المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌121 - التعديل - الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين - جـ ١

[مقبل بن هادي الوادعي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الناشر للطبعة الجديدة

- ‌المقدمة

- ‌1 - كتاب العلم

- ‌1 - فضل أهل العلم

- ‌2 - فضل الفقه في الدين

- ‌3 - رب حامل فقه ليس بفقيه

- ‌4 - فضل الدعوة إلى العلم النافع

- ‌5 - تبليغ العلم

- ‌6 - إرسال العالم من يبلغ عنه

- ‌7 - تبليغ العلم وإن كان فيه مشقة

- ‌8 - العالم أحق بالصف الأول في الصلاة

- ‌9 - كتابة العلم

- ‌10 - العمل بالمكاتبة إذا عرف الخط

- ‌11 - تعليم الصغير

- ‌12 - تعليم الصغير العقيدة

- ‌13 - الوعيد لمن يكتم العلم

- ‌14 - العلماء الفسقة

- ‌15 - تحريم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌16 - التحذير من منافقي العلماء

- ‌17 - الاستعاذة من علم لا ينفع

- ‌18 - عقوبة المفتي الزائغ

- ‌19 - إثم المفتي إذا لم يتثبت في فتواه

- ‌20 - الميزان في دخول العالم إلى السلطان

- ‌21 - الخوف على طالب العلم من الميل إلى الدنيا

- ‌22 - الإقبال على الدنيا يضعف حفظ طالب العلم

- ‌23 - الطالب المقتصد

- ‌24 - إبداء الطالب رأيه في المسألة أمام معلمه

- ‌25 - ما جاء في تبليغ العلم بالإشارة

- ‌26 - تقديم الأهم في التعليم

- ‌27 - فضل تعلم القرآن

- ‌28 - تعلم الأنساب

- ‌29 - طالب العلم لا يشبع من العلم

- ‌30 - الصبر على تبليغ العلم

- ‌31 - تبليغ العلم في المجامع الكبيرة

- ‌32 - الصبر على تفهيم الجاهل

- ‌33 - الترغيب في ترك ما يشغلك عن العلم بالله

- ‌34 - ذهاب العلم

- ‌35 - تعاهد القرآن

- ‌36 - التخصص في العلم

- ‌37 - ما جاء في ذم الرأي

- ‌38 - ذم التقليد

- ‌39 - من العلم ما لا يجوز تعلمه

- ‌40 - العالِمُ يأمر شخصا أن يعلم الجاهل

- ‌41 - السنة وحجيتها

- ‌42 - الدفاع عن السنة

- ‌43 - رفع الصوت بالعلم

- ‌44 - تعليم الجاهل قبل عقابه

- ‌45 - رفق العالم بالمتعلم

- ‌46 - لا ينهر الطلاب إذا اقتربوا من العلم

- ‌47 - الخطبة على الناقة

- ‌48 - خطبة الإمام في أيام التشريق بمنى

- ‌49 - خطبة الإمام يوم الأضحى بمنى

- ‌50 - الخطبة يوم عرفة

- ‌51 - توسيع مجالس العلم

- ‌52 - العلم بما علم

- ‌53 - أخذ القرآن عن أفواه المشايخ

- ‌54 - الطالب في حال فتوره لا ينصرف إلى الباطل

- ‌55 - صبر المعلم على الجاهل

- ‌56 - صبر الطالب على تحصيل العلم حتى يتوصل إلى الحق

- ‌57 - صبر العالم والمتعلم

- ‌58 - المعلم يكون بمنزلة الوالد

- ‌59 - ملازمة الطالب لمعلمه حتى يموت معلمه

- ‌60 - تبسم العالم

- ‌61 - غضب العالم إذا خولف شرع الله

- ‌62 - الدعاء للطالب والثناء عليه بما يستحقه

- ‌63 - دعاء المعلم للطالب المؤدب

- ‌64 - قول الطالب للمعلم: زدني

- ‌65 - ابتداء العالم الطالب

- ‌66 - استفسار الطالب المعلم عما أشكل عليه

- ‌67 - شكر الطالب معلمه، ومنه: الثناء عليه بما يستحقه

- ‌68 - ابتداء العالم طلبته

- ‌69 - قول العالم للطالب إذا أجاب بالصواب: صدقت

- ‌70 - طلب العلم من العالم المبرر

- ‌71 - ابتداء العالم طلابه بالفائدة

- ‌72 - اختبار الطالب معلمه

- ‌73 - الجدال لإظهار الحق

- ‌74 - ما جاء في ذم الجدل لغير فائدة

- ‌75 - الحديث عن بني إسرائيل بما يعلم ثبوته من الكتاب والسنة

- ‌76 - ظهور العلم الدنيوي

- ‌77 - استفهام العالم من السائل عن سؤاله

- ‌78 - إرشاد العالم الطالب إلى علماء آخرين

- ‌79 - التشويق إلى ما يقال من أجل الاستعداد

- ‌80 - استئذان الطالب المعلم في السؤال وتحين الفرصة

- ‌81 - استفهام المفتي قبل صدور الفتوى

- ‌82 - طلب الدليل بعد الفتوى بدون دليل

- ‌83 - المستفتي يسأل عالما بعد عالم حتى يصل إلى الحق

- ‌84 - من استحيا عن تعليم العلم أمر غيره يبلغه

- ‌86 - إذا كان السؤال واسعًا يعمد المفتي إلى خلاصة الجواب

- ‌87 - تأخير الإجابة عن السؤال

- ‌88 - تأخير الجواب عن وقت السؤال والتعليم بالفعل

- ‌89 - التعليم العملي أيضا

- ‌90 - التعليم بالفعل أبلغ من القول

- ‌91 - يتوقف في فتوى المفتي التي لا تطمئن إليها النفس

- ‌92 - من كرر السؤال فكرر المجيب الإجابة

- ‌93 - قبول الحق ممن جاء به

- ‌94 - سكوت العالم عن الإجابة إذا لم يستحضر الدليل

- ‌95 - طلب المرأة الرجل أن يعلهما إذا أمنت الفتنة بدون خلوة

- ‌96 - الجواب على السائل المتعنت

- ‌97 - العالم يعمل بما يعلم وإن أنكر عليه الجهال

- ‌98 - حث طالب العلم على المحافظة على وقته

- ‌99 - إذا اختلف طلبة العلم رجعوا إلى من هو أعلم منهم ليأتي بالدليل

- ‌100 - المبلغ عن المحدث وهو المستملي

- ‌101 - طالب العلم لا يترك الكسب

- ‌102 - قيام العالم بما يحتاج إليه من الأمور الضرورية

- ‌103 - رد العالم شبهة المخطئين

- ‌104 - االرد على من يقول بتعدد الجماعات الحزبية

- ‌105 - تحذير طالب العلم من الحزبية

- ‌106 - كراهية القيام للمعلم

- ‌107 - تحريم القيام لمن أحبه

- ‌108 - ضرر العجب على العالم والمتعلم

- ‌109 - جواز الإعجاب لمن أمن على نفسه من الفتنة وهو معتمد على الله

- ‌110 - تعلم اللغة الأجنبية إذا احتيج إليها

- ‌111 - أسعد الناس بثواب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هم المحدثون

- ‌112 - فضل أداء الحديث باللفظ الذي سمعه

- ‌113 - الحقائق الشرعية مقدمة على الحقائق اللغوية

- ‌114 - النسخ

- ‌115 - أصح الأحاديث المسلسلة

- ‌116 - الأخذ بالعموم إذا لم يعلم مخصِّص

- ‌117 - نفي المحدث لما لا يعلمه غير مقبول

- ‌118 - تأويل الحديث الذي ظاهره الشناعة أو رده

- ‌119 - الرد على من أخطأ في الحديث

- ‌120 - تأويل الدليل المخالف لما هو أرجح منه

- ‌121 - التعديل

- ‌122 - لا يرفع في التعديل فوق منزله

- ‌123 - تعديل الصحابة رضي الله عنهم

- ‌124 - الجرح

- ‌125 - جرح أصحاب البدع

- ‌126 - في الجرح والتعديل أيضا

- ‌127 - تسمية المجروح إذا احتيج إلى ذلك

- ‌128 - قولهم: كذب فلان

- ‌129 - البعد عن أصحاب الأهواء

- ‌130 - المعتبر في الرواية السماع أو ما يؤدي معناه

- ‌131 - التثبت في قبول الأخبار

- ‌132 - التشديد في الحديث

- ‌133 - التوقف في الخبر فإذا ظهرت له صحته على به

- ‌134 - لا يجرح الأموات إلا لفائدة دينية

- ‌135 - إذا لم يلزم التخصيص قال: ما بال أقوام

- ‌136 - الجرح الذي لا يجوز

- ‌137 - إذا جرح من ليس بمجروح دوفع عنه

- ‌138 - لا يجوز أن يجرح من ليس بمجروح

- ‌139 - تحري الصدق في الرواية

- ‌140 - قول المحدث: والله ما كذبت

- ‌141 - تصديق المحدث محدثا آخر

- ‌142 - المحدث يحدث والآخر يصدقه

- ‌143 - قولهم: وكان رجلَ صدقٍ

- ‌144 - التوقف في الخبر إذا لم يتأكد من ثبوته

- ‌145 - العلماء الراسخون في علم السنة يعلمون أن الحديث المكذوب ليس من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌146 - السؤال عن حال الرجل

