الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمير المؤمنين: عُمَر بن الخَطَّاب القُرشي أبو حَفص العدوي
2393 -
[ح] يَحْيَى بْن سَعِيدٍ، أخْبَرَنِي مُحمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أنَّهُ سَمِعَ عَلقَمَةَ ابْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ عَلَى المِنْبَرِ يُخبِرُ بِذَلِكَ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إنَّما الأعْمَالُ بِالنِّياتِ، وَإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى الله وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى الله وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُها أوْ إِلَى امْرَأةٍ يَنكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» .
أخرجه الطيالسي (37)، والحميدي (28)، وأحمد (168)، والبخاري (1)، ومسلم (4962)، وابن ماجة (4227)، وأبو داود (2201)، والترمذي (1647)، والنسائي (5601).
- قال: عبد الرحمن بن مهدي: ينبغي أن نضع هذا الحديث في كل باب.
2394 -
[ح] كَهْمَسِ بْنِ الحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بُريْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، قَالَ: بَيْنَما نَحْنُ ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ نَبِيِّ الله صلى الله عليه وسلم إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لَا يُرى - قَالَ يَزِيدُ: لَا نَرى - عَلَيْهِ أثَرَ السَّفَرِ، وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى نَبِيِّ الله صلى الله عليه وسلم، فَأسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ. ثُمَّ قَالَ: يَا مُحمَّدُ أخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلامِ، مَا الإِسْلامُ؟ فَقَالَ: «الإِسْلامُ أنْ تَشْهَدَ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأنَّ مُحمَّدًا رَسُولُ الله، وَتُقِيمَ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ،
وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ البَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا» قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ، يَسْألُهُ وَيُصَدِّقُهُ.
قَالَ: ثُمَّ قَالَ: أخْبِرْنِي عَنِ الإِيمَانِ. قَالَ: «الإِيمَانُ أنْ تُؤْمِنَ بِالله وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، وَالقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» قَالَ: صَدَقْتَ.
قَالَ: فَأخْبِرْنِي عَنِ الإِحْسَانِ، مَا الإِحْسَانُ؟ قَالَ يَزِيدُ:«أنْ تَعْبُدَ الله كَأنَّكَ تَراهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَراهُ، فَإِنَّهُ يَراكَ» .
قَالَ: فَأخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ:«مَا المَسْئُولُ عَنْهَا بِأعْلَمَ بِهَا مِنَ السَّائِلِ» قَالَ: فَأخْبِرْنِي عَنْ أمَارَاتِهَا. قَالَ: «أنْ تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتهَا، وَأنْ تَرى الحُفَاةَ العُراةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي البِنَاءِ» .
قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ، قَالَ: فَلَبِثَ مَلِيًّا - قَالَ يَزِيدُ: ثَلاثًا - فَقَالَ لِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يَا عُمَرُ أتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟ » قَالَ: قُلتُ: الله وَرَسُولُهُ أعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ، أتاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينكُمْ» .
أخرجه ابن أبي شيبة (38713)، وأحمد (191)، ومسلم (1)، وابن ماجة (63)، وأبو داود (97)، وأبو يعلى (242/ 4695)، والترمذي (2610)، والنسائي (8).
2395 -
[ح] الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثنا عُبيْدُ الله بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبةَ بْنِ مَسْعُودٍ أنَّ أبا هُرَيْرَةَ قَالَ: لمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَكَانَ أبو بَكْرٍ بَعْدَهُ، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ العَرَبِ، قَالَ عُمَرُ: يَا أبَا بَكْرٍ كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:«أُمِرْتُ أنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا الله، فَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله، فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى الله تَعَالَى» .
قَالَ أبو بَكْرٍ: وَالله لَأُقاتِلَنَّ، مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ المَالِ، وَالله لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَها إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، لَقَاتَلتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا، قَالَ عُمَرُ: فَوَالله مَا هُوَ إِلَّا أنْ رَأيْتُ أنَّ الله عز وجل قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أبِي بَكْرٍ لِلقِتَالِ، فَعرَفْتُ أنَّهُ الحقُّ.
أخرجه أحمد (117)، والبخاري (1399)، ومسلم (32)، وأبو داود (1556)، والترمذي (2607)، والنسائي (2235).
2396 -
[ح] شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبيْدِ الله، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ أنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أرَأيْتَ مَا نَعْمَلُ فِيهِ أقَدْ فُرِغَ مِنْهُ، أوْ فِي شَيْءٍ مُبْتَدَإٍ، أوْ أمْرٍ مُبْتَدَعٍ؟ قَالَ:«فِيمَا قَدْ فُرغَ مِنْهُ» فَقَالَ عُمَرُ: ألا نَتَّكِلُ؟ فَقَالَ: «اعْمَل يَا ابْنَ الخَطَّابِ فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، أمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ السَّعَادَةِ فَيَعْمَلُ لِلسَّعَادَةِ، وَأمَّا أهْلُ الشَّقَاءِ فَيَعْمَلُ لِلشَّقَاءِ» .
أخرجه أحمد (196)، والبزار في «البحر الزخار» . (121)
2397 -
[ح] هِشَام بْن سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ، عَنْ أبِيهِ، أنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مُوسَى قَالَ: يَا رَبِّ، أرِنَا آدَمَ الَّذِي أخْرَجَنَا وَنَفْسَهُ مِنَ الجَنَّةِ، فَأرَاهُ الله آدَمَ، فَقَالَ: أنْتَ أبُونَا آدَمُ؟ فَقَالَ لَهُ آدَمُ: نَعَمْ، قَالَ: أنْتَ الَّذِي نَفَخَ الله فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَعَلَّمَكَ الأسْمَاءَ كُلَّهَا وَأمَرَ المَلائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَما حَملَكَ عَلَى أنْ أخْرَجْتَنا وَنَفْسَكَ مِنَ الجَنَّةِ؟ فَقَالَ لَهُ آدَمُ: وَمَنْ أنْتَ؟ قَالَ: أنا مُوسَى، قَالَ: أنْتَ نَبِيُّ بَني إِسْرَائِيلَ الَّذِي كَلَّمَكَ الله مِنْ وَرَاءِ الحِجَابِ لَمْ يَجعَل بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ رَسُولًا مِنْ خَلقِهِ؟ قَالَ:
نَعَمْ، قَالَ: أفَما وَجَدْتَ أنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي كِتَابِ الله قَبْلَ أنْ أُخْلَقَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فِيمَ تَلُومُني فِي شَيْءٍ سَبَقَ مِنَ الله تَعَالَى فِيهِ القَضَاءُ قَبْلي؟ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى».
أخرجه أبو داود (4702)، وأبو يعلى (243).
2398 -
[ح] قَتادَةَ، عَنْ أبِي العَالِيَةِ [رُفَيعِ بنِ مِهْرانَ]، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنَّهُ - قَالَ: شَهِدَ عِنْدِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ فِيهِمْ عُمَرُ - وَأرْضَاهُمْ عِنْدِي عُمَرُ «أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ صَلاةٍ بَعْدَ صَلاةِ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ» .
أخرجه الطيالسي (29)، وابن أبي شيبة (7407)، وأحمد (110)، والدارمي (1552)، والبخاري (581)، ومسلم (1873)، وابن ماجة (1250)، وأبو داود (1276)، والترمذي (183)، والنسائي (367)، وأبو يعلى (147).
2399 -
[ح] صَفْوَان بْن عَمْرٍو السَّكْسَكِيّ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ الحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الكِنْدِيِّ، أنَّهُ رَكِبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ يَسْألُهُ عَنْ ثَلاثِ خِلالٍ، قَالَ: فَقَدِمَ المَدِينَةَ، فَسَألَهُ عُمَرُ مَا أقْدَمَكَ؟ قَالَ: لِأسْألَكَ عَنْ ثَلاثِ خِلالٍ، قَالَ: وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: رُبَّما كُنْتُ أنا وَالمَرْأةُ فِي بِنَاءٍ ضَيِّقٍ، فَتَحْضُرُ الصَّلاةُ، فَإِنْ صَلَّيْتُ أنا وَهِيَ، كَانَتْ بِحِذَائِي، وَإِنْ صَلَّتْ خَلفِي، خَرَجَتْ مِنَ البِنَاءِ.
فَقَالَ عُمَرُ: «تَسْتُرُ بَيْنَكَ وَبَيْنهَا بِثَوْبٍ، ثُمَّ تُصَلِّي بِحِذَائِكَ إِنْ شِئْتَ» وَعَنِ، الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ العَصْرِ، فَقَالَ:«نَهانِي عَنْهُما رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم» قَالَ: وَعَنِ، القَصَصِ، فَإِنَّهُمْ أرَادُونِي عَلَى القَصَصِ، فَقَالَ: مَا شِئْتَ، كَأنَّهُ كَرِهَ أنْ يَمْنَعَهُ،
قَالَ: إنَّما أرَدْتُ أنْ أنْتَهِيَ إِلَى قَوْلِكَ، قَالَ:«أخْشَى عَلَيْكَ أنْ تَقُصَّ فَتَرْتَفِعَ عَلَيْهِمْ فِي نَفْسِكَ، ثُمَّ تَقُصَّ فَترتَفِعَ، حَتَّى يُخيَّلَ إِلَيْكَ أنَّكَ فَوْقَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الثُّرَيَّا، فَيَضَعَكَ الله تَحْتَ أقْدَامِهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ بِقَدْرِ ذَلِكَ» .
أخرجه أحمد (111).
2400 -
[ح] إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَرٍ، عَنْ عُمارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسَافٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا قَالَ المُؤذِّنُ: اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، فَقَالَ أحَدُكُمْ: اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، ثُمَّ قَالَ: أشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ: أشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، ثُمَّ قَالَ: أشْهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رَسُولُ الله قَالَ: أشْهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رَسُولُ الله، ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله، ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الفَلَاحِ، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله، ثُمَّ قَالَ: اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، قَالَ: اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، ثُمَّ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مِنْ قَلبِهِ دَخَلَ الجنَّة» .
أخرجه مسلم (779)، وأبو داود (527)، والنسائي (9785).
2401 -
[ح] ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الله، أنَّهُ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أصْحَابِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم المَسْجِدَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَعُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ يَخْطُبُ، فَقَالَ عُمَرُ: أيَّةُ سَاعَةٍ هَذِهِ؟ فَقَالَ: يَا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ انْقَلَبْتُ مِنَ السُّوقِ، فَسَمِعْتُ النِّدَاءَ، فَما زِدْتُ عَلَى أنْ تَوَضَّأتُ. فَقَالَ عُمَرُ وَالوُضُوءَ أيْضًا؟ وَقَدْ عَلِمْتَ أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ «يَأمُرُ بِالغُسْلِ» .
أخرجه عبد الرزاق (5292)، وأحمد (199)، وعبد بن حميد (8)، والبخاري (878)، ومسلم (1907)، والترمذي (494).
2402 -
[ح] يَحْيَى بْنُ أبِي كَثِيرٍ، عَنْ أبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ [بنحوه، وفيه]: أوَلَمْ تَسْمَعُوا أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذَا رَاحَ أحَدُكُمْ إِلَى الجُمُعَةِ فَليَغْتَسِل» .
أخرجه الطيالسي (52)، وابن أبي شيبة (5034)، وأحمد (91)، والدارمي (1660)، والبخاري (882)، ومسلم (1908)، وأبو داود (340)، وأبو يعلى (258).
2403 -
[ح] ابْن جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بَابَيْهِ، عَنْ يَعْلَى ابْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: سَألتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ قُلتُ: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: 101] وَقَدْ آمَنَ الله النَّاسَ؟ فَقَالَ لِي عُمَرُ: عَجِبْتُ مِمَّا عَجِبْتَ مِنْهُ، فَسَألتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:«صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ الله بِهَا عَلَيْكُمْ، فَاقْبَلُوا صَدَقَتهُ» .
أخرجه عبد الرزاق (4275)، وابن أبي شيبة (8243)، وأحمد (244)، والدارمي (1626)، ومسلم (1519)، وابن ماجة (1065)، وأبو داود (1199)، والترمذي (3034)، والنسائي (1904)، وأبو يعلى (181).
2404 -
[ح] شُعْبَة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ الهَمْدَانِيِّ أبِي عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَبِيبَ بْنَ عُبَيْدٍ، يُحدِّثُ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ ابْنِ السِّمْطِ، أنَّهُ خَرَجَ مَعَ عُمَرَ إِلَى ذِي الحُلَيْفَةِ «فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ» فَسَألتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:«إنَّما أصْنَعُ كَما رَأيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم» .
أخرجه الطيالسي (35)، وابن أبي شيبة (8227)، وأحمد (198)، ومسلم (1530)، والنسائي (1908).
2405 -
[ح] مُحمَّد بْن عَبْدِ الله الأنْصَارِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أبِي عَبْدُ الله بْنُ المُثنَّى، عَنْ ثُمامَةَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أنَسٍ، عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه، كَانَ إِذَا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بِالعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، فَقَالَ:«اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنا فَتسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنا فَاسْقِنَا» قَالَ: فَيُسْقَوْنَ.
أخرجه البخاري (1010).
2406 -
[ح] الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، وَعُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، - قَالَ عَبْدُ الله: وَقَدْ بَلَغَ بِهِ أبِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ فَاتَهُ شَيْءٌ مِنْ وِرْدِهِ - أوْ قَالَ: مِنْ حِزْبِهِ - مِنَ اللَّيْلِ، فَقَرَأهُ مَا بَيْنَ صَلاةِ الفَجْرِ إِلَى الظُّهْرِ، فَكَأنَّما قَرَأهُ مِنْ لَيْلَتِهِ» .
أخرجه أحمد (220)، والدارمي (1598)، ومسلم (1692)، وابن ماجة (1343)، وأبو داود (1313)، والترمذي (581)، والنسائي (1466)، وأبو يعلى (235).
2407 -
[ح] قَتادَة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«المَيِّتُ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِالنِّياحَةِ عَلَيْهِ» .
أخرجه الطيالسي (15)، وابن أبي شيبة (12223)، قال: وأحمد (180)، والبخاري (1292)، ومسلم (2098)، وابن ماجة (1593)، والنسائي (1992)، وأبو يعلى (156).
2408 -
[ح] أبِي بُرْدَةَ، عَنْ أبِيهِ، قَالَ: لمَّا أُصِيبَ عُمَرُ جَعَلَ صُهَيْبٌ يَقُولُ: وَاأخَاهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا صُهَيْبُ أمَا عَلِمْتُ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ الميِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الحَيِّ» .
أخرجه ابن أبي شيبة (12241)، والبخاري (1290)، ومسلم (2101).
2409 -
[ح] دَاوُد بْنَ أبِي الفُرَاتِ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بُريْدَةَ، عَنْ أبِي الأسْوَدِ، أنَّهُ قَالَ: أتَيْتُ المَدِينَةَ فَوَافَيْتُها وَقَدْ وَقَعَ فِيهَا مَرَضٌ، فَهُمْ يَمُوتُونَ مَوْتًا ذَرِيعًا، فَجَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، رضي الله عنه، فَمَرَّتْ بِهِ جَنَازَةٌ فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْرًا، فَقَالَ عُمَرُ: وَجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ بِأُخْرَى فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْرًا، فَقَالَ عُمَرُ: وَجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ بِالثَّالِثَةِ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شرًّا، فَقَالَ عُمَرُ: وَجَبَتْ.
فَقَالَ أبُو الأسْوَدِ: مَا وَجَبَتْ يَا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: قُلتُ كَما قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أيُّما مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أرْبَعَةٌ بِخَيْرٍ، أدْخَلَهُ الله الجنَّة» قَالَ: فَقُلنَا: وَثَلاثَةٌ؟ قَالَ: فَقَالَ: «وَثَلاثَةٌ» قَالَ: قُلنَا: وَاثْنَانِ؟ قَالَ: «وَاثْنَانِ» قَالَ: ثُمَّ لَمْ نَسْألهُ عَنِ الوَاحِدِ.
أخرجه الطيالسي (22)، وابن أبي شيبة (12121)، وأحمد (139)، والبخاري (1368)، والترمذي (1059)، والنسائي (2072)، وأبو يعلى (145).
