المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌33 - الإيمان بالملائكة - الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين - جـ ١

[مقبل بن هادي الوادعي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الناشر للطبعة الجديدة

- ‌المقدمة

- ‌1 - كتاب العلم

- ‌1 - فضل أهل العلم

- ‌2 - فضل الفقه في الدين

- ‌3 - رب حامل فقه ليس بفقيه

- ‌4 - فضل الدعوة إلى العلم النافع

- ‌5 - تبليغ العلم

- ‌6 - إرسال العالم من يبلغ عنه

- ‌7 - تبليغ العلم وإن كان فيه مشقة

- ‌8 - العالم أحق بالصف الأول في الصلاة

- ‌9 - كتابة العلم

- ‌10 - العمل بالمكاتبة إذا عرف الخط

- ‌11 - تعليم الصغير

- ‌12 - تعليم الصغير العقيدة

- ‌13 - الوعيد لمن يكتم العلم

- ‌14 - العلماء الفسقة

- ‌15 - تحريم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌16 - التحذير من منافقي العلماء

- ‌17 - الاستعاذة من علم لا ينفع

- ‌18 - عقوبة المفتي الزائغ

- ‌19 - إثم المفتي إذا لم يتثبت في فتواه

- ‌20 - الميزان في دخول العالم إلى السلطان

- ‌21 - الخوف على طالب العلم من الميل إلى الدنيا

- ‌22 - الإقبال على الدنيا يضعف حفظ طالب العلم

- ‌23 - الطالب المقتصد

- ‌24 - إبداء الطالب رأيه في المسألة أمام معلمه

- ‌25 - ما جاء في تبليغ العلم بالإشارة

- ‌26 - تقديم الأهم في التعليم

- ‌27 - فضل تعلم القرآن

- ‌28 - تعلم الأنساب

- ‌29 - طالب العلم لا يشبع من العلم

- ‌30 - الصبر على تبليغ العلم

- ‌31 - تبليغ العلم في المجامع الكبيرة

- ‌32 - الصبر على تفهيم الجاهل

- ‌33 - الترغيب في ترك ما يشغلك عن العلم بالله

- ‌34 - ذهاب العلم

- ‌35 - تعاهد القرآن

- ‌36 - التخصص في العلم

- ‌37 - ما جاء في ذم الرأي

- ‌38 - ذم التقليد

- ‌39 - من العلم ما لا يجوز تعلمه

- ‌40 - العالِمُ يأمر شخصا أن يعلم الجاهل

- ‌41 - السنة وحجيتها

- ‌42 - الدفاع عن السنة

- ‌43 - رفع الصوت بالعلم

- ‌44 - تعليم الجاهل قبل عقابه

- ‌45 - رفق العالم بالمتعلم

- ‌46 - لا ينهر الطلاب إذا اقتربوا من العلم

- ‌47 - الخطبة على الناقة

- ‌48 - خطبة الإمام في أيام التشريق بمنى

- ‌49 - خطبة الإمام يوم الأضحى بمنى

- ‌50 - الخطبة يوم عرفة

- ‌51 - توسيع مجالس العلم

- ‌52 - العلم بما علم

- ‌53 - أخذ القرآن عن أفواه المشايخ

- ‌54 - الطالب في حال فتوره لا ينصرف إلى الباطل

- ‌55 - صبر المعلم على الجاهل

- ‌56 - صبر الطالب على تحصيل العلم حتى يتوصل إلى الحق

- ‌57 - صبر العالم والمتعلم

- ‌58 - المعلم يكون بمنزلة الوالد

- ‌59 - ملازمة الطالب لمعلمه حتى يموت معلمه

- ‌60 - تبسم العالم

- ‌61 - غضب العالم إذا خولف شرع الله

- ‌62 - الدعاء للطالب والثناء عليه بما يستحقه

- ‌63 - دعاء المعلم للطالب المؤدب

- ‌64 - قول الطالب للمعلم: زدني

- ‌65 - ابتداء العالم الطالب

- ‌66 - استفسار الطالب المعلم عما أشكل عليه

- ‌67 - شكر الطالب معلمه، ومنه: الثناء عليه بما يستحقه

- ‌68 - ابتداء العالم طلبته

- ‌69 - قول العالم للطالب إذا أجاب بالصواب: صدقت

- ‌70 - طلب العلم من العالم المبرر

- ‌71 - ابتداء العالم طلابه بالفائدة

- ‌72 - اختبار الطالب معلمه

- ‌73 - الجدال لإظهار الحق

- ‌74 - ما جاء في ذم الجدل لغير فائدة

- ‌75 - الحديث عن بني إسرائيل بما يعلم ثبوته من الكتاب والسنة

- ‌76 - ظهور العلم الدنيوي

- ‌77 - استفهام العالم من السائل عن سؤاله

- ‌78 - إرشاد العالم الطالب إلى علماء آخرين

- ‌79 - التشويق إلى ما يقال من أجل الاستعداد

- ‌80 - استئذان الطالب المعلم في السؤال وتحين الفرصة

- ‌81 - استفهام المفتي قبل صدور الفتوى

- ‌82 - طلب الدليل بعد الفتوى بدون دليل

- ‌83 - المستفتي يسأل عالما بعد عالم حتى يصل إلى الحق

- ‌84 - من استحيا عن تعليم العلم أمر غيره يبلغه

- ‌86 - إذا كان السؤال واسعًا يعمد المفتي إلى خلاصة الجواب

- ‌87 - تأخير الإجابة عن السؤال

- ‌88 - تأخير الجواب عن وقت السؤال والتعليم بالفعل

- ‌89 - التعليم العملي أيضا

- ‌90 - التعليم بالفعل أبلغ من القول

- ‌91 - يتوقف في فتوى المفتي التي لا تطمئن إليها النفس

- ‌92 - من كرر السؤال فكرر المجيب الإجابة

- ‌93 - قبول الحق ممن جاء به

- ‌94 - سكوت العالم عن الإجابة إذا لم يستحضر الدليل

- ‌95 - طلب المرأة الرجل أن يعلهما إذا أمنت الفتنة بدون خلوة

- ‌96 - الجواب على السائل المتعنت

- ‌97 - العالم يعمل بما يعلم وإن أنكر عليه الجهال

- ‌98 - حث طالب العلم على المحافظة على وقته

- ‌99 - إذا اختلف طلبة العلم رجعوا إلى من هو أعلم منهم ليأتي بالدليل

- ‌100 - المبلغ عن المحدث وهو المستملي

- ‌101 - طالب العلم لا يترك الكسب

- ‌102 - قيام العالم بما يحتاج إليه من الأمور الضرورية

- ‌103 - رد العالم شبهة المخطئين

- ‌104 - االرد على من يقول بتعدد الجماعات الحزبية

- ‌105 - تحذير طالب العلم من الحزبية

- ‌106 - كراهية القيام للمعلم

- ‌107 - تحريم القيام لمن أحبه

- ‌108 - ضرر العجب على العالم والمتعلم

- ‌109 - جواز الإعجاب لمن أمن على نفسه من الفتنة وهو معتمد على الله

- ‌110 - تعلم اللغة الأجنبية إذا احتيج إليها

- ‌111 - أسعد الناس بثواب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هم المحدثون

