ لَهُ الْحَدِيقَةُ يُعْطِيهَا بِذَاتِ الْقَتَبِ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا» .

هذا حديث حسنٌ على شرط مسلم.

546 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 183): حدثنا وكيع حدثنا حماد بن سلمة عن هشام عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إن قامت على أحدكم القيامة وفي يده فسلة فليغرسها» .

(1) من قوله: حتى إن الرجل

إلى آخره، هذا في الدنيا، كما قاله القرطبي عن عياض.

ص: 436

* وقال رحمه الله (ج 3 ص 191): حدثنا بهز حدثنا حماد حدثنا هشام بن زيد قال سمعت أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

الحديث أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(ج 3 ص 110) قال رحمه الله: حدثني أبو الوليد ومحمد بن الفضل، قالا: ثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا هشام بن زيد، عن أنس به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(ص 168) فقال رحمه الله: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا حماد بن سلمة به.

وأخرجه البزار كما في "كشف الأستار"(ج 2 ص 81) فقال رحمه الله: حدثنا الحسين بن أبي كبشة، ثنا عبد الرحمن، ثنا حماد بن سلمة به.

ثم قال: لا نعلم رواه عن هشام بن زيد إلا حماد.

547 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3844): حدثنا معاوية حدثنا زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن شقيق عن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «إن من شرار الناس من تدركه الساعة وهم أحياء ومن يتخذ القبور مساجد» .

هذا حديث حسنٌ. ومعاوية هو ابن عمرو.

وقد أخرجه البخاري (ج 13 ص 14) ومسلم (ج 4 ص 2268) إلى قوله: «وهم أحياء» .

وقال الإمام أحمد رحمه الله (4143): حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا زائدة به.

ص: 437

وأخرجه أبو يَعْلَى (ج 9 ص 216)، والبزار كما في "كشف الأستار"(ج 4 ص 151).

548، 549 - قال الإمام أحمد رحمه الله (2236): حدثنا عفان أخبرنا حماد عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يخطب إلى جذع قبل أن يتخذ المنبر فلما اتخذ المنبر وتحول إليه حن عليه فأتاه فاحتضنه فسكن قال «ولو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة» .

حدثنا عفان حدثنا حماد عن ثابت عن أنس: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم

مثله.

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم. وحماد هو ابن سلمة.

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (2400): حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس، وثابت البناني عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يخطب إلى جذع نخلة فلما اتخذ المنبر تحول إلى المنبر فحن الجذع حتى أتاه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فاحتضنه فسكن فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لو لم احتضنه لحن إلى يوم القيامة» .

550 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 5 ص 297): حدثنا أحمد بن منيع حدثنا روح بن عبادة حدثنا ابن جريج عن سليمان بن موسى عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «من قاتل في سبيل الله من رجل مسلم فواق ناقة وجبت له الجنة

ص: 438

ومن جرح جرحًا في سبيل الله أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها الزعفران وريحها كالمسك».

هذا حديث صحيحٌ.

الحديث أخرج ابن ماجه (ج 2 ص 933) منه: «مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ فُوَاقَ نَاقَةٍ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» .

* قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 6 ص 25): أخبرنا يوسف بن سعيد قال سمعت حجاجًا أنبأنا ابن جريج قال حدثنا سليمان بن موسى قال حدثنا مالك بن يخامر أن معاذ بن جبل حدثهم: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «من قاتل في سبيل الله عز وجل من رجل مسلم فواق ناقة وجبت له الجنة ومن سأل الله القتل من عند نفسه صادقًا ثم مات أو قتل فله أجر شهيد ومن جرح جرحًا في سبيل الله أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها كالزعفران وريحها كالمسك ومن جرح جرحًا في سبيل الله فعليه طابع الشهداء» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا يوسف بن سعيد، وقد وثَّقه النسائي، وقال ابن أبي حاتم: صدوق، كما في "تهذيب التهذيب".

551 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 2 ص 159): حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن أبي كثير عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «الظلم ظلمات يوم القيامة وإياكم والفحش فإن الله لا

ص: 439

يحب الفحش ولا التفحش وإياكم والشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم أمرهم بالقطيعة فقطعوا وأمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالفجور ففجروا» قال فقام رجل فقال يا رسول الله أي الإسلام أفضل قال «أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك» فقام ذاك أو آخر فقال يا رسول الله أي الهجرة أفضل قال «أن تهجر ما كره ربك والهجرة هجرتان هجرة الحاضر والبادي فهجرة البادي أن يجيب إذا دعي ويطيع إذا أمر والحاضر أعظمهما بلية وأفضلهما أجرًا» .