2410 -
[ح] الزُّهْرِيّ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، يَقُولُ: لمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ الله بْنُ أُبيٍّ دُعِيَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لِلصَّلاةِ عَلَيْهِ، فَقَامَ إِلَيْهِ، فَلمَّا وَقَفَ عَلَيْهِ يُرِيدُ الصَّلاةَ تَحوَّلتُ حَتَّى قُمْتُ فِي صَدْرِهِ، فَقُلتُ: يَا رَسُولَ الله أعَلَى عَدُوِّ الله عَبْدِ الله بْنِ أُبيٍّ القَائِلِ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا يُعَدِّدُ أيَّامَهُ قَالَ: وَرَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَتبَسَّمُ، حَتَّى إِذَا أكْثَرْتُ عَلَيْهِ، قَالَ:«أخِّرْ عَنِّي يَا عُمَرُ، إِنِّي خُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ، قَدْ قِيلَ {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] لَوْ أعْلَمُ أنِّي إِنْ زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ غُفِرَ لَهُ لَزِدْتُ» .
قَالَ: ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ، وَمَشَى مَعَهُ، فَقَامَ عَلَى قَبْرِهِ حَتَّى فُرِغَ مِنْهُ. قَالَ: فَعَجَبٌ لِي وَجَرَاءَتِي عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَالله وَرَسُولُهُ أعْلَمُ. قَالَ: فَوَالله مَا كَانَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَتْ هَاتَانِ الآيتَانِ {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} [التوبة: 84] فَمَا صَلَّى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بَعْدَهُ عَلَى مُنَافقٍ، وَلا قَامَ عَلَى قَبْرِهِ حَتَّى قَبضَهُ الله عز وجل.
أخرجه أحمد (95)، وعبد بن حميد (19)، والبخاري (1366)، والترمذي (3097)، والنسائي (2104).
2411 -
[ح] سُلَيمانَ الأعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ سَلمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ: قَسَمَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قِسْمَةً، فَقُلتُ: يَا رَسُولَ الله، لَغَيْرُ هَؤُلاءِ أحَقُّ مِنْهُمْ أهْلُ الصُّفَّةِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكُمْ تُخيِّرُونِي بَيْنَ أنْ تَسْألُونِي بِالفُحْشِ، وَبَيْنَ أنْ تُبخِّلُونِي وَلَسْتُ بِبَاخِلٍ» .
أخرجه أحمد (127)، ومسلم (2392).
2412 -
[ح](بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، وَحُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ العُزَّى) أخْبَرَهُ أنَّ عَبْدَ الله بْنَ السَّعْدِىِّ أخْبَرَهُ أنَّهُ، قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ فِي خِلافَتِهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: ألَمْ أُحَدَّثْ أنَّكَ تَلي مِنْ أعْمَالِ النَّاسِ أعْمَالًا، فَإِذَا أُعْطِيتَ العُمالَةَ كَرِهْتَهَا؟ قَالَ: فَقُلتُ: بَلَى، فَقَالَ عُمَرُ فَما تُرِيدُ إِلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: قُلتُ: إِنَّ لِي أفْرَاسًا وَأعْبُدًا، وَأنا بِخَيْرٍ، وَأُرِيدُ أنْ تكُونَ عُمالَتِي صَدَقَةً عَلَى المُسْلِمِينَ.
فَقَالَ عُمَرُ: فَلا تَفْعَل، فَإِنِّي قَدْ كُنْتُ أرَدْتُ الَّذِي أرَدْتَ، فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْطِينِي العَطَاءَ، فَأقُولُ أعْطِهِ أفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي، حَتَّى أعْطَانِي مَرَّةً مَالًا، فَقُلتُ:
أعْطِهِ أفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي، قَالَ: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «خُذْهُ فَتمَوَّلهُ، وَتَصَدَّقْ بِهِ، فَما جَاءَكَ مِنْ هَذَا المَالِ، وَأنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلا سَائِلٍ، فَخُذْهُ وَمَا لَا، فَلا تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ» .
أخرجه الحميدي (21)، وأحمد (100)، والدارمي (1771)، والبخاري (7163)، ومسلم (2372)، وأبو داود (1647)، والنسائي (2396).
2413 -
[ح] هِشَام بْن سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ، عَنْ أبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، يَقُولُ: أرْسَلَ إِليَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِمَالٍ فَرَدَدْتُهُ، قَالَ: فَلمَّا جِئْتُهُ، قَالَ:«مَا حَمَلَكَ عَلَى أنْ تَرُدَّ مَا أرْسَلتُ بِهِ إِلَيْكَ» .
قَالَ: قُلتُ: يَا رَسُولَ الله، قُلتَ لِي: إِنَّ خَيْرًا لَكَ أنْ لَا تَأخُذَ مِنَ النَّاسِ، قَالَ:«إنَّما ذَاكَ أنْ تَسْألَ النَّاسَ، وَمَا جَاءَكَ عَنْ غَيْرِ مَسْألَةٍ، فَإنَّما هُوَ رِزْقٌ رَزَقَكَهُ الله عز وجل» .
أخرجه ابن أبي شيبة (22407)، وعبد بن حميد (42)، وأبو يعلى (167).
2414 -
[ح] زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ، عَنْ أبِيهِ، أنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ وَهُوَ يَقُولُ: حَمَلتُ عَلَى فَرَسٍ عَتِيقٍ فِي سَبِيلِ الله، وَكَانَ الرَّجُلُ الَّذِي هُوَ عِنْدَهُ قَدْ أضَاعَهُ. فَأرَدْتُ أنْ أشْتَرِيَهُ مِنْهُ. وَظَننْتُ أنَّهُ بَائِعُهُ بِرُخْصٍ.
فَسَألتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «لَا تَشْتَرِهِ وَإِنْ أعْطَاكَهُ بِدِرْهَمٍ وَاحِدٍ. فَإِنَّ العَائِدَ فِي صَدَقَتِهِ، كَالكَلبِ يَعُودُ فِي قَيْئهِ» .
أخرجه مالك (766)، والحميدي (15)، وأحمد (258)، والبخاري (1490)، ومسلم (4170)، وابن ماجة (2390)، والنسائي (208)، وأبو يعلى (166).
2415 -
[ح] أبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ، قَالَ: جَاءَ نَاسٌ مِنْ أهْلِ الشَّامِ إِلَى عُمَرَ فَقَالُوا: إِنَّا قَدْ أصَبْنَا أمْوَالًا وَخَيْلًا وَرَقِيقًا نُحِبُّ أنْ يَكُونَ لَنا فِيهَا زَكَاةٌ وَطَهُورٌ، قَالَ: مَا فَعَلَهُ صَاحِبَايَ قَبْلي فَأفْعَلَهُ. وَاسْتَشَارَ أصْحَابَ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَفِيهِمْ عَلِيٌّ، فَقَالَ عَلِيٌّ:«هُوَ حَسَنٌ، إِنْ لَمْ يَكُنْ جِزْيَةً رَاتِبَةً يُؤْخَذُونَ بِهَا مِنْ بَعْدِكَ» .
أخرجه أحمد (82).
2416 -
[ح] يَحْيَى بْن أبِي كَثِيرٍ، ثني عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ بِوَادِي العَقِيقِ: «أتانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي، فَقَالَ: صَلِّ فِي هَذَا الوَادِي المُبَارَكِ وَقُلْ عُمْرَةٌ فِي حِجَّةٍ» .
أخرجه الحميدي (19)، وأحمد (161)، وعبد بن حميد (16)، والبخاري (1534)، وابن ماجة (2976)، وأبو داود (1800).
2417 -
[ح] أبِي وَائِلٍ، أنَّ الصُّبَيَّ بْنَ مَعْبَدٍ، كَانَ نَصْرَانِيًّا تَغْلِبِيًّا أعْرَابِييًّا فَأسْلَمَ، فَسَألَ: أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ فَقِيلَ لَهُ: «الجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله عز وجل» . فَأرَادَ أنْ يُجاهِدَ، فَقِيلَ لَهُ: حَجَجْتَ؟ فَقَالَ: لَا. فَقِيلَ: «حُجَّ وَاعْتَمِرْ ثُمَّ جَاهِدْ فَانْطَلَقَ» ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالحَوَائطِ أهَلَّ بِهِمَا جَمِيعًا
(1)
.
فَرَآهُ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ وَسَلمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ فَقَالا: لَهُوَ أضَلُّ مِنْ جَمَلِهِ أوْ مَا هُوَ بِأهْدَى مِنْ نَاقَتِهِ، فَانْطَلَقَ إِلَى عُمَرَ رضي الله عنه فَأخْبَرَهُ بِقَوْلهِمَا فَقَالَ: «هُدِيتَ
(1)
أي جمع بين الحج والعمرة.
لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم» قَالَ الحَكَمُ: فَقُلتُ لِأبِي وَائِلٍ: حَدَّثَكَ الصُّبَيُّ؟ فَقَالَ: نَعَمْ.
أخرجه الطيالسي (58 و 59)، والحميدي (18)، وابن أبي شيبة (14497)، وأحمد (83)، وابن ماجة (2970)، وأبو داود (1798)، والنسائي (3685).
2418 -
[ح] شُعْبَة، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ عُمارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أبِي مُوسَى، عَنْ أبِي مُوسَى، أنَّهُ كَانَ يُفْتِي بِالمُتْعَةِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: رُوَيْدَكَ بِبَعْضِ فُتيَاكَ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أحْدَثَ أمِيرُ المُؤْمِنِينَ فِي النُّسُكِ بَعْدَكَ، حَتَّى لَقِيَهُ بَعْدُ فَسَألَهُ فَقَالَ عُمَرُ قَدْ عَلِمْتُ «أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ فَعَلَهُ وَأصْحَابُهُ» وَلَكِنِّي كَرِهْتُ أنْ، يَظَلُّوا بِهِنَّ مُعَرِّسِينَ فِي الأرَاكِ ثُمَّ يَرُوحُونَ بِالحَجِّ تَقْطُرُ رُءُوسُهُمْ.
أخرجه أحمد (351)، ومسلم (2933)، وابن ماجة (2979)، والنسائي (3701).
2419 -
[ح] سُلَيمانَ الأعْمَشِ، حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: رَأيْتُ عُمَرَ نَظَرَ إِلَى الحَجَرِ، فَقَالَ:«أمَا وَالله لَوْلا أنِّي رَأيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلتُكَ» ثُمَّ قَبَّلَهُ.
أخرجه ابن أبي شيبة (14975)، وأحمد (99)، والبخاري (1597)، ومسلم (3046)، والترمذي (860)، والنسائي (3906).
2420 -
[ح] هِشَام بْن سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ، عَنْ أبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، يَقُولُ:«فِيمَ الرَّمَلانُ الآنَ، وَالكَشْفُ عَنِ المَناكِبِ، وَقَدْ أطَّأ الله الإِسْلامَ وَنَفَى الكُفْرَ وَأهْلَهُ، وَمَعَ ذَلِكَ لَا نَدَعُ شَيْئًا كُنَّا نَفْعَلُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم» .
أخرجه أحمد (317)، وابن ماجة (2952)، وأبو داود (1887)، وأبو يعلى (188).
2421 -
[ح] إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الأعْلَى، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: رَأيْتُ عُمَرَ يُقَبِّلُ الحَجَرَ، وَيَقُولُ:«إِنِّي لَأعْلَمُ أنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ، وَلَكِنِّي رَأيْتُ أبَا القَاسِمِ صلى الله عليه وسلم بِكَ حَفِيًّا» .
أخرجه الطيالسي (34)، وعبد الرزاق (9034)، وابن أبي شيبة (14978)، وأحمد (274)، ومسلم (3047)، والنسائي (3907)، وأبو يعلى (189).
2422 -
أبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: كَانَ أهْلُ الجَاهِلِيَّةِ لَا يُفِيضُونَ مِنْ جَمْعٍ حَتَّى يَقُولُوا: أشْرِقْ ثَبيرُ كَيمَا نُغِيرُ، فَلمَّا جَاءَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم «خَالَفَهُمْ فَكَانَ يَدْفَعُ مِنْ جَمْعٍ مِقْدَارَ صَلاةِ المُسْفِرِينَ بِصَلاةِ الغَدَاةِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ» .
أخرجه الطيالسي (63)، وأحمد (200)، والدارمي (2021)، والبخاري (1684)، وابن ماجة (3022)، وأبو داود (1938)، والترمذي (896)، والنسائي (4040).
2423 -
[ح] هِشَام بْن عُرْوَةَ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ مِنْ هَهُنَا، وَذَهَبَ النَّهَارُ مِنْ هَهُنَا فَقَدْ أفْطَرَ الصَّائِمُ» .
أخرجه عبد الرزاق (7595)، والحميدي (20)، وابن أبي شيبة (9034)، وأحمد (192)، والدارمي (1824)، والبخاري (1954)، ومسلم (2526)، وأبو داود (2351)، والترمذي (698)، والنسائي (3296)، وأبو يعلى (240).
2424 -
[ح] ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أبِي عُبيْدٍ مَوْلَى ابْنِ أزْهَرَ، قَالَ: شَهِدْتُ العِيدَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ فَصَلَّى، ثُمَّ انْصَرَفَ فَخَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: «إِنَّ هَذَيْنِ يَوْمَانِ
نَهَى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَنْ صِيَامِهِمَا: يَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ، وَالآخَرُ يَوْمٌ تَأكُلُونَ فِيهِ مِنْ نُسُكِكُمْ».
قَالَ أبو عُبيْدٍ ثُمَّ شَهِدْتُ العِيدَ مَعَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. فَجَاءَ فَصَلَّى، ثُمَّ انْصَرَفَ فَخَطَبَ. وَقَالَ: إِنَّهُ قَدِ «اجْتَمَعَ لَكُمْ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ. فَمَنْ أحَبَّ مِنْ أهْلِ العَالِيَةِ أنْ يَنْتَظِرَ الجُمُعَةَ فَليَنْتَظِرْهَا، وَمَنْ أحَبَّ أنْ يَرْجِعَ، فَقَدْ أذِنْتُ لَهُ» .
أخرجه مالك (491)، وعبد الرزاق (5636)، والحميدي (8)، والبخاري (5571)، وأبو يعلى (152).
2425 -
[ح] عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: لَقَدْ عَلِمْتُمْ أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ: «اطْلُبُوهَا فِي العَشْرِ الأوَاخِرِ وِتْرًا» .
أخرجه ابن أبي شيبة (8761)، وأحمد (85)، وأبو يعلى (165).
2426 -
[ح] ابْنِ سِيرِينَ، سَمِعَهُ مِنْ أبِي العَجْفَاءِ، سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: لَا تُغْلُوا صُدُقَ النِّسَاءِ، فَإنَّها لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَةً فِي الدُّنْيَا أوْ تَقْوَى فِي الآخِرَةِ لَكَانَ أوْلاكُمْ بِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «مَا أنْكَحَ شَيْئًا مِنْ بَنَاتِهِ وَلا نِسَائِهِ فَوْقَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وُقِيَّةً» .
أخرجه الطيالسي (64)، وعبد الرزاق (10400)، والحميدي (23)، وابن أبي شيبة (16628 وأحمد (340)، والدارمي (2341)، وأبو داود (2106)، وابن ماجة (1887)، والترمذي (1114 م)، والنسائي (5485).
- قال أبو عيسى التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وأبو العجفاء السلمي اسمه هرم، والأوقية عند أهل العلم أربعون درهمًا، وثنتا عشرة أوقية أربع مئة وثمانون درهمًا.
2427 -
[ح] الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أخْبَرَنِي عُبَيْدُ الله بْنُ عَبْدِ الله بْنِ أبِي ثَوْرٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: لَمْ أزَل حَرِيصًا عَلَى أنْ أسْألَ عُمَرَ بْنَ
الخَطَّابِ، عَنِ المَرْأتَيْنِ مِنْ أزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، اللَّتَيْنِ قَالَ الله تَعَالَى:{إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] حَتَّى حَجَّ وَحَجَجْتُ مَعَهُ، وَعَدَلَ وَعَدَلتُ مَعَهُ بِإِدَاوَةٍ فَتبَرَّزَ، ثُمَّ جَاءَ فَسَكَبْتُ عَلَى يَدَيْهِ مِنْهَا فَتوَضَّأ، فَقُلتُ لَهُ: يَا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ مَنِ المَرْأتَانِ مِنْ أزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، اللَّتَانِ قَالَ الله تَعَالَى:{إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4].
قَالَ: وَاعَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، هُما عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ عُمَرُ الحَدِيثَ يَسُوقُهُ قَالَ: كُنْتُ أنا وَجَارٌ لِي مِنَ الأنصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، وَهُمْ مِنْ عَوَالِي المَدِينَةِ، وَكُنَّا نَتنَاوَبُ النُّزولَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَينْزِلُ يَوْمًا وَأنْزِلُ يَوْمًا، فَإِذَا نَزَلتُ جِئْتُهُ بِمَا حَدَثَ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ اليَوْمِ مِنَ الوَحْيِ أوْ غَيْرِهِ.
وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلمَّا قَدِمْنَا عَلَى الأنْصَارِ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ، فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَأخُذْنَ مِنْ أدَبِ نِسَاءِ الأنْصَارِ.
فَصَخِبْتُ عَلَى امْرَأتِي فَرَاجَعَتْنِي، فَأنْكَرْتُ أنْ تُراجِعَنِي، قَالَتْ: وَلِمَ تُنْكِرُ أنْ أُرَاجِعَكَ؟ فَوَالله إِنَّ أزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيُراجِعْنَهُ، وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتهْجُرُهُ اليَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ، فَأفْزَعَنِي ذَلِكَ وَقُلتُ لَها: قَدْ خَابَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكِ مِنْهُنَّ، ثُمَّ جَمَعْتُ عَليَّ ثِيَابِي، فَنزَلتُ فَدَخَلتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلتُ لَها: أيْ حَفْصَةُ، أتُغَاضِبُ إِحْدَاكُنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اليَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَقُلتُ: قَدْ خِبْتِ وَخَسِرْتِ، أفَتأمَنِينَ أنْ يَغْضَبَ الله لِغَضَبِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم فَتهْلِكِي؟ لا تَسْتكْثِرِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَلا تُراجِعِيهِ
فِي شَيْءٍ وَلا تَهْجُرِيهِ، وَسَلِينِي مَا بَدَا لَكِ، وَلا يَغُرَّنَّكِ أنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أوْضَأ مِنْكِ وَأحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ عَائِشَةَ -.
قَالَ عُمَرُ: وَكُنَّا قَدْ تَحدَّثْنَا أنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ الخَيْلَ لِغَزْوِنَا، فَنزَلَ صَاحِبِي الأنْصَارِيُّ يَوْمَ نَوْبَتِهِ، فَرَجَعَ إِلَيْنَا عِشَاءً فَضَرَبَ بَابِي ضَرْبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: أثَمَّ هُوَ؟ فَفَزِعْتُ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: قَدْ حَدَثَ اليَوْمَ أمْرٌ عَظِيمٌ، قُلتُ: مَا هُوَ، أجَاءَ غَسَّانُ؟ قَالَ: لا، بَل أعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأهْوَلُ، طَلَّقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ، - وَقَالَ عُبيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ: سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ -.
فَقَالَ: اعْتَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أزْوَاجَهُ فَقُلتُ: خَابَتْ حَفْصَةُ وَخَسِرَتْ، قَدْ كُنْتُ أظُنُّ هَذَا يُوشِكُ أنْ يَكُونَ، فَجَمَعْتُ عَليَّ ثِيَابِي، فَصَلَّيْتُ صَلاةَ الفَجْرِ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَشْرُبَةً لَهُ فَاعْتَزَلَ فِيهَا، وَدَخَلتُ عَلَى حَفْصَةَ فَإِذَا هِيَ تَبْكِي، فَقُلتُ: مَا يُبْكِيكِ ألَمْ أكُنْ حَذَّرْتُكِ هَذَا، أطَلَّقَكُنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: لا أدْرِي، هَا هُوَ ذَا مُعْتَزِلٌ فِي المَشْرُبَةِ، فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ إِلَى المِنْبَرِ، فَإِذَا حَوْلَهُ رَهْطٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ، فَجَلَسْتُ مَعَهُمْ قَلِيلًا، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أجِدُ، فَجِئْتُ المَشْرُبَةَ الَّتِي فِيهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلتُ لِغُلامٍ لَهُ أسْوَدَ: اسْتَأذِنْ لِعُمَرَ، فَدَخَلَ الغُلامُ فَكَلَّمَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ رَجَعَ.
فَقَالَ: كَلَّمْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ، فَانْصَرَفْتُ حَتَّى جَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ المِنْبَرِ، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أجِدُ فَجِئْتُ فَقُلتُ لِلغُلامِ: اسْتَأذِنْ لِعُمَرَ، فَدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ، فَرَجَعْتُ فَجَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ
الَّذِينَ عِنْدَ المِنْبَرِ، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أجِدُ، فَجِئْتُ الغُلامَ فَقُلتُ: اسْتَأذِنْ لِعُمَرَ، فَدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ إِليَّ فَقَالَ: قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ، فَلمَّا وَلَّيْتُ مُنْصَرِفًا، قَالَ: إِذَا الغُلامُ يَدْعُونِي، فَقَالَ: قَدْ أذِنَ لَكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلتُ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَإِذَا هُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى رِمَالِ حَصِيرٍ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِرَاشٌ، قَدْ أثَّرَ الرِّمَالُ بِجَنْبِهِ، مُتَّكِئًا عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قُلتُ وَأنا قَائِمٌ: يَا رَسُولَ الله، أطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟
فَرَفَعَ إِليَّ بَصَرَهُ فَقَالَ: «لا» فَقُلتُ: الله أكْبَرُ، ثُمَّ قُلتُ وَأنا قَائِمٌ أسْتَأنِسُ: يَا رَسُولَ الله، لَوْ رَأيْتَنِي وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ، فَتبَسَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قُلتُ: يَا رَسُولَ الله لَوْ رَأيْتَنِي وَدَخَلتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلتُ لَهَا: لا يَغُرَّنَّكِ أنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أوْضَأ مِنْكِ، وَأحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ عَائِشَةَ - فَتبَسَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم تَبسُّمَةً أُخْرَى، فَجَلَسْتُ حِينَ رَأيْتُهُ تَبسَّمَ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي فِي بَيْتِهِ، فَوَالله مَا رَأيْتُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا يَرُدُّ البَصَرَ، غَيْرَ أهَبَةٍ ثَلاثَةٍ.
فَقُلتُ: يَا رَسُولَ الله ادْعُ الله فَليُوَسِّعْ عَلَى أُمَّتِكَ، فَإِنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ قَدْ وُسِّعَ عَلَيْهِمْ وَأُعْطُوا الدُّنْيَا، وَهُمْ لا يَعْبُدُونَ الله، فَجَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَقَالَ:«أوَفِي هَذَا أنْتَ يَا ابْنَ الخَطَّابِ، إِنَّ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلُوا طَيِّباتِهمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا» فَقُلتُ: يَا رَسُولَ الله اسْتَغْفِرْ لِي، فَاعْتَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ مِنْ أجْلِ ذَلِكَ الحَدِيثِ حِينَ أفْشَتْهُ حَفْصَةُ إِلَى عَائِشَةَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، وَكَانَ قَالَ:«مَا أنا بِدَاخِلٍ عَلَيْهِنَّ شَهْرًا» مِنْ شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عَلَيْهِنَّ حِينَ عَاتَبَهُ الله، فَلمَّا مَضَتْ تِسْعٌ
وَعِشْرُونَ لَيْلَةً دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَبَدَأ بِهَا، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّكَ كُنْتَ قَدْ أقْسَمْتَ أنْ لا تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا، وَإنَّما أصْبَحْتَ مِنْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً أعُدُّهَا عَدًّا، فَقَالَ:«الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً» .
فَكَانَ ذَلِكَ الشَّهْرُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، قَالَتْ عَائِشَةُ: ثُمَّ أنْزَلَ الله تَعَالَى آيَةَ التَّخَيُّرِ، فَبَدَأ بِي أوَّلَ امْرَأةٍ مِنْ نِسَائِهِ فَاخْتَرْتُهُ، ثُمَّ خَيَّرَ نِسَاءَهُ كُلَّهُنَّ فَقُلنَ مِثْلَ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ.
أخرجه البخاري (5191)، والبزار في «البحر الزخار» . (206)، والترمذي (3318)
[ورواه] يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، [ورواه] يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، أنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، يُحدِّثُ أنَّهُ قَالَ: مَكَثْتُ سَنَةً أُرِيدُ أنْ أسْألَ عُمَرَ ابْنَ الخَطَّابِ عَنْ آيَةٍ، فَمَا أسْتَطِيعُ أنْ أسْألَهُ هَيْبَةً لَهُ، .. الحديث [بنحوه، وفيه]:
فَقَالَتْ حَفْصَةُ: وَالله إِنَّا لَنُرَاجِعُهُ، فَقُلتُ: تَعْلَمِينَ أنِّي أُحَذِّرُكِ عُقُوبَةَ الله، وَغَضَبَ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، يَا بُنيَّةُ لا يَغُرَّنَّكِ هَذِهِ الَّتِي أعْجَبَهَا حُسْنُهَا حُبُّ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إِيَّاهَا - يُرِيدُ عَائِشَةَ - قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى دَخَلتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ لِقَرَابَتِي مِنْهَا.
فَكَلَّمْتُها فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: عَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ الخَطَّابِ، دَخَلتَ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَبْتَغِيَ أنْ تَدْخُلَ بَيْنَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَأزْوَاجِهِ، فَأخَذَتْنِي وَالله أخْذًا كَسَرَتْنِي عَنْ بَعْضِ مَا كُنْتُ أجِدُ، فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهَا، وَكَانَ لِي صَاحِبٌ مِنَ الأنْصَارِ إِذَا غِبْتُ أتَانِي بِالخبَرِ
…
[وفيه]: فَرَأيْتُ أثَرَ الحَصِيرِ فِي جَنْبِهِ فَبَكَيْتُ، فَقَالَ:«مَا يُبْكِيكَ» فَقُلتُ: يَا رَسُولَ الله إِنَّ كِسْرَى وَقَيْصَرَ فِيمَا هُما فِيهِ، وَأنْتَ رَسُولُ الله، فَقَالَ:«أمَا تَرْضَى أنْ تَكُونَ لهُمُ الدُّنْيَا وَلَنا الآخِرَةُ» .
أخرجه الطيالسي (23)، وأحمد (339)، والبخاري (4913)، ومسلم (3685)، وأبو يعلى (163).
[تنبيه] أخرت هذا على الذي قبله ليستقيم الاختصار.
2428 -
[ح] عَمْرٍو بنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ذُكِرَ لِعُمَرَ أنَّ سَمُرَةَ - وَقَالَ مَرَّةً بَلَغَ عُمَرَ أنَّ سَمُرَةَ - بَاعَ خَمْرًا، قَالَ: قَاتَلَ الله سَمُرَةَ، إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لَعَنَ الله اليَهُودَ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ فَجَمَلُوهَا فَباعُوهَا» .
أخرجه عبد الرزاق (10046)، والحميدي (13)، وابن أبي شيبة (22035)، وأحمد (170)، والدارمي (2240)، والبخاري (2223)، ومسلم (4055)، وابن ماجة (3383)، والنسائي (4569)، وأبو يعلى (200).
2429 -
[ح] ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أوْسِ بْنِ الحَدَثَانِ النَّصْرِيِّ أنه أخبره، أنَّهُ التَمَسَ صَرْفًا بِمِائَةِ دِينَارٍ، قَالَ: فَدَعَانِي طَلحَةُ بْنُ عُبَيْدِ الله فَترَاوَضْنَا حَتَّى اصْطَرَفَ مِنِّي فأخَذَ الذَّهَبَ يُقَلِّبُها فِي يَدِهِ، وقَالَ: حَتَّى يَأتِيَ خَازِنِي مِنْ الغَابَةِ وَعُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ يَسْمَعُ، فَقَالَ عُمَرُ: وَالله لا تُفَارِقْهُ حَتَّى تَأخُذَ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ عمر: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «الذَّهَبُ بِالوَرِقِ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ، وَالبُرُّ بِالبُرِّ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ» .
أخرجه مالك (1856)، وعبد الرزاق (14541)، والحميدي (12)، وابن أبي شيبة (22928)، وأحمد (162)، والدارمي (2741)، والبخاري (2174)، ومسلم (4064)، وابن ماجة (2253)، وأبو داود (3348)، والترمذي (1243)، والنسائي (6105)، وأبو يعلى (149).
- وقال أبو عيسى التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
2430 -
[ح] الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أوْسِ بْنِ الحَدَثَانِ النَّصْرِيُّ، أنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه دَعَاهُ، إِذْ جَاءَهُ حَاجِبُهُ يَرْفَا، فَقَالَ: هَل لَكَ فِي عُثْمَانَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالزُّبَيْرِ، وَسَعْدٍ يَسْتَأذِنُونَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ فَأدْخِلهُمْ، فَلَبِثَ قَلِيلًا ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: هَل لَكَ فِي عَبَّاسٍ، وَعَلِيٍّ يَسْتَأذِنَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ.
فَلمَّا دَخَلا قَالَ عَبَّاسٌ: يَا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا، وَهُما يَخْتَصِمَانِ فِي الَّذِي أفَاءَ الله عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَنِي النَّضِيرِ، فَاسْتَبَّ عَلِيٌّ، وَعَبَّاسٌ، فَقَالَ الرَّهْطُ: يَا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ اقْضِ بَيْنَهُما، وَأرِحْ أحَدَهُما مِنَ الآخَرِ، فَقَالَ عُمَرُ: اتَّئِدُوا أنْشُدُكُمْ بِالله الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ، هَل تَعْلَمُونَ أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«لا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» يُرِيدُ بِذَلِكَ نَفْسَهُ؟ قَالُوا: قَدْ قَالَ ذَلِكَ.
فَأقْبَلَ عُمَرُ عَلَى عَبَّاسٍ، وَعَلِيٍّ فَقَالَ: أنْشُدُكُمَا بِالله، هَل تَعْلَمَانِ أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَدْ قَالَ ذَلِكَ؟ قَالا: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا الأمْرِ، إِنَّ الله سُبْحَانَهُ كَانَ خَصَّ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الفَيْءِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أحَدًا غَيْرَهُ، فَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ:{وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} إِلَى قَوْلِهِ: {قَدِيرٌ} الحشر: 6]، فَكَانَتْ هَذِهِ خَالِصَةً لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ وَالله مَا احْتَازَهَا دُونكُمْ، وَلا اسْتَأثَرَهَا عَلَيْكُمْ، لَقَدْ أعْطَاكُمُوهَا وَقَسَمَهَا فِيكُمْ حَتَّى بَقِيَ هَذَا المَالُ مِنْهَا.
فَكَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُنْفِقُ عَلَى أهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهمْ مِنْ هَذَا المَالِ، ثُمَّ يَأخُذُ مَا بَقِيَ فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ الله، فَعَمِلَ ذَلِكَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حَيَاتَهُ، ثُمَّ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم،
فَقَالَ أبو بَكْرٍ: فَأنا وَلِيُّ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَبَضَهُ أبو بَكْرٍ فَعَمِلَ فِيهِ بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، وَأنْتُمْ حِينَئِذٍ، فَأقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ، وَعَبَّاسٍ وَقَالَ: تَذْكُرَانِ أنَّ أبَا بَكْرٍ فِيهِ كَمَا تَقُولانِ، وَالله يَعْلَمُ: إِنَّهُ فِيهِ لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلحَقِّ؟
ثُمَّ تَوَفَّى الله أبَا بَكْرٍ، فَقُلتُ: أنا وَلِيُّ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَأبِي بَكْرٍ، فَقَبَضْتُهُ سَنَتيْنِ مِنْ إِمَارَتِي أعْمَلُ فِيهِ بِمَا عَمِلَ فِيهِ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، وَأبو بَكْرٍ، وَالله يَعْلَمُ: أنِّي فِيهِ صَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلحَقِّ؟ ثُمَّ جِئْتُمانِي كِلاكُما، وَكَلِمَتُكُما وَاحِدَةٌ وَأمْرُكُما جَمِيعٌ، فَجِئْتَنِي - يَعْنِي عَبَّاسًا - فَقُلتُ لَكُما: إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«لا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» .
فَلمَّا بَدَا لِي أنْ أدْفَعَهُ إِلَيْكُما قُلتُ: إِنْ شِئْتُما دَفَعْتُهُ إِلَيكُما، عَلَى أنَّ عَلَيكُما عَهْدَ الله وَمِيثَاقَهُ: لَتَعْمَلانِ فِيهِ بِمَا عَمِلَ فِيهِ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَأبو بَكْرٍ وَمَا عَمِلتُ فِيهِ مُنْذُ وَلِيتُ، وَإِلَّا فَلا تُكَلِّمانِي، فَقُلتُما ادْفَعْهُ إِلَيْنَا بِذَلِكَ، فَدَفَعْتُهُ إِلَيْكُما، أفَتلتَمِسَانِ مِنِّي قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ، فَوَالله الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ، لا أقْضِي فِيهِ بِقَضَاءٍ غَيْرِ ذَلِكَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فَإِنْ عَجَزْتُما عَنْهُ فَادْفَعَا إِليَّ فَأنا أكْفِيكُماهُ.