- ‌147 - قبول خبر الواحد الثبت

- ‌148 - قبول خبر المرأة

- ‌149 - قبول السلف خبر المرأة

- ‌150 - من ناقش في أمر ليعلم غيره

- ‌151 - من أعاد الكلام ثلاثا

- ‌2 - كتاب الإيمان

- ‌1 - فضل الإيمان

- ‌2 - فضل الإيمان بالغيب

- ‌3 - فضل اليقين

- ‌4 - الإيمان مكانه فمن ابتغاه وجده وهو في كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي التفكر في مخلوقات الله

- ‌5 - تفاوت الناس في الإيمان

- ‌6 - من هو المؤمن؟ وفيه الرد على المرجئة

- ‌7 - متى يبلغ حقيقة الإيمان

- ‌8 - الحياء من الإيمان

- ‌9 - الحياء والإيمان

- ‌10 - تعلم الإيمان

- ‌11 - الإيمان يعصم الدم

- ‌12 - من شعب الإيمان

- ‌13 - تفاضل الإسلام

- ‌14 - المؤمن لا تضر إيمانه الخواطر التي لم يحققها

- ‌15 - لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة

- ‌16 - إن الإسلام بدأ غريبا

- ‌17 - الإيمان بالأنبياء السابقين

- ‌18 - من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالإيمان

- ‌19 - إيمان رجال من أبناء فارس

- ‌20 - البعد عن الشبهات التي يخاف على الإيمان منها

- ‌21 - من لوازم الإيمان مفارقة المشركين

- ‌22 - الذل لمن أعرض عن الإسلام

- ‌23 - من نواقض الإسلام

- ‌24 - من هو ولي المسلم

- ‌25 - لا يبغض الأنصار رجلٌ يؤمن بالله واليوم الآخر

- ‌26 - الإيمان بالإسراء والمعراج

- ‌27 - الإسلام

- ‌28 - إيمان لا يرتد

- ‌29 - الرد على المجبرة والشاهد من الأدلة إضافة الأفعال إلى أصحابها

- ‌30 - الرد على المعتزلة والخوارج

- ‌31 - الرد على المرجئة

- ‌32 - الإيمان بالقدر

- ‌33 - الإيمان بالملائكة

- ‌34 - الإيمان بوجود الشيطان

- ‌35 - الإيمان بوجود الجن

- ‌36 - الإيمان بالحفظة

- ‌37 - الإيمان بالكتابة

- ‌38 - الإيمان بنعيم القبر وعذابه

- ‌39 - الإيمان بعلامات الساعة

- ‌40 - الإيمان بطلوع الشمس من مغربها

- ‌41 - الإيمان بالبعث

- ‌42 - قيام الساعة يوم الجمعة

- ‌43 - الإيمان بالشفاعة

- ‌44 - الشفاعة لأصحاب الكبائر

- ‌45 - شفاعة الأولاد لآبائهم

- ‌46 - شفاعة بعض المؤمنين

- ‌47 - من أسباب الشفاعة: الموت بالمدينة

- ‌48 - من أسباب الشفاعة: كثرة المصلين المسلمين على المسلم الموحد

- ‌49 - الإيمان بأن الله يرى في الآخرة

- ‌50 - الإيمان بالحوض

- ‌51 - الإيمان بالميزان

- ‌52 - الإيمان بالحساب

- ‌53 - الإيمان بالصراط

- ‌54 - الإيمان بالنار أعاذنا الله منها

- ‌55 - أسباب البعد عن النار

- ‌56 - أسباب دخول النار وهي محمولة في حق الموحد على دخول مؤقت، ثم يخرجون إلى الجنة

- ‌57 - خروج الموحدين من النار

- ‌58 - الإيمان بالجنة جعلنا الله من أهلها

- ‌59 - أسباب دخول الجنة

- ‌60 - أسباب مانعة من دخول الجنة وهي محمولة في حق الموحد على وقت مخصوص

- ‌3 - كتاب الطهارة

- ‌1 - لا يقبل الله صلاة بغير طهور

- ‌2 - طهارة آنية المشركين

- ‌3 - يبدأ بالخلاء عند الحاجة إليه

- ‌4 - عقوبة من لا يتنزه عن البول

- ‌5 - لا يستقبل القبلة ولا يستدبرها بفرجيه في قضاء الحاجة ويعفى في البنيان

- ‌6 - قضاء الحاجة بعيدا عن الناس

- ‌7 - الستر وقت قضاء الحاجة

- ‌8 - النهي عن البول في الجحر

- ‌9 - ما جاء في البول قائما

- ‌10 - تفريج ما بين الرجلين في حال قضاء الحاجة

- ‌11 - الاستنجاء

- ‌12 - كراهية الاستنجاء باليمين وتحريمه إن كانت مباشرة للنجاسة

- ‌13 - إذا استجمرت فأوتر

- ‌14 - النهي عن الاستجمار بالروث والعظم

- ‌15 - السواك

- ‌16 - فضل الوضوء

- ‌17 - المتوضيء يبدأ بيمينه

- ‌18 - صفة الوضوء

- ‌19 - المبالغة في الاستنشاق لمن ليس بصائم

- ‌20 - إذا توضأت فانتثر

- ‌21 - الاستنثار مرتين أو ثلاثا

- ‌22 - الوضوء ثلاثا ثلاثا ومرة مرة

- ‌23 - الوضوء مرتين مرتين

- ‌24 - مسح الرأس والأذنين ظاهرهما وباطنهما

- ‌25 - إسباغ الوضوء

- ‌26 - مقدار الماء الذي يتوضأ به ولو زاد أو نقص لا بأس بذلك

- ‌27 - شرب فضل الوضوء

- ‌28 - أكل الطعام ليس ناقضا للوضوء

- ‌29 - أكل لحم الإبل ناقض للوضوء وهو مخصص للأحاديث السابقة

- ‌30 - مس الفرج ناقض للوضوء

- ‌31 - خروج الريح من الدبر ناقض للوضوء

- ‌32 - النوم المستغرق ناقض للوضوء

- ‌33 - نوم الأنبياء ليس بناقض للوضوء

- ‌34 - نهي النساء عن دخول الحمام لغير حاجة

- ‌35 - ماء البحر طهور

- ‌36 - هذه بهذه

- ‌37 - طهارة النعلين بالدلك بالتراب

- ‌38 - طهارة الثوب الذي يجامع فيه

- ‌39 - لا يشترط لتلاوة القرآن الطهارة

- ‌40 - ما جاء في المذي

- ‌41 - لا يبول في مستحمه ثم يغتسل فيه

- ‌42 - بول الغلام الذي لم يطعم يطهر بالنضح

- ‌43 - لعاب الآدمي ليس بنجس

- ‌44 - من كره أن يذكر الله إلا على طهارة

- ‌45 - الابتعاد عن مظنة النجاسة

- ‌46 - إباحة الصلاة في مرابض الغنم وكراهيتها في معاطن الإبل

- ‌47 - المسح على العمامة

- ‌48 - المسح على الخفين

- ‌49 - التوقيت في المسح

- ‌50 - المسح على ظاهر الخفين

- ‌51 - التيمم

- ‌52 - من سلم على قاضي الحاجة فلا يرد عليه حتى يتيمم

- ‌53 - الماء من الماء منسوخ

- ‌54 - جواز تأخير الغسل إلى آخر الليل

- ‌55 - كم يكفيه في الغسل

- ‌56 - وجوب غسل الجمعة

- ‌57 - ماذا يعمل من دخل في الصلاة ثم علم أنه جنب

- ‌58 - غسل الإحرام

- ‌59 - الفرق بين ماء الرجل وماء المرأة

- ‌60 - التنزه عن أن يغتسل الرجل بفضل المرأة أو المرأة بفضل الرجل

- ‌61 - الكافر إذا أسلم يغتسل

- ‌62 - لا يلزم في الغسل إزالة الضماد

- ‌63 - لا يتوضأ بعد الغسل

- ‌64 - مؤاكلة الحائض

- ‌65 - الحائض تختضب

- ‌66 - كيفية غسل دم الحيض

- ‌67 - ماذا تعمل المستحاضة

الفصل: ‌121 - التعديل

‌121 - التعديل

174 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 36): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَمْتَلِئَ الْأَرْضُ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا، قَالَ: ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي -أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي- يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

الحديث أخرجه أبو يعلى (ج 2 ص 274) فقال: حدثنا زهير، حدثنا يحيى بن سعيد، عن عوف به.

