الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رابعًا - الكبر
وهذا أوضحه، وقد عرفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:«الكبر بطر الحق وغمط الناس» (1) بطر الحق أي ردّه، وغمط الناس: أي احتقارهم.
فتجد بعض الناس ، لا ينظر إلى الآخرين لأجل هذا الكبر.
تقول له: السلام عليكم ورحمة الله. . . فلا يرد لأنه من فصيلةٍ أخرى ، فدمه دم آخر. فإذا نصحته غضب عليك ، وأخذته العزة بالإثم؛ لأنه يرى أن مثله لا ينصح.
فهذا هو رد الحق وبطره.
وما حمل أبا جهل على رد دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا الكبر، وكذلك الوليد بن المغيرة ، وكذلك الطغاة من قبلهما كفرعون وقارون وهامان.
لقد كان أبو جهل يعلم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم صادق ورسولٌ من عند الله عز وجل، لكنه كان يقول: إذا قال بنو هاشم: عندنا النبوة فماذا نقول؟ فانظر إلى الكبر والعياذ بالله.
قال سبحانه وتعالى: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} الأنعام (33) .
وقال تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} الأعراف (146) .
(1) جزء من حديث عند مسلم برقم (91) بشرح النووي ج2، وأخرجه أبو داود برقم (4091) ، والترمذي برقم (1999) ، بتحقيق كمال الحوت بلفظ قريب جدًّا.
فالمتكبر يرد الحق ويخالفه لأنه يرى أنه ليس بإمكانه أن يتنازل لك ليسمع منك الحوار، ويسمع منك المناظرة لحاجة في نفسه.
في حين أنه ينبغي للإنسان أن يقرر في نفسه للناس مبدأ التواضع للآخرين ، وقبول الحق منهم، ولو كانوا أقل منه علمًا أو تقوى.