قَالَ: فَحَدَّثْتُ هَذَا الحَدِيثَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: صَدَقَ مَالِكُ بْنُ أوْسٍ: أنا سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، تَقُولُ: أرْسَلَ أزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عُثْمَانَ إِلَى أبِي بَكْرٍ، يَسْألنَهُ ثُمُنَهُنَّ مِمَّا أفَاءَ الله عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم فَكُنْتُ أنا أرُدُّهُنَّ، فَقُلتُ لَهُنَّ: ألا تَتَّقِينَ الله، ألَمْ تَعْلَمْنَ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:«لا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ - يُرِيدُ بِذَلِكَ نَفْسَهُ - إنَّما يَأكُلُ آلُ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا المَالِ» فَانْتَهَى أزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَا أخْبَرَتْهُنَّ.
قَالَ: فَكَانَتْ هَذِهِ الصَّدَقَةُ بِيَدِ عَلِيٍّ، مَنَعَهَا عَلِيٌّ عَبَّاسًا فَغَلَبَهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ كَانَ بِيَدِ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، ثُمَّ بِيَدِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، ثُمَّ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، وَحَسَنِ بْنِ حَسَنٍ، كِلاهُما كَانَا يَتَدَاوَلانِهَا، ثُمَّ بِيَدِ زَيْدِ بْنِ حَسَنٍ، وَهِيَ صَدَقَةُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم حَقًّا.
أخرجه عبد الرزاق (9772)، وأحمد (172)، والبخاري (4033)، ومسلم (4598)، وأبو داود (2963)، والترمذي (1610)، والنسائي (6273)، وأبو يعلى (2).
2431 -
[ح] سَعِيدِ بْنِ أبِي هِلالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، أنَّ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ الله، وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا، وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ، فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا فَأمَرَ بِهِ فَجُلِدَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: اللَّهُمَّ العَنْهُ، مَا أكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«لا تَلعَنُوهُ، فَوَالله مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ يُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ» .
أخرجه البخاري (6780)، وأبو يعلى (176).
2432 -
[ح] ابْن شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، أخْبَرَهُ أنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَجَعَ إِلَى رَحْلِهِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَكُنْتُ أُقْرِئُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَوَجَدَنِي وَأنا أنْتَظِرُهُ، وَذَلِكَ بِمِنًى فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنَّ رَجُلًا أتَى عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يَقُولُ لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ بَايَعْتُ فُلَانًا. فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي قَائِمٌ العَشِيَّةَ فِي النَّاسِ، فَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أنْ يَغْصِبُوهُمْ أمْرَهُمْ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَقُلتُ: يَا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، لَا تَفْعَل
فَإِنَّ المَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ، وَغَوْغَاءَهُمْ، وَإِنَّهُمُ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى مَجْلِسِكَ إِذَا قُمْتَ فِي النَّاسِ، فَأخْشَى أنْ تَقُولَ مَقَالَةً يَطِيرُ بِهَا أُولَئِكَ فَلَا يَعُوهَا، وَلَا يَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا، وَلَكِنْ حَتَّى تَقْدَمَ المَدِينَةَ فَإنَّها دَارُ الِهجْرَةِ وَالسُّنَّةِ، وَتَخْلُصَ بِعُلَمَاءِ النَّاسِ وَأشْرَافِهمْ، فَتقُولَ مَا قُلتَ مُتَمَكِّنًا فَيَعُونَ مَقَالَتكَ وَيَضَعُونَها مَوَاضِعَهَا.
فَقَالَ عُمَرُ: لَئِنْ قَدِمْتُ المَدِينَةَ صَالِحًا لَأُكَلِّمَنَّ بِهَا النَّاسَ فِي أوَّلِ مَقَامٍ أقُومُهُ، فَلمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ فِي عَقِبِ ذِي الحِجَّةِ، وَكَانَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، عَجَّلتُ الرَّوَاحَ صَكَّةَ الأعْمَى، - فَقُلتُ لمَالِكٍ: وَمَا صَكَّةُ الأعْمَى؟ قَالَ: إِنَّهُ لَا يُبالِي أيَّ سَاعَةٍ خَرَجَ، لَا يَعْرِفُ الحَرَّ وَالبَرْدَ وَنَحْوَ هَذَا - فَوَجَدْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ عِنْدَ رُكْنِ المِنْبَرِ الأيْمَنِ قَدْ سَبَقَنِي، فَجَلَسْتُ حِذَاءَهُ تحُكُّ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ، فَلَمْ أنْشَبْ أنْ طَلَعَ عُمَرُ، فَلمَّا رَأيْتُهُ
قُلتُ: لَيقُولَنَّ العَشِيَّةَ عَلَى هَذَا المِنْبَرِ مَقَالَةً مَا قَالَهَا عَلَيْهِ أحَدٌ قَبْلَهُ. قَالَ: فَأنْكَرَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ ذَلِكَ، فَقَالَ: مَا عَسَيْتَ أنْ يَقُولَ مَا لَمْ يَقُل أحَدٌ، فَجَلَسَ عُمَرُ عَلَى المِنْبَرِ، فَلمَّا سَكَتَ المُؤذِّنُ، قَامَ فَأثْنَى عَلَى الله بِمَا هُوَ أهْلُهُ ثُمَّ قَالَ: أمَّا بَعْدُ، أيُّها النَّاسُ، فَإِنِّي قَائِلٌ مَقَالَةً قَدْ قُدِّرَ لِي أنْ أقُولَها، لَا أدْرِي لَعَلَّهَا بَيْنَ يَدَيْ أجَلي، فَمَنْ وَعَاهَا وَعَقَلَهَا فَليُحَدِّثْ بِهَا حَيْثُ انْتَهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، وَمَنْ لَمْ يَعِهَا فَلَا أُحِلُّ لَهُ أنْ يَكْذِبَ عَليَّ.
إِنَّ الله تبارك وتعالى بَعَثَ مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلم بِالحقِّ، وَأنْزَلَ عَلَيْهِ الكِتَابَ، وَكَانَ مِمَّا أنْزَلَ عَلَيْهِ آيةُ الرَّجْمِ فَقَرَأنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا «وَرَجَمَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ» فَأخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أنْ يَقُولَ قَائِلٌ لَا نَجِدُ آيةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ الله عَزَّ
وَجَلَّ، فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ قَدْ أنْزَلَها الله عز وجل، فَالرَّجْمُ فِي كِتَابِ الله حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، إِذَا قَامَتِ البَيِّنةُ أوِ الحَبلُ أوِ الِاعْتِرَافُ، ألَا وَإِنَّا قَدْ كُنَّا نَقْرَأُ: لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبائِكُمْ، فَإِنَّ كُفْرًا بِكُمْ أنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبائِكُمْ. ألَا وَإِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لَا تُطْرُونِي كَمَا أُطْرِيَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام، فَإنَّما أنا عَبْدُ الله فَقُولُوا عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ» وَقَدْ بَلَغَنِي أنَّ قَائِلًا مِنْكُمْ يَقُولُ: لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ بَايَعْتُ فُلانًا، فَلا يَغْتَرَّنَّ امْرُؤٌ أنْ يَقُولَ إِنَّ بَيْعَةَ أبِي بَكْرٍ رضي الله عنه كَانَتْ فَلتَةً، ألا وَإنَّها كَانَتْ كَذَلِكَ، ألَا وإِنَّ الله عز وجل وَقَى شَرَّهَا وَلَيْسَ فِيكُمُ اليَوْمَ مَنْ تُقْطَعُ إِلَيْهِ الأعْنَاقُ، مِثْلُ أبِي بَكْرٍ ألَا وَإِنَّهُ كَانَ مِنْ خَبَرِنَا حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم.
أنَّ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ وَمَنْ كَانَ مَعَهُما تَخلَّفُوا فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ رضي الله عنها بِنْتِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَتَخلَّفَتْ عَنَّا الأنْصَارُ بِأجْمَعِهَا فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، وَاجْتَمَعَ المُهاجِرُونَ إِلَى أبِي بَكْرٍ، فَقُلتُ لَهُ: يَا أبا بَكْرٍ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا مِنَ الأنْصَارِ، فَانْطَلَقْنَا نَؤُمُّهُمْ حَتَّى لَقِيَنَا رَجُلانِ صَالحَانِ، فَذَكَرَا لَنا الَّذِي صَنَعَ القَوْمُ، فَقَالا: أيْنَ تُرِيدُونَ يَا مَعْشَرَ المُهاجِرِينَ، فَقُلتُ: نُرِيدُ إِخْوَانَنَا هَؤُلاءِ مِنَ الأنْصَارِ، فَقَالا: لَا عَلَيْكُمْ أنْ لَا تَقْرَبُوهُمْ، وَاقْضُوا أمْرَكُمْ يَا مَعْشَرَ المُهَاجِرِينَ. فَقُلتُ: وَالله لَنأتِيَنَّهُمْ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى جِئْنَاهُمْ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَإِذَا هُمْ مُجتَمِعُونَ وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ رَجُلٌ مُزَمَّلٌ، فَقُلتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: سَعْدُ بْنُ عُبادَةَ، فَقُلتُ: مَا لَهُ؟ قَالُوا: وَجِعٌ، فَلمَّا جَلَسْنَا قَامَ خَطِيبُهُمْ فَأثْنَى عَلَى الله عَزَّ
وَجَلَّ بِمَا هُوَ أهْلُهُ، وَقَالَ: أمَّا بَعْدُ فَنَحْنُ أنْصَارُ الله عز وجل، وَكَتيبَةُ الإِسْلامِ، وَأنْتُمْ يَا مَعْشَرَ المُهاجِرِينَ رَهْطٌ مِنَّا وَقَدْ دَفَّتْ دَافَّةٌ، مِنْكُمْ يُرِيدُونَ أنْ يَخْزِلُونَا مِنْ أصْلِنَا وَيَحْضُنُونَا مِنَ الأمْرِ، فَلمَّا سَكَتَ أرَدْتُ أنْ أتكَلَّمَ، وَكُنْتُ قَدْ زَوَّرْتُ مَقَالَةً أعْجَبَتْنِي، أرَدْتُ أنْ أقُولَها بَيْنَ يَدَيْ أبِي بَكْرٍ، وَقَدْ كُنْتُ أُدَارِي مِنْهُ بَعْضَ الحَدِّ، وَهُوَ كَانَ أحْلَمَ مِنِّي وَأوْقَرَ.
فَقَالَ أبو بَكْرٍ: عَلَى رِسْلِكَ، فَكَرِهْتُ أنْ أُغْضِبَهُ، وَكَانَ أعْلَمَ مِنِّي وَأوْقَرَ، وَالله مَا تَرَكَ مِنْ كَلِمَةٍ أعْجَبَتْنِي فِي تَزْوِيرِي إِلَّا قَالَهَا فِي بَدِيهتِهِ، وَأفْضَلَ حَتَّى سَكَتَ، فَقَالَ: أمَّا بَعْدُ فَمَا ذَكَرْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَأنْتُمْ أهْلُهُ، وَلَمْ تَعْرِفِ العَرَبُ هَذَا الأمْرَ إِلَّا لهِذَا الحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ، هُمْ أوْسَطُ العَرَبِ نَسَبًا وَدَارًا، وَقَدْ رَضِيتُ لَكُمْ أحَدَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ، أيَّهُما شِئْتُمْ، وَأخَذَ بِيَدِي وَبِيَدِ أبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الجَرَّاحِ فَلَمْ أكْرَهْ مِمَّا قَالَ غَيْرَهَا، وَكَانَ وَالله أنْ أُقدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي، لَا يُقَرِّبُنِي ذَلِكَ إِلَى إِثْمٍ أحَبَّ إِليَّ مِنْ أنْ أتَأمَّرَ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ أبو بَكْرٍ، إِلَّا أنْ تَغَيَّرَ نَفْسِي عِنْدَ المَوْتِ.
فَقَالَ قَائِلٌ مِنَ الأنْصَارِ: أنا جُذَيْلُهَا المُحَكَّكُ وَعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ، مِنَّا أمِيرٌ وَمِنْكُمْ أمِيرٌ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، - فَقُلتُ لمَالِكٍ: مَا مَعْنَى أنا جُذَيْلُهَا المُحَكَّكُ، وَعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ؟ قَالَ: كَأنَّهُ يَقُولُ أنا دَاهِيَتُها -، قَالَ: وَكَثُرَ اللَّغَطُ، وَارْتَفَعَتِ الأصْوَاتُ حَتَّى خَشِيتُ الِاخْتِلافَ، فَقُلتُ: ابْسُطْ يَدَكَ يَا أبَا بَكْرٍ، فَبسَطَ يَدَهُ فَبايَعْتُهُ، وَبَايَعَهُ المُهَاجِرُونَ، ثُمَّ بَايَعَهُ الأنْصَارُ، وَنَزَوْنَا عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبادَةَ.
فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: قَتلتُمْ سَعْدًا، فَقُلتُ: قَتلَ الله سَعْدًا، وَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: أمَا وَالله مَا وَجَدْنَا فِيمَا حَضَرْنَا أمْرًا هُوَ أقْوَى مِنْ مُبَايَعَةِ أبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، خَشِينَا إِنْ فَارَقْنَا القَوْمَ، وَلَمْ تَكُنْ بَيْعَةٌ، أنْ يُحدِثُوا بَعْدَنَا بَيْعَةً، فَإِمَّا أنْ نُتابِعَهُمْ عَلَى مَا لَا نَرْضَى، وَإِمَّا أنْ نُخَالِفَهُمْ فَيَكُونَ فِيهِ فَسَادٌ، فَمَنْ بَايَعَ أمِيرًا عَنْ غَيْرِ مَشُورَةِ المُسْلِمِينَ فَلا بَيْعَةَ لَهُ، وَلا بَيْعَةَ لِلَّذِي بَايَعَهُ، تَغِرَّةً أنْ يُقْتَلا.
قَالَ مَالِكٌ، وَأخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أنَّ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ لَقِيَاهُما: عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ وَمَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ، أنَّ الَّذِي قَالَ: أنا جُذَيْلُهَا المُحَكَّكُ وَعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ: الحُبابُ بْنُ المُنْذِرِ.
أخرجه مالك (2381)، وعبد الرزاق (9758)، والحميدي (25)، وابن أبي شيبة (29371)، وأحمد (154)، والدارمي (2473)، والبخاري (6830)، ومسلم (4436)، وابن ماجة (2553)، وأبو داود (4418)، والترمذي (1432)، والنسائي (7118)، وأبو يعلى (151).
2433 -
[ح] يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ، أنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: لمَّا صَدَرَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، مِنْ مِنًى أناخَ بِالأبْطَحِ ثُمَّ كَوَّمَ كَوْمَةً بَطْحَاءَ ثُمَّ طَرَحَ عَلَيْهَا رِدَاءَهُ. وَاسْتَلقَى. ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ:«اللَّهُمَّ كَبِرَتْ سِنِّي، وَضَعُفَتْ قُوَّتِي، وَانْتَشَرَتْ رَعِيَّتي، فَاقْبِضْني إِلَيْكَ غَيْرَ مُضَيِّعٍ، وَلَا مُفَرِّطٍ» .
ثُمَّ قَدِمَ المَدِينَةَ فَخَطَبَ النَّاسَ. فَقَالَ: «أيُّهَا النَّاسُ قَدْ سُنَّتْ لَكُمُ السُّنَنُ، وَفُرِضَتْ لَكُمُ الفَرَائِضُ، وَتُرِكْتُمْ عَلَى الوَاضِحَةِ، إِلَّا أنْ تَضِلُّوا بِالنَّاسِ يَمِينًا وَشِمَالًا» وَضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى، ثُمَّ قَالَ: «إِيَّاكُمْ أنْ تَهْلِكُوا عَنْ آيةِ
الرَّجْمِ» أنْ يَقُولَ قَائِلٌ لَا نَجِدُ حَدَّيْنِ فِي كِتَابِ الله. فَقَدْ رَجَمَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم. وَرَجَمْنَا. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا أنْ يَقُولَ النَّاسُ: زَادَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ فِي كِتَابِ الله تَعَالَى لَكَتَبْتُها - الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ فَارْجُمُوهُما ألبَتَّةَ - فَإِنَّا قَدْ قَرَأناهَا.
قَالَ مَالِكٌ: قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: ، قَالَ سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ:«فَما انْسَلَخَ ذُو الحِجَّةِ حَتَّى قُتِلَ عُمَرُ رحمه الله» .
أخرجه مالك (2383)، وابن أبي شيبة (29374)، وأحمد (249)، والترمذي (1431).