هذا حديث صحيحٌ. وأبو كثير هو الزبيدي، مختلف في اسمه، وثَّقه النسائي كما في "تهذيب التهذيب".

* والحديث أخرجه النسائي في "التفسير"(ج 2 ص 409) فقال رحمه الله: أخبرنا عبدة بن عبد الله أنا حسين يعني بن علي الجعفي عن فضيل (1) عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن زهير بن الأقمر (2) عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «اتقوا الظلم فإنه الظلمات يوم القيامة واتقوا الفحش فإن الله لا يحب الفحش والتفحش وإياكم والشح فإنه أهلك من كان قبلكم أمرهم بالظلم فظلموا وأمرهم بالفجور ففجروا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا» .

(1) فضيل هو ابن مرزوق، كما في "تحفة الأشراف".

(2)

هو أبو كثير المتقدم.

ص: 440

552 -

قال الحاكم رحمه الله (ج 1 ص 102): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب، أخبرني عبد الله بن عياش، عن أبيه، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "من كتم علمًا ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار".

هذا إسناد صحيح من حديث المصريين على شرط الشيخين وليس له عله.

قال أبو عبد الرحمن: كذا قال الحاكم، والصحيح أنه ليس على شرطهما، محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ليس من رجالهما، كما في "تهذيب التهذيب"، ثم عبد الله بن عياش وأبوه وأبو عبد الرحمن الحبلي ثلاثتهم من رجال مسلم، وليسوا من رجال البخاري، كما في "تهذيب التهذيب".

553 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 157): حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن سليمان بن مسهر عن خرشة بن الحر عن أبي ذر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم "يا أبا ذر انظر أرفع رجل في المسجد" قال فنظرت فإذا رجل عليه حلة قال قلت هذا قال قال لي "انظر أوضع رجل في المسجد" قال فنظرت فإذا رجل عليه أخلاق (1) قال قلت هذا قال فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم "لهذا عند الله أخير يوم القيامة من ملء الأرض من مثل هذا".

حدثنا بن نمير ويعلى قالا حدثنا الأعمش عن زيد بن

(1) أي: ثوب بال.

ص: 441

وهب عن أبي ذر قال: كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المسجد فقال "يا أبا ذر ارفع رأسك فانظر إلي أرفع رجل في المسجد

" فذكر الحديث.

حدثنا محمد بن عبيد حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن أبي ذر

فذكر الحديث وقال "خير عند الله من قراب الأرض مثل هذا".

وكذا قال أبو معاوية عن زيد.

وحدثنا أبو معاوية حدثنا زائدة عن الأعمش حدثنا سليمان بن مسهر عن خرشة

فذكره.

هذا حديث صحيحٌ. والظاهر أن للأعمش فيه شيخين: سليمان بن مسهر وزيد بن وهب، والله أعلم.

الحديث أخرجه البزار كما في "كشف الأستار"(ج 4 ص 242).

554 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 2 ص 1424): حدثنا أحمد بن ثابت الجحدري، وعمر بن شبة بن عبيدة، قالا: حدثنا عمر بن علي، أخبرني إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا كان أجل أحدكم بأرض أوثبته إليها الحاجة، فإذا بلغ أقصى أثره قبضه الله سبحانه، فتقول الأرض يوم القيامة: ربِّ هذا ما استودعتني".

هذا حديث صحيح (1).

(1) الصحيح وقفه كما في "العلل" لابن أبي حاتم، و"العلل" للدارقطني. (الصحيح المسند) وقد =

ص: 442

الحديث أخرجه ابن أبي عاصم رحمه الله في "السنة"(ج 1 ص 173) فقال: حدثنا محمد بن يحيى بن أخي حزم القطيعي، حدثنا عمر بن علي، عن إسماعيل بن أبي خالد به.

وأخرجه الحاكم (ج 1 ص 41 و 42) من طريق عمر بن علي المقدمي، عن إسماعيل به. ومن طريق محمد بن خالد الوهبي، عن إسماعيل به. ومن طريق هشيم، عن إسماعيل به. ثم قال الحاكم: قد أسند هذا الحديث ثلاثة من الثقات عن إسماعيل، ووقفه عنه سفيان بن عيينة، فنحن على ما شرطنا من إخراج الزيادة من الثقة في الوصل والسند. اهـ

قال أبو عبد الرحمن: زيادة الثقة مقبولة بشروط كما ذكرتُ ذلك مبسوطًا في مقدمة "الإلزامات والتتبع" وقد توفرت الشروط هنا، كما يقول الحاكم رحمه الله.

