الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثالث عشر - الإنصاف مع المخالف ولو كان عدواً لك
.
قال تعالى: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} المائدة (8)
ولذلك تجد من لا يقيم هذا المبدأ في حياته يغضب منك إذا ذكرت صفة حسنة في عدو لك وله. كأن تذكر تفوق الدول الغربية في مسائل التعليم المادي، أو في سهولة إنجاز المعاملات، أو نحوها من الأمور الدنيوية.
وهذا ليس به بأس؛ لأنه من ذكر المزايا الدنيوية لهذه الدول والتي تفوقوا فيها ، ولا دخل له من قريب أو من بعيد بالولاء والبراء، كما يزعم بعض الناس ، لأننا نعلم أن أشد الناس عداوة لنا هو من عادانا بسبب الدين:
كل العداوات قد ترجى إماتتها إلا عداوة من عاداك في الدينِ.
ولذلك قال عمرو بن العاص رضي الله عنه في الروم: إن فيهم أربع خصال:
1-
أنهم أحلم الناس عند فتنة.
2-
وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة.
3-
وأوشكهم كرة بعد فرة.
4-
وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف.
5-
وخامسة حسنة جميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك. (1)
وأما مسألة أهل البدع وذكر محاسنهم، فإنها مسألة أخرى غير هذه، وهي مما طال فيه الجدال بين الدعاة والشباب في هذا الزمان.
(1) أخرجه مسلم (2898) يشرح النووي ج18.
والصواب فيها - إن شاء الله - أن أهل البدع ليسوا على شاكلة واحدة، فمنهم الذي اجتهد عن حسن نية في اختياراته وترجيحاته، ويظن أنه على منهج أهل السنة ، ولكنه ضل الطريق لحكمة إلهية. فهذا نعذره ونبين خطأه مع ذكر محاسنه كالحافظ ابن حجر ، والنووي والقاضي عياض ونحوهم.
وآخرون استمرؤوا البدع ونابذوا أهل السنة عن علم ، وعن بغي وعدوان.
فهؤلاء لا نذكر محاسنهم أبداً ، لأن في ذلك تلبيساً على المسلمين ، بل نحذر منهم ونفضحهم. وهذا كحال الجعد بن درهم ، والجهم بن صفوان ، والعلاف ، والنظام ، وغيرهم من دعاة البدعة ورءوسها ، قديماً ومن سار على دربهم حديثاً.
أما من يستخدم هذا المنهج الأخير مع دعاة الإسلام ، وأهل الفضل ، فهو خاطئ:
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمو
…
من اللوم أو سدوا المكان الذي سدّوا