المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مسند المقداد بن عمرو بن ثعلبة الكندي - الجامع المسند الصحيح - جـ ٣

[الحارث بن علي الحسني]

فهرس الكتاب

- ‌مُسنَدُ عَبْدِ الله بن قُرْطٍ الأَزديِّ الثَماليِّ

- ‌مُسند عَبْدِ الله بن مَالِك، ابن بُحَيْنةَ الأزَدي

- ‌مُسند عَبْدِ الله بن مَسْعُود

- ‌مُسند عَبْدِ الله بن مُغَفَّل المُزنيّ

- ‌مُسند عَبْدِ الله بن هِشَام القُرشيِّ

- ‌مُسند عَبْدِ الله بن يَزِيد الأنْصَارِيّ الخطمي

- ‌مُسند عَبْدِ الله الصُّنَابِحيِّ

- ‌مُسند رجلٌ من أهْل الشَّام

- ‌مسند عَبْدِ الله بن أبْزَى الخُزاعي

- ‌مُسند عَبْد الرَّحمن بن أبي بَكْرٍ الصِّدِّيق التَّيمي

- ‌مُسند عَبْد الرَّحمن بن حَسَنَةَ الكندي

- ‌مُسند عَبْد الرَّحْمَن بن سَمُرَةَ القُرشيّ

- ‌مُسند عَبْد الرحْمَن بن عُثْمان التَّيمِيِّ

- ‌مُسند عَبْد الرَّحمن بن عَوفٍ الزُّهريِّ

- ‌مُسند عَبْد الرَّحمن بن أبي قُراد الأنْصَارِيِّ

- ‌مُسند عَبْد الرحْمَن بن يَعْمَر الدِّيليّ

- ‌مُسند عَبْد المُطَّلب بن رَبِيعَةَ بن الحَارِثِ بن عَبْد المُطَّلب الَهاشِمي

- ‌مُسند عُبيد بن خَالِد السُّلميِّ

- ‌مُسنَد عِتْبَانَ بن مَالِكٍ الأنْصَارِيِّ

- ‌مُسند عَتْبة بن عَبْد السُّلمِيِّ

- ‌مُسنَد عُتْبةُ بن غَزْوَان المازني

- ‌مُسنَد عُثْمان بن أبي العَاصِ الثَّقفيِّ

- ‌مُسند أمِيرُ المُؤمِنينَ عُثمان بن عفَّان الأمويِّ

- ‌مُسنَد عَدِي بن حَاتِم الطَّائيِّ

- ‌مُسند عَديّ بن عَمِيرَةَ الكندي

- ‌مُسنَد العِرْبَاضِ بن سَارِيَةَ السّلمي

- ‌مُسنَد عَرْفَجَةَ بن أَسعد التَّميمِيّ

- ‌مُسند عَرْفَجَةَ بن شَريح الأشجعي

- ‌مُسنَد عُرْوَةَ بن أبي الجَعْدِ البَارِقيِّ

- ‌مُسند عُرْوَةَ بن مُضَرِّس الطَّائيِّ

- ‌مُسنَد عَطِيَّة القُرَظِي

- ‌مُسند عُقْبَة بن الحَارِثِ بن عَامر القُرشيّ

- ‌مُسند عُقْبَة بن عَامِرٍ الجُهنيِّ

- ‌مُسند عليّ بن أبي طَالِب الَهاشميِّ

- ‌مُسنَد عمَّار بن يَاسِر العنسي

- ‌مُسنَد عُمارَةَ بن رُوَيبةَ الثَّقفِي

- ‌أمير المؤمنين: عُمَر بن الخَطَّاب القُرشي أبو حَفص العدوي

- ‌مُسند عُمَر بن أبي سَلَمَةَ

- ‌مُسند عَمْرِو بن الأحْوَص الجشمي

- ‌مُسند عَمْرِو بن أخْطَبَ، أبو زيد الأنصَارِيِّ

