الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - فضائل الأنصار رضي الله عنهم
-
2406 -
قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 407): حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ وَالْمُؤَمَّلُ قَالَا أخبرَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لي «لَا يُبْغِضُ الْأَنْصَارَ أَحَدٌ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ» .
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
قال أبو عبد الرحمن: هو حديث صحيحٌ.
والمُؤَمَّلُ هو ابن إسماعيل به شيء من الضعف، ولكنه مقرون، وحبيب بن أبي ثابت مدلس ولم يصرح بالتحديث، ولكنه متابع، قال الإمام النسائي في "فضائل الصحابة" (ص 68): أخبرنا محمد بن آدم بن سليمان ومحمد بن العلاء، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير به.
* قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 1 ص 309): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ حَبِيبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «لَا يُبْغِضُ الْأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ أَوْ إِلَّا أَبْغَضَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ» .
هذا حديث صحيحٌ.
فعبد الرحمن هو ابن مهدي، وسفيان هو الثوري، وحبيب هو ابن أبي ثابت.
* وقال أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله (ج 12 ص 163): حدثنا
أبو معاوية عن الأعمش عن عدي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر» .
وهذا أيضًا حديث صحيحٌ.
2408 -
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 96): حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا يحيى بن سعيد أن سعد بن إبراهيم أخبره عن الحكم بن ميناء أن يزيد بن جارية الأنصاري أخبره: أنه كان جالسًا في نفر من الأنصار فخرج عليهم معاوية فسألهم عن حديثهم فقالوا كنا في حديث من حديث الأنصار فقال معاوية: ألا أزيدكم حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قالوا بلى يا أمير المؤمنين قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «من أحب الأنصار أحبه الله عز وجل ومن أبغض الأنصار أبغضه الله عز وجل» .
هذا حديث صحيحٌ. وأخرجه محمد بن نصر في "الصلاة"(ج 1 ص 460) فقال رحمه الله: حدثنا عبد الله بن محمد المسندي، ثنا يزيد بن هارون به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (ج 12 ص 158) فقال رحمه الله: حدثنا يزيد بن هارون به.
2408 -
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 216): حدثنا أبو سعيد حدثنا شداد أبو طلحة حدثنا عبيد الله بن أبي بكر عن أبيه عن جده قال: أتت الأنصار النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بجماعتهم، فقالوا: إلى متى ننزع من هذه الآبار؟ فلو أتينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فدعا الله لنا ففجر لنا من هذه الجبال عيونًا. فجاءوا بجماعتهم إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلما رآهم قال:
«مرحبًا وأهلًا، لقد جاء بكم إلينا حاجة» قالوا: إي والله يا رسول الله. فقال: «إنكم لن تسألوني اليوم شيئًا إلا أوتيتموه، ولا أسأل الله شيئًا إلا أعطانيه» فأقبل بعضهم على بعض فقالوا: الدنيا تريدون؟ فاطلبوا الآخرة. فقالوا بجماعتهم: يا رسول الله، ادع الله لنا أن يغفر لنا. فقال:«اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار» [قالوا: يا رسول الله، وأولادنا من غيرنا. قال: «وأولاد الأنصار» قالوا: يا رسول الله، وموالينا. قال: «وموالي الأنصار»].
هذا حديث حسنٌ.
وشداد هو ابن سعيد أبو طلحة الراسبي، مختلف فيه، والظاهر أن حديثه لا ينزل عن الحُسن.
وأبو سعيد شيخ الإمام أحمد هو مولى بني هاشم واسمه عبد الرحمن بن عبد الله.
2409 -
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 76): حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن أبي سعيد الخدري قال: لما أعطى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما أعطى من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب ولم يكن في الأنصار منها شيء وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت فيهم القالة حتى قال قائلهم لقي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قومه فدخل عليه سعد بن عبادة فقال يا رسول الله إن هذا الحي قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت قسمت في قومك وأعطيت عطايا عظامًا في قبائل العرب ولم يكن في هذا الحي من الأنصار شيء قال «فأين أنت من ذلك يا سعد؟ » قال يا رسول الله ما أنا إلا امرؤ من قومي وما أنا قال «فاجمع لي قومك في هذه
الحظيرة» قال فخرج سعد فجمع الناس في تلك الحظيرة قال فجاء رجال من المهاجرين فتركهم فدخلوا وجاء آخرون فردهم فلما اجتمعوا أتاه سعد فقال قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار قال فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو له أهل ثم قال «يا معشر الأنصار ما قالة بلغتني عنكم وجدة وجدتموها في أنفسكم ألم آتكم ضلالًا فهداكم الله وعالة فأغناكم الله وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟ » قالوا بل الله ورسوله أمن وأفضل قال «ألا تجيبونني يا معشر الأنصار؟ » قالوا وبماذا نجيبك يا رسول الله ولله ولرسوله المن والفضل قال «أما والله لو شئتم لقلتم فلصدقتم وصدقتم أتيتنا مكذبًا فصدقناك ومخذولًا فنصرناك وطريدًا فآويناك وعائلًا فأغنيناك أوجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لُعَاعَةٍ (1) من الدنيا تألفت بها قومًا ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في رحالكم فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو سلك الناس شعبًا وسلكت الأنصار شعبًا لسلكت شعب الأنصار اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار» قال فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم وقالوا رضينا برسول الله قسمًا وحظًّا ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتفرقنا.