باب الجرح والتعديل عند أن أهمله المعاصرون اختلط الحابل بالنابل، والسني بالبدعي، والصادق بالكاذب، وعلماء السوء بالعلماء العاملين، فلم يستطع العامة أن يميزوا بين العلماء الصادقين المخلصين الناصحين من غيرهم، فأصبحوا أضحية الاختلاف، ولا سيما مع بروز هذه الجماعات الجاهلة إلى الساحة الإسلامية، وأقبح من هذا علماء السوء الذين يسيرون مع كل ناعق، بل ربما تشبه الشيوعي بالعلماء، وقام خطيبا في المجامع، بل وفي المساجد، ولَبَّس على الناس.

فإني أنصح إخواني في الله أن يستعينوا بالله في كشف أحوال هؤلاء المارقين، وأولئك المنافقين، وأولئك الجاهلين، في مؤلفات نافعة لزمننا هذا، وللأجيال القادمة.

ص: 166

175 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 24): حدثنا يحيى حدثنا عوف (1) حدثنا أبو نضرة قال سمعت أبا سعيد: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «اهتز العرش لموت سعد بن معاذ» .

هذا حديث صحيحٌ.

وقد أخرجه عبد بن حُمَيْدٍ (ج 2 ص 61) فقال رحمه الله: أنا رَوْحُ بن عُبَادَةَ، ثنا عوف به.

وأخرجه ابن أبي شيبة (ج 12 ص 142).

وأخرجه البزار كما في "كشف الأستار"(ج 3 ص 257) فقال رحمه الله: حدثنا عمرو بن علي، ثنا يحيى يعني ابن سعيد، به. ثم قال: لا نعلمه روي عن أبي سعيد إلا من هذا الوجه، ولا رواه عن أبي نضرة إلا عوف.

وأخرجه أبو يعلى (ج 2 ص 450)، وابن سعد (ج 3 ص 343).

وأخرجه الحاكم (ج 3 ص 206) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

176 -

قال الإمام أبو يعلى رحمه الله (ج 3 ص 397): حدثنا ابن نمير، حدثنا أبي، حدثنا الربيع بن سعد الجعفي، عن عبد الرحمن بن سابط، عن جابر، قال:«من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن علي» ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقوله.

هذا حديث حسنٌ.

(1) في الأصل: عون. والصواب: عوف، كما في "فضائل الصحابة" للإمام أحمد (ج 2 ص 818) و"المستدرك"(ج 3 ص 206).

ص: 167

والربيع بن سعد الجُعْفِيُّ قال أبو حاتم: لا بأس به، كما في "الجرح والتعديل" لابنه، وعبد الرحمن بن سابط وإن نفى سماعه ابن معين من جابر، فقد أثبته ابن أبي حاتم كما في "جامع التحصيل"، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل": وعن جابر بن عبد الله متصل.

والحديث أخرجه ابن حبان كما في "الموارد"(ص 353) وعنده: «الحسن» ، وصوابه:«الحسين» كما في "مسند أبي يعلى"، و"فضائل الصحابة" لأحمد، وكذا في "صحيح ابن حبان" في مناقب الحسين.

وأخرجه الإمام أحمد رحمه الله في "فضائل الصحابة"(ج 2 ص 775) فقال رحمه الله: حدثنا وكيع، عن ربيع بن سعد به.

177 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 164): حدثنا يحيى بن آدم وابن أبي بكير قالا حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة -قال يحيى بن آدم السلولي وكان قد شهد يوم حجة الوداع- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي» .

وقال ابن أبي بكير: «لا يقضي عني ديني إلا أنا أو علي رضي الله عنه» .

حدثنا الزبيري (1) حدثنا إسرائيل مثله.

وحدثناه يعني الزبيري حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة مثله. قال فقلت لأبي إسحاق: أنى سمعت منه قال وقف علينا على فرس له في مجلسنا في جبانة السبيع.

(1) هو أبو أحمد محمد بن عبد الله.

ص: 168

178 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 370): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ أخبرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ جَعْفَرٍ الْأَحْمَرِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ أَحَبَّ النِّسَاءِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةُ وَمِنْ الرِّجَالِ عَلِيٌّ.

قَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَعْنِي مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ.

179 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 246): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ أخبرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو أخبرَنَا زَائِدَةُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا وَإِنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ» .

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث حسنٌ.

* وأخرجه الإمام أحمد رحمه الله في "فضائل الصحابة"(ج 2 ص 337) من طريق معاوية بن عمرو به. ثم قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا سفيان، عن عاصم، عن زر قال: استأذن ابن جرموز على علي فقال: من هذا؟ فقال: ابن جرموز يستأذن. قال: ائذنوا له، ليدخل قاتل الزبير النار، إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول:«إن لكل نبي حواري (1)، وحواري الزبير» .

(1) كذا (حواري) في الأصل، وهو اسم إن مؤخر، ينبغي أن يكون منصوبًا منونًا كما في الترمذي.

ص: 169

* وقال أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم في "السنة"(ج 2 ص 610): ثنا إبراهيم بن حجاج السامي، ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن زر، قال: استأذن قاتل الزبير على علي رضي الله عنه، فقيل: قاتل الزبير. فقال: ليدخلن قاتل ابن صفية النار، سمعت رسول الله صلى الله وعليه وسلم يقول:«إن لكل نبي حواريًّا وحواريي الزبير» .

ثنا أبو بكر عن حسين بن علي، عن زائدة، عن عاصم، عن زر، عن علي، سمعت رسول الله صلى الله وعليه وسلم يقول:«لكل نبي حواريّ وحواريي الزبير» .

هذا حديث حسن.

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (680): حدثنا هاشم وحسن قالا حدثنا شيبان عن عاصم عن زر بن حبيش قال: استأذن ابن جرموز على علي فقال من هذا قالوا ابن جرموز يستأذن قال ائذنوا له ليدخل قاتل الزبير النار إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «إن لكل نبي حواريًّا، وحواري الزبير» .

حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن عاصم عن زر بن حبيش قال: استأذن ابن جرموز على علي وأنا عنده فقال علي بشر قاتل ابن صفية بالنار ثم قال علي رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «إن لكل نبي حواريًّا وحواري الزبير» . قال عبد الله قال أبي: سمعت سفيان يقول الحواري الناصر.

هذا حديث حسنٌ.

ص: 170

180، 181 - قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 214): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ أخبرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ أخبرَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَال سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ أَوْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ -شَكَّ شُعْبَةُ-: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ» .

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.

وَرَوَى شُعْبَةُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ وَأَبُو سَرِيحَةَ هُوَ حُذَيْفَةُ بْنُ أَسِيدٍ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.

هذا حديث صحيحٌ.

* وقد أخرجه الإمام أحمد رحمه الله في "فضائل الصحابة"(ج 2 ص 569) فقال: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ أَوْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ -شُعْبَةُ الشَّاكُّ-: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ» . فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: وَأَنَا قَدْ سَمِعْتُ مِثْلَ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ مُحَمَّدٌ: أَظُنُّهُ قَالَ: فَكَتَمَهُ.

182 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (1458): حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِقَصْعَةٍ فَأَكَلَ مِنْهَا فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ فَقَالَ

ص: 171

رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «يَجِيءُ رَجُلٌ مِنْ هَذَا الْفَجِّ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَأْكُلُ هَذِهِ الْفَضْلَةَ» قَالَ سَعْدٌ وَكُنْتُ تَرَكْتُ أَخِي عُمَيْرًا يَتَوَضَّأُ قَالَ فَقُلْتُ هُوَ عُمَيْرٌ قَالَ فَجَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ فَأَكَلَهَا.

هذا حديث حسنٌ.

وقال الإمام أحمد رحمه الله (1591): حدثنا أبو عبد الرحمن مُؤَمَّلُ بن إسماعيل وعفان المعنى، قالا: حدثنا حماد، حدثنا عاصم، عن مصعب بن سعد، عن أبيه

فذكره.

حدثنا عبد الصمد، حدثنا أَبَانُ، حدثنا عاصم

فذكر معناه، إلا أنه قال: فمررت بِعُوَيْمِرِ بن مالك.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(ج 1 ص 183) فقال رحمه الله: حدثنا عفان بن مسلم به.

183 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 203): حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن موسى عن أبيه عن عمرو بن العاص قال: كان فزع بالمدينة فأتيت على سالم مولى أبي حذيفة وهو محتب بحمائل سيفه فأخذت سيفًا فاحتبيت بحمائله فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «يا أيها الناس ألا كان مفزعكم إلى الله وإلى رسوله» ثم قال «ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان» .

هذا حديث صحيح.

184 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 169): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ أخبرَنَا أَبُو عَامِرٍ هو الْعَقَدِيُّ أخبرَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ

ص: 172

نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ «إِنَّ اللهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ» . قال: وقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَا نَزَلَ بِالنَّاسِ أَمْرٌ قَطُّ فَقَالُوا فِيهِ وَقَالَ فِيهِ عُمَرُ -أَوْ قَالَ ابْنُ الْخَطَّابِ فِيهِ، شَكَّ خَارِجَةُ- إِلَّا نَزَلَ فِيهِ الْقُرْآنُ عَلَى نَحْوِ مَا قَالَ عُمَرُ.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث حسنٌ.