- ‌مُسند عَمْرِو بن أُميَّة الضَّمرِيّ

- ‌مُسند عَمْرِو بن تَغْلِبَ النَّمريِّ

- ‌مسند عَمْرِو بن الحَارث الخُزاعيِّ

- ‌مُسند عَمْرِو بن حُريْث المخزوميِّ

- ‌مسند عَمْرِو بن حَزْمٍ الأَنصَارِيِّ

- ‌مسند عَمْرِو بن الحَمِقِ الخُزَاعيِّ

- ‌مُسند عَمْرِو بن العاص القرشي

- ‌مسند عَمْرِو بن عَبَسَةَ السّلمي

- ‌مُسند عَمْرِو بن عَوْف الأنْصَارِيِّ

- ‌مُسنَد عِمْرَان بن حُصَيْنٍ الخزاعي

- ‌مُسنَد عُمَير بن سَلَمَةَ الضَّمْرِيِّ

- ‌مُسند عُمَير، مَوْلى آبي اللحم

- ‌مُسند عَوْف بن مَالِكٍ الأشجعي

- ‌مُسند العَلاءِ بن الحَضْرَمِي

- ‌مُسنَد عِيَاضِ بن حِمَارٍ المجَاشِعيِّ

- ‌حرف الفاء

- ‌مُسند فَضَالةُ بن عُبيد الأنصَارِيِّ

- ‌مُسند الفَضْل بن العبَّاس بن عبد المُطلب الهاشميِّ

- ‌حرف القاف

- ‌مُسند قُبيصَة بن مُخارِق الهلاليِّ

- ‌مُسند قَتادَةَ بن النُّعمَان الظفري

- ‌مُسند قُدامة بن عبد الله بن عمَّار الكلابيِّ

- ‌مُسند قُرَّة بن إيّاسٍ المُزنيِّ

- ‌مُسند قُطْبَةَ بنِ مَالكٍ الثَّعلبيِّ

- ‌مُسند قَيْسِ بن سَعْد بن عُبادَة الأنصَارِيِّ

- ‌مُسند قَيْس بن عَاصِمٍ بن سِنَانٍ المنقريِّ

- ‌مُسند قَيْسِ بن أبي غَرَزَةَ الغِفَارِيِّ

- ‌حرف الكاف

- ‌مُسند كُرْز بن عَلقمة الخزاعيِّ

- ‌مُسند كَعْب بن عَاصِم الأشْعَرِيِّ

- ‌مُسند كَعْب بن عُجرة البلوي

- ‌مُسند كَعْب بن عِيَاض الأنْصَارِيِّ

- ‌مُسند كَعْب بن مالكٍ الأنصَارِيِّ

- ‌مُسند كَعْبُ بن مُرَّة البَهْزِيِّ

- ‌مُسند كناز بن الحصين، أبو مرثد الغنويِّ

- ‌حرف اللام

- ‌مُسند لقيط بن عامر أبو رزين العقيلي

- ‌حرف الميم

- ‌مُسند مَالِك بن الحُوَيْرِث اللَّيْثيِّ

- ‌مُسند مَالِك بن رَبيعة، أبو أُسَيْد السَّاعدي

- ‌مُسند مَالِك بن صَعْصَعَةَ الأنصَارِيِّ

- ‌مُسند مَالِك بن نضلة الأنْصَارِيِّ

- ‌مُسند مُجاشِع بن مسعود السّلمي

- ‌مُسند مُجمِّع بن جَارِية الأنْصَارِيِّ

- ‌مُسند محجن بن أبي محجن الدِّيلي

- ‌مُسند مُحمَّد بن حَاطِب الجمَحيِّ

- ‌مُسند مُحمَّد بن صَفْوَان الأنصَارِيِّ

- ‌مُسند مُحمَّد بن صَيْفِي الأنْصَارِيِّ

- ‌مُسند مُحمَّد بن مَسْلَمة الأنصَارِيِّ

- ‌مُسند مِرْدَاس بن مَالِك الأسْلَمِيِّ