- ‌112 - فضل أداء الحديث باللفظ الذي سمعه

- ‌113 - الحقائق الشرعية مقدمة على الحقائق اللغوية

- ‌114 - النسخ

- ‌115 - أصح الأحاديث المسلسلة

- ‌116 - الأخذ بالعموم إذا لم يعلم مخصِّص

- ‌117 - نفي المحدث لما لا يعلمه غير مقبول

- ‌118 - تأويل الحديث الذي ظاهره الشناعة أو رده

- ‌119 - الرد على من أخطأ في الحديث

- ‌120 - تأويل الدليل المخالف لما هو أرجح منه

- ‌121 - التعديل

- ‌122 - لا يرفع في التعديل فوق منزله

- ‌123 - تعديل الصحابة رضي الله عنهم

- ‌124 - الجرح

- ‌125 - جرح أصحاب البدع

- ‌126 - في الجرح والتعديل أيضا

- ‌127 - تسمية المجروح إذا احتيج إلى ذلك

- ‌128 - قولهم: كذب فلان

- ‌129 - البعد عن أصحاب الأهواء

- ‌130 - المعتبر في الرواية السماع أو ما يؤدي معناه

- ‌131 - التثبت في قبول الأخبار

- ‌132 - التشديد في الحديث

- ‌133 - التوقف في الخبر فإذا ظهرت له صحته على به

- ‌134 - لا يجرح الأموات إلا لفائدة دينية

- ‌135 - إذا لم يلزم التخصيص قال: ما بال أقوام

- ‌136 - الجرح الذي لا يجوز

- ‌137 - إذا جرح من ليس بمجروح دوفع عنه

- ‌138 - لا يجوز أن يجرح من ليس بمجروح

- ‌139 - تحري الصدق في الرواية

- ‌140 - قول المحدث: والله ما كذبت

- ‌141 - تصديق المحدث محدثا آخر

- ‌142 - المحدث يحدث والآخر يصدقه

- ‌143 - قولهم: وكان رجلَ صدقٍ

- ‌144 - التوقف في الخبر إذا لم يتأكد من ثبوته

- ‌145 - العلماء الراسخون في علم السنة يعلمون أن الحديث المكذوب ليس من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌146 - السؤال عن حال الرجل

- ‌147 - قبول خبر الواحد الثبت

- ‌148 - قبول خبر المرأة

- ‌149 - قبول السلف خبر المرأة

- ‌150 - من ناقش في أمر ليعلم غيره

- ‌151 - من أعاد الكلام ثلاثا

- ‌2 - كتاب الإيمان

- ‌1 - فضل الإيمان

- ‌2 - فضل الإيمان بالغيب

- ‌3 - فضل اليقين

- ‌4 - الإيمان مكانه فمن ابتغاه وجده وهو في كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي التفكر في مخلوقات الله

- ‌5 - تفاوت الناس في الإيمان

- ‌6 - من هو المؤمن؟ وفيه الرد على المرجئة

- ‌7 - متى يبلغ حقيقة الإيمان

- ‌8 - الحياء من الإيمان

- ‌9 - الحياء والإيمان

- ‌10 - تعلم الإيمان

- ‌11 - الإيمان يعصم الدم

- ‌12 - من شعب الإيمان

- ‌13 - تفاضل الإسلام

- ‌14 - المؤمن لا تضر إيمانه الخواطر التي لم يحققها

- ‌15 - لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة

- ‌16 - إن الإسلام بدأ غريبا

- ‌17 - الإيمان بالأنبياء السابقين

- ‌18 - من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالإيمان

- ‌19 - إيمان رجال من أبناء فارس

- ‌20 - البعد عن الشبهات التي يخاف على الإيمان منها

- ‌21 - من لوازم الإيمان مفارقة المشركين

- ‌22 - الذل لمن أعرض عن الإسلام

- ‌23 - من نواقض الإسلام

- ‌24 - من هو ولي المسلم

- ‌25 - لا يبغض الأنصار رجلٌ يؤمن بالله واليوم الآخر

- ‌26 - الإيمان بالإسراء والمعراج

- ‌27 - الإسلام

- ‌28 - إيمان لا يرتد

- ‌29 - الرد على المجبرة والشاهد من الأدلة إضافة الأفعال إلى أصحابها

- ‌30 - الرد على المعتزلة والخوارج

- ‌31 - الرد على المرجئة

- ‌32 - الإيمان بالقدر

- ‌33 - الإيمان بالملائكة

- ‌34 - الإيمان بوجود الشيطان

- ‌35 - الإيمان بوجود الجن

- ‌36 - الإيمان بالحفظة

- ‌37 - الإيمان بالكتابة

- ‌38 - الإيمان بنعيم القبر وعذابه

- ‌39 - الإيمان بعلامات الساعة

- ‌40 - الإيمان بطلوع الشمس من مغربها

- ‌41 - الإيمان بالبعث

- ‌42 - قيام الساعة يوم الجمعة

- ‌43 - الإيمان بالشفاعة

- ‌44 - الشفاعة لأصحاب الكبائر

- ‌45 - شفاعة الأولاد لآبائهم

- ‌46 - شفاعة بعض المؤمنين

- ‌47 - من أسباب الشفاعة: الموت بالمدينة

- ‌48 - من أسباب الشفاعة: كثرة المصلين المسلمين على المسلم الموحد

- ‌49 - الإيمان بأن الله يرى في الآخرة

- ‌50 - الإيمان بالحوض

- ‌51 - الإيمان بالميزان

- ‌52 - الإيمان بالحساب

- ‌53 - الإيمان بالصراط

- ‌54 - الإيمان بالنار أعاذنا الله منها

- ‌55 - أسباب البعد عن النار

- ‌56 - أسباب دخول النار وهي محمولة في حق الموحد على دخول مؤقت، ثم يخرجون إلى الجنة