185 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 3): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَرْدَانُبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نُعْمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» .

* الحديث أخرجه النسائي في "الخصائص"(ص 150) قال رحمه الله: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا أبو نعيم، حدثنا يزيد بن مردانبة، عن عبد الرحمن بن أبي نُعمٍ، عن أبي سعيد الخُدري قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» .

هذا حديث صحيحٌ.

186 -

قال الإمام البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار"(ج 2 ص 38): حدثنا علي بن حرب، حدثنا محمد بن فضيل، عن المختار بن فلفل، عن طلق بن حبيب، عن أبي طليق، قال: طلبت مني أم طليق جملًا تحج عليه، فقلت: قد جعلته في سبيل الله. فسألت رسول الله

ص: 173

صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال:«صدقت، لو أعطيتها كان في سبيل الله، وإن عمرة في رمضان تعدل حجة» .

هذا حديث حسنٌ. من أجل محمد بن فضيل، لكنه قد توبع؛ فيرتقي إلى الصحة، والحمد لله.

* قال الدولابي في "الكنى"(ج 1 ص 41): حدثنا إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثني عمر بن حفص بن غياث، قال: ثنا أبي قال: حدثني المختار بن فلفل، قال: حدثني طلق بن حبيب البصري، أن أبا طليق حدثهم: أن امرأته أم طليق أتته فقالت له: حضر الحج يا أبا طليق. وكان له جمل وناقة يحج على الناقة ويغزو على الجمل، فسألته أن يعطيها الجمل تحج عليه، قال: ألم تعلمي أني حبسته في سبيل الله؟ قالت: إن الحج في سبيل الله، فأعطنيه يرحمك الله. قال: ما أريد أن أعطيك. قالت: فأعطني ناقتك وحج أنت على الجمل. قال: لا أوثرك بها على نفسي. قالت: فأعطني من نفقتك. قال: ما عندي فضل عني وعن عيالي ما أخرج به وما أنزل لكم. قالت: إنك لو أعطيتني أخلفك الله. قال: فلما أبيت عليها قالت: فإذا أتيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأقرئه مني السلام، وأخبره بالذي قلت لك. قال: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأقرأته منها السلام، وأخبرته بالذي قالت أم طليق، قال:«صدقت أم طليق، لو أعطيتها الجمل كان في سبيل الله، ولو أعطيتها ناقتك كانت وكنت في سبيل الله، ولو أعطيتها من نفقتك أخلفكها الله» . قال: وإنها تسألك يا رسول الله: ما يعدل الحج؟ قال: «عمرة في رمضان» .

ص: 174

وقال الطبراني رحمه الله في "الكبير"(ج 22 ص 324): ثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح، ثنا يوسف بن عدي، ثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن المختار بن فلفل به.

187، 188، 189 - قال أبو داود رحمه الله (ج 5 ص 313): حدثنا مسدد اخبرنا يحيى عن حجاج الصواف حدثني يحيى بن أبي كثير عن عكرمة قال سمعت الحجاج بن عمرو الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «من كسر أو عرج فقد حل وعليه الحج من قابل» . قال عكرمة: سألت ابن عباس وأبا هريرة عن ذلك فقالا: صدق.

حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني وسلمة قالا أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن عبد الله بن رافع عن الحجاج بن عمرو: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «من كسر أو عرج أو مرض

» فذكر معناه قال سلمة بن شبيب قال أنبأنا معمر.

هذا حديث صحيحٌ.

ولا يضره أن عكرمة تارة يرويه عن الحجاج وتارة يرويه بواسطة، فيحتمل أنه رواه عن حجاج ثم ثبته فيه عبد الله بن رافع، ويحتمل أنه رواه عن عبد الله بن رافع ثم تيسر له لقي حجاج بن عمرو فرواه عاليًا، والله أعلم.

على أن البخاري يقول: رواية معمر ومعاوية بن سلَّام أصح. يعني التي فيها عبد الله بن رافع، كما في الترمذي.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 4 ص 8) وقال: هذا حديث حسن.

وأخرجه النسائي (ج 5 ص 198)، وابن ماجه (ج 2 ص 1028).

ص: 175

190 -

قال البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار"(ج 1 ص 308): حدثنا إبراهيم بن زياد، ثنا أسود بن عامر، ثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: خطبنا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم الجمعة فذكر سورة، فقال أبو ذر لأُبي: متى أنزلت هذه السورة؟ فأعرض عنه. فلما انصرف قال: ما لك من صلاتك إلا ما لغوت. فسأل النبيَّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: «صدق» .

قال البزار: رواه حماد وعبد الوهاب، وحماد أفضل.

هذا حديث حسنٌ.

191 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 284): حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن وإسحاق بن منصور قالا أخبرنا محمد بن يوسف عن إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة قال: سألتني أمي متي عهدك تعني بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت ما لي به عهد منذ كذا وكذا فنالت مني فقلت لها دعيني آتي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأصلي معه المغرب وأسأله أن يستغفر لي ولك فأتيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فصليت معه المغرب فصلى حتى صلى العشاء ثم انفتل فتبعته فسمع صوتي فقال «من هذا حذيفة؟ » قلت نعم قال «ما حاجتك؟ غفر الله لك ولأمك» قال «إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» .

ص: 176

هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل.

الحديث أخرجه أحمد (ج 5 ص 391) فقال: ثنا حسين بن محمد، ثنا إسرائيل به.

192 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 299): حدثنا القاسم بن دينار الكوفي حدثنا عبيد الله بن موسى عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء بن يسار عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما» .

هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبد العزيز بن سياه وهو شيخ كوفي وقد روى عنه الناس له ابن يقال له يزيد بن عبد العزيز ثقة روى عنه يحيى بن آدم.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث حسنٌ على شرط مسلم.

الحديث أخرجه ابن ماجه (ج 1 ص 52).

193 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 8 ص 111): أخبرنا إسحاق بن منصور وعمرو بن علي عن عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «ملئ عمار إيمانًا إلى مشاشه» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا أبا عمار وهو عَرِيبُ بن حُمَيْدٍ الكوفي، وقد وثَّقه أحمد.

الحديث أخرجه النسائي في فضائل الصحابة من "الكبرى"(ص 50) وفيها:

ص: 177

عن عمرو بن شرحبيل، قال: حدثنا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

194 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 242): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث بن سعد عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن يزيد بن عميرة قال: لما حضر معاذ بن جبل الموت قيل له يا أبا عبد الرحمن أوصنا قال: أجلسوني فقال إن العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما -يقول ثلاث مرات- فالتمسوا العلم [ص: 175] عند أربعة رهط عند عويمر أبي الدرداء وعند سلمان الفارسي وعند عبد الله بن مسعود وعند عبد الله بن سلام الذي كان يهوديًّا ثم أسلم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «إنه عاشر عشرة في الجنة» .

هذا حديث حسنٌ؛ فإن معاوية بن صالح حسن الحديث.

* قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 306): حدثنا قتيبة أخبرنا الليث عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن يزيد بن عميرة قال: لما حضر معاذ بن جبل الموت قيل له يا أبا عبد الرحمن أوصنا قال: أجلسوني فقال إن العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما -يقول ذلك ثلاث مرات- والتمسوا العلم عند أربعة رهط عند عويمر أبي الدرداء وعند سلمان الفارسي وعند عبد الله بن مسعود وعند عبد الله بن سلام الذي كان يهوديًّا فأسلم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «إنه عاشر عشرة في الجنة» .

هذا حديث حسن غريب.

ص: 178

195 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 313): حدثنا الجراح بن مخلد البصري أخبرنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن خيثمة بن أبي سبرة قال: أتيت المدينة فسألت الله أن ييسر لي جليسًا صالحًا فيسر لي أبا هريرة فجلست إليه فقلت له إني سألت الله أن ييسر لي جليسًا صالحًا فوفقت لي فقال لي ممن أنت قلت من أهل الكوفة جئت ألتمس الخير وأطلبه قال أليس فيكم سعد بن مالك مجاب الدعوة وابن مسعود صاحب طهور رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونعليه وحذيفة صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعمار الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه وسلمان صاحب الكتابين.

قال قتادة: والكتابان الإنجيل والفرقان.

هذا حديث حسن صحيح وخيثمة هو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة نسب إلى جده.

الحديث أخرجه الحاكم (ج 3 ص 292) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي: قلت: الحديث صحيحٌ.

196 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 335): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ أخبرَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْتَ كُنْتَ أَلْزَمَنَا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَأَحْفَظَنَا لِحَدِيثِهِ.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.

قال أبو عبد الرحمن: هو صحيحٌ على شرط مسلم.

ص: 179

197 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 331): حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أبي حازم عن سهل بن سعد: ارتج أُحد وعليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «اثبت أُحد ما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان» .

هذا حديث صحيحٌ.

