الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسباب الخلاف
أولا - وجود الخطأ أصلا
إن وجود الخطأ كما ذكرنا آنفا سبب قوي في نشوء الخلاف، يكبر الخلاف معه ويصغر، وهو يشكل علاقةً مطردةً، لذلك أهل السنة والجماعة على خلاف مع الفِرَق المبتدعة سواءً الأشاعرة أو المعتزلة أو القدرية أو الجبرية أو الرافضة أو الخوارج أو الصوفية، وذلك بسبب أخطاء تلك الفرق المبتدعة، والخلاف معهم ليس بدرجة الخلاف الذي يكون مع الزنادقة والكفرة والملاحدة، كما أن الخلاف هنا مع ضخامته ضد أهل الضلال والزيغ، فإنك تجده محجماً بين المذاهب السنية الأربعة المالكية والأحناف والشافعية والحنابلة، وذلك لأن الأخطاء الواقعة كانت في مسائل فقهية فرعية، فهم لم يختلفوا بحمد الله في مسائل عقدية كالمبتدعة، وبالتالي كان الخلاف بينهم صغيراً وبسيطاً، يتحقق فيهم قوله صلى الله عليه وسلم:«إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر» (1) . ولكن يظل خلافاً يجب رده للكتاب والسنة.
(1) أخرجه البخاري (7352) ومسلم (1716) عن عمرو بن العاص رضي الله عنه.