2434 -
[ح] ابْن إِدْرِيسَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أبِيهِ، قَالَ: أتَيْتُ عُمَرَ رضي الله عنه وَهُوَ بِالمَوْسِمِ مِنْ وَرَاءِ الفُسْطَاطِ: ألَا إِنِّي فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ الجَرْمِيُّ، وَإِنَّ ابْنَ أُخْتٍ لَنا عَانَ فِي بَنِي فُلَانٍ، وَقَدْ عَرَضْنَا عَلَيْهِ قَضِيَّةَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ أنَّ القَضِيَّةَ كَانَتْ أرْبَعًا مِنَ الإِبِلِ» .
أخرجه ابن أبي شيبة (29700)، وأبو يَعلى (169).
2435 -
[ح] أبِي حَيَّان التَّيْمي [يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَيَّانَ]، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَحَمِدَ اللهَ وَأثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أمَّا بَعْدُ، ألَا وَإِنَّ الخَمْرَ نَزَلَ تَحْرِيمُهَا يَوْمَ نَزَلَ وَهِيَ مِنْ خَمْسَةِ أشْيَاءَ مِنَ الحِنْطَةِ، وَالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرِ، وَالزَّبِيبِ، وَالعَسَلِ - وَالخَمْرُ: مَا خَامَرَ العَقْلَ - وَثَلَاثَةُ أشْيَاءَ، وَدِدْتُ أيُّها النَّاسُ أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، كَانَ عَهِدَ إِلَيْنَا فِيهَا الجَدُّ، وَالكَلَالَةُ، وَأبْوَابٌ مِنْ أبْوَابِ الرِّبَا.
أخرجه عبد الرزاق (17049)، وابن أبي شيبة (24224)، والبخاري (4619)، ومسلم (7662)، وأبو داود (3669)، والنسائي (5068).
2436 -
[ح](عَاصِمٍ الأحْوَلِ، وَقَتادَةَ) قَالَ: سَمِعْتُ أبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ، قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ وَنَحْنُ بِأذْرَبِيجَانَ مَعَ عُتْبةَ بْنِ فَرْقَدٍ، أوْ بِالشَّامِ: أمَّا بَعْدُ فَإِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم «نَهَى عَنِ الحَرِيرِ، إِلَّا هَكَذَا، إِصْبُعَيْنِ» قَالَ أبو عُثْمَانَ: فَمَا عَتَّمْنَا إِلَّا أنَّهُ الأعْلامُ.
أخرجه ابن أبي شيبة (25143)، وأحمد (356)، والبخاري (5828)، ومسلم (5462)، وابن ماجة (2820)، وأبو داود (4042)، والنسائي (9549)، وأبو يعلى (213).
2437 -
[ح](أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ عَبْدِ الله، وَخَلِيفَةَ بْنِ كَعْبٍ أبِي ذِبْيَانَ) سَمِعْتُ عَبْدَ الله بْنَ الزُّبَيْرِ، يَقُولُ: لَا تُلبِسُوا نِسَاءَكُمُ الحَرِيرَ فَإِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يُحدِّثُ يَقُولُ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قَالَ: «مَنْ لَبِسَ الحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا، لَمْ يَلبَسْهُ فِي الآخِرَةِ» .
وقَالَ عَبْدُ الله بْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ عِنْدِهِ: وَمَنْ لَمْ يَلبَسْهُ فِي الآخِرَةِ، لَمْ يَدْخُلِ الجنَّة، قَالَ الله تَعَالَى:{وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}
[الحج: 23].
أخرجه الطيالسي (43)، وابن أبي شيبة (25148)، وأحمد (123)، والبخاري (5834)، ومسلم (5461)، والنسائي (9512).
2438 -
[ح] يَحْيَى بْنِ أبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ، قَالَ: سَألتُ عَائِشَةَ عَنِ الحَرِيرِ فَقَالَتْ: ائْتِ ابْنَ عَبَّاسٍ فَسَلهُ، قَالَ: فَسَألتُهُ فَقَالَ: سَلْ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: فَسَألتُ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: أخْبَرَنِي أبو حَفْصٍ يَعْنِي عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ: أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّما يَلبَسُ الحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا مَنْ لا خَلاقَ لَهُ فِي الآخِرَةِ» فَقُلتُ: صَدَقَ، وَمَا كَذَبَ أبو حَفْصٍ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أحمد (321)، والبخاري (5835)، والنسائي (9517).
2439 -
[ح] عَاصِم بْن مُحمَّدٍ، عَنْ أبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: لَا أعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَهُ، قَالَ: يَقُولُ الله تبارك وتعالى: «مَنْ تَوَاضَعَ لِي هَكَذَا، وَجَعَلَ يَزِيدُ بَاطِنَ كَفِّهِ إِلَى الأرْضِ، وَأدْنَاهَا إِلَى الأرْضِ، رَفَعْتُهُ هَكَذَا، وَجَعَلَ بَاطِنَ كَفِّهِ إِلَى السَّمَاءِ، وَرَفَعَهَا نَحْوَ السَّمَاءِ» .
أخرجه أحمد (309)، وأبو يَعلى (187).
2440 -
[ح](سُفْيَان بْن سَعِيدٍ الثَّوْرِيّ، وَشُعْبَةَ بْنِ الحَجَّاجِ) عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبيْدِ الله، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أنَّهُ اسْتَأذَنهُ فِي العُمْرَةِ فَأذِنَ لَهُ، وقَالَ:«يَا أخِي، لَا تَنْسَنَا مِنْ دُعَائِكَ» وَقَالَ بَعْدُ فِي المَدِينَةِ: . «يَا أخِي، أشْرِكْنَا فِي دُعَائِكَ» فَقَالَ عُمَرُ: مَا أُحِبُّ أنَّ لِي بِهَا مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، لِقَوْلِهِ:«يَا أخِي» .
أخرجه أحمد (195)، وابن ماجة (2894)، وأبو داود (1498)، والترمذي (3562).
- قال أبو عيسى التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
- قلت: عاصم ضعيف، وكأن شعبة وسفيان ينتقيان من حديثه، وتصحيح الترمذي قوي ما لم يخالف.
2441 -
[ح] الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، أنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الحَارِثِ لَقِيَ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ بِعُسْفَانَ، وَكَانَ عُمَرُ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى مَكَّةَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أهْلِ الوَادِي؟ قَالَ: اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمُ ابْنَ أبْزَى، فقَالَ: وَمَا ابْنُ أبْزَى؟ فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ مَوَالِينَا، فَقَالَ عُمَرُ اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى؟ فَقَالَ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ الله عَالِمٌ بِالفَرَائِضِ قَاضٍ، فَقَالَ عُمَرُ أمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم قَدْ قَالَ:«إِنَّ الله يَرْفَعُ بِهَذَا الكِتَابِ أقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ» .
أخرجه عبد الرزاق (20944)، وأحمد (232)، والدارمي (3630)، ومسلم (1849)، وابن ماجة (218).
2442 -
[ح] الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أنَّ عُمَرَ ابْنَ الخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، يَقْرَأُ سُورَةَ الفُرْقَانِ فَقَرَأ فِيهَا حُرُوفًا لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ الله أقْرَأنِيهَا، قَالَ: فَأرَدْتُ أنْ أُسَاوِرَهُ وأنا فِي الصَّلاةِ، فَلمَّا فَرَغَ، قُلتُ: مَنْ أقْرَأكَ هَذِهِ القِرَاءَةَ؟ قَالَ: رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، قُلتُ: كَذَبْتَ، وَالله مَا هَكَذَا أقْرَأكَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، فَأخَذْتُ بِيَدِهِ أقُودُهُ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَقُلتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّكَ أقْرَأتَنِي سُورَةَ الفُرْقَانِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ فِيهَا حُرُوفًا لَمْ تَكُنْ أقْرَأتَنِيهَا.
فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأ يَا هِشَامُ» فَقَرَأ كَمَا كَانَ قَرَأ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:«هَكَذَا أُنْزِلَتْ» ثُمَّ قَالَ، :«اقْرَأ يَا عُمَرُ» فَقَرَأتُ، فَقَالَ:«هَكَذَا أُنْزِلَتْ» ثُمَّ. قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ القُرْآنَ أنَزَلَ عَلَى سَبْعَةِ أحْرُفٍ» .
أخرجه عبد الرزاق (20369)، وابن أبي شيبة (30751)، وأحمد (278)، والبخاري (4992)، ومسلم (1852)، والترمذي (2943)، والنسائي (1012).
2443 -
[ح] قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، أنَّ اليَهُودَ، قَالُوا لِعُمَرَ: إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ آيةً لَوْ أُنْزِلَتْ فِينَا لاتَّخذْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ عِيدًا، فَقَالَ: إِنِّي لَأعْلَمُ حَيْثُ أُنْزِلَتْ، وَأيَّ يَوْمٍ أُنْزِلَتْ، وَأيْنَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حِينَ أُنْزِلَتْ:«أُنْزِلَتْ يَوْمَ عَرَفَةَ وَرَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ» قَالَ سُفْيَانُ: وَأشُكُّ يَوْمَ جُمُعَةٍ أوْ لَا - يَعْنِي -،
أخرجه الحميدي (31)، وأحمد (188)، وعبد بن حميد (30)، والبخاري (45)، ومسلم (7628)، والترمذي (3043)، والنسائي (3983).
2444 -
[ح] زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، قَالَ: فَسَألتُهُ عَنْ شَيْءٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمْ يَرُدَّ عَليَّ، قَالَ: فَقُلتُ لِنَفْسِي: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ الخَطَّابِ نَزَرْتَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم ثَلاثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْكَ، قَالَ: فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي، فَتقَدَّمْتُ مَخافَةَ أنْ يَكُونَ نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ، قَالَ: فَإِذَا أنا بِمُنَادٍ يُنادِي: يَا عُمَرُ، أيْنَ عُمَرُ؟ قَالَ: فَرَجَعْتُ وَأنا أظُنُّ أنَّهُ نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ.
قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «نَزَلَتْ عَليَّ البَارِحَةَ سُورَةٌ، هِيَ أحَبُّ إِليَّ مِنَ الدُّنْيَا
وَمَا فِيهَا {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} .
أخرجه أحمد (209)، والترمذي (3262)، والنسائي (11435).
2445 -
[ح] الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَني حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أنَّ عَبْدَ الله ابْنَ عُتْبةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه، يَقُولُ: إِنَّ أُناسًا كَانُوا يُؤْخَذُونَ بِالوَحْيِ فِي عَهْدِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّ الوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ، وَإنَّما نَأخُذُكُمُ الآنَ بِمَا ظَهَرَ لَنا مِنْ أعْمَالِكُمْ، فَمَنْ أظْهَرَ لَنا خَيْرًا، أمِنَّاهُ، وَقَرَّبْنَاهُ، وَلَيْسَ إِلَيْنَا مِنْ سَرِيرَتِهِ شَيْءٌ الله يُحاسِبُهُ فِي سَرِيرَتِهِ، وَمَنْ أظْهَرَ لَنا سُوءًا لَمْ نَأمَنْهُ، وَلَمْ نُصَدِّقْهُ، وَإِنْ قَالَ: إِنَّ سَرِيرَتَهُ حَسَنَةٌ.
أخرجه البخاري (2641).
2446 -
[ح](سُفْيَان بْن سَعِيدٍ الثَّوْرِيّ، وَابْن جُرَيْجٍ) أخْبَرَنِي أبو الزُّبَيْرِ، أنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله، يَقُولُ: أخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، أنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«لَأُخْرِجَنَّ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ العَرَبِ، حَتَّى لَا أدَعَ إِلَّا مُسْلِمًا» .
أخرجه عبد الرزاق (9985)، وأحمد (201)، ومسلم (4617)، وأبو داود (3031)، والترمذي (1606)، والنسائي (8633).
2447 -
[ح] عِكْرِمَة بْن عَمَّارٍ، حَدَّثنا سِمَاكٌ الحَنَفِيُّ أبو زُمَيْلٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ، قَالَ: لمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ، قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى أصْحَابِهِ وَهُمْ ثَلاثُ مِائَةٍ وَنَيِّفٌ، وَنَظَرَ إِلَى المُشْرِكِينَ فَإِذَا هُمْ ألفٌ وَزِيَادَةٌ، فَاسْتَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم القِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيهُ وَعَلَيْهِ رِدَاؤُهُ وَإِزَارُهُ، ثُمَّ قَالَ:«اللَّهُمَّ أيْنَ مَا وَعَدْتَنِي؟ اللَّهُمَّ أنْجِزْ مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ العِصَابَةَ مِنْ أهْلِ الإِسْلامِ فَلا تُعْبَدْ فِي الأرْضِ أبَدًا» .
قَالَ: فَمَا زَالَ يَسْتَغِيثُ رَبَّهُ وَيَدْعُوهُ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ، فَأتَاهُ أبو بَكْرٍ فَأخَذَ رِدَاءَهُ فَرَدَّاهُ ثُمَّ التَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ ثُمَّ قَالَ: يَا نَبِيَّ الله، كَذَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ، فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ. وَأنْزَلَ الله تَعَالَى:{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9].
فَلمَّا كَانَ يَوْمُئِذٍ، وَالتَقَوْا فَهَزَمَ الله المُشْرِكِينَ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا، وَأُسِرَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا، فَاسْتَشَارَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أبا بَكْرٍ وَعَلِيًّا وَعُمَرَ، فَقَالَ أبو بَكْرٍ: يَا نَبِيَّ الله هَؤُلَاءِ بَنُو العَمِّ، وَالعَشِيرَةُ وَالإِخْوَانُ، فَإِنِّي أرَى أنْ تَأخُذَ مِنْهُمُ الفِدَاءَ، فَيَكُونُ مَا أخَذْنَا مِنْهُمْ قُوَّةً لَنا عَلَى الكُفَّارِ، وَعَسَى الله أنْ يَهْدِيَهُمْ فَيَكُونُونَ لَنا عَضُدًا، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:«مَا تَرَى يَا ابْنَ الخَطَّابِ» .
فَقَالَ: قُلتُ: وَالله مَا أرَى مَا رَأى أبو بَكْرٍ، وَلَكِنِّي أرَى أنْ تُمكِّنَني مِنْ فُلانٍ - قَرِيبٍ لِعُمَرَ - فَأضْرِبَ عُنُقهُ، وَتُمكِّنَ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ فَيضْرِبَ عُنُقهُ، وَتُمكِّنَ حَمْزَةَ مِنْ فُلانٍ أخِيهِ فَيَضْرِبَ عُنُقهُ، حَتَّى يَعْلَمَ الله أنَّهُ لَيْسَ فِي قُلُوبِنَا هَوَادَةٌ لِلمُشْرِكِينَ، هَؤُلاءِ صَنَادِيدُهُمْ وَأئِمَّتُهُمْ وَقَادَتُهُمْ.
فَهَوِيَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مَا قَالَ أبو بَكْرٍ وَلَمْ يَهْوَ مَا قُلتُ، فَأخَذَ مِنْهُمُ الفِدَاءَ. فَلمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ، قَالَ عُمَرُ: غَدَوْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا هُوَ قَاعِدٌ، وَأبو بَكْرٍ، وَإِذَا هُما يَبْكِيَانِ، فَقُلتُ: يَا رَسُولَ الله، أخْبِرْنِي مَاذَا يُبْكِيكَ أنْتَ وَصَاحِبَكَ؟ فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ، وَإِنْ لَمْ أجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبكَائِكُما، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الَّذِي عَرَضَ عَليَّ أصْحَابُكَ مِنَ الفِدَاءِ، وَلَقَدْ عُرِضَ عَليَّ عَذَابُكُمْ أدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ» .: لِشَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ - وَأنْزَلَ الله تَعَالَى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} إِلَى قَوْلِهِ {لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ} [الأنفال: 67 - 68] مِنَ الفِدَاءِ، ثُمَّ أُحِلَّ لَهُمُ الغَنَائِمُ.
فَلمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ مِنَ العَامِ المُقْبِلِ عُوقِبُوا بِمَا صَنَعُوا يَوْمَ بَدْرٍ مِنْ أخْذِهِمُ الفِدَاءَ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ، وَفَرَّ أصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وَهُشِمَتِ البَيْضَةُ عَلَى رَأسِهِ، وَسَالَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِهِ، فَأنْزَلَ الله:{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ} إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 165] بِأخْذِكُمُ الفِدَاءَ.
أخرجه ابن أبي شيبة (30199)، وأحمد (208)، وعبد بن حميد (31)، ومسلم (4609)، وأبو داود (2690)، والترمذي (3081).