وأخرجه أبو يَعْلَى (ج 6 ص 491) بتحقيق إرشاد الحق الأثري.

198 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 346): حدثنا علي بن الحسن أخبرنا الحسين حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان جالسًا على حراء ومعه أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فتحرك الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «أثبت حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد» .

هذا حديث صحيحٌ.

وعلي بن الحسن هو علي بن الحسن بن شقيق، والحسين هو ابن واقد.

199 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 2 ص 419): حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد» (1).

(1) إلى هنا في مسلم.

ص: 180

وإن رسول الله قال «نعم الرجل أبو بكر نعم الرجل عمر نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح نعم الرجل أسيد بن حضير نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس نعم الرجل معاذ بن جبل نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح» .

هذا حديث حسنٌ. وعبد العزيز هو ابن محمد الدَّرَاوَرْدِيُّ.

* قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 296): حدثنا قتيبة أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل عن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «نعم الرجل أبو بكر نعم الرجل عمر نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح نعم الرجل أسيد بن حضير نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس نعم الرجل معاذ بن جبل نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح» .

هذا حديث حسنٌ. إنما نعرفه من حديث سهيل. اهـ.

200 -

قال الإمام البزار رحمه الله كما في"كشف الأستار"(ج 3 ص 255): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قال: ثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، قال: ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قال: ثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: سمعت عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: كَتَبَ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ كِتَابًا إِلَى مَكَّةَ فَأَطْلَعَ اللهُ عَلَيْهِ نَبِيَّهُ، فَبَعَثَ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ فِي أَثَرِ الْكِتَابِ، فَأَدْرَكَا امْرَأَةً عَلَى بَعِيرٍ، فَاسْتَخْرَجَاه مِنْ قَرْنٍ مِنْ قُرُونِهَا، ومَا قَالَ لَهُمْ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلَ إِلَى حَاطِبٍ فَقَالَ:«يَا حَاطِبُ، أَنْتَ كَتَبْتَ هَذَا الْكِتَابَ؟ » قَالَ: نَعَمْ يَا

ص: 181

رَسُولَ اللهِ. قَالَ: «مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ » قَالَ: أَمَا وَاللهِ إِنِّي لَنَاصِحٌ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، وَلَكِنْ كُنْتُ غَرِيبًا فِي أَهْلِ مَكَّةَ، وَكَانَ أَهْلِي بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، فَخِفْتُ عَلَيْهِمْ، فَكَتَبْتُ كِتَابًا لَا يَضُرُّ اللهَ وَرَسُولَهُ شَيْئًا، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ فِيهِ مَنْفَعَةٌ لأَهْلِي، فَقَالَ عُمَرُ: فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَكِّنِّي مِنْ حَاطِبٍ فَإِنَّهُ قَدْ كَفَرَ، فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ:«يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ اطَّلَعَ عَلَى هَذِهِ الْعِصَابَةِ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ» .

قال البزار: قد وردت قِصَّة حَاطِبٍ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث حسنٌ.

201 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 4 ص 100): أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ [ص: 600] عَنْ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ «هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

201 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 389): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُوَيْهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ «حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ بنت عِمْرَانَ وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.

ص: 182

الحديث أخرجه الإمام أحمد (ج 3 ص 135) قال رحمه الله: ثنا عبد الرزاق، قال: أنا معمر، عن قتادة، عن أنس به.

وفي رواية معمر عن قتادة ضعف، لكنه قد جاء من طريق معمر، عن الزهري، عن أنس به.

* قال الإمام أحمد رحمه الله في "فضائل الصحابة"(ج 2 ص 758): نا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد عليها السلام»

الحديث أخرجه الحاكم (ج 3 ص 158) من طريق الإمام أحمد بن حنبل به. ثم قال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

203 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3598): حدثنا أبو بكر بن عياش حدثني عاصم عن زر عن ابن مسعود قال: كنت أرعى غنمًا لعقبة بن أبي معيط فمر بي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبو بكر فقال «يا غلام هل من لبن؟ » قال قلت نعم ولكني مؤتمن قال «فهل من شاة لم ينز عليها الفحل؟ » فأتيته بشاة فمسح ضرعها فنزل لبن فحلبه في إناء فشرب وسقى أبا بكر ثم قال للضرع «اقلص» فقلص قال ثم أتيته بعد هذا فقلت يا رسول الله علمني من هذا القول قال فمسح رأسي وقال «يرحمك الله فإنك غليم معلم» .

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (3599): حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بإسناده قال: فأتاه أبو بكر بصخرة منقورة

ص: 183

فاحتلب فيها فشرب وشرب أبو بكر وشربت قال ثم أتيته بعد ذلك قلت علمني من هذا القرآن قال «إنك غلام معلم» قال فأخذت من فيه سبعين سورة.

هذا حديث حسنٌ.

* وقال (4412): حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود أنه قال: كنت غلامًا يافعًا أرعى غنمًا لعقبة بن أبي معيط فجاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبو بكر وقد فرا من المشركين فقالا «يا غلام هل عندك من لبن تسقينا؟ »

فذكره.

وفي آخره: فأخذت من فيه سبعين سورة، لا ينازعني فيها أحد.

الحديث أخرجه أبو يَعْلَى (ج 8 ص 402)، والطيالسي (47)، وأبو بكر بن أبي شيبة (ج 7 ص 51).

204 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 5 ص 205): حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن أبي الزبير عن جابر أنه قال: رمي يوم الأحزاب سعد بن معاذ فقطعوا أكحله أو أبجله فحسمه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالنار فانتفخت يده فتركه فنزفه الدم فحسمه أخرى فانتفخت يده فلما رأى ذلك قال اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة فاستمسك عرقه فما قطر قطرة حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ فأرسل إليه فحكم أن يقتل رجالهم وتستحيى نساؤهم يستعين بهن المسلمون فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «أصبت حكم الله فيهم»

ص: 184

وكانوا أربعمائة فلما فرغ من قتلهم انفتق عرقه فمات.

هذا حديث حسن صحيح.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث حسنٌ على شرط مسلم. ولا تضر هاهنا عنعنة أبي الزبير؛ إذ الراوي عنه الليث بن سعد، وقد أخرجه الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 350) فقال: حدثنا حجين ويونس، قالا: حدثنا الليث بن سعد به.

205 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 353): حدثنا زيد بن الحباب حدثني الحسين بن واقد حدثني عبد الله بن بريدة حدثني أبي بريدة قال: حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له ثم أخذه من الغد فخرج فرجع ولم يفتح له وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إني دافع اللواء غدًا إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح له» فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدًا فلما أن أصبح رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى الغداة ثم قام قائمًا فدعا باللواء والناس على مصافهم فدعا عليًّا وهو أرمد فتفل في عينيه ودفع إليه اللواء وفتح له. قال بريدة: وأنا فيمن تطاول لها.

وقد أخرجه النسائي رحمه الله في "الخصائص"(ص 40): أخبرنا محمد بن علي بن حرب المروزي قال أخبرنا معاذ بن خالد قال أخبرنا الحسين بن واقد به.

هذا حديث صحيح.

206، 207 - قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 49): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا

ص: 185

أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ بَشَّرَاهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ» .

هذا حديث حسنٌ.

الحديث أخرجه الإمام أحمد (ج 1 ص 7) فقال: ثنا يحيى بن آدم

* قال الإمام أحمد رحمه الله (175) بتحقيق أحمد شاكر: حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: جاء رجل إلى عمر رضي الله عنه وهو بعرفة. قال أبو معاوية وحدثنا الأعمش عن خيثمة عن قيس بن مروان: أنه أتى عمر فقال جئت يا أمير المؤمنين من الكوفة وتركت بها رجلًا يملي المصاحف عن ظهر قلبه فغضب وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرجل فقال ومن هو ويحك قال عبد الله بن مسعود فما زال يطفأ ويسرى عنه الغضب حتى عاد إلى حاله التي كان عليها ثم قال ويحك والله ما أعلمه بقي من الناس أحد هو أحق بذلك منه وسأحدثك عن ذلك كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة كذاك في الأمر من أمر المسلمين وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه فخرج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وخرجنا معه فإذا رجل قائم يصلي في المسجد فقام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يستمع قراءته فلما كدنا أن نعرفه قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «من سره أن يقرأ القرآن رطبًا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد» قال ثم جلس الرجل يدعو فجعل

ص: 186

رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول له «سل تعطه سل تعطه» قال عمر قلت والله لأغدون إليه فلأبشرنه قال فغدوت إليه لأبشره فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه فبشره ولا والله ما سبقته إلى خير قط إلا وسبقني إليه.

هذا حديث صحيحٌ. وقيس بن مروان مستور الحال، ولكن تابعه علقمة بن قيس كما ترى في السند، فالحديث صحيح، والحمد لله.

