الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مُسند مُعَاذ بن جَبَل الأنصَارِيِّ
2625 -
[ح](أبِي سُفْيَانَ طَلحَةَ بْنِ نَافِعٍ، وَقَتادَة) عَنْ أنَسٍ، أنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ حَدَّثَهُ قَالَ: بَيْنَما أنا رَدِيفُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا آخِرَةُ الرَّحْلِ فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ» قُلتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ الله وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: ثُمَّ سَارَ سَاعَةً. ثُمَّ. قَالَ: «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ» قُلتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ الله وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: ثُمَّ سَارَ. سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ:«يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ» قُلتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ الله وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: «هَل تَدْرِي مَا حَقُّ الله عَلَى العِبَادِ؟ » قَالَ: قُلتُ: الله وَرَسُولُهُ أعْلَمُ.
قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ الله عَلَى العِبَادِ أنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا» . قَالَ: ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ:«يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ» قُلتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ الله وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: «فَهَل تَدْرِي مَا حَقُّ العِبَادِ عَلَى الله إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ » قُلتُ: الله وَرَسُولُهُ أعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ العِبَادِ عَلَى الله أنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ» .
أخرجه أحمد (22447)، والبخاري (5967)، ومسلم (52)، والنسائي (9943).
2626 -
[ح] عَاصِمِ بْنِ أبِي النَّجُودِ، عَنْ أبِي وَائِلٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَأصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلتُ: يَا نَبِيَّ الله، أخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجنَّة، وَيُباعِدُنِي مِنَ النَّارِ. قَالَ: «لَقَدْ سَألتَ عَنْ
عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ الله عَلَيْهِ، تَعْبُدُ الله وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ البَيْتَ».
ثُمَّ قَالَ: «ألَا أدُلُّكَ عَلَى أبْوَابِ الخَيْرِ؟ : الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ» : ثُمَّ قَرَأ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16]، حَتَّى بَلَغَ، {يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17]، ثُمَّ قَالَ:«ألَا أُخْبِرُكَ بِرَأسِ الأمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ؟ » فَقُلتُ: بَلَى يَا رَسُولَ الله. قَالَ: «رَأسُ الأمْرِ الإِسْلَامُ وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهَادُ» ثُمَّ قَالَ: «ألَا أُخْبِرُكَ بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ » .
فَقُلتُ لَهُ: بَلَى يَا نَبِيَّ الله. فَأخَذَ بِلِسَانِهِ، فَقَالَ:«كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا؟ » فَقُلتُ: يَا رَسُولَ الله، وَإِنَّا لمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ:«ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَل يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ، أوْ قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ، إِلَّا حَصَائِدُ ألسِنَتِهِمْ؟ » .
أخرجه عبد الرزاق (20303)، وأحمد (22366)، وعبد بن حميد (112)، وابن ماجة (3973)، والترمذي (2616)، والنسائي (11330).
- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
2627 -
[ح] سُفْيَان بْن عُييْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ ابْنَ عَبْدِ الله يَقُولُ: أخْبَرَنَا مَنْ شَهِدَ مُعَاذًا حِينَ حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ. يَقُولُ: اكْشِفُوا عَنِّي سَجْفَ القُبَّةِ أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ مَرَّةً: أُخْبِرُكُمْ
بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، لَمْ يَمْنَعْنِي أنْ أُحَدِّثكُمُوهُ إِلَّا أنْ تَتَّكِلُوا، سَمِعْتُهُ يَقُولُ:«مَنْ شَهِدَ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله مُخْلِصًا مِنْ قَلبِهِ، أوْ يَقِينًا مِنْ قَلبِهِ، لَمْ يَدْخُلِ النَّارَ، أوْ دَخَلَ الجنَّة» وَقَالَ مَرَّةً: «دَخَلَ الجنَّة وَلَمْ تَمسَّهُ النَّارُ» . أخرجه الحميدي (373)، وأحمد (22410).