555 -

قال الإمام أبو يعلى رحمه الله (ج 2 ص 339): حدثنا عثمان حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم وحنا جبهته ينتظر متى يؤمر أن ينفخ» قيل قلنا يا رسول الله ما نقول يومئذ قال «قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا» .

هذا حديث صحيحٌ.

وأخرجه ابن حبان كما في "الإحسان"(ج 3 ص 105) فقال رحمه الله: أخبرنا عبد الله بن البخاري ببغداد، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة

فذكره إلى قوله: «وَنِعْمَ الْوَكِيلُ» .

ثم قال: أخبرنا أبو يعلى، عن عثمان بن أبي شيبة بإسناده نحوه، قال:«قُولُوا: حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ» .

= أورده الشيخ رحمه الله في "أحاديث معلة ظاهرها الصحة" برقم (307).

ص: 443

556 -

قال الإمام ابن حبان رحمه الله في "الصحيح" كما في "الإحسان"(ج 2 ص 352): أخبرنا حاجب بن أركين الفرغاني بدمشق قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «ما قعد قوم مقعدًا لا يذكرون الله فيه ويصلون على النبي إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة وإن دخلوا الجنة للثواب» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا حاجب بن أركين وهو حاجب بن مالك بن أركين، ترجمه الخطيب في "التاريخ" (ج 8 ص 271) وقال: كان ثقة. اهـ

557 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 72): حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا الأزرق بن قيس عن يحيى بن يعمر عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته فإن أتمها كتبت له تامة وإن لم يكن أتمها قال انظروا تجدون لعبدي من تطوع فأكملوا ما ضيع من فريضته ثم الزكاة ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك» .

هذا حديث صحيحٌ.

558 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 412): حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا شعبة حدثني عمرو بن مرة قال سمعت مرة قال حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على

ص: 444

ناقة حمراء مخضرمة فقال «أتدرون أي يومكم هذا؟ » قال قلنا يوم النحر قال «صدقتم يوم الحج الأكبر أتدرون أي شهر شهركم هذا؟ » قلنا ذو الحجة قال «صدقتم شهر الله الأصم أتدرون أي بلد بلدكم هذا؟ » قال قلنا المشعر الحرام قال «صدقتم» قال «فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا -أو قال: كحرمة يومكم هذا وشهركم هذا وبلدكم هذا- ألا وإني فرطكم على الحوض أنظركم وإني مكاثر بكم الأمم فلا تسودوا وجهي ألا وقد رأيتموني وسمعتم مني وستسألون عني فمن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار ألا وإني مستنقِذ رجالًا أو إناثًا ومستنقَذ مني آخرون فأقول يا رب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» .

هذا حديث صحيحٌ.

ومُرَّةُ هو ابن شَرَاحِيل الطَّيِّبُ الهَمْدَانِيُّ.

559 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 234): حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني حدثنا ابن المبارك عن يحيى بن حسان عن رجل من بني كنانة قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عام الفتح فسمعته يقول «اللهم لا تخزني يوم القيامة» .

قال ابن المبارك: يحيى بن حسان من أهل بيت المقدس وكان شيخًا كبيرًا حسن الفهم.

هذا حديث صحيحٌ.

ص: 445

560 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 7 ص 115): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ الْبَصْرِيُّ أخبرَنَا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ التَّمِيمِيُّ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1) وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ "يُؤْتَى بِالْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ اللهُ لَهُ أَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ سَمْعًا وَبَصَرًا وَمَالًا وَوَلَدًا وَسَخَّرْتُ لَكَ الْأَنْعَامَ وَالْحَرْثَ وَتَرَكْتُكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ فَكُنْتَ تَظُنُّ أَنَّكَ مُلَاقِي يَوْمَكَ هَذَا قَالَ فَيَقُولُ لَا فَيَقُولُ لَهُ الْيَوْمَ أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي".

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث حسنٌ.

561 -

قال البخاري رحمه الله في "الأدب المفرد"(ج 2 ص 242 من "فضل الله الصمد"): حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "إن أوليائي يوم القيامة المتقون وإن كان نسب أقرب من نسب فلا يأتيني الناس بالأعمال وتأتوني بالدنيا تحملونها على رقابكم فتقولون يا محمد فأقول هكذا وهكذا" وأعرض في كلا عطفيه.

هذا حديث حسنٌ.

وقد أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(ج 2 ص 486) فقال رحمه الله: حدثنا ابن كاسب، ثنا عبد العزيز بن محمد

به.