2448 -
[ح] شُعْبَة، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ سَمِعْتُ عِيَاضًا الأشْعَرِيَّ، قَالَ: شَهِدْتُ اليَرْمُوكَ وَعَلَيْنَا خَمْسَةُ أُمَرَاءَ أبو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ وَيَزِيدُ بْنُ أبِي سُفْيَانَ وَابْنُ حَسَنَةَ، وَخَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ، وَعِيَاضٌ - وَلَيْسَ عِيَاضٌ هَذَا بِالَّذِي حَدَّثَ سِمَاكًا -
قَالَ: وَقَالَ عُمَرُ إِذَا كَانَ قِتَالٌ فَعَلَيْكُمْ أبو عُبَيْدَةَ، قَالَ: فَكَتَبْنَا إِلَيْهِ إِنَّهُ قَدْ جَاشَ إِلَيْنَا المَوْتُ، وَاسْتَمْدَدْنَاهُ.
فَكَتَبَ إِلَيْنَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَنِي كِتَابُكُمْ تَسْتَمِدُّونِي، وَإِنِّي أدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ هُوَ أعَزُّ نَصْرًا وَأحْضَرُ جُنْدًا: الله عز وجل فَاسْتَنْصِرُوهُ «فَإِنَّ مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلم قَدْ نُصِرَ يَوْمَ بَدْرٍ فِي أقَلَّ مِنْ عِدَّتِكُمْ» فَإِذَا أتَاكُمْ كِتَابِي هَذَا فَقَاتِلُوهُمْ، وَلا تُراجِعُونِي، قَالَ: فَقَاتَلنَاهُمْ، فَهَزَمْنَاهُمْ وَقَتَلنَاهُمْ أرْبَعَ فَرَاسِخَ، قَالَ: وَأصَبْنَا أمْوَالًا فَتَشَاوَرُوا، فَأشَارَ عَلَيْنَا عِيَاضٌ أنْ نُعْطِيَ عَنْ كُلِّ رَأسٍ عَشْرَةً، قَالَ: وَقَالَ أبو عُبيْدَةَ: مَنْ يُراهِنِّي؟ فَقَالَ شَابٌّ: أنا إِنْ لَمْ تَغْضَبْ. قَالَ: فَسَبَقَهُ، فَرَأيْتُ عَقِيصَتَيْ أبِي عُبيْدَةَ تَنْقُزانِ وَهُوَ خَلفَهُ عَلَى فَرَسٍ عَرَبِيٍّ.
أخرجه ابن أبي شيبة (34233)، وأحمد (344)، وابن حبان (4766).
2449 -
[ح] سُلَيمان بْن المُغِيرَةِ، حَدَّثنا ثَابِتٌ، عَنْ أنَسٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عُمَرَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالمَدِينَةِ، فَتَرَاءَيْنَا الهِلالَ، وَكُنْتُ حَدِيدَ البَصَرِ، فَرَأيْتُهُ، فَجَعَلتُ أقُولُ لِعُمَرَ: أمَا تَرَاهُ؟ قَالَ: سَأرَاهُ وَأنا مُسْتَلقٍ عَلَى فِرَاشِي، ثُمَّ أخَذَ يُحدِّثُنا عَنْ أهْلِ بَدْرٍ، قَالَ: إِنْ كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لَيُرِينَا مَصَارِعَهُمْ بِالأمْسِ، يَقُولُ:«هَذَا مَصْرَعُ فُلانٍ غَدًا، إِنْ شَاءَ الله وَهَذَا مَصْرَعُ فُلانٍ غَدًا، إِنْ شَاءَ الله» .
قَالَ: فَجَعَلُوا يُصْرَعُونَ عَلَيْهَا، قَالَ: قُلتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحقِّ مَا أخْطَئُوا تِيكَ، كَانُوا يُصْرَعُونَ عَلَيْهَا. ثُمَّ أمَرَ بِهِمْ فَطُرِحُوا فِي بِئْرٍ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ:
«يَا فُلانُ، يَا فُلانُ هَل وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمُ الله حَقًّا، فَإِنِّي وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي الله
حَقًّا» قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ الله أتُكَلِّمُ قَوْمًا قَدْ جَيَّفُوا؟ قَالَ: «مَا أنْتُمْ بِأسْمَعَ لمَا أقُولُ مِنْهُمْ، وَلَكِنْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أنْ يُجِيبُوا» .
أخرجه الطيالسي (40)، وابن أبي شيبة (37864)، وأحمد (182)، ومسلم (7324)، والنسائي (2212)، وأبو يعلى (140).
2450 -
[ح] زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ، عَنْ أسْلَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ:«وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ، لَوْلَا أنْ يُتْرَكَ آخِرُ النَّاسِ لَا شَيْءَ لَهُمْ مَا افْتُتِحَ عَلَى المُسْلِمِينَ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى الكُفَّارِ إِلَّا قَسَمْتُها سُهْمَانًا كَمَا قَسَمَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، خَيْبَرَ سُهْمَانًا، وَلَكِنْ أرَدْتُ أنْ يَكُونَ جِرْيَةً تَجْرِي عَلَيْهِمْ وَكَرِهْتُ أنْ يُتْرَكَ آخِرُ النَّاسِ لَا شَيْءَ لَهُمْ» .
38051)، وأحمد (213)، والبخاري (2334)، وأبو داود أخرجه ابن أبي شيبة (33648)، (3020)، وأبو يعلى (224).
2451 -
[ح](مَالِك بْن أنَسٍ، وَابْنِ إِسْحَاقَ) قَالَ حَدَّثَنِي نَافِعٌ، مَوْلَى عَبْدِ الله ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ، قَالَ: خَرَجْتُ أنا وَالزُّبَيْرُ، والمِقْدَادُ بْنُ الأسْوَدِ، إِلَى أمْوَالِنَا بِخَيْبَرَ نَتعَاهَدُهَا، فَلمَّا قَدِمْنَاهَا تَفَرَّقْنَا فِي أمْوَالِنَا، قَالَ: فَعُدِيَ عَليَّ تَحْتَ اللَّيْلِ، وَأنا نَائِمٌ عَلَى فِرَاشِي، فَفُدِعَتْ يَدَايَ مِنْ مِرْفَقِي، فَلمَّا أصْبَحْتُ اسْتُصْرِخَ عَليَّ صَاحِبَايَ، فَأتَيانِي، فَسَألانِي عَمَّنْ صَنَعَ هَذَا بِكَ؟ قُلتُ: لَا أدْرِي، قَالَ: فَأصْلَحَا مِنْ يَدَيَّ، ثُمَّ قَدِمُوا بِي عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: هَذَا عَمَلُ يَهُودَ.
ثُمَّ قَامَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا، فَقَالَ: «أيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ عَامَلَ يَهُودَ خَيْبَرَ عَلَى أنا نُخْرِجُهُمْ إِذَا شِئْنَا، وَقَدْ عَدَوْا عَلَى عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ فَفَدَعُوا يَدَيْهِ
كَمَا بَلَغَكُمْ، مَعَ عَدْوَتِهمْ عَلَى الأنْصَارِيِّ قَبْلَهُ، لَا نَشُكُّ أنَّهُمْ أصْحَابُهُمْ، لَيْسَ لَنا هُنَاكَ عَدُوٌّ غَيْرَهُمْ، فَمَنْ كَانَ لَهُ مَالٌ بِخَيْبَرَ فَليَلحَقْ بِهِ فَإِنِّي مُخْرِجٌ يَهُودَ» فَأخْرَجَهُمْ.
أخرجه أحمد (90)، والبخاري (2730)، وأبو داود (3007).
2452 -
[ح] الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أوْسٍ، قَالَ: أرْسَلَ إِليَّ عُمَرُ - فَذَكَرَ الحَدِيثَ - وَقَالَ: «إِنَّ أمْوَالَ بَنِي النَّضِيرِ كَانَتْ مِمَّا أفَاءَ الله عَلَى رَسُولِهِ، مِمَّا لَمْ يُوجِفْ عَلَيْهِ المُسْلِمُونَ بِخَيْلٍ، وَلا رِكَابٍ، فَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى أهْلِهِ مِنْهَا نَفَقَةَ سَنَتِهِ، وَمَا بَقِيَ جَعَلَهُ فِي الكُرَاعِ وَالسِّلَاحِ عُدَّةً فِي سَبِيلِ الله عز وجل» .
أخرجه الحميدي (22)، وابن أبي شيبة (33650)، وأحمد (171)، والبخاري (2904)، ومسلم (4596)، وأبو داود (2965)، والترمذي (1719)، والنسائي (4426).
2453 -
[ح] عِكْرِمَة بْن عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي سِمَاكٌ الحَنَفِيُّ أبو زُمَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ، أقْبَلَ نَفَرٌ مِنْ أصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: فُلانٌ شَهِيدٌ، فُلانٌ شَهِيدٌ، حَتَّى مَرُّوا عَلَى رَجُلٍ فَقَالُوا: فُلانٌ شَهِيدٌ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:«كَلَّا إِنِّي رَأيْتُهُ فِي النَّارِ فِي بُرْدَةٍ غَلَّهَا أوْ عَبَاءَةٍ» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يَا ابْنَ الخَطَّابِ اذْهَبْ فَنَادِ فِي النَّاسِ: أنَّهُ لَا يَدْخُلُ الجنَّة إِلَّا المُؤْمِنُونَ» قَالَ: فَخَرَجْتُ، فَنادَيْتُ: ألا إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الجنَّة إِلَّا المُؤْمِنُونَ.
أخرجه ابن أبي شيبة (38040)، وأحمد (203)، والدارمي (2646)، ومسلم (224)، والترمذي (1574).
2454 -
[ح] شُعْبَة، قَالَ سَمِعْتُ أبَا جَمْرَةَ الضُّبَعِيَّ، يُحدِّثُ عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ قُدَامَةَ، قَالَ: حَجَجْتُ فَأتَيْتُ المَدِينَةَ العَامَ الَّذِي أُصِيبَ فِيهِ عُمَرُ قَالَ: فَخَطَبَ فَقَالَ: «إِنِّي رَأيْتُ كَأنَّ دِيكًا أحْمَرَ نَقَرَنِي نَقْرَةً أوْ نَقْرَتَيْنِ» شُعْبَةُ الشَّاكُّ - فَكَانَ مِنْ - أمْرِهِ أنَّهُ طُعِنَ، فَأُذِنَ لِلنَّاسِ عَلَيْهِ، فَكَانَ أوَّلَ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ أصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أهْلُ المَدِينَةِ، ثُمَّ أهْلُ الشَّامِ، ثُمَّ أُذِنَ لِأهْلِ العِرَاقِ، فَدَخَلتُ فِيمَنْ دَخَلَ، قَالَ: فَكَانَ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهِ قَوْمٌ أثْنَوْا عَلَيْهِ وَبَكَوْا.
قَالَ: فَلمَّا دَخَلنَا عَلَيْهِ قَالَ: وَقَدْ عَصَبَ بَطْنَهُ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ، وَالدَّمُ يَسِيلُ، قَالَ: فَقُلنَا: أوْصِنَا، قَالَ: وَمَا سَألَهُ الوَصِيَّةَ أحَدٌ غَيْرُنَا، فَقَالَ:«عَلَيكُمْ بِكِتَابِ الله، فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا مَا اتَّبعْتُمُوهُ» فَقُلنَا: أوْصِنَا، فَقَالَ:«أُوصِيكُمْ بِالمُهاجِرِينَ، فَإِنَّ النَّاسَ سَيَكْثُرُونَ وَيَقِلُّونَ، وَأُوصِيكُمْ بِالأنْصَارِ، فَإِنَّهُمْ شَعْبُ الإِسْلامِ الَّذِي لجَئَ إِلَيْهِ، وَأُوصِيكُمْ بِالأعْرَابِ فَإِنَّهُمْ أصْلُكُمْ وَمَادَّتُكُمْ، وَأُوصِيكُمْ بِأهْلِ ذِمَّتِكُمْ، فَإِنَّهُمْ عَهْدُ نَبِيِّكُمْ وَرِزْقُ عِيَالِكُمْ، قُومُوا عَنِّي» . قَالَ: فَمَا زَادَنَا عَلَى هَؤُلاءِ الكَلِمَاتِ، قَالَ مُحمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ سَألتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ فِي الأعْرَابِ: «وَأُوصِيكُمْ بِالأعْرَابِ فَإِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَعَدُوُّ عَدُوِّكُمْ» .
أخرجه الطيالسي (66)، وابن أبي شيبة (31142)، وأحمد (362)، والبخاري (3162).
2455 -
[ح] زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ، عَنْ أبِيهِ، أنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ اسْتَعْمَلَ مَوْلًى لَهُ يُدْعَى هُنيًّا عَلَى الحِمَى، فَقَالَ: يَا هُنَيُّ، اضْمُمْ جَنَاحَكَ عَنِ النَّاسِ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ
المَظْلُومِ، فَإِنَّ دَعْوَةَ المَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ، وَأدْخِل رَبَّ الصُّرَيْمَةِ، وَرَبَّ الغُنيْمَةِ، وَإِيَّايَ وَنَعَمَ ابْنِ عَوْفٍ وَنَعَمَ ابْنِ عَفَّانَ فَإِنَّهُما إِنْ تَهْلِكْ مَاشِيَتُهُما يَرْجِعَا إِلَى نَخْلٍ وَزَرْعٍ، وَإِنَّ رَبَّ الصُّرَيْمَةِ وَرَبَّ الغُنَيْمَةِ إِنْ تَهْلِكْ مَاشِيَتُهُما يَأتِنِي بِبَنِيهِ.
فَيَقُولُ: يَا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، يَا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أفَتارِكُهُمْ أنا لَا أبا لَكَ فَالمَاءُ وَالكَلَأُ أيْسَرُ عَليَّ مِنَ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ، وَايْمُ الله إِنَّهُمْ لَيَرَوْنَ أنِّي قَدْ ظَلَمْتُهُمْ، إنَّها لَبِلَادُهُمْ وَمِيَاهُهُمْ، قَاتَلُوا عَلَيْهَا فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَأسْلَمُوا عَلَيْهَا فِي الإِسْلَامِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا المَالُ الَّذِي أحْمِلُ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ الله مَا حَمَيْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ بِلَادِهِمْ شِبْرًا.
أخرجه مالك (2860)، وابن أبي شيبة (33595)، والبخاري (3059).
2456 -
[ح] حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: رَأيْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه، قَبْلَ أنْ يُصَابَ بِأيَّامٍ بِالمَدِينَةِ، وَقَفَ عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمانِ، وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ، قَالَ: كَيْفَ فَعَلتُما، أتَخافَانِ أنْ تَكُونَا قَدْ حَمَّلتُما الأرْضَ مَا لا تُطِيقُ؟ قَالا: حَمَّلنَاهَا أمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ، مَا فِيهَا كَبِيرُ فَضْلٍ، قَالَ: انْظُرَا أنْ تَكُونَا حَمَّلتُما الأرْضَ مَا لا تُطِيقُ، قَالَ: قَالا: لا، فَقَالَ عُمَرُ: لَئِنْ سَلَّمَنِي الله، لَأدَعَنَّ أرَامِلَ أهْلِ العِرَاقِ لا يَحْتَجْنَ إِلَى رَجُلٍ بَعْدِي أبَدًا.
قَالَ: فَمَا أتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا رَابِعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ، قَالَ: إِنِّي لَقَائِمٌ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، إِلَّا عَبْدُ الله بْنُ عَبَّاسٍ غَدَاةَ أُصِيبَ، وَكَانَ إِذَا مَرَّ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، قَالَ: اسْتَوُوا، حَتَّى إِذَا لَمْ يَر فِيهِنَّ خَلَلًا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ، وَرُبَّما قَرَأ سُورَةَ يُوسُفَ، أوِ النَّحْلَ، أوْ نَحْوَ ذَلِكَ، فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ، فَمَا هُوَ إِلَّا أنْ كَبَّرَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:
قَتَلَنِي - أوْ أكَلَنِي - الكَلبُ، حِينَ طَعَنَهُ، فَطَارَ العِلجُ بِسِكِّينٍ ذَاتِ طَرَفَيْنِ، لا يَمُرُّ عَلَى أحَدٍ يَمِينًا وَلا شِمَالًا إِلَّا طَعَنَهُ، حَتَّى طَعَنَ ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، مَاتَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ.
فَلمَّا رَأى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسًا، فَلمَّا ظَنَّ العِلجُ أنَّهُ مَأخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ، وَتَنَاوَلَ عُمَرُ يَدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ، فَمَنْ يَلي عُمَرَ فَقَدْ رَأى الَّذِي أرَى، وَأمَّا نَوَاحِي المَسْجِدِ فَإِنَّهُمْ لا يَدْرُونَ، غَيْرَ أنَّهُمْ قَدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ، وَهُمْ يَقُولُونَ: سُبْحَانَ الله سُبْحَانَ الله، فَصَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ صَلاةً خَفِيفَةً.