- ‌مُسند مِرْدَاس بن مَالِك الأسْلَمِيِّ

- ‌مُسند المُسْتَورِدَ بن شداد الفِهريِّ

- ‌مَسْلَمَةَ بن مُخلَّدٍ الأنْصَارِيِّ الزّرقي

- ‌مُسند المِسْوَر بن مَخرَمَة الزُّهريّ

- ‌مُسند المُسَيِّب بن حزن المخزومي

- ‌مُسند مُطِيع بن الأسود العدوي

- ‌مُسند مُعَاذ بن جَبَل الأنصَارِيِّ

- ‌مُسند مُعَاوِيةَ بن الحَكَمِ السُّلمِيِّ

- ‌مُسند مُعَاوِيةَ بن حيدة القشيري

- ‌أمِيرُ المُؤمِنينَ: مُعَاوِية بن أبي سفيان الأموي

- ‌مُسنَد مَعْبَد القُرَشيِّ

- ‌مُسند مَعْقِل بن سِنَان الأشْجَعيّ

- ‌مُسنَد مَعْقِل بن يَسَارٍ المزني

- ‌مُسنَد مَعْمَر بن عَبْدِ الله بن نَضْلَةَ القُرشِيِّ العَدوِيّ

- ‌مُسند مَعْنُ بن يَزِيد السّلمِيّ

- ‌مُسنَد مُعَيْقِيب بن أبي فَاطِمة الدوسي

- ‌مُسنَد المُغِيرَة بن شعبة الثَّقفيِّ

- ‌مُسند المِقْدَاد بن عَمْرٍو بن ثعلبة الكِنْدِيّ

- ‌مُسند المِقْدَام بن مَعْدِي كَرِب الكِنْدِي

- ‌حرف النون

- ‌مُسند نَاجِيةَ بن جندب الأسلَمِي الخُزاعِي

- ‌مُسند نَافِع بن عُتْبَة بن أبي وَقَّاص الزُّهري

- ‌مُسند نُبيشَة الُهذَليِّ

- ‌نُبيْط بن شَرِيط الأشْجَعِي

- ‌مُسند النَّزال بن سَبرة الهلالي العَامِري

- ‌مُسند النُّعْمَان بن بَشِير الأنْصَارِيِّ

- ‌مُسند النُّعمان بن مُقرِّن المُزنيِّ

- ‌مُسند نُعَيم بن مَسْعُود الأَشْجَعِيِّ

- ‌مُسند نُعَيْم بن همَّار الغَطَفانيِّ

- ‌مُسند النَّواس بن سَمْعَان الكِلابيِّ

- ‌مُسند نَوْفَل بن مُعَاوِيَة الكِنَانيِّ الدَّيليِّ

- ‌حرف الهاء

- ‌مُسند هُبَيْب بن مُغْفِل الغِفَارِيِّ

- ‌مُسند الهِرْمَاس بن زِيَاد البَاهِليُّ

- ‌مُسند هِشَام بن حَكِيم بن حِزَامٍ الأسديِّ

- ‌حرف الواو

- ‌مُسند وَاثِلَة بن الأسْقَع اللَّيثيِّ

- ‌مُسند وَائِل بن حُجْر الحَضْرَمِيِّ الكنديِّ

- ‌مُسند وَحْشِي بن حَرب الحبشيِّ

- ‌مُسند وَهبَ بن عَبدِ الله، أبو جُحيفَةَ السَّوائيِّ

- ‌حرف الياء

- ‌مُسند يَزِيد بن الأسْوَد العَامِريّ

- ‌مُسند يسار بن عبد، أبو عزة الهذلي

- ‌مُسْند يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ التَّمِيميّ

- ‌مُسْند يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ الله بْنِ سَلَامٍ الإسْرَائيلي