- ‌57 - خروج الموحدين من النار

- ‌58 - الإيمان بالجنة جعلنا الله من أهلها

- ‌59 - أسباب دخول الجنة

- ‌60 - أسباب مانعة من دخول الجنة وهي محمولة في حق الموحد على وقت مخصوص

- ‌3 - كتاب الطهارة

- ‌1 - لا يقبل الله صلاة بغير طهور

- ‌2 - طهارة آنية المشركين

- ‌3 - يبدأ بالخلاء عند الحاجة إليه

- ‌4 - عقوبة من لا يتنزه عن البول

- ‌5 - لا يستقبل القبلة ولا يستدبرها بفرجيه في قضاء الحاجة ويعفى في البنيان

- ‌6 - قضاء الحاجة بعيدا عن الناس

- ‌7 - الستر وقت قضاء الحاجة

- ‌8 - النهي عن البول في الجحر

- ‌9 - ما جاء في البول قائما

- ‌10 - تفريج ما بين الرجلين في حال قضاء الحاجة

- ‌11 - الاستنجاء

- ‌12 - كراهية الاستنجاء باليمين وتحريمه إن كانت مباشرة للنجاسة

- ‌13 - إذا استجمرت فأوتر

- ‌14 - النهي عن الاستجمار بالروث والعظم

- ‌15 - السواك

- ‌16 - فضل الوضوء

- ‌17 - المتوضيء يبدأ بيمينه

- ‌18 - صفة الوضوء

- ‌19 - المبالغة في الاستنشاق لمن ليس بصائم

- ‌20 - إذا توضأت فانتثر

- ‌21 - الاستنثار مرتين أو ثلاثا

- ‌22 - الوضوء ثلاثا ثلاثا ومرة مرة

- ‌23 - الوضوء مرتين مرتين

- ‌24 - مسح الرأس والأذنين ظاهرهما وباطنهما

- ‌25 - إسباغ الوضوء

- ‌26 - مقدار الماء الذي يتوضأ به ولو زاد أو نقص لا بأس بذلك

- ‌27 - شرب فضل الوضوء

- ‌28 - أكل الطعام ليس ناقضا للوضوء

- ‌29 - أكل لحم الإبل ناقض للوضوء وهو مخصص للأحاديث السابقة

- ‌30 - مس الفرج ناقض للوضوء

- ‌31 - خروج الريح من الدبر ناقض للوضوء

- ‌32 - النوم المستغرق ناقض للوضوء

- ‌33 - نوم الأنبياء ليس بناقض للوضوء

- ‌34 - نهي النساء عن دخول الحمام لغير حاجة

- ‌35 - ماء البحر طهور

- ‌36 - هذه بهذه

- ‌37 - طهارة النعلين بالدلك بالتراب

- ‌38 - طهارة الثوب الذي يجامع فيه

- ‌39 - لا يشترط لتلاوة القرآن الطهارة

- ‌40 - ما جاء في المذي

- ‌41 - لا يبول في مستحمه ثم يغتسل فيه

- ‌42 - بول الغلام الذي لم يطعم يطهر بالنضح

- ‌43 - لعاب الآدمي ليس بنجس

- ‌44 - من كره أن يذكر الله إلا على طهارة

- ‌45 - الابتعاد عن مظنة النجاسة

- ‌46 - إباحة الصلاة في مرابض الغنم وكراهيتها في معاطن الإبل

- ‌47 - المسح على العمامة

- ‌48 - المسح على الخفين

- ‌49 - التوقيت في المسح

- ‌50 - المسح على ظاهر الخفين

- ‌51 - التيمم

- ‌52 - من سلم على قاضي الحاجة فلا يرد عليه حتى يتيمم

- ‌53 - الماء من الماء منسوخ

- ‌54 - جواز تأخير الغسل إلى آخر الليل

- ‌55 - كم يكفيه في الغسل

- ‌56 - وجوب غسل الجمعة

- ‌57 - ماذا يعمل من دخل في الصلاة ثم علم أنه جنب

- ‌58 - غسل الإحرام

- ‌59 - الفرق بين ماء الرجل وماء المرأة

- ‌60 - التنزه عن أن يغتسل الرجل بفضل المرأة أو المرأة بفضل الرجل

- ‌61 - الكافر إذا أسلم يغتسل

- ‌62 - لا يلزم في الغسل إزالة الضماد

- ‌63 - لا يتوضأ بعد الغسل

- ‌64 - مؤاكلة الحائض

- ‌65 - الحائض تختضب

- ‌66 - كيفية غسل دم الحيض

- ‌67 - ماذا تعمل المستحاضة

الفصل: ‌33 - الإيمان بالملائكة

‌33 - الإيمان بالملائكة

443 -

وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 239): حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال: غدوت على صفوان بن عسال المرادي أسأله عن المسح على الخفين فقال: ما جاء بك قلت ابتغاء العلم قال ألا أبشرك ورفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال "إن الملائكة (1) لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يطلب

" فذكر الحديث.

* حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، قال: أتيت صفوان بن عسال المرادي، فقال: ما جاء بك؟ قال: فقلت: جئت أطلب العلم، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من خارجٍ يخرج من بيت في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها؛ رضا بما يصنع

" وذكر الحديث (2).

* وقال (ص 240): حدثنا يونس حدثنا حماد يعني ابن سلمة عن عاصم عن زر عن صفوان بن عسال: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال "إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما طلب".

هذا حديث حسنٌ.

(1) بعض المخذولين من المسلمين تبع الفلاسفة في أن الملائكة عبارة عن قوى خيرية كامنه في النفس، وأنت إذا نظرت إلى صفاتهم في الكتاب والسنة علمت أن القائلين بأنهم قوى خيرية كامنه في النفس ملحدون في كتاب الله، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(2)

ثم أعل الشيخ رحمه الله هذا الإسناد بعينه، "أحاديث معلة"(178). (مصححه).

ص: 364

444 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 260): حدثنا زيد حدثني حسين حدثني أبو غالب حدثني أبو أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «تقعد الملائكة على أبواب المساجد يوم الجمعة فيكتبون الأول والثاني والثالث حتى إذا خرج الإمام رفعت الصحف» .

هذا حديث حسنٌ. وشيخ الإمام أحمدَ زَيْدٌ هو ابن الحباب، وحسين هو ابن واقد.

445 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 4 ص 100): أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ «هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

446 -

وقال الإمام أحمد رحمه الله (6750): حدثنا عفان حدثنا حماد يعني بن سلمة عن ثابت عن أبي أيوب: أن نوفًا وعبد الله بن عمرو -يعني ابن العاص- اجتمعا فقال نوف: لو أن السموات والأرض وما فيهما وضع في كفة الميزان ووضعت لا إله إلا الله في الكفة الأخرى لرجحت بهن ولو أن السموات والأرض وما فيهن كن طبقًا من حديد فقال رجل لا إله إلا الله لخرقتهن حتى تنتهي إلى الله عز وجل فقال عبد الله بن عمرو: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم المغرب فعقب من عقب ورجع من رجع فجاء صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقد كاد يحسر

ص: 365

ثيابه عن ركبتيه فقال «أبشروا معشر المسلمين هذا ربكم قد فتح بابًا من أبواب السماء يباهي بكم الملائكة يقول هؤلاء عبادي قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى» .

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (6752): حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أبي أيوب الأزدي عن نوف الأزدي وعبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم

مثله وزاد فيه: وإن كاد يحسر ثوبه عن ركبتيه وقد حفزه النفس.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

447 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 90): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَشَى مَشَى أَصْحَابُهُ أَمَامَهُ وَتَرَكُوا ظَهْرَهُ لِلْمَلَائِكَةِ.

هذا حديث صحيحٌ.

ونبيح العنزي ما روى عنه إلا الأسود بن قيس، ولكن قد وثَّقه أبو زرعة.

448 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 4 ص 116): أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الطُّفَيْلِ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: إِنَّ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنِي «أَنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ ثَلَاثَةَ أَفْوَاجٍ فَوْجٌ رَاكِبِينَ طَاعِمِينَ كَاسِينَ وَفَوْجٌ تَسْحَبُهُمْ الْمَلَائِكَةُ عَلَى وُجُوهِهِمْ وَتَحْشُرُهُمْ النَّارُ

ص: 366

وَفَوْجٌ يَمْشُونَ وَيَسْعَوْنَ يُلْقِي اللهُ الْآفَةَ عَلَى الظَّهْرِ فَلَا يَبْقَى حَتَّى (1) إِنَّ الرَّجُلَ لَتَكُونُ لَهُ الْحَدِيقَةُ يُعْطِيهَا بِذَاتِ الْقَتَبِ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا".

هذا حديث حسنٌ على شرط مسلم.