فَلمَّا انْصَرَفُوا قَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، انْظُرْ مَنْ قَتلَنِي، فَجَالَ سَاعَةً ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: غُلامُ المُغِيرَةِ، قَالَ: الصَّنَعُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: قَاتَلَهُ الله، لَقَدْ أمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفًا، الحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَجْعَل مِيتَتِي بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الإِسْلامَ، قَدْ كُنْتَ أنْتَ وَأبوكَ تُحِبَّانِ أنْ تَكْثُرَ العُلُوجُ بِالمَدِينَةِ، - وَكَانَ العَبَّاسُ أكْثَرَهُمْ رَقِيقًا - فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ فَعَلتُ، أيْ: إِنْ شِئْتَ قَتلنَا؟ قَالَ: كَذَبْتَ بَعْدَ مَا تَكَلَّمُوا بِلِسَانِكُمْ، وَصَلَّوْا قِبْلَتكُمْ، وَحَجُّوا حَجَّكُمْ.
فَاحْتُمِلَ إِلَى بَيْتِهِ فَانْطَلَقْنَا مَعَهُ، وَكَأنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ، فَقَائِلٌ يَقُولُ: لا بَأسَ، وَقَائِلٌ يَقُولُ: أخَافُ عَلَيْهِ، فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ، فَخَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ، فَعَلِمُوا أنَّهُ مَيِّتٌ، فَدَخَلنَا عَلَيْهِ، وَجَاءَ النَّاسُ، فَجَعَلُوا يُثْنُونَ عَلَيْهِ، وَجَاءَ رَجُلٌ شَابٌّ، فَقَالَ: أبْشِرْ يَا أمِيرَ
المُؤْمِنِينَ بِبُشْرَى الله لَكَ، مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَقَدَمٍ فِي الإِسْلامِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، ثُمَّ وَلِيتَ فَعَدَلتَ، ثُمَّ شَهَادَةٌ.
قَالَ: وَدِدْتُ أنَّ ذَلِكَ كَفَافٌ لا عَليَّ وَلا لِي، فَلمَّا أدْبرَ إِذَا إِزَارُهُ يَمَسُّ الأرْضَ، قَالَ: رُدُّوا عَليَّ الغُلامَ، قَالَ: يَا ابْنَ أخِي ارْفَعْ ثَوْبَكَ، فَإِنَّهُ أبْقَى لِثَوْبِكَ، وَأتْقَى لِرَبِّكَ.
يَا عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ، انْظُرْ مَا عَليَّ مِنَ الدَّيْنِ، فَحَسَبُوهُ فَوَجَدُوهُ سِتَّةً وَثَمانِينَ ألفًا أوْ نَحْوَهُ، قَالَ: إِنْ وَفَى لَهُ، مَالُ آلِ عُمَرَ فَأدِّهِ مِنْ أمْوَالهِمْ، وَإِلَّا فَسَل فِي بَنِي عَدِيِّ ابْنِ كَعْبٍ، فَإِنْ لَمْ تَفِ أمْوَالُهُمْ فَسَل فِي قُرَيْشٍ، وَلا تَعْدُهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ، فَأدِّ عَنِّي هَذَا المَالَ انْطَلِقْ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، فَقُل: يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ السَّلامَ، وَلا تَقُل أمِيرُ المُؤْمِنِينَ، فَإِنِّي لَسْتُ اليَوْمَ لِلمُؤْمِنِينَ أمِيرًا، وَقُل: يَسْتَأذِنُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ أنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، فَسَلَّمَ وَاسْتَأذَنَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهَا، فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي، فَقَالَ: يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ السَّلامَ، وَيَسْتَأذِنُ أنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ. فَقَالَتْ: كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي، وَلَأُوثِرَنَّ بِهِ اليَوْمَ عَلَى نَفْسِي، فَلمَّا أقْبَلَ، قِيلَ: هَذَا عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ، قَدْ جَاءَ، قَالَ: ارْفَعُونِي، فَأسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا لَدَيْكَ؟ قَالَ: الَّذِي تُحِبُّ يَا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ أذِنَتْ، قَالَ: الحَمْدُ لله، مَا كَانَ مِنْ شَيْءٍ أهَمُّ إِليَّ مِنْ ذَلِكَ، فَإِذَا أنا قَضَيْتُ فَاحْمِلُونِي، ثُمَّ سَلِّمْ، فَقُل: يَسْتَأذِنُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، فَإِنْ أذِنَتْ لِي فَأدْخِلُونِي، وَإِنْ رَدَّتْنِي رُدُّونِي إِلَى مَقَابِرِ المُسْلِمِينَ.
وَجَاءَتْ أُمُّ المُؤْمِنِينَ حَفْصَةُ وَالنِّسَاءُ تَسِيرُ مَعَهَا، فَلمَّا رَأيْنَاهَا قُمْنَا، فَوَلجَتْ عَلَيْهِ، فَبَكَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً، وَاسْتَأذَنَ الرِّجَالُ، فَوَلجَتْ دَاخِلًا لَهُمْ، فَسَمِعْنَا بُكَاءَهَا مِنَ الدَّاخِلِ، فَقَالُوا: أوْصِ يَا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ اسْتَخْلِفْ، قَالَ: مَا أجِدُ أحَدًا أحَقَّ بِهَذَا الأمْرِ مِنْ هَؤُلاءِ النَّفرِ، أوِ الرَّهْطِ، الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، فَسَمَّى عَلِيًّا، وَعُثْمَانَ، وَالزُّبَيْرَ، وَطَلحَةَ، وَسَعْدًا، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَقَالَ: يَشْهَدُكُمْ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ، وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ - كَهَيْئَةِ التَّعْزِيَةِ لَهُ - فَإِنْ أصَابَتِ الإِمْرَةُ سَعْدًا فَهُوَ ذَاكَ، وَإِلَّا فَليَسْتَعِنْ بِهِ أيُّكُمْ مَا أُمِّرَ، فَإِنِّي لَمْ أعْزِلهُ عَنْ عَجْزٍ، وَلا خِيَانَةٍ.
وَقَالَ: أُوصِي الخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي، بِالمُهَاجِرِينَ الأوَّلِينَ، أنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ، وَيَحفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ، وَأُوصِيهِ بِالأنْصَارِ خَيْرًا {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [الحشر: 9]، أنْ يُقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَأنْ يُعْفَى عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِأهْلِ الأمْصَارِ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ رِدْءُ الإِسْلامِ، وَجُبَاةُ المَالِ، وَغَيْظُ العَدُوِّ، وَأنْ لا يُؤْخَذَ مِنْهُمْ إِلَّا فَضْلُهُمْ عَنْ رِضَاهُمْ.
وَأُوصِيهِ بِالأعْرَابِ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ أصْلُ العَرَبِ، وَمَادَّةُ الإِسْلامِ، أنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أمْوَالهِمْ، وَيُردَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ الله، وَذِمَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يُوفَى لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَأنْ يُقَاتَلَ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَلا يُكَلَّفُوا إِلَّا طَاقَتهُمْ، فَلمَّا قُبِضَ خَرَجْنَا بِهِ، فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي، فَسَلَّمَ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ، قَالَ: يَسْتَأذِنُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، قَالَتْ: أدْخِلُوهُ، فَأُدْخِلَ، فَوُضِعَ هُنَالِكَ مَعَ صَاحِبَيْهِ.
فَلمَّا فُرغَ مِنْ دَفْنِهِ اجْتَمَعَ هَؤُلاءِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: اجْعَلُوا أمْرَكُمْ إِلَى ثَلاثَةٍ مِنْكُمْ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: قَدْ جَعَلتُ أمْرِي إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ طَلحَةُ: قَدْ جَعَلتُ أمْرِي إِلَى عُثْمَانَ، وَقَالَ سَعْدٌ: قَدْ جَعَلتُ أمْرِي إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أيُّكُما تَبَرَّأ مِنْ هَذَا الأمْرِ، فَنجْعَلُهُ إِلَيْهِ وَالله عَلَيْهِ وَالإِسْلامُ، لَيَنْظُرَنَّ أفْضَلَهُمْ فِي نَفْسِهِ؟ فَأُسْكِتَ الشَّيْخَانِ.
فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أفَتجْعَلُونَهُ إِليَّ وَالله عَليَّ أنْ لا آلُ عَنْ أفْضَلِكُمْ قَالا: نَعَمْ، فَأخَذَ بِيَدِ أحَدِهِمَا فَقَالَ: لَكَ قَرَابَةٌ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَالقَدَمُ فِي الإِسْلامِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، فَالله عَلَيْكَ لَئِنْ أمَّرْتُكَ لَتعْدِلَنَّ، وَلَئِنْ أمَّرْتُ عُثْمَانَ لَتسْمَعَنَّ، وَلَتُطِيعَنَّ، ثُمَّ خَلا بِالآخَرِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلمَّا أخَذَ المِيثَاقَ قَالَ: ارْفَعْ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ فَبَايَعَهُ، فَبَايَعَ لَهُ عَلِيٌّ، وَوَلَجَ أهْلُ الدَّارِ فَبايَعُوهُ.
أخرجه عبد الرزاق (10135)، وابن أبي شيبة (4705)، والبخاري (1392)، والنسائي (11517)، وأبو يعلى (205).
2457 -
[ح] الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أنَّهُ قَالَ لِعُمَرَ: إِنِّي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ مَقَالَةً فَآلَيْتُ أنْ أقُولَها لَكَ: زَعَمُوا أنَّكَ غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ، فَوَضَعَ رَأسَهُ سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَهُ فَقَالَ:«إِنَّ الله عز وجل يَحْفَظُ دِينَهُ وَإِنِّي إِنْ لَا أسْتَخْلِفْ فَإِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم لَمْ يَسْتَخْلِفْ، وَإِنْ أسْتَخْلِفْ فَإِنَّ أبَا بَكْرٍ قَدِ اسْتَخْلَفَ» . قَالَ: فَوَالله مَا هُوَ إِلَّا أنْ ذَكَرَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم وَأبا بَكْرٍ فَعَلِمْتُ أنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَعْدِلُ بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أحَدًا، وَأنَّهُ غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ.
أخرجه عبد الرزاق (9763)، وأحمد (332)، ومسلم (4741)، وأبو داود (2939)، والترمذي (2225).
2458 -
[ح] أبِي عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الله الأوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحِمْيَرِيِّ، حَدَّثنا ابْنُ عَبَّاسٍ، بِالبَصْرَةِ، قَالَ: أنا أوَّلُ مَنْ أتَى عُمَرَ حِينَ طُعِنَ، فَقَالَ: احْفَظْ عَنِّي ثَلاثًا، فَإِنِّي أخَافُ أنْ لَا يُدْرِكَنِي النَّاسُ، أمَّا أنا فَلَمْ أقْضِ فِي الكَلالَةِ قَضَاءً، وَلَمْ أسْتَخْلِفْ عَلَى النَّاسِ خَلِيفَةً، وَكُلُّ مَمْلُوكٍ لَهُ عَتِيقٌ.
فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: اسْتَخْلِفْ، فَقَالَ: أيَّ ذَلِكَ أفْعَلُ فَقَدْ فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، إِنْ أدَعْ إِلَى النَّاسِ أمْرَهُمْ، فَقَدْ تَركَهُ نَبِيُّ الله عليه الصلاة والسلام، وَإِنْ أسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، أبو بَكْرٍ فَقُلتُ لَهُ: أبْشِرْ بِالجَنَّةِ، صَاحَبْتَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فَأطَلتَ صُحْبَتَهُ، وَوُلِّيتَ أمْرَ المُؤْمِنِينَ فَقَوِيتَ وَأدَّيْتَ الأمَانَةَ.
فَقَالَ: أمَّا تَبْشِيرُكَ إِيَّايَ بِالجَنَّةِ، فَوَالله لَوْ أنَّ لِي - قَالَ عَفَّانُ: فَلا وَالله الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَوْ أنَّ لِي - الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا لافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ مَا أمَامِي قَبْلَ أنْ أعْلَمَ الخَبرَ، وَأمَّا قَوْلُكَ فِي أمْرِ المُؤْمِنِينَ، فَوَالله لَوَدِدْتُ أنَّ ذَلِكَ كَفَافًا، لَا لِي وَلا عَليَّ، وَأمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ نَبِيِّ الله صلى الله عليه وسلم فَذَلِكَ.
أخرجه الطيالسي (26)، وأحمد (322).
2459 -
[ح] الزُّهْرِيِّ، أخْبَرَنِي أنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: أنَّهُ سَمِعَ خُطْبَةَ عُمَرَ الآخِرَةَ حِينَ جَلَسَ عَلَى المِنْبَرِ، وَذَلِكَ الغَدَ مِنْ يَوْمٍ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَتشَهَّدَ وَأبو بَكْرٍ صَامِتٌ لا يَتكَلَّمُ، قَالَ:«كُنْتُ أرْجُو أنْ يَعِيشَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَدْبُرنَا، يُرِيدُ بِذَلِكَ أنْ يَكُونَ آخِرَهُمْ، فَإِنْ يَكُ مُحمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ، فَإِنَّ الله تَعَالَى قَدْ جَعَلَ بَيْنَ أظْهُرِكُمْ نُورًا تَهْتَدُونَ بِهِ، هَدَى الله مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّ أبا بَكْرٍ صَاحِبُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، ثَانِيَ اثْنَيْنِ، فَإِنَّهُ أوْلَى المُسْلِمِينَ بِأُمُورِكُمْ، فَقُومُوا فَبَايِعُوهُ» .
وَكَانَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ قَدْ بَايَعُوهُ قَبْلَ ذَلِكَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، وَكَانَتْ بَيْعَةُ العَامَّةِ عَلَى المِنْبَرِ قَالَ الزُّهْرِيُّ: عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ، سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ لِأبِي بَكْرٍ يَوْمَئِذٍ:«اصْعَدِ المِنْبَرَ» فَلَمْ يَزَل بِهِ حَتَّى صَعِدَ المِنْبَرَ، فَبَايَعَهُ النَّاسُ عَامَّةً.
أخرجه عبد الرزاق (9756)، والبخاري (7219).
2460 -
[ح] ابْن وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ، أنَّ سَالِمًا، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ، قَالَ: مَا سَمِعْتُ عُمَرَ، لِشَيْءٍ قَطُّ يَقُولُ: إِنِّي لَأظُنُّهُ، كَذَا إِلَّا كَانَ كَمَا يَظُنُّ «بَيْنَما عُمَرُ جَالِسٌ، إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ، فَقَالَ: لَقَدْ أخْطَأ ظَنِّي، أوْ إِنَّ هَذَا عَلَى دِينِهِ فِي الجَاهِلِيَّةِ، أوْ: لَقَدْ كَانَ كَاهِنَهُمْ، عَليَّ الرَّجُلَ، فَدُعِيَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: مَا رَأيْتُ كَاليَوْمِ اسْتُقْبِلَ بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ، قَالَ: فَإِنِّي أعْزِمُ عَلَيْكَ إِلَّا مَا أخْبَرْتَنِي.
قَالَ: كُنْتُ كَاهِنَهُمْ فِي الجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: فَمَا أعْجَبُ مَا جَاءَتْكَ بِهِ جِنِّيتُكَ، قَالَ: بَيْنَما أنا يَوْمًا فِي السُّوقِ، جَاءَتْنِي أعْرِفُ فِيهَا الفَزَعَ، فَقَالَتْ: ألَمْ تَرَ الجِنَّ وَإِبْلاسَهَا؟ وَيَأسَهَا مِنْ بَعْدِ إِنْكَاسِهَا، وَلحُوقَهَا بِالقِلاصِ، وَأحْلاسِهَا، قَالَ: عُمَرُ صَدَقَ بَيْنَما أنا نَائِمٌ، عِنْدَ آلهَتِهِمْ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ بِعِجْلٍ فَذَبَحَهُ، فَصَرَخَ بِهِ صَارِخٌ، لَمْ أسْمَعْ صَارِخًا قَطُّ أشَدَّ صَوْتًا مِنْهُ يَقُولُ: يَا جَلِيحْ، أمْرٌ نَجِيحْ، رَجُلٌ فَصِيحْ، يَقُولُ: لا إِلَهَ إِلَّا الله، فَوَثَبَ القَوْمُ. قُلتُ: لا أبْرَحُ حَتَّى أعْلَمَ مَا وَرَاءَ هَذَا، ثُمَّ نَادَى: يَا جَلِيحْ، أمْرٌ نَجِيحْ، رَجُلٌ فَصِيحْ، يَقُولُ لا إِلَهَ إِلَّا الله، فَقُمْتُ، فَمَا نَشِبْنَا أنْ قِيلَ: هَذَا نَبِيٌّ».
أخرجه البخاري (3866).