وقد ذكر الحافظ رحمه الله في "النكت الظراف" في ترجمة قيس بن مروان: أن الحسن بن عبيد الله أدخل بين علقمة بن قيس وعمر قَرْثَعًا الضَّبِّيَّ وشيخه، قال: فذكرها الترمذي في "العلل المفرد" وقال: إن البخاري حكم بحديث الحسن بن عبيد الله على حديث الأعمش، قال: كأنه من أجل زيادة القرثع، قلت: وشيخه.

ثم قال الحافظ: إن الدارقطني ذكره في "العلل" ثم قال: وقد ضبطه الأعمش وحديثه الصواب، ولا يقاس الحسن بن عبيد الله على الأعمش. اهـ مختصرًا.

قال أبو عبد الرحمن: وما ذكره الدارقطني هو الصواب، لا سيما والراوي عن الأعش أبو معاوية وهو من أثبت الناس في الأعمش، وكذا رواه سفيان الثوري كما في "تحفة الأشراف" وهو حافظ كبير ولو غلط الأعمش لنبهه سفيان، كما مرَّ بي في حديث في "التتبع"، والله أعلم.

الحديث أخرجه أبو يعلى (ج 1 ص 26) فقال رحمه الله: حدثنا أبو كُرَيْبٍ محمد بن العلاء، حدثنا حسين بن علي الجُعْفِيُّ، عن زائدة، حدثنا عاصم بن أبي النَّجُود، عن زِرٍّ، عن عبد الله به.

وقال رحمه الله: حدثنا أبو كريب، حدثنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله به.

ص: 187

208 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4255): حدثنا معاوية بن عمرو قال حدثنا زائدة حدثنا عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أتاه بين أبي بكر وعمر وعبد الله يصلي فافتتح النساء فَسَحَلَهَا (1) فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد» ثم تقدم يسأل فجعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «سل تعطه سل تعطه سل تعطه» فقال فيما سأل اللهم إني أسألك إيمانًا لا يرتد ونعيمًا لا ينفد ومرافقة نبيك محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أعلى جنة الخلد قال فأتى عمر عبد الله ليبشره فوجد أبا بكر قد سبقه فقال إن فعلتَ لقد كنتَ سباقًا بالخير.

هذا حديث حسنٌ.

وقال الإمام أحمد رحمه الله (4340): حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن عاصم بن بَهْدَلَة به.

الحديث أخرجه أبو يَعْلَى (ج 1 ص 26) و (ج 8 ص 471 و 472).

209 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 360): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، [عَنْ] أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: قُلْتُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ: إِنَّا لَنَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ: فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا شَيْئًا، إِلَّا قَضَى لَهُ حَاجَتَهُ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَأَشَارَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «أَوْ بَعْضُ

(1) قرأها كلها، كما في "النهاية".

ص: 188

سَاعَةٍ». فَقُلْتُ: صَدَقْتَ، أَوْ بَعْضُ سَاعَةٍ. قُلْتُ: أَيُّ سَاعَةٍ هِيَ؟ قَالَ: «هِيَ آخِرُ سَاعَاتِ النَّهَارِ» . قُلْتُ: إِنَّهَا لَيْسَتْ سَاعَةَ صَلَاةٍ. قَالَ: «بَلَى، إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا صَلَّى ثُمَّ جَلَسَ، لَا يَحْبِسُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ، فَهُوَ فِي الصَّلَاةِ» .

هذا حديث حسنٌ، رجاله رجال الصحيح.

210 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2668): حدثنا يونس حدثنا دواد بن أبي الفرات عن علباء عن عكرمة عن ابن عباس قال: خط رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الأرض أربعة خطوط، قال:«تدرون ما هذا؟ » فقالوا: الله ورسوله أعلم. فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم: «أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح. ويونس هو ابن محمد المؤدب.

* وقال الإمام أحمد (ج 1 ص 322): حدثنا عبد الصمد حدثنا داود حدثنا علباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خط أربعة خطوط ثم قال «أتدرون لم خططت هذه الخطوط؟ » قالوا لا قال «أفضل نساء الجنة أربع مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة ابنة محمد وآسية ابنة مزاحم» .

وقال رحمه الله (ج 1 ص 316): حدثنا أبو عبد الرحمن (1)، حدثنا داود، عن عِلْبَاءَ،

(1) هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وداود هو ابن أبي الفرات، وعلباء هو ابن أحمر.

ص: 189

عن عكرمة، عن ابن عباس به.

هذا حديث صحيحٌ. وقد أخرجه النسائي في "المناقب الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" عن العباس بن محمد، عن يونس بن محمد.

وعن إبراهيم بن يعقوب، عن أبي النعمان.

وعن عمرو بن منصور، عن حَجَّاجِ بن مِنْهَالٍ، ثلاثتهم عن داود بن أبي الفرات عنه به. ومعنى حديثهم واحد. اهـ

وأخرجه عبد بن حُمَيد (ج 1 ص 519)، وأبو يعلى (ج 5 ص 110)، وأخرجه الحاكم (ج 3 ص 160) فقال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القَطِيعِيُّ، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا يونس بن محمد، ثنا داود بن أبي الفرات، عن علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عباس به.

ثم قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وأخرجه الحاكم (ج 3 ص 185) فقال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا يونس بن محمد المؤدب، حدثنا داود بن أبي الفرات، به.

قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة.

211 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 140): حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن الجريري عن عبد الله بن شقيق قال قلت لعائشة: أي أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قالت أبو بكر قلت ثم من قالت ثم عمر قلت ثم من قالت ثم أبو عبيدة بن الجراح قال قلت ثم من قال فسكتت.

ص: 190

هذا حديث حسن صحيح.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

الحديث أخرجه ابن ماجه (ج 1 ص 38) فقال: حدثنا علي بن محمد، ثنا أبو أسامة، أخبرني الجريري

به.

212 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 407): حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ وَالْمُؤَمَّلُ قَالَا أخبرَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لي «لَا يُبْغِضُ الْأَنْصَارَ أَحَدٌ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ» .

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث صحيحٌ.

والمُؤَمَّلُ هو ابن إسماعيل به شيء من الضعف، ولكنه مقرون، وحبيب بن أبي ثابت مدلس ولم يصرح بالتحديث، ولكنه متابع، قال الإمام النسائي في "فضائل الصحابة" (ص 68): أخبرنا محمد بن آدم بن سليمان ومحمد بن العلاء، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير به.

213 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 350): حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن سعد (1) بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في سرية قال لما قدمنا قال «كيف رأيتم صحابة صاحبكم؟ » قال فإما شكوته أو شكاه غيري

(1) في الأصل: سعيد، والصواب ما أثبتناه وهو السلمي.

ص: 191

قال فرفعت رأسي وكنت رجلًا مكبابًا قال فإذا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد احمر وجهه قال وهو يقول «من كنت وليه فعلي وليه» .

هذا حديث صحيحٌ.

وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 358): ثنا وكيع، ثنا الأعمش به.

وقد أخرجه النسائي في "الخصائص"(ص 97) فقال رحمه الله: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش به.

وأخرج ابن أبي شيبة (ج 12 ص 57) منه المرفوع، فقال رحمه الله: حدثنا أبو معاوية ووكيع، عن الأعمش به.

وأخرجه البزار كما في "كشف الأستار"(ج 3 ص 188).

وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 347): حدثنا الفضل بن دكين حدثنا ابن أبي غَنِيَّةَ (1) عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن [ص: 130] عباس عن بريدة قال: غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذكرت عليًّا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتغير فقال «يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ » قلت بلى يا رسول الله قال «من كنت مولاه فعلي مولاه» .

هذا حديث صحيحٌ.

الحديث أخرجه ابن أبي شيبة (ج 12 ص 83) فقال رحمه الله: حدثنا الفضل بن

(1) في الأصل: ابن أبي عيينة، عن الحسن. والصواب ما أثبتناه كما في "تهذيب التهذيب" و"فضائل الصحابة" للإمام أحمد (ج 2 ص 574)، وابن أبي غنية هو عبد الملك بن حميد، والحكم هو ابن عيينة.

ص: 192

دكين، عن ابن أبي غنية، عن الحكم به.

وأخرجه النسائي في "الخصائص"(ص 99) فقال رحمه الله: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي غنية به.

وقال أيضًا: أخبرنا أبو داود، حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي غنية به.

وأخرجه البزار كما في "كشف الأستار"(ج 3 ص 188) وقال عَقِبَهُ: لا نعلم أسند ابن عباس عن بريدة إلا هذا.

214 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 348): حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا حُمِلَتْ جَنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ الْمُنَافِقُونَ مَا أَخَفَّ جَنَازَتَهُ وَذَلِكَ لِحُكْمِهِ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ «إِنَّ الْمَلَائِكَةَ كَانَتْ تَحْمِلُهُ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.

قال أبو عبد الرحمن: هو حسن لغيره.