(1) وهو في مسلم عن أبي هريرة؛ لذا فأعطينا رقما واحدا. اهـ مصححه

ص: 446

وابن كاسب هو [يعقوب بن حميد بن كاسب]، ترجمته في "تهذيب التهذيب"، والراجح ضعفه، ولكنه متابع كما ترى.

562 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 2 ص 513): حدثنا ابن عامر، أخبرنا أبو بكر، عن هشام، عن محمد، عن أبي هريرة، قال: دخل رجل على أهله، فلما رأى ما بهم من الحاجة خرج إلى البرية، فلما رأت امرأته قامت إلى الرحى فوضعتها، وإلى التنور فسجرته، ثم قالت: اللهم ارزقنا. فنظرت فإذا الجفنة قد امتلأت، قال: وذهبت إلى التنور فوجدته ممتلئًا. قال: فرجع الزوج، قال: أصبتم بعدي شيئًا؟ قالت امرأته: نَعَمْ، من ربنا. قام إلى الرحى، فذُكر ذلك للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال:«أما إنه لو لم يرفعها لم تزل تدور إلى يوم القيامة» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح. وابن عامر هو الأسود بن عامر الملقب بشاذان.

* وقال الإمام إبراهيم الحربي في "إكرام الضيف"(ص 46): حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا أبو بكر، عن هشام، عن محمد، عن أبي هريرة: أن رجلًا دخل على أهله، فرأى ما بهم من حاجة، فخرج إلى البرية، فقالت امرأته: اللهم ارزقنا ما نعتجن ونخبز. فإذا الرحى تطحن، وإذا التنور ملأى شواء، فجاء زوجها، فقال: أعندك شيء؟ قالت: نعم، رزق الله. فرفع الرحى، فكنس ما حولها. فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال:«لو تركها لدارت إلى يوم القيامة» .

أحمد بن يونس هو أحمد بن عبد الله بن يونس اليَرْبُوعِيُّ، نسب إلى جده.

ص: 447

* وقال البزار كما في "كشف الأستار"(ج 4 ص 267): حدثنا العباس بن أبي طالب، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن هشام، عن محمد، عن أبي هريرة، قال: أتى رجل أهله، فرأى ما بهم من الحاجة، فخرج إلى البرية، فقالت امرأته: اللهم ارزقنا ما نطحن -أو ما نعجن- ونخبز. فإذا الجفنة ملأى خبزًا، والرحى تطحن، والتنور ملأى جنوب شواء، فجاء زوجها، فقال: عندكم شيء؟ قالت: رزق الله -أو قد رزق الله-. فرفع الرحى، فكنس حولها، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«لو تركها لطحنت إلى يوم القيامة» .

قال البزار: لا نعلم رواه عن هشام إلا أبو بكر بن عياش.

563 -

قال الحاكم رحمه الله (ج 4 ص 571): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن أبا عشانة المعافري حدثه، أنه سمع عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه، يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يقول:«تدنو الشمس من الأرض فيعرق الناس، فمن الناس من يبلغ عرقه إلى كعبيه، ومنهم من يبلغ إلى نصف الساق، ومنهم من يبلغ إلى ركبتيه، ومنهم من يبلغ العجز، ومنهم من يبلغ الخاصرة، ومنهم من يبلغ منكبيه، ومنهم من يبلغ عنفقته، ومنهم من يبلغ وسط فيه» وأشار بيده فألجمها فاه، رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هكذا، «ومنهم من يغطيه عرقه» وضرب بيده إشارة، فأمر يده فوق رأسه من غير أن يصيب الرأس، دور راحته يمينًا وشمالًا.

ص: 448

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

الحديث أخرجه ابن حبان (ج 9 ص 224) فقال: أخبرنا ابن سلم، قال: حدثنا حرملة، قال: حدثنا ابن وهب به.

وابن سلم ترجمه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" فقال: الإمام، المحدث، العابد، الثقة، أبو محمد عبد الله بن محمد بن سلم بن حبيب الفريابي الأصل المقدسي. اهـ المراد من "السير".

564 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 43): حدثنا عفان حدثنا سعيد بن زيد قال سمعت أبا سليمان العصري حدثني عقبة بن صهبان قال سمعت أبا بكرة: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «يحمل الناس على الصراط يوم القيامة فَتَقَادَعُ (1) بهم جنبة الصراط تقادع الفراش في النار قال فينجي الله تبارك وتعالى برحمته من يشاء قال ثم يؤذن للملائكة والنبيين والشهداء أن يشفعوا فيشفعون ويخرجون ويشفعون ويخرجون ويشفعون ويخرجون -وزاد عفان مرة فقال أيضًا: ويشفعون ويخرجون- من كان في قلبه ما يزن ذرة من إيمان» .

