الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرابع عشر - عدم الانسجام الروحي والتناكر
وهذا سبب فطري ولا يلام عليه المسلم إذا كان أصل الحب في الله تعالى موجوداً، ولا يؤدي ذلك إلى ظلم أو تعدٍّ أو بغض أو أي شكل من أشكال الحرام.
قالت عائشة رضي الله عنها: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف» (1)
وأنا أكتفي بنقل كلام الخطابي في شرح هذا الحديث: " كما في شرح البخاري للكرماني ".
يقول الخطابي: " فيه وجهان أحدهما أن تكون إشارة إلى معنى التشاكل في الخير والشر، وأن الخيِّر من الناس يحن إلى شكله والشرير يميل إلى نظيره ، فالأرواح إنما تتعارف بسبب طباعها التي جبلت عليها من الخير والشر. فإذا اتفقت الأشكال تعارفت وتآلفت، وإذا اختلفت تناكرت وتنافرت ، والأخرى أنه روي أن الله - تعالى - خلق الأرواح قبل الأجساد فكانت تلتقي، فلما ألبست بالأجساد تعارفت بالذكر الأول، فصار كل منها إنما يعرف وينكر على ما سبق له من العهد المتقدم ".
(1) في البخاري عن عائشة موقوفا (3336) ، ومسلم (2638) عن أبي هريرة. انظر الجمع الصحيحين للموصلي تحقيق علي حسين البواب ج1 ، ص467.