(1) في "النهاية": اللعاعة بالضم، نبت ناعم في أول ما ينبت، يعني أن الدنيا كالنبات الأخضر، وذكر الحديث هذا. اهـ مختصرًا.
هذا حديث حسنٌ.
2410 -
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 500): حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم أنه أخبره بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خرج يومًا عاصبًا رأسه فقال في خطبته «أما بعد يا معشر المهاجرين فإنكم قد أصبحتم تزيدون وأصبحت الأنصار لا تزيد على هيئتها التي هي عليها اليوم وإن الأنصار عيبتي التي أويت إليها فأكرموا كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم» .
هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.
2411 -
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 2 ص 527): حدثنا محمد بن عبيد حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله» .
هذا حديث حسنٌ.
وأخرجه البزار كما في "كشف الأستار"(ج 3 ص 299).
2412 -
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 322): حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن خثيم عن أبي الزبير عن جابر قال: مكث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم بعكاظ ومجنة وفي المواسم بمنى يقول «من يؤويني من ينصرني
حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة» حتى إن الرجل ليخرج من اليمن أو من مضر -كذا قال- فيأتيه قومه فيقولون احذر غلام قريش لا يفتنك ويمشي بين رجالهم وهم يشيرون إليه بالأصابع حتى بعثنا الله إليه من يثرب فآويناه وصدقناه فيخرج الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام ثم ائتمروا جميعًا فقلنا حتى متى نترك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف فرحل إليه منا سبعون رجلًا حتى قدموا عليه في الموسم فواعدناه شعب العقبة فاجتمعنا عليه من رجل ورجلين حتى توافينا فقلنا يا رسول الله علام نبايعك قال «تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل والنفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن تقولوا في الله لا تخافون في الله لومة لائم وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة» قال فقمنا إليه فبايعناه وأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو من أصغرهم فقال رويدًا يا أهل يثرب فإنا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك وأجركم على الله وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم جبينة فبينوا ذلك فهو عذر لكم عند الله قالوا أمط عنا يا أسعد فوالله لا ندع هذه البيعة أبدًا ولا
نسلبها أبدًا قال فقمنا إليه فبايعناه فأخذ علينا وشرط ويعطينا على ذلك الجنة.
وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 339): ثنا إسحاق بن عيسى، ثنا يحيى بن سليم، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، أنه حدثه جابر بن عبد الله
…
فذكر الحديث.
هذا حديث حسنٌ.
* قال الإمام أبو يعلى رحمه الله (ج 3 ص 405): حدثنا أبو بكر حدثنا معاوية بن هشام حدثنا سفيان عن داود عن عامر عن جابر بن عبد الله قال: لما لقي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم النقباء من الأنصار قال لهم: «تؤووني وتمنعوني» قالوا: فما لنا؟ قال: «لكم الجنة» .
هذا حديث حسنٌ. وسفيان هو الثوري، وداود هو ابن أبي هند، وعامر هو الشعبي.
الحديث أخرجه البزار كما في "كشف الأستار"(ج 2 ص 307) فقال رحمه الله: حدثنا محمد بن معمر، ثنا قَبِيصَةُ، ثنا سفيان، عن جابر (1) وداود، عن الشعبي به.
2413 -
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 390): حدثنا أسود بن عامر أخبرنا إسرائيل عن عثمان يعني ابن المغيرة عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال: كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول «هل من رجل يحملني إلى قومه فإن قريشًا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي عز وجل» فأتاه رجل من همدان
(1) جابر هو ابن يزيد الجُعْفِيُّ، كذاب، ولا يضر؛ لأنه مقرون بداود بن أبي هند.