قال أبو عبد الرحمن (هو عبد الله بن أحمد): حدثنا محمد بن أبان حدثنا سعيد بن زيد مثله.

هذا حديث حسنٌ.

565 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 27): حدثنا عبد الصمد

(1) في "النهاية": أي تسقطهم فيها بعضهم فوق بعض، وتقادع القوم: إذا مات بعضهم أثر بعض، وأصل القدع الكف والمنع.

ص: 449

حدثنا يزيد يعني ابن مرة أبو المعلى عن الحسن قال: ثقل معقل بن يسار فدخل إليه عبيد الله بن زياد يعوده فقال هل تعلم يا معقل أني سفكت دمًا قال ما علمت قال هل تعلم أني دخلت في شيء من أسعار المسلمين قال ما علمت قال أجلسوني ثم قال اسمع يا عبيد الله حتى أحدثك شيئًا لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرة ولا مرتين سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «من دخل في شيء من أسعار المسلمين ليغليه عليهم فإن حقًّا على الله تبارك وتعالى أن يقعده بعظم من النار يوم القيامة» قال أأنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال نعم غير مرة ولا مرتين.

هذا حديث صحيحٌ. ويزيد بن مرة أبو معلى تصحف وهو زيد بن مرة، كما في "الكنى" للدولابي، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم، ولم أجد ترجمته في "تهذيب التهذيب"، ولا في "تعجيل المنفعة".

وفي "الجرح والتعديل" أنه وثَّقه أبو داود الطيالسي، ويحيى بن مَعِين، وقال أبو حاتم: صالح الحديث.

566 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 6 ص 537): حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني أخبرنا محمد بن عبد الوهاب عن مسعر عن أبي حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونحن تسعة خمسة وأربعة أحد العددين من العرب والآخر من العجم فقال «اسمعوا هل سمعتم أنه سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على

ص: 450

ظلمهم فليس مني ولست منه وليس بوارد علي الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه وهو وارد علي الحوض».

هذا حديث صحيح غريب لا نعرفه من حديث مسعر إلا من هذا الوجه.

قال هارون فحدثني محمد بن عبد الوهاب عن سفيان عن أبي حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نحوه.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيحٌ، ورواته ثقات.

الحديث أخرجه النسائي (ج 7 ص 160).

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 243): حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني أبو حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو دخل ونحن تسعة وبيننا وسادة من أدم فقال «إنها ستكون بعدي أمراء يكذبون ويظلمون فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس بوارد علي الحوض ومن لم يصدقهم بكذبهم ويعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وهو وارد علي الحوض» .

هذا حديث صحيحٌ.

ص: 451

567 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 7 ص 177): حدثنا سعيد بن منصور حدثنا عبد الله بن وهب أخبرنا أبو هانئ عن عمرو بن مالك عن فضالة بن عبيد: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «كل الميت (1) يختم على عمله إلا المرابط فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويؤمن من فتان القبر» .

هذا حديث صحيحٌ. وعمرو بن مالك هو الهمداني الجنبي، وأبو هانئ هو حُمَيْدُ بن هانئ.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 5 ص 250) وزاد فيه: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ» ، ثم قال: حديث فضالة حديث حسن صحيح.

568 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 19): حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا حيوة وابن لهيعة قالا أنبأنا أبو هانئ أن أبا علي الجنبي حدثه أنه سمع فضالة بن عبيد يحدث: عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال «من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة» .

* وقال (ص 20): حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا ابن المبارك عن حيوة بن شريح قال أخبرني أبو هانئ الخولاني أن عمرو بن مالك الجنبي أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد يحدث: عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة» .

(1) في "فيض القدير" أن أبا زرعة قال: الصواب: كل ميت.

قلت: وهو كما يقول أبو زُرْعَة عند الترمذي.

ص: 452

قال حيوة: يقول رباط أو حج أو نحو ذلك.

هذا حديث صحيحٌ.

569 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 4 ص 34): حدثنا قتيبة أخبرنا جرير عن ابن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الحجر «والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق» .

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

* وقد أخرجه الإمام أحمد رحمه الله في "مسنده"(ج 4 ص 224) بتحقيق أحمد شاكر فقال: حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «ليبعثن الله الحجر يوم القيامة وله عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد لمن استلمه بحق» .

