الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2504 -
قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 5 ص 205): حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن أبي الزبير عن جابر أنه قال: رمي يوم الأحزاب سعد بن معاذ فقطعوا أكحله أو أبجله فحسمه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالنار فانتفخت يده فتركه فنزفه الدم فحسمه أخرى فانتفخت يده فلما رأى ذلك قال اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة فاستمسك عرقه فما قطر قطرة حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ فأرسل إليه فحكم أن يقتل رجالهم وتستحيى نساؤهم يستعين بهن المسلمون فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم "أصبت حكم الله فيهم" وكانوا أربعمائة فلما فرغ من قتلهم انفتق عرقه فمات.
هذا حديث حسن صحيح.
قال أبو عبد الرحمن: هو حديث حسنٌ على شرط مسلم. ولا تضر هاهنا عنعنة أبي الزبير؛ إذ الراوي عنه الليث بن سعد، وقد أخرجه الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 350) فقال: حدثنا حجين ويونس، قالا: حدثنا الليث بن سعد به.
29 - فضائل عمار بن ياسر رضي الله عنهما
-
2505 -
قال الإمام أحمد رحمه الله (6538): حدثنا يزيد أخبرنا العوام حدثنا أسود بن مسعود عن حنظلة بن خويلد العنبري قال: بينما أنا عند معاوية إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمار يقول كل واحد منهما أنا قتلته فقال عبد الله بن عمرو: ليطب به أحدكما نفسًا لصاحبه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «تقتله الفئة الباغية» قال
معاوية فما بالك معنا قال إن أبي شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال «أطع أباك ما دام حيًّا ولا تعصه» فأنا معكم ولست أقاتل.
هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا أسود بن مسعود وحنظلة بن خويلد، وقد وثَّقهما ابن معين، كما في "التاريخ" من رواية عثمان بن سعيد الدارمي.
2506 -
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 198): حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا أبو حفص وكلثوم بن جبر عن أبي غادية قال: قتل عمار بن ياسر فأخبر عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «إن قاتله وسالبه في النار» فقيل لعمرو فإنك هو ذا تقاتله قال إنما قال «قاتله وسالبه» .
هذا حديث صحيحٌ. وأبو حفص الظاهر أنه عبد الله بن حفص، والله أعلم.
فائدة:
أبو غادية هو قاتل عمار، وقد روى هذا الحديث عن عمرو بن العاص، ثم صار بعد يستأذن على معاوية ويقول: قاتل عمار. والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «قَاتِلُ عَمَّارٍ فِي النَّارِ» . نسأل الله السلامة.
وقال الحافظ في "الإصابة" بعد ذكره أن أبا الغادية قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم العقبة فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ
…
» الحديث، وذكر بعده قَتْلَهُ عمارًا، قال الحافظ: فكانوا يتعجبون منه أنه سمع: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ» ، ثم يقتل عمارًا.
وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" في ترجمة أبي الغادية: وهو قاتل عمار بن ياسر رحمة الله عليه، وكان إذا استأذن على معاوية وغيره يقول: قاتل عمار في
الباب. وكان يصف قتله له إذا سئل عنه لا يباليه، وفي قصته عجب عند أهل العلم، روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما ذكرنا أنه سمعه منه، ثم قتل عمارًا رضي الله عنه.
2507، 2508 - قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 199): حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن طاوس (1) عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال: لما قتل عمار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال قتل عمار وقد قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «تقتله الفئة الباغية» فقام عمرو بن العاص فزعًا يُرَجِّعُ (2) حتى دخل على معاوية فقال له معاوية ما شأنك قال قتل عمار فقال معاوية قد قتل عمار فماذا فقال عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «تقتله الفئة الباغية» فقال له معاوية دحضت في بولك أونحن قتلناه إنما قتله علي (3) وأصحابه جاءوا به حتى ألقوه بين رماحنا -أو قال بين سيوفنا-.
هذا حديث صحيح.
الحديث أخرجه أبو يعلى رحمه الله (ج 6 ص 427) بتحقيق: إرشاد الحق الأثري.
(1) سقط (ابن) من "مسند أحمد"، وهي مثبتة في "مسند الإمام أبي يعلى"، والصواب إثباتها فهو عن معمر، عن ابن طاوس.
(2)
أي يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.
(3)
هذا غير مقبول من معاوية رضي الله عنه، ولكن ليس معناه أن معاوية رضي الله عنه قد كفر كما تدعي الرافضة، ولكنه رضي الله عنه كان مجتهدا فأخطأ، وبغيه لا يخرجه عن الإيمان قال الله سبحانه وتعالى:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} فسماهم الله مؤمنين.
2509 -
قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 300): حدثنا أبو مصعب المدني حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «أبشر يا عمار تقتلك الفئة الباغية» .
هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث العلاء بن عبد الرحمن.
قال أبو عبد الرحمن: هو حديث حسنٌ. (1)
2510 -
قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 313): حدثنا الجراح بن مخلد البصري أخبرنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن خيثمة بن أبي سبرة قال: أتيت المدينة فسألت الله أن ييسر لي جليسًا صالحًا فيسر لي أبا هريرة فجلست إليه فقلت له إني سألت الله أن ييسر لي جليسًا صالحًا فوفقت لي فقال لي ممن أنت قلت من أهل الكوفة جئت ألتمس الخير وأطلبه قال أليس فيكم سعد بن مالك مجاب الدعوة وابن مسعود صاحب طهور رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونعليه وحذيفة صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعمار الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه وسلمان صاحب الكتابين.
قال قتادة: والكتابان الإنجيل والفرقان.
هذا حديث حسن صحيح وخيثمة هو ابن عبد الرحمن بن أبي
(1) ثم وجدت في "شرح علل الترمذي" لابن رجب (ج 2 ص 586 - 588) كلامًا على هذا الحديث.
سبرة نسب إلى جده.
الحديث أخرجه الحاكم (ج 3 ص 292) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي: قلت: الحديث صحيحٌ.
2511 -
قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 299): حدثنا القاسم بن دينار الكوفي حدثنا عبيد الله بن موسى عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء بن يسار عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما» .
هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبد العزيز بن سياه وهو شيخ كوفي وقد روى عنه الناس له ابن يقال له يزيد بن عبد العزيز ثقة روى عنه يحيى بن آدم.
قال أبو عبد الرحمن: هو حديث حسنٌ على شرط مسلم.
الحديث أخرجه ابن ماجه (ج 1 ص 52).
2512 -
قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 8 ص 111): أخبرنا إسحاق بن منصور وعمرو بن علي عن عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «ملئ عمار إيمانًا إلى مشاشه» .
هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا أبا عمار وهو عَرِيبُ بن حُمَيْدٍ الكوفي، وقد وثَّقه أحمد.