2628 -
[ح] جَهْضَم اليَمَامِيّ، حدَّثنا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أبِي كَثِيرٍ، حدَّثنا زَيْدٌ يَعْنِي ابْنَ أبِي سَلَّامٍ، عَنْ أبِي سَلَّامٍ وَهُوَ زَيْدُ بْنُ سَلَّامِ بْنِ أبِي سَلَّامٍ نَسَبُهُ إِلَى جَدِّهِ، أنَّهُ حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَائِشٍ الحَضْرَمِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخامِرَ، أنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ: احْتَبسَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ذَاتَ غَدَاةٍ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى كِدْنَا نَتَرَاءَى قَرْنَ الشَّمْسِ، فَخَرَجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم سَرِيعًا، فَثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ وَصَلَّى وَتَجوَّزَ فِي صَلَاتِهِ فَلمَّا سَلَّمَ. قَالَ:«كَمَا أنْتُمْ عَلَى مَصَافِّكُمْ» ثُمَّ أقْبَلَ إِلَيْنَا.
فَقَالَ: «إِنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ مَا حَبَسَنِي عَنْكُمُ الغَدَاةَ إِنِّي قُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ، فَصَلَّيْتُ مَا قُدِّرَ لِي فَنعَسْتُ فِي صَلَاتِي حَتَّى اسْتَيْقَظْتُ، فَإِذَا أنا بِرَبِّي فِي أحْسَنِ صُورَةٍ. فَقَالَ: يَا مُحمَّدُ أتدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلَأُ الأعْلَى؟ قُلتُ: لَا أدْرِي يَا رَبِّ. قَالَ: يَا مُحمَّدُ فِيمَ يَخْتَصِمُ الملَأُ الأعْلَى؟ قُلتُ: لَا أدْرِي يا رَبِّ، قَالَ: يَا مُحمَّدُ فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلأُ الأعْلَى؟ قُلتُ: لَا أدْرِي يا رَبِّ، فَرَأيْتُهُ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ أنامِلِهِ بَيْنَ صَدْرِي فَتجَلَّى لِي كُلُّ شَيْءٍ وَعَرَفْتُ.
فَقَالَ: يَا مُحمَّدُ فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلَأُ الأعْلَى؟ قُلتُ: فِي الكَفَّارَاتِ. قَالَ: وَمَا الكَفَّارَاتُ؟ قُلتُ: نَقْلُ الأقْدَامِ إِلَى الجُمُعَاتِ، وَجُلُوسٌ فِي المَسَاجِدِ بَعْدَ
الصَّلَواتِ، وَإِسْبَاغُ الوُضُوءِ عِنْدَ الكَرِيهَاتِ. قَالَ: وَمَا الدَّرَجَاتُ؟ قُلتُ: إِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَلِينُ الكَلَامِ، وَالصَّلَاةُ وَالنَّاسُ نِيَامٌ. قَالَ: سَلْ. قُلتُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أسْألُكَ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَتَرْكَ المُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ المَسَاكِينِ، وَأنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي، وَإِذَا أرَدْتَ فِتْنَةً فِي قَوْمٍ فَتوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ، وَأسْألُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى حُبِّكَ» وَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:«إِنَّها حَقٌّ فَادْرُسُوهَا وَتَعَلَّمُوهَا» .
أخرجه أحمد (22460)، والترمذي (3235).
قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، سألت محمد بن إسماعيل، يعني البخاري، عن هذا الحديث؟ فقال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
2629 -
[ح] رَاشِد بْن سَعْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ السَّكُونِيِّ وَكَانَ مِنْ أصْحَابِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: رَقَبْنَا رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاةِ العِشَاءِ، فَاحْتَبسَ حَتَّى ظَنَنَّا أنْ لَنْ يَخْرُجَ، وَالقَائِلُ مِنَّا يَقُولُ: قَدْ صَلَّى وَلَنْ يَخْرُجَ، فَخَرَجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَقُلنَا: يَا رَسُولَ الله، ظَننَّا أنَّكَ لَنْ تَخْرُجَ وَالقَائِلُ مِنَّا يَقُولُ: قَدْ صَلَّى وَلَنْ يَخْرُجَ. فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أعْتِمُوا بِهَذِهِ الصَّلَاةِ؛ فَقَدْ فُضِّلتُمْ بِهَا عَلَى سَائِرِ الأُمَمِ، وَلَمْ تُصَلِّهَا أُمَّةٌ قَبْلَكُمْ» .