وأخرجه الدارمي (ج 2 ص 62) فقال رحمه الله: حدثنا حَجَّاج بن مِنْهَالٍ، وسليمان بن حرب، قالا: حدثنا حماد بن سلمة به.

وأخرجه أبو يَعْلى (ج 4 ص 107)، والحاكم (ج 1 ص 457) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

570 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 147): حدثنا علي بن إسحاق، أخبرنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا حرملة بن عمران، أنه سمع يزيد بن أبي حبيب، يحدث أن أبا الخير حدثه، أنه سمع عقبة بن عامر،

ص: 453

يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس -أو قال: يحكم بين الناس-» .

قال يزيد: وكان أبو الخير لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء، ولو كعكة، أو بصلة، أو كذا.

هذا حديث صحيحٌ.

الحديث أخرجه أبو يعلى (ج 3 ص 301) فقال رحمه الله: حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، حدثنا ابن المبارك به.

وأخرجه الحاكم (ج 1 ص 416) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

571 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 9 ص 251): حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أخبرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ أخبرَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ «تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا» فَقَالَتْ امْرَأَةٌ أَيُبْصِرُ -أَوْ يَرَى- بَعْضُنَا عَوْرَةَ بَعْضٍ قَالَ «يَا فُلَانَةُ {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} (1)» .

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث حسنٌ.

572 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3868): حدثنا عبد الصمد حدثنا أبان حدثنا عاصم عن أبي وائل عن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «أشد الناس عذابًا يوم القيامة رجل قتله نبي أو قتل نبيًّا

(1) سورة عبس، الآية:37.

ص: 454

وإمام ضلالة وممثل من الممثلين».

هذا حديث حسنٌ. وأبان هو ابن يزيد العَطَّار.

573 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 7 ص 380): حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى قال أنبأنا أبو إسحاق الفزاري عن عبد الله بن شوذب قال حدثني عامر يعني ابن عبد الواحد عن ابن بريدة عن عبد الله بن عمرو قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا أصاب غنيمة أمر بلالًا فنادى في الناس فيجيئون بغنائمهم فيخمسه ويقسمه فجاء رجل بعد ذلك بزمام من شعر فقال يا رسول الله هذا فيما كنا أصبناه من الغنيمة فقال «أسمعت بلالًا ينادي؟ » ثلاثًا قال نعم قال «فما منعك أن تجيء به؟ » فاعتذر إليه فقال «كن أنت تجيء به يوم القيامة فلن أقبله عنك» .

هذا حديث حسنٌ.

574 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 7 ص 395): حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَعَافِرِيِّ ثُمَّ الْحُبُلِيِّ قَال سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «إِنَّ اللهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَقُولُ أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ أَفَلَكَ عُذْرٌ فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً، وَإِنَّهُ لَا

ص: 455

ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولُ احْضُرْ وَزْنَكَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ فَقَالَ فَإِنَّكَ لَا تُظْلَمُ قَالَ فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ فَطَاشَتْ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللهِ شَيْءٌ».

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ أخبرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ بمعناه، وَالْبِطَاقَةُ الْقِطْعَةُ.

هذا حديث صحيحٌ.

والحديث أخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 1437).

575 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (5680): حدثنا أبو النضر حدثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «المسألة كدوح في وجه صاحبها يوم القيامة فمن شاء فليستبق على وجهه وأهون المسألة مسألة ذي الرحم يسأله في حاجة وخير المسألة المسألة عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

576 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه (ج 2 ص 1434): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ (1) حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسٍ

(1) كذا في النسخة التي بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، وفي النسخة التي مع حاشية السندي، =

ص: 456

الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ «نَحْنُ آخِرُ الْأُمَمِ وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ يُقَالُ أَيْنَ الْأُمَّةُ الْأُمِّيَّةُ وَنَبِيُّهَا فَنَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

وسعيد بن إياس مختلط، ولكن حماد بن سلمة ممن روى عنه قبل الاختلاط، كما في "الكواكب النيرات".

577 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 2 ص 1435): حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُومُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: «خَلَقَ اللهُ عز وجل يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَجَعَلَ فِي الْأَرْضِ مِنْهَا رَحْمَةً، فَبِهَا تَعْطِفُ الْوَالِدَةُ عَلَى وَلَدِهَا، وَالْبَهَائِمُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ وَالطَّيْرُ، وَأَخَّرَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَكْمَلَهَا اللهُ بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

578 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 2 ص 1332): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو طُوَالَةَ حَدَّثَنَا نَهَارٌ الْعَبْدِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «إِنَّ اللهَ لَيَسْأَلُ

= وفي "مصباح الزجاجة"، ولكن في "مصباح الزجاجة": وأبو سلمة هو موسى بن إسماعيل. فعلم أن هناك سقطًا بين محمد بن يحيى وحماد بن سلمة، وهو أبو سلمة موسى بن إسماعيل.

