المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سادسا - ضيق الأفق - الخلاف أسبابه وآدابه

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌ المقدمة

- ‌أولا- المرحلة القبلية للخطأ

- ‌ثانيًا - المرحلة البعدية للخطأ

- ‌أسباب الخلاف

- ‌أولا - وجود الخطأ أصلا

- ‌ثانياً - البغي والعدوان

- ‌ثالثًا - الحسد

- ‌رابعًا - الكبر

- ‌خامسًا - التعصب للأشخاص والمناهج

- ‌سادساً - ضيق الأفق

- ‌سابعاً - فساد التصور وضعفه

- ‌ثامناً - إلزام ما لا يلزم

- ‌تاسعاً - غلبة العاطفة على العقل

- ‌عاشراً - حب الخلاف لذاته

- ‌الحادي عشر - عدم التثبت في الأقوال والأفعال

- ‌الثاني عشر - اختلال التوازن المعرفي والعلمي

- ‌الثالث عشر - اتباع الهوى

- ‌الرابع عشر - عدم الانسجام الروحي والتناكر

- ‌آداب الخلاف

- ‌أولاً - الإخلاص والمتابعة

- ‌رابعاً - إيراد الدليل

- ‌خامساً - الهدوء في الرد

- ‌سادساً - ذكر جوانب الاتفاق قبل الاختلاف

- ‌سابعاً - التواضع في الرد

- ‌ثامناً - تحديد محل الخلاف

- ‌تاسعاً - الرد إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌عاشراً - التحاكم إلى صاحب أهلية في الحكم

- ‌الحادي عشر - تجنب النيل من الشخص والتشفي من عرضه

- ‌الثالث عشر - الإنصاف مع المخالف ولو كان عدواً لك

- ‌الرابع عشر - إحسان الظن

- ‌الخامس عشر - اختلاف الخلاف:

الفصل: ‌سادسا - ضيق الأفق

‌سادساً - ضيق الأفق

فبعض الناس ضيق الأفق ، لا يتسع صدره للمحاورة ولا للنقاش، فهو يغلق عليك الطريق منذ أول وهلة مقرراً رأيه ومسفها لما سواه.

يقول الله سبحانه وتعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} التوبة (6)، أي: اتركه حتى يسمع النور ، واتركه حتى يسمع الوحي ، واجعل له فرصة حتى يظهر لك ما في صدره.

ولا يفوتنا هنا: قصة «عتبة بن ربيعة وهو من رؤساء الشرك في قريش، عندما ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليحاوره ، فتركه صلى الله عليه وسلم حتى انتهى وفرغ من قوله وهو يعلم أنه باطل وإفك وزور.

ثم قال صلى الله عليه وسلم: أفرغت يا أبا الوليد» .

وكأنه صلى الله عليه وسلم مستعد لسماع محاضرة ودرس أطول من هذا المشرك.

لأنه صلى الله عليه وسلم يريد هداية الناس، فلا بد أن يسمع منهم ليعرف عللهم فيعالجهم بموجبها.

فما بالك إذا كان المحاور لك أخا من إخوانك المؤمنين؟ أفلا يكون أحق بالسماع من ذلك المشرك؟

يقول الشافعي: قولنا صواب يحتمل الخطأ، وقول غيرنا خطأ يحتمل الصواب.

ص: 24

ويقول: والله ما ناظرت أحداً إلا وددت أن يصيب وخفت عليه أن يخطئ، أو كما قال.

وكان إذا ناظر أحداً يدعو ويقول: اللهم سدده ، اللهم ثبته.

ولذلك رفع الله الشافعي وأمثاله.

ص: 25