الفصل: ‌مسند المقداد بن عمرو بن ثعلبة الكندي

‌مُسند المِقْدَاد بن عَمْرٍو بن ثعلبة الكِنْدِيّ

وهو المِقْدَاد بن الأسود

2699 -

[ح] ابْنِ شِهَابٍ، أخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثيُّ ثُمَّ الجُنْدُعِيُّ، أنَّ عُبَيْدَ الله بْنَ عَدِيِّ بْنِ الخِيَارِ، أخْبَرَهُ، أنَّ المِقْدَادَ بْنَ عَمْرٍو الكِنْدِيَّ، وَكَانَ حَلِيفًا لِبَنِي زُهْرَةَ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، أخْبَرَهُ أنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: أرَأيْتَ إِنْ لَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الكُفَّارِ فَاقْتَتَلنَا، فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيَّ بِالسَّيْفِ فَقَطَعَهَا، ثُمَّ لَاذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ، فَقَالَ: أسْلَمْتُ لله، أأقْتُلُهُ يَا رَسُولَ الله بَعْدَ أنْ قَالَهَا؟

قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لَا تَقْتُلهُ» قَالَ: يَا رَسُولَ الله إِنَّهُ قَطَعَ إِحْدَى يَدَيَّ، ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ بَعْدَ مَا قَطَعَهَا، قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:«لَا تَقْتُلهُ، فَإِنْ قَتَلتَهُ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أنْ تَقْتُلَهُ، وَإِنَّكَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ الَّتِي قَالَ» .

أخرجه عبد الرزاق (18719)، وابن أبي شيبة (29546)، وأحمد (24312)، والبخاري (4019)، ومسلم (187)، وأبو داود (2644)، والنسائي (8537).

2700 -

[ح] إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الحَارِثِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُثْمَانَ فَأثْنَى عَلَيْهِ فِي وَجْهِهِ قَالَ: فَجَعَلَ المِقْدَادُ بْنُ الأسْوَدِ يَحْثُو فِي وَجْهِهِ التُّرَابَ وَيَقُولُ: «أمَرَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا لَقِينَا المَدَّاحِينَ أنْ نَحْثُوَ فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ» .

ص: 364

أخرجه الطيالسي (1254)، وابن أبي شيبة (26785)، وأحمد (24328)، ومسلم (7616)، وأبو داود (4804).

2701 -

[ح] مُحمَّد بْن فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، حدَّثنا مُحمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الأنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أبا ظَبْيَةَ الكَلَاعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ المِقْدَادَ بْنَ الأسْوَدِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لِأصْحَابِهِ: «مَا تَقُولُونَ فِي الزِّنا؟ » قَالُوا: حَرَّمَهُ الله وَرَسُولُهُ، فَهُوَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لِأصْحَابِهِ: «لَأنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشْرَةِ نِسْوَةٍ، أيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أنْ يَزْنِيَ بِامْرَأةِ جَارِهِ» .

قَالَ: فَقَالَ: «مَا تَقُولُونَ فِي السَّرِقَةِ؟ » قَالُوا: حَرَّمَهَا الله وَرَسُولُهُ فَهِيَ حَرَامٌ، قَالَ:«لَأنْ يَسْرِقَ الرَّجُلُ مِنْ عَشْرَةِ أبْيَاتٍ، أيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أنْ يَسْرِقَ مِنْ جَارِهِ» .

أخرجه أحمد (24355)، والبزار (2115).

2702 -

[ح] ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبِي لَيْلَى، عَنْ المِقْدَادِ، قَالَ: أقْبَلتُ أنا وَصَاحِبَانِ لِي قَدْ ذَهَبَتْ أسْمَاعُنَا وَأبْصَارُنَا مِنَ الجَهْدِ قَالَ: فَجَعَلنَا نَعْرِضُ أنْفُسَنَا عَلَى أصْحَابِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم لَيْسَ أحَدٌ يَقْبَلُنَا، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَى أهْلِهِ، فَإِذَا ثَلَاثُ أعْنُزٍ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:«احْتَلِبُوا هَذَا اللَّبَنَ بَيْنَنا» .