فقال «ممن أنت؟ » فقال الرجل من همدان قال «فهل عند قومك من منعة؟ » قال نعم ثم إن الرجل خشي أن يخفره (1) قومه فأتى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال آتيهم فأخبرهم ثم آتيك من عام قابل قال «نعم» فانطلق وجاء وفد الأنصار في رجب.
هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا عثمان بن المغيرة، وقد وثَّقه أحمد وابن معين وغيرهما، كما في "تهذيب التهذيب".
الحديث أخرجه الدارمي (ج 2 ص 532) فقال رحمه الله: حدثنا محمد بن يوسف، عن إسرائيل به. إلى قوله:"قد منعوني أن أبلغ كلام ربي".
وقد أخرجه أبو داود (ج 13 ص 59)، والترمذي (ج 8 ص 242)، وابن ماجه (ج 1 ص 73) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
2414 -
قال الإمام عبد بن حميد رحمه الله في "المنتخب"(ج 3 ص 134): حدثني هاشم بن القاسم قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال: إني لأسعى في الغلمان يقولون جاء محمد فأسعى فلا أرى شيئًا ثم يقولون جاء محمد فأسعى فلا أرى شيئًا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصاحبه أبو بكر الصديق فكنا في بعض خراب المدينة ثم بعثا رجلًا من أهل البادية ليؤذن بهما الأنصار فاستقبلهما زهاء خمسمائة من الأنصار حتى انتهوا إليهما فقالت الأنصار انطلقا آمنين مطاعين فأقبل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصاحبه بين أظهرهم فخرج أهل المدينة حتى إن العواتق لفوق البيوت يتراءينه
(1) في الأصل: أن يحقره. والأقرب ما أثبتناه. اهـ
يقلن أيهم هو أيهم هو قال فما رأينا منظرًا شبيهًا به يومئذ.
قال أنس: فلقد رأيته يوم دخل علينا ويوم قبض فلم أر يومين شبيهًا بهما.
هذا حديث صحيحٌ.
وقد أخرجه الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 222) فقال: ثنا هاشم بن القاسم به.
* وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 122): ثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس قال: لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يركب وأبو بكر رديفه وكان أبو بكر يعرف في الطريق لاختلافه إلى الشام وكان يمر بالقوم فيقولون من هذا بين يديك يا أبا بكر فيقول هاد يهديني فلما دنوا من المدينة بعث إلى القوم الذين أسلموا من الأنصار إلى أبي أمامة وأصحابه فخرجوا إليهما فقالوا ادخلا آمنين مطاعين فدخلا قال أنس فما رأيت يومًا قط أنور ولا أحسن من يوم دخل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبو بكر المدينة وشهدت وفاته فما رأيت يومًا قط أظلم ولا أقبح من اليوم الذي توفي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيه.
* وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 287): حدثنا عفان حدثنا حماد عن ثابت عن أنس: أن أبا بكر كان رديف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين مكة والمدينة وكان أبو بكر يختلف إلى الشام وكان يعرف وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يعرف فكانوا يقولون يا أبا بكر ما هذا الغلام بين يديك قال هذا يهديني السبيل فلما دنوا من المدينة نزلا الحرة وبعثا
إلى الأنصار فجاءوا فقالوا قوما آمنين مطاعين قال فشهدته يوم دخل المدينة فما رأيت يومًا قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه وشهدته يوم مات فما رأيت يومًا كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة (ج 14 ص 337) من حديث عفان به.
* وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 222): حدثنا هاشم حدثنا سليمان عن ثابت عن أنس بن مالك قال: إني لأسعى في الغلمان يقولون جاء محمد فأسعى فلا أرى شيئًا ثم يقولون جاء محمد فأسعى فلا أرى شيئًا قال حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصاحبه أبو بكر فكنا في بعض حرار المدينة ثم بعثنا رجل من أهل المدينة ليؤذن بهما الأنصار فاستقبلهما زهاء خمسمائة من الأنصار حتى انتهوا إليهما فقالت الأنصار انطلقا آمنين مطاعين فأقبل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصاحبه بين أظهرهم فخرج أهل المدينة حتى إن العواتق لفوق البيوت يتراءينه يقلن أيهم هو أيهم هو قال فما رأينا منظرًا مشبهًا به يومئذ قال أنس بن مالك ولقد رأيته يوم دخل علينا ويوم قبض فلم أر يومين مشبهًا بهما (1).
(1) أي: يوم دخوله الفرح والسرور، ويوم مماته في الحزن والكآبة، ويفسره ما جاء في "مسند أحمد" (ج 3 ص 240): فلم أر يومًا أضوأ منه ولا أحسن، وشهدته يوم مات فلم أر يومًا أقبح منه.