215 -

قال الحميدي رحمه الله (ج 1 ص 136): حدثنا سفيان، قال: حدثنا الزهري، عن عمرة، عن عائشة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دخلتُ الجنة، فسمعت فيها قراءة، فقلت: من هذا؟ فقالوا: حارثة بين النعمان. كذلكم البر، كذلكم البر» فقيل لسفيان: هو عن عمرة؟ قال: نعم، لا شك فيه، كذلك قال الزهري.

هذا حديث صحيح، وقد أخرجه أحمد وقد كتبته في مكان آخر.

ص: 193

216 -

وقال الإمام أبو يعلى أحمد بن علي المثنى رحمه الله (ج 1 ص 271): حدثنا عبيد الله بن عمر حدثنا يزيد بن زريع عن محمد بن إسحاق حدثني أبان بن صالح عن عكرمة قال: دفعت مع الحسين بن علي فلم أزل أسمعه يقول: لبيك لبيك حتى انتهى إلى الجمرة فقلت له: ما هذا الإهلال يا أبا عبد الله؟ فقال: سمعت أبي علي بن أبي طالب يهل حتى انتهى إلى الجمرة وحدثني أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أهل حتى انتهى إليها قال: فرجعت إلى ابن عباس فأخبرته بقول حسين فقال: صدق قال: وأخبرني أخي الفضل بن عباس وكان رديف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يهل حتى انتهى إلى الجمرة.

* وقال أبو يعلى رحمه الله (ص 357): حدثنا أبو بكر حدثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق حدثني أبان بن صالح عن عكرمة قال: دفعت مع حسين بن علي من المزدلفة فلم أزل أسمعه يقول: لبيك لبيك حتى انتهى إلى الجمرة قلت له: ما هذا الإهلال يا أبا عبد الله؟ قال: إني سمعت أبي علي بن أبي طالب يهل حتى إذا انتهى إلى الجمرة وحدثني أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أهل حتى انتهى إليها.

هذا حديث حسنٌ.

وأبو بكر هو ابن أبي شيبة، وحديث الفضل في "الصحيح" من غير هذا الوجه كما في "تحفة الأشراف".

217 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 366): حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت سعيد بن وهب

ص: 194

قال: نشد علي الناس فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «من كنت مولاه فعلي مولاه» .

هذا حديث صحيحٌ.

الحديث أخرجه النسائي في "الخصائص"(ص 101) فقال رحمه الله: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة

به.

ثم قال رحمه الله: أخبرنا علي بن محمد بن علي قاضي المِصِّيصَةِ، قال: حدثنا خَلَفٌ، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، قال: حدثني سعيد بن وهب: أنه قام مما يليه ستة.

218 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 2 ص 74): أخبرنا إسحاق بن إبراهيم وهناد بن السري عن حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير فأتاهم عمر فقال ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد أمر أبا بكر أن يصلي بالناس فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر قالوا نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر.

هذا حديث حسنٌ.

219 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (5707): حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد عن موسى بن عقبة عن سالم عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «أسامة أحب الناس إلي» ما حاشا فاطمة ولا غيرها.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

والقائل: ما حاشا فاطمة ولا غيرها، هو عبد الله بن عمر، كما في "المسند"

ص: 195

(5848)

. وأصل الحديث في البخاري في المغازي، كما في "تحفة الأشراف".

220 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 133): حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن السدي قال سمعت أنس بن مالك يقول: لو عاش إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لكان صديقًا نبيًّا.

هذا حديث حسنٌ.

والسدي هو إسماعيل بن عبد الرحمن وهو حسن الحديث إن شاء الله.

221 -

قال الإمام النسائي رحمه الله في "الخصائص"(ص 99): أخبرني زكريا بن يحيى، قال حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا عبد الله بن داود، عن عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه، أن سعدًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «من كنت مولاه فعلي مولاه» .

هذا حديث صحيحٌ. وعبد الله بن داود هو الخُرَيْبِيُّ.

222 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 447): حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن الجريري عن حكيم بن معاوية عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «وأنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله تبارك وتعالى» .

هذا حديث حسنٌ.

والجريري هو أبو مسعود سعيد بن إياس، مختلط، ولكن حماد بن سلمة روى عنه قبل الاختلاط، كما في "الكواكب النيرات".

وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 3): حدثنا حسن قال حماد فيما سمعته قال وسمعت الجريري يحدث عن حكيم بن معاوية به.

ص: 196

223 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 109): حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ حَوَالَةَ (1)، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ دَوْمَةٍ، وَعِنْدَهُ كَاتِبٌ لَهُ يُمْلِي عَلَيْهِ، فَقَالَ:«أَلَا أَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ؟ » قُلْتُ: لَا أَدْرِي مَا خَارَ اللهُ لِي وَرَسُولُهُ. فَأَعْرَضَ عَنِّي -وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ مَرَّةً فِي الْأُولَى: «نَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ؟ » قُلْتُ: لَا أَدْرِي فِيمَ يَا رَسُولَ اللهِ. فَأَعْرَضَ عَنِّي-، فَأَكَبَّ عَلَى كَاتِبِهِ يُمْلِي عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:«أَنَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ؟ » قُلْتُ: لَا أَدْرِي مَا خَارَ اللهُ لِي وَرَسُولُهُ. فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَأَكَبَّ عَلَى كَاتِبِهِ يُمْلِي عَلَيْهِ، قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِي الْكِتَابِ عُمَرُ، فَقُلْتُ: إِنَّ عُمَرَ لَا يُكْتَبُ إِلَّا فِي خَيْرٍ. ثُمَّ قَالَ: «أَنَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ؟ » قُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: «يَا ابْنَ حَوَالَةَ، كَيْفَ تَفْعَلُ فِي فِتْنَةٍ تَخْرُجُ فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ كَأَنَّهَا صَيَاصِي بَقَرٍ؟ » (2) قُلْتُ: لَا أَدْرِي مَا خَارَ اللهُ لِي وَرَسُولُهُ. قَالَ: «وَكَيْفَ تَفْعَلُ فِي أُخْرَى تَخْرُجُ بَعْدَهَا، كَأَنَّ الْأُولَى فِيهَا انْتِفَاجَةُ أَرْنَبٍ؟ » قُلْتُ: لَا أَدْرِي مَا خَارَ اللهُ لِي وَرَسُولُهُ. قَالَ: «اتَّبِعُوا هَذَا» ، قَالَ: وَرَجُلٌ مُقَفٍّ حِينَئِذٍ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فَسَعَيْتُ وَأَخَذْتُ بِمَنْكِبَيْهِ، فَأَقْبَلْتُ بِوَجْهِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: هَذَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ: وَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

(1) ابن حوالة هو: عبد الله.

(2)

في "النهاية": صياصي البقر: قرونها.

ص: 197

والجُرَيرِي وهو سعيد بن إياس وإن كان مختلطًا فإن إسماعيل بن إبراهيم المشهور بابن عُلَيَّةَ ممن روى عنه قبل الاختلاط كما في "الكواكب النيرات"، وقد رواه القطيعي في زوائد "فضائل الصحابة" (ج 1 ص 505) فقال: حدثنا إبراهيم، قال: حدثنا حَجَّاجُ بن مِنْهَالٍ، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عبد الله بن حوالة

فذكره.

وإبراهيم هو ابن عبد الله أبو مسلم الكجي، ترجمته في "تاريخ بغداد"(ج 6 ص 120)، وَثَّقَه موسى بن هارون الحمال والدارقطني وعبد الغني بن سعيد.

وحماد بن سلمة ممن روى عن الجريري قبل الاختلاط، كما في "الكواكب النيرات".

224 -

قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 55): حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، حدثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأشدهم حياء عثمان، وأقضاهم علي بن أبي طالب، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، ألا وإن لكل أمة أمينًا، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح» .

حدثنا علي بن محمد، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن خالدٍ الحذاء، عن أبي قلابة مثله (1)، غير أنه يقول في حق زيد: «وأعلمهم

(1) بعد قوله: مثله، عند ابن قدامة، وفي النسخة الأخرى: عند أبي قدامة، والظاهر أنها زيادة لا معنى لها، ولا توجد في "تحفة الأشراف"، لذلك حذفناها.

ص: 198

بالفرائض».

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (1)، ولم يأتِ من أعله ببرهان.

الحديث أخرجه النسائي ص (41) من فضائل الصحابة طبع منفردًا وهو من "الكبرى".

وأخرجه الترمذي (ج ص 655) بتحقيق: إبراهيم عطوة، قال: هذا حديث حسن صحيح.

225 -

قال الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم رحمه الله في "السنة"(ج 2 ص 581): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا زيد بن الحباب، عن حسين بن واقد، عن ابن بريدة، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «إني لأحسب الشيطان يفرق منك يا عمر» .

هذا حديث حسنٌ.

وقد أخرجه ابن أبي شيبة (ج 12 ص 29).

