الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثامناً - إلزام ما لا يلزم
فتجد بعض المخالفين يقول: قال العالم الفلاني كذا وكذا ، ومعنى كلامه كذا وكذا ، إذا فهو كذا وكذا.
فمثلاً: وجد من الناس من يستمع الغناء في هذا الزمن. فيقول بعضهم: من سمع الغناء ورضي به فهو فاسد.
ومن كان فاسداً ، ورضي بالفساد في بيته فهو ديوث. . .
ومن كان ديوثاً فهو لا يدخل الجنة ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:«ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه ، والمرأة المترجلة ، والديوث» (1) .
فانظر كيف بنى، وقرر، وألزم، وأدخل الناس النار، لأنه بنى على قواعد واحتمالات لم يتبينها من المحكوم عليه، مع العلم بأن الغناء محرم شرعاً.
تقول: له رحمة الله واسعة ، والله غفور لذنوب العباد.
فيقول في نفسه: المرجئة يقولون: إن الله غفور بالعباد ، والمرجئة يسهِّلون المعاصي ، إذا فهذا مرجئ ، فهو إذا مبتدع أو زنديق.
(1) جزء من حديث من سنن النسائي (2562) عن ابن عمر رضي الله عنهما ، اعتناء عبد الفتاح أبو غدة.
وكذلك في مسألة التكفير تجد الغلاة المكفرة كفروا بعض المسلمين واتجهوا بعد ذلك إلي من لم يكفرهم من المسلمين فكفروهم ويحتجون بالقاعدة الشرعية: "من لم يكفر الكافر فهو كافر". والقاعدة صحيحة لكن الفهم الخارج عن فهم السلف كان سبباً في وقوعهم في تكفير أهل الإسلام نسأل الله السلامة.