449 -

قال الإمام أبو يعلى رحمه الله (ج 6 ص 58): حدثنا عبد الواحد حدثنا غسان بن برزين يعني الطهوي حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: غدا أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذات يوم فقالوا: يا رسول الله هلكنا ورب الكعبة فقال: "وما ذاك؟ " قالوا: النفاق النفاق قال: "ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله؟ " قالوا: بلى قال: "ليس ذاك النفاق" قال: ثم عادوا الثانية فقالوا: يا رسول الله هلكنا ورب الكعبة قال: "وما ذاك؟ " قالوا: النفاق النفاق قال: "ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله؟ " قالوا: بلى قال: "ليس ذاك النفاق" قال: ثم عادوا الثالثة فقالوا: يا رسول الله هلكنا ورب الكعبة قال: "وما ذاك؟ " قالوا: النفاق النفاق قال: "ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله؟ " قالوا: بلى قال: "ليس ذاك النفاق" قالوا: إنا إذا كنا عندك كنا على حال وإذا خرجنا من عندك همتنا الدنيا وأهلونا قال: "لو أنكم إذا خرجتم من عندي تكونون على الحال الذي تكونون عليه لصافحتكم الملائكة بطرق المدينة".

هذا حديث حسنٌ. وعبد الواحد هو ابن غياث.

(1) من قوله: حتى إن الرجل

إلى آخره، هذا في الدنيا، كما قاله القرطبي عن عياض.

ص: 367

450 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 7 ص 281): حدثنا أبو كريب أخبرنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة: عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبرائيل إلى الجنة فقال انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها قال فجاءها ونظر إليها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها قال فرجع إليه قال فوعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها فأمر بها فحفت بالمكاره فقال ارجع إليها فانظر إلى ما أعددت لأهلها فيها قال فرجع إليها فإذا هي قد حفت بالمكاره فرجع إليه فقال وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد قال اذهب إلى النار فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها فإذا هي يركب بعضها بعضًا فرجع إليه فقال وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها فأمر بها فحفت بالشهوات فقال ارجع إليها فرجع إليها فقال وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها» .

هذا حديث حسن صحيح.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث حسنٌ.

الحديث أخرجه أبو داود (ج 13 ص 75)، وأحمد (ج 16 ص 168) فقال: حدثنا محمد بن بشر، ثنا محمد بن عمرو

به.

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (8379): ثنا محمد بن بشر ثنا محمد بن عمرو ثنا أبو سلمة عن أبي هريرة ثم ذكر أحاديث وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل قال انظر

ص: 368

إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها فجاء فنظر إليها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها فرجع إليه فقال وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها فأمر بها فحجبت بالمكاره قال ارجع إليها فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها قال فرجع إليها وإذا هي قد حجبت بالمكاره فرجع إليه فقال وعزتك قد خشيت أن لا يدخلها أحد قال اذهب إلى النار فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها فجاء فنظر إليها وإلى ما أعد لأهلها فيها فإذا هي يركب بعضها بعضًا فرجع فقال وعزتك لقد خشيت أن لا يسمع بها أحد فيدخلها فأمر بها فحفت بالشهوات فقال وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها».

هذا حديث حسنٌ.

وقال الإمام أحمد رحمه الله (8633): حدثنا حسن، حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو بن علقمة

به.

451 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 13 ص 36): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ أخبرَنا أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ «أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللهِ تَعَالَى مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِمِائَةِ عَامٍ» .

هذا حديث حسنٌ على شرط البخاري.

وأخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(ص 72).

فارتقى الحديث إلى الصحة، والحمد لله.

ص: 369

452 -

قال الإمام أبو يعلى رحمه الله (ج 11 ص 496): حدثنا عمرو الناقد حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أذن لي أن أحدث عن ملك قد مرقت رجلاه من الأرض السابعة والعرش على منكبه وهو يقول: سبحانك أين كنت وأين تكون» .

هذا حديث صحيحٌ.

* وقال الحاكم رحمه الله (ج 4 ص 297): أخبرنا أبو عبد الله الصفار، ثنا أحمد بن مهران، ثنا عبد الله بن موسى، أنبأ إسرائيل، عن معاوية بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «إن الله أذن لي أن أحدث عن ديك رجلاه في الأرض وعنقه مثنية تحت العرش وهو يقول: سبحانك ما أعظم ربنا» قال: «فيرد عليه: ما يعلم ذلك من حلف بي كاذبًا» .

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

ولا تعارض بين هذا والذي قبله، فهو حديث واحد مخرجه واحد، والظاهر أن الملك على صورة ديك، والله أعلم.

453، 454 - قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 8 ص 569): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ قُرَشِيٌّ كُوفِيٌّ أخبرنا أَبِي عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ

ص: 370

{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (1) قَالَ «تَشْهَدُهُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ» .

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ

نَحْوَهُ.

حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ أخبرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ الْأَعْمَشِ

فَذَكَرَ نَحْوَهُ.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين، وأصله متفق عليه.

455 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (8033): حدثنا أبو قطن وإسماعيل بن عمر قالا حدثنا يونس عن مجاهد أبي الحجاج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إن الله عز وجل ليباهي الملائكة بأهل عرفات يقول انظروا إلى عبادي شعثًا غبرًا» .

هذا حديث حسنٌ.

456 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (7089): حدثنا أزهر بن القاسم حدثنا المثني يعني بن سعيد عن قتادة عن عبد الله بن بابا عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقول «إن الله عز وجل يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة فيقول انظروا إلى عبادي أتوني شعثًا غبرًا» .

هذا حديث حسنٌ.

(1) سورة الإسراء، الآية:78.

ص: 371

457 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 43): حدثنا عفان حدثنا سعيد بن زيد قال سمعت أبا سليمان العصري حدثني عقبة بن صهبان قال سمعت أبا بكرة: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «يحمل الناس على الصراط يوم القيامة فَتَقَادَعُ (1) بهم جنبة الصراط تقادع الفراش في النار قال فينجي الله تبارك وتعالى برحمته من يشاء قال ثم يؤذن للملائكة والنبيين والشهداء أن يشفعوا فيشفعون ويخرجون ويشفعون ويخرجون ويشفعون ويخرجون -وزاد عفان مرة فقال أيضًا: ويشفعون ويخرجون- من كان في قلبه ما يزن ذرة من إيمان» .

قال أبو عبد الرحمن (هو عبد الله بن أحمد): حدثنا محمد بن أبان حدثنا سعيد بن زيد مثله.

هذا حديث حسنٌ.

458 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 12 ص 469): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ أخبرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ مُوسَى قَالَ يَا رَبِّ أَرِنَا آدَمَ الَّذِي أَخْرَجَنَا وَنَفْسَهُ مِنْ الْجَنَّةِ فَأَرَاهُ اللهُ آدَمَ فَقَالَ أَنْتَ أَبُونَا آدَمُ فَقَالَ لَهُ آدَمُ نَعَمْ قَالَ أَنْتَ الَّذِي نَفَخَ اللهُ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَعَلَّمَكَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ أَخْرَجْتَنَا وَنَفْسَكَ مِنْ الْجَنَّةِ

(1) في "النهاية": أي تسقطهم فيها بعضهم فوق بعض، وتقادع القوم: إذا مات بعضهم أثر بعض، وأصل القدع الكف والمنع.