226 -

قال البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار"(ج 3 ص 283): حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ الْعَسْكَرِيُّ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم وَهُوَ مُرْدِفِي فِي يَوْمٍ حَارٍّ مِنْ أَيَّامِ مَكَّةَ، وَمَعَنَا شَاةٌ قَدْ ذَبَحْنَاهَا وَأَصْلَحْنَاهَا فَجَعَلْنَاهَا فِي سُفْرَةٍ، فَلَقِيَهُ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَحَيَّا كُلُّ وَاحِدٍ

(1) يلغي فقد كتب في "أحاديث معلة"(42). (الصحيح المسند).

ص: 199

مِنْهُمَا صَاحِبَهُ بِتَحِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«يَا زَيْدُ -يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو-، مَا لِي أَرَى قَوْمَكَ قَدْ شَنِفُوا لَكَ؟ » قَالَ: وَاللهِ يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ ذَلِكَ لِغَيْرِ تِرَةٍ لِي فِيهِمْ، وَلَكِنْ خَرَجْتُ أَطْلُبُ هَذَا الدِّينَ حَتَّى أَقْدُمَ عَلَى أَحْبَارِ خَيْبَرَ، فَوَجَدْتُهُمْ يَعْبُدُونَ اللهَ وَيُشْرِكُونَ بِهِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا بِالدِّينِ الَّذِي أَبْتَغِي، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَقْدُمَ عَلَى أَحْبَارِ الشَّامِ، فَوَجَدْتُهُمْ يَعْبُدُونَ اللهَ وَيُشْرِكُونَ بِهِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا بِالدِّينِ الَّذِي أَبْتَغِي، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: إِنَّكَ لَتَسْأَلُ عَنْ دِينٍ مَا نَعْلَمُ أَحَدًا يَعْبُدُ اللهَ بِهِ إِلَّا شَيْخًا بِالْجَزِيرَةِ، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَقْدُمَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: إِنَّ جَمِيعَ مَنْ رَأَيْتَ فِي ضَلالٍ، فَمِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَنَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ اللهِ، مِنْ أَهْلِ الشَّوْكِ وَالْقَرَظِ. قَالَ: إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ قَدْ ظَهْرَ بِبِلَادِكَ، قَدْ بُعِثَ نَبِيٌّ قَدْ طَلَعَ نَجْمُهُ، فَلَوْ أُحِسُّ بِشَيْءٍ يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: فَقَرَّبَ إِلَيْهِ السُّفْرَةَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: «شَاةٌ ذَبَحْنَاهَا لِنُصُبٍ مِنْ هَذِهِ الأَنْصَابِ» . فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِآكُلَ شَيْئًا ذُبِحَ لِغَيْرِ اللهِ. وَتَفَرَّقَا.

قَالَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ: فَأَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم الْبَيْتَ وَأَنَا مَعَهُ، فَطَافَ بِهِ، وَكَانَ عِنْدَ الْبَيْتِ صَنَمَانِ أَحَدُهُمَا مِنْ نُحَاسِ، يُقَالُ لأَحَدِهِمَا: يَسَافُ، وَلِلْآخَرِ: نَائِلَةُ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ إِذَا طَافُوا تَمَسَّحُوا بِهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«لَا تَمْسَحْهُمَا؛ فَإِنَّهُمَا رِجْسٌ» . قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لأَمْسَحْهُمَا حَتَّى أَنْظُرَ مَا يَقُولُ. فَمَسَحْتُهُمَا، فَقَالَ:«يَا زَيْدُ، أَلَمْ تُنْهَ؟ » قَالَ: وَأُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وَمَاتَ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«يُبْعَثُ أُمَّةً وَاحِدَةً» .

هذا حديث حسنٌ.

ص: 200

وأخرجه أبو يعلى (ج 6 ص 372) بتحقيق إرشاد الحق الأثري، فقال أبو يعلى رحمه الله: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد أملاه علينا من كتابه، حدثنا محمد بن عمرو به.

وأخرجه الحاكم الله (ج 3 ص 216) وقال: هذا صحيحٌ على شرط مسلم ولم يخرجاه. كذا قال، ومسلم إنما روى لمحمد بن عمرو في المتابعات كما في "تهذيب التهذيب".

227 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 359): حدثنا أبو قطن حدثني يونس عن المغيرة بن شبل قال وقال جرير: لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي ثم حللت عيبتي ثم لبست حلتي ثم دخلت فإذا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخطب فرماني الناس بالحدق فقلت لجليسي يا عبد الله ذكرني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال نعم ذكرك آنفًا بأحسن ذكر فبينا هو يخطب إذ عرض له في خطبته وقال «يدخل عليكم من هذا الباب أو من هذا الفج من خير ذي يمن ألا إن على وجهه مسحة ملك» .

قال جرير: فحمدت الله عز وجل على ما أبلاني.

وقال أبو قطن: فقلت له سمعته منه أو سمعته من المغيرة بن شبل؟ قال نعم.

حدثنا أبو نعيم حدثنا يونس عن المغيرة بن شبل بن عوف عن جرير بن عبد الله قال: لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي ثم حللت عيبتي ثم لبست حلتي قال فدخلت ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخطب فسلمت على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فرماني القوم بالحدق فقلت لجليسي هل ذكر

ص: 201

رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من آمري شيئًا

فذكر مثله.

وقال رحمه الله (ج 4 ص 364): ثنا إسحاق بن يوسف، ثنا يونس

فذكر مثله.

هذا حديث حسنٌ. وقد أخرجه ابن أبي شيبة (ج 12 ص 152)، والنسائي في "فضائل الصحابة" (ص 60) فقال: أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن غزوان والحسين بن حُرَيْثٍ، قالا: أنا الفضل بن موسى، عن يونس بن أبي إسحاق به.

* وأخرجه الحميدي (ج 2 ص 350) فقال رحمه الله: ثنا سفيان قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت قيسًا يقول سمعت جرير بن عبد الله البجلي: [ما رآني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قط إلا تبسم في وجهي](1) قال وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «يطلع عليكم من هذا الباب رجل من خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك» فطلع جرير بن عبد الله.

هذا حديث صحيحٌ.

228 -

قال الإمام النسائي رحمه الله في "الخصائص"(ص 45): أخبرنا العباس بن عبد العظيم العنبري البصري قال أخبرنا عمر بن عبد الوهاب قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن منصور عن ربعي عن عمران بن حصين: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «لأعطين

(1) ما بين المعكوفين في "الصحيحين".

ص: 202

الراية رجلًا يحب الله ورسوله -أو قال: يحبه الله ورسوله-» فدعا عليًّا وهو أرمد ففتح الله على يعني يديه.

هذا حديث صحيحٌ.

229، 230 - قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 236): حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا معاوية عن سليم بن عامر عن جبير بن نفير قال: كنا معسكرين مع معاوية بعد قتل عثمان رضي الله عنه فقام كعب بن مرة البهزي فقال: لولا شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما قمت هذا المقام فلما سمع (1) بذكر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أجلس الناس فقال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ مر عثمان بن عفان عليه مرجلًا فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لتخرجن فتنة من تحت قدمي -أو من بين رجلي- هذا هذا يومئذ ومن اتبعه على الهدى» قال فقام ابن حوالة الأزدي من عند المنبر فقال إنك لصاحب هذا قال نعم قال والله إني لحاضر ذلك المجلس ولو علمت أن لي في الجيش مصدقًا كنت أول من تكلم به.

حدثنا محمد بن بكر يعني البرساني أخبرنا وهيب بن خالد حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث قال: قامت خطباء بإيلياء في إمارة معاوية رضي الله تعالى عنه فتكلموا وكان آخر من تكلم مرة بن كعب فقال: لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما قمت

(1) في "الآحاد والمثاني" لابن أبي عاصم رحمه الله (ج 3 ص 66): فلما سمعه معاوية يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الناس فأجلسوا وأصمتوا.

ص: 203

سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يذكر فتنة فقربها فمر رجل مقنع فقال «هذا يومئذ وأصحابه على الحق والهدى» فقلت هذا يا رسول الله؟ وأقبلت بوجهه إليه فقال: «هذا» ، فإذا هو عثمان رضي الله عنه.

هذا حديث صحيحٌ.

231 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (8029): حدثنا أبو كامل حدثنا حماد أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «ابنا العاص مؤمنان عمرو وهشام» .

هذا حديث حسنٌ.

وقال رحمه الله (8320): ثنا عبد الصمد، ثنا حماد به.

وقال الإمام أحمد (8626): ثنا حسن بن موسى وأبو كامل، قالا: حدثنا حماد بن سلمة به.

232 وقال أبو داود رحمه الله (ج 12 ص 405): حدثنا موسى بن إسماعيل أخبرنا حماد بن سلمة ح وحدثنا أحمد بن سنان حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم -قال موسى: «فلعل الله» ، وقال ابن سنان: - «اطلع الله على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» .

هذا حديث حسنٌ. وعاصم هو ابن أبي النَّجُود.

الحديث أخرجه ابن أبي شيبة (ج 12 ص 155) فقال: حدثنا يزيد بن هارون به.

وأخرجه أحمد (ج 2 ص 295) فقال رحمه الله: ثنا يزيد

به.

ص: 204