الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثالثًا - الحسد
قال سبحانه وتعالى: {حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} (البقرة (109)
والحسد يسري في أهل المهن المتشابهة ،والمتقاربين في السن، والزملاء والأقران، إلا من رحم الله، فتجد الشيخ يخالف الشيخ، والطالب يخالف الطالب، والمهندس يخالف المهندس، والطبيب يخالف الطبيب، والشاعر يخالف الشاعر. .
وكثير من الأشياء لها أضداد تخالفها حتى الحديد وهو أقوى الأشياء.
قيل لأحد الحكماء: ما أقوى شيء خلقه الله؟
قال: أقوى شيء خلقه الله سبحانه وتعالى هو الجبال.
قالوا: وما أقوى من الجبال؟
قال: الحديد.
قالوا: وما أقوى من الحديد؟
قال: الريح.
ولذلك يقول سبحانه وتعالى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} الأحقاف (25)
وأثبت ذلك العلم الحديث.
قالوا: فما أقوى من الريح؟ قال: الصمت.
فالصمت أقوى من الريح، ولذلك يقول (البردوني) يُحيي الرسول عليه الصلاة والسلام ويحيي دعوته:
بُشرى من الغيب ألقت في فم الغارِ
…
وحيًا وأفضتْ إلى الدنيا بأسرارِ
بشرى النبوة طافت كالشذا سحرًا
…
وأعلنت في الدنا ميلادَ أنوارِ
وشقَّت الصمتَ والأنسامُ تحملها
…
تحت السكينة من دارٍ إلى دارِ
فالمقصود: أن الحسد يحمل بعض الناس إلى أن يخالف غيره، ولو كان الحق مع المخالف. وهذا مذهب بني إسرائيل، والعياذ بالله ، فهم يحسدون الناس كما قال سبحانه وتعالى:{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} النساء (54) .
وبنو الإسلام يقع فيهم الحسد كما يقع في غيرهم ، ولو كانوا مؤمنين.
وكثيرًا ما يقع الحسد بين الأقران:
إن العرانيين تلقاها محسدةً
…
ولا ترى لِلِئام الناس حُسَّادا
وكتب ابن الوزير العالم اليمني لعمه رسالةً يشكو فيها من حسد الأقران، فرد عليه عمُّه وقال:
وشكوت من ظلم الوشاة ولن تجد
…
ذا سؤددٍ إلا أصيب بحسَّدِ
لا زلت يا ابن الكرام محسَّدًا
…
والتافه المسكين غير محسَّدِ
وقيل للحسن البصري: أيحسد المؤمن؟
قال: ويلك!! أنسيت قصة أبناء يعقوب لما حسدوا يوسف عليه السلام؟
قال: فماذا أفعل؟
قال: إذا حسدت فلا تبغ.