ص: 372

فَقَالَ لَهُ آدَمُ وَمَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا مُوسَى قَالَ أَنْتَ نَبِيُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِي كَلَّمَكَ اللهُ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ لَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ رَسُولًا مِنْ خَلْقِهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَفَمَا وَجَدْتَ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي كِتَابِ اللهِ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فِيمَ تَلُومُنِي فِي شَيْءٍ سَبَقَ مِنْ اللهِ تَعَالَى فِيهِ الْقَضَاءُ قَبْلِي» قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى عليهما السلام» .

هذا حديث حسنٌ.

459 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 10 ص 225): حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ عَنْ سَفِينَةَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ رَجُلًا أَضَافَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا فَقَالَتْ فَاطِمَةُ لَوْ دَعَوْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَأَكَلَ مَعَنَا فَدَعُوهُ فَجَاءَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عِضَادَتَيْ الْبَابِ فَرَأَى الْقِرَامَ قَدْ ضُرِبَ بِهِ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ فَرَجَعَ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ لِعَلِيٍّ الْحَقْهُ فَانْظُرْ مَا رَجَعَهُ فَتَبِعْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَا رَدَّكَ فَقَالَ «إِنَّهُ لَيْسَ لِي أَوْ لِنَبِيٍّ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتًا مُزَوَّقًا» .

هذا حديث حسنٌ.

الحديث أخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 1115).

460 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 8 ص 213): حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ هِشَامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: صَنَعْتُ طَعَامًا فَدَعَوْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ فَدَخَلَ فَرَأَى سِتْرًا فِيهِ تَصَاوِيرُ فَخَرَجَ وَقَالَ «إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَصَاوِيرُ» .

ص: 373

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا مسعود بن جويرية، وقد قال النسائي ومسلمة بن قاسم: لا بأس به، كما في "تهذيب التهذيب"، وقد تابعه أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني كما تقدم، كلاهما يرويانه عن وكيع به.

461 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 319): حدثنا محمد بن المصفى الحمصي، حدثنا أنس بن عياض، حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوفٍ، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول". هذا حديث حسنٌ (1).

462 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 3 ص 43): أخبرنا عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق قال حدثنا معاذ بن معاذ عن سفيان بن سعيد ح وأخبرنا محمود بن غيلان قال حدثنا وكيع وعبد الرزاق عن سفيان عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

463 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2679): حَدَّثَنَا حَسَنٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ فَكَانَ كَالْمُعْرِضِ عَنْ أَبِي

(1) ثم ظهر لي أنه معل، وقد نقلناه إلى "أحاديث معلة"(312). (الصحيح المسند).

ص: 374

فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ لِي أَبِي أَيْ بُنَيَّ أَلَمْ تَرَ إِلَى ابْنِ عَمِّكَ كَالْمُعْرِضِ عَنِّي فَقُلْتُ يَا أَبَتِ إِنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ قَالَ فَرَجَعْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبِي يَا رَسُولَ اللهِ قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ كَذَا وَكَذَا فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ كَانَ عِنْدَكَ رَجُلٌ يُنَاجِيكَ فَهَلْ كَانَ عِنْدَكَ أَحَدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ "وَهَلْ رَأَيْتَهُ يَا عَبْدَ اللهِ؟ " قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ "فَإِنَّ ذَاكَ جِبْرِيلُ وَهُوَ الَّذِي شَغَلَنِي عَنْكَ".

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح. وحسن هو ابن موسى الأشيب.

وقال الإمام أحمد رحمه الله (2848): حدثنا أبو كامل وعفان المعنى، قالا: حدثنا حماد، به.

وقال: حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة به.

464 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 284): حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن وإسحاق بن منصور قالا أخبرنا محمد بن يوسف عن إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة قال: سألتني أمي متي عهدك تعني بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت ما لي به عهد منذ كذا وكذا فنالت مني فقلت لها دعيني آتي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأصلي معه المغرب وأسأله أن يستغفر لي ولك فأتيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فصليت معه المغرب فصلى حتى صلى العشاء ثم انفتل فتبعته فسمع صوتي فقال «من هذا حذيفة؟ » قلت نعم قال «ما حاجتك؟ غفر الله لك ولأمك» قال «إن هذا ملك لم ينزل

ص: 375

الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة».

هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل.

الحديث أخرجه أحمد (ج 5 ص 391) فقال: ثنا حسين بن محمد، ثنا إسرائيل به.

465 -

قال عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"(ج 5 ص 94): حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا أهدي له طعام أصاب منه ثم بعث بفضله إلى أبي أيوب رضي الله عنه فأهدي له طعام فيه ثوم فبعث به إلى أبي أيوب رضي الله عنه ولم ينل منه شيئًا فلم ير أبو أيوب أثر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الطعام فأتى به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فسأله عن ذلك فقال «إني إنما تركته من أجل ريحه» قال فقال أبو أيوب وأنا أكره ما تكره.

هذا حديث حسنٌ.

وأحمد بن إبراهيم شيخ عبد الله بن أحمد هو أحمد بن إبراهيم أبو علي الموصلي، قال ابن معين: لا بأس به، وفي رواية عنه: ثقة صدوق، كما في "تهذيب التهذيب".

* وقال الإمام عبد الله بن أحمد رحمه الله (ص 95): حدثنا إبراهيم بن الحجاج الناجي حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب به وفي آخره: أن أبا أيوب قال للنبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: لم تبعث إلي ما لا تأكل

ص: 376

فقال: «إنه يأتيني الملك» .

وإبراهيم بن الحجاج الناجي وثَّقه الدارقطني، كما في "تهذيب التهذيب".

وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 103): ثنا أبو كامل، ثنا حماد به.

وقال (ج 5 ص 106): ثنا بهز، ثنا حماد بن سلمة به.

هذا حديث حسنٌ.

466 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 2 ص 13): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْكُوفِيِّ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ «إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ وَالْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ بِمَدِّ صَوْتِهِ وَيُصَدِّقُهُ مَنْ سَمِعَهُ مِنْ رَطْبٍ وَيَابِسٍ وَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ صَلَّى مَعَهُ» .

هذا حديث على شرط الشَّيخين (1).

الحديث أخرجه أحمد (ج 4 ص 284).

467 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 300): حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «من منح منيحة ورق أو منيحة لبن أو هدى زقاقًا (2) كان له كعدل رقبة» وقال

(1) ثم أورده الشيخ رحمه الله في "أحاديث معلة" برقم (54). (مصححه).

(2)

في "النهاية" في الكلام على هذا الحديث: الزقاق بالضم: الطريق، يريد من دل الضَّال أو الأعمى على طريقه، وقيل: أراد من تصدق بزقاق من النخل، وهي السكة منها، والأول أشبه؛ لأن هدى من الهداية. اهـ

ص: 377

مرة «كعتق رقبة» .

وأخرجه ابن أبي شيبة (ج 7 ص 31) فقال رحمه الله: حدثنا وكيع به.

* قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 304): حدثنا يحيى ومحمد بن جعفر قالا حدثنا شعبة قال حدثنا طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب. قال ابن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت طلحة اليامي قال سمعت عبد الرحمن بن عوسجة قال سمعت البراء بن عازب يحدث: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «من منح منيحة ورق أو هدى زقاقًا أو سقى لبنًا كان له عدل رقبة أو نسمة ومن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرار كان له عدل رقبة أو نسمة» فكان يأتينا إذا قمنا إلى الصلاة فيمسح صدورنا أو عواتقنا يقول «لا تختلفوا فتختلف قلوبكم» وكان يقول «إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول أو الصفوف الأول

» وذكر الحديث.

هذا حديث صحيحٌ.

* قال أبو داود رحمه الله (ج 2 ص 364): حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ وَأَبُو عَاصِمِ بْنُ جَوَّاسٍ الْحَنَفِيُّ (1) عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ طَلْحَةَ الْيَامِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَتَخَلَّلُ الصَّفَّ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَى نَاحِيَةٍ يَمْسَحُ صُدُورَنَا وَمَنَاكِبَنَا وَيَقُولُ «لَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ» وَكَانَ يَقُولُ

(1) أبو عاصم بن جواس هو: أحمد بن جواس، وثَّقه مطين، كما في "تهذيب التهذيب".

ص: 378

«إِنَّ اللهَ عز وجل وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الْأُوَلِ» .

هذا حديث صحيحٌ، ورجاله رجال الصحيح، إلا عبد الرحمن بن عوسجة، وقد وثَّقه النسائي.

الحديث أخرجه النسائي (ج 2 ص 90).

468 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 4 ص 350): حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أخبرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «يَا أُبَيُّ، إِنِّي أُقْرِئْتُ الْقُرْآنَ، فَقِيلَ لِي: عَلَى حَرْفٍ أَوْ حَرْفَيْنِ؟ فَقَالَ الْمَلَكُ الَّذِي مَعِي قُلْ: عَلَى حَرْفَيْنِ. قُلْتُ: عَلَى حرْفَيْنِ. فَقِيلَ لِي: عَلَى حَرْفَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ؟ فَقَالَ الْمَلَكُ الَّذِي مَعِي: قُلْ عَلَى ثَلَاثَةٍ. قُلْتُ: عَلَى ثَلَاثَةٍ. حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، ثُمَّ قَالَ: لَيْسَ مِنْهَا إِلَّا شَافٍ كَافٍ، إِنْ قُلْتَ: سَمِيعًا عَلِيمًا عَزِيزًا حَكِيمًا، مَا لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ عَذَابٍ بِرَحْمَةٍ، أَوْ آيَةَ رَحْمَةٍ بِعَذَابٍ» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

والحديث أصله في مسلم (ج 1 ص 560) بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.

469 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 348): حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا حُمِلَتْ جَنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ الْمُنَافِقُونَ مَا أَخَفَّ جَنَازَتَهُ وَذَلِكَ لِحُكْمِهِ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ «إِنَّ الْمَلَائِكَةَ كَانَتْ تَحْمِلُهُ» .

ص: 379

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.

قال أبو عبد الرحمن: هو حسن لغيره.

470 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 8 ص 457): حدثنا عبد بن حميد أخبرنا أبو نعيم أخبرنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصًا من نور ثم عرضهم على آدم فقال أي رب من هؤلاء قال هؤلاء ذريتك فرأى رجلًا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه فقال أي رب من هذا فقال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود فقال رب وكم جعلت عمره قال ستين سنة قال أي رب زده من عمري أربعين سنة فلما قضي عمر آدم جاءه ملك الموت فقال أولم يبق من عمري أربعون سنة قال أولم تعطها لابنك داود قال فجحد آدم فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته وخطئ آدم فخطئت ذريته» .

هذا حديث حسن صحيح وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث حسنٌ.

* وقال الحاكم رحمه الله (ج 1 ص 64): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا بكار بن قتيبة القاضي بمصر، حدثنا صفوان بن عيسى

ص: 380

القاضي، حدثنا الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس، فقال: الحمد لله. فحمد الله بإذن الله، فقال له ربه: رحمك الله ربك يا آدم. وقال له: (يا آدم، اذهب إلى أولئك الملائكة -إلى ملإ منهم جلوس- فقل: السلام عليكم. فذهب فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. ثم رجع إلى ربه، فقال: هذه تحيتك وتحية بنيك وبنيهم.) فقال الله له ويداه مقبوضتان: اختر أيهما شئت. قال: اخترت يمين ربي، وكلتا يدي ربي يمين مباركة. ثم بسطها، فإذا فيها آدم وذريته، فقال: أي رب، ما هؤلاء؟ قال: ذريتك، فإذا كل إنسان مكتوب عمره بين عينيه، وإذا فيهم رجل أضوؤهم -أو من أضوئهم- لم يكتب له إلا أربعين سنة، قال: يا رب، زد في عمره. قال: ذاك الذي كتب له. قال: فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة. قال: أنت وذاك. قال: ثم أسكن الجنة ما شاء الله، ثم أهبط منها آدم يعد لنفسه، فأتاه ملك الموت، فقال له آدم: قد عجلت، قد كتب لي ألف سنة. قال: بلى، ولكنك جعلت لابنك داود منها ستين سنة. فجحد فجحدت ذريته، ونسي فنسيت ذريته، فيومئذ أمرنا بالكتاب والشهود» .

هذا حديث صحيح على شرط مسلم. فقد احتج بالحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، وقد رواه عنه غير صفوان، وإنما خرجته من حديث صفوان لأني علوت فيه. اهـ

وما بين القوسين في "الصحيحين".

ص: 381

471 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 2 ص 353): حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ (1) عَنْ أَبِي نَعَامَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ إِذْ خَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْقَوْمُ أَلْقَوْا نِعَالَهُمْ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ قَالَ «مَا حَمَلَكُمْ عَلَى إِلْقَاءِ نِعَالِكُمْ؟ » قَالُوا رَأَيْنَاكَ أَلْقَيْتَ نَعْلَيْكَ فَأَلْقَيْنَا نِعَالَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا قَذَرًا -أَوْ قَالَ: أَذًى- وَقَالَ إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلْيَنْظُرْ فَإِنْ رَأَى فِي نَعْلَيْهِ قَذَرًا -أَوْ أَذًى- فَلْيَمْسَحْهُ وَلْيُصَلِّ فِيهِمَا» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

وقد أخرجه الدارمي (ج 1 ص 370) فقال رحمه الله: حدثنا حَجَّاجُ بن مِنْهَالٍ وأبو النعمان، قالا: حدثنا حماد بن سلمة به.

وأخرجه عبد بن حُمَيْدٍ في "المنتخب"(ج 2 ص 64) فقال رحمه الله: حدثنا محمد بن الفضل، ثنا حماد بن سلمة به.

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 20): حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي نَعَامَةَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَخَلَعَ النَّاسُ نِعَالَهُمْ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ «لِمَ خَلَعْتُمْ نِعَالَكُمْ؟ » فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ رَأَيْنَاكَ

(1) يقول الفاضل أحمد شاكر في تعليقه على "المحلى": إن الطيالسي والحاكم والبيهقي رووه عن حماد بن سلمة، ورواه أبو داود عن حماد بن زيد، ثم يرجح أن ما في "سنن أبي داود" وَهَمٌ، وهو كما قال. راجع تعليقه على "المحلى".

