المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌رابعا - الكبر - الخلاف أسبابه وآدابه

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌ المقدمة

- ‌أولا- المرحلة القبلية للخطأ

- ‌ثانيًا - المرحلة البعدية للخطأ

- ‌أسباب الخلاف

- ‌أولا - وجود الخطأ أصلا

- ‌ثانياً - البغي والعدوان

- ‌ثالثًا - الحسد

- ‌رابعًا - الكبر

- ‌خامسًا - التعصب للأشخاص والمناهج

- ‌سادساً - ضيق الأفق

- ‌سابعاً - فساد التصور وضعفه

- ‌ثامناً - إلزام ما لا يلزم

- ‌تاسعاً - غلبة العاطفة على العقل

- ‌عاشراً - حب الخلاف لذاته

- ‌الحادي عشر - عدم التثبت في الأقوال والأفعال

- ‌الثاني عشر - اختلال التوازن المعرفي والعلمي

- ‌الثالث عشر - اتباع الهوى

- ‌الرابع عشر - عدم الانسجام الروحي والتناكر

- ‌آداب الخلاف

- ‌أولاً - الإخلاص والمتابعة

- ‌رابعاً - إيراد الدليل

- ‌خامساً - الهدوء في الرد

- ‌سادساً - ذكر جوانب الاتفاق قبل الاختلاف

- ‌سابعاً - التواضع في الرد

- ‌ثامناً - تحديد محل الخلاف

- ‌تاسعاً - الرد إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌عاشراً - التحاكم إلى صاحب أهلية في الحكم

- ‌الحادي عشر - تجنب النيل من الشخص والتشفي من عرضه

- ‌الثالث عشر - الإنصاف مع المخالف ولو كان عدواً لك

- ‌الرابع عشر - إحسان الظن

- ‌الخامس عشر - اختلاف الخلاف:

الفصل: ‌رابعا - الكبر

‌رابعًا - الكبر

وهذا أوضحه، وقد عرفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:«الكبر بطر الحق وغمط الناس» (1) بطر الحق أي ردّه، وغمط الناس: أي احتقارهم.

فتجد بعض الناس ، لا ينظر إلى الآخرين لأجل هذا الكبر.

تقول له: السلام عليكم ورحمة الله. . . فلا يرد لأنه من فصيلةٍ أخرى ، فدمه دم آخر. فإذا نصحته غضب عليك ، وأخذته العزة بالإثم؛ لأنه يرى أن مثله لا ينصح.

فهذا هو رد الحق وبطره.

وما حمل أبا جهل على رد دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا الكبر، وكذلك الوليد بن المغيرة ، وكذلك الطغاة من قبلهما كفرعون وقارون وهامان.

لقد كان أبو جهل يعلم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم صادق ورسولٌ من عند الله عز وجل، لكنه كان يقول: إذا قال بنو هاشم: عندنا النبوة فماذا نقول؟ فانظر إلى الكبر والعياذ بالله.

قال سبحانه وتعالى: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} الأنعام (33) .

وقال تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} الأعراف (146) .

(1) جزء من حديث عند مسلم برقم (91) بشرح النووي ج2، وأخرجه أبو داود برقم (4091) ، والترمذي برقم (1999) ، بتحقيق كمال الحوت بلفظ قريب جدًّا.

ص: 20

فالمتكبر يرد الحق ويخالفه لأنه يرى أنه ليس بإمكانه أن يتنازل لك ليسمع منك الحوار، ويسمع منك المناظرة لحاجة في نفسه.

في حين أنه ينبغي للإنسان أن يقرر في نفسه للناس مبدأ التواضع للآخرين ، وقبول الحق منهم، ولو كانوا أقل منه علمًا أو تقوى.

ص: 21