2461 -
[ح] هِشَام بْن سَعْدِ، عنْ زيد بْنِ أسْلَمَ، عَنْ أبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ: أمَرَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أنْ نَتَصَدَّقَ، وَوَافَقَ ذَلِكَ مَالًا عِنْدِي، فَقُلتُ: اليَوْمَ أسْبِقُ أبا بَكْرٍ، إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا، فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي، فَقَالَ لِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:«مَا أبْقَيْتَ لِأهْلِكَ؟ » قُلتُ: مِثْلَهُ، وَأتَى أبو بَكْرٍ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ، لَهُ:«يَا أبَا بَكْرٍ، مَا أبْقَيْتَ لِأهْلِكَ؟ » قَالَ: أبْقَيْتُ لَهُمُ الله وَرَسُولَهُ، فَقُلتُ: لَا أُسَابِقُكَ إلى شَيْءٍ أبَدًا.
أخرجه عَبد بن حُميد (14)، والدارمي (1783)، وأبو داود (1678)، والترمذي (3675).
قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
2462 -
[ح] هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: أخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، مَاتَ وَأبو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ، - قَالَ: إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي بِالعَالِيَةِ - فَقَامَ عُمَرُ يَقُولُ: وَالله مَا مَاتَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: وَقَالَ عُمَرُ: وَالله مَا كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلَّا ذَاكَ، وَلَيَبْعَثَنَّهُ الله، فَلَيَقْطَعَنَّ أيْدِيَ رِجَالٍ وَأرْجُلَهُمْ.
فَجَاءَ أبو بَكْرٍ فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَقَبَّلَهُ، قَالَ: بِأبِي أنْتَ وَأُمِّي، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يُذِيقُكَ الله المَوْتَتَيْنِ أبَدًا، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: أيُّها الحَالِفُ عَلَى رِسْلِكَ، فَلمَّا تَكَلَّمَ أبو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ، فَحَمِدَ الله أبو بَكْرٍ وَأثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: ألا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلم فَإِنَّ مُحمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ الله فَإِنَّ الله حَيٌّ لا يَمُوتُ، وَقَالَ:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30]، وَقَالَ:
قَالَ: فَنَشَجَ النَّاسُ يَبْكُونَ، قَالَ: وَاجْتَمَعَتِ الأنْصَارُ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَقَالُوا: مِنَّا أمِيرٌ وَمِنْكُمْ أمِيرٌ، فَذَهَبَ إِلَيْهِمْ أبو بَكْرٍ، وَعُمَرُ ابْنُ الخَطَّابِ، وَأبو عُبيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ، فَذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ فَأسْكَتَهُ أبو بَكْرٍ، وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: وَالله مَا أرَدْتُ بِذَلِكَ إِلَّا أنِّي قَدْ هَيَّأتُ كَلامًا قَدْ أعْجَبَنِي، خَشِيتُ أنْ لا يَبْلُغَهُ أبو بَكْرٍ.
ثُمَّ تَكَلَّمَ أبو بَكْرٍ فَتكَلَّمَ أبْلَغَ النَّاسِ، فَقَالَ فِي كَلامِهِ: نَحْنُ الأُمَرَاءُ وَأنْتُمُ الوُزَرَاءُ، فَقَالَ حُبَابُ بْنُ المُنْذِرِ: لا وَالله لا نَفْعَلُ، مِنَّا أمِيرٌ، وَمِنْكُمْ أمِيرٌ، فَقَالَ أبو بَكْرٍ: لا، وَلَكِنَّا الأُمَرَاءُ، وَأنْتُمُ الوُزَرَاءُ، هُمْ أوْسَطُ العَرَبِ دَارًا، وَأعْرَبُهُمْ أحْسَابًا، فَبَايِعُوا عُمَرَ، أوْ أبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الجَرَّاحِ، فَقَالَ عُمَرُ: بَل نُبايِعُكَ أنْتَ، فَأنْتَ سَيِّدُنَا، وَخَيْرُنَا، وَأحَبُّنا إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَأخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَبَايَعَهُ، وَبَايَعَهُ النَّاسُ، فَقَالَ قَائِلٌ: قَتلتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، فَقَالَ عُمَرُ: قَتلَهُ الله.
أخرجه البخاري (3667)، والتِّرمِذي (3656).
- قال أبو عيسى التِّرمِذي: هذا حديثٌ صحيحٌ غريبٌ.
2463 -
[ح] عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الله المَاجِشُونِ، عَنْ مُحمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابرٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «أبو بَكْرٍ سَيِّدُنَا وَأعْتَقَ سَيِّدَنَا» - يَعْنِي بِلَالًا -.
أخرجه ابن أبي شيبة (32629)، والبخاري (3754).
2464 -
[ح](يَزِيد بْن هَارُونَ، وَهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ) أخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أنَسٍ،
قَالَ: قَالَ عُمَرُ: وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلاثٍ، قُلتُ: يَا رَسُولَ الله، لَوِ اتَّخذْنَا مِنْ مَقَامِ
إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى؟ فَنزَلَتْ {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]، ، وَقُلتُ: يَا
رَسُولَ الله، إِنَّ نِسَاءَكَ يَدْخُلُ عَلَيْهِنَّ البَرُّ وَالفَاجِرُ، فَلَوْ أمَرْتَهُنَّ أنْ يَحْتَجِبْنَ؟
فَنزَلَتْ آيةُ الحِجَابِ، وَاجْتَمَعَ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم نِسَاؤُهُ فِي الغَيْرَةِ، فَقُلتُ لَهُنَّ:{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [التحريم: 5] قَالَ: فَنزَلَتْ كَذَلِكَ.
أخرجه أحمد (157)، والدارمي (1980)، والبخاري (402)، وابن ماجة (1009)، والترمذي (2960)، والنسائي (10931).
2465 -
[ح] عَوْفِ بْنِ أبِي جَمِيلَةَ الأعْرَابِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو بُرْدَةَ بْنُ أبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ: هَل تَدْرِي مَا قَالَ أبِي لِأبِيكَ؟ قَالَ: قُلتُ: لا، قَالَ: فَإِنَّ أبِي قَالَ لِأبِيكَ: «يَا أبا مُوسَى، هَل يَسُرُّكَ إِسْلامُنَا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَهِجْرَتُنَا مَعَهُ، وَجِهَادُنا مَعَهُ، وَعَمَلُنا كُلُّهُ مَعَهُ، بَردَ لَنا، وَأنَّ كُلَّ عَمَلٍ عَمِلنَاهُ بَعْدَهُ نَجَوْنَا مِنْهُ، كَفَافًا رَأسًا بِرَأسٍ؟
فَقَالَ أبِي: لا وَالله، قَدْ جَاهَدْنَا بَعْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَصَلَّيْنَا، وَصُمْنَا، وَعَمِلنَا خَيْرًا كَثِيرًا، وَأسْلَمَ عَلَى أيْدِينَا بَشَرٌ كَثِيرٌ، وَإِنَّا لَنرْجُو ذَلِكَ، فَقَالَ أبِي: لَكِنِّي أنا، وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أنَّ ذَلِكَ بَرَدَ لَنا، وَأنَّ كُلَّ شَيْءٍ عَمِلنَاهُ بَعْدُ نَجَوْنَا مِنْهُ كَفَافًا رَأسًا بِرَأسٍ، فَقُلتُ: إِنَّ أباكَ وَالله خَيْرٌ مِنْ أبِي».
أخرجه البخاري (3915).
2466 -
[ح] زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ، عَنْ أبِيهِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه إِلَى السُّوقِ، فَلَحِقَتْ عُمَرَ امْرَأةٌ شَابَّةٌ، فَقَالَتْ: يَا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، هَلَكَ زَوْجِي وَتَرَكَ صِبْيَةً صِغَارًا، وَالله مَا يُنْضِجُونَ كُرَاعًا، وَلا لَهُمْ زَرْعٌ وَلا، ضَرْعٌ، وَخَشِيتُ أنْ تَأكُلَهُمُ الضَّبُعُ، وَأنا بِنْتُ خُفَافِ بْنِ إِيْمَاءَ الغِفَارِيِّ «وَقَدْ شَهِدَ أبِي الحُدَيْبِيَةَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم» .
فَوَقَفَ مَعَهَا عُمَرُ وَلَمْ يَمْضِ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِنَسَبٍ قَرِيبٍ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى بَعِيرٍ ظَهِيرٍ كَانَ مَرْبُوطًا فِي الدَّارِ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ غِرَارَتَيْنِ مَلَاهُما طَعَامًا، وَحَمَلَ بَيْنَهُما نَفَقَةً وَثِيَابًا، ثُمَّ نَاوَلَهَا بِخِطَامِهِ، ثُمَّ قَالَ: اقْتَادِيهِ، فَلَنْ يَفْنَى حَتَّى يَأتِيَكُمُ الله بِخَيْرٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أكْثَرْتَ لَهَا؟ قَالَ عُمَرُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، وَالله إِنِّي لَأرَى أبَا هَذِهِ وَأخَاهَا، قَدْ حَاصَرَا حِصْنًا زَمَانًا فَافْتَتَحَاهُ، ثُمَّ أصْبَحْنَا نَسْتَفِيءُ سُهْمَانَهُما فِيهِ.
أخرجه البخاري (4160).
2467 -
[ح] أبِي عَوَانَةَ، عَنِ المُغِيرَةِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: أتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ فِي أُنَاسٍ مِنْ قَوْمِي، فَجَعَلَ يَفْرِضُ لِلرَّجُلِ مِنْ طَيِّئٍ فِي ألفَيْنِ، وَيُعْرِضُ عَنِّي، قَالَ: فَاسْتَقْبَلتُهُ فَأعْرَضَ عَنِّي، ثُمَّ أتَيْتُهُ مِنْ حِيَالِ وَجْهِهِ فَأعْرَضَ عَنِّي، قَالَ: فَقُلتُ: يَا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ أتَعْرِفُنِي؟
، قَالَ: فَضَحِكَ حَتَّى اسْتَلقَى لِقَفَاهُ، ثُمَّ قَالَ: نَعَمْ وَالله إِنِّي لَأعْرِفُكَ «آمَنْتَ إِذْ كَفَرُوا، وَأقْبَلتَ إِذْ أدْبَرُوا، وَوَفَيْتَ إِذْ غَدَرُوا وَإِنَّ أوَّلَ صَدَقَةٍ بَيَّضَتْ وَجْهَ
رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَوُجُوهَ أصْحَابِهِ صَدَقَةُ طَيِّئٍ، جِئْتَ بِهَا إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ثُمَّ أخَذَ يَعْتَذِرُ» ثُمَّ قَالَ: إنَّما فَرَضْتُ لِقَوْمٍ أجْحَفَتْ بِهِمُ الفَاقَةُ وَهُمْ سَادَةُ عَشَائِرِهِمْ لمَا، يَنُوبُهُمْ مِنَ الحُقُوقِ.
أخرجه ابن أبي شيبة (37045)، وأحمد (316)، ومسلم (6536).
[ورواه] أبو عَوانَةُ، قَالَ: حَدَثَنَا عَبدُ المَلِك، عَن عَمرِو بنِ حُرَيثٍ، عَن عَامِرِ الشَعبِيّ، عَن عَدِيّ به. أخرجه البخاري (4394).
2468 -
[ح] ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ ثَعْلَبَةُ بْنُ أبِي مَالِكٍ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه، قَسَمَ مُرُوطًا بَيْنَ نِسَاءٍ مِنْ نِسَاءِ المَدِينَةِ، فَبقِيَ مِرْطٌ جَيِّدٌ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ: يَا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أعْطِ هَذَا ابْنةَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم الَّتِي عِنْدَكَ، يُرِيدُونَ أُمَّ كُلثُومٍ بِنْتَ عَلِيٍّ، فَقَالَ عُمَرُ:«أُمُّ سَلِيطٍ أحَقُّ، وَأُمُّ سَلِيطٍ مِنْ نِسَاءِ الأنْصَارِ، مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم» قَالَ عُمَرُ: «فَإنَّها كَانَتْ تَزْفِرُ لَنا القِرَبَ يَوْمَ أُحُدٍ» . قَالَ أبو عَبْدِ الله: تَزْفِرُ: تَخِيطُ.
أخرجه البخاري (2881).
2469 -
[ح] عَبْد الله بْن هُبَيْرَةَ، يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ أبَا تَميمٍ عَبْدَ الله بْنَ مَالِكٍ الجَيْشَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَوْ أنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى الله حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا» .
أخرجه الطيالسي (51)، وأحمد (205)، وعبد بن حميد (10)، وابن ماجة (4164)، والترمذي (2344)، والنسائي (11805)، عن وأبو يعلى (247).
- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
2470 -
[ح] حَمَّاد بْن زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنَسٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ: «نُهِينَا عَنِ التَّكلُّفِ» .
أخرجه البخاري (7293).
2471 -
[ح] زَيْد بْن أسْلَمَ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَبْيٌ، فَإِذَا امْرَأةٌ مِنَ السَّبْيِ قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي، إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أخَذَتْهُ، فَألصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأرْضَعَتْهُ، فَقَالَ لَنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أتُروْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدهَا فِي النَّارِ» قُلنَا: لا، وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أنْ لا تَطْرَحَهُ، فَقَالَ:«للهُ أرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا» .
أخرجه البخاري (5999)، ومسلم (7078)، والبزار (287).
2472 -
[ح] شُعْبَة، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ:«لَقَدْ رَأيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَلتَوِي مَا يَجِدُ مَا يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ مِنَ الدَّقَلِ» .
أخرجه الطيالسي (57)، وأحمد (159)، وعبد بن حميد (22)، ومسلم (7571)، وابن ماجة
(4146)
، وأبو يعلى (183).
2473 -
[ح] عَاصِم بْن كُلَيْبٍ قَالَ: أخْبَرَنِي أبِي أنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ «كَانَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ إِذَا صَلَّى صَلَاةً جَلَسَ لِلنَّاسِ فَمَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ كَلَّمَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِأحَدٍ حَاجَةٌ قَامَ فَدَخَلَ» قَالَ: فَصَلَّى صَلَوَاتٍ لَا يَجْلِسُ لِلنَّاسِ فِيهِنَّ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَحَضَرْتُ البَابَ فَقُلتُ: يَا يَرْفَأُ أبِأمِيرِ المُؤْمِنِينَ شَكَاةٌ؟ فَقَالَ: مَا بِأمِيرِ المُؤْمِنِينَ مِنْ شَكْوًى فَجَلَسْتُ، فَجَاءَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَجَلَسَ فَخَرَجَ
يَرْفَأُ فَقَالَ: قُمْ يَا ابْنَ عَفَّانَ، قُمْ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ فَدَخَلنَا عَلَى عُمَرَ فَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ صُبَرٌ مِنْ مَالٍ عَلَى كُلِّ صُبْرَةٍ مِنْهَا كِنْفٌ فَقَالَ عُمَرُ: "إِنِّي نَظَرْتُ فِي أهْلِ المَدِينَةِ وَجَدْتُكُما مِنْ أكْثَرِ أهْلِهَا عَشِيرَةً، فَخُذَا هَذَا المَالَ فَاقْتَسِمَاهُ، فَمَا كَانَ مِنْ فَضْلٍ فَرُدَّا.
فَأمَّا عُثْمَانُ فَحَثَا وَأمَّا أنا فَجَثَوْتُ لِرُكْبَتَيَّ، وَقُلتُ: وَإِنْ كَانَ نُقْصَانٌ رَدَدْتَ عَلَيْنَا، فَقَالَ عُمَرُ «نَشْنَشَةٌ مِنْ أخْشَنَ - يَعْنِي حَجَرًا مِنْ جَبَلٍ - أمَا كَانَ هَذَا عِنْدَ الله إِذْ مُحمَّدٌ وَأصْحَابُهُ يَأكُلُونَ القَدَّ» فَقُلتُ: بَلَى وَالله لَقَدْ كَانَ هَذَا عِنْدَ الله وَمُحمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حَيٌّ، وَلَوْ عَلَيْهِ فُتِحَ لَصَنَعَ فِيهِ غَيْرَ الَّذِي تَصْنَعُ، قَالَ: فَغَضِبَ عُمَرُ وَقَالَ: «أوْ صَنَعَ مَاذَا؟ » .
قُلتُ: إِذًا لَأكَلَ وَأطْعَمَنَا، قَالَ: فَنَشَجَ عُمَرُ حَتَّى اخْتَلَفَتْ أضْلَاعُهُ، ثُمَّ قَالَ «وَدِدْتُ أنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا كَفَافًا لَا لِيَ وَلَا عَليَّ» .
أخرجه الحميدي (30)، والبزار (209).
* * *