ص: 382

خَلَعْتَ فَخَلَعْنَا قَالَ «إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ بِهِمَا خَبَثًا فَإِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلْيَقْلِبْ نَعْلَهُ فَلْيَنْظُرْ فِيهَا فَإِنْ رَأَى بِهَا خَبَثًا فَلْيُمِسَّهُ بِالْأَرْضِ ثُمَّ لِيُصَلِّ فِيهِمَا» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 92): ثنا أبو كامل، ثنا حماد، قال: ثنا أبو نعامة السعدي به.

وفي آخره قال عبد الله: قال أبي: لم يجئ في هذا الحديث بيان ما كان في النعل.

472 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 433): حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة عن حارثة بن النعمان قال: مررت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومعه جبريل عليه السلام جالس في المقاعد فسلمت عليه ثم أجزت فلما رجعت وانصرف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «هل رأيت الذي كان معي؟ » قلت نعم قال «فإنه جبريل وقد رد عليك السلام» .

هذا حديث صحيحٌ.

الحديث أخرجه عبد بن حُمَيْدٍ (ج 1 ص 408).

473 -

قال أبو داود (ج 13 ص 223): حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُصَفَّى أخبرَنَا بَقِيَّةُ وَأَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَا حَدَّثَنَا صَفْوَانُ قَالَ حَدَّثَنِي رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ فَقُلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ قَالَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ

ص: 383

يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ».

قَالَ أَبُو دَاوُد: وحَدَّثَنَاه يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ عَنْ بَقِيَّةَ لَيْسَ فِيهِ أَنَسٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَبِي عِيسَى السَّيْلَحِينِيُّ عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ كَمَا قَالَ ابْنُ الْمُصَفَّى.

هذا حديث صحيحٌ. ولا يضره أنه اختلف في وصله وإرساله على بقية؛ فرواية أبي المغيرة وهو عبد القدوس بن الحجاج سالمة من الاختلاف.

* قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 224): حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان حدثني راشد بن سعد وعبد الرحمن بن جبير عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لما عرج بي ربي عز وجل مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم» .

هذا حديث صحيحٌ. وصفوان هو ابن عمرو، وأبو المغيرة هو عبد القدوس بن الحجاج.

474 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 1 ص 249): أخبرنا الحسين بن حريث قال أنبأنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «هذا جبريل عليه السلام جاءكم يعلمكم دينكم» فصلى الصبح حين طلع الفجر وصلى الظهر حين زاغت الشمس ثم صلى العصر حين رأى الظل مثله ثم صلى المغرب حين غربت الشمس وحل فطر الصائم ثم صلى العشاء

ص: 384

حين ذهب شفق الليل ثم جاءه الغد فصلى به الصبح حين أسفر قليلًا ثم صلى به الظهر حين كان الظل مثله ثم صلى العصر حين كان الظل مثليه ثم صلى المغرب بوقت واحد حين غربت الشمس وحل فطر الصائم ثم صلى العشاء حين ذهب ساعة من الليل ثم قال الصلاة ما بين صلاتك أمس وصلاتك اليوم.

هذا حديث حسنٌ.

475 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 1 ص 255): أخبرنا يوسف بن واضح قال حدثنا قدامة يعني ابن شهاب عن برد عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله: أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعلمه مواقيت الصلاة فتقدم جبريل ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خلفه والناس خلف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فصلى الظهر حين زالت الشمس وأتاه حين كان الظل مثل شخصه فصنع كما صنع فتقدم جبريل ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خلفه والناس خلف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فصلى العصر ثم أتاه حين وجبت الشمس فتقدم جبريل ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خلفه والناس خلف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فصلى المغرب ثم أتاه حين غاب الشفق فتقدم جبريل ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خلفه والناس خلف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فصلى العشاء ثم أتاه حين انشق الفجر فتقدم جبريل ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خلفه والناس خلف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فصلى الغداة ثم أتاه اليوم الثاني حين كان ظل الرجل مثل شخصه فصنع مثل ما صنع بالأمس فصلى الظهر ثم أتاه حين كان ظل الرجل مثل شخصيه

ص: 385

فصنع كما صنع بالأمس فصلى العصر ثم أتاه حين وجبت الشمس فصنع كما صنع بالأمس فصلى المغرب فنمنا ثم قمنا ثم نمنا ثم قمنا فأتاه فصنع كما صنع بالأمس فصلى العشاء ثم أتاه حين امتد الفجر وأصبح والنجوم بادية مشتبكة فصنع كما صنع بالأمس فصلى الغداة ثم قال «ما بين هاتين الصلاتين وقت» .

هذا حديث حسنٌ. وبرد هو ابن سنان.

الحديث رواه الترمذي (ج 1 ص 486) من حديث وهب بن كيسان عن جابر به، ثم قال: هذا حديث حسن غريب.

وقال محمد -يعني البخاري-: أصح شيء في المواقيت حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

قال: وحديث جابر في المواقيت قد رووه: عطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، وأبو الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نحو حديث وهب عن كيسان، عن جابر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

ورواه الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 320) فقال: ثنا يحيى بن آدم، ثنا ابن المبارك، عن حسين بن علي، قال: حدثني وهب بن كيسان، عن جابر

فذكره.

وهو بسند الإمام أحمد صحيحٌ. وحسين بن علي هو الأصغر، كما في "تهذيب التهذيب".

476 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 367): حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: سَحَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ قَالَ فَاشْتَكَى لِذَلِكَ أَيَّامًا، قال:

ص: 386

فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ عليه السلام فَقَالَ إِنَّ رَجُلًا مِنْ الْيَهُودِ سَحَرَكَ عَقَدَ لَكَ عُقَدًا عُقَدًا فِي بِئْرِ كَذَا وَكَذَا فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا مَنْ يَجِيءُ بِهَا فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا رضي الله عنه فَاسْتَخْرَجَهَا فَجَاءَ بِهَا فَحَلَّلَهَا قَالَ فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ فَمَا ذَكَرَ لِذَلِكَ الْيَهُودِيِّ وَلَا رَآهُ فِي وَجْهِهِ قَطُّ حَتَّى مَاتَ.

هذا حديث رجاله رجال الصحيح.

وأخرجه النسائي (ج 7 ص 112) وله علة، ذلك أنه قد اختلف فيه على الأعمش؛ فرواه أبو معاوية، عن الأعمش، عن يزيد بن حيان به.

ورواه سفيان الثوري كما عند ابن سعد (ج 2 قسم 2 ص 6)، وشيبان بن عبد الرحمن عند يعقوب الفسوي في "المعرفة والتاريخ"(ج 3 ص 289)، وجرير بن عبد الحميد عند الطبراني في "الكبير"(ج 5 ص 201)، كل هؤلاء الثلاثة يروونه عن الأعمش، عن ثمامة، عن زيد بن أرقم.

فالظاهر أن أبا معاوية شذ فيه، وأن الراجح أنه عن الأعمش، عن ثمامة، عن زيد به. وثمامة هو ابن عقبة المحلمي الكوفي، وثَّقه ابن معين والنسائي كما في "تهذيب التهذيب".

فالحديث صحيحٌ، والحمد لله.