قَالَ: فَكُنَّا نَحْتَلِبُ فَيَشْرَبُ كُلُّ إِنْسَانٍ نَصِيبَهُ، وَنَرْفَعُ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم نَصِيبَهُ، فَيَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ فَيُسَلِّمُ تَسْلِيمًا لَا يُوقِظُ نَائِمًا، وَيُسْمِعُ اليَقْظَانَ، ثُمَّ يَأتِي المَسْجِدَ

ص: 365

فَيُصَلِّي، ثُمَّ يَأتِي شَرَابَهُ فَيَشْرَبُهُ، قَالَ: فَأتَانِي الشَّيْطَانُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ: مُحمَّدٌ يَأتِي الأنْصَارَ فَيُتْحِفُونَهُ، وَيُصِيبُ عِنْدَهُمْ مَا بِهِ حَاجَةٌ إِلَى هَذِهِ الجُرْعَةِ، فَاشْرَبْهَا، قَالَ: مَا زَالَ يُزَيِّنُ لِي حَتَّى شَرِبْتُهَا، فَلمَّا وَغَلَتْ فِي بَطْنِي وَعَرَفَ أنَّهُ لَيْسَ إِلَيْهَا سَبِيلٌ، قَالَ: نَدَّمَنِي، فَقَالَ: وَيْحَكَ مَا صَنَعْتَ شَرِبْتَ شَرَابَ مُحمَّدٍ، فَيَجِيءُ وَلَا يَراهُ فَيَدْعُو عَلَيْكَ فَتَهْلِكَ، فَتذْهَبُ دُنْيَاكَ وَآخِرَتُكَ، قَالَ: وَعَليَّ شَمْلَةٌ مِنْ صُوفٍ كُلَّمَا رَفَعْتُ عَلَى رَأسِي خَرَجَتْ قَدَمَايَ، وَإِذَا أرْسَلتُ عَلَى قَدَمَيَّ خَرَجَ رَأسِي، وَجَعَلَ لَا يَجِيءُ لِي نَوْمٌ.

قَالَ: وَأمَّا صَاحِبَايَ فَنامَا، فَجَاءَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ كَمَا كَانَ يُسَلِّمُ، ثُمَّ أتى المَسْجِدَ فَصَلَّى فَأتَى شَرَابَهُ، فَكَشَفَ عَنْهُ، فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا، فَرَفَعَ رَأسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: قُلتُ: الآنَ يَدْعُو عَليَّ فَأهْلِكُ، فَقَالَ:«اللَّهُمَّ أطْعِمْ مَنْ أطْعَمَني، وَاسْقِ مَنْ سَقَانِي» قَالَ: فَعَمَدْتُ إِلَى الشَّمْلَةِ، فَشَدَدْتُها عَليَّ فَأخَذْتُ الشَّفْرَةَ فَانْطَلَقْتُ إِلَى الأعْنُزِ أجُسُّهُنَّ أيُّهُنَّ أسْمَنُ، فَأذْبَحُ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا هُنَّ حُفَّلٌ كُلُّهُنَّ، فَعَمَدْتُ إِلَى إِنَاءٍ لِآلِ مُحمَّدٍ مَا كَانُوا يَطْمَعُونَ أنْ يَحْلِبُوا فِيهِ، وَقَالَ أبُو النَّضْرِ مَرَّةً أُخْرَى: أنْ يَحتَلِبُوا فِيهِ، فَحَلَبْتُ فِيهِ حَتَّى عَلَتْهُ الرَّغْوَةُ.