أخرجه ابن أبي شيبة (3365)، وأحمد (22416)، وأبو داود (421).
2630 -
[ح] عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ التُّجِيبِيَّ: حَدَّثَنِي أبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُليُّ، عَنْ الصُّنَابِحِيّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أخَذَ بِيَدِهِ يَوْمًا، ثُمَّ قَالَ:«يَا مُعَاذُ إِنِّي لَأُحِبُّكَ» فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: بِأبِي أنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله وَأنا أُحِبُّكَ. قَالَ:
أخرجه أحمد (22470)، وعبد بن حميد (120)، وأبو داود (1522)، والنسائي (1227).
2631 -
[ح] أبِي الزُّبَيْرِ المَكِّيِّ، عَنْ أبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ أنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أخْبَرَهُ، أنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم عَامَ تَبُوكَ. فَكَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم «يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالعَصْرِ، وَالمَغْرِبِ وَالعِشَاءِ» قَالَ: فَأخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا، ثُمَّ خَرَجَ. «فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالعَصْرَ جَمِيعًا» ثُمَّ دَخَلَ. ثُمَّ خَرَجَ، «فَصَلَّى المَغْرِبَ وَالعِشَاءَ جَمِيعًا» ثُمَّ قَالَ:«إِنَّكُمْ سَتَأتُونَ غَدًا، إِنْ شَاءَ الله عَيْنَ تَبُوكَ، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَأتُوهَا حَتَّى يَضْحَى النَّهَارُ، فَمَنْ جَاءَهَا فَلَا يَمَسَّ مِنْ مَائِهَا شَيْئًا، حَتَّى آتِيَ» .
فَجِئْنَاهَا، وَقَدْ سَبَقَنَا إِلَيْهَا رَجُلَانِ، وَالعَيْنُ تَبِضُّ بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ، فَسَألَهُما رَسُولُ الله:«هَل مَسِسْتُما مِنْ مَائِهَا شَيْئًا» فَقَالَا: نَعَمْ. فَسَبَّهُما رَسُولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ لَهُما مَا شَاءَ الله أنْ يَقُولَ. ثُمَّ غَرَفُوا بِأيْدِيهِمْ مِنَ العَيْنِ، قَلِيلًا قَلِيلًا.
حَتَّى اجْتَمَعَ فِي شَيْءٍ، ثُمَّ غَسَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، فِيهِ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ. ثُمَّ أعَادَهُ فِيهَا، فَجَرَتِ العَيْنُ بِمَاءٍ كَثِيرٍ.
فَاسْتَقَى النَّاسُ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يُوشِكُ يَا مُعَاذُ إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ، أنْ تَرى مَا هَاهُنَا قَدْ مُلِئَ جِنَانًا» .
أخرجه مالك (383)، والطيالسي (570)، وعبد الرزاق (4398)، وابن أبي شيبة (8314)، وأحمد 22347)، وعبد بن حميد (122)، والدارمي (1636)، ومسلم (1577)، وابن ماجة (1070)، وأبو داود (1206)، والنسائي (1576).
2632 -
[ح] أشْعَث، عَنِ الأسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: أتَانَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، بِاليَمَنِ مُعَلِّمًا وَأمِيرًا، فَسَألنَاهُ عَنْ رَجُلٍ: تُوُفِّيَ وَتَرَكَ ابْنَتهُ وَأُخْتَهُ، فَأعْطَى الِابْنَةَ النِّصْفَ وَالأُخْتَ النِّصْفَ.