477 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (8032): حدثنا أبو قطن حدثنا يونس بن عمرو بن عبد الله يعني ابن أبي إسحاق عن مجاهد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «أتاني جبريل عليه السلام فقال إني كنت أتيتك الليلة فلم يمنعني أن أدخل عليك البيت الذي أنت فيه إلا أنه كان في البيت تمثال رجل -وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل- فمُر

ص: 387

برأس التمثال يقطع فيصير كهيئة الشجرة ومر بالستر يقطع فيجعل منه وسادتان توطآن ومُر بالكلب فيُخرج» ففعل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإذا الكلب جرو كان للحسن والحسين عليهما السلام تحت نضد لهما.

هذا حديث حسنٌ.

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (8056): حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن مجاهد عن أبي هريرة: أن جبريل عليه السلام جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعرف صوته فقال «ادخل» فقال إن في البيت سترًا في الحائط فيه تماثيل فاقطعوا رءوسها فاجعلوها بساطًا أو وسائد فأوطئوه فإنا لا ندخل بيتًا فيه تماثيل.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

* وقال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 8 ص 90): حدثنا سويد أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا يونس بن أبي إسحاق حدثنا مجاهد قال أخبرنا أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «أتاني جبريل فقال إني كنت أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت عليك البيت الذي كنت فيه إلا أنه كان في باب البيت تمثال الرجال وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل وكان في البيت كلب فمر برأس التمثال الذي بالباب فليقطع فليصير كهيئة الشجرة ومر بالستر فليقطع ويجعل منه وسادتين منتبذتين توطآن ومر بالكلب فيخرج» ففعل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكان ذلك الكلب جروًا للحسن أو الحسين تحت نضد له

ص: 388

فأمر به فأخرج.

هذا حديث حسن صحيح.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث حسنٌ.

الحديث أخرجه أبو داود (ج 11 ص 213).

478 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 13 ص 357): حدثنا محمد بن سليمان المصيصي لوين حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن عروة وهشام عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يضع لحسان منبرًا في المسجد فيقوم عليه يهجو من قال في رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إن روح القدس مع حسان ما نافح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم» .

هذا حديث حسنٌ. وعبد الرحمن بن أبي الزناد متكلم فيه، لكن قال ابن مَعِين: إنه أثبت الناس في هشام بن عروة.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 8 ص 137) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأصله في "الصحيحين".

479 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 4 ص 138): أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ يَزِيدَ هُوَ أَبُو يزَيْدٍ الْجَرْمِيُّ بَصْرِيٌّ عَنْ بَهْزٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْحَكَمِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ «أَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام فَقَالَ الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ عَنْ مُحَمَّدٍ وَذَكَرَ كَلِمَةً مَعْنَاهَا حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

ص: 389

عَنْ سَلَمَةَ قَالَ سَلَمَةُ سَمِعْتُ أَبَا الْحَكَمِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ "الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا".

هذا حديث حسنٌ. وأبو الحكم هو عمران بن الحارث السلمي.

480 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 14 ص 61): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ بَشِيرٍ أَبِي إِسْمَاعِيلَ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّهُ ذَبَحَ شَاةً فَقَالَ أَهْدَيْتُمْ لِجَارِي الْيَهُودِيِّ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ "مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ".

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا شيخ أبي داود، وقد وثَّقه النسائي، على أنه قد تابعه محمد بن عبد الأعلى عند الترمذي، وهو من رجال مسلم، فالحديث رجاله رجال الصحيح.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 6 ص 72) وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث عن مجاهد، عن عائشة وأبي هريرة أيضًا عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

481 -

وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 353): حَدَّثَنَا زَيْدٌ هُوَ ابْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: احْتَبَسَ جِبْرِيلُ عليه السلام عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ:«مَا حَبَسَكَ؟ » قَالَ: إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ.

هذا حديث حسنٌ.

* قال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله (ج 5 ص 410): حَدَّثَنَا

ص: 390

زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ» .

هذا حديث حسنٌ.

وابن بريدة هو: عبد الله.

وأعاده أيضًا (ج 8 ص 480) سندًا ومتنًا.

480 -

قال الطحاوي رحمه الله في "مشكل الآثار"(ج 3 ص 167): حدثنا أبو غسان مالك بن يحيى الهمداني ومحمد بن بحر بن مطر البغدادي، [قالا]: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: أخبرنا سعيد وهو ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن صفوان بن محرز، أن حكيم بن حزام قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مع أصحابه إذ قال لهم: «هل تسمعون ما أسمع؟ » قالوا: ما نسمع من شيء يا رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إني لأسمع أطيط السماء، وما تلام أن تئط؛ ما فيها موضع قدم إلا وعليه ملك إما ساجد وإما قائم» .

الحديث أخرجه الطبراني في "الكبير"(ج 3 ص 201) فقال رحمه الله: حدثنا الحسين بن إسحاق، ثنا محمد بن الفرج ح وحدثنا عبد السلام بن سهل السدي، ثنا محمد بن عبد الله الأزدي، قال: ثنا عبد الوهاب بن عطاء به.

هذا حديث حسنٌ.

483 -

قال الإمام محمد بن حبان رحمه الله كما في "الإحسان"(ج 15 ص 495): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ

ص: 391

يَقُولُ، وَقَدْ كَانَ النَّاسُ انْهَزَمُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْتَهَى بَعْضُهُمْ إِلَى دُونِ الْأَعْرَاضِ إلَى جَبَلٍ بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ كَانَ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ الْتَقَى هُوَ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، فَلَمَّا اسْتَعْلَاهُ حَنْظَلَةُ رَآهُ شَدَّادُ بْنُ الْأَسْوَدِ فَعَلَاهُ شَدَّادٌ بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلَهُ، وَقَدْ كَادَ يَقْتُلُ أَبَا سُفْيَانَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ:«إِنَّ صَاحِبَكُمْ حَنْظَلَةَ تَغْسِلُهُ الْمَلَائِكَةُ، فَسَلُوا صَاحِبَتَهُ» فَقَالَتْ: خَرَجَ وَهُوَ جُنُبٌ لَمَّا سَمِعَ الْهَائِعَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «فَذَاكَ قَدْ غَسَلَتْهُ الْمَلَائِكَةُ» .

هذا حديث حسنٌ.

ومحمد بن إسحاق شيخ ابن حبان هو السراج، وهو مترجم في "تذكرة الحفاظ"، وصفه الذهبي بالحافظ، الإمام، الثقة، شيخ خراسان.

وترجم له ابن أبي حاتم وقال: وهو صدوق ثقة.

وترجم له الخطيب في "التاريخ" وقال: وكان من المكثرين الصادقين الثقات الأثبات، عُنِيَ بالحديث، وصنف كتبًا كثيرة، وهي معروفة مشهورة.

484 -

قال الحاكم رحمه الله في "المستدرك"(ج 3 ص 68): حدثني علي بن حمشاذ العدل، ثنا محمد بن سليمان الواسطي، ثنا أبو نعيم وخلاد بن يحيى، قالا: ثنا مسعر، عن أبي عون الثقفي، عن أبي صالح الحنفي، عن علي رضي الله عنه، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولأبي بكر: «مع أحدكما جبريل، ومع الآخر ميكائيل، وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال ويكون في الصف» .

هذا حديث صحيح الإسناد لم يخرجاه.

هذا حديث صحيحٌ.

ص: 392