ص: 457

الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَقُولَ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَ الْمُنْكَرَ أَنْ تُنْكِرَهُ فَإِذَا لَقَّنَ اللهُ عَبْدًا حُجَّتَهُ قَالَ يَا رَبِّ رَجَوْتُكَ وَفَرِقْتُ مِنْ النَّاسِ».

هذا حديث حسنٌ.

579 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 55): حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنِ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ «مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَخَافَهُ اللهُ عز وجل وَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا» .

وقال رحمه الله (ص 56): ثنا عبد الصمد، قال: حدثني أبي، قال: ثنا يحيى بن سعيد به.

* وقَالَ رحمه الله: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يَزِيدُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ السَّائِبَ بْنَ خَلَّادٍ أَخَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ «مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ ظَالِمًا أَخَافَهُ اللهُ وَكَانَتْ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ عَدْلٌ وَلَا صَرْفٌ» .

يزيد هو ابن عبد الله بن خَصِيفَةَ.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

ص: 458

580 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 9 ص 110): حدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان عن محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: لما نزلت {ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون} (1) قال الزبير يا رسول الله أتكرر علينا الخصومة بعد الذي كان بيننا في الدنيا قال «نعم» فقال إن الأمر إذًا لشديد.

هذا حديث حسن صحيح.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث حسنٌ.

* الحديث أخرجه الإمام أحمد رحمه الله (ج 1 ص 167) فقال: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، به.

وأخرجه أبو يعلى (ج 2 ص 31) فقال رحمه الله: حدثنا أبو خيثمة، حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا محمد بن عمرو به.

وأخرجه الحاكم (ج 2 ص 435) وقال: صحيح على شرط مسلم. وسكت عليه الإمام الذهبي، وليس كما يقول الحاكم، فمسلم لم يخرج لمحمد بن عمرو بن علقمة إلا في المتابعات، كما قاله الحافظ الذهبي في "الميزان" والحافظ ابن حجر في "مقدمة الفتح"، فالحديث حسن؛ إذ محمد بن عمرو بن علقمة حسن الحديث.

581 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 9 ص 342): حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ أخبرَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ

(1) سورة الزمر، الآية:31.

ص: 459

يَنَامَ وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ ثُمَّ قَالَ «اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَجْمَعُ -أَوْ تَبْعَثُ- عِبَادَكَ» .

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث صحيحٌ.

وقد أخرجه الإمام أحمد (ج 5 ص 382) فقال: حدثنا سفيان به.

582 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 2 ص 1418): حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ خَدِيجٍ الْمَعَافِرِيُّ عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْأَلْهَانِيِّ عَنْ ثَوْبَانَ: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ «لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللهُ عز وجل هَبَاءً مَنْثُورًا» قَالَ ثَوْبَانُ يَا رَسُولَ اللهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ «أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا» .

هذا حديث حسنٌ. وأبو عامر هو عبد الله بن غابر.

583 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 90): حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي نجيح عن خالد بن حكيم بن حزام قال: تناول أبو عبيدة رجلًا بشيء فنهاه خالد بن الوليد فقال أغضبت الأمير فأتاه فقال إني لم أرد أن أغضبك ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة أشد

ص: 460

الناس عذابًا للناس في الدنيا».

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا خالد بن حكيم بن حزام، وقد وثَّقه ابن معين كما في "تعجيل المنفعة".

584، 585 - قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 24): حدثنا علي بن عبد الله حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة عن الأحنف بن قيس عن الأسود بن سريع: أن نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «أربعة يوم القيامة رجل أصم لا يسمع شيئًا ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في فترة فأما الأصم فيقول رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئًا وأما الأحمق فيقول رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر وأما الهرم فيقول ربي لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئًا وأما الذي مات في الفترة فيقول رب ما أتاني لك من رسول فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم أن ادخلوا النار» قال «فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردًا وسلامًا» .

حدثنا علي حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة مثل هذا غير أنه قال في آخره: «فمن دخلها كانت عليه بردًا وسلامًا ومن لم يدخلها يسحب إليها» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

586 -

قال البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار"(ج 4 ص 154): حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، ثنا معلى بن منصور، ثنا عبد الله بن جعفر يعني المخرمي، عن عثمان بن محمد، عن المقبري، عن أبي

ص: 461

هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لَتُقْمَصَنَّ (1) بكم قماص البكر» ، يعني: الأرض.