أخرجه عبد الرزاق (19025)، وابن أبي شيبة (31715)، والدارمي (3051)، والبخاري (6734).
2633 -
[ح] حَبِيب بْن أبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أبِي رَبَاحٍ، عَنْ أبِي مُسْلِمٍ الخَوْلَانِيِّ عَبْد الله بْن ثَوْبٍ، قَالَ: دَخَلتُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَإِذَا فِيهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كَهْلًا مِنْ أصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ أكْحَلُ العَيْنَيْنِ، بَرَّاقُ الثَّنَايَا سَاكِتٌ، فَإِذَا امْتَرَى القَوْمُ فِي شَيْءٍ أقْبَلُوا عَلَيْهِ فَسَألُوهُ.
فَقُلتُ: لجَلِيسٍ لِي مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فَوَقَعَ لَهُ فِي نَفْسِي حُبٌّ، فَكُنْتُ مَعَهُمْ حَتَّى تَفَرَّقُوا، ثُمَّ هَجَّرْتُ إِلَى المَسْجِدِ، فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَائِمٌ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ، فَسَكَتَ لَا يُكَلِّمُنِي فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ جَلَسْتُ فَاحْتَبيْتُ بِرِدَائِي، ثُمَّ جَلَسَ فَسَكَتَ لَا يُكَلِّمُنِي، وَسَكَتُّ لَا أُكَلِّمُهُ، ثُمَّ قُلتُ: وَالله إِنِّي لَأُحِبُّكَ. قَالَ: فِيمَ تُحِبُّنِي؟ قَالَ: قُلتُ: فِي الله تبارك وتعالى فَأخَذَ بِحُبْوَتِي فَجَرَّنِي إِلَيْهِ هُنيَّةً، ثُمَّ قَالَ: أبْشِرْ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «المُتحَابُّونَ فِي جَلَالِي لهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ» .
قَالَ: فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ فَقُلتُ: يَا أبا الوَلِيدِ لَا أُحَدِّثُكَ بِمَا حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فِي المُتحَابِّينَ. قَالَ: فَأنا أُحَدِّثُكَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُهُ إِلَى
الرَّبِّ عز وجل قَالَ: «حَقَّتْ مَحبَّتي لِلمُتَحَابِّينَ فيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتي لِلمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتي لِلمُتَباذِلِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتي لِلمُتَوَاصِلِينَ فِيَّ» .
أخرجه ابن أبي شيبة (35235)، وأحمد (22431)، والحارث بن أبي أُسامة في «بغية الباحث» (1108)، والترمذي (2390).
- قال أبو عيسى التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
2634 -
[ح](خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، وَسُلَيمان بْن مُوسَى) حدَّثنا مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ، أنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، حَدَّثَهُمْ أنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ الله مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ فُوَاقَ نَاقَةٍ، وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ، وَمَنْ سَألَ الله القَتْلَ مِنْ عِنْدِ نَفْسِهِ صَادِقًا ثُمَّ مَاتَ أوْ قُتِلَ فَلَهُ أجْرُ شَهِيدٍ، وَمَنْ جُرِحَ جُرْحًا فِي سَبِيلِ الله أوْ نُكِبَ نَكْبَةً، فَإِنَّها تَجِيءُ يَوْمَ القِيَامَةِ كَأغَرِّ مَا كَانَتْ، لَوْنُها كَالزَّعْفَرَانِ وَرِيحُهَا كَالمِسْكِ، وَمَنْ جُرِحَ جُرْحًا فِي سَبِيلِ الله، فَعَلَيْهِ طَابَعُ الشُّهَدَاءِ» . قَالَ أبِي: وقَالَ حَجَّاجٌ، وَرَوْحٌ: كَأعَزِّ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: كَأغَرِّ «وَهَذَا الصَّوَابُ إِنْ شَاءَ الله» .
أخرجه عبد الرزاق (9534)، وأحمد (22364)، وعبد بن حميد (119)، والدارمي (2547)، وابن ماجة (2792)، والترمذي (1654)، والنسائي (6/ 25).
- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
* * *