ثُمَّ جِئْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أمَا شَرِبْتُمْ شَرَابَكُمُ اللَّيْلَةَ يَا مِقْدَادُ؟ » قَالَ: قُلتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ الله فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَنِي، فَقُلتُ: يَا رَسُولَ الله اشْرَبْ فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَنِي، فَأخَذْتُ مَا بَقِيَ فَشَرِبْتُ، فَلمَّا عَرَفْتُ أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَدْ رَوِيَ فَأصَابَتْنِي دَعْوَتُهُ، ضَحِكْتُ حَتَّى أُلقِيتُ إِلَى الأرْضِ، قَالَ

ص: 366

رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِحْدَى سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ» قَالَ: قُلتُ: يَا رَسُولَ الله، كَانَ مِنْ، أمْرِي كَذَا، صَنَعْتُ كَذَا، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:«مَا كَانَتْ هَذِهِ إِلَّا رَحْمَةً مِنَ الله، ألَا كُنْتَ آذَنْتَنِي نُوقِظُ صَاحِبَيْكَ هَذَيْنِ فَيُصِيبَانِ مِنْهَا» قَالَ: قُلتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ، بِالحَقِّ، مَا أبالِي إِذَا أصَبْتَهَا وَأصَبْتُهَا مَعَكَ، مَنْ أصَابَهَا مِنَ النَّاسِ.

أخرجه الطيالسي (1256)، وأحمد (24310)، ومسلم (5412)، والترمذي (2719)، والنسائي (10082)، وأبو يعلى (1517).

2703 -

[ح] عَبْد الرَّحْمَنِ بْن جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أبِيهِ، قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى المِقْدَادِ ابْنِ الأسْوَدِ يَوْمًا، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: طُوبَى لِهَاتَيْنِ العَيْنَيْنِ اللَّتَيْنِ رَأتَا رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، وَالله لَوَدِدْنَا أنا رَأيْنَا مَا رَأيْتَ، وَشَهِدْنَا مَا شَهِدْتَ، فَاسْتُغْضِبَ، فَجَعَلتُ أعْجَبُ، مَا قَالَ إِلَّا خَيْرًا، ثُمَّ أقْبَلَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «مَا يَحْمِلُ الرَّجُلُ عَلَى أنْ يَتَمَنَّى مَحْضَرًا غَيَّبهُ الله عَنْهُ، لَا يَدْرِي لَوْ شَهِدَهُ كَيْفَ كَانَ يَكُونُ فِيهِ، وَالله لَقَدْ حَضَرَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أقْوَامٌ كَبَّهُمُ الله عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي جَهَنَّمَ لَمْ يُجِيبُوهُ، وَلَمْ يُصَدِّقُوهُ.

أوَلَا تَحْمَدُونَ الله إِذْ أخْرَجَكُمْ لَا تَعْرِفُونَ إِلَّا رَبَّكُمْ، مُصَدِّقِينَ لمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّكُمْ، قَدْ كُفِيتُمُ البَلَاءَ بِغَيْرِكُمْ، وَالله لَقَدْ بَعَثَ الله النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى أشَدِّ حَالٍ بُعِثَ عَلَيْهَا فِيهِ نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِيَاءِ فِي فَتْرَةٍ وَجَاهِلِيَّةٍ، مَا يَرَوْنَ أنَّ دِينًا أفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الأوْثَانِ، فَجَاءَ بِفُرْقَانٍ فرَّقَ بِهِ بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، وَفَرَّقَ بَيْنَ الوَالِدِ وَوَلَدِهِ حَتَّى إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَرى وَالِدَهُ وَوَلَدَهُ أوْ أخَاهُ كَافِرًا، وَقَدْ فَتحَ الله قُفْلَ قَلبِهِ لِلإِيمَانِ، يَعْلَمُ أنَّهُ إِنْ هَلَكَ دَخَلَ النَّارَ، فَلَا تَقَرُّ عَيْنُهُ وَهُوَ يَعْلَمُ أنَّ حَبِيبَهُ فِي النَّارِ».

ص: 367

وَأنَّهَا لَلَّتِي قَالَ الله عز وجل {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [الفرقان: 74].

أخرجه أحمد (24311).

* * *

ص: 368