قال البزار: لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا بهذ الإسناد.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث حسنٌ.

587 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 4 ص 116): أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الطُّفَيْلِ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: إِنَّ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنِي «أَنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ ثَلَاثَةَ أَفْوَاجٍ فَوْجٌ رَاكِبِينَ طَاعِمِينَ كَاسِينَ وَفَوْجٌ تَسْحَبُهُمْ الْمَلَائِكَةُ عَلَى وُجُوهِهِمْ وَتَحْشُرُهُمْ النَّارُ وَفَوْجٌ يَمْشُونَ وَيَسْعَوْنَ يُلْقِي اللهُ الْآفَةَ عَلَى الظَّهْرِ فَلَا يَبْقَى حَتَّى (2) إِنَّ الرَّجُلَ لَتَكُونُ لَهُ الْحَدِيقَةُ يُعْطِيهَا بِذَاتِ الْقَتَبِ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا» .

هذا حديث حسنٌ على شرط مسلم.

588 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 446): حدثنا عبد الله بن الحارث حدثني شبل بن عباد.

وابن أبي بكير يعني يحيى بن أبي بكير حدثنا شبل بن عباد المعنى قال سمعت أبا قزعة يحدث عمرو بن دينار عن حكيم بن معاوية البهزي عن أبيه: أنه قال للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إني حلفت هكذا -ونشر أصابع يديه- حتى تخبرني ما الذي بعثك الله تبارك وتعالى

(1) في "النهاية": وفي حديث أبي هريرة: «لتقمصن بكم الأرض قماص البقر» ، يعني: الزلزلة.

(2)

من قوله: حتى إن الرجل

إلى آخره، هذا في الدنيا، كما قاله القرطبي عن عياض.

ص: 462

به قال «بعثني الله تبارك وتعالى بالإسلام» قال وما الإسلام قال «شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة أخوان نصيران لا يقبل الله عز وجل من أحد توبة أشرك بعد إسلامه» قال قلت يا رسول الله ما حق زوج أحدنا عليه قال «تطعمها إذا أكلت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت» ثم قال «هاهنا تحشرون هاهنا تحشرون هاهنا تحشرون -ثلاثًا- ركبانًا ومشاة وعلى وجوهكم توفون يوم القيامة سبعين أمة أنتم آخر الأمم وأكرمها على الله تبارك وتعالى تأتون يوم القيامة وعلى أفواهكم الفدام أول ما يعرب عن أحدكم فخذه» .

قال ابن أبي بكير: فأشار بيده إلى الشام فقال «إلى هاهنا تحشرون» .

هذا حديث حسنٌ. وأبو قزعة هو سويد بن حجير، وهذا من الأحاديث التي ألزم الدارقطني البخاري ومسلمًا أن يخرجاها.

589 -

قال الحاكم رحمه الله (ج 1 ص 74): أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، ثنا حماد، عن سماك، عن النعمان بن بشير: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «مثل المؤمن ومثل الأجل مثل رجل له ثلاثة أخلاء، قال له ماله: أنا مالك، خذ مني ما شئت ودع ما شئت. وقال الآخر: أنا معك أحملك وأضعك، فإذا مت تركتك. قال: هذا عشيرته، وقال

ص: 463

الثالث: أنا معك، أدخل معك وأخرج معك، مت أو حييت. قال: هذا عمله».

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث حسنٌ.

590 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 116): حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال حدثنا ابن المبارك.

وعلي بن إسحاق قال أخبرنا عبد الله عن عنبسة بن سعيد عن حبيب بن أبي عمرة عن مجاهد قال قال ابن عباس: أتدري ما سعة جهنم قلت لا قال أجل والله ما تدري أن بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفًا تجري فيها أودية القيح والدم قلت أنهارًا قال لا بل أودية ثم قال أتدرون ما سعة جهنم قلت لا قال أجل والله ما تدري حدثتني عائشة: أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن قوله {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه} (1) فأين الناس يومئذ يا رسول الله قال «هم على جسر جهنم» .

هذا حديث صحيحٌ، وآخره في "الصحيح".

وأخرجه النسائي في "التفسير"(ج 2 ص 181).

591 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 7 ص 117): حدثنا سويد أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا سليمان التيمي عن أسلم

(1) سورة الزمر، الآية:67.

ص: 464